
عاجل

عكاظ
منذ 37 دقائق
- سياسة
- عكاظ
إسرائيل وإيران.. أخطر معارك التاريخ الحديث
تشهد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أخطر المعارك في تاريخها الحديث، مع اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، بعد عقود من «حرب الظل» والعمليات غير المباشرة. هذه الحرب ليست مجرد نزاع عسكري تقليدي، بل صراع وجودي تتداخل فيه الأبعاد السياسية والعقائدية والتكنولوجية، وتنعكس تداعياته على كامل الإقليم والعالم. بدأت جذور هذا الصراع منذ انتصار الثورة في إيران عام 1979، حين اعتبرت طهران إسرائيل «العدو الأول»، بينما رأت تل أبيب في إيران التهديد الإستراتيجي الأخطر. وتحول الصراع إلى مواجهات استخباراتية واغتيالات وهجمات سيبرانية. لكن في يونيو 2025، انفجر الوضع إلى حرب مفتوحة. شنّت إسرائيل هجمات جوية مكثفة على مواقع حساسة في إيران، استهدفت منشآت نووية وعسكرية، وأدّت إلى مقتل كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وردت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيّرات، مستهدفة العمق الإسرائيلي، وأوقعت إصابات ودماراً في تل أبيب وحيفا. ليست هذه الحرب مجرد صراعات في الميادين العسكرية من صواريخ وطائرات، بل هي معركة إرادات، اختبار لقدرة الأطراف على التحمّل، والسيطرة على السرد الإعلامي الذي يوجه الرأي العام المحلي والدولي. تتطلع إسرائيل إلى ترسيخ تفوقها الجوي، واستهداف البنية الأمنية والنووية الإيرانية، في حين تسعى طهران إلى كسر هيبة الردع الإسرائيلية، وتهديد العمق المدني والعسكري لدولة الاحتلال. ويُعد استهداف المنشآت النووية من أبرز المخاطر المحتملة، حيث قد تؤدي الضربات إلى تسرب مواد مشعة من المفاعلات أو منشآت تخصيب اليورانيوم، خاصة إذا تعرّضت خزانات الوقود أو أنظمة التبريد لأضرار. وعلى الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم ترصد تسربًا إشعاعيًا بعد الهجمات على مواقع في أصفهان، فإن هناك تحذيرات من احتمال وقوع سيناريوهات أسوأ، خاصة إذا أصيبت منشآت مثل «بوشهر» التي تحتوي على مفاعلات نشطة. انتشار التلوث الإشعاعي عبر الهواء أو المياه الجوفية قد يهدّد صحة السكان في إيران والدول المجاورة، ويؤثر على البيئة بشكل خطير. كما أن استهداف منشآت مثل محطات «بوشهر» قد يعطل إمدادات الطاقة في إيران، الأمر الذي يهدد استقرار أسواق النفط العالمية ويزيد من حالة عدم اليقين على الصعيد الاقتصادي الدولي. وبينما تتزايد أعداد الضحايا ويتوسع الدمار والشلل في البنى التحتية، تصبح هذه الحرب واحدة من أخطر النزاعات الحديثة، ليس فقط بسبب عنفها العسكري، وإنما أيضًا لاحتمالية تغير موازين القوى في المنطقة والعالم، وتأثيرها الكبير على حياة الملايين. وتُحتّم على المجتمع الدولي بذل جهود مضاعفة للحيلولة دون تحوّل الصراع إلى مواجهة مفتوحة يصعب السيطرة عليها. إذ إن تطورات هذه الحرب تُشير إلى أن الشرق الأوسط يعيش لحظة مفصلية، تحمل في طياتها مخاطر إعادة رسم خريطة النفوذ وتغيير موازين القوى، مع تداعيات مباشرة على استقرار المنطقة والعالم أجمع. أخبار ذات صلة