
صراع إيران وإسرائيل.. قلق داخلي وأسئلة حول الرهائن وحرب غزة – DW – 2025/6/22
تعيش مناطق في إسرائيل حالة تأهب متواصل في ظل القصف المتبادل مع إيران، حيث يلتزم المدنيون الملاجئ وسط انقطاع جزئي عن العالم الخارجي، بينما يثير الصراع تساؤلات حول موقف الرأي العام منه ومصير الرهائن والحرب في غزة.
مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران أسبوعه الثاني واستمرار القصف بين الجانبين يعيش الإسرائيليون حالة من الذعر والخوف في ملاجئ تحت الأرض في مدينة تل أبيب، في ظل انقطاع شبكة الإنترنت وعدم معرفتهم بما يحدث في الخارج.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت حياة سكان إسرائيل مرهونة إما بتنبيهات الهواتف المحمولة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أو صافرات الإنذار الجوية التي تحذّر من صواريخ باليستية قادمة من إيران.
قال ليور، شاب إسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه الأخير بينما كان يحاول عبثاً الاتصال بشبكة الإنترنت لـ DW: "أصبح بإمكاننا التمييز بين أصوات الضربات المباشرة واعتراض الصواريخ، ولكننا قلقون حول مدى قربها واحتمال إصابة شخص نعرفه".
فقد أطلقت إيران صباح الخميس (19 يونيو/ حزيران 2025) وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، ومع أن إسرائيل قد اعترضت معظمها إلا أن بعضها أصاب مبانٍ في مدينة حولون وضاحية رمات غان في تل أبيب، بالإضافة إلى تعرّض مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل إلى دمار هائل، بالرغم من إخلاء المستشفى قبل يوم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
هذه الضربات المتتالية تؤرق عيش الإسرائيليين داخل الملاجئ، خصوصاً بعد انطلاق إنذار آخر في ساعات الصباح الأولى منذراً بإفلات صاروخ إيراني من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وأصاب مبنى على بعد كيلومتر واحد من الملجأ، مما تسبب في اهتزازه وترك الناس بداخله يلهثون من الخوف. وبهذا الصدد قال ليو: "لا بد أن تستمر الحياة، وقد مررنا بالعديد من الأزمات من قبل، لكن هذه بالتأكيد أوقاتٌ غريبةٌ ومقلقةٌ للغاية".
وتقول شيرا التي رفضت أن تفصح عن اسمها الأخير لـ DW :"إنه أمر مخيف، نحن نعلم أن هذه الصواريخ أشدُّ فتكاً، وأن هذا الصراع يختلف عن الصراعات السابقة، أتساءل إلى متى سيستمر الحال على ما هو عليه، الناس في حالة توتر بسبب قلة النوم".
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران تمثل التهديد الأكبر لأمن إسرائيل، وبينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية إلا أن نتنياهو يعتقد أنها تستخدمه لأغراض عسكرية. وبالإضافة إلى توعّد القيادة الإيرانية بإبادة إسرائيل وشعبها، تشكّل الصواريخ البالستية الإيرانية ووكلاء إيران في المنطقة تهديداً كبيراً لإسرائيل.
وحتى نتنياهو كان قد هدد لسنوات بمهاجمة إيران، ولكنه كان يحاول تجنّب هذا الصراع، وبدلاً من المواجهة المباشرة مع إيران خاضت إسرائيل ما يسمى بــ "حرب الظل" ضد إيران من خلال الهجمات الإلكترونية والتهديد والتوعد، ليس ضد إيران فحسب، بل ضد حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما تعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
حرب الظل التي اتبعها نتنياهو ضد إيران في السابق لم تعد مجدية اليوم بالنسبة له، ما جعله يغير من موقفه ويبدأ صراعاً مباشراً معها، وعن السبب في ذلك قال عكيفا إلدار، صحفي ومعلق إسرائيلي لـ DW: "نأى نتنياهو بنفسه عن الحرب لسنوات عديدة، فلم يكن مستعداً لاتخاذ خطوات تؤدي إلى وفيات ودمار"، ويرى بأن نتنياهو يحاول تجميل صورته ومكانته التي خسرها بعد حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول التي كشفت عن ضعف أمني في إسرائيل.
وحتى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان نتنياهو يقدّم نفسه على أنه الضمان الأول لأمن إسرائيل، ولكن الحرب حطمت هذه الصورة، خاصة بعد أن أسفر الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، وهو ما وصفه كثيرون بأنه أسوأ فشل أمني في البلاد.
لم يبدأ نتنياهو هذا الصراع فجأة ومن فراغ، بل كان يخط لذلك من قبل ما جعله ناجحاً بحسب خبراء، فيقول محللون سياسيون إن إسرائيل قد بدأت بإضعاف حلفاء إيران الإقليميين قبل ذلك بعدة أشهر. ففي تبادل مباشر لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، قالت تل أبيب إنها استهدفت أنظمة دفاع جوي حيوية، مما قلل من قدرة طهران الدفاعية وفتح المجال أمام الهجوم الأخير.
والإطاحة بنظام الأسد حليف إيران في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، فتح أمام إسرائيل المجال الجوي السوري وأعطاها حرية أكبر بحركة الطيران في المنطقة بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت إلى DW.
ومع اندلاع هذا الصراع تتجه الأنظار اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، فقال ترامب إنه يدرس مشاركة الولايات المتحدة العمل العسكري إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وصرّح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: " قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله".
ورغم أن ترامب كان قد نصح نتنياهو بعدم اللجوء إلى القوة والعمل العسكري، إلا أن موقفه تغير مؤخراً. يأتي ذلك رغم سعي إدارته السابقة لعقد تفاهمات دبلوماسية جديدة مع طهران بوساطة سلطنة عمان بشأن برنامجها النووي. وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتل آية الله خامنئي "حالياً"، لكنه طالب بـ"استسلام غير مشروط" من إيران.
ومن جانبه يرى المحلل إيلدار أن نتنياهو يشعر بالارتياح الآن لأنه يعتقد أنه قادر على جرّ ترامب إلى هذه الحرب، وأضاف: "وما الذي سيُخلد في الذاكرة لاحقاً؟ أنه (نتنياهو) الزعيم الذي أنقذ إسرائيل من محرقة ثانية"، في إشارة إلى دعوات إيران المتكررة لتدمير إسرائيل.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
يواجه نتنياهو انتقادات كثيرة من داخل إسرائيل، أبرزها رفضه إنهاء الحرب في غزة أو التوصل إلى اتفاق مع حماس يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديهم مقابل وقف إطلاق النار. كما هددت أحزاب اليمين المتطرف في حكومته بالانسحاب إذا أنهى الحرب قبل الإطاحة بحماس، وفي ضوء محاكمته بتهم فساد يتهمه منتقدوه بأنه يستخدم الحرب للبقاء في السلطة.
هذا الدعم الشعبي الذي كاد نتنياهو يخسره في حربه ضد حماس على وشك أن يستعيده في صراعه مع إيران، فأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس أن 83 بالمئة من اليهود الإسرائيليين يدعمون العمليات العسكرية ضد إيران، ويعبّرون عن ثقتهم بالمؤسسات الأمنية الإسرائيلية وقدرتها على خوض حرب طويلة الأمد.
وفي المقابل أعرب غالبية المواطنين العرب في إسرائيل عن معارضتهم لهذا الصراع، وعبروا عن أنهم يفضلون إيجاد حل دبلوماسي بين الطرفين. من بينهم روني أرنون الذي يقف مذهولاً أمام الدمار الذي حلّ بحيّه في رمات غان، وقال لـ DW: " أنا من الأقلية هنا، فالكثيرون يدعمون ما يحدث"، وأضاف: "يسمّون رئيس وزرائنا (نتنياهو) بالساحر، لأنه يعرف كيف يجعلنا نصدّق أننا ننتصر ونهزم أعداءنا، لكننا أشعلنا ناراً لا نعلم كيف ستنتهي".
الحرب في غزة والرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس جبهة أخرى ما تزال مفتوحة، ومع قساوة الصراع الأخير لم ينسَ الإسرائيليون رهائنهم لدى حماس.
فتجمع عدد صغير من المتظاهرين قبل أيام في ساحة ديزنجوف وسط تل أبيب حاملين صور الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، كانت من ضمنهم والدة الجندي ماتان أنغريست، المحتجز منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
قالت أنات أنغريست لـ DW: " عندما بدأت الحرب مع إيران، كنا خائفين أن يُنسى ابني العزيز في غزة، فحياته في خطر"، وأضافت: "لكن بعد ساعات قليلة من الضربة، تلقيت رسائل من كثير من الإسرائيليين يقولون إن نجاحنا في إيران سيُعيد لنا أبناءنا". ورغم انتقاد أنغريست للحكومة الإسرائيلية على تقاعسها في تحرير ابنها، فإنها تعتقد أن إضعاف إيران سيحدّ من دعمها لحماس، مما قد يعجل بنهاية الحرب وعودة ابنها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 3 ساعات
- DW
واشنطن "تدمر" مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد – DW – 2025/6/22
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن بلاده نفذت "هجوما ناجحا جدا" على 3 مواقع نووية إيرانية، وطالب طهران بالموافقة على "إنهاء هذه الحرب". وأشادت إسرائيل بـ"القرار الجريء"، بينما هددت إيران بالرد. وبروكسل تدعو للعودة إلى الحوار. في تطور جديد في الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، نفذ الجيش الأمريكي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد (22 يونيو/حزيران 2025) "هجمات ناجحة جدا" على ثلاث منشآت نووية إيرانية، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات عدة وقد تكون غير متوقعة. DW تتابع التطورات أولا بأول. ـ ترامب يحذر إيران من الرد ويخيّرها بين "السلام أو المأساة"ـ نتنياهو يشيد بـ"القرار الجريء" لترامب بقصف المنشآت النووية الإيرانية-إيران تدين الهجمات الأمريكية وتعتبرها "انتهاكًا خطيرًا" وتهدد بالرد-بروكسل وبرلين تدعوان للعودة إلى طاولة الحوار-هجمات إيرانية على إسرائيل بعد الضربات الأمريكية ـ رفع مستوى التأهب في إسرائيل بعد الضربات الأمريكية-الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا زيادة في مستويات الإشعاع حتى الآن واشنطن تعلن قصف 3 منشآت نووية إيرانية ومنها موقع فوردو هزّ انفجار مدوٍ محافظة بوشهر، جنوب غرب إيران، حيث تقع محطة الطاقة النووية، صباح الأحد، بالتزامن مع هجوم إسرائيلي استهدف موقعين عسكريين في المنطقة، وفقاً لصحيفة "شرق". تزامن ذلك مع انفجار آخر في محافظة يزد الواقعة وسط البلاد. أفادت وكالة "تسنيم" أن طائرات إسرائيلية قصفت منشأتين لتخزين النفايات في منطقة عسكرية بيزد، دون أن يُسفر القصف عن أضرار كبيرة. في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عبر وكالة "مهر" أن هجمات إسرائيلية استهدفت منطقتين عسكريتين في يزد بعد ظهر اليوم، واصفاً إياها بـ"العدوان الصهيوني الهمجي". في تطور غير مسبوق، نفّذت الولايات المتحدة ضربات جوية على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، وهو ما اعتبرته طهران "تجاوزاً للخطوط الحمراء"، مما ينذر بتصعيد خطير في المنطقة. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video نقلت رويترز عن وسائل إعلام إيرانية موافقة البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، مشيرة إلى أن القرار النهائي بشأن الإجراء مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية في إيران. وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية اليوم الأحد أن قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران. ولم يحسم بعد قرار إغلاق المضيق، الذي يمر عبره حوالي 20 بالمئة من تدفقات النفط والغاز العالمية، لكن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال لنادي الصحفيين الشباب اليوم الأحد إن إغلاق المضيق مطروح "وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر". يشار إلى أن مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترًا، طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية، على سبيل المثال بالنسبة للناقلات التي تغادر من السعودية. أكد جيه. دي فانس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن تريد التحدث مع إيران بشأن تسوية طويلة الأمد، بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وقال فانس إن بلاده نجحت في عرقلة برنامج إيران النووي وأرجأته لـ"فترة طويلة جدًا"، مضيفًا أن الرئيس دونالد ترامب يأمل الآن في السعي إلى حل دبلوماسي. وتابع في حديثه لبرنامج على شبكة (إن.بي.سي) "لا نريد إطالة أمد هذا الأمر أو توسيعه. نريد إنهاء برنامجهم النووي". وصرح فانس: "سنعمل الآن على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم خلال السنوات المقبلة". قال قائد الجيش الأمريكي إن أكثر من 125 طائرة عسكرية أمريكية شاركت في الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث في عملية قال إنهم أطلقوا عليها اسم "مطرقة منتصف الليل". وأضاف رئيس هيئة الأركان الأمريكية دان كين إن قواتهم استخدمت ما يقرب من 75 سلاحا موجهًا بدقة خلال هذه العملية، مشيرًا إلى أنهم استخدموا عدة أساليب خداع مع إيران في أثناء التحرك لضرب المنشآت النووية. وذكر كين أنه تم إسقاط ما مجموعه 14 صاروخًا خارقًا ضخمًا على أهداف إيرانية في حوالي الساعة 02:10 صباحا بالتوقيت المحلي في إيران وآخرها صواريخ توماهوك.من جهته قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إنه تم إعداد خطة قصف إيران على مدى شهور وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس الأمريكي ترامب. وقال هيغسيث إنهم "دمروا البرنامج النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى للسلام وعلى إيران أن تسلك هذا الطريق. أصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية متعددة في حالة تأهب قصوى اليوم الأحد بعد أن زادت الضربات الأمريكية على إيران من احتمالات اتساع رقعة الصراع في المنطقة. وأفاد مصدران مطلعان لرويترز اليوم الأحد بأن السعودية، التي أدانت الهجمات الأمريكية على إيران، في حالة تأهب أمني قصوى، بينما حثت البحرين سائقي السيارات على تجنب الطرق الرئيسية، وأقامت الكويت ملاجئ في مجمع وزاري.من جهتها حذرت قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط من "تداعيات كارثية" للتصعيد الراهن على مستوى الاقليم والعالم. وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وتوجد كذلك قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر والإمارات. وسبق أن توعدت طهران باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك القواعد العسكرية، إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي. أعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند الأحد أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران لم تسفر عن سقوط قتلى. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن كوليوند قوله إنه "لحسن الحظ، لم نسجّل أي شهداء في أحداث الليلة الماضية جراء العدوان الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية". وأعلنت الحكومة الإيرانية الأحد أن قوات التعبئة ("البسيج") المرتبطة بالحرس الثوري، عززت دورياتها في المدن بهدف ضبط الأمن، في عاشر أيام الحرب بين إيران وإسرائيل. وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي "في ظل الحاجة الى تعزيز الأمن، خصوصًا في الليل، تمت زيادة عدد الدوريات في المدن". حثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين على التوصل إلى حل دبلوماسي في أعقاب الهجمات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية. ونشرت فون دير لاين على منصة التواصل الاجتماعي إكس اليوم الأحد "الآن هو الوقت المناسب لإيران للانخراط في حل دبلوماسي موثوق. طاولة المفاوضات هي المكان الوحيد لإنهاء تلك الأزمة". وأضافت فون دير لاين أن "التوترات في الشرق الأوسط وصلت إلى ذروة جديدة والآن يجب أن يتم إعطاء الاستقرار أولوية. احترام القانون الدولي أمر بالغ الأهمية. يجب ألا تحصل إيران على القنبلة (الذرية)".لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال اليوم الأحد إنه من غير المجدي مطالبة طهران بالعودة إلى الدبلوماسية في ظل تعرضها لهجمات إسرائيلية وأمريكية، وتابع أن على طهران أن ترد بناء على حقها في ذلك قبل أن تتمكن من إعادة النظر في الدبلوماسية. أعلن البابا ليو الرابع عشر الأحد بعد الضربات الأمريكية على مواقع نووية في إيران أن "البشرية تصرخ وتطالب بالسلام" إزاء "الأخبار المقلقة القادمة من الشرق الأوسط". وقال البابا في ختام صلاة التبشير الأسبوعية في الفاتيكان إن "كل عضو في الأسرة الدولية يتحمل المسؤولية الأخلاقية بوضع حد لمأساة الحرب قبل أن تتحول إلى هاوية لا يمكن ردمها". ذكرت تقارير اليوم الأحد أن البرلمان الإيراني سيدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، في أعقاب الضربات الأمريكية على منشآت نووية. وقال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عباس غولرو على إكس اليوم الأحد إن لطهران الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة منها. وتنص المادة العاشرة على أن لأي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "الحق في الانسحاب من المعاهدة إذا رأى أن أحداثًا استثنائية عرضت المصالح العليا لبلاده للخطر". وردًا على سؤال حول الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "لست في وضع يسمح لي بالكشف عن أفضل خطواتنا". ويدرس البرلمان الإيراني مسألة إغلاق مضيق هرمز أيضًا. وقالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية بالبرلمان إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية.غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، بعد ساعات من قصف طائرات حربية أمريكية منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو ومواقع أخرى. يشار إلى أن مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترًا، طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية، على سبيل المثال بالنسبة للناقلات التي تغادر من السعودية. أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها البالغ إزاء التداعيات المحتملة للضربات الأمريكية على إيران. وقالت الخارجية التركية في بيان إن القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية فاقم خطر توسع الصراع والاضطرابات إلى أعلى مستوى، وحذرت أن التطورات الحالية "قد تحول الصراع الإقليمي إلى عالمي وهو ما يجب ألا يحدث". أكد الحرس الثوري الإيراني أن "التكنولوجيا النووية الإيرانية والسلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم"، وذلك في أعقاب الهجمات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية قال ترامب إنها "تدمرت بالكامل". وقال الحرس الثوري إن واشنطن وضعت نفسها بشكل مباشر "على خط المواجهة للعدوان" بمهاجمة المنشآت "السلمية"، وهدد باستهداف المصالح الأمريكية، وقال إن على "الغزاة" الآن انتظار ردود "ستجعلهم يندمون". وأضاف الحرس الثوري أن عدد وانتشار وحجم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لا يشكل قوة بل "نقطة ضعف"، وتابع أن أمريكا "لا تملك المبادرة ولا القدرة على الهروب من عواقب الرد العنيف"، مشيرًا إلى أن مسارات الطائرات المشاركة في هذا العدوان تم تحديدها وهي تحت المراقبة، ومؤكدًا أن عملياته ستستمر بدقة وقوة على البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية والمصالح الإسرائيلية. دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إيران إلى "البدء فورًا في مفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع". وعقد ميرتس اجتماعًا أمنيًا للحكومة صباح اليوم الأحد في أعقاب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفان كورنيليوس إن الحكومة الألمانية تفترض أن "أجزاءً كبيرة من البرنامج النووي الإيراني قد تضررت جراء الغارات الجوية". أدان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن الأحد، الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرين أنها "إعلان حرب" على الشعب الإيراني. وقالت حكومة "التغيير والبناء" التابعة للحوثيين في بيان إن "عدوان إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب الطائشة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، إعلان حرب سافر على الشعب الإيراني الشقيق"، مؤكدة الالتزام "بإعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر". حثت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات، وذلك بعد أن قصفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وقالت كالاس في منشور على منصة إكس "يجب ألا يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي"، وأضافت: "أحث جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات ومنع المزيد من التصعيد"، مشيرة إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع غدًا الاثنين. أدانت سلطنة عُمان، الوسيط الرئيسي في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الضربات الأمريكية على إيران ودعت إلى "خفض التصعيد الفوري والشامل". وأعرب متحدث بوزارة الخارجية العمانية في بيان عن "إدانة سلطنة عمان لهذا العدوان غير القانوني ودعوتها إلى خفض التصعيد الفوري والشامل". وأضاف أن ذلك "يهدد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية".


DW
منذ 12 ساعات
- DW
صراع إيران وإسرائيل.. قلق داخلي وأسئلة حول الرهائن وحرب غزة – DW – 2025/6/22
تعيش مناطق في إسرائيل حالة تأهب متواصل في ظل القصف المتبادل مع إيران، حيث يلتزم المدنيون الملاجئ وسط انقطاع جزئي عن العالم الخارجي، بينما يثير الصراع تساؤلات حول موقف الرأي العام منه ومصير الرهائن والحرب في غزة. مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران أسبوعه الثاني واستمرار القصف بين الجانبين يعيش الإسرائيليون حالة من الذعر والخوف في ملاجئ تحت الأرض في مدينة تل أبيب، في ظل انقطاع شبكة الإنترنت وعدم معرفتهم بما يحدث في الخارج. ومنذ ذلك الحين، أصبحت حياة سكان إسرائيل مرهونة إما بتنبيهات الهواتف المحمولة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أو صافرات الإنذار الجوية التي تحذّر من صواريخ باليستية قادمة من إيران. قال ليور، شاب إسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه الأخير بينما كان يحاول عبثاً الاتصال بشبكة الإنترنت لـ DW: "أصبح بإمكاننا التمييز بين أصوات الضربات المباشرة واعتراض الصواريخ، ولكننا قلقون حول مدى قربها واحتمال إصابة شخص نعرفه". فقد أطلقت إيران صباح الخميس (19 يونيو/ حزيران 2025) وابلاً من الصواريخ على إسرائيل، ومع أن إسرائيل قد اعترضت معظمها إلا أن بعضها أصاب مبانٍ في مدينة حولون وضاحية رمات غان في تل أبيب، بالإضافة إلى تعرّض مستشفى سوروكا في بئر السبع جنوب إسرائيل إلى دمار هائل، بالرغم من إخلاء المستشفى قبل يوم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية. هذه الضربات المتتالية تؤرق عيش الإسرائيليين داخل الملاجئ، خصوصاً بعد انطلاق إنذار آخر في ساعات الصباح الأولى منذراً بإفلات صاروخ إيراني من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وأصاب مبنى على بعد كيلومتر واحد من الملجأ، مما تسبب في اهتزازه وترك الناس بداخله يلهثون من الخوف. وبهذا الصدد قال ليو: "لا بد أن تستمر الحياة، وقد مررنا بالعديد من الأزمات من قبل، لكن هذه بالتأكيد أوقاتٌ غريبةٌ ومقلقةٌ للغاية". وتقول شيرا التي رفضت أن تفصح عن اسمها الأخير لـ DW :"إنه أمر مخيف، نحن نعلم أن هذه الصواريخ أشدُّ فتكاً، وأن هذا الصراع يختلف عن الصراعات السابقة، أتساءل إلى متى سيستمر الحال على ما هو عليه، الناس في حالة توتر بسبب قلة النوم". ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران تمثل التهديد الأكبر لأمن إسرائيل، وبينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية إلا أن نتنياهو يعتقد أنها تستخدمه لأغراض عسكرية. وبالإضافة إلى توعّد القيادة الإيرانية بإبادة إسرائيل وشعبها، تشكّل الصواريخ البالستية الإيرانية ووكلاء إيران في المنطقة تهديداً كبيراً لإسرائيل. وحتى نتنياهو كان قد هدد لسنوات بمهاجمة إيران، ولكنه كان يحاول تجنّب هذا الصراع، وبدلاً من المواجهة المباشرة مع إيران خاضت إسرائيل ما يسمى بــ "حرب الظل" ضد إيران من خلال الهجمات الإلكترونية والتهديد والتوعد، ليس ضد إيران فحسب، بل ضد حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة. ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. كما تعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية". حرب الظل التي اتبعها نتنياهو ضد إيران في السابق لم تعد مجدية اليوم بالنسبة له، ما جعله يغير من موقفه ويبدأ صراعاً مباشراً معها، وعن السبب في ذلك قال عكيفا إلدار، صحفي ومعلق إسرائيلي لـ DW: "نأى نتنياهو بنفسه عن الحرب لسنوات عديدة، فلم يكن مستعداً لاتخاذ خطوات تؤدي إلى وفيات ودمار"، ويرى بأن نتنياهو يحاول تجميل صورته ومكانته التي خسرها بعد حرب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول التي كشفت عن ضعف أمني في إسرائيل. وحتى هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان نتنياهو يقدّم نفسه على أنه الضمان الأول لأمن إسرائيل، ولكن الحرب حطمت هذه الصورة، خاصة بعد أن أسفر الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، وهو ما وصفه كثيرون بأنه أسوأ فشل أمني في البلاد. لم يبدأ نتنياهو هذا الصراع فجأة ومن فراغ، بل كان يخط لذلك من قبل ما جعله ناجحاً بحسب خبراء، فيقول محللون سياسيون إن إسرائيل قد بدأت بإضعاف حلفاء إيران الإقليميين قبل ذلك بعدة أشهر. ففي تبادل مباشر لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، قالت تل أبيب إنها استهدفت أنظمة دفاع جوي حيوية، مما قلل من قدرة طهران الدفاعية وفتح المجال أمام الهجوم الأخير. والإطاحة بنظام الأسد حليف إيران في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، فتح أمام إسرائيل المجال الجوي السوري وأعطاها حرية أكبر بحركة الطيران في المنطقة بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت إلى DW. ومع اندلاع هذا الصراع تتجه الأنظار اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه، فقال ترامب إنه يدرس مشاركة الولايات المتحدة العمل العسكري إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وصرّح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: " قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله". ورغم أن ترامب كان قد نصح نتنياهو بعدم اللجوء إلى القوة والعمل العسكري، إلا أن موقفه تغير مؤخراً. يأتي ذلك رغم سعي إدارته السابقة لعقد تفاهمات دبلوماسية جديدة مع طهران بوساطة سلطنة عمان بشأن برنامجها النووي. وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتل آية الله خامنئي "حالياً"، لكنه طالب بـ"استسلام غير مشروط" من إيران. ومن جانبه يرى المحلل إيلدار أن نتنياهو يشعر بالارتياح الآن لأنه يعتقد أنه قادر على جرّ ترامب إلى هذه الحرب، وأضاف: "وما الذي سيُخلد في الذاكرة لاحقاً؟ أنه (نتنياهو) الزعيم الذي أنقذ إسرائيل من محرقة ثانية"، في إشارة إلى دعوات إيران المتكررة لتدمير إسرائيل. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video يواجه نتنياهو انتقادات كثيرة من داخل إسرائيل، أبرزها رفضه إنهاء الحرب في غزة أو التوصل إلى اتفاق مع حماس يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديهم مقابل وقف إطلاق النار. كما هددت أحزاب اليمين المتطرف في حكومته بالانسحاب إذا أنهى الحرب قبل الإطاحة بحماس، وفي ضوء محاكمته بتهم فساد يتهمه منتقدوه بأنه يستخدم الحرب للبقاء في السلطة. هذا الدعم الشعبي الذي كاد نتنياهو يخسره في حربه ضد حماس على وشك أن يستعيده في صراعه مع إيران، فأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس أن 83 بالمئة من اليهود الإسرائيليين يدعمون العمليات العسكرية ضد إيران، ويعبّرون عن ثقتهم بالمؤسسات الأمنية الإسرائيلية وقدرتها على خوض حرب طويلة الأمد. وفي المقابل أعرب غالبية المواطنين العرب في إسرائيل عن معارضتهم لهذا الصراع، وعبروا عن أنهم يفضلون إيجاد حل دبلوماسي بين الطرفين. من بينهم روني أرنون الذي يقف مذهولاً أمام الدمار الذي حلّ بحيّه في رمات غان، وقال لـ DW: " أنا من الأقلية هنا، فالكثيرون يدعمون ما يحدث"، وأضاف: "يسمّون رئيس وزرائنا (نتنياهو) بالساحر، لأنه يعرف كيف يجعلنا نصدّق أننا ننتصر ونهزم أعداءنا، لكننا أشعلنا ناراً لا نعلم كيف ستنتهي". الحرب في غزة والرهائن الإسرائيليين المتبقين لدى حماس جبهة أخرى ما تزال مفتوحة، ومع قساوة الصراع الأخير لم ينسَ الإسرائيليون رهائنهم لدى حماس. فتجمع عدد صغير من المتظاهرين قبل أيام في ساحة ديزنجوف وسط تل أبيب حاملين صور الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة، كانت من ضمنهم والدة الجندي ماتان أنغريست، المحتجز منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. قالت أنات أنغريست لـ DW: " عندما بدأت الحرب مع إيران، كنا خائفين أن يُنسى ابني العزيز في غزة، فحياته في خطر"، وأضافت: "لكن بعد ساعات قليلة من الضربة، تلقيت رسائل من كثير من الإسرائيليين يقولون إن نجاحنا في إيران سيُعيد لنا أبناءنا". ورغم انتقاد أنغريست للحكومة الإسرائيلية على تقاعسها في تحرير ابنها، فإنها تعتقد أن إضعاف إيران سيحدّ من دعمها لحماس، مما قد يعجل بنهاية الحرب وعودة ابنها.


DW
منذ 13 ساعات
- DW
ترامب يعلن تنفيذ ضربات "دمرت" مواقع نووية إيرانية "بالكامل" – DW – 2025/6/22
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن بلاده نفذت "هجوما ناجحا جدا" على 3 مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وطالب طهران الموافقة "الآن على إنهاء هذه الحرب"، محذرا إياها من الرد الانتقامي. في تطور جديد في الحرب المستعرة بين إسرائيل وإيران، نفذ الجيش الأمريكي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد (22 يونيو/حزيران 2025) "هجمات ناجحة جدا" على ثلاث منشآت نووية إيرانية، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يفتح الباب على مصراعيه لسيناريوهات عدة وقد تكون غير متوقعة. DW تتابع التطورات أولا بأول. ـ ترامب يحذر إيران من الرد ويخيّرها بين "السلام أو المأساة" ـ رد فعل إسرائيل على القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية ـ رفع مستوى التأهب في إسرائيل بعد الضربات الأمريكية ـ وسائل إعلام إيرانية تؤكد وقوع "هجوم بضربات معادية" على المنشآت النووية ـ أمريكا هاجمت ثلاثة مواقع نووية في إيران واشنطن تعلن قصف 3 منشآت نووية إيرانية ومنها موقع فوردو دانت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الهجمات الأمريكية على مواقع نووية رئيسية من بينها موقع فوردو الموجود في باطن جبل، ووصفتها بأنها "همجية" وتنتهك القانون الدولي. وقالت المنظمة في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية "في فجر اليوم، تعرضت المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان لهجوم من أعداء إيران الإسلامية في عمل همجي ينتهك القانون الدولي". وأكدت المنظمة أن طهران ستواصل أنشطتها النووية، وقالت المنظمة في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية "تؤكد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للأمة الإيرانية العظيمة أنه رغم مؤامرات أعدائها الخبيثة... فإنها لن تسمح بتوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية (النووية) التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين". أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية صباح اليوم الأحد إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي حتى إشعار آخر "بسبب آخر التطورات" عقب القصف الأمريكي الليلي على إيران. وقالت سلطة المطارات في بيان إن "المجال الجوي لدولة إسرائيل مغلق أمام هبوط وإقلاع الطائرات بسبب آخر التطورات"، مضيفة أن "المعابر البرية (مع مصر) والأردن تعمل بشكل طبيعي". وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي في 13 حزيران/يونيو عقب شنها ضربات جوية على إيران أشعلت فتيل الحرب الدائرة بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية . وأعادت فتحه الجمعة أمام رحلات تعيد إسرائيليين عالقين في الخارج. أكدت السلطات الإيرانية الأحد عدم وجود "أي خطر" على سكان مدينة قم في جنوب طهران عقب الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو النووية المبنية داخل جبل والقريبة من المدينة. وقالت هيئة إدارة الأزمات في المحافظة في بيان نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، إنه "لا يوجد أي خطر على سكان قم والمناطق المحيطة بها" حول منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. من جانبها قالت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية على موقع إكس اليوم الأحد إنه لم يتم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة ودول الخليج نتيجة الاستهدافات العسكرية الأمريكية لمرافق إيران النووية. وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية بأنها "تصعيد خطير في منطقة تواجه مخاطر، وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين". وقال غوتيريش في بيان "هناك خطر متزايد من أن يخرج هذا الصراع عن السيطرة بسرعة، مع عواقب وخيمة على المدنيين والمنطقة والعالم". وأضاف "في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى. لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام". قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمة بثها التلفزيون من البيت الأبيض بعد الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إن مواقع إيران النووية الرئيسية "دمرت بالكامل" جراء الهجمات الأمريكية. وقال مهددا إنه يجب على إيران أن تصنع السلام الآن وإلا "سنلاحق" أهدافا أخرى في إيران، بعد ضربات أمريكية قال إنها "دمرت" مواقع نووية إيرانية. وذكر ترامب محذرا إيران "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما وصفه "بالقرار الجريء" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف مواقع نووية إيرانية، قائلا إن هذا القرار "سيغير التاريخ". وقال نتنياهو في خطاب مصور "سيسجل التاريخ أن الرئيس ترامب تصرف لحرمان أخطر نظام في العالم من أخطر الأسلحة". وأضاف في بيان مصور إنه بفضل ترامب الشرق الأوسط عند "منعطف تاريخي" يمكن أن يؤدي إلى السلام. وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية "شكرا للرئيس ترامب، وشعب إسرائيل يشكرك". وأشاد نتانياهو بـ"السلام من خلال القوة" قائلا "أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام". وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أن الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية تم بتنسيق كامل مع إسرائيل وكان مسؤول في البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إن ترامب تحدث بعد الضربات إلى نتنياهو ، وقال أيضا إن واشنطن "أعطت إسرائيل إشعارا مسبقا قبل الضربات". رفعت إسرائيل مستوى التأهب على مستوى البلاد حيث سمحت فقط بالأنشطة الضرورية حتى إشعار آخر، عقب الهجوم الأمريكي على إيران، بحسب بيان صادر عن الجيش. وجاء في البيان "بموافقة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وبعد تقييم الوضع، تقرر أنه ابتداء من اليوم (الأحد) الساعة 3,45 صباحا (00,45 ت غ)، (ستنتقل) كل مناطق البلاد من مستوى النشاط الجزئي أو المحدود إلى النشاط الضروري"، والذي يشمل "حظر الأنشطة التعليمية والتجمعات والأنشطة في أماكن العمل، باستثناء القطاعات الضرورية". حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على "الموافقة الآن على إنهاء" الحرب مع إسرائيل، وذلك عقب القصف الأمريكي لمنشآتها النووية. وقال الرئيس الأمريكي على منصته الاجتماعية "تروث سوشال" إن "هذه لحظة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعالم. يجب على إيران الموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب". ونفذت الولايات المتحدة هجوما على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، لتنضم إلى إسرائيل في هجومها على إيران. أكدت وسائل إعلام إيرانية وقوع "هجوم بضربات معادية" على منشآت نووية. ونقلت وكالة "إيران بالعربية" عن محافظة أصفهان أن منشأتي أصفهان ونطنز النوويتين لهجمات من العدو. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن مرتضى حيدري المتحدث باسم إدارة الأزمات في محافظة قم قوله "بعد تفعيل الدفاعات الجوية في قم وتحديد أهداف معادية، تعرض قسم من موقع فوردو النووي لهجوم بضربات جوية معادية". ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن التلفزيون الإيراني أنه لا يوجد داخل المنشآت النووية المستهدفة ما يستدعي القلق بشأن أي تسرب إشعاعي. ونقلت وكالة تسنيم عن مهدي محمدي المستشار الاستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني قوله إن المواقع النووية تم إخلاؤها منذ فترة طويلة ولم تتعرض المنشآت لأضرار لا يمكن إصلاحها في هذا الهجوم. أعلن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" "أتممنا هجومنا الناجح جدا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام وهي في طريق عودتها إلى الوطن. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر هويته لرويترز إن قاذفات بي-52 الأمريكية استخدمت في هجمات على مواقع نووية في إيران أعلنها الرئيس ترامب في وقت متأخر أمس السبت. وكانت تقارير إعلامية قد أوردت أمس السبت نبأ نقل قاذفات بي-52 التي يمكنها حمل قنابل ضخمة يقول خبراء إنها مثالية لقصف هذه المواقع.