
اكتشاف أول دليل على وجود "أبراج حية" من الديدان في الطبيعة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شهد علماء في ألمانيا مؤخرًا تقنيات بناء مذهلة تقوم بها كائنات معمارية صغيرة، تُسمى الديدان الخيطية، توجد في جميع أنحاء سطح الأرض.
بعد أشهر من الفحص الدقيق لفاكهة الكمثرى والتفاح الفاسد في بساتين محلية، تمكّن الباحثون في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوانات، وجامعة كونستانس، من رصد مئات من هذه الديدان الصغيرة التي يبلغ طولها 1 مليمتر فيما تتسلق فوق بعضها، وتراكم هياكل تصل إلى عشرة أضعاف حجمها الفردي.
دودة تعود للحياة بعد مرور 46 ألف عام على تجمّدها في سيبيريا
لمعرفة المزيد عن الفيزياء الغامضة للأبراج اللينة واللزجة، أحضر فريق الدراسة عينات من ديدان خيطية تُسمى "الربداء الرشيقة" إلى مختبر لتحليلها.
هناك، لاحظ العلماء أن الديدان يمكن أن تتجمع في غضون ساعات، حيث يمد بعضها أذرعه من الكتلة الملتوية كـ"أذرع" استكشافية تستشعر البيئة المحيطة، لتقوم ببناء الهياكل.
أظهرت النتائج التي توصل إليها الفريق، المنشورة في مجلة Current Biology الخميس، أن حتى أصغر الكائنات يمكن أن تثير تساؤلات كبيرة حول الغاية التطورية من السلوكيات الاجتماعية.
وقالت سيرينا دينغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمشرفة على مجموعة أبحاث الجينات والسلوك في معهد ماكس بلانك: "ما توصّلنا إليه لم يكن مجرد ديدان تقف فوق بعضها، بل كائنًا فائق التنظيم يتحرّك ويتصرف كوحدة واحدة منسقة".
لفهم الدافع وراء سلوك البناء لدى ديدان النيماتودا، قام فريق الدراسة باختبار استجاباتها عند تعريضها لمحفزات مثل اللمس، والدفع، وحتى اقتراب ذبابة منها، خلال تجمعها في تشكيل برجي.
قالت المؤلفة الأولى للدراسة، دانييلا بيريز، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوانات: "لاحظنا أنها شديدة التفاعل مع وجود أي محفز. فهي تستشعره، ثم يتحرك البرج بأكمله باتجاه هذا المحفز، ويلتصق بأداة معدنية نستخدمها أو حتى بذبابة تحلق بالقرب منها".
أشارت هذه الاستجابة المنسقة إلى أن ديدان النيماتودا الجائعة قد تتجمع معًا لتسهيل انتقالها إلى أماكن جديدة، من خلال التعلق بالحيوانات الأكبر مثل الحشرات، التي تنقلها إلى "مراعٍ" جديدة، وإن لم تكن أكثر اخضرارًا لكنها أغنى بالفاكهة المتعفّنة التي تُعد مصدر غذاء لها.
يحب الرقص ويغضب عند الجوع.. 6 حقائق قد لا تعرفها عن النحل
وتابعت أنه "إذا فكرت بالأمر، لا يمكن لحيوان لا يتجاوز طوله مليمترًا واحدًا ببساطة الزحف لمسافة مترين بهدف الوصول إلى ثمرة أخرى".
وأضافت بيريز أن ديدان النيماتودا قادرة أيضًا على التنقل بشكل فردي، لكنها أشارت إلى أن الوصول إلى منطقة جديدة ضمن مجموعة قد يمنحها فرصة أفضل للاستمرار في التكاثر، موضحة أنّ هذه الهياكل ذاتها قد تُستخدم كوسيلة للنقل، حيث لاحظ الباحثون أن بعض الديدان شكلت جسورًا عبر الفجوات في أطباق بتري، ما مكّنها من الانتقال من سطح لآخر.
علّقت أوريت بيليغ، أستاذة مساعدة في علوم الحاسوب تدرس الأنظمة الحية بمعهد BioFrontiers في جامعة كولورادو بولدر، غير المشاركة في الدراسة قائلة: "هذا الاكتشاف مثير للغاية. إنه لا يسلط الضوء فقط على الوظيفة البيئية لتكوين هذه الأبراج، بل يفتح أيضًا الباب أمام إجراء تجارب أكثر تحكمًا لفهم العالم الإدراكي لهذه الكائنات، وكيفية تواصلها داخل مجموعة كبيرة".
أوضحت بيريز أنّ الخطوة التالية لفريقها البحثي تتمثّل بمحاولة معرفة ما إذا كان تكوين هذه الهياكل سلوكًا تعاونيًا أم تنافسيًا. بعبارة أخرى: هل تتصرّف ديدان النيماتودا بشكل اجتماعي لمساعدة بعضها، أم أن ما نشهده أقرب إلى فوضى تدافع؟
من جانبها، قالت دينغ إنّ دراسة سلوكيات كائنات أخرى قادرة على التجمّع الذاتي قد توفر دلائل حول القواعد الاجتماعية لدى ديدان النيماتودا، وتساعد في الإجابة على هذا التساؤل.
أما ديفيد هو، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلم الأحياء في معهد جورجيا التقني، فاعتبر أن النمل، الذي يتجمع لتشكيل أطواف طافية للبقاء أثناء الفيضانات، يُعد بين الكائنات القليلة التي تُظهر سلوكًا جماعيًا مشابهًا لما تفعله ديدان النيماتودا.
وأشار هو إلى أن "النمل يُظهر قدرًا هائلًا من التضحية لصالح المجموعة، ولا يحدث قتال داخلي عادةً داخل المستعمرة، وذلك بسبب التركيبة الجينية المشتركة لهذه الكائنات".
وأوضحت بيريز أن ديدان النيماتودا، مثل النمل، لا تبدو عليها أي علامات واضحة للتمييز في الأدوار أو وجود تسلسل هرمي داخل الأبراج. فكل دودة، من قاعدة البرج حتى أعلاه، تتمتّع بالقدرة على الحركة بالقدر ذاته، ولا يُوجد مؤشرات على وجود منافسة.
دراسة: النمل الحفار يجري عمليات بتر أطراف لإنقاذ حياة رفاقه بعد الإصابة
من جهتها، قالت بيليغ إن الكائنات التي تتعاون اجتماعيًا تميل غالبًا إلى استخدام نوع من أشكال التواصل. ففي حالة النمل، يكون ذلك عبر مسارات الفيرومونات، بينما يعتمد نحل العسل على رقص طقسي، وتستخدم فطريات الوحل إشارات كيميائية نابضة.
أما في حالة ديدان النيماتودا، فالأمر لا يزال غير واضح، وفقًا لما ذكرته دينغ قائلة: "لسنا متأكدين بعد مما إذا كانت هذه الكائنات تتواصل أصلًا، أو كيف تفعل ذلك".
وأشار هو إلى أن ثمة اهتمام متزايد في مجتمع الروبوتات بدراسة سلوكيات التعاون لدى الحيوانات. وأضاف أنه يحتمل في المستقبل أن تُستخدم المعلومات المتعلقة بالتعقيد الاجتماعي لكائنات مثل ديدان النيماتودا لتطوير تقنيات جديدة، كأنظمة الخوادم الحاسوبية أو الطائرات المسيّرة، وكيفية تواصلها بطريقة أكثر كفاءة وتنظيمًا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 10 ساعات
- CNN عربية
جمجمة "رجل التنين" تكشف عن وجه مجموعة غامضة من البشر القدماء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثارت جمجمة غامضة عُثر عليها في قاع بئر شمال شرق الصين في عام 2018 فضولاً كبيرًا لعدم تطابقها مع أي نوع معروف سابقًا من البشر في عصور ما قبل التاريخ. قال العلماء الآن إنّهم عثروا على دليل يُحدد انتماء هذه الأحفورة، ما قد يشكل جزءًا أساسيًا في لغز تطوري غامض آخر. بعد عدة محاولات فاشلة، تمكن الباحثون من استخراج مادة وراثية من جمجمة متحجرة، تُلقب بـ"رجل التنين"، تربطها بمجموعة غامضة من البشر الأوائل تُعرف باسم إنسان الدينيسوفان. سبق أن تم العثور على نحو اثنتي عشرة قطعة عظمية متحجرة من إنسان الدينيسوفان، وتم تحديدها باستخدام الحمض النووي القديم. لكن صغر حجم العينات لم يُقدم تصورًا واضحًا عن شكل هذه المجموعة الغامضة من أشباه البشر القدماء، ولم تُمنح هذه المجموعة اسمًا علميًا رسميًا حتى الآن. غالبًا ما يُعتبر العلماء أن الجماجم، ذات النتوءات والخطوط الواضحة، أفضل نوع من البقايا المتحجرة لفهم شكل أو مظهر نوع من أشباه البشر المنقرضين. في حال تأكيد هذه النتائج الجديدة، فقد يُسهم ذلك في رسم صورة واضحة لإنسان الدينيسوفان قالت الأستاذة في معهد علم الحفريات والأنثروبولوجيا القديمة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في بكين، والمؤلفة الرئيسية للبحث الجديد، كياومي فو: "أشعر حقًا أنّنا أزلنا بعض الغموض الذي أحاط بهذه المجموعة. بعد 15 عامًا، عثرنا على أول جمجمة لإنسان الدينيسوفان".تم اكتشاف إنسان الدينيسوفان لأول مرة عام 2010 من قبل فريق ضمّ فو، التي كانت آنذاك باحثة شابة في معهد "ماكس بلانك" لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي القديم المستخرج من عظم صغير (عظم الخنصر) عُثر عليه في كهف "دينيسوفا" في جبال ألتاي بروسيا. ولا تزال بقايا إضافية عُثر عليها في الكهف (الذي اشتق منه اسم المجموعة) وأخرى موجودة في مواقع أخرى بآسيا، تُضيف إلى الصورة التي لا تزال غير مكتملة عن هذا النوع. أفاد عالم الأنثروبولوجيا القديمة في متحف "سميثسونيان" الوطني للتاريخ الطبيعي في أمريكا، والذي لم يشارك في الدراسات، رايان ماكراي، أنّ البحث الجديد، الموصوف في ورقتين علميتين نُشرتا الأربعاء، "سيكون بالتأكيد من أبرز الأبحاث في علم الإنسان القديم لهذا العام، إن لم يكن الأكبر"، مضيفًا أنّه سيُثير جدلاً في هذا المجال "لفترةٍ طويلة". عاش جنسنا البشري لعشرات الآلاف من السنين، وتزاوج مع كل من إنسان الدينيسوفان وإنسان نياندرتال قبل انقراضهما. وصف باحثون في جامعة "Hebei GOEO" الجمجمة لأول مرة في مجموعة من الدراسات المنشورة في عام 2021، والتي وجدت أن عمر الجمجمة لا يقل عن 146 ألف عام. جادل الباحثون بأن الأحفورة تستحق تسمية جديدة نظرًا لطبيعتها الفريدة، فأطلقوا عليها اسم "هومو لونجي"، المشتق من "هيلونغجيانغ"، أو مقاطعة "نهر التنين الأسود"، التي عُثر فيها على الجمجمة. حاولت فو وفريقها استخراج المادة الوراثية من ترسبات الأسنان. من خلال هذه العملية، تمكن الباحثون من استعادة الحمض النووي الميتوكوندري، الذي يُعد أقل تفصيلاً مقارنةً بالحمض النووي النووي (nuclear DNA)، لكنه كشف عن صلة بين العينة وجينوم الدينيسوفان المعروف، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "Cell". أوضح ماكراي: "لا يُمثل الحمض النووي الميتوكوندري سوى جزء صغير من الجينوم الكلي، ولكنه يُخبرنا بالكثير. تكمن القيود في حجمه الصغير نسبيًا مُقارنةً بالحمض النووي النووي، وفي كونه يُورث فقط من جهة الأم، وليس من كلا الوالدين البيولوجيين". وأضاف: "لذلك من دون الحمض النووي النووي، يُمكن القول إنّ هذا الفرد هجين من أم تنتمي إلى مجموعة الدينيسوفان، لكنني أعتقد أن هذا الاحتمال أقل ترجيحًا من كون هذه الأحفورة تنتمي إلى مجموعة الدينيسوفان بشكلٍ كامل". استعاد الفريق أيضًا شظايا بروتينية من عينات العظم الصخري (petrous bone)، وأشار تحليلها إلى أن جمجمة "رجل التنين" تنتمي إلى سلالة الدينيسوفان، بحسب ورقة بحثية منفصلة نُشرت الأربعاء في مجلة "Science". رأت فو أن "هذه الأوراق البحثية مجتمعةً تزيد من أهمية إثبات أن جمجمة هاربين تعود إلى إنسان الدينيسوفان". مع ذلك، قال أستاذ في معهد دراسة حفريات الفقاريات والإنسان القديم في بكين، شيجون ني، والذي شارك في البحث الأول عن "رجل التنين"، لكنه لم يشارك في الدراسات الأخيرة، إنّه متحفظ بشأن نتائج الورقتين البحثيتين، خاصة أن بعض طرق استخراج الحمض النووي المستخدمة كانت "تجريبية". يرجِّح ني أن الجمجمة والحفريات الأخرى التي تم تحديد أنّها تعود لإنسان الدينيسوفان تنتمي إلى النوع البشري ذاته.علماء آثار يكشفون: الأوروبيون القدماء ربما أكلوا أدمغة أعدائهم مع ارتباط جمجمة "رجل التنين" الآن بالدينيسوفان بناءً على الأدلة الجزيئية، سيُصبح من الأسهل على علماء الإنسان القديم تصنيف بقايا الدينيسوفان المحتملة الأخرى من الصين ومناطق أخرى. يعتقد كل من مكراي وني أن اسم "هومو لونجي" سيُصبح على الأرجح الاسم الرسمي لهذا النوع، رغم أنّه تم اقتراح أسماءً أخرى أيضًا. تُتيح هذه الاكتشافات أيضًا معرفة المزيد عن شكل الدينيسوفان، بافتراض أن جمجمة "رجل التنين" تعود لفردٍ نموذجي. وفقًا لما ذكره مكراي، امتلك هذا الإنسان القديم حاجبين بارزين جدًا، ودماغ بحجم "مقارب لحجم إنسان نياندرتال والإنسان الحديث"، لكن كانت أسنانه أكبر من أسنانهما. بشكلٍ عام، تمتع إنسان الدينيسوفان بمظهر مكتنز وقوي البنية. جمجمة تكشف..المصريون القدماء حاولوا معالجة السرطان منذ 4000 عام


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
العثور على عناكب بحرية تتغذى على غاز الميثان في قاع المحيط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف بحث جديد عن تشكيل غاز الميثان، الذي يحتجز الحرارة، والمعروف بخطورته على البشر وغلاف الأرض الجوي، لوجبة مغذّية لبعض أكثر الكائنات الغامضة في العالم بأعماق المحيط المظلمة. وجد العلماء ثلاثة أنواع جديدة من العناكب البحرية، لم تمنح اسمًا بعد، قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة، تتعاون ربما مع البكتيريا لتتغذى على الغاز المتصاعد من قاع البحر في مواطن بحرية عميقة، تُعتبر الأبحاث فيها قليلة وتُعرف بـ"ينابيع الميثان". في هذه العلاقة التكافلية، تستقر البكتيريا على هيكل العنكبوت الخارجي، ويتركز دورها على تحويل الميثان الغني بالكربون والأكسجين إلى سكريات ودهون يمكن للعناكب أن تتغذى عليها، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم". قالت شانا جوفريدي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأحياء بكلية أوكسيدنتال في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "على غرار تناول البيض على الإفطار، يقوم العنكبوت البحري بالتهام كل تلك البكتيريا للحصول على الغذاء"، موضحة أنّ هذه الاستراتيجية الغذائية الفريدة لم تُلاحظ من قبل لدى العناكب البحرية. مثل قنديل البحر.. دراسة تكشف نوعًا من المرجان "يمشي" نحو الضوء الأزرق وأضافت جوفريدي أن العناكب والميكروبات التي تعيش معها قد تلعب دورًا حيويًا في منع تسرب غاز الميثان. وشرحت جوفريدي أنه "رغم أنّ أعماق البحر تبدو بعيدة جدًا، إلا أن جميع الكائنات مترابطة. ورغم صغر حجمها، فإن لهذه الحيوانات أثرًا كبيرًا في بيئتها"، لافتة إلى أنه: "لن نتمكن أبدًا من استخدام المحيطات بشكل مستدام، إذا لم نفهمها حقيقة". لا يصل ضوء الشمس إلى النظام البيئي العميق حيث تعيش الأنواع الجديدة من عناكب Sericosura. وبهدف البقاء في إطار هذا البيئة المظلمة، تطوّرت الميكروبات بحيث يمكنها استخدام المواد الكيميائية عوض ضوء الشمس كمصدر للطاقة، وفق ما شرحت عالمة الأحياء البحرية نيكول دوبيلير، الأستاذة ومديرة قسم التعايش في معهد ماكس بلانك لعلم الأحياء الدقيقة البحرية بألمانيا، غير المشاركة في الدراسة. قالت دوبيلير إن الكائنات البحرية تغرق إلى قاع البحر بعد موتها وتدفن هناك، وخلال عملية التحلل يُطلق غاز الميثان الذي يتسرّب عبر شقوق الرواسب على شكل فقاعات، وعوض الانجراف مع التيارات المائية تتشبّث به الميكروبات التي تتغذى على الميثان بالحيوانات البحرية حتى تبقى ضمن منطقة الفقاعات. قناديل البحر هذه تندمج وتصبح كيانًا واحدًا.. الأمر الذي أذهل العلماء! أشارت دوبيلير إلى أن هذه الأنواع من عناكب Sericosura، تعتبر أولى العناكب البحرية التي لوحظت، وهي تتغذى على الميكروبات المغذية بالميثان، لكن هناك حيوانات بحرية أخرى تعيش في الأعماق مثل ديدان الأنابيب والإسفنجيات، معروفة أيضًا بمشاركتها في هذا النظام الغذائي النادر. بما أن النظام البيئي العميق يلعب على الأرجح دورًا رئيسيًا في منع تسرب الميثان إلى غلاف الأرض الجوي، قالت جوفريدي إنه قد يُمكن يومًا ما استزراع نوع الميكروبات الموجودة على عناكب Sericosura ذاته لاستخدامها في تقليل الملوثات في المياه بأماكن أخرى. تُعتبر العناكب البحرية المكتشفة حديثًا من نوع Sericosura شفافة ولا يتجاوز طولها السنتيمتر الواحد، لذا من المرجح أنها لا تستطيع التنقل لمسافات طويلة، ووُجدت في مناطق مختلفة قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا وألاسكا، ما يدلّ على أن أن تجمعاتها محلية للغاية. نظرًا لصغر حجم العناكب، فإن العديد من أعضائها موجودة داخل أطرافها. وعندما تتكاثر، تقوم العناكب الأنثوية بقذف مئات البيوض من مفاصل الركبة، التي يجمعها الذكور في حزم تشبه الأكياس تُلف حول أرجلهم مثل الأساور، وفق ما بينت الدراسة. وعندما تفقس البيوض، لاحظ فريق جوفريدي أن البكتيريا التي تعيش على العناكب الذكور تنتقل إلى الصغار، مما يوفر لهم مصدرًا باكرًا للغذاء. اكتشاف فطر يحول عناكب الكهوف إلى "زومبي" قالت دوبيلير إن دراسة وراثة الميكروبيوم في الحيوانات قد تساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية انتقال بكتيريا الأمعاء لدى البشر، على سبيل المثال، بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة.


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
دراسة تكشف إشارات مبكرة للاحتباس الحراري الناجم عن البشر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن تأثير البصمة البشرية على ظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي للأرض في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، حتى قبل اختراع السيارات الحديثة. باستخدام مزيج من النظريات العلمية، والملاحظات الحديثة، ونماذج حاسوبية متعددة ومتطورة، وجد الباحثون أن هناك إشارة واضحة لتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية يُحتمل أن تكون قابلة للكشف منذ عام 1885، أي قبل ظهور السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكن بعد بداية الثورة الصناعية. نُشرت هذه النتائج بورقة بحثية، الإثنين، في الدورية العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، ما يزيد من احتمالية أن البشرية كانت تغير مناخ الكوكب بطريقة يمكن اكتشافها منذ وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ويبرز أهمية تتبّع التغيرات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. بدأ العلماء في تسجيل ملاحظات درجات الحرارة السطحية بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وكان يُعتقد بشكل عام أن الإشارة البشرية القابلة للكشف في درجات الحرارة السطحية بدأت في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، رغم أن أجزاءً أخرى من نظام المناخ أظهرت علامات تغير في أوقات مختلفة. في هذه الدراسة، طرح الباحثون في علم المناخ السؤال التالي: باستخدام أدوات الرصد المتوفرة اليوم، ما هو أقدم وقت يمكن فيه اكتشاف علامات تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري في الغلاف الجوي؟ ركّزت الدراسة بشكل خاص على الإشارات الموجودة في "الستراتوسفير"، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي. وتحدث غالبية الظواهر الجوية في أدنى طبقة من الغلاف الجوي، وهي "التروبوسفير". بينما تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، فإنها تُحدث تأثيرًا معاكسًا في "الستراتوسفير"، لا سيما في مناطقها العليا. ما هي الأطعمة التي تسبب غالبية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؟ استخدم الباحثون هذه المعرفة لفحص نماذج المناخ بأثر رجعي بحثًا عن مؤشرات لهذه التأثيرات. وقد فاجأت النتائج كل من المؤلف الرئيسي للدراسة، بن سانتر، والمشاركة في تأليف الدراسة، سوزان سولومون، إذ لم يتوقعا العثور على إشارة بشرية واضحة في الغلاف الجوي العلوي في وقت مبكر من سجل المناخ. وقال سانتر، من معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات: "لقد كانت مفاجأة، مفاجأة حقيقية بالنسبة لي أن نتمكن من تحديد إشارة تبريد في طبقة الستراتوسفير ناجمة عن النشاط البشري بدرجة عالية من الثقة خلال 25 عامًا فقط من بدء الرصد، لو كانت لدينا في عام 1860 القدرات القياسية التي نمتلكها اليوم". كان يُمكن رصد إشارة التغير المناخي في غلاف القرن التاسع عشر الجوي بعد زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 أجزاء في المليون فقط خلال الأربعين عامًا بين عامي 1860 و1899. ذكر سانتر أنه بالمقارنة، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحترار العالمي بنحو 50 جزءًا في المليون بين عامي 2000 و2025. بشكل عام، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحوالي 140 جزءً في المليون منذ النقطة التي تمكن العلماء من رصدها لأول مرة. "دق ناقوس الخطر".. العالم يقترب من تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة من جانبها، صرحت غابي هيغيرل من جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "تُظهر النتائج أنه كان يُمكن رصدها بسرعة كبيرة". وأضافت: "هذا يسلط الضوء على التأثير القوي لزيادة غازات الاحتباس الحراري على طبقات الجو العليا مقارنة بالتقلبات الطبيعية فيه". أوضحت أندريا شتاينر، وهي عالمة المناخ بمركز Wegener للمناخ والتغير العالمي في جامعة غراتس بالنمسا، لـ CNN أن الدراسة تُظهر أن التغير المناخي الناتج عن الإنسان يمكن رصده في الغلاف الجوي قبل ظهوره على السطح. وقالت شتاينر، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة: "يؤكد ذلك أن إشارات تغير درجات الحرارة في الغلاف الجوي فعّالة ليس فقط في الرصد، بل أيضًا كمؤشرات مبكرة لنجاح جهود التخفيف من تغير المناخ". اكتشاف "غريب".. تلسكوب "هابل" يرصد انفجار غلاف جوي لأحد الكواكب بسبب إشعاع نجمه شدد كل من سانتر وسولومون على أن النتائج تُظهر أهمية الاستمرار في مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي عن كثب. تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه ميزانيات العلوم تخفيضات حادة، حيث تُستهدف الأقمار الصناعية والبرامج البحثية الحيوية المتعلقة بالمناخ. أشار سانتر إلى أن هذا ينطبق بشكل خاص على مقترحات ميزانيات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ووكالة ناسا، ووزارة الطاقة. على سبيل المثال، يتضمن مقترح ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، إلغاء قسم الأبحاث التابع للوكالة، والذي يشمل مهام مراقبة ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن مقترح ميزانية وكالة ناسا الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤدي إلى خفض بعض مهام الأقمار الصناعية المرتبطة بالمناخ، كما سيجرد الأقمار الصناعية المستقبلية للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من أجهزة الاستشعار الخاصة بعلوم المناخ. أكدّ سانتر: "من المهم أن يعرف غير المتخصصين ما نتعرّض له من خطر هنا. فعندما نفقد القدرة على قياس ومراقبة كيفية تغير عالمنا، فإن ذلك يجعلنا جميعًا أقل أمانًا".