
دراسة تكشف إشارات مبكرة للاحتباس الحراري الناجم عن البشر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن تأثير البصمة البشرية على ظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي للأرض في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، حتى قبل اختراع السيارات الحديثة.
باستخدام مزيج من النظريات العلمية، والملاحظات الحديثة، ونماذج حاسوبية متعددة ومتطورة، وجد الباحثون أن هناك إشارة واضحة لتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية يُحتمل أن تكون قابلة للكشف منذ عام 1885، أي قبل ظهور السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكن بعد بداية الثورة الصناعية.
نُشرت هذه النتائج بورقة بحثية، الإثنين، في الدورية العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، ما يزيد من احتمالية أن البشرية كانت تغير مناخ الكوكب بطريقة يمكن اكتشافها منذ وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ويبرز أهمية تتبّع التغيرات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
بدأ العلماء في تسجيل ملاحظات درجات الحرارة السطحية بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وكان يُعتقد بشكل عام أن الإشارة البشرية القابلة للكشف في درجات الحرارة السطحية بدأت في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، رغم أن أجزاءً أخرى من نظام المناخ أظهرت علامات تغير في أوقات مختلفة.
في هذه الدراسة، طرح الباحثون في علم المناخ السؤال التالي: باستخدام أدوات الرصد المتوفرة اليوم، ما هو أقدم وقت يمكن فيه اكتشاف علامات تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري في الغلاف الجوي؟
ركّزت الدراسة بشكل خاص على الإشارات الموجودة في "الستراتوسفير"، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي. وتحدث غالبية الظواهر الجوية في أدنى طبقة من الغلاف الجوي، وهي "التروبوسفير".
بينما تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، فإنها تُحدث تأثيرًا معاكسًا في "الستراتوسفير"، لا سيما في مناطقها العليا.
ما هي الأطعمة التي تسبب غالبية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؟
استخدم الباحثون هذه المعرفة لفحص نماذج المناخ بأثر رجعي بحثًا عن مؤشرات لهذه التأثيرات.
وقد فاجأت النتائج كل من المؤلف الرئيسي للدراسة، بن سانتر، والمشاركة في تأليف الدراسة، سوزان سولومون، إذ لم يتوقعا العثور على إشارة بشرية واضحة في الغلاف الجوي العلوي في وقت مبكر من سجل المناخ.
وقال سانتر، من معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات: "لقد كانت مفاجأة، مفاجأة حقيقية بالنسبة لي أن نتمكن من تحديد إشارة تبريد في طبقة الستراتوسفير ناجمة عن النشاط البشري بدرجة عالية من الثقة خلال 25 عامًا فقط من بدء الرصد، لو كانت لدينا في عام 1860 القدرات القياسية التي نمتلكها اليوم".
كان يُمكن رصد إشارة التغير المناخي في غلاف القرن التاسع عشر الجوي بعد زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 أجزاء في المليون فقط خلال الأربعين عامًا بين عامي 1860 و1899.
ذكر سانتر أنه بالمقارنة، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحترار العالمي بنحو 50 جزءًا في المليون بين عامي 2000 و2025.
بشكل عام، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحوالي 140 جزءً في المليون منذ النقطة التي تمكن العلماء من رصدها لأول مرة.
"دق ناقوس الخطر".. العالم يقترب من تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة
من جانبها، صرحت غابي هيغيرل من جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "تُظهر النتائج أنه كان يُمكن رصدها بسرعة كبيرة".
وأضافت: "هذا يسلط الضوء على التأثير القوي لزيادة غازات الاحتباس الحراري على طبقات الجو العليا مقارنة بالتقلبات الطبيعية فيه".
أوضحت أندريا شتاينر، وهي عالمة المناخ بمركز Wegener للمناخ والتغير العالمي في جامعة غراتس بالنمسا، لـ CNN أن الدراسة تُظهر أن التغير المناخي الناتج عن الإنسان يمكن رصده في الغلاف الجوي قبل ظهوره على السطح.
وقالت شتاينر، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة: "يؤكد ذلك أن إشارات تغير درجات الحرارة في الغلاف الجوي فعّالة ليس فقط في الرصد، بل أيضًا كمؤشرات مبكرة لنجاح جهود التخفيف من تغير المناخ".
اكتشاف "غريب".. تلسكوب "هابل" يرصد انفجار غلاف جوي لأحد الكواكب بسبب إشعاع نجمه
شدد كل من سانتر وسولومون على أن النتائج تُظهر أهمية الاستمرار في مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي عن كثب.
تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه ميزانيات العلوم تخفيضات حادة، حيث تُستهدف الأقمار الصناعية والبرامج البحثية الحيوية المتعلقة بالمناخ.
أشار سانتر إلى أن هذا ينطبق بشكل خاص على مقترحات ميزانيات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ووكالة ناسا، ووزارة الطاقة.
على سبيل المثال، يتضمن مقترح ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، إلغاء قسم الأبحاث التابع للوكالة، والذي يشمل مهام مراقبة ثاني أكسيد الكربون.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مقترح ميزانية وكالة ناسا الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤدي إلى خفض بعض مهام الأقمار الصناعية المرتبطة بالمناخ، كما سيجرد الأقمار الصناعية المستقبلية للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من أجهزة الاستشعار الخاصة بعلوم المناخ.
أكدّ سانتر: "من المهم أن يعرف غير المتخصصين ما نتعرّض له من خطر هنا. فعندما نفقد القدرة على قياس ومراقبة كيفية تغير عالمنا، فإن ذلك يجعلنا جميعًا أقل أمانًا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
العثور على عناكب بحرية تتغذى على غاز الميثان في قاع المحيط
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف بحث جديد عن تشكيل غاز الميثان، الذي يحتجز الحرارة، والمعروف بخطورته على البشر وغلاف الأرض الجوي، لوجبة مغذّية لبعض أكثر الكائنات الغامضة في العالم بأعماق المحيط المظلمة. وجد العلماء ثلاثة أنواع جديدة من العناكب البحرية، لم تمنح اسمًا بعد، قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة، تتعاون ربما مع البكتيريا لتتغذى على الغاز المتصاعد من قاع البحر في مواطن بحرية عميقة، تُعتبر الأبحاث فيها قليلة وتُعرف بـ"ينابيع الميثان". في هذه العلاقة التكافلية، تستقر البكتيريا على هيكل العنكبوت الخارجي، ويتركز دورها على تحويل الميثان الغني بالكربون والأكسجين إلى سكريات ودهون يمكن للعناكب أن تتغذى عليها، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم". قالت شانا جوفريدي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأحياء بكلية أوكسيدنتال في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "على غرار تناول البيض على الإفطار، يقوم العنكبوت البحري بالتهام كل تلك البكتيريا للحصول على الغذاء"، موضحة أنّ هذه الاستراتيجية الغذائية الفريدة لم تُلاحظ من قبل لدى العناكب البحرية. مثل قنديل البحر.. دراسة تكشف نوعًا من المرجان "يمشي" نحو الضوء الأزرق وأضافت جوفريدي أن العناكب والميكروبات التي تعيش معها قد تلعب دورًا حيويًا في منع تسرب غاز الميثان. وشرحت جوفريدي أنه "رغم أنّ أعماق البحر تبدو بعيدة جدًا، إلا أن جميع الكائنات مترابطة. ورغم صغر حجمها، فإن لهذه الحيوانات أثرًا كبيرًا في بيئتها"، لافتة إلى أنه: "لن نتمكن أبدًا من استخدام المحيطات بشكل مستدام، إذا لم نفهمها حقيقة". لا يصل ضوء الشمس إلى النظام البيئي العميق حيث تعيش الأنواع الجديدة من عناكب Sericosura. وبهدف البقاء في إطار هذا البيئة المظلمة، تطوّرت الميكروبات بحيث يمكنها استخدام المواد الكيميائية عوض ضوء الشمس كمصدر للطاقة، وفق ما شرحت عالمة الأحياء البحرية نيكول دوبيلير، الأستاذة ومديرة قسم التعايش في معهد ماكس بلانك لعلم الأحياء الدقيقة البحرية بألمانيا، غير المشاركة في الدراسة. قالت دوبيلير إن الكائنات البحرية تغرق إلى قاع البحر بعد موتها وتدفن هناك، وخلال عملية التحلل يُطلق غاز الميثان الذي يتسرّب عبر شقوق الرواسب على شكل فقاعات، وعوض الانجراف مع التيارات المائية تتشبّث به الميكروبات التي تتغذى على الميثان بالحيوانات البحرية حتى تبقى ضمن منطقة الفقاعات. قناديل البحر هذه تندمج وتصبح كيانًا واحدًا.. الأمر الذي أذهل العلماء! أشارت دوبيلير إلى أن هذه الأنواع من عناكب Sericosura، تعتبر أولى العناكب البحرية التي لوحظت، وهي تتغذى على الميكروبات المغذية بالميثان، لكن هناك حيوانات بحرية أخرى تعيش في الأعماق مثل ديدان الأنابيب والإسفنجيات، معروفة أيضًا بمشاركتها في هذا النظام الغذائي النادر. بما أن النظام البيئي العميق يلعب على الأرجح دورًا رئيسيًا في منع تسرب الميثان إلى غلاف الأرض الجوي، قالت جوفريدي إنه قد يُمكن يومًا ما استزراع نوع الميكروبات الموجودة على عناكب Sericosura ذاته لاستخدامها في تقليل الملوثات في المياه بأماكن أخرى. تُعتبر العناكب البحرية المكتشفة حديثًا من نوع Sericosura شفافة ولا يتجاوز طولها السنتيمتر الواحد، لذا من المرجح أنها لا تستطيع التنقل لمسافات طويلة، ووُجدت في مناطق مختلفة قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا وألاسكا، ما يدلّ على أن أن تجمعاتها محلية للغاية. نظرًا لصغر حجم العناكب، فإن العديد من أعضائها موجودة داخل أطرافها. وعندما تتكاثر، تقوم العناكب الأنثوية بقذف مئات البيوض من مفاصل الركبة، التي يجمعها الذكور في حزم تشبه الأكياس تُلف حول أرجلهم مثل الأساور، وفق ما بينت الدراسة. وعندما تفقس البيوض، لاحظ فريق جوفريدي أن البكتيريا التي تعيش على العناكب الذكور تنتقل إلى الصغار، مما يوفر لهم مصدرًا باكرًا للغذاء. اكتشاف فطر يحول عناكب الكهوف إلى "زومبي" قالت دوبيلير إن دراسة وراثة الميكروبيوم في الحيوانات قد تساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية انتقال بكتيريا الأمعاء لدى البشر، على سبيل المثال، بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة.


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
دراسة تكشف إشارات مبكرة للاحتباس الحراري الناجم عن البشر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة عن تأثير البصمة البشرية على ظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي للأرض في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، حتى قبل اختراع السيارات الحديثة. باستخدام مزيج من النظريات العلمية، والملاحظات الحديثة، ونماذج حاسوبية متعددة ومتطورة، وجد الباحثون أن هناك إشارة واضحة لتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية يُحتمل أن تكون قابلة للكشف منذ عام 1885، أي قبل ظهور السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكن بعد بداية الثورة الصناعية. نُشرت هذه النتائج بورقة بحثية، الإثنين، في الدورية العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، ما يزيد من احتمالية أن البشرية كانت تغير مناخ الكوكب بطريقة يمكن اكتشافها منذ وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ويبرز أهمية تتبّع التغيرات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. بدأ العلماء في تسجيل ملاحظات درجات الحرارة السطحية بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وكان يُعتقد بشكل عام أن الإشارة البشرية القابلة للكشف في درجات الحرارة السطحية بدأت في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، رغم أن أجزاءً أخرى من نظام المناخ أظهرت علامات تغير في أوقات مختلفة. في هذه الدراسة، طرح الباحثون في علم المناخ السؤال التالي: باستخدام أدوات الرصد المتوفرة اليوم، ما هو أقدم وقت يمكن فيه اكتشاف علامات تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري في الغلاف الجوي؟ ركّزت الدراسة بشكل خاص على الإشارات الموجودة في "الستراتوسفير"، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي. وتحدث غالبية الظواهر الجوية في أدنى طبقة من الغلاف الجوي، وهي "التروبوسفير". بينما تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، فإنها تُحدث تأثيرًا معاكسًا في "الستراتوسفير"، لا سيما في مناطقها العليا. ما هي الأطعمة التي تسبب غالبية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؟ استخدم الباحثون هذه المعرفة لفحص نماذج المناخ بأثر رجعي بحثًا عن مؤشرات لهذه التأثيرات. وقد فاجأت النتائج كل من المؤلف الرئيسي للدراسة، بن سانتر، والمشاركة في تأليف الدراسة، سوزان سولومون، إذ لم يتوقعا العثور على إشارة بشرية واضحة في الغلاف الجوي العلوي في وقت مبكر من سجل المناخ. وقال سانتر، من معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات: "لقد كانت مفاجأة، مفاجأة حقيقية بالنسبة لي أن نتمكن من تحديد إشارة تبريد في طبقة الستراتوسفير ناجمة عن النشاط البشري بدرجة عالية من الثقة خلال 25 عامًا فقط من بدء الرصد، لو كانت لدينا في عام 1860 القدرات القياسية التي نمتلكها اليوم". كان يُمكن رصد إشارة التغير المناخي في غلاف القرن التاسع عشر الجوي بعد زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 أجزاء في المليون فقط خلال الأربعين عامًا بين عامي 1860 و1899. ذكر سانتر أنه بالمقارنة، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحترار العالمي بنحو 50 جزءًا في المليون بين عامي 2000 و2025. بشكل عام، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحوالي 140 جزءً في المليون منذ النقطة التي تمكن العلماء من رصدها لأول مرة. "دق ناقوس الخطر".. العالم يقترب من تجاوز عتبة الاحتباس الحراري الحرجة من جانبها، صرحت غابي هيغيرل من جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "تُظهر النتائج أنه كان يُمكن رصدها بسرعة كبيرة". وأضافت: "هذا يسلط الضوء على التأثير القوي لزيادة غازات الاحتباس الحراري على طبقات الجو العليا مقارنة بالتقلبات الطبيعية فيه". أوضحت أندريا شتاينر، وهي عالمة المناخ بمركز Wegener للمناخ والتغير العالمي في جامعة غراتس بالنمسا، لـ CNN أن الدراسة تُظهر أن التغير المناخي الناتج عن الإنسان يمكن رصده في الغلاف الجوي قبل ظهوره على السطح. وقالت شتاينر، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة: "يؤكد ذلك أن إشارات تغير درجات الحرارة في الغلاف الجوي فعّالة ليس فقط في الرصد، بل أيضًا كمؤشرات مبكرة لنجاح جهود التخفيف من تغير المناخ". اكتشاف "غريب".. تلسكوب "هابل" يرصد انفجار غلاف جوي لأحد الكواكب بسبب إشعاع نجمه شدد كل من سانتر وسولومون على أن النتائج تُظهر أهمية الاستمرار في مراقبة الطبقات العليا من الغلاف الجوي عن كثب. تأتي هذه الرسالة في وقت تشهد فيه ميزانيات العلوم تخفيضات حادة، حيث تُستهدف الأقمار الصناعية والبرامج البحثية الحيوية المتعلقة بالمناخ. أشار سانتر إلى أن هذا ينطبق بشكل خاص على مقترحات ميزانيات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ووكالة ناسا، ووزارة الطاقة. على سبيل المثال، يتضمن مقترح ميزانية الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، إلغاء قسم الأبحاث التابع للوكالة، والذي يشمل مهام مراقبة ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن مقترح ميزانية وكالة ناسا الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيؤدي إلى خفض بعض مهام الأقمار الصناعية المرتبطة بالمناخ، كما سيجرد الأقمار الصناعية المستقبلية للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من أجهزة الاستشعار الخاصة بعلوم المناخ. أكدّ سانتر: "من المهم أن يعرف غير المتخصصين ما نتعرّض له من خطر هنا. فعندما نفقد القدرة على قياس ومراقبة كيفية تغير عالمنا، فإن ذلك يجعلنا جميعًا أقل أمانًا".


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
لغز المادة الكونية "المفقودة" بدأ يتكشّف..هذا ما توصل إليه العلماء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استخدم علماء الفلك الانفجارات الراديوية السريعة، وهي ومضات ساطعة تدوم لأجزاء من الثانية على شكل موجات راديوية آتية من الفضاء، للمساعدة على تتبّع بعضًا من المادة المفقودة في الكون. ذكرت وكالة "ناسا" أن المادة المظلمة والطاقة المظلمة تُشكّل الجزء الأكبر من الكون. فالمادة المظلمة هي مادة غامضة تُسهم في تشكيل بنية الكون، في حين تُعتبر الطاقة المظلمة قوة تسرّع من معدّل توسّع الكون. رغم أن كليهما لا يمكن رصدهما مباشرة، إلا أن تأثيراتهما الناتجة عن الجاذبية يمكن ملاحظتها. أما بقية الكون، فيتكوّن من الباريونات الكونية، أو ما يُعرف بـ"المادة العادية"، وهي تتواجد في الجسيمات الصغيرة مثل البروتونات والنيوترونات. قال ليام كونور، وهو أستاذ مساعد بعلم الفلك في جامعة هارفارد: "إذا جمعت كل النجوم والكواكب والغازات الباردة التي يمكن رؤيتها بالتلسكوبات، فإنها لا تُشكل سوى أقل من 10% من المادة العادية في الكون". رغم أنّ علماء الفلك كانوا يعتقدون أنّ غالبية المادة العادية في الكون موجودة في الفراغات بين المجرات، المعروفة بـ"الوسط بين المجرّي"، أو ضمن الهالات الممتدة حول المجرات (وهي مناطق كروية واسعة تحيط بالمجرات وتحتوي على نجوم وغاز ساخن)، إلا أنهم لم يتمكنوا من قياس هذه المادة الضبابية لأنها تُصدر الضوء بأطوال موجية مختلفة، لكن غالبيتها منتشر لدرجة تجعل رصدها كمن يحاول رؤية الضباب. الطاقة المظلمة الغامضة في الكون تتطور..هذا ما كشفته أحدث البيانات أدى عدم القدرة على رصد نحو نصف المادة العادية في الكون إلى معاناة طويلة امتدت لعقود في علم الكون، أطلق عليها اسم "مشكلة الباريونات المفقودة". لكن كونور وزملائه تمكّنوا من رصد المادة المفقودة بشكل مباشر، بواسطة الوميض الناتج عن الانفجارات الراديوية السريعة لرسم خريطة لما كان غير مرئي في السابق. وقد نُشرت نتائجهم في دراسة جديدة في مجلة Nature Astronomy. وشرح كونور، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، أنّ " الانفجارات الراديوية السريعة تخترق ضباب الوسط بين المجرات، ومن خلال قياس مدى تباطؤ الضوء بدقة، يمكننا وزن هذا الضباب، حتى عندما يكون خافتًا جدًا لرؤيته". وقد أُنجز جزء كبير من هذا البحث أثناء عمل كونور مساعدًا بحثيًا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech). يأمل علماء الفلك في المستقبل أن تساعد هذه الانفجارات الراديوية السريعة في إلقاء الضوء على البنية غير المرئية للكون، ما يمكن أن يُحدث ثورة في فهمنا لتوزيع المادة العادية عبر الفضاء الكوني. منذ اكتشافها في عام 2007، تمّ رصد أكثر من ألف انفجار راديوي سريع (FRB)، لكن، وفقًا لمؤلفي الدراسة، لم يتم تتبع سوى نحو 100 منها إلى مجرات محددة. لا يزال السبب الدقيق وراء هذه الومضات الغامضة غير مؤكد، لكن رصد المزيد منها قد يكشف عن أصولها المجهولة. بهدف الكشف عن المادة المفقودة، اعتمد التحليل الجديد على مزيج من الانفجارات الراديوية السريعة التي سبق رصدها وعددها 69 تتراوح مسافاتها من 11.74 مليون سنة ضوئية إلى نحو 9.1 مليار سنة ضوئية من الأرض. كان الأبعد بينها انفجار يُعرف باسم FRB 20230521B، اكتُشف خلال هذا البحث، ويُعد حاليًا أبعد انفجار راديوي سريع تم رصده على الإطلاق، بالإضافة إلى ومضات جديدة لم تُشاهد من قبل حتى بدأ البحث. استخدم فريق الدراسة شبكة Deep Synoptic Array، وهي مجموعة مكونة من 110 تلسكوبات راديوية، لتحديد مواقع 39 من هذه الانفجارات. تقع هذه الشبكة في مرصد أوينز فالي التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) بالقرب من مدينة بيشوب، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي مصممة لتتبع الانفجارات الراديوية إلى مصادرها الأصلية. كما ساعد مرصد W. M. Keck في هاواي ومرصد بالومار قرب سان دييغو في قياس المسافات بين تلك الانفجارات والأرض. أما الـ30 انفجارًا المتبقية، فقد تم رصدها بواسطة مرصد أستراليا Square Kilometre Array Pathfinder وتلسكوبات أخرى حول العالم. عندما تسافر موجات الراديو على شكل انفجارات راديوية سريعة نحو الأرض، يمكن قياس الضوء المنبعث منها بأطوال موجية مختلفة تنتشر وتتوزع أثناء عبورها للفضاء. يعتمد مدى انتشار الضوء على كمية المادة التي تعترض طريقه. تمكن فريق البحث من قياس مدى تباطؤ كل إشارة من هذه الانفجارات أثناء مرورها عبر الفضاء قبل وصولها إلى الأرض، ما سمح لهم بكشف الغازات والمادة التي واجهتها في طريقها. تتأثر سرعة الانفجارات الراديوية السريعة بما تمرّ عبره من مادة، ما يعني أنّ الأطوال الموجية المختلفة للضوء تصل في أوقات متفاوتة. تستغرق الموجات الأطول والأكثر احمرارًا (الأقل طاقة) وقتًا أطول للوصول، بينما الموجات القصيرة والزرقاء تصل بسرعة أكبر. ويساعد كل طول موجي علماء الفلك على قياس المادة غير المرئية. قال ليام كونور: "النبضات القصيرة للانفجارات الراديوية السريعة مهمة للغاية في هذا النوع من القياسات، لأنها تعمل كمنارات كونية وامضة"، مضيفًا أنه"يمكننا قياس مدى تباطؤ النبضة الراديوية بدقة عالية عبر الأطوال الموجية المختلفة، ما يُعرف باسم 'تشتيت البلازما' (plasma dispersion)الأمر الذي يتيح لنا فعليًا عدّ كل الباريونات". وأضاف: "أما النجوم التي تصدر ضوءًا مستمرًا أو المصادر التي لا تكون في الطيف الراديوي، فلا يمكننا من خلالها قياس هذا التأثير. يجب أن يكون المصدر نبضيًا، قصيرًا، وبطول موجي راديوي". بفضل هذا التأثير، تمكن الفريق من رسم خريطة للمادة الموجودة في مسار الانفجارات الراديوية وقياسها. أوضح المؤلف المشارك في الدراسة، فيكرام رافي، وهو أستاذ مساعد بعلم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) أنه "كما لو أننا نرى ظل جميع الباريونات، والـFRBs بمثابة ضوء خلفي يسلّط عليها". السفر عبر الثقوب السوداء..خبير يُوضح ماذا يحدث لجسم الإنسان بعد تتبع كل الانفجارات الراديوية السريعة والمادة التي عبرت من خلالها وأضاءتها، توصل الفريق إلى أن 76% من المادة الكونية توجد على شكل غاز ساخن ومنخفض الكثافة في الفراغ بين المجرات، بينما يُوجد حوالي 15% منها في هالات المجرات، والباقي موجود داخل المجرات ذاتها على شكل نجوم، أو كواكب، أو غاز بارد. أداة كونية حاسمة تتوافق هذه النتائج المبنية على الملاحظات مع التوقعات السابقة التي استُخلصت من المحاكاة الحاسوبية، بحسب ما أكد مؤلفو الدراسة. ووافق ويليام ه. كيني، أستاذ الفيزياء في جامعة بافالو، على هذه النتائج، قائلًا: "الخلاصة هي أنهم ابتكروا طريقة جديدة للعثور على الباريونات التي كنا نعلم بوجودها، لكن السؤال كان هل هي فعلاً في الوسط بين المجرات (الوسط بين المجراتي) أم في الهالات المحيطة بالمجرات؟ وكان هذا سؤالًا مفتوحًا". يُساعد فهم كيفية توزيع المادة العادية الباحثين على فهم كيفية نمو وتطور المجرات. وأشار كيني إلى أنّ " الباريونات تنجذب إلى المجرات بفعل الجاذبية، لكن الثقوب السوداء فائقة الكتلة، والنجوم المتفجرة يمكن أن تدفعها للخارج". وخلص رافي إلى أنه يمكن لانفجارات الراديو السريعة المساعدة أيضًا على رسم خريطة مفصلة للشبكة الكونية، التي تتكوّن بشكل رئيسي من المادة المظلمة. تخطط مؤسسة كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) حاليًا لبناء تلسكوب راديو جديد في صحراء نيفادا، والذي من المتوقع أن يبني على نتائج الدراسة الجديدة من خلال رصد وتتبع ما يصل إلى 10,000 انفجار راديو سريع سنويًا.