logo
#

أحدث الأخبار مع #فنون_جميلة

بريطانية تبحث عن بيت لأرنب عملاق مُستوحى من دمية طفولتها
بريطانية تبحث عن بيت لأرنب عملاق مُستوحى من دمية طفولتها

الشرق الأوسط

timeمنذ 9 ساعات

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

بريطانية تبحث عن بيت لأرنب عملاق مُستوحى من دمية طفولتها

تبحث طالبة فنون جميلة بريطانية عن منزل دائم لدمية على شكل أرنب يبلغ طوله 2.4 متر (8 أقدام)، كانت قد صنعته في إطار مشروع تخرّجها لمعرض في سنتها الدراسية الأخيرة. ووفق «بي بي سي»، صنعت لورين غيست الأرنب «بوسي» لتُظهر كيف يمكن لمقتنيات الطفولة أن تتحوَّل إلى «رموز ضخمة ذات أهمية». مع ذلك، ومع اقتراب دراستها في «جامعة نورويتش للفنون» من نهايتها هذا الصيف، لا يزال الأرنب جالساً بصبر في أحد الاستوديوهات الفنّية، ولا تزال أمامها فرصة حتى منتصف أغسطس (آب) لتعثر له على منزل جديد. مصيره مجهول بين التفكيك أو الترحال (حسابها في «إنستغرام») قالت لورين: «قد أضطرُّ إلى تفكيكه، وهذا سيكون أمراً محزناً جداً». وهي كانت قد أجرت مسحاً دقيقاً لأرنبها المفضّل من طفولتها للحصول على الأبعاد والقياسات الصحيحة، لتتمكن من عمل نسخة مكبَّرة ضخمة منه بدقة. لقد أطلقت على صنيعتها اسم «بوسي» لأنها، وفق قولها، كانت طفلة «متسلّطة»، وقد تعلَّمت اللحام من أجل صنع أجزاء الأرنب. لكن الأرنب ليس محشوّاً أو ناعماً كما يبدو، وإنما مجوّف من الداخل. غطَّت لورين الهيكل المعدني بغلاف بلاستيكي، ثم أضافت إليه قماشاً مطبوعاً من تصميمها، مستوحى من نقوش طبق من طفولتها. أرنب من الطفولة يتحوّل إلى عمل فني ضخم (حسابها في «إنستغرام») وتقول إنّ هذا أحد الأسباب التي تمنع بعض الأشخاص من استقباله؛ فـ«بوسي» ليس دمية محشوة حقيقية، وإنما عمل فنّي، مضيفةً: «يتواصل بعض الأشخاص معي، لكن عندما يكتشفون أنه ليس محشواً، يتراجعون». نشرت لورين إعلاناً عنه عبر موقع «فيسبوك»، كما تواصلت مع دُور رعاية الأطفال، لكن نظراً إلى صعوبة تنظيف القماش الذي يغلّفه، فقد يُشكل خطراً بنقله للعدوى. وختمت: «أتمنّى أن يوضع في مكان عام حيث يستطيع الناس الاستمتاع به، ويمنح السعادة لكثيرين».

فن الطباعة يستعيد مكانته في بيروت
فن الطباعة يستعيد مكانته في بيروت

الشرق السعودية

time١٣-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

فن الطباعة يستعيد مكانته في بيروت

في بيروت لا يخلو أي أسبوع من افتتاح معرض لفنان لبناني أو عربي أو أجنبي، في صالات الفنون والمراكز الثقافية التي تعج بها المدينة، حيث تتنوّع الأساليب بين المفاهيمي والمابعد حداثي والتجهيز الفني، وبين الأعمال التشكيلية والمتعددة الوسائط وأعمال النحت. لكن قلة من هذه المعارض تكون مخصّصة لأعمال الحفر والطباعة، وهذا قد يعني أن قلة من الفنانين يمارسون هذه الأسلوب بتقنياته المتعددة. الاختصاصات الفنية في جامعات لبنان الرسمية والخاصة، تعلّم تقنيات الحفر والطباعة لطلاب الفنون الجميلة كمادة وليس كاختصاص، ما يصعّب التمرّس بهذا الأسلوب. بالإضافة إلى أن تقنيات الحفر والطباعة ليست سهلة، وإتقانها يتطلب ممارسة طويلة، كما يتطلب توفّر مكبس ومكان ومساحة خاصة. ولكن وسط هذه الصعوبات أو العقبات التي تواجه محبي الطباعة، تمّ إنشاء مكان في بيروت يجمع كل ما يمكن أن يسهّل تعلّم وإتقان وتنفيذ أعمال حفر وطباعة، بالإضافة إلى التصوير، وهذا المكان هو استوديو بيروت للطباعة. تأسس استوديو بيروت للطباعة سنة 2015 على يد طارق مراد، وهو برازيلي من أصل لبناني، بعد سنوات من العمل في مجال التصوير والطباعة. كانت البداية في منطقة كليمنصو، ثم انتقل إلى الجميزة المقرّ الحالي، وتحوّل إلى فضاء شامل مفتوح لجميع الأشخاص من مختلف الخلفيات والمستويات، الذين يهتمون باكتشاف وتعلم وممارسة فنون وتقنيات الطباعة المتنوعة (حفر، أكواتينت، ميزوتينت) والتصوير الفوتوجرافي. يسعى الاستوديو كي يصبح مرجعاً لتعليم وممارسة تقنيات الطباعة، إذ يقدّم ورش عمل خارج الحرم الجامعي، حيث يمكن للطلاب الجامعيين تعلّم هذه الممارسات. كما يركّز على ممارسات الطباعة في لبنان، وتشجيع العاملين في هذا المجال، من خلال توفير مساحة عمل مجهّزة بالاحتياجات الأساسية. يعمل الاستديو على تعزيز فن الطباعة من خلال الأنشطة الثقافية والفنية، بالإضافة إلى الورش والدورات في الطباعة والتصوير الفوتوجرافي." يقول طارق مراد: "إن الفكرة من وراء الأستوديو هي كسر الفكرة النمطية بأن الفن فقط للوحات الزيت والكانفاس بشكل عام، والتذكير بأن أعظم الفنانين كانت لديهم تجارب عظيمة في الطباعة، مثل رامبرانت وبيكاسو وجوكوماتي وفرويد وديغا ووييليام كامبريدج". ولدعم الفنانين اللبنانيين في ظل الأوضاع الصعبة، حصل الأستوديو على تبرّعات من 120 فنان من حول العالم، استخدمت لشراء المواد الخاصة بالحفر والطباعة. كما تمّت إقامة معرض للأعمال المطبوعة، أسهم باستمرار العمل في استوديو بيروت للطباعة. ويرى طارق أن أهمية الأستوديو "هي وجود مكان واحد يجمع الفنانين ومحبي الطباعة، وضمان استمرار تعلّم التقنيات والأساليب، ونقلها من جيل فني لآخر، وخصوصاً أن كل الأساليب الموحّدة المعتمدة والمعمول بها في الأستوديو مكتوبة وموثّقة ومتوفّرة". يقول فادي ملحم الذي تخّصص في مجال الحفر في سوريا، ويقيم حالياً في لبنان، ويعلّم ويمارس عمله الفني في استوديو بيروت للطباعة، "إنه يحاول مساعدة المهتمين بفن الحفر والطباعة كي يعبروا من عقلية الألوان الزيتية والكانفاس، إلى الحفر والطباعة، الذي يتطلب صبراً وسعة صدر لتقبل مفاجآت الحفر، ولديّ فضول أن أرى حفّارين يرغبون بأعمال فنية من دون التفكير بما يطلبه السوق". مبدأ الطباعة مبدأ الطباعة الفنية يرتكز على أن يكون هناك أكثر من طبعة من كل عمل فني، ولكن كل طبعة هي عمل فني أصلي. كلمة "طبعة" هنا لا تعني أنها نسخة عن عمل أصلي، كل الطبعات أصلية وليست منسوخة عن بعضها. التطبيق من رسم وحفر يتم بما يعرف بالـ "كليشيه". والكليشيه يكون إما لوح زينك أو نحاس ( النقش بالأحماض etching)، أو لوح خشب (woodcut printing) أو حجر (ليثوغرافي lithography ) أو قماش مشدود (طباعة حريرية silk screen). بعد انتهاء العمل على الكليشيه، وبعد تجارب عدّة للوصول إلى الصيغة النهائية، يبدأ الفنان بالطباعة. وبعد كل طبعة يعيد تنظيف الكليشه وتحبيرها لإنتاج طبعة جديدة. يحدد الفنان عدد الأعمال التي ينوي طباعتها عن الكليشيه، ويكتب بقلم رصاص على الورقة أسفل العمل رقم النسخة وعدد النسخ النهائية، مثل: 10/25 أي الطبعة العاشرة من أصل 25 طبعة. لكل طبعة من الطبعات قيمة فنية ومادية متساوية بغض النظر عمّا إذا كانت الطبعة الأولى أو الأخيرة، وكلها أصلية. النسخات التجريبية التي تم ّترقيمها يتم توقيعها بمصطلح "artist proof" ولا يتم ترقيمها. الإقامات الفنية استديو بيروت للطباعة مساحة مجهزة تتيح للفنانين ولمحبي الطباعة حرية استخدام المكان والمعدّات والأدوات وتنفيذ أعمالهم الخاصة مقابل اشتراك شهري. كما يفتح باب التقدم لإقامة فنية عن فئتي الطباعة والتصوير للفنانين من شتى المجالات (هندسة، سينما، فنون تشكيلية)، إذ يتعلمون خلال إقامتهم مختلف التقنيات من قبل فنانين لديهم خبرة كافية أو كان لهم مشاركات في إقامات فنية سابقة، ويتقنون الأساليب والمنهجية المعتمدة في الاستوديو. تقسم الإقامة إلي قسمين، القسم الأول مدّته ستة أشهر، يتعلم المشاركون خلالها التقنيات، وتخصص الستة أشهر التالية لتطوير المشروعات التي اختاروا العمل عليها مع ضرورة الالتزام بـالحضور والعمل 40 ساعة شهرياً . وللمرة الأولى في هذا العام سيتوفر برنامج ماستر كلاس مدعوم من "آفاق"، بحيث يدعو الأستوديو فناناً من الخارج أو فناناً من الأستوديو لتعليم تقنية واحدة خلال ثلاثة أسابيع. لمحة عن تاريخ الطباعة الفنية تاريخ الطباعة قديم جداً، ففي القرن الخامس قبل الميلاد، استخدم السومريون والبابليون الأختام لختم الوثائق والسلع، واستخدم الصينيون في القرن الأول ميلادي تقنية الطباعة على القماش لطباعة الزخارف على الأقمشة. وفي القرن السادس في الصين، خلال عهد أسرة تانغ ظهرت تقنية الـ block printing أو الطباعة بواسطة القوالب الخشبية. وبواسطة هذه التقنية، تمّ في الصين عام 868 طباعة أول كتاب "سوترا الماس" ثم تطوير هذه التقنية واختراع الأحرف المتحركة. في عام 1440، طوّر يوهانس غوتنبررغ الحروف المعدنية في ألمانيا، ثم انتشرت في أوروبا في القرن السابع عشر، مع تطوّر آلات الطباعة الدوّارة، وأول صحيفة مطبوعة كانت "Relation" في ألمانيا (1605). وظهرت أنواع أخرى كالطباعة بواسطة النقش المعدني "Etching" المستقل عن طباعة الكتب والصحف، حيث ركزت على الجانب الفني بدلاً من النشر الجماعي، وبدأت هذه التقنية في القرن الخامس عشر في أوروبا، وتحديداً في ألمانيا، وجاءت بعد انتشار طباعة الكتب، لكنها استوحت تقنياتها من النقش على المعادن، المستخدم في صناعة الدروع والحلي منذ العصور الوسطى طوّر الفنانون مثل ألبريشت دورر، تقنيات النقش على المعدن (النحاس أو الزنك)، باستخدام الأحماض أو الخدش بأدوات خاصة لإنشاء رسومات دقيقة، وإنتاج أعمال فنية محدودة النسخ بدقة عالية. ساهمت في نشر الأعمال الفنية (مثل اللوحات الدينية والخرائط الدقيقة) ومهّدت لظهور تقنيات فنية لاحقة مثل الليثوغرافيا (الطباعة الحجرية) في القرن الثامن عشر، التي اخترعها ألويس سنفلدر في ألمانيا (1796)، وتعتمد على الرسم على الحجر بالحبر الزيتي.

"شارع واشنطن" باسم الرسامة ألما توماس
"شارع واشنطن" باسم الرسامة ألما توماس

الشرق السعودية

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق السعودية

"شارع واشنطن" باسم الرسامة ألما توماس

أصبح الشارع الذي عاشت فيه الرسامة الشهيرة ألما توماس (1891-1978)، في العاصمة واشنطن، يحمل اسمها الآن، بناء على مشروع قانون يدعو إلى تسمية الشارع من جديد. توماس هي فنانة أميركية من أصل أفريقي، عاشت وعملت في ذلك العنوان نحو 70 عاماً، وهي من أبرز رسامات القرن العشرين، وأوّل امرأة أميركية من أصل أفريقي تدرج أعمالها في المجموعة الفنية الدائمة للبيت الأبيض. عام 1972 خصّص عمدة واشنطن والتر واشنطن، "يوم ألما دبليو توماس" في 9 سبتمبر من كل عام. وعام 2021، أعلنت العمدة الحالية موريل باوزر، يوم 12 سبتمبر "يوماً لإحياء ذكرى ألما دبليو توماس" على مستوى المدينة، احتفالاً بالذكرى 130 لميلاد الفنانة. استمرت شهرة توماس في النمو منذ وفاتها، وتُعرض لوحاتها في متاحف ومجموعات فنية بارزة، وكانت موضوعاً للعديد من الكتب والمعارض المتحفية الفردية. ويحتفظ متحف "سميثسونيان" للفن الأميركي بأكبر مجموعة في العالم لأعمالها. وكان والد الفنانة اشترى المنزل عام 1907، وهو مبنى من الطوب مُدرج في السجل الوطني للأماكن التاريخية، وموقع على مسار التراث الأميركي الأفريقي في واشنطن العاصمة. وقالت عضو المجلس كريستينا هندرسون لموقع "Culture type": "عندما نعيد تسمية الشوارع، فذلك يكون تكريماً لأفراد، ولكنه أيضاً في إطار سعينا لرفع مكانة هذه القامات الكبيرة، وتعريف الأجيال القادمة بها". أضافت: "إن رؤية لافتات الشوارع تحمل أسماء الفنانين، هي تكريم جديد لهم". معرض في عمر الثمانين تميّزت توماس بموهبتها وروحها الريادية، وعام 1924 أصبحت أوّل طالبة تحصل على شهادة في الفنون الجميلة من جامعة هوارد، وشغلت لاحقاً منصب نائب الرئيس المؤسس لأوائل المعارض الفنية المملوكة للأفارقة في الولايات المتحدة، هو معرض "بارنيت-آدن". بعد تقاعدها، حقّقت توماس نجاحاً دولياً، وألهمها انخراطها في المشهد الفني الطليعي للأفارقة في واشنطن العاصمة المعروف باسم مجموعة "ليتل باريس"، متابعة دروس مسائية في الجامعة الأميركية في سن 59، ما أتاح لها فرصة التعرّف على مفردات جديدة من التعبير الفني. تعتبر توماس من أبرز فناني مدرسة واشنطن للألوان، حيث لفتت مؤلفاتها المفعمة بالحيوية انتباه أمناء متحف "ويتني"، الذي قدّم لها، عندما كانت في أوائل الثمانينيات من عمرها، معرضاً فردياً، هو الأوّل في تاريخ المؤسسة مخصّص لامرأة ملوّنة.

وفاة المصور الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو عن 81 عاما
وفاة المصور الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو عن 81 عاما

LBCI

time٢٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • LBCI

وفاة المصور الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو عن 81 عاما

توفي عن 81 عاما المصور الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو المعروف بصوره الكبيرة بالأبيض والأسود للحروب وغابة الأمازون، وفق ما افادت الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة التي كان عضوا فيها. وكتبت الأكاديمية: "الأمين الدائم لوران بوتيجيرار وأعضاء أكاديمية الفنون الجميلة ومراسليها يعلنون بحزن عميق وفاة زميلهم سيباستياو سالغادو يوم الجمعة 23 أيار عن 81 عاما". وأوضحت عائلة الراحل في بيان تلقته وكالة "فرانس برس" أنه "بحكم كونه مصورا يجوب العالم باستمرار، أصيب بنوع خاص من الملاريا عام 2010 في إندونيسيا، في إطار مشروعه "جينيسيس". وبعد 15 عاما، تحولت مضاعفات هذا المرض إلى سرطان دم حاد، أودى بحياته". وذكّرت العائلة بأن سالغادو "ناضل بلا كلل من خلال عدسة كاميرته من أجل عالم أكثر عدلا وإنسانية واحتراما للبيئة". وترك سالغادو إرثا مميزا من الصور هي نتاج مئات الرحلات التي قام بها في غابات الأمازون ومختلف أنحاء العالم، من رواندا إلى إندونيسيا، ومن غواتيمالا إلى بنغلادش، حيث التقط بعدسته المآسي الإنسانية كالمجاعات والحروب والنزوح الجماعي. وأوردت الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة في نبذة عن سالغادو أنه كان يرى في التصوير الفوتوغرافي "لغة قوية لمحاولة إقامة علاقات أفضل بين البشر والطبيعة". وكانت صور سالغادو كلها تقريبا باللونين الأبيض والأسود، وهو ما كان يعتبره تفسيرا للواقع وطريقة للتعبير عن كرامة البشرية غير القابلة للانتقاص. وبدأت مسيرة سالغادو المهنية كمصور محترف عام 1973 في باريس، وعمل لدى وكالات "سيغما" و"غاما" و"ماغنوم" حتى عام 1994، ثم أسس وكالة مخصصة حصرا لأعماله هي "أمازوناس إيماجس". ونُشرَت صور الراحل في الصحافة العالمية وفي مجلات مثل "لايف" و"تايم"، وكانت موضوعا لعدد لا يحصى من الكتب والمعارض المتحفية.

جولة في 'أصوات المرجان': تجارب فنية تستحق التقدير
جولة في 'أصوات المرجان': تجارب فنية تستحق التقدير

الغد

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الغد

جولة في 'أصوات المرجان': تجارب فنية تستحق التقدير

قراءة فنية: المعمارية والرسامة اردا اصلانيان يحتضن المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة معرضًا فريدًا من نوعه، يُختتم به الموسم الأول من مشروع "أصوات المرجان"، بالتعاون مع السفارة السويسرية، وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة يضم المعرض أعمالًا لـ11 فنانًا وفنانة من الأردن وسويسرا، ممن استجابوا لإقامة فنية بيئية بأساليب تعبيرية تتنوّع بين التجريدية والتوثيقية، والتجريبية والواقعية . اضافة اعلان القراءة التالية لأربع تجارب فنية متفرّدة "برأيي" تتقدّم بخطى واثقة في هذا المشهد، وتفرض حضورها دون ادّعاء لأهمية التكوين والتقنية والخامة، والإيقاع و تستحق التوقف عندها مع العلم أن التجارب الأخرى لا تقل أهمية عن هذه التجارب. أحمد الشاويش الأردن استطاع الفنان الشاويش، بأسلوب واقعي، التعبير عن روح الموضوع في مجموعته المكونة من ثمان اعمال ورقية، من خلال اهتمامه بالضوء والظل وسرد سيرته المائية ، في سبيل تأكيد الجانب التعبيري والمفارقات والدلالات الحياتية في بناء العمل باستخدام الألوان المائية، وبحرفية واضحة، وبشفافية وحساسية بديعة في التباين بين الداكن والفاتح، أبرز الضوء الحقيقي تحت القاع. وبحرفيته الدقيقة لم يُقلّد الشاويش البحر، بل تآلف معه فقد أسعفته خبرته بخامة الالوان المائية في تحقيق الخفّة والحالة المائية الضبابية للموضوع, حيث نلحظ خفة الكتلة وشفافيتها وحركتها وانعكاسات الألوان اذ تمتلك خصائص البحر ذاته فضلا عن تحقيق فكرة العمق ، فخلق حالة حالمة من المشهد، بكسر الجمود بديناميكية تُحاكي حركة المياه وتردداتها في الضوء والظل. فقد رسم الشاويش الأعماق كما نشعر بها؛ لقد استحضر لنا حرارة الماء وبرودته، صمته وضجيجه بألوانه واسلوبه ومهارته . المشهد عند الشاويش ذهب إلى أقصى احتمالات الإيجاز والاختزال في تكويناته اللونية والشكلية؛ لقد اختصر التفاصيل دون أن يتخلى عن روح المشهد. في معظم اللوحات، لا يظهر المرجان ككائن، بل كإيقاع. لا تُرسم الموجة، بل تُستشعر في توتر المساحات اللونية. الشاويش لم ينسخ الطبيعة، بل كان يصغي لها، ويجعل الورقة تتنفس بما يشبه العمق. ورغم تفرّد أحمد الشاويش، ولكن لا يمكن إغفال تقاطع روحي ملحوظ مع تجربة أحمد تركي، الذي قدّم مجموعة من الأعمال المائية على الورق تتسم بتجريد أعلى. في أعمال تركي، كان حضور اللون المائي أكثر تلقائية، حيث لعبت عفوية وسيلان الألوان المائية والاسلوب دورًا رئيسيًا في تشكيل التكوين. هذا الانفلات المدروس من السيطرة أتاح له توليد مساحات ديناميكية غير محددة، تُركّز على الإيقاع البصري وتبدلات الكثافة، بعيدًا عن الافتعال المباشر. صلاح الدين القواسمي يُقدّم صلاح الدين القواسمي ضمن مشروعه، مجموعة مكونة من ستة أعمال مرسومة بقلم الرصاص على الورق، بمقاسات صغيرة (٢٠×٢٠ سم)، لكنها تفتح آفاقًا واسعة للتأمل. أعمال القواسمي لا تُظهر موضوعًا محددًا بقدر ما توحي بتكوينات تتشكل وتذوب في آنٍ معًا. الكتل العضوية تتداخل بهدوء، وتنساب بخطوط متكررة ودقيقة، تُشبه طريقة نمو الأشياء في الطبيعة: ببطء، دون ضوضاء، لكن بإصرار خفي. في هذا الأعمال الصغيرة، لا نرى كائنات ولا مشاهد، بل حالات. هناك جاذبية داخلية للفراغ كما للمادة. يتعامل القواسمي مع البياض كعنصر فاعل، لا كمجرد خلفية، ويمنح التظليل حقه في التعبير كإيقاع عام. ثمة أثر شبه تشريحي في التكوين، لكنه لا يحاكي الجسد، بل ربما يُذكّر بما بعد الجسد: بذاكرتنا العضوية، أو تخيّلاتنا لما لا نراه لكن نحسّه. كما ذكر القواسمي في البيان، فانه حاول تجسيد هشاشة الكائن المُقتلع من بيئته، محاطًا بفراغ غير مألوف. عبر أشكال عضوية مائعة وتراكيب متشابكة، يلمّح القواسمي إلى التحوّل القسري والاغتراب الصامت، حيث يبدو "الملاذ" وكأنه امتداد غريب لا يحتضن، بل يعلّق الكائن في حالة من التكيّف المفروض. وأعتقد أن القواسمي نجح في تجسيد هذه المفارقة في هذه الاعمال الستّة ببراعة، وبحساسية عالية تلامس الجوهر دون افتعال أو إثقال. سندس أبو العدس من بين المشاركات اللافتة، برزت سندس أبو العدس بحضور بصري طريف وتقنية عالية في الرسم والتصوير، حيث استطاعت أن تقود المتلقي في سرد بصري مسلّ ومتقن من خلال خمس لوحات ورقية مترابطة بالإضافة الى ثلاث اعمال اخرى. تبدأ السلسلة بصورة ذاتية (Self-Portrait) بأسلوبها الفني الخاص، تغوص فيها الفنانة في أفكارها ومخاوفها وجرابها المخطط بالأصفر والاسود، برفقة سمكة رمادية وحيدة وتعيسة بعض الشيء، لتنتقل بعدها إلى مشهد علّقت فيه الجوارب كتذكارات بشرية على حبال غسيل، لتبدأ السمكة ذاتها بسرقة الجورب في حبكة تصاعدية بصريًا ومفاهيميًا. في اللوحة الثالثة، تتنكر السمكة بالجورب محاطة بمجموعة من الأسماك المخططة، محاولة الانتماء إلى مجتمع غير مرحّب بها بدلالات واضحة وتعابير لا يمكن تجاهلها، قبل أن تعود الفنانة إلى تجربة شخصية أثناء الغوص، بلقاء سلحفاة في مشهدٍ فقدت فيه الجورب، ولكن اكتسبت مكافئات او ذكريات عديدة. وتُختتم السلسلة بعمل قوي بصريًا بعنوان "مرج عيون"، تكثيف لذكريات وتجارب بصرية متراكمة في تكوين لوني غني. انطلاقا من السرد البصري الطريف، تنجح أبو العدس تقديم تأملا فلسفيا لعالمٍ مزدوج: يبدو مرحًا ومُتخيَّلًا من النظرة الأولى، لكنه يخفي أسئلة وجودية حقيقية عن الهوية والانتماء، والتشابه العميق حول عوالم البحر واليابسة، وكيف أن الكائنات البحرية تحمل ملامح بشرية او العكس. الشخصيات التي قدّمتها ليست فقط رسوماً مائية، بل محاولات لتفكيك الكائن بالمفارقة الوجودية، وأزمة الهوية. بالإضافة الى الانتماء والاندماج، حين تحاول السمكة أن تندمج عبر "التنكر" و"التقمص"؛ او "الشخصنة" حيث تظهر الأسماك بصفات ضمن مواقف شبه اجتماعية. تمارى العجلوني أما تمارى العجلوني، فقدّمت أعمالًا تتسم بحس تصميمي، وحققت حضورًا بصريًا طاغيًا من خلال الأقمشة المنسوجة الكبيرة (tapestries) التي غمرت صالة العرض بدرجات الأزرق البحري. هذا الامتداد البصري خلق تجربة حسّية يصعب تجاوزها، رغم أن الأعمال من حيث المعالجة التشكيلية لم تطرح تحديات فنية لافتة. إلا أن قوّتها تكمن في تأثيرها المكاني، حيث أسهمت في توليد طاقة بصرية واضحة، أضافت بعدًا للمعرض ككل. يمكن القول إن هذا الحضور، بما يحمل من كثافة وانسجام مع المساحة، ساهم في تعزيز تجربة الزائر، وقد تكامل بفعالية مع التنسيق الفني للمعرض، الذي أظهر حساسية واضحة في تقديم أعمال الفنانين الأحد عشر المشاركين. "أصوات المرجان" مشروع يأتي بتنظيم من المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وبالتعاون مع السفارة السويسرية في عمّان، وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، فهو مشروع طموح، يلعب فيه الفن دوراً مهماً في التعريف بالبيئة وحمايتها، وجعلها مصدراً مهماً من مصادر الإلهام والإبداع. يستمر المعرض الى 14 حزيران 2025 في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة مبنى 2

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store