
جهود الإمارات لتطوير حلول مائية مبتكرة
جهود الإمارات لتطوير حلول مائية مبتكرة
تُعد ندرة المياه من أكثر التحديات إلحاحاً في عصرنا، وقد حذّرت تقارير الأمم المتحدة من أن نحو 3.6 مليار شخص يعانون من نقص المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنوياً، ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى أكثر من 5 مليارات بحلول عام 2050.
وتزداد حدّة هذه المشكلة مع التغير المناخي، الذي يؤدي إلى تفاقم موجات الجفاف وتذبذب أنماط هطول الأمطار، مما يضاعف الضغط على الموارد المائية المحدودة. وتُعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق عرضةً لإجهاد المياه، حيث تشير تقارير دولية إلى أن العديد من دولها تعيش تحت وطأة شح مائي شديد ضمن أعلى مستويات الإجهاد المائي عالمياً.
ومع الحاجة الملحّة إلى ابتكار حلول مائية جديدة ومستدامة للحفاظ على هذا المورد الحيوي وضمان استمراريته للأجيال القادمة، تقدم مبادرة «محمد بن زايد للماء» والتي تُعد مبادرة رائدة أطلقتها دولة الإمارات للتصدي لأزمة ندرة المياه عبر دعم الحلول المبتكرة، نموذجاً مثالياً لاستكشاف الفرص. ومن أبرز برامج هذه المبادرة برنامج «تحدي المياه» الذي يركّز على تسريع تطوير التقنيات المائية الحديثة وبناء مستقبل آمن ومستدام للموارد المائية. ويهدف هذا البرنامج إلى دعم ابتكار حلول عملية قابلة للتطبيق على أرض الواقع في الإمارات، مع إمكانية توسيع نطاقها إلى دول أخرى تعاني تحديات مماثلة في موارد المياه.
وتخطّط مبادرة محمد بن زايد للماء لإطلاق سلسلة من المسابقات والتحديات ضمن هذا البرنامج بشكل دوري، يمتد كلٌ منها على مدى 18 إلى 24 شهراً، بحيث يُركز كل تحدٍ على قطاع محدّد من قطاعات المياه، وتُتاح المشاركة في «تحدي المياه» لشريحة واسعة تشمل الباحثين والمؤسسات الأكاديمية والشركات الناشئة والقطاع الخاص، بهدف حشد العقول والخبرات المتنوعة لإيجاد حلول فعّالة لأزمة المياه.
كما يركّز هذا التحدي تحديداً على محورين أساسيين: أولهما، ابتكار تقنيات تُعزّز ممارسات الري المستدام وتخفض استهلاك المياه في الزراعة، وثانيهما، تطوير تصاميم متقدمة للزراعة في بيئات خاضعة للتحكم (مثل البيوت المحمية والشبكية) بحيث تستخدم المياه بكفاءة أعلى لأغراض التبريد. ومما لا شك فيه أن تحقيق هذه الرؤى الطموحة يتطلب بيئة حاضنة للابتكار ودعماً مؤسسياً قوياً. وفي الإمارات، تتكاتف الجهات الحكومية والأكاديمية والخاصة لدعم البحث والتطوير في مجال المياه. وقد جاء إطلاق تحدي المياه من أجل الزراعة نتيجة شراكة استراتيجية بين مبادرة محمد بن زايد للماء وكل من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية (جهة حكومية معنية بالقطاع الزراعي) وذراع الأبحاث التكنولوجية «أسباير» التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، وشركة سلال المتخصّصة في التكنولوجيا الزراعية.
تدرك الإمارات أن أزمة المياه لا تقف عند حدود جغرافية، بل هي تحدٍ عالمي يتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً. لذلك صُمّم برنامج تحدي المياه ليكون منصة عالمية تجمع المبتكرين من داخل دولة الإمارات وخارجها، بهدف تبادل الخبرات واستقطاب أفضل الحلول من مختلف أنحاء العالم.
ويُتيح التعاون الدولي في هذا المجال توظيف التقنيات الناجحة حيثما وُجدت، ونقلها إلى البيئات المحتاجة، كما يعزّز من مكانة الإمارات كمركز عالمي لابتكار التقنيات المائية. وبفضل هذا التعاون، يمكن للتقنيات التي تثبت نجاحها في الإمارات أن تُنقل لاحقاً إلى دول أخرى تعاني ظروفاً مشابهة من شُح المياه، مما يُضاعف الأثرَ الإيجابي إلى نطاق أوسع.
وإلى جانب استقطاب الحلول، تحرص دولة الإمارات على نشر المعرفة المكتسبة من هذه المبادرات، وهذا النهج التعاوني ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة العالمية، وخاصة الهدف المعني بالمياه النظيفة (الهدف السادس)، ويظهر جلياً في حرص الإمارات على مشاركة تجربتها مع المجتمع الدولي عبر المؤتمرات والمنتديات العالمية المختّصة بالمياه والتغير المناخي. ويبقى القول إن تعميم الحلول ونقل المعرفة إلى الدول، التي تواجه تحديات مائية مشابهة يشكّلان حجر زاوية في فلسفة الإمارات للتعامل مع مشكلة شُح المياه، تأكيداً على مسؤوليتها كشريك عالمي موثوق في إيجاد مستقبل مائي مستدام للجميع.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
تقدم جامعة أسيوط 100 مركز في تصنيف "التايمز 2025" للتنمية المستدامة
أعلن الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن تحقيق الجامعة تقدمًا كبيرًا في تصنيف التايمز الإنجليزي للتنمية المستدامة لعام 2025 (THE Impact Ranking)، والذي يُعد أحد أهم التصنيفات الدولية المعنية بقياس أداء الجامعات وفقًا لتحقيقها لأهداف التنمية المستدامة الـ17 التي أقرتها الأمم المتحدة. المرتبة 301 عالميًا من بين 2318 وأوضح الدكتور المنشاوي أن جامعة أسيوط جاءت في المرتبة 301 عالميًا من بين 2318 جامعة ممثلة لـ 125 دولة حول العالم، كما احتلت المركز الثاني على مستوى الجامعات الحكومية المصرية، وذلك بعد تقدمها 100 مركز عن ترتيبها في العام السابق. تطبيق معايير الجودة وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن ما تحقق في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة يعكس التزام الجامعة الواضح بتطبيق معايير الجودة والتميز في مختلف مجالاتها الأكاديمية والبحثية والمجتمعية، وهو ثمرة جهد جماعي متكامل شاركت فيه جميع الكليات والقطاعات. خطة استراتيجية وأشار رئيس جامعة أسيوط إلى أن الجامعة تعمل وفق خطة استراتيجية تستند إلى رؤية الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستراتيجية وزارة التعليم العالي، مع التركيز على التوسع في الشراكات المؤسسية، ودعم البحث العلمي الموجه لخدمة قضايا المجتمع، والارتقاء بالخدمات التعليمية بما يواكب المعايير العالمية. التزام الجامعات بتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ومن جانبه، أشار الدكتور جمال بدر، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إلى أن التصنيف يعتمد على معايير دقيقة تقيس مدى التزام الجامعات بتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة "SDGs"، من حيث جودة البحث العلمي، والسياسات المؤسسية، والتفاعل المجتمعي، وقوة الشراكات، والتعليم الموجه نحو الاستدامة. وأكد الدكتور عمر ممدوح شعبان، مدير مكتب التصنيف الدولي بجامعة أسيوط، أن نتائج التصنيف لهذا العام أظهرت تقدمًا ملحوظًا للجامعة في عدد من أهداف التنمية المستدامة، مما يعكس قوة الأداء المؤسسي وجهود التطوير المستمرة على مختلف الأصعدة. وحققت الجامعة أداءً متميزًا في الهدف الخاص بمجال توفير الطاقة، والطاقة النظيفة، حيث جاءت في المرتبة 94 عالميًا، واحتلت المركز الثالث بين الجامعات الحكومية المصرية، وهو ما يدل على اهتمام الجامعة بتطبيق سياسات فاعلة في مجالات كفاءة الطاقة واستخدام مصادر الطاقة المستدامة. وفيما يتعلق بـالهدف المتعلق بالمياه النظيفة والمستدامة، سجلت جامعة أسيوط نتائج إيجابية في الفئة من 101 إلى 200 عالميًا، والثانية على مستوى الجامعات الحكومية المصرية. وفي الهدف المرتبط بالصحة والرفاهية، جاءت الجامعة ضمن الفئة من 201 إلى 300 عالميًا، واحتلت المركز الثاني بين الجامعات الحكومية المصرية، مع تسجيل تقدم قدره 100 مركز مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعكس تطور الخدمات الصحية والبحثية والتعليمية ذات الصلة بمجالات الصحة العامة. وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن هذا التقدم يأتي تتويجًا لاستراتيجية الجامعة التي ينفذها مكتب التصنيف الدولي تحت شعار "نحن نستحق الأفضل"، والتي تهدف إلى دعم البحث العلمي، وتعزيز الشراكات والتكامل المؤسسي، بما يسهم في رفع التصنيف العالمي للجامعة وخدمة أهداف التنمية المستدامة.


البوابة
منذ 4 أيام
- البوابة
جامعة سوهاج ضمن أفضل "201-300" عالميا في معيار الطاقة النظيفة في تصنيف التايمز
أحرزت جامعة سوهاج تقدمًا جديدًا في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة (THE Impact Ranking) لعام 2025، حيث جاءت ضمن أفضل 1001-1500 جامعة على مستوى العالم، محققة مراكز متقدمة في عدد من محاور التنمية المستدامة. الجامعة جاءت هذا العام ضمن أفضل جاءت ضمن أفضل 201-300 عالميا وقال الدكتور حسان النعماني، رئيس الجامعة، إن الإنجازات المتتالية التي تحققها الجامعة في مجال التصنيفات العالمية يعكس التزامها المستمر بدعم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الجامعة جاءت هذا العام ضمن أفضل جاءت ضمن أفضل 201-300 عالميا في معيار الطاقة النظيفة Affordable and Clean Energy، وضمن أفضل 301-400 جامعة في ملف المياه النظيفة والصرف الصحي Clean Water and Sanitation. كما احتلت الجامعة المركز 601-800 في ملف القضاء على الفقر No Poverty، والمركز 1001-1500 في ملف رفاهية الصحة Good Health and Wellbeing، والمركز 1001-1500 في ملف جودة التعليم Quality Education متقدمة عن العام السابق، والمركز 1001-1500 في ملف التعاون لتحقيق الأهداف Partnership for the Goals وأكد النعماني أن هذا التقدم ليس جديدًا على جامعة سوهاج التي تصدرت مطلع العام الحالي المركز الأول محليًا وأفريقيًا في تصنيف UI Green Metric للتنمية المستدامة، مشددًا على أن الجامعة تولي أهمية كبيرة للتحول الأخضر، واستخدام الطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات، فضلًا عن تحسين جودة الخدمات الصحية والتعليمية، والمشاركة الفعالة في المبادرات المجتمعية لمكافحة الفقر. ومن جانبه، أوضح الدكتور عمرو عبد الحميد، مدير مركز النشر العلمي أن تصنيف التايمز للتنمية المستدامة يُعد من أبرز التصنيفات الدولية التي تركز على مدى إسهام الجامعات في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية، مثل الحفاظ على البيئة، وتعزيز التكامل المجتمعي، وبناء شراكات استراتيجية فعالة، مما يؤكد على الدور المحوري للمؤسسات الأكاديمية في قيادة التحول نحو مستقبل أكثر استدامة.


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
تحالف العقول.. شراكة بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة السوربون أبوظبي
أطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة السوربون أبوظبي شراكة استراتيجية تهدف إلى تسريع التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام" تعزز هذه الشراكة بموجب مذكرة التفاهم التي وقعها البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد، والبروفيسورة ناتالي مارسـيال براز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي والبروفيسورة الجامعية، رؤية جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتصبح منصة عالمية متميزة في البحث والتطوير في هذا المجال، وذلك من خلال تعزيز جهودها البحثية عبر مختبرات "معهد النماذج التأسيسية" في فرنسا ووادي السيليكون، مما سيسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة للابتكار التكنولوجي الأخلاقي والمتكامل. كما تتماشى هذه الشراكة مع رؤية مركز الذكاء الاصطناعي في السوربون الذي يضم موقعين في أبوظبي وباريس، بهدف تعزيز التميز المتعدد التخصصات في هذا المجال الحيوي ويسهم في دعم الابتكار في الإمارة. ويعتبر مركز الذكاء الاصطناعي في السوربون، تحت إشراف البروفيسور جيرارد بيو، مدير مركز السوربون للذكاء الاصطناعي في باريس وأبوظبي، من العوامل الرئيسية التي تساهم في تعزيز تطور الذكاء الاصطناعي في كل من أوروبا والإمارات، مما يعكس التزام جامعة السوربون بالبحث التعاوني في مجال الذكاء الاصطناعي على النطاق العالمي. وتنص الشراكة، التي تدعم أولويات الدولة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعليم، على تنفيذ عدة مبادرات بحثية مشتركة تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجموعة من القطاعات الحيوية، مثل الرعاية الصحية، والطاقة، وعلوم المناخ، والنقل، والعلوم الإنسانية الرقمية. كما يعمل الجانبان معا على الإشراف على طلبة الدكتوراه والباحثين بعد الدكتوراه، بهدف تعزيز تطوير الكفاءات الأكاديمية العالية المستوى. وتتضمن الشراكة أيضاً تبادل أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين، بما يعزز التجربة التعليمية، ويعزز من تبادل المعرفة متعددة التخصصات. ويتعاون الطرفان في تصميم وتقديم دورات وورش عمل ومدارس صيفية مخصصة للمهنيين والشباب، تغطي أساسيات الذكاء الاصطناعي والنماذج التوليدية وأخلاقيات العمل بالذكاء الاصطناعي. وقال البروفيسور إريك زينغ،: 'تعكس هذه الشراكة مع جامعة السوربون أبوظبي رؤيتنا المشتركة بالدور التحويلي للذكاء الاصطناعي والمسؤولية التي تتحملها المؤسسات الأكاديمية لضمان تطويره بما يخدم المجتمعات، ومن خلال دمج خبرات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التقنية والبحثية مع التميز متعدد التخصصات في جامعة السوربون أبوظبي، نسعى لاستكشاف المزيد من الفرص لتبادل المعرفة والتكنولوجيا بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، مع تركيز خاص على استخدام هذه التكنولوجيا للحفاظ على الثقافة وتعزيزها بطرق مبتكرة وهادفة". وقالت البروفيسورة ناتالي مارسـيال براز : 'شهدنا تعاوناً مثمراً مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الماضية، ويسرنا اليوم إضفاء الطابع الرسمي على هذه الشراكة، فهي تسهم في تعزيز منظومة الذكاء الاصطناعي في الدولة من خلال ربط مركزين بحثيين رائدين، وستدفع بعجلة الابتكار لتحقيق تأثير ملموس على الاقتصاد الوطني والقطاع الصناعي". aXA6IDgyLjI2LjI1My4yMjAg جزيرة ام اند امز SK