logo
«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

الشرق الأوسطمنذ 14 ساعات

مع تسارع المؤسسات حول العالم نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، يكشف تقرير جديد صادر عن شركة الأبحاث العالمية «غارتنر» أن الذكاء الاصطناعي لن يظل مجرد أداة داعمة، بل سيتحوّل إلى قوة أساسية في اتخاذ القرار. فبحلول عام 2027، تتوقع «غارتنر» أن يكون نصف قرارات الأعمال إما آلياً بالكامل أو مدعوماً بشكل كبير بواسطة «وكلاء ذكاء اصطناعي». هذا التحوّل الجذري يشير إلى تغيير عميق في كيفية عمل المؤسسات وتحليلها للبيانات واتخاذها للقرارات الاستراتيجية.
يُسلّط التقرير الضوء على صعود ما يُعرف بـ«وكلاء ذكاء اصطناعي» وهم أنظمة برمجية قادرة على معالجة البيانات المعقدة وإنتاج رؤى ذكية وتنفيذ قرارات بصورة مستقلة. هذه الأنظمة التي تُعرف أحياناً باسم «الذكاء الاصطناعي القائم على الوكالة» (Agentic AI)، تُستخدم على نطاق متزايد في مجالات مثل إدارة سلاسل الإمداد وخدمة العملاء، مما يجعلها شريكة في قرارات كانت سابقاً من اختصاص البشر فقط.
تشدد كارلي إيدوين نائبة رئيس قسم التحليلات في «غارتنر»، على أن هذه التحولات تتطلب حوكمة دقيقة. وتقول إيدوين إن «وكلاء الذكاء الاصطناعي في مجال اتخاذ القرار ليسوا معصومين من الخطأ. يجب أن يتم دمجهم ضمن أطر حوكمة قوية وبُنى بيانات متينة لضمان دقة القرارات والامتثال للمعايير التنظيمية».
يرى البحث أن المؤسسات التي تستثمر في تعليم القادة مفاهيم الذكاء الاصطناعي ستحقق أداءً مالياً أفضل بنسبة 20 % مقارنة بغيرها
يشير التقرير إلى أن المؤسسات التي تستثمر في تعليم الذكاء الاصطناعي للمديرين التنفيذيين ستتفوق مالياً بنسبة تصل إلى 20 في المائة، مقارنة بغيرها بحلول 2027. وهذه إشارة قوية إلى أن فهم القيادة لإمكانات الذكاء الاصطناعي وحدوده يمكن أن يكون عامل تفوق حاسم. ورغم الإقبال على البيانات الاصطناعية لحماية الخصوصية وتدريب النماذج، يُحذّر التقرير من أن 60 في المائة من فرق البيانات قد تواجه إخفاقات كبيرة في إدارتها بحلول 2027. ويُوصى بتتبع دقيق لمصدر البيانات وتعريفاتها (metadata) للحفاظ على موثوقية النماذج وسلامتها القانونية.
يتوقع التقرير أنه بحلول 2028، ستكون 30 في المائة من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تنتقل إلى مراحل الإنتاج مبنية داخلياً بدلاً من الاعتماد على منصات جاهزة. ويرجع السبب في ذلك إلى الحاجة إلى حلول قابلة للتخصيص وتتكامل بعمق مع العمليات التجارية. واحدة من أكثر النقاط اللافتة هي أن إثراء البيانات بـ«المعاني الدقيقة» يمكن أن يحسن دقة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة تصل إلى 80 في المائة، ويُقلل من تكاليف الحوسبة بنسبة 60 في المائة. ويؤكد التقرير أن وضوح التعريفات داخل البيانات هو عامل نجاح أساسي في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تشير الدراسة إلى أن البيانات الاصطناعية قد تؤدي لفشل تحليلي إذا لم تُدَر بشكل دقيق وتتبع مصادرها وتعريفاتها بوضوح (شاترستوك)
قبل حلول عام 2030، تتوقع «غارتنر» أن 10 في المائة من مجالس إدارات الشركات العالمية ستستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي كجزء من عمليات اتخاذ القرار. هذه الأنظمة لن تحل محل البشر، بل ستُستخدم لتحدي القرارات الكبرى واختبارها، في خطوة تعكس تعاظم الثقة والمساءلة في قدرات الذكاء الاصطناعي.
تشدد «غارتنر» على أن نجاح الذكاء الاصطناعي لا يأتي من التقنية وحدها، بل من تفاعل أربع ركائز؛ هي جودة البيانات وفهم القيادة والحوكمة الشفافة والإشراف الأخلاقي. ومن دون هذه العناصر، قد يكون الذكاء الاصطناعي عبئاً بدلاً من أن يكون فرصة. توقُّع «غارتنر» أن الذكاء الاصطناعي سيتحكم في نصف قرارات الأعمال بحلول 2027 يشير إلى لحظة تحول فارقة.
فنجاح المؤسسات في هذا العصر الجديد يعتمد على استراتيجية شاملة تتجاوز التقنية لتشمل التمكين البشري، والبنية التحتية، والإدارة الرشيدة. على قادة الأعمال أن يتعاملوا مع الذكاء الاصطناعي ليس كابتكار عابر، بل كأصل استراتيجي.
فمستقبل اتخاذ القرار لن يعتمد فقط على خوارزميات متطورة، بل على تعاون ذكي بين الإنسان والآلة، ضمن بيئة حوكمة وشفافية متكاملة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا تفشل رؤية الشركات الكبرى في إلهام موظفيها؟
لماذا تفشل رؤية الشركات الكبرى في إلهام موظفيها؟

أرقام

timeمنذ 33 دقائق

  • أرقام

لماذا تفشل رؤية الشركات الكبرى في إلهام موظفيها؟

- على جدران الشركات الحديثة اللامعة، وبأحرف براقة، تُنقش "رسالة الشركة" أو "غايتها المثلى"؛ فقد استثمرت هذه المؤسسات أموالًا طائلة، وعقدت ورش عمل، واستعانت بكبار الخبراء لصياغة شعارات رنانة توضح للعالم سبب وجودها وما تمثله من قيم. - في البداية، تؤتي هذه الاستراتيجية ثمارها المرجوة؛ فالأهداف النبيلة تجذب أصحاب المواهب والكفاءات كالمغناطيس، لا سيّما أولئك الحالمين بأن يكونوا جزءًا من كيان أكبر يتجاوز حدود ذواتهم. لكن، ما الذي يحدث عندما يخبو هذا البريق في خضم روتين العمل اليومي ورتابته؟ فجوة هائلة تفصل بين القمة والقاعدة - تكشف الدراسات الحديثة عن واقع مثير للقلق: ففي حين يعتقد معظم القادة التنفيذيين أن شركاتهم تمنح موظفيها غاية واضحة ومعنى عميقًا، فإن ثلث الموظفين فقط هم من يشعرون بهذا المعنى فعليًا في سياق مهامهم اليومية. إذًا، ما الذي يفسر هذه الفجوة الهائلة؟ - الإجابة بسيطة: الغاية وحدها لا تكفي لإضفاء معنى وقيمة للعمل؛ إذ لا يكفي أن تمتلك المؤسسة رؤية ملهمة؛ بل يجب أن يشعر الموظفون بارتباط شخصي وحيوي بها، وأن يدركوا بوضوح كيف تساهم جهودهم الفردية، مهما بدت صغيرة، في تحقيق تلك الرسالة الكبرى. فالمساهمة والمشاركة هي الشرارة التي تبث الحياة في الغاية. نموذج "كاليدنلي": حين تروي الأكواد قصصًا إنسانية - يتجلى هذا الفهم العميق في قصة نجاح توبي أووتونا، مؤسس شركة كاليدنلي (Calendly) ورئيسها التنفيذي. لم تكن مسيرته، التي بدأت من لاجوس بنيجيريا إلى تأسيس واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا التي يقودها أمريكيون من أصل أفريقي في أمريكا مدفوعة بالطموح الشخصي فحسب، بل برغبة أصيلة في خلق شيء ذي قيمة حقيقية. - تتسم غاية كاليدنلي بالوضوح والبساطة: "تبسيط عملية جدولة المواعيد المعقدة، لتمكين عملائنا من تحقيق إنجازات أعظم في حياتهم". - لكن توبي يعي تمامًا أن هذه العبارة ستظل مجرد شعار أجوف ما لم يلمس فريقه أثرها الملموس. لذا، يواظب على مشاركتهم قصصًا واقعية من عملاء الشركة، وغالبًا ما يتخذ ذلك شكل مقاطع فيديو شخصية يوجهها إلى فريقه مباشرةً. - لنتأمل قصة مايكل بيجز، المطور الرئيسي لتطبيق كاليدنلي على أجهزة آيفون. يقضي مايكل أيامه غارقًا في محيط من الأكواد البرمجية، منهمكًا في تحسينها، بمعزلٍ شبه تام عن المستخدم النهائي الذي يخدمه. - ولكن، حين يصله فيديو من توبي يروي قصة عميلٍ تمكّن بفضل التطبيق من توفير وقته الثمين، أو إنماء مشروعه الخاص، أو حتى الظفر بلحظاتٍ أثمن مع أسرته، يتجلى أمام مايكل الأثر الإنساني النبيل لتلك السطور البرمجية. - يقول مايكل بحماس إن مشاهدة هذه الفيديوهات تجربة محفزة للغاية تجعله يرى ثمار عمله، وكيف يقدم قيمة حقيقية للعملاء؛ فهو لا يبني مجرد تقنيات عابرة يطويها النسيان. - يحوّل هذا الأسلوب في سرد القصص الغاية المجردة إلى دافع شخصي وملموس، وهو ما يؤتي ثماره على أرض الواقع. دور القائد: جسرٌ يمتد بين الغاية والتطبيق - عندما يدرك الموظفون كيف يصبّ عملهم في صالح الغاية الكبرى، فإن أداءهم يسمو، وانتماءهم يتعمق، ومستوى رفاهيتهم يزداد. - وليس هذا مجرد حديثٍ إنشائي، بل حقيقةٌ تدعمها الأبحاث الموثوقة. ففي استطلاعات مؤسسة جالوب الشهيرة حول الانخراط الوظيفي، تُعَدُّ عبارة "تمنحني رسالة شركتي وغايتها شعورًا بأهمية عملي" واحدةً من أصدق المقاييس وأقواها دلالةً على الانتماء الوظيفي. - والمفارقة أن ثلث الموظفين في الولايات المتحدة فقط يؤمنون بشدة بهذه العبارة. وتشير مؤسسة جالوب إلى أنه لو تضاعف هذا العدد داخل أي فريق عمل، لشهدت المؤسسة انخفاضًا بنسبة 41% في معدلات التغيب، وتراجعًا مماثلًا في حوادث السلامة، ونموًا بنسبة 19% في جودة الأداء. - غير أن معظم الشركات تقف عند عتبة صياغة "بيان الرسالة"، فتتركه معلقًا في إطار أنيق في قاعة الاجتماعات أو مطبوعًا في نشرات التوظيف، دون أن تمهد لموظفيها السبيل لربط خيوط أعمالهم اليومية بالغاية السامية التي وُعدوا بها. - وهنا يتجلى الدور المحوري للقائد، الذي يقع على عاتقه أن يكون بمثابة المترجم الذي يحوّل الغاية الكبرى إلى تجربةٍ يوميةٍ مَعيشة، وذلك عبر إبراز الأثر الذي يحدثه كل فرد، والاعتراف بإسهاماته، وإظهار القيمة الحقيقية التي يصنعونها. المساهمة: الجسر الذي يعبر بالغاية إلى قلوب الموظفين - في أحد البحوث المرموقة، تم تحديد ثلاثة دوافع جوهرية للعمل الهادف: المجتمع (الإحساس بالانتماء)، والتحدي (فرص التطور والنمو)، والمساهمة (رؤية الأثر الفعلي). - ومن بين هذه الدوافع الثلاثة، تتبوأ "المساهمة" مكانة الصدارة بوصفها الجسر الذي يربط بين الجهد الفردي والغاية التنظيمية. - إنها تلك اللحظة الفارقة التي يبصر فيها الموظف كيف أن جداول البيانات التي يعدّها، أو الأكواد التي يسطّرها، أو المكالمات التي يجريها، تخلق أثرًا يتجاوز حدود مهامه المباشرة ليصب في مصلحة قضية أكبر. وحين يحدث ذلك، يتحقق تحوّلٌ وجدانيٌ عميق: فتصبح غاية الشركة غايته الشخصية. - لذا، إن كنت قائدًا، فلا تقف عند حدود رسم الرؤى وصياغة الشعارات؛ بل تخطَّ ذلك، لتكشف لأفراد فريقك كيف يمثل كل منهم لبنة أساسية في صرح هذا البناء الشامخ. حينها فقط، يكتسب العملُ معنىً حقيقيًا، وتصبح الغايةُ واقعًا يُعاش لا حلمًا يُرتجى.

مديرو "أبل" التنفيذيون أجروا نقاشات داخلية للاستحواذ على "بيربليكسيتي"
مديرو "أبل" التنفيذيون أجروا نقاشات داخلية للاستحواذ على "بيربليكسيتي"

العربية

timeمنذ 39 دقائق

  • العربية

مديرو "أبل" التنفيذيون أجروا نقاشات داخلية للاستحواذ على "بيربليكسيتي"

أجرى المديرون التنفيذيون في شركة أبل مناقشات داخلية حول إمكانية تقديم عرض لشراء شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة " بيربليكسيتي" (Perplexity)، سعيًا لتلبية الحاجة إلى المزيد من المواهب والتقنيات في هذا المجال، وفي وقت تتعثر فيه جهود "أبل" في الذكاء الاصطناعي. وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن أدريان بيريكا، رئيس قسم الاندماجات والاستحواذات في "أبل"، درس الفكرة مع رئيس الخدمات، إيدي كيو، وكبار صناع القرار في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business". وأضافت المصادر أن المناقشات لا تزال في مراحلها الأولى، وقد لا تؤدي إلى تقديم عرض. وتضاعف شركات التكنولوجيا الكبرى استثماراتها لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي ودعم الطلب المتزايد على الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للحفاظ على ريادتها التنافسية في المشهد التكنولوجي سريع التطور. وكانت "أبل" تخطط لدمج قدرات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي -مثل تلك التي تقدمها "بيربلكسيتي"- في متصفحها سفاري، مما قد يؤدي إلى التخلي عن شراكتها طويلة الأمد مع "غوغل" التابعة لشركة ألفابت. وإلى جانب "أبل"، حاولت شركة ميتا ، مالكة مواقع التواصل الاجتماعي، الاستحواذ على "بيربلكسيتي"، قبل أن تبرم صفقة لاستثمار بمليارات الدولارات في شركة "Scale AI" الناشئة المتخصصة في تصنيف البيانات. وأعلنت "ميتا" عن استثمار بقيمة 14.8 مليار دولار في "Scale AI" الأسبوع الماضي، وعيّنت ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة، لقيادة وحدة الذكاء الفائق الجديدة لديها. وفي حين لا تزال محركات البحث التقليدية مثل "غوغل" تهيمن على الحصة السوقية العالمية، فإن خيارات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك "بيربلكسيتي" و"شات جي بي تي"، تكتسب أهمية متزايدة هذا العام وتشهد إقبالًا متزايدًا من المستخدمين، وخاصة بين الأجيال الشابة. وأكملت "بيربلكسيتي" مؤخرًا جولة تمويلية رفعت قيمة الشركة إلى 14 مليار دولار. وستكون صفقة قريبة من هذه القيمة أكبر عملية استحواذ لشركة أبل حتى الآن. وتوفر الشركة الناشئة المدعومة من "إنفيديا" أدوات بحث تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُقدم ملخصات معلومات للمستخدمين، على غرار روبوت الدردشة الشهير "شات جي بي تي" من شركة "OpenAI"، والمساعد الذكي "Gemini" من "غوغل".

هروب صامت من الدولار.. لماذا تتجه دول العالم لتخزين الذهب؟
هروب صامت من الدولار.. لماذا تتجه دول العالم لتخزين الذهب؟

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

هروب صامت من الدولار.. لماذا تتجه دول العالم لتخزين الذهب؟

في تحول لافت يحمل دلالات اقتصادية وجيوسياسية عميقة، بدأت البنوك المركزية حول العالم بالتخلي التدريجي عن الدولار الأميركي، والاتجاه بشكل متسارع نحو الذهب كملاذ أكثر أمانًا. بحسب تقرير حديث نشرته صحيفة فايننشال تايمز واستطلاع أجراه مجلس الذهب العالمي، فإن 95% من البنوك المركزية المشاركة في الاستطلاع أعربت عن نيتها مواصلة شراء الذهب خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهي النسبة الأعلى منذ بدء الاستطلاع في عام 2018. في المقابل، تتوقع ثلاثة من كل أربعة بنوك مركزية خفض حيازاتها من الدولار خلال السنوات الخمس القادمة، وهي إشارة صريحة إلى اهتزاز الثقة بالعملة الأقوى عالمياً. ولم تأتِ هذه التحركات من فراغ، بل تُعزى إلى مجموعة من العوامل المتراكمة، أبرزها تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وتزايد استخدام الدولار كسلاح في العقوبات الاقتصادية الغربية، إضافة إلى القلق المتزايد من استقرار الدولار ومصداقيته كملاذ مالي عالمي. وقد باتت العديد من الدول ترفض أن تبقى رهينة لمركز مالي واحد، وتُفضل تنويع احتياطياتها النقدية ببدائل أكثر استقرارًا، وعلى رأسها الذهب. وتعزز هذه التوجهات الطفرة الكبيرة التي شهدها المعدن النفيس، إذ قفزت أسعاره بأكثر من 30% منذ بداية العام، واستقرت فوق حاجز 3400 دولار للأونصة، وارتفعت بنسبة 100% خلال عامين فقط. ويبدو أن هذه الزيادة لم تكن مدفوعة فقط بالمضاربين والمستثمرين، بل بقرارات هادئة ومدروسة تصدر من داخل غرف البنوك المركزية في عواصم العالم. اللافت أن دولًا مثل الهند ونيجيريا بدأت بالفعل باستعادة كميات من احتياطياتها الذهبية المودعة في لندن أو نيويورك، لتخزينها محليًا في خطوة تعزز سيادتها المالية وتقلل اعتمادها على الأنظمة الغربية. ويُثير ذلك تساؤلًا مهمًا: هل نحن فعلاً على أعتاب مرحلة جديدة من النظام النقدي العالمي، يتراجع فيها بريق الدولار لصالح الذهب؟ أم أنها مجرد فورة مؤقتة؟ إلا أن المؤكد أن العالم يعيد اليوم رسم خريطة الثقة النقدية، والخطوط العريضة فيها باتت مطلية بالذهب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store