أبرز القواعد والمصالح الأميركية في مرمى الصواريخ الإيرانية
تتمتع الولايات المتحدة بمصالح اقتصادية وبثقلٍ عسكري كبير في الشرق الأوسط، حيث يتمركز نحو 40 ألفاً من جنودها بصورةٍ دائمة في عشرات القواعد العسكرية المنتشرة بعدد من الدول العربية، ولديها استثمارات في المنطقة تقدّر بمئات مليارات الدولارات.
مع تبادل الولايات المتحدة وإيران التهديدات في حربٍ كلامية، من المحتمل أن تتحول هذه السجالات في القريب العاجل إلى مواجهةٍ عسكرية مباشرة، مع توعد طهران واشنطن بمهاجمة قواعدها في الشرق الأوسط رداً على أية هجوم يطال أراضيها، فما هي أهم المصالح والقواعد العسكرية الأميركية التي قد تهاجمها إيران؟
مصالح ضخمة
لدى الولايات المتحدة مصالح ضخمة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تربطها مع دول المنطقة علاقات اقتصادية وتجارية هائلة، تجلت ببلوغ التبادل التجاري في عام 2023 ما قيمته 121 مليار دولار. ويتمتع الشرق الأوسط بأهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، إذ تعد المنطقة سوقاً كبيرة للمنتجات والخدمات الأميركية، وتحافظ فيها على علاقاتٍ اقتصادية قوية مع العديد من دول المنطقة، وتستورد وتصدّر مجموعة متنوعة من السلع والخدمات.
كما يعتبر الشرق الأوسط مصدراً رئيساً للطاقة العالمية، وتلعب الولايات المتحدة فيه دوراً أساسياً لضمان استقرار تدفق النفط إلى الأسواق العالمية، مع ما لذلك من تداعياتٍ مهمة على الأسعار العالمية واستقرار اقتصادها.
ولدى واشنطن استثماراتٍ ضخمة في الشرق الأوسط عبر شركاتها العملاقة في مشاريع الطاقة والبنية التحتية والنفط والغاز. وهناك استثمارات أميركية كبيرة في مشاريع التكنولوجيا بما في ذلك مراكز البيانات والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية.
وقد بلغ إجمالي رصيد الاستثمار المباشر الأميركي في ثلاث دول خليجية عام 2023 ما يقارب 30 مليار دولار، توزعت في المملكة العربية السعودية 11.3 مليار دولار، و 2.5 مليار دولار في قطر، و 16.1 مليار دولار في الإمارات.
قاعدة "العديد" الجوية في قطر
تعد قاعدة "العديد" الجوية الواقعة جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في غرب آسيا، ومركزاً حيوياً للعمليات الجوية في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا.
خلال 30 عاماً من العمل العملياتي، استثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في القاعدة، وتبلغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً، وتضم مدرجين وعشرات المرافق المساندة.
تعتبر القاعدة حجر الزاوية في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في منطقة غرب آسيا، حيث تدعم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي ومجموعة واسعة من الطائرات، بما في ذلك القاذفات والمقاتلات والطائرات من دون طيار، كجزء من الجناح الجوي 379 التابع لسلاح الجو الأميركي.
إلى جانب كونها المشغل الرئيس للقوات الجوية الأميركية، تستضيف القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية، والقوات الجوية الملكية البريطانية، وأحياناً قوات أجنبية أخرى. كما تستضيف المقر الأمامي للقيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، إحدى القيادات القتالية الموحدة الإحدى عشرة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية.
قاعدة "الظفرة" الجوية في الإمارات
للجيش الأميركي وجود بارز في الإمارات، ومن بين أهم قواعده في الإمارات، قاعدة "الظفرة" الجوية، التي تقع جنوب أبوظبي، والتي تعد قاعدة رئيسة تابعة لسلاح الجو الأميركي، وتضم طائرات مقاتلة متطورة، وطائرات استطلاع من دون طيار، وطائرات تزويد الوقود.
تستضيف القاعدة الجناح الجوي الاستكشافي رقم 380 التابع لسلاح الجو الأميركي، والذي يضم حوالي خمسة آلاف عسكري في الخدمة الفعلية، وتتمثل مهمته الرئيسة في التزود بالوقود جواً، وفي تنفيذ عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع على ارتفاعاتٍ عالية في جميع الأحوال الجوية.
مركز الدعم البحري في البحرين
يمتلك الجيش الأميركي في البحرين وجوداً نشطاً، ويعتبر مركز الدعم البحري في البحرين، الواقع في العاصمة المنامة، مقراً للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (NAVCENT) والأسطول الأميركي الخامس.
يشمل نطاق مسؤولية الأسطول الأميركي الخامس الخليج العربي، والبحر الأحمر، وبحر العرب، والأجزاء الشمالية الغربية من المحيط الهندي، ويعتبر مركز الدعم البحري في البحرين مركزاً رئيساً لمجموعة من الأنشطة البحرية في دول المنطقة، ويبعد 200 كيلومتر عن الأراضي الإيرانية.
منشأة "رادار ديمونا" في إسرائيل
تقع منشأة "رادار ديمونا" بالقرب من بلدة ديمونا التي تحمل الاسم نفسه، وهي منشأة نووية سرية في إسرائيل تديرها الولايات المتحدة. تتكون من برجين راداريين بارتفاع 400 متر، هما الأعلى ارتفاعاً في العالم، مصممان لكشف وتتبع الصواريخ الباليستية على مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، بما في ذلك معظم المجال الجوي الإيراني.
بنيت المنشأة عام 2008 بهدف رئيس يتمثل في مراقبة الأنشطة الباليستية الإيرانية، ولا شك أن رادارات هذه المنشأة ستستخدم في أي صراع أميركي مباشر مع إيران، مما يجعلها أهدافاً محتملة للصواريخ الباليستية الإيرانية.
قاعدة "عين الأسد" الجوية في العراق
تقع هذه القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق وعلى بعد 180 كيلومتراً من العاصمة بغداد، ويتواجد فيها مئات الجنود الأميركيين والمعدات العسكرية.
شهدت هذه القاعدة في شباط الماضي تعزيزاتٍ عسكرية أميركية وصفت بأنها غير مسبوقة شملت منظومات دفاع جوي متطورة، وتزامنت هذه التعزيزات مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة.
قاعدة "دييغو غارسيا"
هي قاعدة عسكرية بريطانية أميركية مشتركة الإدارة، تقع على جزيرة دييغو غارسيا المرجانية الخاضعة للإدارة البريطانية في المحيط الهندي. بنيت هذه القاعدة الاستراتيجية في سبعينيات القرن الماضي على يد البريطانيين، وخضعت لاحقاً لتحديثات كبيرة من قبل البحرية والقوات الجوية الأميركية.
تضم قاعدة الجزيرة حوالي أربعة آلاف عسكري ومتعاقد، غالبيتهم العظمى من الأميركيين، وتضم قاذفات "بي-1 لانسر"، و"بي-2 سبيريت"، و"بي-52 ستراتوفورتريس"، وتغطي مساحات واسعة من أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا من مسافة آمنة نسبياً.
يمكن للولايات المتحدة استخدام قاذفة "بي-2 سبيريت"، ذات المدى البعيد والحمولة الثقيلة وخصائص التخفي المتقدمة، لإيصال القنابل الثقيلة من هذه القاعدة إلى المنشآت الإيرانية تحت الأرض، وهذا ما يجعل القاعدة، التي تبعد 3800 كيلومتر عن إيران، هدفاً محتملاً لأي عملية انتقامية إيرانية.
قاعدة "موفق السلطي" الأردن
توجد هذه القاعدة في منطقة الأزرق بقلب الصحراء على بعد 200 كيلومتر من الحدود الأردنية العراقية، وتعد موقعاً رئيساً لكل من سلاح الجو الملكي الأردني والعمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
استثمرت الولايات المتحدة بكثافة في تطوير القاعدة العسكرية، حيث خصصت 143 مليون دولار عام 2018 للتحسينات، و265 مليون دولار إضافية لمشاريع البنية التحتية، بما في ذلك إصلاح المدرجات وبناء مساكن جديدة.
وفي تشرين أول 2023، نشرت الولايات المتحدة في القاعدة سرباً من مقاتلات "إف- 15إي سترايك إيغل" وطائرات الهجوم الأرضي "إيه-10 ثندر بولت"، إلى جانب القوات الخاصة.
وفي حين أن العدد الدقيق للأفراد العسكريين الأميركيين المتمركزين في القاعدة غير معلن، يوجد حوالي أربعة آلاف جندي أميركي في قواعد عسكرية أميركية مختلفة في الأردن.
معسكر "عريفجان" في الكويت
للولايات المتحدة وجود عسكري كبير في الكويت بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 1991 واتفاقية الاستحواذ والخدمات المشتركة لعام 2013. وبحسب التقارير الحديثة يوجد ما يقارب من 14 ألف عسكري أميركي متمركزين في منشآت عسكرية مختلفة في الكويت، معظمهم في معسكر "عريفجان".
يقع معسكر عريفجان جنوب الكويت، وهو قاعدة عسكرية أميركية ضخمة تمتد على مساحة حوالي 100 كيلومتر مربع، ويمثل هدفاً محتملاً للصواريخ الإيرانية. ويُستخدم المعسكر كقاعدة لوجستية متقدمة للجيش الأميركي، حيث يدعم عملياته في جميع أنحاء المنطقة. ويضم ثكنات خرسانية جاهزة، ومرافق طعام، ومرافق ترفيهية، إضافة إلى مهبط طائرات مروحية للجيش الأميركي، الذي يدعم أنشطة طيران مختلفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
من بروكسل إلى بكين… معركة المعاملة بالمثل تبدأ من الأجهزة الطبية
يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض قيود على وصول شركات تصنيع الأجهزة الطبية الصينية إلى عقود المشتريات العامة التي تتجاوز قيمتها 5 ملايين يورو (5.7 ملايين دولار). هذه الخطوة ستمنع الشركات الصينية من الوصول إلى نحو 60% من الإنفاق العام في هذا القطاع، أي ما يعادل نحو 150 مليار يورو، وفقاً لمسؤول في الاتحاد الأوروبي مطلع على الخطط. كما سيتم تحديد سقف لمساهمة المكونات الصينية في العطاءات الفائزة بنسبة لا تتجاوز 50%. وأوضح المسؤول، أن المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، ستُطبق هذه القيود لمعالجة المخاوف المتعلقة بصعوبة وصول الشركات الأوروبية إلى السوق الصينية. وتمثل هذه الخطوة أول تطبيق لأداة الشراء الدولية الجديدة، وهو قانون صدر عام 2022 بهدف تعزيز مبدأ المعاملة بالمثل في الوصول إلى أسواق المشتريات العامة. (بلومبرغ)


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
الشرق الأوسط يدفع فواتير حروب إسرائيل بالمليارات
لطالما كان الشرق الأوسط مرادفاً للنزاعات والحروب، فمنذ منتصف القرن العشرين، تتوالى النزاعات المسلحة تاركةً وراءها ندوباً عميقة لا تقتصر على الخسائر البشرية الفادحة فحسب، بل تمتدّ لتطاول أيضاً الاقتصادات الوطنية، ولتستنزف مقدرات الشعوب. الحديث عن التكاليف الاقتصادية لهذه الحروب ليس ترفاً تحليلياً، بل ضرورة لفهم حجم المأساة التي عاشتها المنطقة وتعيشها؛ فالفاتورة لا تتوقف عند الأرقام المباشرة، بل تشمل أضراراً غير مرئية تلازم الأجيال، وتُقدَّر اليوم بمليارات الدولارات المتراكمة. لنبدأ بحرب عام 1948، التي مثّلت لحظة تأسيس لإسرائيل و"نكبة" إنسانية واقتصادية للفلسطينيين. فقد تهجّر أكثر من 750 ألف فلسطيني، وضاعت ممتلكات وأراضٍ. أما الدول العربية التي خاضت الحرب، فتكبّدت بدورها أعباء عسكرية واقتصادية ضخمة، يصعب تحديدها بدقة بسبب غياب آليات التوثيق المالي آنذاك، في ظل أوضاع ما بعد الاستعمار. عام 1956، فرض "العدوان الثلاثي" على مصر، بما يُعرف بـ"أزمة السويس"، ضغوطاً مالية كبيرة على مصر وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل. تشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى تقديمه قروضاً إلى الدول الأربع المتحاربة، تجاوزت الـ 858 مليون دولار (أي ما يعادل 9.7 مليارات دولار حالياً)، إلى جانب التزامات ائتمانية بلغت 738 مليون دولار (نحو 8.3 مليارات دولار اليوم). هذه الأزمة ساهمت بشكل مباشر في تدهور قيمة الجنيه الاسترليني، وأجبرت بريطانيا على سحب قواتها والانكفاء عن دورها الإمبراطوري. ثم جاءت "نكسة" عام 1967، أو "حرب الأيام الستة"، التي حملت خسائر عسكرية فادحة للعرب، ولا سيّما مصر، التي فقدت نحو 85 في المئة من معداتها العسكرية خلال المعارك، وقُدِّرت خسائرها حينها بنحو ملياري دولار (18.7 مليار دولار حالياً). أما إسرائيل فقد دخلت منذ ذلك الحين في حلقة إنفاق عسكري دائم، موّلته جزئياً مساعدات خارجية متصاعدة. في تشرين الأول (أكتوبر) 1973، اندلعت حرب حملت آثاراً اقتصادية عالمية، إذ أدت إلى صدمة نفطية رفعت أسعار الخام بأكثر من أربعة أضعاف خلال سنة. كان ذلك نتيجة لقرار الدول العربية النفطية استخدام سلاح النفط لدعم المجهود الحربي. وعلى الجانب الآخر، تلقّت إسرائيل مساعدات عسكرية طارئة من الولايات المتحدة بقيمة 2.2 مليار دولار (15.4 مليار دولار اليوم). غزو لبنان عام 1982 شكّل نقطة انكسار اقتصادي لهذا البلد. قُدِّرت التكاليف العسكرية المباشرة على لبنان حينها بنحو 900 مليون دولار سنوياً (2.8 مليار دولار حالياً)، أي ما يمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي آنذاك. وعام 2006، عادت الحرب لتضرب لبنان مجدداً، مخلّفة أضراراً مباشرة قُدِّرت بنحو 3.6 مليارات دولار (5.8 مليارات دولار اليوم)، إضافة إلى خسائر مالية على الدولة اللبنانية بلغت نحو 1.5 مليار دولار (2.4 مليار دولار حالياً). في الوقت الراهن، تبدو الحرب الدائرة في غزة منذ أواخر عام 2023 وكأنها تكرّس نمطاً مأسوياً بات مألوفاً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. وفق تقرير مشترك للبنك الدولي وصندوق النقد، بلغت قيمة الأضرار المادية المباشرة في غزة أكثر من 30 مليار دولار، بينما قُدِّرت الخسائر الاقتصادية غير المباشرة الناتجة عن توقف الإنتاج وانهيار الإيرادات بنحو 19 مليار دولار إضافية. وفي التقرير نفسه، أُشِير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في غزة تقلّص بنسبة 86 في المئة. أما الضفة الغربية، التي تأثرت بشدة بالقيود المتزايدة على التنقّل والتجارة، فيرجّح البنك الدولي أنها سجّلت انكماشاً اقتصادياً يتراوح ما بين 6.5 في المئة و9.4 في المئة خلال عام 2024. وفي الجانب الإسرائيلي، تجاوزت تكلفة الحرب حتى منتصف حزيران (يونيو) 2025 نحو 85 مليار دولار، بحسب تقديرات وزارة المالية، مما يشكّل قفزة كبيرة عن تقديرات سابقة بلغت 67 مليار دولار حتى نهاية عام 2024. كذلك ارتفع الإنفاق الحكومي بنسبة 88.1 في المئة بفعل النفقات العسكرية. أما بعد اندلاع المواجهات المباشرة مع إيران، فقد قُدِّر أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران تكلّف يومياً نحو 725 مليون دولار، فيما بلغت تكلفة اليومين الأولين من الغارات نحو 1.45 مليار دولار. وحتى منتصف حزيران (يونيو) 2025، تسببت الضربات الإسرائيلية الموجّهة إلى منشآت الطاقة الإيرانية بخسائر مباشرة تجاوزت الـ 3.4 مليارات دولار، بعد تراجع إنتاج النفط الخام من 1.7 مليون برميل يومياً إلى أقلّ من 100 ألف برميل، وانخفاض إنتاج الغاز بنسبة 70 في المئة نتيجة استهداف منشآت "جنوب بارس"، المصدر الرئيسي لما يقارب 80 في المئة من الغاز الإيراني، فيما قُدِّرت تكلفة الردّ العسكري الإيراني بأكثر من 1.2 مليار دولار خلال 72 ساعة فقط. أما لبنان، الذي بات في قلب النزاع بسبب "حرب الإسناد"، فقد قدّر البنك الدولي أن تكلفة الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة بلغت نحو 14 مليار دولار، منها 6.8 مليارات دولار كأضرار مادية، إلى جانب خسائر في تدفقات العملات الأجنبية نتيجة تراجع السياحة والتحويلات والاستثمارات إلى نحو 7.7 مليارات دولار. هذه الفواتير الباهظة لا تُقَاس فقط بالدولار أو النسب المئوية، بل بسنوات ضائعة من التعليم، ورعاية صحية متدهورة، وأجيال تنمو في ظل العنف والعوز. لا يترك استمرار الحروب فقط ندوباً في الجغرافيا، بل يزرع أيضاً هشاشة اقتصادية بعيدة الأجل تهدّد التنمية وتُبقِي الشرق الأوسط رهينة نزاعات لا يبدو أن نهاياتها تلوح في الأفق.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
الحرب "الإسرائيلية" - الإيرانية: كلفة مالية مرتفعة وتداعيات إقتصادية عالمية كبيرة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب فاتورة الحرب وصلت إلى أرقام كبيرة بسبب الإنفاق العسكري لدى الطرفين والأضرار المادية جسيمة. وإذا كان من الصعب تحديد الكلفة بدقّة إلا أن الصراع مستمر وتداعياته الاقتصادية تتكشف ببطء. بالنسبة لـ"إسرائيل"، يُشكّل الإنفاق العسكري المرتبة الأولى مع تقديرات بقيمة مليار دولار أميركي يوميًا على العمليات العسكرية المباشرة. أما من جهة الأضرار، فقد أشارت التقديرات إلى أضرار مادية بأكثر من نصف مليار دولار أميركي، وخسائر غير مباشرة أصبحت تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات: النمو الإقتصادي من 4.3% إلى 3.6%، خفض التصنيف الإئتماني وهو ما يرفع بشكل كبير كلفة الإقتراض ويُقلّل من ثقة المستثمرين. وبحسب تقارير مراكز دراسات غربية، فإن الكلفة الإقتصادية على "إسرائيل" قد تفوق الـ 30 مليار دولار أميركي وهو ما يُمثّل 5% من الناتج المحلّي الإجمالي. إيرانيًا، الوضع مُشابه من ناحية كلفة العمليات العسكرية المباشرة. أضف إلى ذلك الأضرار المادية في بعض المواقع النووية والعسكرية وبعض المنشآت النفطية بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية الحربية التحنية. إقتصاديًا، هناك توقّعات بأن تُكلف الحرب الإقتصاد الإيراني ما يوازي 2.5% من الناتج المحلّي الإجمالي، وإنحفاض سعر صرف العملة بشكلٍ حاد. والتداعيات الإقتصادية لا تقف عند حدود الدولتين المُتصارعتين، بل تصل إلى كل دول العالم وذلك من باب أسعار النفط التي إرتفعت وقد تُشكّل صدمة في السوق إذا ما إستهدفت إيران مضيق هرمز أو منشآت نفطية في المنطقة. ويولّد إرتفاع أسعار النفط إرتفاعًا في الأسعار وتضخمًا ويُقوّض النمو الإقتصادي العالمي. ويُساهم إرتفاع أسعار التأمين والشحن في هذا التضخّم الذي قد يصل إلى رقمين في المرحلة القادمة وسيؤدّي إلى رفع أسعار السفر والشحن والمواد الأولية والمواد الغذائية والسياحة... وهو ما سيؤدّي إلى صدمة رابعة للإقتصاد العالمي منذ جائحة كورونا. وعلى الصعيد اللبناني، يتحمّل لبنان تداعيات إضافية عما تتحمّله دول العالم، إذ هناك مخاوف على سلسلة توريد الفيول العراقي إلى شركة كهرباء لبنان. أضف إلى ذلك الإرتفاع في الأسعار والذي بحسب خبراء إقتصاد ناتج بشق منه عن تداعيات الحرب وبشق أخر عن جشع بعض التجار في ظل غياب الرقابة الفعلية.