logo
حميات اليمن... تفشي الضنك والكوليرا والملاريا

حميات اليمن... تفشي الضنك والكوليرا والملاريا

العربي الجديدمنذ 8 ساعات

لقي عشرات اليمنيين حتفهم خلال الشهرين الأخيرين بسبب تفشي حمى الضنك غير المسبوق، ضمن موجة حميات وأوبئة تشمل أيضاً الكوليرا والملاريا.
تشهد العديد من
محافظات اليمن
تفشياً غير مسبوق لفيروس حمى الضنك، في ظل تحذيرات من تزايد أعداد الإصابات والوفيات نتيجة ضعف الخدمات الصحية وتردي مرافق المستشفيات. وينتقل الفيروس عن طريق البعوض الذي يصيب الإنسان بعد امتصاصه الدم الملوث بالمرض، وتظهر أعراضه على شكل حمى شديدة، وصداع، وآلام في المفاصل والعضلات، ونزيف من الأنف.
ويأتي تفشي حمى الضنك في ظل
انهيار القطاع الصحي
بسبب الصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وتفيد تقارير أممية بأن الصراع المتواصل أدى إلى إغلاق نصف مرافق الرعاية الصحية، ما زاد هشاشة النظام الصحي، وأدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المعدية، وعلى رأسها
الكوليرا
والملاريا. وتحذر الأمم المتحدة من أن نقص التمويل الإنساني في اليمن يهدد بإغلاق 771 مركزاً صحياً إضافياً، وهو ما قد يحرم نحو سبعة ملايين شخص من الخدمات الصحية المنقذة للحياة.
من محافظة لحج، يقول محمود علي لـ"العربي الجديد": "شعر ولدي بأعراض حمى شديدة وصداع، وآلام في العضلات والمفاصل مع تقيؤ شديد، وهذه أعراض تختلف عن أعراض الحمى المعروفة، وحين عرضناه على الطبيب أوصانا بسرعة نقله إلى المستشفى، وهناك تم تأكيد إصابته بحمى الضنك، وتحديد خطة علاجية من قبل الأطباء، وبعد نحو عشرة أيام تماثل للشفاء".
وتغيب الاستجابة لمكافحة الحميات في اليمن في ظل انعدام الأمن وتردي النظام الصحي، وندرة المياه الصالحة للشرب، وانتشار البعوض الناقل للمرض، كما أن نقص الأدوية والمستلزمات الصحية، وغياب حملات الرش الضبابي، الداخلي والخارجي، وغياب مراقبة ناقلات الأمراض، وقلة الوعي المجتمعي، كلها عوامل تساهم في انتشار الحميات.
أصيب خليل إبراهيم بالحمى وتم إسعافه إلى مركز طبي في ريف تعز الجنوبي، لينصحه الأطباء بضرورة الانتقال لتلقي العلاج في المستشفى الجمهوري بمدينة تعز. ويقول لـ"العربي الجديد": "أسكن في إحدى القرى النائية حيث العديد من البرك التي تحتوي على المياه الراكدة، والتي تختلط بمياه المجاري، ويكثر فيها البعوض، وبعدما أصبت بالحمى تم إسعافي إلى المركز الطبي القريب، وهناك أخبرنا الطبيب بضرورة إسعافي إلى المستشفى الجمهوري، حيث ما زلت أتلقى العلاج من حمى الضنك، مع شعوري ببعض التحسن".
وفي يوم 20 مايو/ أيار الماضي فجع الوسط الإعلامي اليمني بوفاة المصورة ضي إسكندر إثر إصابتها بحمى الضنك التي تنتشر بشكل غير مسبوق في مدينة عدن. تم إسعاف المصورة الشابة التي كانت تنزف إلى مستشفى خليج عدن، وإدخالها إلى غرفة العناية المركزة، وأعلن الأطباء حاجتها إلى كميات من الدم وبعض المستلزمات الإسعافية من أجل إنقاذ حياتها، لكن مقاومتها للمرض لم تدم سوى بضع ساعات قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وتقول الطبيبة ريم محمد، لـ"العربي الجديد": "تعد حمى الضنك والملاريا من الأمراض المستوطنة في اليمن، والتي يتضاعف عدد المصابين بها نتيجة الأوضاع المتردية في البلاد، وانتشار البعوض الناقل لها، فضلاً عن النزوح، والعشوائيات، وضعف القطاع الصحي. وتأخر تلقي المرضى الرعاية الطبية من أبرز أسباب الوفيات، والتي تزايدت أخيراً بشكل مخيف".
القطاع الصحي اليمني متهالك، 6 فبراير 2022 (عبد الناصر الصديق/الأناضول)
ويتزامن تفشي حمّى الضنك التي يمكن مكافحتها من خلال التطعيمات مع أحد أسوأ حالات تفشي وباء الكوليرا منذ مطلع العام الماضي. وتكشف أرقام وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، حول الفترة من مطلع العام الحالي حتى 15 يونيو/ حزيران الجاري، تسجيل 48 وفاة نتيجة حمى الضنك، موزعة على 34 في عدن، و13 في لحج، ووفاة واحدة في تعز، فضلاً عن تسجيل 7539 إصابات بحمى الضنك، موزعة على 1969 في عدن، و1610 في تعز، و1296 في لحج، و904 في أبين، و120 في المهرة، و832 في شبوة، و76 في الضالع، و65 في حضرموت الوادي، و18 في البيضاء، و65 في الحديدة، و307 في حضرموت الساحل، و235 في مأرب، و40 في سقطرى.
وتشير الإحصائيات إلى تسجيل 7910 إصابات بوباء الكوليرا خلال الفترة نفسها، موزعة على 1769 في تعز، و1776 في لحج، و1204 في عدن، و923 في أبين، و483 في الضالع، وتسع في البيضاء، و1145 في الحديدة، و127 في شبوة، وتسع في المهرة، و101 في حضرموت الساحل، و167 في حضرموت الوادي، و189 في مأرب.
وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها بشأن التحديث الوبائي العالمي، أنه تم الإبلاغ عن 18.286 حالة جديدة مشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، وعشر وفيات مرتبطة بالوباء منذ مطلع العام وحتى 25 مايو الماضي، وأن عدد الحالات المُبلّغ عنها خلال شهر مايو وحده وصل إلى 5.369 حالة، بزيادة قدرها 297% عن شهر إبريل/ نيسان، والذي سجّل 1.352 إصابة جديدة، ووفاة واحدة.
وتواصلنا مع المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أنيس الأصبحي للحصول على إحصائيات حول عدد الإصابات بحمى الضنك في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، فقال إن الحصول على إحصائيات يقتضي رفع مذكرة رسمية إلى وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية، ورغم رفع المذكرة، إلا أننا لم نحصل على أي إحصائيات.
يقول طبيب يعمل في أحد مستشفيات صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "صنعاء والمحافظات الشمالية والغربية الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تفشياً لحمى الضنك، فضلاً عن الحصبة والكوليرا والملاريا، لكن هناك تعتيماً واسعاً على أعداد الإصابات التي تتزايد نتيجة عوامل عديدة، أبرزها شح المياه الصالحة للشرب، وانتشار النفايات وبرك المياه الراكدة، مع منع الحوثيين اللقاحات باعتبار أنها مؤامرة أميركية تتعارض مع الهوية القرآنية للمجتمع اليمني".
صحة
التحديثات الحية
الكوليرا في اليمن: 10 وفيات وأكثر من 18.2 ألف إصابة
يضيف الطبيب اليمني: "نعاني من ضعف القطاع الصحي، وهناك مناطق كثيرة لا توجد فيها مراكز صحية، وبالتالي لا يجد الناس مكاناً للعلاج في حال إصابتهم بأي مرض، والحالات الفعلية للإصابة بالأمراض تفوق ما تعلنه بعض المنظمات لأن العديد من الحالات لا يتم تسجيلها كونها لا تصل إلى أي مركز صحي".
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها أطلقت أخيراً حملة موسعة لمكافحة حمى الضنك في المناطق المتضررة، تشمل تنفيذ أنشطة للتثقيف الصحي، والرش الضبابي، موضحة أن الحملة تركز على خفض معدلات الإصابات والوفيات، والحد من مواقع تكاثر البعوض، ورفع مستوى الوعي العام، والحد من انتقال الأمراض.
وتعرف "حُمّى الضنك" بأنها عدوى فيروسية ينقلها البعوض إلى البشر، وهي أكثر شيوعاً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، ومعظم الأشخاص الذين يصابون بها لا تظهر عليهم أعراضها، وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً في حُمّى شديدة وآلام بالجسم والغثيان والطفح الجلدي، ويمكن أن تسبّب الوفاة في الحالات الوخيمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حميات اليمن... تفشي الضنك والكوليرا والملاريا
حميات اليمن... تفشي الضنك والكوليرا والملاريا

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

حميات اليمن... تفشي الضنك والكوليرا والملاريا

لقي عشرات اليمنيين حتفهم خلال الشهرين الأخيرين بسبب تفشي حمى الضنك غير المسبوق، ضمن موجة حميات وأوبئة تشمل أيضاً الكوليرا والملاريا. تشهد العديد من محافظات اليمن تفشياً غير مسبوق لفيروس حمى الضنك، في ظل تحذيرات من تزايد أعداد الإصابات والوفيات نتيجة ضعف الخدمات الصحية وتردي مرافق المستشفيات. وينتقل الفيروس عن طريق البعوض الذي يصيب الإنسان بعد امتصاصه الدم الملوث بالمرض، وتظهر أعراضه على شكل حمى شديدة، وصداع، وآلام في المفاصل والعضلات، ونزيف من الأنف. ويأتي تفشي حمى الضنك في ظل انهيار القطاع الصحي بسبب الصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وتفيد تقارير أممية بأن الصراع المتواصل أدى إلى إغلاق نصف مرافق الرعاية الصحية، ما زاد هشاشة النظام الصحي، وأدى إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المعدية، وعلى رأسها الكوليرا والملاريا. وتحذر الأمم المتحدة من أن نقص التمويل الإنساني في اليمن يهدد بإغلاق 771 مركزاً صحياً إضافياً، وهو ما قد يحرم نحو سبعة ملايين شخص من الخدمات الصحية المنقذة للحياة. من محافظة لحج، يقول محمود علي لـ"العربي الجديد": "شعر ولدي بأعراض حمى شديدة وصداع، وآلام في العضلات والمفاصل مع تقيؤ شديد، وهذه أعراض تختلف عن أعراض الحمى المعروفة، وحين عرضناه على الطبيب أوصانا بسرعة نقله إلى المستشفى، وهناك تم تأكيد إصابته بحمى الضنك، وتحديد خطة علاجية من قبل الأطباء، وبعد نحو عشرة أيام تماثل للشفاء". وتغيب الاستجابة لمكافحة الحميات في اليمن في ظل انعدام الأمن وتردي النظام الصحي، وندرة المياه الصالحة للشرب، وانتشار البعوض الناقل للمرض، كما أن نقص الأدوية والمستلزمات الصحية، وغياب حملات الرش الضبابي، الداخلي والخارجي، وغياب مراقبة ناقلات الأمراض، وقلة الوعي المجتمعي، كلها عوامل تساهم في انتشار الحميات. أصيب خليل إبراهيم بالحمى وتم إسعافه إلى مركز طبي في ريف تعز الجنوبي، لينصحه الأطباء بضرورة الانتقال لتلقي العلاج في المستشفى الجمهوري بمدينة تعز. ويقول لـ"العربي الجديد": "أسكن في إحدى القرى النائية حيث العديد من البرك التي تحتوي على المياه الراكدة، والتي تختلط بمياه المجاري، ويكثر فيها البعوض، وبعدما أصبت بالحمى تم إسعافي إلى المركز الطبي القريب، وهناك أخبرنا الطبيب بضرورة إسعافي إلى المستشفى الجمهوري، حيث ما زلت أتلقى العلاج من حمى الضنك، مع شعوري ببعض التحسن". وفي يوم 20 مايو/ أيار الماضي فجع الوسط الإعلامي اليمني بوفاة المصورة ضي إسكندر إثر إصابتها بحمى الضنك التي تنتشر بشكل غير مسبوق في مدينة عدن. تم إسعاف المصورة الشابة التي كانت تنزف إلى مستشفى خليج عدن، وإدخالها إلى غرفة العناية المركزة، وأعلن الأطباء حاجتها إلى كميات من الدم وبعض المستلزمات الإسعافية من أجل إنقاذ حياتها، لكن مقاومتها للمرض لم تدم سوى بضع ساعات قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. وتقول الطبيبة ريم محمد، لـ"العربي الجديد": "تعد حمى الضنك والملاريا من الأمراض المستوطنة في اليمن، والتي يتضاعف عدد المصابين بها نتيجة الأوضاع المتردية في البلاد، وانتشار البعوض الناقل لها، فضلاً عن النزوح، والعشوائيات، وضعف القطاع الصحي. وتأخر تلقي المرضى الرعاية الطبية من أبرز أسباب الوفيات، والتي تزايدت أخيراً بشكل مخيف". القطاع الصحي اليمني متهالك، 6 فبراير 2022 (عبد الناصر الصديق/الأناضول) ويتزامن تفشي حمّى الضنك التي يمكن مكافحتها من خلال التطعيمات مع أحد أسوأ حالات تفشي وباء الكوليرا منذ مطلع العام الماضي. وتكشف أرقام وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، حول الفترة من مطلع العام الحالي حتى 15 يونيو/ حزيران الجاري، تسجيل 48 وفاة نتيجة حمى الضنك، موزعة على 34 في عدن، و13 في لحج، ووفاة واحدة في تعز، فضلاً عن تسجيل 7539 إصابات بحمى الضنك، موزعة على 1969 في عدن، و1610 في تعز، و1296 في لحج، و904 في أبين، و120 في المهرة، و832 في شبوة، و76 في الضالع، و65 في حضرموت الوادي، و18 في البيضاء، و65 في الحديدة، و307 في حضرموت الساحل، و235 في مأرب، و40 في سقطرى. وتشير الإحصائيات إلى تسجيل 7910 إصابات بوباء الكوليرا خلال الفترة نفسها، موزعة على 1769 في تعز، و1776 في لحج، و1204 في عدن، و923 في أبين، و483 في الضالع، وتسع في البيضاء، و1145 في الحديدة، و127 في شبوة، وتسع في المهرة، و101 في حضرموت الساحل، و167 في حضرموت الوادي، و189 في مأرب. وكشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير سابق لها بشأن التحديث الوبائي العالمي، أنه تم الإبلاغ عن 18.286 حالة جديدة مشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، وعشر وفيات مرتبطة بالوباء منذ مطلع العام وحتى 25 مايو الماضي، وأن عدد الحالات المُبلّغ عنها خلال شهر مايو وحده وصل إلى 5.369 حالة، بزيادة قدرها 297% عن شهر إبريل/ نيسان، والذي سجّل 1.352 إصابة جديدة، ووفاة واحدة. وتواصلنا مع المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أنيس الأصبحي للحصول على إحصائيات حول عدد الإصابات بحمى الضنك في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، فقال إن الحصول على إحصائيات يقتضي رفع مذكرة رسمية إلى وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية، ورغم رفع المذكرة، إلا أننا لم نحصل على أي إحصائيات. يقول طبيب يعمل في أحد مستشفيات صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "صنعاء والمحافظات الشمالية والغربية الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تفشياً لحمى الضنك، فضلاً عن الحصبة والكوليرا والملاريا، لكن هناك تعتيماً واسعاً على أعداد الإصابات التي تتزايد نتيجة عوامل عديدة، أبرزها شح المياه الصالحة للشرب، وانتشار النفايات وبرك المياه الراكدة، مع منع الحوثيين اللقاحات باعتبار أنها مؤامرة أميركية تتعارض مع الهوية القرآنية للمجتمع اليمني". صحة التحديثات الحية الكوليرا في اليمن: 10 وفيات وأكثر من 18.2 ألف إصابة يضيف الطبيب اليمني: "نعاني من ضعف القطاع الصحي، وهناك مناطق كثيرة لا توجد فيها مراكز صحية، وبالتالي لا يجد الناس مكاناً للعلاج في حال إصابتهم بأي مرض، والحالات الفعلية للإصابة بالأمراض تفوق ما تعلنه بعض المنظمات لأن العديد من الحالات لا يتم تسجيلها كونها لا تصل إلى أي مركز صحي". وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها أطلقت أخيراً حملة موسعة لمكافحة حمى الضنك في المناطق المتضررة، تشمل تنفيذ أنشطة للتثقيف الصحي، والرش الضبابي، موضحة أن الحملة تركز على خفض معدلات الإصابات والوفيات، والحد من مواقع تكاثر البعوض، ورفع مستوى الوعي العام، والحد من انتقال الأمراض. وتعرف "حُمّى الضنك" بأنها عدوى فيروسية ينقلها البعوض إلى البشر، وهي أكثر شيوعاً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، ومعظم الأشخاص الذين يصابون بها لا تظهر عليهم أعراضها، وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً في حُمّى شديدة وآلام بالجسم والغثيان والطفح الجلدي، ويمكن أن تسبّب الوفاة في الحالات الوخيمة.

5 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم الصحة الإنجابية في اليمن
5 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم الصحة الإنجابية في اليمن

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

5 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم الصحة الإنجابية في اليمن

أعلن الاتحاد الأوروبي تخصيص خمسة ملايين يورو، أي أكثر من خمسة ملايين دولار أميركي، لدعم تقديم خدمات الصحة الإنجابية والحماية لملايين النساء والفتيات في اليمن. وقال مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية (ECHO)؛ أندرياس باباكونستا نيتنو، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس، اليوم الجمعة، إنّ الاتحاد الأوروبي خصص خمسة ملايين يورو (ما يعادل نحو 5.66 ملايين دولار)، لدعم خدمات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة للنساء والفتيات في اليمن. وأضاف مدير العمليات أنّ هذا التخصيص سيذهب "لشريكنا الإنساني الموثوق"، صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، لتمكينه من الوصول بهذه الخدمات الحيوية لملايين النساء والفتيات في البلاد". وأشار إلى أن النظام الصحي في اليمن في حالة يُرثى لها، وهو وضع "صعب للغاية على النساء والفتيات"، اللواتي يمثلن أحد الفئات الأكثر ضعفاً وتأثراً بالأزمة الإنسانية المطولة في البلاد. صحة التحديثات الحية الأمم المتحدة تواصل دعم الصحة الإنجابية في اليمن ووفق إحصائية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، فإنّ ما يقارب خمسة ملايين امرأة في سن الإنجاب، وحوامل ومرضعات، يواجهن تحديات الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، لا سيما في المناطق الريفية وتلك التي تقع في خطوط المواجهة، كما أن 6.2 ملايين امرأة أخرى معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويهدد نقص التمويل بقطع الخدمات المنقذة للحياة عن 1.5 مليون امرأة وفتاة، على عكس مسار التقدم الذي تحقق بشق الأنفس في مجال الصحة الإنجابية وحماية المرأة.

اليمن يشهد تصاعدا متسارعا و'مخيفا' في الإصابات بالكوليرا وحمى الضنك
اليمن يشهد تصاعدا متسارعا و'مخيفا' في الإصابات بالكوليرا وحمى الضنك

القدس العربي

timeمنذ 4 أيام

  • القدس العربي

اليمن يشهد تصاعدا متسارعا و'مخيفا' في الإصابات بالكوليرا وحمى الضنك

صنعاء 'القدس العربي': على الرغم من أن المؤشرات الرسمية الحديثة تحصر التسارع في ارتفاع مؤشرات الإصابات الوبائية بالكوليرا وحمى الضنك في محافظات قليلة جدا، إلا أن الواقع الميداني، وبخاصة على صعيد وباء الكوليرا، يؤكد أن معظم اليمن على الأرجح بات يشهد موجة وبائية جديدة (ثالثة) غير معلنة من فاشية الكوليرا. وهي نتيجة طبيعية لتدهور الأوضاع المعيشية جراء الحرب المستعرة هناك للعام الحادي عشر، وبالتالي اللجوء لاستخدام مياه غير نظيفة، وسوء الصرف الصحي وسوء التغذية، وقبل ذلك وبعده انهيار وتراجع أداء نسبة كبيرة من مرافق الخدمة الصحية العامة، بالتوازي مع تراجع التمويل العالمي لتعزيز فعاليتها، ما تسبب في توطين بعض الأوبئة هناك، وفي مقدمتها الكوليرا، والتي اعتبرها أحد التقارير الدولية الحديثة 'قنبلة موقوتة في اليمن'. المستشفيات في صنعاء وذمار وإب وتعز وعدن وغيرها من المحافظات في شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد تشهد ازديادًا كبيرًا في استقبال الإصابات بالاسهالات المائية الحادة، أي تسجيل عدد كبير من حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا مع عجز في إمكانات المواجهة. في تصريح رسمي، أعلن مسؤول الإعلام بمكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، تيسير السامعي، أمس الاثنين، عن تفش جديد لوباء الكوليرا، مؤكدًا ارتفاع حالات الوفاة، فيما ارتفعت عدد حالات الإصابة المؤكدة، من 29 حالة إلى 116 حالة خلال أسبوعين، مما يعني تسجيل 78 حالة خلال فترة قصيرة، وارتفاع عدد حالات الاشتباه إلى ألف و734 حالة منذ بداية العام حتى أمس الاثنين. وكشف أن عدد حالات الاشتباه ارتفع بشكل كبير من 1,260 حالة مسجلة في مطلع يونيو/ حزيران إلى 1,734 حالة حتى منتصف الشهر، أي بزيادة 474 حالة جديدة خلال أسبوعين فقط. وقال، في بيان نشره على حسابه في 'فيسبوك'، اطلعت عليه 'القدس العربي'، إن المؤشرات الوبائية تشير إلى أن هناك زيادة في حالات الإصابة المؤكدة وحالات الوفاة، وهو ما يُنذر أن هناك موجة وباء جديدة. وكانت تقارير محلية نقلت عن مدير مركز الترصد الوبائي في عدن، خلال مايو/ أيار، قوله إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميًا ما لا يقل عن 30 حالة إصابة. وزاد موضحًا أن بعض هذه الحالات تصل من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين والضالع. صالح (65 سنة) أصيب بإسهال مائي حاد، وتم تشخيص حالته باشتباه بالكوليرا، ونتج عن الإصابة مضاعفات منها اختلال حاد في وظائف الكلى، وتم نقله إلى مستشفى ذمار العام، وجرى إخضاعه للعلاج في مركز معالجة الإسهالات المائية الحادة، التابع لمنظمة الصحة العالمية، وخلال يومين تجاوز مرحلة الخطر، وطلب منه مغادرة المركز، ليوفر السرير لمصاب آخر، مع ارتفاع الضغط على المركز جراء تزايد حالات الإصابات بالوباء، وفق حديث له مع 'القدس العربي'. في عام 2024 ، سجّل اليمن أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها، وأكثر من 870 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا. ويُمثل هذا العدد، 35٪ من إجمالي الإصابات العالمية، و18٪ من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوليرا. وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية، في بيان، خلال الشهر الماضي، من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عالمية في اليمن ستظل البلاد معرضة بشكل خطير لأوبئة مستقبلية وأزمات صحية متفاقمة. وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن اليمن يتحمل العبء الأكبر من الكوليرا عالميًا. وقد عانى البلد من انتقال مستمر للكوليرا لسنوات عديدة، بما في ذلك أكبر تفشٍّ مُسجَّل في التاريخ الحديث – بين عامي 2017 2020. واجتاح وباء الكوليرا اليمن، بشكل اُعتبر هو الأسوأ في التاريخ، خلال 2016 -2021، جراء تراجع خدمات ومستلزمات النظافة وتلوث مياه الشرب وتدهور خدمات الصرف الصحي والرعاية الطبية تحت تأثير الحرب، التي أهدرت معظم إمكانات البنى التحتية للخدمات. وتم الإبلاغ جراء ذلك عن أكثر من 2.5 مليون حالة مشتبه بها و4000 حالة وفاة. في السياق، كشفت إحصائية رسمية عن تسجيل أكثر من 22 ألف إصابة بأمراض وبائية في محافظة تعز، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري. وقال تيسير السامعي، مسؤول الإعلام الصحي في المحافظة، إن إجمالي الإصابات المسجلة منذ مطلع يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية مايو/ أيار بلغ 22,544 حالة، شملت عددًا من الأوبئة المنتشرة في المحافظة، أبرزها الكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، وحمى وادي النيل، وحمى الانحناء، والحصبة. وأوضح السامعي، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، أن الملاريا تصدرت قائمة الإصابات بـ18,832 حالة، تلتها الحمى الفيروسية المختلفة (الضنك، وادي النيل، والانحناء) بـ1,460 حالة، في حين سجلت 992 إصابة بالحصبة، و1,260 إصابة إضافية بالكوليرا ضمن إحصائيات منفصلة. في السياق، حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد لافت في حالات الإصابة بحمى الضنك في جنوب اليمن. وأفادت بأن عدد حالات الإصابة هناك بلغ 3900 إصابة، موضحة أنها أسفرت عن وفاة 14 حالة منذ مطلع العام الجاري، وفق وكالة 'رويترز'. وذكر بيان لمكتب المنظمة في اليمن، الأحد، أنه منذ بداية العام 'سجلت حالات الإصابة بمرض حمى الضنك نحو 3900 إصابة، مع وفاة 14، في محافظتي عدن ولحج، خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان 2025'. وينتقل فيروس 'حمى الضنك' إلى الإنسان عن طريق البعوض، ويكتسب البعوض الفيروس عادة عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى، وتتمثل أعراض المرض بالحمى والصداع الشديد وآلام المفاصل والعضلات وآلام العظام إضافة إلى الألم الشديد وراء العينين ونزيف من الأنف. وذكرت المنظمة أنها دشنت مؤخرًا، وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حملة شاملة لمكافحة حمى الضنك في المحافظتين، استجابة لتزايد حالات الإصابة، حيث تضمنت 'تنفيذ أنشطة رئيسية في إدارة مصادر اليرقات، والتثقيف الصحي، والرش الضبابي المُستهدف'. وتضرب الأمراض والأوبئة اليمن وسط حرب مستمرة للعام الحادي عشر على التوالي أودت بحياة الآلاف من اليمنيين في ظل تدهور كبير في القطاع الصحي الذي تسببت الحرب في إغلاق نصف مرافقه الطبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store