logo

المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري

ساحة التحريرمنذ 13 ساعات

المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!
كامل المعمري *
الشرق الأوسط يترنح عند حافة الهاوية، في لحظة تاريخية تُشبه العد التنازلي نحو حرب إقليمية قد تُعيد رسم خريطة الأمن والاقتصاد العالمي.
مع استمرار مجازر الابادة والتجويع لسكان غزة وتصاعد المواجهة المباشرة بين طهران والكيان المحتل تندفع المنطقة، حرفيا نحو نقطة اللاعودة خصوصا بعد تلويح واشنطن، الحليف الأقوى لتل أبيب، بسيف التدخل المباشر، ضد ايران طهران تعد بردٍّ ساحق 'لا يُمكن تخيل عواقبه'، محوّلة التهديدات الأمريكية إلى شرارة قد تشعل حريقاً لا يُطفأ.
لكن السؤال الكبير، ماذا لو تجاوزت واشنطن خط التهديدات إلى حيز الفعل العسكري المباشر؟
يرى مراقبون بأن تدخل واشنطن الى جانب العدو الصهيوني في توجيه ضربات على ايران سيواجه برد عسكري على مختلف المستويات فإلى جانب ضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة سيلجأ محور المقاومة الى خطوات أكثر ايلاما
الممرات المائية ستكون ساحة اضافية وأكثر حسماً للردّ الاستراتيجي ستتجه ايران فورا الى اغلاق مضيق هرمز شريان النفط الأكثر حيوية لكن طهران لن تكتفي بهذا الحدّ، بل ستُمدّد قبضتها النارية شرقاً عبر المحيط الهندي، مستهدفةً نقاط الارتكاز الحيوية للقوات الأمريكية، وعلى رأسها القاعدة العسكرية العملاقة في جزيرة دييغو غارسيا قلب المحيط الهندي الاستراتيجي، عبر منظومات صواريخ باليستية وكروز بعيدة المدى، وأسراب من الزوارق المسلحة والغواصات، في محاولة لحرمان واشنطن من قاعدة انطلاق حاسمة وكذلك فرض حظر بحري
إغلاق هرمز، بالرغم من جسامته، لن يكون نهاية المطاف في سيناريو الردّ الإيراني المتعدد المستويات. فمن أعماق الخليج العربي وصولاً إلى المياه الدولية الزرقاء في المحيط الهندي، ستُحاول القوات الإيرانية وحلفاؤها فرض سيطرةٍ مُعقدة على محورٍ بحريٍّ شاسع، مستخدمةً مزيجاً فتاكاً من الألغام البحرية المتطورة، الهجمات بالزوارق السريعة المفاجئة، وصواريخ كروز المضادة للسفن المنطلقة من البر والجو.
سيدخل الجيش اليمني بقدراته العسكرية المتنامية باعتباره جبهة اسناد لغزة حلبة الصراع بقوة ليطبق على شريان الحياة الثاني للطاقة والتجارة العالمية باب المندب وهكذا، يُصبح العالم أمام كابوس جيوسياسي بامتياز
قطع الرئتين الاستراتيجيتين اللتين يتنفس من خلالهما الاقتصاد العالمي – مضيق هرمز وباب المندب.
عبر هذين المضيقين الضيقين والحيويين، يمر يومياً تدفقٌ هائل من النفط الخام يُقارب 27 مليون برميل وهو ما يعادل 35% من إجمالي تجارة النفط المنقولة بحراً على مستوى الكوكب.
ولا تقل أهمية حركة الغاز الطبيعي المسال (LNG)، حيث يُنقل عبرهما ما يقرب من 5 ملايين طن شهرياً من هذا المصدر الحيوي للطاقة، خاصة إلى أسواق أوروبا وآسيا المشهد يكتمل بمرور اكثر من 7000 آلف سفينة عملاقة شهرياً، حاملةً ليس فقط الطاقة، بل أيضاً حاويات البضائع الاستهلاكية، المواد الخام الصناعية، والسلع الغذائية الأساسية التي تربط مصانع آسيا بأسواق أوروبا وأمريكا. هذه السفن هي شرايين العولمة نفسها.
عواقب إغلاق هرمز وباب المندب، حتى لو كان جزئياً أو متقطعاً، ستكون بمثابة صدمة عنيفة وكارثية للنظام الاقتصادي العالمي الهشّ أصلاً.
سوق النفط سيشهد زلزالاً غير مسبوق، مع توقعات من كبار المحللين بأن يتجاوز سعر البرميل حاجز 400 دولار في ظل شحّ مفاجئ وذعرٍ في الأسواق. أزمة الغاز ستكون أشدّ قسوة، خاصة على أوروبا التي لا تزال تتعافى من صدمة تقليص الإمدادات الروسية، متسببة في شحّ حاد قد يُعيد مشاهد الشتاء القارس وارتفاع الفواتير إلى الواجهة.
سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، التي لم تتعافَ كلياً من جائحة كورونا والاضطرابات اللاحقة، ستنهار تحت الضغط متسببة في اختناق الموانئ الكبرى من شنغهاي إلى روتردام، ونقصٍ حاد في السلع من الإلكترونيات إلى الأدوية.
الاقتصاد العالمي سيدخل في عاصفة كاملة لم يشهد لها مثيلاً منذ أزمات النفط في السبعينيات أو الكساد الكبير، مع توقعات بارتفاع معدل التضخم العالمي بنسبة صادمة قد تصل إلى 50%قاضيةً على مكاسب سنوات من النمو ومدفوعةً بارتفاع جنوني في كلفة الطاقة والنقل.
75% من صادرات نفط دول الخليج العرب، العمود الفقري لاقتصاداتها وللإمدادات العالمية، سيكون معلقاً في الميزان، مهدداً بتعطيل عشرات الصناعات الثقيلة والتحويلية حول العالم التي تعتمد على هذه التدفقات النفطية المستمرة.
هذا السيناريو الكابوسي لن يبقى حبيس أروقة البورصات ومراكز التحليل فآثاره ستضرب حياة الملايين المباشرة.
احتجاجات الغضب والجوع ستشتعل في أكثر من 60 دولة حول العالم، من الدول النامية الأكثر فقراً والتي ستواجه أزمات وقود خانقة توقف وسائل النقل وتعمّق العزلة والفقر، إلى الدول الصناعية حيث سيتحول الغضب الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة والطاقة إلى تهديد حقيقي للاستقرار الاجتماعي والسياسي الداخلي. الدول الفقيرة المستوردة للطاقة والغذاء ستكون الأكثر عرضة لخطر الاضطرابات المدنية والانهيارات الجزئية. أزمة الطاقة ستجرّ وراءها أزمات غذاء عالمية، حيث ترتفع تكاليف الإنتاج الزراعي والنقل، وتتقلص الإمدادات.
وبينما تتسارع التطورات في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، تتجه المنطقة بخطى متسارعة نحو مواجهة شاملة قد تتجاوز حدود الجغرافيا إلى قلب الاقتصاد العالمي ونظامه السياسي. من مضيق هرمز إلى باب المندب، الى مياه المحيط الهندي، تتراكم المؤشرات على تحولٍ كبير قد لا يكون بالإمكان احتواؤه.
في طهران، لهجة التهديد لم تعد محض تصريحات ، وانما استراتيجية قائمة على تغيير قواعد الاشتباك. وفي واشنطن، تتأرجح المواقف بين الردع والتدخل، وسط مخاوف من الرد الإيراني واتساع رقعة النزاع بما يهدد أمن الممرات البحرية الدولية ويضع الاقتصاد العالمي أمام اختبارات غير مسبوقة.
أما في غزة، فالمشهد مختلف تماما… مدينة محاصرة، شبه مدمرة، لازالت تقدم قوافل الشهداء منذ عامين وهي ترزح تحت الحصار والتجويع ومجازر الابادة
غزة المدينة الصغيرة التي اشعلت الطوفان ها هي قاب قوسين او ادنى من ان تتحول – ربما دون أن يدرك كثيرون – إلى مركزٍ لنقطة تحوّل تاريخية…
وفي هذا السياق، تستحضر الذاكرة تصريحا لافتا لزعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، قبل طوفان الأقصى قال فيه: سنقوم بمعركة كبرى ضد الكيان ستكون تداعياتها كبيرة وستغيّر شكل الكرة الأرضية.
وفيما كان يُنظر إلى تلك الكلمات في وقتها على أنها تعبيرٌ عن موقف سياسي حاد، فإن المشهد الحالي يمنحها بعدا جديدا، وربما واقعيا خصوصا مع تنامي احتمالات الحرب الشاملة، وتشكل معادلات إقليمية جديدة قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات في الشرق الأوسط وما بعده.
‎2025-‎06-‎22
The post المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري first appeared on ساحة التحرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أصداء ضرب امريكا المنشآت النووية للملالي ..العراق على حافة الخطر..
أصداء ضرب امريكا المنشآت النووية للملالي ..العراق على حافة الخطر..

الحركات الإسلامية

timeمنذ 5 ساعات

  • الحركات الإسلامية

أصداء ضرب امريكا المنشآت النووية للملالي ..العراق على حافة الخطر..

كل ردود الفعل المنتظر من إيران علي ضربات امريكا المنشآت النووية.سوف تؤثر بشكل أو آخر علي العراق وفي هذا السياق حذّر أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، من تداعيات كارثية قد تطال الاقتصاد العراقي في حال إغلاق مضيق هرمز، مؤكداً أن البلاد قد تواجه أزمة مالية عميقة تهدد قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين، وسط اعتماد شبه كلي على صادرات النفط المارّة عبر المضيق الذي بات ساحة توتر متصاعد بين إيران وإسرائيل.وقال السعدي إن 'العراق قد يدخل نفقاً اقتصادياً مظلماً إذا استمر إغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لصادراته النفطية'، مشيراً إلى أن 'البلاد تعتمد على عائدات النفط لتمويل أكثر من 90% من إنفاقها العام، وتحديداً الرواتب والدعم الحكومي، التي تستهلك شهرياً نحو 5 إلى 6 مليارات دولار'. وبيّن أن "الاحتياطي الأجنبي للعراق، بحسب بيانات البنك المركزي، يتراوح بين 110 و120 مليار دولار، بالإضافة إلى احتياطي ذهب يتجاوز 130 طناً، يحتل به العراق المرتبة الثلاثين عالمياً، لكن هذا لا يعني أن البلاد في مأمن".وأوضح أن 'الاحتياطي غير متاح بالكامل للاستخدام، فهو مرتبط بالتزامات دولية وحماية سعر الصرف واستقرار التعاملات التجارية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كحل طويل الأمد لتمويل الإنفاق الجاري' القاعدة وكشف مصدر مطلع، عن فرض القوات الأمريكية حالة استنفار قصوى داخل قاعدة عين الأسد غرب الأنبار، فيما غابت طائرات الأباتشي عن الأجواء للمرة الأولى منذ وقت طويل. وقال المصدر إن "قاعدة عين الأسد التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في مناطق واسعة، شهدت منذ ساعات الفجر الأولى حالة استنفار قصوى، مع إغلاق المداخل الرئيسية للقاعدة". وأشار إلى أن "المفاجأة تكمن في عدم رصد أي تحليق لطائرات الأباتشي منذ ساعات الفجر، وربما تم وضعها في حالة تأمين خاصة تحسبًا لأي طارئ، لا سيما مع قصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمفاعلات النووية الإيرانية في ساعات الفجر الأولى". وأضاف أن "الإجراءات داخل القاعدة تأتي كإجراء احترازي ردًا على احتمالات رد فعل إيراني، لا سيما أن قاعدة عين الأسد تعد من القواعد الأقرب جغرافيًا إلى الأراضي الإيرانية". وأوضح المصدر أن "الوضع داخل القاعدة لا يزال ضمن حالة الاستنفار القصوى، مع ملاحظة تحليق مسيرات في الأجواء المحيطة". السفارة أعلن المتحدث باسم السفارة الأمريكية بالعراق، اليوم الأحد ، أن السفارة الأمريكية والقنصلية العامة مفتوحتان وتعملان كالمعتاد، رغم مغادرة موظفين إضافيين عاملين في السفارة. وقال المتحدث في تصريحات تلفزيونية إن "موظفين إضافيين غادروا العراق إثر تصاعد التوترات الإقليمية، مؤكدا أن "وزارة الخارجية تواصل مراقبة الوضع الأمني في العراق". و حذرت السفارة الامريكية في بغداد، الأمريكيين من السفر الى العراق ونصحت رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة. وذكرت السفارة في بيان أن "وزارة الخارجية الامريكية تحتفظ باستشارة السفر من المستوى 4 (لا تسافر) للعراق، ويجب على المواطنين الأمريكيين عدم السفر الى العراق لاي سبب من الأسباب". وأوضحت، أن "الإجراءات التي يجب اتخاذها عند وجوب السفر الى العراق، منها تجنب التجمعات الكبيرة والحشود، والحفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء، والقيام في برنامج تسجيل المسافرين الذكي (STEP) لتلقي المعلومات والتنبيهات وتسهيل تحديد الموقع في حالة الطوارئ في الخارج، وتلقي تنبيهات من مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية عبر (الواتساب)، واعداد خطة لحالات الطوارئ، ومراجعة قائمة المسافرين، ومتابعة وزارة الخارجية على (الفيسبوك، تويتر/X)". وأشارت السفارة الى، أن "الحدود البرية للكويت وتركيا ما تزال مفتوحة ويمكن المرور منها، وأيضا يمكن دخول الكويت عبر الحدود البرية من العراق". وبينت السفارة، أنها "ستواصل تقديم معلومات إضافية حسب الحاجة، فيما أوقفت كل من السفارة والقنصلية خدمات التأشيرات الروتينية مؤقتًا، لكنها ما تزال مفتوحة لمواطني الولايات المتحدة". وادانت العراق الهجوم الأمريكي علي المنشآت النووية في إيران وجاء في بيان لها ، إن "الحكومة العراقية تعرب عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكدة أن "هذا التصعيد العسكري يُمثل تهديدا خطيرا للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة". وأضاف أن "العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويدعو إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خاصة تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية". وأشار إلى أن "العراق يُشدد على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار والدبلوماسية"، موضحًا أن "استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمس استقرار المنطقة والعالم". وتابع، أن "استمرار هذه الحروب لا يترك خلفها سوى الدمار، وأن مسؤولية القوى الكبرى والهيئات الأممية يجب أن تنصب على تجنيب العالم مزيدًا من الأزمات، وليس إشعالها". ويدعو العراق، من منطلق مسؤوليته إزاء السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ما وراء الضربة الإيرانية لـ'عاصمة إسرائيل السيبرانية' .. حين تقصف بُنية العدو التكنولوجية
ما وراء الضربة الإيرانية لـ'عاصمة إسرائيل السيبرانية' .. حين تقصف بُنية العدو التكنولوجية

موقع كتابات

timeمنذ 12 ساعات

  • موقع كتابات

ما وراء الضربة الإيرانية لـ'عاصمة إسرائيل السيبرانية' .. حين تقصف بُنية العدو التكنولوجية

وكالات- كتابات: استهدفت 'إيران'؛ في الموجة الـ (15) من ردّها العسكري على عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، حديقة (غاف يام نيغيف) التكنولوجية في مدينة 'بئر السبع' المحتلة، جنوبي 'فلسطين' المحتلة. الضربة 'المركّزة' أصابت هدفًا حيويًا في البُنية التكنولوجية والأمنية لـ'إسرائيل'. فما الذي يجعل هذه الحديقة هدفًا لـ'إيران' ؟ وما أهميّتها العسكرية والسيبرانية ؟ وما دلالات هذا الاستهداف ؟ الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع': قلب الابتكار الإسرائيلي.. بدأت حديقة (غاف يام نيغيف) للتكنولوجيا المتقدمة؛ المركز الأكثر تطورًا للبحث والتطوير في كيان الاحتلال، نشاطها في السنوات الأخيرة بجوار حرم جامعة (بن غوريون) وفرع (C4i) التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة 'بئر السبع'. وأُنشئت هذه الحديقة؛ التي تم افتتاحها في أيلول/سبتمبر 2013، باحتفال رسمي حضره رئيس حكومة الاحتلال؛ 'بنيامين نتانياهو'، وعددٍ من كبار المسؤولين، بهدف إنشاء ساحة دولية جديدة لفرص الابتكار العلمي والتطور التكنولوجي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مجالات البحث التي تُدرّس وتُطوّر ضمن مراكز الأبحاث المتقدّمة التابعة لجامعة (بن غوريون). ويعمل في هذه الحديقة اليوم أكثر من: (2500) مهندس في نحو: (70) شركة مقيَّمة فيها. كما تضم نحو: (7000) جندي وجندية من الوحدات التكنولوجية في جيش الاحتلال. وعلى مقُربة منها، يعيش في جامعة (بن غوريون) أكثر من: (20) ألف طالب وباحث، بهدف تعزيز التفاعل المستمر بين القطاع الأكاديمي والبحثي والعسكري والصناعي. تبرُز أهمية هذا المجمع كونه من المنشآت التي تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات السريعة، ما يُتيح لوحدات الاستخبارات اتخاذ قرارات دقيقة وفورية. كما يمتلك قدرات عالية في تتبّع الطائرات والصواريخ والتحركات البرية المعادية عبر الأقمار الاصطناعية، ويقدّم صورة شاملة للوضع الأمني في 'إسرائيل' والمنطقة. يُعدّ هذا المجمع أيضًا من الحصون السيبرانية المتقدّمة، إذ لا يكتفي بالدفاع، بل يؤدي أدوارًا هجومية في الفضاء السيبراني. وقد تم الاستثمار في تطويره بشكلٍ مستمر لمواكبة التهديدات الجديدة، ويعمل على تبّني تقنيات مثل التعرف على الوجوه، وتحليل الصوت، والذكاء الاصطناعي، لتوجيه الأنشطة العسكرية وتعزيز الردع. وتكتسّب هذه المنشأة أهمية استراتيجية إضافية، نظرًا لموقعها الجغرافي كحلقة وصل بين شمال وجنوب 'إسرائيل'، وكونها جزءًا من الحزام الأمني المحيط بمفاعل (ديمونا) النووي، ما يجعلها في قلب معادلة الأمن القومي الإسرائيلي. 'في خدمة الأمن السيبراني الإسرائيلي'.. أبرز شركات 'غاف يام نيغيف'.. تضمّ الحديقة التكنولوجية عددًا من الشركات الرائدة في مجالات الأمن السيبراني والتكنولوجيا المتَّقدمة. فما أبرزها ؟ وما طبيعة عملها وأهميتها ضمن المنظومة العسكرية الإسرائيلية ؟ 01 – شركة (Dell EMC)؛ التي أصبحت تُعرف اليوم باسم (Dell Technologies)، المتخصّصة في البُنى التحتية السحابية وتخزين البيانات والحوسبة المتقدّمة. تُدّير هذه الشركة مراكز بحث وتطوير في 'بئر السبع' ضمن مشاريع الأمن السيبراني، وتلعب دورًا بارزًا في تطوير حلول للبُنى التحتية الرقمية الحكومية والعسكرية. وقد شاركت في فعاليات (CyberSpark) بالتنسيّق مع جهات عسكرية إسرائيلية. في كانون ثان/يناير 2023، فازت (Dell) بعقد توريد وصيانة خوادم ومعدّات بقيمة تزيد على: (150) مليون دولار لـ'وزارة الحرب' الإسرائيلية وجيش الاحتلال، ضمن تمويل أميركي عبر المساعدات الخارجية. 02 – تحضر شركة (IBM) بقوة؛ وهي التي تعمل في مجالات 'الذكاء الاصطناعي'، الحوسبة الكمية، والأمن السيبراني. ولها تاريخ طويل في كيان الاحتلال، حيث تُدّير مشاريع مشتركة مع الجامعات والمؤسّسات الحكومية، إضافة إلى تعاون بحثي مباشر مع 'الجيش' ووحداته مثل (8200) الاستخبارية في مجالات تحليل البيانات وتعلم الآلة. 03 – أما شركة (Oracle)؛ فهي مزوّد رئيس للحلول السحابية وتعمل في إدارة قواعد البيانات والموارد، وقد شاركت في تطوير أنظمة تخدم الوزارات الأمنية الإسرائيلية، وتُسّهم في مشاريع أمنية على الصعيدين المدني والعسكري. 04 – شركة (Deutsche Telekom Innovation Labs)؛ وهي الذراع الابتكارية لشركة الاتصالات الألمانية، متخصّصة في شبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني، ورغم عدم وجود تعاون عسكري معلن معها، إلا أن تموضعها ضمن بيئة (CyberSpark) يُسهّل تنسيقًا غير مباشر مع مؤسّسات أمنية وعسكرية. 05 – شركة (WiX) المتخصّصة في تطوير مواقع الإنترنت وأدوات (SaaS) للمصممين والشركات الصغيرة، تُشارك في بيئة الحديقة، رغم أنها لا تركّز على التطبيقات الأمنية مباشرة، فإن كثيرًا من موظفيها هم من خريجي وحدات النخبة التكنولوجية في جيش الاحتلال. 06 – من الشركات المهمة أيضًا؛ (Mellanox)، التابعة لشركة (NVIDIA)، ذات الجذور الإسرائيلية، والتي تعمل في مجال الشبكات عالية الأداء ومعالجات البيانات والحوسبة المتقدّمة. وتُستخدم مكونات (Mellanox) في البُنى التحتية الدفاعية ومراكز القيادة والتحكم، حيث تصنع مكونات تُستخدم في الحوسبة العسكرية، وتعمل مع هيئة 'الرقابة الإلكترونية' الإسرائيلية. 07 – وفي مجال الاستثمار العسكري (Incubit)؛ وهي حاضنة تكنولوجية تابعة مباشرة لشركة (Elbit Systems)، أكبر مصنّع خاص للأسلحة في 'إسرائيل'. وتُعرف (Incubit) بأنها تُدّير استثمارات في شركات ناشئة تُركز على تطوير حلول تكنولوجية تخدم المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة في مجال الطائرات المُسيّرة وأنظمة المراقبة. 08 – كذلك تنضم شركة (RAD)؛ (المعروفة سابقًا باسم: RADA)، إلى هذا الحضور عبر تقنياتها المتقدّمة في الاتصالات والرادارات الدفاعية وأنظمة الاستشعار. وتُستخدم منتجاتها من قبل القوات الإسرائيلية لرصد الطائرات المُسيّرة والصواريخ القصيّرة المدى، بما في ذلك دمجها في منظومات مثل (القبة الحديدية). 09 – كما تُعدّ (CyberArk) واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال أمن الهويات والبُنى التحتية الحرجة. وقد تعاونت مع 'وزارة الحرب' الإسرائيلية لتأمين هذه البُنى، وتوظف عددًا كبيرًا من خريجي وحدات النخبة الإلكترونية في جيش الاحتلال. 10 – وتبرز (JVP Cyber Lab)؛ كمسرّع أعمال واستثمار استراتيجي في شركات الأمن السيبراني الناشئة، وتؤدّي دور الوسيط بين القطاع الخاص ومتطلبات المؤسّسة الأمنية، لا سيّما من خلال شراكات مع خبراء سابقين في وحدة (8200). ويُشار إلى أنّ هذه الشركات تُعدّ جزءًا من مشهد أوسع، إذ تنشط في الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع'، أيضًا كيانات بارزة أخرى مثل (رافائيل) للصناعات الدفاعية و(مايكروسوفت) وشركات دولية ومحلية إضافية، ما يُعزّز الطابع 'العسكري-السيبراني' الموجود. وحدات تقنية نخبوية تابع لـ'جيش الاحتلال'.. 01 – (لوطم): مكتب التكنولوجيا المتقدّمة، مسؤول عن تطوير وإدارة أنظمة المعلومات العسكرية، ويعمل على توفير حلول برمجية متقدمة لأذرع الجيش المختلفة. 02 – (مَمْرام): مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات، وحدة نخبوية عريقة تُشرف على تطوير بُنى الحوسبة العسكرية، ويُعتبر خريجوها من الأهم في سوق العمل التكنولوجي. 03 – (متسفن): نظام قيادة وسيّطرة رقمي؛ (C4I)، يُستخدم لتجميع المعلومات ودعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي. 04 – (متسوعاف): نظام اتصالات عملياتي مشفّر، يؤمّن التواصل الآمن بين الوحدات خلال المعارك، مع قدرة عالية على مقاومة الهجمات السيبرانية. هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه لمدينة 'بئر السبع'، إذ كانت 'إيران' قد استهدفت؛ يوم الخميس، ضمن الموجة الـ (14) من (الوعد الصادق 3)، الحديقة التكنولوجية العسكرية الواقعة بالقرب من مستشفى 'سوروكا' الإسرائيلي. كما أنّه ليس منفصلًا عن استهداف معهد (وايزمان)؛ في 'تل أبيب' قبل أيام، الذي كان يُستخدم كمختبرات بحث في مجالات الأحياء، والكيمياء الحيوية، وعلوم الحياة. رغم ذلك؛ تنذَّر الضربة الإيرانية الأخيرة بنقل المعركة إلى مستوى آخر تمامًا بضرب البُنية التحتية التكنولوجية لجيش الاحتلال، ما قد يُعدّ أكثر ضررًا من تدمير أهداف عسكرية، أو اقتصادية، على أهميتها. أيضًا، يهدم الصاروخ الإيراني الذي استهدف الحديقة، سردية 'إسرائيل' ضمن رؤية: 'الجنوب الذكي' والبُنية التحتية الأمنية والمعلوماتية. كما وتأتي هذه الضربة في سياق الرد على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمراكز الأبحاث والمصانع الإيرانية. كذلك، يمكن اعتبار صاروخ أمس الأول، رسالة من 'إيران' إلى مراكز القرار الإسرائيلية، بأنّها تعلم جيدًا المواقع الحسّاسة والحيوية داخل كيان الاحتلال وماهيّتها، بالإضافة إلى مكانها، وأنّها قادرة على استهدافها بدقّة. فهل تُصبّح إحدى نقاط قوّة 'إسرائيل'، إحدى نقاط ضعفها ؟

المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري
المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري

ساحة التحرير

timeمنذ 13 ساعات

  • ساحة التحرير

المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري

المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة! كامل المعمري * الشرق الأوسط يترنح عند حافة الهاوية، في لحظة تاريخية تُشبه العد التنازلي نحو حرب إقليمية قد تُعيد رسم خريطة الأمن والاقتصاد العالمي. مع استمرار مجازر الابادة والتجويع لسكان غزة وتصاعد المواجهة المباشرة بين طهران والكيان المحتل تندفع المنطقة، حرفيا نحو نقطة اللاعودة خصوصا بعد تلويح واشنطن، الحليف الأقوى لتل أبيب، بسيف التدخل المباشر، ضد ايران طهران تعد بردٍّ ساحق 'لا يُمكن تخيل عواقبه'، محوّلة التهديدات الأمريكية إلى شرارة قد تشعل حريقاً لا يُطفأ. لكن السؤال الكبير، ماذا لو تجاوزت واشنطن خط التهديدات إلى حيز الفعل العسكري المباشر؟ يرى مراقبون بأن تدخل واشنطن الى جانب العدو الصهيوني في توجيه ضربات على ايران سيواجه برد عسكري على مختلف المستويات فإلى جانب ضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة سيلجأ محور المقاومة الى خطوات أكثر ايلاما الممرات المائية ستكون ساحة اضافية وأكثر حسماً للردّ الاستراتيجي ستتجه ايران فورا الى اغلاق مضيق هرمز شريان النفط الأكثر حيوية لكن طهران لن تكتفي بهذا الحدّ، بل ستُمدّد قبضتها النارية شرقاً عبر المحيط الهندي، مستهدفةً نقاط الارتكاز الحيوية للقوات الأمريكية، وعلى رأسها القاعدة العسكرية العملاقة في جزيرة دييغو غارسيا قلب المحيط الهندي الاستراتيجي، عبر منظومات صواريخ باليستية وكروز بعيدة المدى، وأسراب من الزوارق المسلحة والغواصات، في محاولة لحرمان واشنطن من قاعدة انطلاق حاسمة وكذلك فرض حظر بحري إغلاق هرمز، بالرغم من جسامته، لن يكون نهاية المطاف في سيناريو الردّ الإيراني المتعدد المستويات. فمن أعماق الخليج العربي وصولاً إلى المياه الدولية الزرقاء في المحيط الهندي، ستُحاول القوات الإيرانية وحلفاؤها فرض سيطرةٍ مُعقدة على محورٍ بحريٍّ شاسع، مستخدمةً مزيجاً فتاكاً من الألغام البحرية المتطورة، الهجمات بالزوارق السريعة المفاجئة، وصواريخ كروز المضادة للسفن المنطلقة من البر والجو. سيدخل الجيش اليمني بقدراته العسكرية المتنامية باعتباره جبهة اسناد لغزة حلبة الصراع بقوة ليطبق على شريان الحياة الثاني للطاقة والتجارة العالمية باب المندب وهكذا، يُصبح العالم أمام كابوس جيوسياسي بامتياز قطع الرئتين الاستراتيجيتين اللتين يتنفس من خلالهما الاقتصاد العالمي – مضيق هرمز وباب المندب. عبر هذين المضيقين الضيقين والحيويين، يمر يومياً تدفقٌ هائل من النفط الخام يُقارب 27 مليون برميل وهو ما يعادل 35% من إجمالي تجارة النفط المنقولة بحراً على مستوى الكوكب. ولا تقل أهمية حركة الغاز الطبيعي المسال (LNG)، حيث يُنقل عبرهما ما يقرب من 5 ملايين طن شهرياً من هذا المصدر الحيوي للطاقة، خاصة إلى أسواق أوروبا وآسيا المشهد يكتمل بمرور اكثر من 7000 آلف سفينة عملاقة شهرياً، حاملةً ليس فقط الطاقة، بل أيضاً حاويات البضائع الاستهلاكية، المواد الخام الصناعية، والسلع الغذائية الأساسية التي تربط مصانع آسيا بأسواق أوروبا وأمريكا. هذه السفن هي شرايين العولمة نفسها. عواقب إغلاق هرمز وباب المندب، حتى لو كان جزئياً أو متقطعاً، ستكون بمثابة صدمة عنيفة وكارثية للنظام الاقتصادي العالمي الهشّ أصلاً. سوق النفط سيشهد زلزالاً غير مسبوق، مع توقعات من كبار المحللين بأن يتجاوز سعر البرميل حاجز 400 دولار في ظل شحّ مفاجئ وذعرٍ في الأسواق. أزمة الغاز ستكون أشدّ قسوة، خاصة على أوروبا التي لا تزال تتعافى من صدمة تقليص الإمدادات الروسية، متسببة في شحّ حاد قد يُعيد مشاهد الشتاء القارس وارتفاع الفواتير إلى الواجهة. سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، التي لم تتعافَ كلياً من جائحة كورونا والاضطرابات اللاحقة، ستنهار تحت الضغط متسببة في اختناق الموانئ الكبرى من شنغهاي إلى روتردام، ونقصٍ حاد في السلع من الإلكترونيات إلى الأدوية. الاقتصاد العالمي سيدخل في عاصفة كاملة لم يشهد لها مثيلاً منذ أزمات النفط في السبعينيات أو الكساد الكبير، مع توقعات بارتفاع معدل التضخم العالمي بنسبة صادمة قد تصل إلى 50%قاضيةً على مكاسب سنوات من النمو ومدفوعةً بارتفاع جنوني في كلفة الطاقة والنقل. 75% من صادرات نفط دول الخليج العرب، العمود الفقري لاقتصاداتها وللإمدادات العالمية، سيكون معلقاً في الميزان، مهدداً بتعطيل عشرات الصناعات الثقيلة والتحويلية حول العالم التي تعتمد على هذه التدفقات النفطية المستمرة. هذا السيناريو الكابوسي لن يبقى حبيس أروقة البورصات ومراكز التحليل فآثاره ستضرب حياة الملايين المباشرة. احتجاجات الغضب والجوع ستشتعل في أكثر من 60 دولة حول العالم، من الدول النامية الأكثر فقراً والتي ستواجه أزمات وقود خانقة توقف وسائل النقل وتعمّق العزلة والفقر، إلى الدول الصناعية حيث سيتحول الغضب الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة والطاقة إلى تهديد حقيقي للاستقرار الاجتماعي والسياسي الداخلي. الدول الفقيرة المستوردة للطاقة والغذاء ستكون الأكثر عرضة لخطر الاضطرابات المدنية والانهيارات الجزئية. أزمة الطاقة ستجرّ وراءها أزمات غذاء عالمية، حيث ترتفع تكاليف الإنتاج الزراعي والنقل، وتتقلص الإمدادات. وبينما تتسارع التطورات في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، تتجه المنطقة بخطى متسارعة نحو مواجهة شاملة قد تتجاوز حدود الجغرافيا إلى قلب الاقتصاد العالمي ونظامه السياسي. من مضيق هرمز إلى باب المندب، الى مياه المحيط الهندي، تتراكم المؤشرات على تحولٍ كبير قد لا يكون بالإمكان احتواؤه. في طهران، لهجة التهديد لم تعد محض تصريحات ، وانما استراتيجية قائمة على تغيير قواعد الاشتباك. وفي واشنطن، تتأرجح المواقف بين الردع والتدخل، وسط مخاوف من الرد الإيراني واتساع رقعة النزاع بما يهدد أمن الممرات البحرية الدولية ويضع الاقتصاد العالمي أمام اختبارات غير مسبوقة. أما في غزة، فالمشهد مختلف تماما… مدينة محاصرة، شبه مدمرة، لازالت تقدم قوافل الشهداء منذ عامين وهي ترزح تحت الحصار والتجويع ومجازر الابادة غزة المدينة الصغيرة التي اشعلت الطوفان ها هي قاب قوسين او ادنى من ان تتحول – ربما دون أن يدرك كثيرون – إلى مركزٍ لنقطة تحوّل تاريخية… وفي هذا السياق، تستحضر الذاكرة تصريحا لافتا لزعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، قبل طوفان الأقصى قال فيه: سنقوم بمعركة كبرى ضد الكيان ستكون تداعياتها كبيرة وستغيّر شكل الكرة الأرضية. وفيما كان يُنظر إلى تلك الكلمات في وقتها على أنها تعبيرٌ عن موقف سياسي حاد، فإن المشهد الحالي يمنحها بعدا جديدا، وربما واقعيا خصوصا مع تنامي احتمالات الحرب الشاملة، وتشكل معادلات إقليمية جديدة قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات في الشرق الأوسط وما بعده. ‎2025-‎06-‎22 The post المضيقان يضيقان هرمز والمندب .. ومجال الرؤية لا يتسع إلا لغزّة!كامل المعمري first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store