
ما وراء الضربة الإيرانية لـ'عاصمة إسرائيل السيبرانية' .. حين تقصف بُنية العدو التكنولوجية
وكالات- كتابات:
استهدفت 'إيران'؛ في الموجة الـ (15) من ردّها العسكري على عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، حديقة (غاف يام نيغيف) التكنولوجية في مدينة 'بئر السبع' المحتلة، جنوبي 'فلسطين' المحتلة. الضربة 'المركّزة' أصابت هدفًا حيويًا في البُنية التكنولوجية والأمنية لـ'إسرائيل'. فما الذي يجعل هذه الحديقة هدفًا لـ'إيران' ؟ وما أهميّتها العسكرية والسيبرانية ؟ وما دلالات هذا الاستهداف ؟
الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع': قلب الابتكار الإسرائيلي..
بدأت حديقة (غاف يام نيغيف) للتكنولوجيا المتقدمة؛ المركز الأكثر تطورًا للبحث والتطوير في كيان الاحتلال، نشاطها في السنوات الأخيرة بجوار حرم جامعة (بن غوريون) وفرع (C4i) التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة 'بئر السبع'.
وأُنشئت هذه الحديقة؛ التي تم افتتاحها في أيلول/سبتمبر 2013، باحتفال رسمي حضره رئيس حكومة الاحتلال؛ 'بنيامين نتانياهو'، وعددٍ من كبار المسؤولين، بهدف إنشاء ساحة دولية جديدة لفرص الابتكار العلمي والتطور التكنولوجي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مجالات البحث التي تُدرّس وتُطوّر ضمن مراكز الأبحاث المتقدّمة التابعة لجامعة (بن غوريون).
ويعمل في هذه الحديقة اليوم أكثر من: (2500) مهندس في نحو: (70) شركة مقيَّمة فيها. كما تضم نحو: (7000) جندي وجندية من الوحدات التكنولوجية في جيش الاحتلال. وعلى مقُربة منها، يعيش في جامعة (بن غوريون) أكثر من: (20) ألف طالب وباحث، بهدف تعزيز التفاعل المستمر بين القطاع الأكاديمي والبحثي والعسكري والصناعي.
تبرُز أهمية هذا المجمع كونه من المنشآت التي تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات السريعة، ما يُتيح لوحدات الاستخبارات اتخاذ قرارات دقيقة وفورية. كما يمتلك قدرات عالية في تتبّع الطائرات والصواريخ والتحركات البرية المعادية عبر الأقمار الاصطناعية، ويقدّم صورة شاملة للوضع الأمني في 'إسرائيل' والمنطقة.
يُعدّ هذا المجمع أيضًا من الحصون السيبرانية المتقدّمة، إذ لا يكتفي بالدفاع، بل يؤدي أدوارًا هجومية في الفضاء السيبراني. وقد تم الاستثمار في تطويره بشكلٍ مستمر لمواكبة التهديدات الجديدة، ويعمل على تبّني تقنيات مثل التعرف على الوجوه، وتحليل الصوت، والذكاء الاصطناعي، لتوجيه الأنشطة العسكرية وتعزيز الردع.
وتكتسّب هذه المنشأة أهمية استراتيجية إضافية، نظرًا لموقعها الجغرافي كحلقة وصل بين شمال وجنوب 'إسرائيل'، وكونها جزءًا من الحزام الأمني المحيط بمفاعل (ديمونا) النووي، ما يجعلها في قلب معادلة الأمن القومي الإسرائيلي.
'في خدمة الأمن السيبراني الإسرائيلي'.. أبرز شركات 'غاف يام نيغيف'..
تضمّ الحديقة التكنولوجية عددًا من الشركات الرائدة في مجالات الأمن السيبراني والتكنولوجيا المتَّقدمة. فما أبرزها ؟ وما طبيعة عملها وأهميتها ضمن المنظومة العسكرية الإسرائيلية ؟
01 – شركة (Dell EMC)؛ التي أصبحت تُعرف اليوم باسم (Dell Technologies)، المتخصّصة في البُنى التحتية السحابية وتخزين البيانات والحوسبة المتقدّمة.
تُدّير هذه الشركة مراكز بحث وتطوير في 'بئر السبع' ضمن مشاريع الأمن السيبراني، وتلعب دورًا بارزًا في تطوير حلول للبُنى التحتية الرقمية الحكومية والعسكرية. وقد شاركت في فعاليات (CyberSpark) بالتنسيّق مع جهات عسكرية إسرائيلية.
في كانون ثان/يناير 2023، فازت (Dell) بعقد توريد وصيانة خوادم ومعدّات بقيمة تزيد على: (150) مليون دولار لـ'وزارة الحرب' الإسرائيلية وجيش الاحتلال، ضمن تمويل أميركي عبر المساعدات الخارجية.
02 – تحضر شركة (IBM) بقوة؛ وهي التي تعمل في مجالات 'الذكاء الاصطناعي'، الحوسبة الكمية، والأمن السيبراني. ولها تاريخ طويل في كيان الاحتلال، حيث تُدّير مشاريع مشتركة مع الجامعات والمؤسّسات الحكومية، إضافة إلى تعاون بحثي مباشر مع 'الجيش' ووحداته مثل (8200) الاستخبارية في مجالات تحليل البيانات وتعلم الآلة.
03 – أما شركة (Oracle)؛ فهي مزوّد رئيس للحلول السحابية وتعمل في إدارة قواعد البيانات والموارد، وقد شاركت في تطوير أنظمة تخدم الوزارات الأمنية الإسرائيلية، وتُسّهم في مشاريع أمنية على الصعيدين المدني والعسكري.
04 – شركة (Deutsche Telekom Innovation Labs)؛ وهي الذراع الابتكارية لشركة الاتصالات الألمانية، متخصّصة في شبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني، ورغم عدم وجود تعاون عسكري معلن معها، إلا أن تموضعها ضمن بيئة (CyberSpark) يُسهّل تنسيقًا غير مباشر مع مؤسّسات أمنية وعسكرية.
05 – شركة (WiX) المتخصّصة في تطوير مواقع الإنترنت وأدوات (SaaS) للمصممين والشركات الصغيرة، تُشارك في بيئة الحديقة، رغم أنها لا تركّز على التطبيقات الأمنية مباشرة، فإن كثيرًا من موظفيها هم من خريجي وحدات النخبة التكنولوجية في جيش الاحتلال.
06 – من الشركات المهمة أيضًا؛ (Mellanox)، التابعة لشركة (NVIDIA)، ذات الجذور الإسرائيلية، والتي تعمل في مجال الشبكات عالية الأداء ومعالجات البيانات والحوسبة المتقدّمة.
وتُستخدم مكونات (Mellanox) في البُنى التحتية الدفاعية ومراكز القيادة والتحكم، حيث تصنع مكونات تُستخدم في الحوسبة العسكرية، وتعمل مع هيئة 'الرقابة الإلكترونية' الإسرائيلية.
07 – وفي مجال الاستثمار العسكري (Incubit)؛ وهي حاضنة تكنولوجية تابعة مباشرة لشركة (Elbit Systems)، أكبر مصنّع خاص للأسلحة في 'إسرائيل'. وتُعرف (Incubit) بأنها تُدّير استثمارات في شركات ناشئة تُركز على تطوير حلول تكنولوجية تخدم المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة في مجال الطائرات المُسيّرة وأنظمة المراقبة.
08 – كذلك تنضم شركة (RAD)؛ (المعروفة سابقًا باسم: RADA)، إلى هذا الحضور عبر تقنياتها المتقدّمة في الاتصالات والرادارات الدفاعية وأنظمة الاستشعار. وتُستخدم منتجاتها من قبل القوات الإسرائيلية لرصد الطائرات المُسيّرة والصواريخ القصيّرة المدى، بما في ذلك دمجها في منظومات مثل (القبة الحديدية).
09 – كما تُعدّ (CyberArk) واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال أمن الهويات والبُنى التحتية الحرجة. وقد تعاونت مع 'وزارة الحرب' الإسرائيلية لتأمين هذه البُنى، وتوظف عددًا كبيرًا من خريجي وحدات النخبة الإلكترونية في جيش الاحتلال.
10 – وتبرز (JVP Cyber Lab)؛ كمسرّع أعمال واستثمار استراتيجي في شركات الأمن السيبراني الناشئة، وتؤدّي دور الوسيط بين القطاع الخاص ومتطلبات المؤسّسة الأمنية، لا سيّما من خلال شراكات مع خبراء سابقين في وحدة (8200).
ويُشار إلى أنّ هذه الشركات تُعدّ جزءًا من مشهد أوسع، إذ تنشط في الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع'، أيضًا كيانات بارزة أخرى مثل (رافائيل) للصناعات الدفاعية و(مايكروسوفت) وشركات دولية ومحلية إضافية، ما يُعزّز الطابع 'العسكري-السيبراني' الموجود.
وحدات تقنية نخبوية تابع لـ'جيش الاحتلال'..
01 – (لوطم): مكتب التكنولوجيا المتقدّمة، مسؤول عن تطوير وإدارة أنظمة المعلومات العسكرية، ويعمل على توفير حلول برمجية متقدمة لأذرع الجيش المختلفة.
02 – (مَمْرام): مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات، وحدة نخبوية عريقة تُشرف على تطوير بُنى الحوسبة العسكرية، ويُعتبر خريجوها من الأهم في سوق العمل التكنولوجي.
03 – (متسفن): نظام قيادة وسيّطرة رقمي؛ (C4I)، يُستخدم لتجميع المعلومات ودعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي.
04 – (متسوعاف): نظام اتصالات عملياتي مشفّر، يؤمّن التواصل الآمن بين الوحدات خلال المعارك، مع قدرة عالية على مقاومة الهجمات السيبرانية.
هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه لمدينة 'بئر السبع'، إذ كانت 'إيران' قد استهدفت؛ يوم الخميس، ضمن الموجة الـ (14) من (الوعد الصادق 3)، الحديقة التكنولوجية العسكرية الواقعة بالقرب من مستشفى 'سوروكا' الإسرائيلي.
كما أنّه ليس منفصلًا عن استهداف معهد (وايزمان)؛ في 'تل أبيب' قبل أيام، الذي كان يُستخدم كمختبرات بحث في مجالات الأحياء، والكيمياء الحيوية، وعلوم الحياة.
رغم ذلك؛ تنذَّر الضربة الإيرانية الأخيرة بنقل المعركة إلى مستوى آخر تمامًا بضرب البُنية التحتية التكنولوجية لجيش الاحتلال، ما قد يُعدّ أكثر ضررًا من تدمير أهداف عسكرية، أو اقتصادية، على أهميتها. أيضًا، يهدم الصاروخ الإيراني الذي استهدف الحديقة، سردية 'إسرائيل' ضمن رؤية: 'الجنوب الذكي' والبُنية التحتية الأمنية والمعلوماتية.
كما وتأتي هذه الضربة في سياق الرد على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمراكز الأبحاث والمصانع الإيرانية.
كذلك، يمكن اعتبار صاروخ أمس الأول، رسالة من 'إيران' إلى مراكز القرار الإسرائيلية، بأنّها تعلم جيدًا المواقع الحسّاسة والحيوية داخل كيان الاحتلال وماهيّتها، بالإضافة إلى مكانها، وأنّها قادرة على استهدافها بدقّة. فهل تُصبّح إحدى نقاط قوّة 'إسرائيل'، إحدى نقاط ضعفها ؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
تداعيات ولادة منتصف ليل 'جنين الشرق الأوسط الجديد'عندما تفشل مناورات الدبلوماسية الإشعال الصراع الإقليمي؟
الساعة الثانية وعشر دقائق من فجر يوم الأحد 22 حزيران 2025 نفذت عملية 'مطرقة منتصف الليل' هذه الضربة التي غيرت وجه الشرق الأوسط برمته وسواء أكان الآخر في انتظار تداعيات ومستوى الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية (فوردو، نطنز، وأصفهان) هي رمزها التاريخي وصورة سيادتها وتفوقها ليس فقط لشعبها ولكن لشعوب المنطقة وللعالم وفي صياغة سردية تفوقها النووي وترسيخها في العقل الجمعي الشيعي بالتحديد؟ وعلى الرغم من أن الساعات والأيام القادمة التي ينتظرها الجميع لغرض الاستيفاق من هذه الضربة الموجعة كفيلة بان سوف يرى كيف سيكون الشكل الحقيقي لرسم ملامح شرق اوسطها وفق نظرتها وجميع السيناريوهات الآن مطروحة على طاولة النقاش مع ولي الفقيه الخامنئي. ووقف وزير الدفاع الأمريكي 'هيغسيث' ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال 'كين' في البنتاغون ليعلنا عن تنفيذ ضربات جوية مدمرة، التي وُصفت بأنها 'نجاح باهر للتفوق العسكري الأمريكي على أي دولة بالعالم '، لم تكن مجرد عرض العضلات العسكرية ، بل كان إعلان صريح عن بشائر ولادة 'جنين' الشرق الاوسط الجديد، الذي رسم صورته قبل ولادته 'بريشة' أمريكية-إسرائيلية، وبدماء الشعب طموحات إيران لاعادة مجد إمبراطوريتها . لكن، وسط هذا العرض المتغطرس للقوة، يبقى السؤال المبهم الذي يهرب منه معظمهم إذا لم نقل الجميع ؟: هل كانت إيران حقًا المهدد الأكبر لإسرائيل، أم أن الهدف الحقيقي كان دائمًا المملكة العربية السعودية ودول الخليج، التي طالما وقفت في مرمى طموحات طهران؟. ان غطرسة إيران بتصدير ثورتها العقائدية الدينية وجذور الصراع التاريخ مع العالم السني كانت ذريعة لإعادة التشكيل ابعاد سياستها ؟ولعقود، أنفقت إيران ما يقارب 50 مليار دولار لبناء جيش من الميليشيات والفصائل والاحزاب الولائية، من حزب الله إلى الحوثيين، ليس فقط كحائط صد اولي لبرنامجها النووي، بل كأداة لإعادة إحياء أحلام الإمبراطورية الفارسية. شعارات 'تحرير القدس' و'الصلاة في المسجد الأقصى'، التي رددتها طهران منذ ثورة 1979، لم تكن سوى قناع يقف خلفه الوجه الحقيقي لاستهداف السعودية ودول الخليج، عبر إثارة النعرات الطائفية بين أبناء شعوب المنطقة وخلخلة استقرارها السياسي والاقتصادي . لكن، وما يزال البعض لا يصدق أو يتغاضى عنه، بأن برنامج قنبلة ايران النووية لم يكن موجهًا مباشرة لإسرائيل، بل كان تهديدًا استراتيجيًا للرياض، التي تقود محورًا خليجيًا مناهضًا للهلال الشيعي ولأنها تمثل العالم السني. إيران، بغطرسة دبلوماسيتها، رفضت كل محاولات الحوار حول برنامجها النووي، متمسكة بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، ومراهنة على وكلائها كدرع حماية يصعب اختراقه . هكذا كانت تنظر اليه . ولكن التمسك بمراوغة الثعلب الدبلوماسية والنفس الطويل التي تميزت بها طوال العقود الماضية ونجحت في كثير من الأحيان مستغلا الخلافات الدول الغربية وانشغالهم بصراعات الاقتصاد والحروب ، والتي تجلت الان في تهديدات إغلاق 'مضيق هرمز 'ودعم الفوضى في المنطقة، أشعلت شرارة الصراع الذي أدى إلى أن تصل الى يوم عملية 'مطرقة منتصف الليل' وبعد أن دُمرت منشآتها النووية، تجد طهران نفسها في مأزق: هل تُراهن على هجمات انتحارية بزوارق الحوثيين أو طوربيدات بشرية انتحارية، كما يبشر قادة فصائلها الولائية؟ أم تُسلّم بالهزيمة، كما يريدها الرئيس 'ترامب' ، لتصبح دولة عادية، بلا نفوذ استراتيجي، على غرار العراق بعد 2003؟ ولكن، دعونا لا ننخدع ونحن نراقب الان ما سوف يجري خلال الساعات القادمة . إسرائيل، التي بدأت التصعيد في 13 حزيران 2025 لم تكن مجرد شريك في هذه الضربات، بل هي مهندسة المخطط الطويل الأمد لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق رؤيتها والتي من اهمها تفوقها العسكري على جميع دول المنطقة ودون أن يكون لها هناك اي منازع . أحداث 7 أكتوبر 2023، التي أشعلت شرارة فتيل الصراع الحالي، لم تكن سوى ذريعة وجائزة تلقفتها وعملت على ادامتها . حتى لو لم تحدث، كانت إسرائيل ستخلق '7 أكتوبر' خاصة بها، وكما تكشف قبل اشهر الأرشيفات الإسرائيلية المفتوحة بعد 50 عامًا وحقائق وخفايا كانت غير منشورة من قبل عن حرب 1973. لقد خططت تل أبيب منذ الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) لإضعاف أقوى دولتين في المنطقة، إيران والعراق، لضمان هيمنتها الإقليمية وتأخير تنمية المنطقة. اليوم، مع سقوط نظام 'بشار الأسد' وإنهاء وجود حزب الله عسكريًا وسياسيًا، وأخيرًا تدمير البرنامج النووي الإيراني، تُرسم اللبنات الأولى لـ'جنين الشرق الأوسط الجديد'، كما تخيلته الأبحاث الإسرائيلية منذ عقود. هذا الشرق الأوسط، الذي يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، يعتمد على تحجيم إيران وإضعاف وكلائها، بينما تُمسك السعودية وقطر والإمارات بزمام التنمية الاقتصادية عبر استثمارات بـ5.1 تريليون دولار، في ضربة استراتيجية استباقية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، الذي فهم أبعاد اللعبة وأزاح حجر العثرة الإيراني. في المؤتمر الصحفي اليوم ، أطلق الجنرال كين تحذيرًا شديد اللهجة: أي تحرك من فصائل إيران الولائية لاستهداف المصالح الأمريكية سيُقابل برد 'حازم ومدمر' هذا التحذير يكشف زيف دبلوماسية إيران، التي طالما تميزت بمراوغة الثعلب ونفسٍ الطويل. لكن اغتيال قادتها العسكريين وعلمائها النوويين، إلى جانب تدمير منشآتها النووية ، أدى إلى تخبط واضح و عشوائية وارتجالية في كيفية صياغة الرد ليحفظ لها ما تبقى من ماء الوجه ليس فقط أمام وكلائها وانما امام شعبها الذي طالما استنفذت موارده الاقتصادية وأخرت تنميته بحياة حرة كريمة ومستقبل زاهر الى استفاذ عشرات مليارات الدولارات في بناء برامجها النووي والصرف على وكلائها , واليوم كلها ذهبت أدراج الرياح وكأنما شيئ لم يكن في الأساس او كان حلما وسرابا وقد استفاق الجميع منه على كارثة يصعب اعادة بناءه. إيران، التي راهنت على قوتها غير التقليدية وتفوقها ، تجد نفسها اليوم عاجزة عن الرد بما يليق بها وبما كانت تنظر اليه من خلال أن لديها القوة العسكرية والبشرية للتأثير المباشر على المنطقة ، سواء بزوارق الحوثيين أو هجمات حزب الله اللبناني. مقولة 'الضربة التي لا تقتلك تقويك' لم تعد صالحة للاستخدام في هذا الوقت ؛ فالضربة الأمريكية كانت قاتلة ومدمرة ورصاصة الرحمة التي أطلقتها على انهاء حياة برنامجها النووي وحتى وان كان ما يزال في الانعاش و بموت سريري ، والخيارات أمام طهران تنحصر بين التصعيد غير المحسوب عواقبه أو الاستسلام كما في السيناريوا اليباباني . عملية 'مطرقة منتصف الليل' التي سوف تدرس حتمآ في الأكاديميات العسكرية ومراكز ومكاتب الأبحاث الاستراتيجية لكي يستفاد من الدروس والعبر للأجيال القادمة والتي ستكون مفاتيح ومحاور في عمل أطروحات الماجستير والدكتوراه في فنون وأقسام العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية مستقبلآ؟ لم تكن وليست مجرد عملية عسكرية عابرة ، بل كان إعلان صريح وواضح عن بداية نهاية إيران كقوة استراتيجية. لكن، بينما يحتفل البعض بـ'الشرق الأوسط الجديد'، يبقى الخطر قائمًا. رد إيران المحتمل، سواء عبر هجمات انتحارية أو إغلاق مضيق هرمز، قد يشعل أزمة اقتصادية عالمية. والمجتمع الدولي، المنقسم بين دعم غربي وإدانة روسية-صينية، عاجز عن احتواء التصعيد. إسرائيل، التي استغلت غرور ترامب وقوته وجبروته، نجحت في تمرير رؤيتها بعيدا عن أعين المعارضة و المتخوفين ، بينما السعودية وقطر والامارات ودول الخليج تتقدمان اقتصاديًا والتنمية والاعمار في كافة المجالات . ولكن، هل كان كل هذا الذي نراه الآن ضروريًا؟ ويجب ان يحدث حتى ولو تأخر عقود لحين تهيئة الظروف السياسية أم أن الغطرسة الحقيقية وتضخيم الذات لدرجة الانفجار هي تلك التي تقودنا إلى حرب لا نهاية لها؟ الساعات والأيام القادمة ستكشف مصير إيران لأنها تعرف جيدا بانها سوف لا تنتصر بهذه الحرب : هل سوف تذهب الى سيناريو قصف قاعدة 'عين الاسد' كما كشفها قبل اشهر الرئيس 'ترامب' لحفظ ما تبقى لها من ماء الوجه وكرامتها العسكرية التي دمرت شبه الكامل ؟ أم هل تختار 'اللون الأبيض' للسلام، أم 'الأسود' للدمار، كما يضعها 'ترامب'؟ وفي عقليته، لا توجد لديه منطقة رمادية، وإسرائيل تعرف كيف تلعب جيدا على هذا الوتر. لكن، ما لا يصدقه البعض او حتى يهرب منه ويتغاضى عنه لقصور في فكره السياسي ! هو أن هذا الصراع الدموي المستعر ، منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، كان مخططًا بعناية، كما سوف تكشفه لنا الأرشيفات لاحقًا بعد مرور خمسين سنة إذا كنا ما نزال على قيد الحياة . بأن الشرق الأوسط الجديد وُلد في حينها ، ولكن ولادته كانت بأي ثمن؟ دفعته شعوب المنطقة وما تزال تدفعه ؟


الحركات الإسلامية
منذ 8 ساعات
- الحركات الإسلامية
أصداء ضرب امريكا المنشآت النووية للملالي ..العراق على حافة الخطر..
كل ردود الفعل المنتظر من إيران علي ضربات امريكا المنشآت النووية.سوف تؤثر بشكل أو آخر علي العراق وفي هذا السياق حذّر أستاذ الاقتصاد الدولي، نوار السعدي، من تداعيات كارثية قد تطال الاقتصاد العراقي في حال إغلاق مضيق هرمز، مؤكداً أن البلاد قد تواجه أزمة مالية عميقة تهدد قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين، وسط اعتماد شبه كلي على صادرات النفط المارّة عبر المضيق الذي بات ساحة توتر متصاعد بين إيران وإسرائيل.وقال السعدي إن 'العراق قد يدخل نفقاً اقتصادياً مظلماً إذا استمر إغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لصادراته النفطية'، مشيراً إلى أن 'البلاد تعتمد على عائدات النفط لتمويل أكثر من 90% من إنفاقها العام، وتحديداً الرواتب والدعم الحكومي، التي تستهلك شهرياً نحو 5 إلى 6 مليارات دولار'. وبيّن أن "الاحتياطي الأجنبي للعراق، بحسب بيانات البنك المركزي، يتراوح بين 110 و120 مليار دولار، بالإضافة إلى احتياطي ذهب يتجاوز 130 طناً، يحتل به العراق المرتبة الثلاثين عالمياً، لكن هذا لا يعني أن البلاد في مأمن".وأوضح أن 'الاحتياطي غير متاح بالكامل للاستخدام، فهو مرتبط بالتزامات دولية وحماية سعر الصرف واستقرار التعاملات التجارية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كحل طويل الأمد لتمويل الإنفاق الجاري' القاعدة وكشف مصدر مطلع، عن فرض القوات الأمريكية حالة استنفار قصوى داخل قاعدة عين الأسد غرب الأنبار، فيما غابت طائرات الأباتشي عن الأجواء للمرة الأولى منذ وقت طويل. وقال المصدر إن "قاعدة عين الأسد التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في مناطق واسعة، شهدت منذ ساعات الفجر الأولى حالة استنفار قصوى، مع إغلاق المداخل الرئيسية للقاعدة". وأشار إلى أن "المفاجأة تكمن في عدم رصد أي تحليق لطائرات الأباتشي منذ ساعات الفجر، وربما تم وضعها في حالة تأمين خاصة تحسبًا لأي طارئ، لا سيما مع قصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمفاعلات النووية الإيرانية في ساعات الفجر الأولى". وأضاف أن "الإجراءات داخل القاعدة تأتي كإجراء احترازي ردًا على احتمالات رد فعل إيراني، لا سيما أن قاعدة عين الأسد تعد من القواعد الأقرب جغرافيًا إلى الأراضي الإيرانية". وأوضح المصدر أن "الوضع داخل القاعدة لا يزال ضمن حالة الاستنفار القصوى، مع ملاحظة تحليق مسيرات في الأجواء المحيطة". السفارة أعلن المتحدث باسم السفارة الأمريكية بالعراق، اليوم الأحد ، أن السفارة الأمريكية والقنصلية العامة مفتوحتان وتعملان كالمعتاد، رغم مغادرة موظفين إضافيين عاملين في السفارة. وقال المتحدث في تصريحات تلفزيونية إن "موظفين إضافيين غادروا العراق إثر تصاعد التوترات الإقليمية، مؤكدا أن "وزارة الخارجية تواصل مراقبة الوضع الأمني في العراق". و حذرت السفارة الامريكية في بغداد، الأمريكيين من السفر الى العراق ونصحت رعاياها بتجنب التجمعات الكبيرة. وذكرت السفارة في بيان أن "وزارة الخارجية الامريكية تحتفظ باستشارة السفر من المستوى 4 (لا تسافر) للعراق، ويجب على المواطنين الأمريكيين عدم السفر الى العراق لاي سبب من الأسباب". وأوضحت، أن "الإجراءات التي يجب اتخاذها عند وجوب السفر الى العراق، منها تجنب التجمعات الكبيرة والحشود، والحفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء، والقيام في برنامج تسجيل المسافرين الذكي (STEP) لتلقي المعلومات والتنبيهات وتسهيل تحديد الموقع في حالة الطوارئ في الخارج، وتلقي تنبيهات من مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية عبر (الواتساب)، واعداد خطة لحالات الطوارئ، ومراجعة قائمة المسافرين، ومتابعة وزارة الخارجية على (الفيسبوك، تويتر/X)". وأشارت السفارة الى، أن "الحدود البرية للكويت وتركيا ما تزال مفتوحة ويمكن المرور منها، وأيضا يمكن دخول الكويت عبر الحدود البرية من العراق". وبينت السفارة، أنها "ستواصل تقديم معلومات إضافية حسب الحاجة، فيما أوقفت كل من السفارة والقنصلية خدمات التأشيرات الروتينية مؤقتًا، لكنها ما تزال مفتوحة لمواطني الولايات المتحدة". وادانت العراق الهجوم الأمريكي علي المنشآت النووية في إيران وجاء في بيان لها ، إن "الحكومة العراقية تعرب عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكدة أن "هذا التصعيد العسكري يُمثل تهديدا خطيرا للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة". وأضاف أن "العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويدعو إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خاصة تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية". وأشار إلى أن "العراق يُشدد على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار والدبلوماسية"، موضحًا أن "استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمس استقرار المنطقة والعالم". وتابع، أن "استمرار هذه الحروب لا يترك خلفها سوى الدمار، وأن مسؤولية القوى الكبرى والهيئات الأممية يجب أن تنصب على تجنيب العالم مزيدًا من الأزمات، وليس إشعالها". ويدعو العراق، من منطلق مسؤوليته إزاء السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.


موقع كتابات
منذ 16 ساعات
- موقع كتابات
ما وراء الضربة الإيرانية لـ'عاصمة إسرائيل السيبرانية' .. حين تقصف بُنية العدو التكنولوجية
وكالات- كتابات: استهدفت 'إيران'؛ في الموجة الـ (15) من ردّها العسكري على عدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، حديقة (غاف يام نيغيف) التكنولوجية في مدينة 'بئر السبع' المحتلة، جنوبي 'فلسطين' المحتلة. الضربة 'المركّزة' أصابت هدفًا حيويًا في البُنية التكنولوجية والأمنية لـ'إسرائيل'. فما الذي يجعل هذه الحديقة هدفًا لـ'إيران' ؟ وما أهميّتها العسكرية والسيبرانية ؟ وما دلالات هذا الاستهداف ؟ الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع': قلب الابتكار الإسرائيلي.. بدأت حديقة (غاف يام نيغيف) للتكنولوجيا المتقدمة؛ المركز الأكثر تطورًا للبحث والتطوير في كيان الاحتلال، نشاطها في السنوات الأخيرة بجوار حرم جامعة (بن غوريون) وفرع (C4i) التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة 'بئر السبع'. وأُنشئت هذه الحديقة؛ التي تم افتتاحها في أيلول/سبتمبر 2013، باحتفال رسمي حضره رئيس حكومة الاحتلال؛ 'بنيامين نتانياهو'، وعددٍ من كبار المسؤولين، بهدف إنشاء ساحة دولية جديدة لفرص الابتكار العلمي والتطور التكنولوجي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مجالات البحث التي تُدرّس وتُطوّر ضمن مراكز الأبحاث المتقدّمة التابعة لجامعة (بن غوريون). ويعمل في هذه الحديقة اليوم أكثر من: (2500) مهندس في نحو: (70) شركة مقيَّمة فيها. كما تضم نحو: (7000) جندي وجندية من الوحدات التكنولوجية في جيش الاحتلال. وعلى مقُربة منها، يعيش في جامعة (بن غوريون) أكثر من: (20) ألف طالب وباحث، بهدف تعزيز التفاعل المستمر بين القطاع الأكاديمي والبحثي والعسكري والصناعي. تبرُز أهمية هذا المجمع كونه من المنشآت التي تعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات السريعة، ما يُتيح لوحدات الاستخبارات اتخاذ قرارات دقيقة وفورية. كما يمتلك قدرات عالية في تتبّع الطائرات والصواريخ والتحركات البرية المعادية عبر الأقمار الاصطناعية، ويقدّم صورة شاملة للوضع الأمني في 'إسرائيل' والمنطقة. يُعدّ هذا المجمع أيضًا من الحصون السيبرانية المتقدّمة، إذ لا يكتفي بالدفاع، بل يؤدي أدوارًا هجومية في الفضاء السيبراني. وقد تم الاستثمار في تطويره بشكلٍ مستمر لمواكبة التهديدات الجديدة، ويعمل على تبّني تقنيات مثل التعرف على الوجوه، وتحليل الصوت، والذكاء الاصطناعي، لتوجيه الأنشطة العسكرية وتعزيز الردع. وتكتسّب هذه المنشأة أهمية استراتيجية إضافية، نظرًا لموقعها الجغرافي كحلقة وصل بين شمال وجنوب 'إسرائيل'، وكونها جزءًا من الحزام الأمني المحيط بمفاعل (ديمونا) النووي، ما يجعلها في قلب معادلة الأمن القومي الإسرائيلي. 'في خدمة الأمن السيبراني الإسرائيلي'.. أبرز شركات 'غاف يام نيغيف'.. تضمّ الحديقة التكنولوجية عددًا من الشركات الرائدة في مجالات الأمن السيبراني والتكنولوجيا المتَّقدمة. فما أبرزها ؟ وما طبيعة عملها وأهميتها ضمن المنظومة العسكرية الإسرائيلية ؟ 01 – شركة (Dell EMC)؛ التي أصبحت تُعرف اليوم باسم (Dell Technologies)، المتخصّصة في البُنى التحتية السحابية وتخزين البيانات والحوسبة المتقدّمة. تُدّير هذه الشركة مراكز بحث وتطوير في 'بئر السبع' ضمن مشاريع الأمن السيبراني، وتلعب دورًا بارزًا في تطوير حلول للبُنى التحتية الرقمية الحكومية والعسكرية. وقد شاركت في فعاليات (CyberSpark) بالتنسيّق مع جهات عسكرية إسرائيلية. في كانون ثان/يناير 2023، فازت (Dell) بعقد توريد وصيانة خوادم ومعدّات بقيمة تزيد على: (150) مليون دولار لـ'وزارة الحرب' الإسرائيلية وجيش الاحتلال، ضمن تمويل أميركي عبر المساعدات الخارجية. 02 – تحضر شركة (IBM) بقوة؛ وهي التي تعمل في مجالات 'الذكاء الاصطناعي'، الحوسبة الكمية، والأمن السيبراني. ولها تاريخ طويل في كيان الاحتلال، حيث تُدّير مشاريع مشتركة مع الجامعات والمؤسّسات الحكومية، إضافة إلى تعاون بحثي مباشر مع 'الجيش' ووحداته مثل (8200) الاستخبارية في مجالات تحليل البيانات وتعلم الآلة. 03 – أما شركة (Oracle)؛ فهي مزوّد رئيس للحلول السحابية وتعمل في إدارة قواعد البيانات والموارد، وقد شاركت في تطوير أنظمة تخدم الوزارات الأمنية الإسرائيلية، وتُسّهم في مشاريع أمنية على الصعيدين المدني والعسكري. 04 – شركة (Deutsche Telekom Innovation Labs)؛ وهي الذراع الابتكارية لشركة الاتصالات الألمانية، متخصّصة في شبكات الجيل الخامس والأمن السيبراني، ورغم عدم وجود تعاون عسكري معلن معها، إلا أن تموضعها ضمن بيئة (CyberSpark) يُسهّل تنسيقًا غير مباشر مع مؤسّسات أمنية وعسكرية. 05 – شركة (WiX) المتخصّصة في تطوير مواقع الإنترنت وأدوات (SaaS) للمصممين والشركات الصغيرة، تُشارك في بيئة الحديقة، رغم أنها لا تركّز على التطبيقات الأمنية مباشرة، فإن كثيرًا من موظفيها هم من خريجي وحدات النخبة التكنولوجية في جيش الاحتلال. 06 – من الشركات المهمة أيضًا؛ (Mellanox)، التابعة لشركة (NVIDIA)، ذات الجذور الإسرائيلية، والتي تعمل في مجال الشبكات عالية الأداء ومعالجات البيانات والحوسبة المتقدّمة. وتُستخدم مكونات (Mellanox) في البُنى التحتية الدفاعية ومراكز القيادة والتحكم، حيث تصنع مكونات تُستخدم في الحوسبة العسكرية، وتعمل مع هيئة 'الرقابة الإلكترونية' الإسرائيلية. 07 – وفي مجال الاستثمار العسكري (Incubit)؛ وهي حاضنة تكنولوجية تابعة مباشرة لشركة (Elbit Systems)، أكبر مصنّع خاص للأسلحة في 'إسرائيل'. وتُعرف (Incubit) بأنها تُدّير استثمارات في شركات ناشئة تُركز على تطوير حلول تكنولوجية تخدم المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة في مجال الطائرات المُسيّرة وأنظمة المراقبة. 08 – كذلك تنضم شركة (RAD)؛ (المعروفة سابقًا باسم: RADA)، إلى هذا الحضور عبر تقنياتها المتقدّمة في الاتصالات والرادارات الدفاعية وأنظمة الاستشعار. وتُستخدم منتجاتها من قبل القوات الإسرائيلية لرصد الطائرات المُسيّرة والصواريخ القصيّرة المدى، بما في ذلك دمجها في منظومات مثل (القبة الحديدية). 09 – كما تُعدّ (CyberArk) واحدة من الشركات الرائدة عالميًا في مجال أمن الهويات والبُنى التحتية الحرجة. وقد تعاونت مع 'وزارة الحرب' الإسرائيلية لتأمين هذه البُنى، وتوظف عددًا كبيرًا من خريجي وحدات النخبة الإلكترونية في جيش الاحتلال. 10 – وتبرز (JVP Cyber Lab)؛ كمسرّع أعمال واستثمار استراتيجي في شركات الأمن السيبراني الناشئة، وتؤدّي دور الوسيط بين القطاع الخاص ومتطلبات المؤسّسة الأمنية، لا سيّما من خلال شراكات مع خبراء سابقين في وحدة (8200). ويُشار إلى أنّ هذه الشركات تُعدّ جزءًا من مشهد أوسع، إذ تنشط في الحديقة التكنولوجية في 'بئر السبع'، أيضًا كيانات بارزة أخرى مثل (رافائيل) للصناعات الدفاعية و(مايكروسوفت) وشركات دولية ومحلية إضافية، ما يُعزّز الطابع 'العسكري-السيبراني' الموجود. وحدات تقنية نخبوية تابع لـ'جيش الاحتلال'.. 01 – (لوطم): مكتب التكنولوجيا المتقدّمة، مسؤول عن تطوير وإدارة أنظمة المعلومات العسكرية، ويعمل على توفير حلول برمجية متقدمة لأذرع الجيش المختلفة. 02 – (مَمْرام): مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات، وحدة نخبوية عريقة تُشرف على تطوير بُنى الحوسبة العسكرية، ويُعتبر خريجوها من الأهم في سوق العمل التكنولوجي. 03 – (متسفن): نظام قيادة وسيّطرة رقمي؛ (C4I)، يُستخدم لتجميع المعلومات ودعم اتخاذ القرار في الوقت الحقيقي. 04 – (متسوعاف): نظام اتصالات عملياتي مشفّر، يؤمّن التواصل الآمن بين الوحدات خلال المعارك، مع قدرة عالية على مقاومة الهجمات السيبرانية. هذا الاستهداف ليس الأول من نوعه لمدينة 'بئر السبع'، إذ كانت 'إيران' قد استهدفت؛ يوم الخميس، ضمن الموجة الـ (14) من (الوعد الصادق 3)، الحديقة التكنولوجية العسكرية الواقعة بالقرب من مستشفى 'سوروكا' الإسرائيلي. كما أنّه ليس منفصلًا عن استهداف معهد (وايزمان)؛ في 'تل أبيب' قبل أيام، الذي كان يُستخدم كمختبرات بحث في مجالات الأحياء، والكيمياء الحيوية، وعلوم الحياة. رغم ذلك؛ تنذَّر الضربة الإيرانية الأخيرة بنقل المعركة إلى مستوى آخر تمامًا بضرب البُنية التحتية التكنولوجية لجيش الاحتلال، ما قد يُعدّ أكثر ضررًا من تدمير أهداف عسكرية، أو اقتصادية، على أهميتها. أيضًا، يهدم الصاروخ الإيراني الذي استهدف الحديقة، سردية 'إسرائيل' ضمن رؤية: 'الجنوب الذكي' والبُنية التحتية الأمنية والمعلوماتية. كما وتأتي هذه الضربة في سياق الرد على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمراكز الأبحاث والمصانع الإيرانية. كذلك، يمكن اعتبار صاروخ أمس الأول، رسالة من 'إيران' إلى مراكز القرار الإسرائيلية، بأنّها تعلم جيدًا المواقع الحسّاسة والحيوية داخل كيان الاحتلال وماهيّتها، بالإضافة إلى مكانها، وأنّها قادرة على استهدافها بدقّة. فهل تُصبّح إحدى نقاط قوّة 'إسرائيل'، إحدى نقاط ضعفها ؟