
الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران
كثّفت إسرائيل رسائلها باللغة الفارسية عبر قنواتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد وقتٍ قصير من شنّ هجماتها على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وفق رصد خدمة المتابعة الإعلامية في بي بي سي.
فقد بدأت هذه القنوات بنشر صور درامية غنيّة بالرموز والدلالات التاريخية تستهدف بوضوح الجمهور الإيراني.
المنشورات التي كثيراً ما تتخذ طابعاً رمزياً، على الحسابات الرسمية الإسرائيلية – بما في ذلك تلك الناطقة بالفارسية (التي تديرها قوات الدفاع الإسرائيلية ووزارة الخارجية) – تعتمد بشكلٍ كبير على الصور الرمزية، في تناقضٍ صارخ مع الرسائل باللغة العبرية على الحسابات الموازية، والتي تركّز غالباً على التصريحات الرسمية والتحديثات التكتيكية.
وتنشط الحكومة الإسرائيلية منذ زمن طويل على وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالفارسية. فحسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، التابع لوزارة الخارجية، أنشئ عام 2010، ويضم هذا الحساب الآن أكثر من 600 ألف متابع.
وكان هذا الحساب نشطاً للغاية أيضاً خلال الاحتجاجات الواسعة في إيران عام 2022، حيث استهدف مستخدمي تويتر المناهضين للنظام الإيراني.
وإلى جانب منصة "إكس"، يمتلك حساب "إسرائيل بالفارسية" أيضاً قناة نشطة على تطبيق "تليغرام" تضم نحو 600 ألف مشترك، وصفحة على "إنستغرام" يتابعها حوالي مليونَي مستخدم – وهما من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية بين الإيرانيين.
أما حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" على منصة "إكس" الذي أُطلق في عام 2019 ويضم نحو 100 ألف متابع، فقد كان نشطاً أيضاً، لا سيما منذ بداية الحرب الحالية.
رمزية الأسد والشمس
اعتمدت الرسائل التي تبثّها الحكومة الإسرائيلية باللغة الفارسية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الرموز التاريخية مثل الأسد والشمس، وهي صور تحمل دلالات سياسية وثقافية عميقة في إيران.
وقد كانت هذه الرموز جزءاً من الشعار الرسمي لإيران في عهد الشاه، قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وتُعيد إسرائيل استخدامها اليوم في ما يبدو أنه محاولة لإبراز القوة والهيمنة، مع التوجّه نحو استمالة الجمهور الإيراني المعارض للنظام.
وترتبط رمزية الأسد والشمس أيضاً بتأويلات توراتية. ففي اليوم السابق للهجوم الإسرائيلي على إيران، ترك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورقة في حائط البراق (حائط المبكى) كتب فيها: "شعب يقوم كلبوة، يرتفع مثل الأسد"، في إشارة إلى أقوال النبي بلعام الذي أراد لعن بني إسرائيل، لكن لعنته تحوّلت إلى بركة. (ويتابع النص: "لا يضطجع حتى يأكل فريسة ويشرب دم القتلى").
وقامت الحسابات الرسمية الإسرائيلية مرات عدة بنشر علم إيران ما قبل الثورة، كما استخدمت رموزاً مرتبطة به، مع محتوى يبدو موجّهاً إلى الإيرانيين المعارضين للنظام، لا سيما أنصار الملكية الذين يعيش معظمهم خارج إيران.
وقد أبدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الإيرانيين من أنصار النظام الملكي، والذين يدعمون رضا بهلوي – نجل الشاه الأخير المنفي – إلى جانب بعض المعارضين الآخرين، دعماً ملحوظاً لإسرائيل خلال السنوات الماضية، وخصوصاً منذ بداية الحرب في غزة.
كما أن بعض الإيرانيين الملكيين ينتمون إلى الجالية اليهودية الإيرانية المقيمة في إسرائيل أو في الخارج، ويتشاركون في مشاعر العداء أو النقد الشديد للنظام الإيراني الحالي.
في أحد الأمثلة، نشر حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" صورة لأسد يقف فوق طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-35، وتُضيئه شمس مشرقة من الخلف، للإعلان عن بدء عملية "الأسد الصاعد"، وهو الاسم الرمزي الذي أطلقته إسرائيل على حملتها العسكرية ضد إيران في 13 يونيو/ حزيران. ومنذ ذلك الحين، تم تداول نسخ متعددة من هذه الصورة مرات عدة.
وبالإضافة إلى استخدام طائرات إف-35، تضمنت منشورات أخرى صورة لنسر أصلع يحمل أعلاماً إسرائيلية على جناحيه، في محاولة واضحة لإظهار الدعم القوي الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة.
وفي منشور آخر من حساب "إسرائيل بالفارسية"، ظهر أسد وهو يدمر شعار الجمهورية الإسلامية. وقد جاء في التعليق المرافق: "انتفاضة الأسود من أجل انتصار النور على الظلام".
ولقد اقترنت الرمزية برسائل حادة ومباشرة. ففي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها حساب "إسرائيل بالفارسية"، ظهر مسؤول عسكري إيراني وهو يربّت على صاروخ، مرفقاً بالتعليق: "لن نسمح لأخطر نظام في العالم بالحصول على أخطر سلاح في العالم".
تهديدات للقيادة ودعوات إلى "تغيير النظام"
وبرزت منشورات أخرى تؤكد استهداف إسرائيل لكبار قادة الجيش الإيراني، مع رسائل تقول: "لا ملاذ للإرهابيين" و"إذا هددتم إسرائيل بالدمار، فستُحاسبون".
وفي إحدى المنشورات، سخر الحساب من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، من خلال نشر صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهره محاطاً بجثث قادة في الحرس الثوري الإيراني.
وتبدو هذه الاستراتيجية الإعلامية مصمّمة خصيصاً لتستهدف المعارضين الإيرانيين، وقد اقترنت بنداء مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإيرانيين في مقطع فيديو نُشر في 13 يونيو/ حزيران.
ففي رسالة مصوّرة تحدّث فيها بالإنجليزية مع ترجمة فارسية، استحضر نتنياهو الروابط القديمة بين الشعبين، قائلاً: "لقد كان شعب إيران وشعب إسرائيل صديقين حقيقيين منذ أيام قورش الكبير، وقد آن الأوان لأن تتوحّدوا تحت رايتكم وإرثكم التاريخي من خلال الوقوف دفاعاً عن حريتكم في وجه نظام شرير وقمعي." وتابع: "هذه فرصتكم للنهوض وإسماع أصواتكم. نساء، حياة، حرية"، متبنّياً شعار احتجاجات 2022 المناهضة للنظام.
كما طُرحت إمكانية "تغيير النظام" من قبل عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، الذين عبّروا عن أملهم في أن تؤدي الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى إشعال احتجاجات داخل إيران، تمهّد لإسقاط النظام.
وقد واصل حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" نشر التحديثات بشأن الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية، حيث تولّى بعض هذه التصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية، كمال بنهسي، الذي ولد ونشأ في إيران.
وفي مساء يوم 17 يونيو/ حزيران، نشر الحساب نفسه أمراً بالإخلاء موجّهاً إلى سكان المنطقة 18 في طهران، وقد تم تداول المنشور على نطاق واسع من قبل المستخدمين، لكنه تعرّض أيضاً لانتقادات بسبب قِصر المهلة التي بدا أنه يمنحها للسكان.
وتُشكّل الحسابات الناطقة بالفارسية تناقضاً واضحاً مع حسابات الجيش الإسرائيلي باللغتين الإنجليزية والعبرية، إذ تخلو هذه الأخيرة من أي رسائل رمزية تتعلق بإيران، أو تحذيرات شديدة اللهجة ضد قيادتها، أو صور توضيحية تهدف إلى إظهار قوة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
الوصول والانتشار
أظهر تحليل أجرته خدمة المتابعة الإعلامية في بي بي سي حول الرسائل الإسرائيلية باللغة الفارسية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المنشورات منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وخاصة في عدد الصور المنشورة.
وقد شهد التفاعل مع هذه المنشورات أيضاً قفزة كبيرة، حيث حصد العديد منها آلاف المشاركات والإعجابات، ووصلت إلى ملايين المستخدمين.
ومع ذلك، من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه المنشورات تصل بالفعل إلى الجمهور المستهدف، نظراً لحظر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) في إيران، واعتماد الكثير من المستخدمين هناك على الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) للوصول إليها.
بعض المستخدمين الذين يتفاعلون مع هذه المنشورات يستخدمون صوراً لعلم إسرائيل أو علم إيران ما قبل الثورة كصور لملفاتهم الشخصية، ويتفاعلون باللغات العبرية والإنجليزية والفارسية.
ورغم صعوبة قياس التأثير المباشر للرسائل الإسرائيلية، فإن الزيادة الملحوظة في عدد المنشورات تشير بوضوح إلى رغبة إسرائيل في الوصول إلى الناطقين بالفارسية، من خلال استحضار الروابط التاريخية واستمالة المستخدمين المعارضين للنظام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران
كثّفت إسرائيل رسائلها باللغة الفارسية عبر قنواتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد وقتٍ قصير من شنّ هجماتها على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وفق رصد خدمة المتابعة الإعلامية في بي بي سي. فقد بدأت هذه القنوات بنشر صور درامية غنيّة بالرموز والدلالات التاريخية تستهدف بوضوح الجمهور الإيراني. المنشورات التي كثيراً ما تتخذ طابعاً رمزياً، على الحسابات الرسمية الإسرائيلية – بما في ذلك تلك الناطقة بالفارسية (التي تديرها قوات الدفاع الإسرائيلية ووزارة الخارجية) – تعتمد بشكلٍ كبير على الصور الرمزية، في تناقضٍ صارخ مع الرسائل باللغة العبرية على الحسابات الموازية، والتي تركّز غالباً على التصريحات الرسمية والتحديثات التكتيكية. وتنشط الحكومة الإسرائيلية منذ زمن طويل على وسائل التواصل الاجتماعي الناطقة بالفارسية. فحسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، التابع لوزارة الخارجية، أنشئ عام 2010، ويضم هذا الحساب الآن أكثر من 600 ألف متابع. وكان هذا الحساب نشطاً للغاية أيضاً خلال الاحتجاجات الواسعة في إيران عام 2022، حيث استهدف مستخدمي تويتر المناهضين للنظام الإيراني. وإلى جانب منصة "إكس"، يمتلك حساب "إسرائيل بالفارسية" أيضاً قناة نشطة على تطبيق "تليغرام" تضم نحو 600 ألف مشترك، وصفحة على "إنستغرام" يتابعها حوالي مليونَي مستخدم – وهما من أكثر منصات التواصل الاجتماعي شعبية بين الإيرانيين. أما حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" على منصة "إكس" الذي أُطلق في عام 2019 ويضم نحو 100 ألف متابع، فقد كان نشطاً أيضاً، لا سيما منذ بداية الحرب الحالية. رمزية الأسد والشمس اعتمدت الرسائل التي تبثّها الحكومة الإسرائيلية باللغة الفارسية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على الرموز التاريخية مثل الأسد والشمس، وهي صور تحمل دلالات سياسية وثقافية عميقة في إيران. وقد كانت هذه الرموز جزءاً من الشعار الرسمي لإيران في عهد الشاه، قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وتُعيد إسرائيل استخدامها اليوم في ما يبدو أنه محاولة لإبراز القوة والهيمنة، مع التوجّه نحو استمالة الجمهور الإيراني المعارض للنظام. وترتبط رمزية الأسد والشمس أيضاً بتأويلات توراتية. ففي اليوم السابق للهجوم الإسرائيلي على إيران، ترك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورقة في حائط البراق (حائط المبكى) كتب فيها: "شعب يقوم كلبوة، يرتفع مثل الأسد"، في إشارة إلى أقوال النبي بلعام الذي أراد لعن بني إسرائيل، لكن لعنته تحوّلت إلى بركة. (ويتابع النص: "لا يضطجع حتى يأكل فريسة ويشرب دم القتلى"). وقامت الحسابات الرسمية الإسرائيلية مرات عدة بنشر علم إيران ما قبل الثورة، كما استخدمت رموزاً مرتبطة به، مع محتوى يبدو موجّهاً إلى الإيرانيين المعارضين للنظام، لا سيما أنصار الملكية الذين يعيش معظمهم خارج إيران. وقد أبدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الإيرانيين من أنصار النظام الملكي، والذين يدعمون رضا بهلوي – نجل الشاه الأخير المنفي – إلى جانب بعض المعارضين الآخرين، دعماً ملحوظاً لإسرائيل خلال السنوات الماضية، وخصوصاً منذ بداية الحرب في غزة. كما أن بعض الإيرانيين الملكيين ينتمون إلى الجالية اليهودية الإيرانية المقيمة في إسرائيل أو في الخارج، ويتشاركون في مشاعر العداء أو النقد الشديد للنظام الإيراني الحالي. في أحد الأمثلة، نشر حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" صورة لأسد يقف فوق طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-35، وتُضيئه شمس مشرقة من الخلف، للإعلان عن بدء عملية "الأسد الصاعد"، وهو الاسم الرمزي الذي أطلقته إسرائيل على حملتها العسكرية ضد إيران في 13 يونيو/ حزيران. ومنذ ذلك الحين، تم تداول نسخ متعددة من هذه الصورة مرات عدة. وبالإضافة إلى استخدام طائرات إف-35، تضمنت منشورات أخرى صورة لنسر أصلع يحمل أعلاماً إسرائيلية على جناحيه، في محاولة واضحة لإظهار الدعم القوي الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة. وفي منشور آخر من حساب "إسرائيل بالفارسية"، ظهر أسد وهو يدمر شعار الجمهورية الإسلامية. وقد جاء في التعليق المرافق: "انتفاضة الأسود من أجل انتصار النور على الظلام". ولقد اقترنت الرمزية برسائل حادة ومباشرة. ففي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها حساب "إسرائيل بالفارسية"، ظهر مسؤول عسكري إيراني وهو يربّت على صاروخ، مرفقاً بالتعليق: "لن نسمح لأخطر نظام في العالم بالحصول على أخطر سلاح في العالم". تهديدات للقيادة ودعوات إلى "تغيير النظام" وبرزت منشورات أخرى تؤكد استهداف إسرائيل لكبار قادة الجيش الإيراني، مع رسائل تقول: "لا ملاذ للإرهابيين" و"إذا هددتم إسرائيل بالدمار، فستُحاسبون". وفي إحدى المنشورات، سخر الحساب من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، من خلال نشر صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهره محاطاً بجثث قادة في الحرس الثوري الإيراني. وتبدو هذه الاستراتيجية الإعلامية مصمّمة خصيصاً لتستهدف المعارضين الإيرانيين، وقد اقترنت بنداء مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإيرانيين في مقطع فيديو نُشر في 13 يونيو/ حزيران. ففي رسالة مصوّرة تحدّث فيها بالإنجليزية مع ترجمة فارسية، استحضر نتنياهو الروابط القديمة بين الشعبين، قائلاً: "لقد كان شعب إيران وشعب إسرائيل صديقين حقيقيين منذ أيام قورش الكبير، وقد آن الأوان لأن تتوحّدوا تحت رايتكم وإرثكم التاريخي من خلال الوقوف دفاعاً عن حريتكم في وجه نظام شرير وقمعي." وتابع: "هذه فرصتكم للنهوض وإسماع أصواتكم. نساء، حياة، حرية"، متبنّياً شعار احتجاجات 2022 المناهضة للنظام. كما طُرحت إمكانية "تغيير النظام" من قبل عدد من المسؤولين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، الذين عبّروا عن أملهم في أن تؤدي الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى إشعال احتجاجات داخل إيران، تمهّد لإسقاط النظام. وقد واصل حساب "قوات الدفاع الإسرائيلية بالفارسية" نشر التحديثات بشأن الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف مواقع إيرانية، حيث تولّى بعض هذه التصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية، كمال بنهسي، الذي ولد ونشأ في إيران. وفي مساء يوم 17 يونيو/ حزيران، نشر الحساب نفسه أمراً بالإخلاء موجّهاً إلى سكان المنطقة 18 في طهران، وقد تم تداول المنشور على نطاق واسع من قبل المستخدمين، لكنه تعرّض أيضاً لانتقادات بسبب قِصر المهلة التي بدا أنه يمنحها للسكان. وتُشكّل الحسابات الناطقة بالفارسية تناقضاً واضحاً مع حسابات الجيش الإسرائيلي باللغتين الإنجليزية والعبرية، إذ تخلو هذه الأخيرة من أي رسائل رمزية تتعلق بإيران، أو تحذيرات شديدة اللهجة ضد قيادتها، أو صور توضيحية تهدف إلى إظهار قوة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. الوصول والانتشار أظهر تحليل أجرته خدمة المتابعة الإعلامية في بي بي سي حول الرسائل الإسرائيلية باللغة الفارسية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المنشورات منذ بدء إسرائيل هجماتها على إيران في 13 يونيو/ حزيران، وخاصة في عدد الصور المنشورة. وقد شهد التفاعل مع هذه المنشورات أيضاً قفزة كبيرة، حيث حصد العديد منها آلاف المشاركات والإعجابات، ووصلت إلى ملايين المستخدمين. ومع ذلك، من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه المنشورات تصل بالفعل إلى الجمهور المستهدف، نظراً لحظر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) في إيران، واعتماد الكثير من المستخدمين هناك على الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) للوصول إليها. بعض المستخدمين الذين يتفاعلون مع هذه المنشورات يستخدمون صوراً لعلم إسرائيل أو علم إيران ما قبل الثورة كصور لملفاتهم الشخصية، ويتفاعلون باللغات العبرية والإنجليزية والفارسية. ورغم صعوبة قياس التأثير المباشر للرسائل الإسرائيلية، فإن الزيادة الملحوظة في عدد المنشورات تشير بوضوح إلى رغبة إسرائيل في الوصول إلى الناطقين بالفارسية، من خلال استحضار الروابط التاريخية واستمالة المستخدمين المعارضين للنظام.


BBC عربية
منذ 13 ساعات
- BBC عربية
مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "وجهت ضربة في صميم برنامج التسليح الإيراني"، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية الأسبوع الماضي، في خطوة لا تترك مجالاً كبيراً للشك بشأن أهداف بلاده الحربية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي الطابع، بيد أن إسرائيل تتهمها منذ فترة طويلة بالسعي سراً إلى تصنيع أسلحة نووية. وفي المقابل، لا تعترف إسرائيل رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية ولا تنفي ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد عالمياً هو أنها تملك مثل هذه الأسلحة. ويرجع هذا الاعتقاد إلى رجل يدعى مردخاي فعنونو كانت تصريحاته كفيلة بإزاحة الستار عن المساعي السرّية التي تنتهجها إسرائيل كي تصبح قوة نووية. ودفع هذا الرجل حريته ثمناً لكشفه تلك التفاصيل، وقضى ما يقارب من عقدين من الزمن خلف القضبان. في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986، نشرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية تحقيقاً صحفياً يُعد أبرز انفراد في تاريخ الصحافة البريطانية، تحت عنوان: "كشف الأسرار: الترسانة النووية الإسرائيلية". كان مصدر تلك المعلومات الفني النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أكدت تصريحاته الشكوك بشأن القدرات النووية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود برنامج تسليح يفوق في حجمه وتطوره كل التقديرات السابقة. عمل فعنونو سابقاً في منشأة ديمونا السرية للأبحاث النووية، في صحراء النقب، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوبي مدينة القدس عبر الطرق البرية. وخلصت الصحيفة في تحقيقها الصحفي إلى أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وأنها تمتلك ما يقارب 200 رأس حربي نووي. وقال بيتر هونام، الصحفي الاستقصائي في الصحيفة، لبي بي سي: "كنّا نعيش حالة من التوتر والإرهاق، فمعظم الزملاء هناك لم يسبق لهم العمل على قصة بهذا الحجم من الأهمية". بيد أنه في اليوم الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية عن تحقيقها، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر تلك المعلومات الرئيسي قد اختفى. خائن أم فاضح للأسرار؟ كان هونام قد التقى مردخاي فعنونو للمرة الأولى في سيدني بأستراليا، في أغسطس/آب في ذلك العام، وقد أدهشته هيئة ذلك الشخص الذي كشف عن تلك المعلومات وتصرفاته. ويتذكر هونام قائلاً: "عندما رأيت فعنونو واقفاً هناك، رجل قصير القامة، هزيل البنية، أصلع إلى حد ما، يفتقر إلى الثقة بالنفس، يرتدي ملابس عادية للغاية، لم أتصور على الإطلاق أنه قد يكون عالماً نووياً". وأضاف: "كان مدفوعاً بقوة القرار الذي اتخذه، بأن يكشف للعالم ما شاهده داخل منشأة ديمونا". استطاع فعنونو، قبل مغادرته المنشأة النووية، أن يلتقط مجموعتين من الصور لها، وهي صور لمعدات تُستخدم في استخراج المواد المشعّة لغرض تصنيع الأسلحة، إضافة إلى نماذج مختبرات لأجهزة نووية حرارية. قاده هذا القرار أولاً إلى لندن حيث تواصل مع صحيفة "ذا صنداي تايمز"، ثم إلى روما حيث اختُطف على يد الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، قبل أن يُعاد إلى إسرائيل ليواجه عقوبة السجن لمدة طويلة. قال هونام: "بدأ (فعنونو) سرد تلك القصة المثيرة، موضحاً كيف استطاع تهريب كاميرا إلى داخل المنشأة في البداية دون فيلم، ثم لاحقاً هرّب الفيلم مخبّأً في جوربه، وبدأ بالتقاط الصور سراً ليلاً وفي الصباح الباكر". في ذلك الوقت طلب محررو الصحيفة من هونام سفر فعنونو إلى لندن لمزيد من التدقيق في روايته والتحقق من تفاصيلها. وعلى الرغم من مخاوفه، وافق فعنونو على السفر إلى بريطانيا، ووفّرت له الصحيفة إقامة في فندق ريفي هادئ بعيداً عن وسط لندن. بيد أن فعنونو بدأ يشعر بالقلق وعدم الارتياح، فنُقل إلى فندق في لندن، وهناك أخذت الأمور منعطفاً غير متوقع. وقال هونام متذكّراً: "في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، التقى بامرأة أثناء تجواله في الشوارع. كان قد رآها مرتين وذهب معها إلى السينما، فسألته: هل أنت واثق من أن هذه المرأة غير مدفوعة بنوايا خفية؟" أثناء إقامة فعنونو في لندن، انتاب الصحفي هونام قلق متزايد بشأن سلامة فعنونو، فصار يزوره باستمرار، واسترجع لاحقاً تفاصيل آخر محادثة جمعتهما. قال له (فعنونو): "سأذهب لبضعة أيام إلى شمال إنجلترا، لا تقلق، سأكون بخير"، فقلت له: "اسمع، مهما فعلت، اتصل بي مرتين في اليوم حتى أطمئن أنك بخير". بعد مرور شهر، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن اعتقال فعنونو، بعد وقوعه في فخ إغراء تقليدي، وجرى تهريبه إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر وهو فاقد للوعي. أثناء نقله من السجن في إسرائيل، دوَّن فعنونو بعض تفاصيل عملية اختطافه على راحة يده، ثم رفعها باتجاه نافذة العربة ليتمكن الصحفيون المتواجدون من الاطلاع على تلك المعلومات. قال فعنونو إنه تعرّف في لندن على عميلة للموساد تُدعى شيريل بنتوف، أمريكية المولد، كانت تظاهرت بأنها سائحة. واستدرجته إلى العاصمة الإيطالية روما لقضاء عطلة برفقتها في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، وبمجرد وصوله إلى هناك، جرت عملية اختطافه وتخديره. أُحيل فعنونو إلى المحاكمة في شهر مارس/آذار عام 1987 بتهمة الخيانة والتجسس، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاماً، أمضى أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. قال فعنونو في مقابلة مسجلة من السجن: "كنت أرغب في إطلاع العالم على ما يجري، هذا لا يُعد خيانة، بل هو كشف للحقيقة، بخلاف ما تنتهجه إسرائيل من سياسات". أُفرج عنه في 21 أبريل/نيسان عام 2004، ومنذ ذلك الوقت رفضت السلطات جميع الطلبات التي قدمها لمغادرة إسرائيل. كما أُعيد فعنونو إلى السجن في مناسبات متعددة بسبب مخالفته لشروط الإفراج أو المراقبة المشروطة. وأثناء اقتياده في عام 2009، هتف فعنونو: "لم تنتزعوا مني شيئاً طيلة 18 عاماً، ولن تنالوا شيئاً خلال ثلاثة أشهر. عارٌ عليكم يا إسرائيل". اتفاق سرّي كانت المعلومات المتوفرة عن القدرات النووية الإسرائيلية شحيحة، حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، قبل أن يكشف فعنونو عن معلوماته. ويُرجَّح أن إسرائيل شرعت في بناء برنامجها النووي عقب تأسيس الدولة مباشرة في عام 1948. ففي ظل التفوق العددي الكبير لأعداء إسرائيل، أدرك أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن غوريون، أهمية وجود رادع نووي، غير أنه لم يشأ أن يُثير استياء الحلفاء من خلال إدخال أسلحة غير تقليدية إلى منطقة تتسم بالتوتر. لذلك أبرمت إسرائيل اتفاقاً سرياً مع فرنسا لبناء مفاعل ديمونا، الذي يُعتقد أنه بدأ بإنتاج المواد اللازمة لصناعة الأسلحة النووية في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار سنوات أصرت إسرائيل على أنه مجرد مصنع نسيج. زار مفتشون أمريكيون الموقع في مناسبات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنهم بحسب التقارير لم يكونوا على دراية بالطوابق السفلية، بعد أن جرى سد منافذها ومصاعدها بالطوب وتغطيتها بالجبس لإخفائها. ووفقاً لمركز مراقبة الأسلحة وعدم الانتشار، تُقدّر الترسانة النووية الإسرائيلية في الوقت الراهن بنحو 90 رأساً نووياً. وعلى الرغم من ذلك تتشبث إسرائيل بسياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمّد بخصوص قدراتها النووية، ودأب قادتها على التأكيد مراراً على أن "إسرائيل لن تكون أول من يُدخل السلاح النووي إلى منطقة الشرق الأوسط". ومنذ عام 1970، وقّعت 191 دولة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية تسعى إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وتعزيز جهود نزع السلاح النووي عالمياً. وتُمنح خمس دول فقط - الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين - حق امتلاك الأسلحة النووية، وذلك لأنها قامت بتصنيع واختبار قنابل نووية قبل بدء سريان معاهدة عدم الانتشار في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1967. كما أن إسرائيل لم تُوقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويُنظر إلى فعنونو في إسرائيل على أنه خائن، بيد أن أنصاره احتفلوا بإطلاق سراحه عام 2004، وأطلقوا عليه لقب "بطل السلام". وقال لبي بي سي في أول مقابلة له عقب إطلاق سراحه بأنه "غير نادم على شيء". وأضاف: "ما فعلته هو أنني أخبرت العالم بما يجري في الخفاء. لم أقل إن علينا تدمير إسرائيل أو مفاعل ديمونا، بل قلت ببساطة: انظروا إلى ما لديهم، واتخذوا حكمكم بأنفسكم".


BBC عربية
منذ 14 ساعات
- BBC عربية
مباشر, ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ
تغطية مباشرة هآرتس: اندلاع حريق في مدينة حولون بعد هجوم إيراني اندلع حريق في مدينة حولون فجر السبت، وسط إسرائيل بعد هجوم صاروخي إيراني، وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن خدمات الطوارئ. وقالت الصحيفة إن خمسة صواريخ أطلقت من إيران. ولفتت إلى دوي صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب، وأيضاً في الضفة الغربية وقرب القدس. مجلس جامعة الدول العربية يدين "عدوان" إسرائيل على إيران ويدعو إلى العودة للمفاوضات أدان مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماع الدورة غير العادية له على المستوى الوزاري، في إسطنبول، ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على إيران معتبراً أنه "يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديداً للسلم والأمن الإقليمي". وأكد المجلس في بيان صدر عقب الاجتماع، "ضرورة وقف هذا العدوان"، في وقت دعا إلى "العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني". وقال إن "السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة هو الدبلوماسية والحوار"، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ "القيام بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وما يشكله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة". وحذر من أن إسرائيل "تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر"، مشدداً على "ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، إلى جانب "التحذير من مخاطر الانبعاثات النووية، وتسربها في الإقليم، وما يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة". وفي هذا الصدد، أكد المجلس "أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفقاً للقرارات الدولية". صدر الصورة، Reuters قبل ساعة واحدةاقتناع أوروبي بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات, ليز دوسيت - مراسلة الشؤون الدولية, لم تسفر أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات في جنيف عن أي تقدم. غير أن الوزراء الأوروبيين خرجوا مقتنعين بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات، وأكثر استعداداً لطرح قضايا لم تكن موجودة على الطاولة. وأكدوا على أنه يتعين على إيران استئناف محادثاتها مع الولايات المتحدة. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال إنه مستعد للقاء الأوروبيين مرة أخرى، لكنه لن يفكر في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إلا بعد توقف الهجمات الإسرائيلية ومحاسبة المعتدي، على حد تعبيره. وجاء وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي سافر مباشرة إلى جنيف بعد اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين، برسائل صارمة، مفادها أن التهديد بالعمل العسكري الأمريكي حقيقي، لكن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة. ولا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين إلى متى. وحذّر لامي من أن "هذه لحظة محفوفة بالمخاطر". وكانت الرسالة التي وجهها كبار الدبلوماسيين الأوروبيين تتلخص في أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض ـ وليس المزيد من العمل العسكري ـ هو وحده القادر على توفير حل دائم لبرنامج إيران النووي، والاستقرار الإقليمي. وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرّنا قدرة طهران على تطوير سلاح نووي تقدّر إسرائيل أن ضرباتها على إيران أخّرت قدرة طهران المحتملة على تطوير سلاح نووي لمدة "لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات"، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة نُشرت السبت. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، لصحيفة "بيلد" الألمانية، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مئات المواقع النووية والعسكرية وأدى إلى مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين، حقق نتائج "بالغة الأهمية". وأضاف "وفقاً للتقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل إمكانية حصولهم على قنبلة نووية، لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات". وتابع ساعر: "حقيقة أننا قضينا على أولئك الأشخاص الذين قادوا وحرّكوا عملية تسليح البرنامج النووي، تُعدّ في غاية الأهمية". ويرى ساعر أن إسرائيل حققت "الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا، ولن نتوقف حتى نبذل كل جهدنا لإزالة هذا التهديد". من جهتها، تنفي إيران – التي ردّت على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ – أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. من جانبه صرّح ساعر سابقاً أن الحكومة الإسرائيلية لم تُعرّف "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية كـ"هدف في هذه الحرب".وقال: "على الأقل حتى الآن، لم نفعل ذلك". بوتين يقول إنه اقترح "أفكاراً" بعد عرضه التوسط بين إيران واسرائيل قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران، حليفته الرئيسية في الشرق الأوسط. وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط"، مشيراً إلى أنه من الممكن إيجاد حل للصراع. وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين". في اليوم الأول للضربات الإسرائيلية على إيران الموافق 13 يونيو/ حزيران، أعرب بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، بحسب الكرملين، لكن اقتراحه قوبل بتحفظ أوروبي، فيما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "انفتاحاً" على العرض لكنه غير موقفه لاحقاً. صدر الصورة، Reuters وحافظت موسكو على علاقات جيدة مع إسرائيل، لكن الهجوم الروسي في أوكرانيا وحرب غزة أضعفا العلاقات بينهما. وفي المقابل، اقتربت روسيا بشكل كبير من إيران. ووقع البلدان معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في يناير/ كانون الثاني، تهدف إلى تعزيز علاقاتهما. ترامب يمهل الإيرانيين أسبوعين كحد أقصى أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في تصريحات له الجمعة، أن أمام إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى"، لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة. وأشار ترامب إلى أنه قد يتخذ قراراً قبل الموعد النهائي الذي حدده. وفي إجابته على أسئلة صحافيين حول احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أوضح ترامب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن اسبوعين هما الحد الأقصى". وأضاف أنه سيرى ما إذا كان الإيرانيون "سيعودون إلى رشدهم أم لا". وقال ترامب إن "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا"، معتبراً أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، بعدما التقى وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نظيرهم الإيراني في جنيف، بحسب ما نقلت فرانس برس. وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها، بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. وعندما سُئل عما إذا كان سيطلب من إسرائيل وقف هجماتها كما طلبت إيران، قال ترامب إنه "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان أحد الأطراف في موقع الفوز، فسيكون من الأصعب التوصل إلى اتفاق مقارنةً بمن هو في موقف الخسارة، لكننا جاهزون، راغبون، وقادرون، وقد تواصلنا مع إيران، وسنرى ما سيحدث". وكان الرئيس الأميركي أعلن الخميس أنه سيمنح مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، ويرى في ذات الوقت أن ثمة احتمالاً كبيراً للتفاوض مع طهران. واعتُبرت هذه التعليقات على نطاق واسع بمثابة فرصة لمدة أسبوعين لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مع حراك القوى الأوروبية لإجراء محادثات مع طهران. وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى موريستاون في ولاية نيوجيرسي "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا. (الإيرانيون) يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد". إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم أبرز المستجدات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: عسكرياً، بدأت المواجهة فجر الجمعة، 13 يونيو/حزيران 2025، حين شنّت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.وردّت إيران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيّرة، كان آخرها الموجة 17، التي أصابت "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية، إلى جانب قاعدتي نيفاتيم وحتسريم". وقد أُعلن أن الضربات طالت تل أبيب وحيفا بشكل "دقيق وواسع"، في تصعيد وصفه المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3 بأنه "دليل على تنامي قوة إيران الباليستية"، متوعداً بمفاجآت جديدة. الجيش الإسرائيلي أكد قصفه بطاريات صواريخ أرض-جو جنوب غربي إيران، وصرّح رئيس أركانه بأن حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية تم تدميرها، لكنه أقر بأن "المعركة لم تُحسم بعد". أما سياسياً، فقد شهدت الساحة الدولية نشاطاً متسارعاً. حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن أي ضربة لمحطة بوشهر النووية قد تتسبب بـ"كارثة إقليمية"، مؤكداً عدم رصد تسرب إشعاعي حتى الآن. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الطرفين إلى "منح السلام فرصة"، بينما شدد الرئيس الإيراني على أن "الوقف غير المشروط للعدوان الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب".