logo
ثورة في عالم التداول: التكنولوجيا والالتزام سر الاستثمار الناجح

ثورة في عالم التداول: التكنولوجيا والالتزام سر الاستثمار الناجح

ملخص: تُعيد التكنولوجيا تعريف عالم التداول، وتفتح منصات التداول الإلكترونية آفاقاً جديدة للمستثمرين من جميع المستويات. لكن النجاح يتطلب أكثر من مجرد أدوات: إنه يحتاج إلى استراتيجية، انضباط، وعقلية قوية.
بيئة غير مستقرة تقود للتنويع: أدت التغيرات الاقتصادية إلى بحث الأفراد عن بدائل استثمارية، من أبرزها التداول الإلكتروني.
سهولة الوصول للأسواق: منصات التداول الرقمية أتاحت للمستخدمين التداول من أي مكان، مع خيارات أوسع للأصول المالية.
التكنولوجيا تغيّر قواعد اللعبة: التداول بالخوارزميات والذكاء الاصطناعي يقلل الأخطاء ويُسرّع اتخاذ القرار.
البلوك تشين واللامركزية: منصات التداول اللامركزية توفر شفافية وتقلل التكاليف عبر إلغاء دور الوسطاء.
التداول عالي التردد: يُحدث تأثيراً في الأسواق من خلال تنفيذ صفقات بسرعة خاطفة لتحقيق أرباح من فروقات الأسعار الصغيرة.
تحسين تجربة المتداول: منصات مثل Funding Pips تركّز على بناء مجتمعات داعمة وتوفير تمويل للمتداولين.
نجاح المتداول يبدأ من الداخل: الصلابة الذهنية، الالتزام بالخطة، والتحكم بالعواطف من أساسيات التداول الناجح.
استراتيجية واضحة ضرورة: اختيار نوع التداول المناسب ودراسة السوق أدوات مهمة لتقليل المخاطر.
التعلم المستمر مطلوب: مواكبة التطورات في السوق والتكنولوجيا ضرورة لضمان الاستمرارية والنجاح.
شهد الاقتصاد العالمي تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة، بسبب التوترات الجيوسياسية، واختناقات سلاسل التوريد، وصولاً إلى جائحة كوفيد-19، ما خلق بيئة من عدم اليقين والاضطراب، وأثّر سلباً في مدخرات الأفراد. من هنا، أصبح التداول مقصداً لمن يحاول تنويع سلته الاستثمارية، خاصة أن منصات التداول على الإنترنت جعلت الأسواق المالية أكثر سهولة، إذ أتاحت للمستثمرين الاختيار من فئات أصول متنوعة، وساعدتهم على تحديد استراتيجياتهم بما يتناسب مع أهدافهم المالية ومدى قدرتهم على تحمل المخاطر.
وقد مرَّ مجال التداول بعدة تحولات مدفوعة بتطور ديناميكيات السوق، والأتمتة، والتكنولوجيا الحديثة. وأسهمت الرؤية المختلفة لبعض منصات التداول في تعزيز ثقة المستخدمين بهذا المجال. على سبيل المثال، سعت منصة فاندنغ بيبس (Funding Pips) التي تأسست عام 2022، إلى إنشاء إرث مستدام لمستخدميها، وتوفير التداول للجميع، بالاعتماد على فريقها الذي يتكوّن بالكامل من خبراء ماليين، ما عزز الثقة بها. فعلى الرغم من حداثة عهدها، جذبت الشركة مليون مستخدم، وتجاوز عدد المتداولين النشطين 300 ألف متداول، وذلك وفقاً لما قاله المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، خالد عايش في حواره مع هارفارد بزنس ريفيو العربية. وبالتالي، فإن هذا التغيير الجذري في مشهد التداول، وضع تعريفاً جديداً للقطاع، وإمكانية الانخراط فيه، وكيفية إدارة المخاطر في عالم متزايد الأتمتة واللامركزية.
تحولات تسهم في تطور منصات التداول
تحقق سوق منصات التداول الإلكترونية نمواً متسارعاً مع تزايد اعتماد الأفراد والمؤسسات على حلول الاستثمار الرقمية، وظهور منافسين جدد، مع الحفاظ على وتيرة الابتكار المتنامية. فقد أظهرت بعض التقارير أن حجم سوق منصات التداول على الإنترنت بلغ 10.8 مليارات دولار أميركي في عام 2024، ومن المتوقع أن يتجاوز 17 مليار دولار أميركي بحلول عام 2033. فما هي أهم التحولات التي تسهم في تطور هذه المنصات؟
التطورات التكنولوجية المستمرة
تُعزز التطورات التكنولوجية ديناميكية سوق التداول، إذ تتعدد الأنظمة التي يمكنها مساعدة المتداولين على اتخاذ القرارات الخاصة بالصفقات. على سبيل المثال، يعتمد نظام التداول بالخوارزميات (Algorithm Trading) على التكنولوجيا في اتخاذ قرارات فتح الصفقات وإغلاقها بسرعة، ويمتاز بقلة الأخطاء البشرية التي يمكن أن تحدث خلال عملية تنفيذ الصفقات، فضلاً عن انخفاض تكلفة المعاملات مقارنة بالطرق التقليدية.
بدورها، تُعد تقنية بلوك تشين عاملاً حاسماً في هذا المجال. إذ قدّمت العملات المشفرة والأصول الرقمية والعقود الذكية منصات تداول لا مركزية تتجاوز الوسطاء التقليديين. ومكّنت البورصات اللامركزية (Decentralized Exchanges) المتداولين من تنفيذ معاملات الند للند دون الاعتماد على البنوك أو الوسطاء، ما خفّض التكاليف وعزز الشفافية. وفي الوقت نفسه، استطاعت خوارزميات التداول المُدارة بالذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات في فترة قياسية لرصد تغيرات السوق بوضوح، والتنبؤ بتحركات الأصول، وأتمتة عملية اتخاذ القرارات، وبالتالي تقليل نسبة المخاطر.
وكان لظاهرة "التداول عالي التردد" (High-Frequency Trading)، تأثير عميق على البنية الجزئية للأسواق المالية. وهي ظاهرة حديثة نسبياً إذ تستخدم خوارزميات مُعقدة لتنفيذ الصفقات في غضون أجزاء من الثانية، مستفيدة من تقلبات الأسعار الطفيفة، ما يحتاج إلى نقل البيانات بسرعة من خلال قدرة حاسوبية فائقة لتتفوق على المتداولين اليدويين والمؤسسات التقليدية. وبحسب دراسة بعنوان "التداول الخوارزمي عالي التردد: مراجعة منهجية للأدبيات" تُعتبر هذه الظاهرة مزوداً للسيولة وآلية للتحكم في التقلبات التي تشهدها السوق.
تحسين تجربة المستخدم
عانى المتداولون من بعض الثغرات في قطاع اعتمد على الأساليب التقليدية لفترة طويلة، مثل تنفيذ الأوامر يدوياً، والتحليلات البشرية، والهيمنة المؤسسية. فقد واجه المتداولون الأفراد صعوبة بسبب متطلبات رأس المال المرتفعة ومحدودية الوصول إلى بيانات السوق. كما كانت الأسواق المعتمدة على الأنظمة المركزية عرضة للتلاعب والقيود التنظيمية والمخاطر النظامية. ومع ظهور التطورات التكنولوجية، استطاع بعض المتداولين تجنب هذه الأمور، لكن هناك مَن عانى من سوء المعاملة، ما أدى إلى ظهور مجتمعات من المتداولين لتمويل احتياجاتهم.
وأصبحت هذه المجتمعات حلاً لمشاكلهم. على سبيل المثال، كانت الفكرة الأساسية من وراء تأسيس شركة فاندنغ بيبس هي إنشاء مجتمع للمتداولين، إذ قال عايش: "إن هذا المجتمع بدأ بتمويل المتداولين من خلال تنظيم مسابقات شهرية، وموّلتُ لهم حسابات تداول شخصية من حسابي الخاص ليعملوا بها. حقق هذا المجتمع نمواً ملحوظاً، ما دفع المتداولين إلى المطالبة بتأسيس الشركة. ومنذ اللحظة التي دخلنا فيها السوق، قدمت الشركة حلولاً تركز على تحسين تجربة المستخدم أو المتداول، وطريقة التعامل معه في القطاع، باعتباره ممثلاً للشركة، ما أسهم في ظهور تغيير جديد في هذا المجال وهو التداول لحساب الشركة". وتسمح حسابات التداول للشركات للكيانات التجارية المختلفة بحفظ أوراقها المالية وإدارتها إلكترونياً.
ماذا يحتاج المتداول لتحقيق النجاح؟
يحتاج المتداول إلى الاستفادة من منصات التداول المتقدمة والتعامل معها بحكمة بعيداً عن أي انفعالات تقوده إلى اتخاذ قرارات عاطفية. إذ يقع بعض المتداولين في فخ تجاهل خطة تداولهم، لذا فإن استخدام منصة التداول لتحليل أداء السوق يساعد على تجنب التحركات الاندفاعية القائمة على ديناميكيات السوق المتقلبة. فقد أكّد عايش أن الصلابة الذهنية هي عقلية المتداول الناجح.
وقال: "يجب أن يثق المتداول بنفسه وأن يؤمن بما يفعله ويلتزم به، مع الحفاظ على تركيزه في السعي لتحقيق أهدافه. قد لا ينجح في البداية، لكنه بالتأكيد سينجح في النهاية. هذه هي العقلية المثالية التي يحتاج إليها؛ فتحقيق الأشياء العظيمة يتطلب جرأة وحماساً". يحتاج التداول إلى الالتزام باستراتيجية واضحة سواء كان ذلك تداولاً يومياً، أو تداولاً متأرجحاً، أو استثماراً طويل الأجل، مع دراسة السوق واستغلال التكنولوجيا لتحليلها جيداً للحد من المخاطر وإدارتها بفعالية.
لقد أحدث التداول على الإنترنت ثورة في الأسواق المالية، بعدما أتاح الفرصة للمستثمرين من جميع المستويات لتحقيق النجاح بسهولة ومرونة، وازدادت كفاءته بفضل تطور التكنولوجيا. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال لا يعتمد فقط على الأدوات المتاحة، بل يتطلب وضع استراتيجية صلبة، وتعلماً مستمراً، وانضباطاً لمواكبة تطورات السوق وفهم ديناميكياتها. فالتداول ليس مجرد عملية شراء وبيع، بل هو فن إدارة المخاطر واستغلال الفرص بذكاء.
ومع استمرار هذا الزخم، فإن ضمان حصول المتداول على معاملة عادلة يُمكّنه من الاستثمار بنجاح، وفقاً لما قاله عايش، الذي يتطلع إلى تغطية الجوانب المختلفة والاحتياجات المتنوعة للمتداولين، ما يجعل تجربته مثالاً قوياً على ما يمكن أن تحققه الرؤية والمثابرة والفهم العميق للقطاع الذي تعمل فيه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصر تكثف جهود تأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية/
مصر تكثف جهود تأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية/

الشرق الأوسط

timeمنذ 31 دقائق

  • الشرق الأوسط

مصر تكثف جهود تأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية/

تكثف مصر جهودها لتأمين احتياجات الغاز في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية، من أجل ضمان استقرار الكهرباء خلال فصل الصيف، وعدم اللجوء لتطبيق خطة «تخفيف الأحمال». وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حرص حكومته على التحرك السريع من أجل تأمين احتياجات الدولة من الغاز الطبيعي، عبر مواصلة دعم قدرات البنية التحتية لاستقبال الغاز المسال المستورد، بما يسهم في رفع كفاءة ومرونة منظومة الإمداد بالغاز الطبيعي للسوق المحلية، وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد خصوصاً خلال أشهر الصيف. وجدد مدبولي خلال جولة تفقدية بميناء السخنة، السبت، تأكيده على «تنفيذ حزمة من الإجراءات التكاملية في ظل المواجهات الإسرائيلية - الإيرانية، تستهدف وجود 3 سفن للتغييز بدءاً من مطلع يوليو (تموز) المقبل، لتكون طاقاتها الاستيعابية 2250 مليون قدم مكعب يومياً، بجانب العمل على وجود سفينة تغييز رابعة احتياطياً». في حين أكد وزير البترول المصري، كريم بدوي، «وصول سفينة التغييز الرابعة في أغسطس (آب) المقبل، على أن يتم تشغيلها في ميناء دمياط على البحر المتوسط، بهدف ضمان استقرار وتنويع إمدادات الطاقة في ظل التحديات العالمية الحالية»، لافتاً إلى «تكثيف أعمال تنمية وإنتاج الغاز الطبيعي محلياً». وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف العام الماضي؛ حين طبَّقت خطة لـ«تخفيف استهلاك الكهرباء» بقطع التيار لساعتين يومياً على الأقل في معظم المحافظات، وذلك بسبب «نقص الوقود»، وقررت الحكومة في يوليو (تموز) الماضي، وقف خطة «تخفيف الأحمال» بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. عضوة «لجنة الطاقة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، عفاف زهران، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإجراءات الحكومية المتخذة حتى الآن في ملف الغاز تعكس تعاملاً بفكر إداري مختلف مع الأزمة الراهنة على خلفية تطورات ليست للبلاد علاقة بها»، متوقعة «عدم لجوء الحكومة لخطط تخفيف الأحمال بسبب نقص كميات الغاز». مصر تعمل على تجنب قطع التيار الكهربائي بسبب إمدادات الغاز (مجلس الوزراء المصري) لكن الرئيس التنفيذي الأسبق لـ«جهاز تنظيم مرفق الكهرباء»، حافظ سلماوي، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرؤية الضبابية لما يحدث إقليمياً، وسيناريوهات التصعيد المحتملة بين إيران وإسرائيل، تشيران إلى غياب أي معلومات مؤكدة في ظل الاستمرار المتوقع بعجز الغاز، وهو أمر يتوقع استمراره حتى 2028 مع الاعتماد على الاستيراد لتحقيق الاكتفاء الذاتي». وأضاف أن توفير الغاز وتسييله عبر السفن التي استأجرتها الحكومة المصرية يصل تقريباً في التكلفة المالية للضعف، مقارنة بالغاز الذي يصل إلى مصر من إسرائيل عبر الأنابيب، «الأمر الذي يضع عبئاً إضافياً على الحكومة مالياً»، مشيراً إلى أن «نحو 70 في المائة من محطات الكهرباء التي تعتمد على الوقود تعمل بالغاز، الأمر الذي يجعل كل السيناريوهات واردة وفق المتغيرات التي تنتج عن المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية». وكانت الحكومة قد أوقفت الأسبوع الماضي، ضخ الغاز الطبيعي للمصانع بشكل مؤقت، ضمن إجراءات تفعيل «خطة طوارئ لإدارة أزمة الغاز»، والتي تتضمن خفض الإمدادات لبعض الصناعات. تصاعد الدخان بعد غارة جوية إسرائيلية في وسط طهران (إ.ب.أ) واستوردت مصر 1.84 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال حتى مايو (أيار) 2025، بما يُشكّل نحو 75 في المائة من إجمالي وارداتها خلال العام الماضي، بحسب بيانات من «ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس»، الشهر الماضي. وبحسب سلماوي فإن «الاتفاق على استيراد شحنات من الغاز وتسييلها يستغرق بعض الوقت بخلاف تكلفته المادية، وهي أمور يجب أن تدفع الحكومة للتوسع في تخزين كميات من الغاز داخل البلاد، تضمن تأمين الاحتياجات لفترات أطول في ظل التغيرات التي فرضتها الظروف الحالية»، مؤكداً أنه «حتى مع زيادة الإنتاج المستهدف الوصول إليها بنهاية العام الحالي سيتواصل العجز اليومي». وأكد «ضرورة عدم الاستهانة بتوقف إمدادات الغاز عن المصانع، باعتبار أن عدداً ليس بالقليل من هذه المصانع يوفر السماد اللازم للزراعة، والبعض الآخر مرتبط بمواعيد تسليم بعض الأعمال، وربما سيتكبد خسائر بسبب غرامات التأخير لتوقف الإنتاج، الأمر الذي يستلزم اتخاذ إجراءات تضمن إعادة تشغيل هذه المصانع سريعاً». وهنا تبدي عضوة «لجنة الطاقة» في البرلمان تفاؤلها بأن تكون عودة المصانع للعمل «بأسرع وقت»، في ظل اهتمام الدولة المصرية بتشجيع الصناعة.

هل تقلصت أهمية المفاجآت في إعلانات الأرباح؟
هل تقلصت أهمية المفاجآت في إعلانات الأرباح؟

العربية

timeمنذ 35 دقائق

  • العربية

هل تقلصت أهمية المفاجآت في إعلانات الأرباح؟

لسنوات طويلة، كانت "مفاجآت الأرباح" من أقوى المحركات في الأسواق المالية، فحين تعلن شركة ما عن نتائج فصلية تفوق توقعات المحللين أو تخالفها بشكل كبير، كانت الأسواق تستجيب على الفور بحركات حادة في الأسعار مصحوبة بتداولات كبيرة، وكانت هذه المفاجآت محور الاهتمام في إعلانات البيانات المالية، وكان المحللون يبنون سمعتهم ومكافآتهم على مدى دقة هذه التوقعات. لكن يبدو أن المشهد بدأ يتغير - ليس بشكل جذري تماماً بعد - حيث إن هناك دلالات على تقلص أهمية توقعات الأرباح وتفاعل الأسواق معها، والأسباب هي أننا نعيش اليوم في بيئة متشبعة بالبيانات اللحظية وبرامج التعلم الآلي وأنظمة التداول الخوارزمية المتطورة، وغيرها من تقنيات. فالسؤال إذن: هل لا تزال مفاجآت الأرباح مؤثرة كما كانت، أم أن التقنية بدأت في إبطال مفعولها؟ فيما قبل عصر التقنية المتقدمة، كانت حركة الأسواق أبطأ نسبياً، فالمحللون يضعون توقعاتهم الفصلية، ثم يقيمها المستثمرون، ثم تعلن الشركات نتائجها في وقت محدد، ومن ثم قد ينتج عن ذلك مفاجأة إيجابية تدفع السهم إلى الارتفاع السريع، أو مفاجأة سلبية تقابل بعقاب فوري، وذلك لأن الأسواق كانت أقل كفاءة مما هي عليه الآن، حيث المعلومة الأفضل دوماً تخلق فرصاً قيمة لمن يمتلكها، ولذا فتح ذلك المجال لما يُعرف بـ"التداول المبني على معلومات داخلية"، حيث يستفيد من يملك المعلومة غير المعلنة بميزة واضحة، فيستطيع التداول قبل الجميع ويحقق أرباحاً كبيرة على حساب الآخرين. وبالطبع هذا السلوك غير أخلاقي وتعاقب عليه أنظمة الأسواق المالية، بما في ذلك السوق المالية السعودية. وعلى الرغم من ذلك، فإن لدى الاقتصادي الشهير ميلتون فريدمان وجهة نظر مثيرة للجدل، حيث إنه يرى أن الأسواق ذات الكفاءة العالية لا تعنيها مسألة التداول المبني على معلومات داخلية، لأنه يرى أن ردة فعل الأسواق تكون سريعة بحيث لا يمكن لأحد الاستفادة من أي معلومة لديه، لأن الأسعار تستجيب لأي أحداث أو أخبار أو تطورات بشكل سريع جداً، فتصبح المعلومات الداخلية عديمة الفائدة! أي إنه إذا كانت السوق بالفعل تعكس جميع المعلومات المتاحة العامة وشبه الخاصة والخاصة، فإن ميزة التداول الداخلي تتلاشى، لكن من جهة أخرى، في سوق يحركها الذكاء الاصطناعي والخوارزميات، هل أصلاً لا يزال هناك مجال للمفاجآت؟ لقد بدأت نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة النوع التوليدي منها، في تغيير طريقة قراءة الأسواق وتحليلها، فهي الآن لا تقتصر على عملية توقع الأرباح فحسب، بل إنها تقوم بتحليل نصوص لقاءات إعلان الأرباح، التي عادة تعقد مباشرة بعد إعلان النتائج، وتقوم بتحليل البيانات المالية والاقتصادية ذات العلاقة، وتحلل أسلوب ونبرة إدارة الشركة، وتربط ذلك بسلاسل الإمداد والمدفوعات المالية، وأي بيانات أخرى متعلقة بنشاط الشركة، بل حتى تقرأ تفاعلات المستثمرين في وسائل التواصل الاجتماعي وانطباعاتهم وما لديهم من آراء وأحاسيس، ويتم ذلك بشكل آني. كما أن هذه النماذج لا تنتج رقماً مطلقاً أو قراراً واحداً، بل تطرح احتمالات متعددة بأوزان مختلفة لسيناريوهات كثيرة، ويتم تحديث ذلك بشكل مذهل ومستمر، وبالتالي، فإن "المفاجأة" تصبح مجرد انحراف طفيف عن التوقع الديناميكي القائم! أضف إلى ذلك الدور الذي يلعبه التداول الخوارزمي، الذي يقلص زمن الاستجابة إلى أجزاء من الثانية، فحين تعلن الشركة عن نتائج أعلى من التوقعات، فإن الأنظمة تتولى قراءة البيان الصحفي وتحليله واتخاذ قرارات محددة بشأنه والقيام بتنفيذ الأوامر قبل حتى أن يتمكن الإنسان الطبيعي من قراءة عنوان البيان! لذا أصبحت فرص المضاربة تُغلق فوراً، ومع ازدياد دقة التنبؤ وسرعة الاستجابة بدأت تتضاءل قيمة المعلومات غير المعلنة، فمع الوقت لن يكون التحدي في الوصول إلى المعلومة، بل في فهمها بشكل أعمق وأسرع، وبالتالي فإن هذا التطور التقني ربما يمنح كثيرا من المصداقية لرأي فريدمان في أنه بوجود كفاءة عالية غنية بالبيانات قد يصبح التداول الداخلي غير مؤثر فعلياً. ختاماً، هل لا تزال مفاجآت الأرباح تحرك الأسواق؟ نعم، لكنها لم تعد تفعل ذلك بنفس الطريقة ولا بالتأثير نفسه، ولا بالفائدة المالية نفسها، فالأسواق اليوم بدأت تقلص من تفاعلها مع "المفاجأة"، وأصبح التفاعل محصوراً في الفجوة بين الرقم المعلن والرقم الذي كانت النماذج الذكية قد توقعته، وهذا لا شك يفتح مجالاً واسعاً للمنافسة بين نماذج الذكاء الاصطناعي.

«شل» «حذرة للغاية» بشأن الشحن بالشرق الأوسط في ظل تصاعد الصراع
«شل» «حذرة للغاية» بشأن الشحن بالشرق الأوسط في ظل تصاعد الصراع

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«شل» «حذرة للغاية» بشأن الشحن بالشرق الأوسط في ظل تصاعد الصراع

قال الرئيس التنفيذي لشركة «شل» وائل صوان، يوم الخميس، إن شركته الرائدة في مجال النفط والغاز «حذرة للغاية» بشأن شحناتها عبر الشرق الأوسط في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. ودخلت الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السابع، الخميس، حيث يُبقي الرئيس دونالد ترمب العالم في حيرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى القتال. وقال صوان في مؤتمر صناعي بطوكيو: «إن تصاعد التوترات خلال الأيام القليلة الماضية، في جوهره، قد زاد من حالة عدم اليقين الكبيرة في المنطقة... نحن حريصون للغاية، على سبيل المثال، على شحناتنا في المنطقة، فقط للتأكد من أننا لا نُخاطر بأي مخاطر غير ضرورية». يتدفق نحو 20 في المائة من النفط والوقود العالمي عبر مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي في الشرق الأوسط. وقال صوان إن التحدي الأبرز يتمثل في التداخل الإلكتروني الذي يُعطّل أنظمة الملاحة البحرية التجارية. وأضاف: «مضيق هرمز، في نهاية المطاف، هو الشريان الذي تتدفق عبره طاقة العالم، وإذا سُدّ هذا الشريان، لأي سبب كان، فسيكون لذلك تأثير كبير على التجارة العالمية». وأشار صوان إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز في الأيام الأخيرة كان «معتدلاً» مع ترقب المستثمرين لمعرفة ما إذا كانت البنية التحتية المادية قد تتضرر. وقد ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين هذا الأسبوع. وأضاف أن شركة «شل» تراقب من كثب احتمالية اتخاذ الولايات المتحدة إجراءً عسكرياً، ولديها خطط جاهزة في حال تدهورت الأمور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store