logo
"أنا ما زلتُ هنا"...الوحوش تقيم بيننا

"أنا ما زلتُ هنا"...الوحوش تقيم بيننا

المدن٠٩-٠٤-٢٠٢٥

فاز الفيلم البرازيلي "أنا ما زلتُ هنا"، بجائزة أوسكار لأفضل فيلم دولي بفضل تناوله مصير عائلة مزقتها الديكتاتورية العسكرية في البرازيل.
تذكيرٌ قوي بأن الوحوش المدافعة عن مذبحة غزة تُقيم بيننا.
شاهدتُ "ما زلتُ هنا" للمرة الأولى في مهرجان نيويورك السينمائي، الخريف الماضي. هو الفيلم الجديد لوالتر ساليس، الفائز أخيراً بأوسكار أفضل فيلم دولي، والدائر حول اختفاء ناشط معارض أثناء الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل من 1964 إلى 1985. كنت أجلس بجوار امرأة برازيلية شابّة، وبينما كنّا نتجاذب أطراف الحديث سألتها عما قد تطرحه على المخرج إذا سنحت لها الفرصة. فأجابتني بأنها تودّ معرفة ما إذا كان يعتقد أن الفيلم قادر على نشر الوعي بما حدث خلال تلك الفترة وحثّ الناس على مواجهة إرثها. ولم يكن سؤالي مجرّداً؛ فقد كنت أنوي إجراء مقابلة مع ساليس في اليوم التالي، ووجّهت سؤال المرأة إلى ساليس على النحو اللائق، فأعرب عن أمله في أن يخدم الفيلم هذه الوظيفة في البرازيل ـ التي لم تستوعب حقيقة ماضيها قطّ، على النقيض مثلاً من جارتيها الأرجنتين وأوروغواي.
تحقّقت آمال ساليس على نحوٍ واف. فقد شاهد أكثر من ثلاثة ملايين برازيلي فيلمه في دور العرض، وأثار الفيلم مناقشات مهمّة حول تاريخ الأمّة. مثل هذه المناقشة ضرورية خصوصاً الآن، حيث كانت هذه اللحظة الرهيبة على وشك التكرار مؤخراً: في يناير/كانون الثاني 2023، رفض أنصار الرئيس المنتهية ولايته خايير بولسونارو قبول خسارته أمام لولا دا سيلفا واقتحموا مجمّع العاصمة في برازيليا في محاولة لتنظيم انقلاب.
نادراً ما يأتي فيلم سياسي في مثل هذه اللحظة المواتية وبمثل هذا التأثير المشهود. يروي الفيلم اختفاء عضو الكونغرس البرازيلي السابق روبنز بايفا، الذي ساعد معارضي الحكومة العسكرية حتى أخذه من منزله من قبل الجيش في العام 1971 ولم يُر مرة أخرى. أمضت زوجته يونيس سنوات في محاولة الوصول إلى حقيقة مصير زوجها، سعيٌ قادها إلى كلية الحقوق والتزامها طيلة حياتها كمحامية في مجال حقوق الإنسان. (نجمة الفيلم هي فرناندا توريس، التي تلعب دور يونيس، وتصوّرها كشخصية قوية لا تلين وبطلة هادئة، ملتزمة بكشف الحقيقة والحفاظ على تماسك أسرتها.) بعد عقود، تم التأكيد بأن بايفا تعرّض للتعذيب والقتل في اليوم التالي لاختطافه/اختفائه.
كان ساليس، الذي فرّت عائلته من البرازيل لفترة من الوقت بعد الانقلاب، صديقاً لإحدى بنات بايفا؛ وبالتالي فالفيلم ليس مجرد عمل تكريمي وتذكير سياسي، بل أيضاً عودة إلى مراهقته وحساب لماضيه. إنه عملٌ مصنوع بشكلٍ جميل. النصف ساعة الأولى (بينما كانت الأسرة لا تزال معاً وتعيش الحياة على أكمل وجه)، مصوَّرة بكاميرا حيوية دائمة الحركة، على خلفية موسيقى البوب ​​البرازيلية في ذلك الوقت؛ بينما بعد اختفاء روبنز، اختفى أيضاً الضوء الساطع والموسيقى والحركة. تعمل جميع عناصر هذه التحفة الفنية على التعبير عن المأساة العميقة لما حدث لروبنز وعائلته والبرازيل.
بعيداً من مشابهات الوحشية والصلف المعهودة في كل نظامٍ قمعي – كما نعرفها ونألفها في منطقتنا - ما يلفت الانتباه كثيراً في الفيلم هو العدد اللامتناهي لمسؤولي النظام المتعاونين الذين ارتكبوا انتهاكات ضد الرجال والنساء والأطفال بلا مبالاة وبضمير حيّ. كأنهم بمثابة تذكير بأن الكثير منهم ومَن على شاكلتهم يعيشون بيننا، أولئك الذين لم يفعلوا سوى القليل لإخفاء هويّتهم على مدى الأشهر الـ16 الأخرة منذ بدء المذبحة الإسرائيلية-الأميركية بحق الفلسطينيين.
إنهم الساسة الذين يحرّفون اللغة والقانون الدولي عبر وصفهم العقاب الجماعي لشعب غزة من خلال القصف الشامل والتجويع - وهي جرائم ضد الإنسانية - بأنها "دفاع عن النفس". إنهم ضبّاط الشرطة الأوروبيون الذين يداهمون منازل الناس، ويحتجزون ويعتقلون الصحافيين المستقلين ونشطاء حقوق الإنسان، بما في ذلك اليهود، بسبب احتجاجهم على المذبحة في غزة. إنهم الصحافيون المؤسّسون الذين يتظاهرون بأن المذبحة التي لحقت بشعب غزة ليست سوى قصة إخبارية روتينية أخرى، أقل أهمية من وفاة ممثل مسنّ، أو نتيجة مباراة مهمة في لعبة جماهيرية.
وأكثر من أي شيء آخر، هم جيش من الناس العاديين على وسائل التواصل الاجتماعي، يسخرون من عائلات وذوي أطفال فلسطينيين مزّقتهم قنابل قصف إسرائيلي زودتّها بها الولايات المتحدة؛ يردّدون مزاعم لا نهاية لها عن "غزة وود"، وكأن تدمير المنطقة الصغيرة، الممكن رؤيتها من الفضاء الخارجي، خيالٌ محض وأن الضحايا الوحيدين هم مقاتلو حماس؛ يدافعون عن اختطاف مئات الأطباء والممرضات من مستشفيات غزة ونقلهم إلى "معسكرات اعتقال" حيث يعدّ التعذيب والانتهاك الجنسي والاغتصاب إجراءً قانونياً مشروعاً؛ يبرّرون تدمير مستشفيات غزة وترك الأطفال الخدّج والنساء الحوامل والمرضى وكبار السنّ ليموتوا، على أساس مزاعم إسرائيلية لا أساس لها من الصحة تخدم فقط أكاذيبها بأن كل مستشفى "مركز قيادة وسيطرة" لحماس؛ يشجّعون محو الفيلم الوثائقي الوحيد عن غزة الذي يضفي طابعاً إنسانياً على أطفالها لأن والد الراوي البالغ من العمر 13 عاماً عالمٌ معيّن من قبل حكومة حماس للإشراف على ما كان قطاعها الزراعي قبل أن تدمّر إسرائيل كل نباتات القطاع.
هؤلاء الناس يعيشون بيننا. ويزدادون ثقة يوما بعد يوم. وفي يوم من الأيام، إذا لم نقاومهم الآن، فسيضعون غطاءً على رؤوسنا ليأخذونا إلى مكان سرّي. سيجلسون أمامنا، ويطرحون علينا الأسئلة نفسها مراراً وتكراراً، ويجعلوننا نتصفّح ألبومات الصور للعثور على وجوهٍ نعرفها، وأشخاص يمكننا الإبلاغ عنهم. سيقودوننا إلى زنازين قذرة، حيث يوجد رفّ صلب للنوم، ولا بطانية لتدفئتنا، ولا فرصة للاستحمام، وحفرة في الأرض للمرحاض، ووجبة واحدة لتغذيتنا طوال اليوم. سيرافقوننا بصمتٍ عبر ممرّات مظلمة طويلة إلى غرفة حيث ينتظروننا. سيكون هناك كرسي في وسط غرفة فارغة. سيومئون لنا بالجلوس. وبعد ذلك سيبدأ الأمر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المخرج اللاتفي الفائز بأوسكار أفضل فيلم تحريك: استقلاليتي أولاً!
المخرج اللاتفي الفائز بأوسكار أفضل فيلم تحريك: استقلاليتي أولاً!

المدن

timeمنذ 2 أيام

  • المدن

المخرج اللاتفي الفائز بأوسكار أفضل فيلم تحريك: استقلاليتي أولاً!

أفلام الرسوم المتحركة أحداث حقيقية، على الأقل في الاستديوهات الكبيرة. تعمل الفرق على تلك الأفلام لسنوات، وأحياناً بمئات الأشخاص. الموازنات الآن ليست أقل بكثير من موزانات إنتاجات هوليوود. يكلّف بعض الأفلام الآن أكثر من 200 مليون دولار أميركي. لكن هناك طرق أخرى، كما يوضّح مثال مخرج الرسوم المتحركة اللاتفي جينتس زيلبالوديس (1994). عندما أصدر زيلبالوديس فيلمه الروائي الطويل الأول، Away، في العام 2019، كان عملاً فردياً إلى حدّ كبير. أخرجَ وكتب السيناريو، ولحّن الأغاني وقام أيضاً بتنفيذ الرسوم المتحركة بنفسه. إلا أن المغامرة السريالية التي قدّمها أثارت الإعجاب، وخلقت جوّاً فريداً وحصدت العديد من الجوائز. فيلمه الثاني، "تدفّق" Flow، الدائرة أحداثه حول مجموعة حيوانات يتعيّن عليها النجاة من فيضان مدمّر، حقّق نجاحاً باهراً: عُرض للمرة الأولى في مهرجان "كانّ"، ووصفه غييرمو ديل تورو بأنه "مستقبل الرسوم المتحركة"، وفاز أخيراً بجائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة للعام 2025. يأخذنا الفيلم إلى سحر نهاية العالم، حيث يُسمح للحيوانات بأن تكون على سجيتها. من الصور الأولى داخل غابةٍ، يطالعنا قطّ صغير يحدّق حوله ومجموعةٍ من الكلاب البرية، ويتضح لنا أن جينتس زيلبالوديس يأخذنا مع "تدفّق" إلى عالمٍ متحركٍ نادراً ما نراه. فيلم تحريك ثلاثي الأبعاد، يتميز بشخصياتٍ شبه واقعية، وحيواناتٍ تبدو، رغم بعض التنميط، واقعيةً للغاية. ومع ذلك، هناك ما يجعله مختلفاً، مثل عيني القطّ الصفراوين المكثفتين، ومنحوتات القطط الغامضة، أو صعودٍ سحريٍّ غير متوقع. ما يُثير الدهشة عند متابعة القطّ أثناء تجواله في هذه البيئة المألوفة والغريبة في آنٍ، هو اختفاء الناس. ما زالت هناك مدينةٌ مليئةٌ بالمباني الفارغة، وهناك منزلٌ مهجورٌ لفنان، لكن بعيداً من ذلك، لا يوجد سوى الحيوانات. يكتشف القطّ الأسود أن العالم الذي عرفه لم يعد موجوداً. مع عدم وجود بشر في الأفق، يُترك المشاهد ليتخيل، من دون تأكيد أو تفسير رسمي، أن نوعاً من الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان قد حدث للتو. ثم تأتي تلك الموجة العارمة الآسرة التي تعلو وترتفع. يقفز القطّ، بعد لحظات قلق، في قارب وتبدأ رحلة متقلبة، مرحة أحياناً، لكنها درامية وساحرة، وأحياناً عاصفة، إلى أماكن أكثر أماناً. برفقة كلب، وليمور، وخنزير مائي، وطائر كبير على متن قارب يأخذهم عبر مناظر طبيعية وآثار تظهر آثار حضارة قديمة. المميز هو مدى واقعية سلوك الحيوانات. على عكس معظم أعمال الرسوم المتحركة الحيوانية، فهي لا تتكلّم وليست رسوماً كاريكاتورية بشرية، مع أن مناوشاتها قد تُرى كاستعارة. القطّ يموء، والكلاب تنبح فحسب. القصّة بسيطة أيضاً، تركّز على مفهوم المغامرة والبقاء، وتتجاهل تماماً الحاجة إلى الكلمات. إلا أنها مزوّدة بدافعٍ كافٍ لتوجيه الأحداث نحو نهاية مؤثرة عنوانها التكاتف والتعاون. يمكن رؤية الأمر كانغماس في عالم أحلام أسطوري، بصورٍ جميلة وتفاصيل كثيرة غالباً ما تفتقر إلى رؤية كافية. لو كان الخط الدرامي أقوى قليلاً لما أضرّ، لكن من ناحية أخرى، التجربة هي الأهمّ هنا. زيلبالوديس - المعجب بالأستاذ الكبير الياباني هاياو ميازاكي - يترك مجالاً واسعاً للتفسير. ورغم أن فيلم "Flow" موجّه بالاساس للكبار، إلا أن زيلبالوديس يعتقد أنه يحتوي أيضاً على ما يكفي للأطفال. يحقق "Flow" التوازن بين العناصر الواقعية والأسلوبية، وهو أقل كوميدياً من سابقه، لكنه ما زال فريداً بما يكفي للتميّز وسط طوفان أفلام الرسوم المتحركة المولّدة بواسطة الكومبيوتر. الجانب السلبي الوحيد أنه ربما تمرّ سنوات قبل أن يكون هناك فيلم آخر من إخراج زيلبالوديس. وبصرف النظر عن كونه أحد أفضل أفلام الرسوم المتحركة للعام الماضي، فإن "Flow" خطوة مهمة في خروجه على احتكار الشركات الأميركية، ويثبت أنه من الممكن إنجاز أعمال لافتة باستخدام برامج مجانية، من دون الحاجة إلى إسراف الموازنات. "المدن" التقت المخرج اللاتفي في وقتٍ سابق وكان الحوار التالي: - حظي فيلمك بإشادات واسعة وجوائز عديدة. هل توقعت كل هذه الحفاوة؟ * لا، لقد كان الأمرّ كله مفاجأة سارة بعد أخرى، خصوصاً بعد مهرجان "كانّ"، حيث نادراً ما تُعرض أفلام الرسوم المتحركة. فيلمنا مميّز، مغامرة أبطالها قطّ وحيوانات أخرى، تجذب الكبار والصغار على حدّ سواء. إنه فيلم شخصي للغاية بالنسبة إلي، وأنا سعيد بذلك. لاقى الفيلم استحساناً كبيراً. ويُظهر التقدير نجاحنا في المخاطرة. - كيف تتخيّل ردّ فعل شركة والت ديزني على فيلمك؟ * لست متأكداً، لكني أعتقد، على غرار أفلام ديزني، أن هناك ما يناسب الجميع. مع ذلك، تتصرّف حيوانات فيلمي كحيوانات حقيقية، بلا كلام أو نكات، ما يجعلها أكثر تصديقاً وعاطفية. هذا سمح لنا بسرد القصة باستخدام الصور والموسيقى والأصوات فقط، ما جعل الفيلم أكثر كثافة وتعبيراً. أرى هذا عودةً إلى التجربة السينمائية الصرفة، وهو ما ينجح بشكل خاص في الشاشة الكبيرة. - القطّ في فيلمك ليس قطّاً "لطيفاً" نموذجياً؛ إنه أناني وعدواني أحياناً. لماذا اخترت هذا التصوير؟ * القطط غالباً ما تكون عنيدة، وهذا بالضبط ما أردت إظهاره. نتسامح مع سلوك القطّ لأننا نراه نموذجياً للقطط، وهذا ما يجعله محبوباً. يُظهر الفيلم تطوّره من شخصية مستقلّة إلى شخصية تتعلّم الثقة في الآخرين. أردتُ تصوير هذا التغيير بأصالة وبلا مساومة. - يتميّز فيلمك بجماليات واضحة، تُذكّرنا أحياناً بألعاب الفيديو. هل كان ذلك قراراً واعياً أم بسبب الميزانية؟ * كان قراراً واعياً تماماً، رغم قلة مواردنا كفريق مستقلّ صغير. لم أُرِد أسلوب الرسوم المتحركة الواقعي الذي تستخدمه الاستديوهات الكبرى، بل مزيجاً من الرسم اليدوي التقليدي والرسوم ثلاثية الأبعاد الحديثة. هذا يجعل المظهر أكثر دفئًا وعاطفية من الرسوم المتحركة المثالية والمُجردة. كنتُ مهتمًا بخلق المشاعر من خلال الصور المُصممة. - رسومك المتحركة تُذكرنا إلى حد بجماليات لوتا راينيغر Lotte Reiniger (*) وأفلامها الظلّية. هل كان ذلك مصدر إلهام؟ * أعرف لوتا راينيغر وأُقدّر عملها. بالنسبة إلي، الرسوم المتحركة ليست نوعاً، بل وسيلة تتيح تنوعاً واسعاً في القصص والأساليب. أؤمن بأن الرسوم المتحركة يجب أن تحمل بصمة المبدع وأن تكون فريدة. من المثير للاهتمام أن نرى حتى الاستوديوهات الكبرى تُجرّب الآن أساليب أكثر فنية، وأن التنوّع في الرسوم المتحركة آخذ في الازدياد. - ما رأيك في الذكاء الاصطناعي في الرسوم المتحركة؟ * لم نستخدم الذكاء الاصطناعي في هذا الفيلم، وبصراحة، لستُ مهتماً به بشكل خاص. بالطبع، سيُغيّر الذكاء الاصطناعي الصناعة، لكني أعتقد أن الناس سيُقدّرون دائماً العمل اليدوي. هذا الفيلم شخصي للغاية؛ تولّيت فيه عديد الأدوار المختلفة واستمتعتُ بالعملية. من المهمّ بالنسبة إلي الحفاظ على تلك اللمسة الشخصية. - إذا قدّمت لك شركة "بيكسار" عرضاً، فهل ستقبله؟ أم ستُفضّل الحفاظ على استقلاليتك؟ * أريد الحفاظ على استقلاليتي. أنشأنا استديو في لاتفيا لهذا الفيلم، وقد أثبت نجاحه. إنه أحد أنجح الأفلام اللاتفية، وأرغب في مواصلة العمل على مشاريع مستقلّة في لاتفيا. - في أفلام الرسوم المتحركة، غالباً، تفاصيل مخفية عمداً، أو ما يُطلق عليه "بيض عيد الفصح". هل ينطبق هذا أيضاً على فيلم Flow ؟ * نعم، هناك تفاصيل خفية قد لا تظهر في المشاهدة الأولى. أريد أن أتيح للمشاهدين فرصة الانغماس في القصّة وتفسير ما قد يكون حدث قبلها أو بعدها. يكون الأمر أمتع عندما ينطلق المشاهدون في رحلة استكشافية ويجدون تفسيراتهم الخاصة. - أنجزت فيلمك السابق، Away ، بمفردك تقريباً في عمر الـ24. الآن تقدّم هذا الفيلم في عمر الثلاثين لكن بمسار إنجازي مختلف. ما الذي تغيّر؟ * يتمتّع "Flow" بميزانية أعلى، وهو أول تعاون لي مع فريق من الرسامين، معظمهم في فرنسا. قصّتا الفيلمين يمكن اعتبارهما تمثيلاً لمسيرتي المهنية: بطل فيلم Away يجد نفسه وحيداً في جزيرة، ويتعيّن عليه البقاء والنجاه بمفرده. أما في Flow فيجب على قطّ صغير أن يتعلم التعاون في مجتمع مع مجموعة من الحيوانات من أجل البقاء. - من المثير للاهتمام كيف يستخدم هذا الفيلم بمهارة الموارد المحدودة لإنتاج عمل ينافس أفلاماً بميزانيات أكبر بكثير... * تمكّنا من الابتعاد عن احتكار البرمجيات المعتاد في قطاع الرسوم المتحركة. كانت شركة أوتو ديسك الأميركية تحتكر البرمجيات في صناعة الرسوم المتحركة، لكن هناك برامج مجانية لتوليد صور ثلاثية الأبعاد مثل Blender، إلا أن استخدامه ليس شائعاً في الصناعة. استخدمنا هذا البرنامج، الأوروبي مفتوح المصدر والمجاني تماماً، ما سمح بإنجاز الفيلم بميزانية أقل من متوسطة. يمكن لأي طفل تنزيل هذا البرنامج مجاناً وإنتاج أفلام بالأدوات نفسها المستخدمة في إنتاج هذا النوع من الأفلام الروائية المعروضة في دور العرض. وهو أداة جيدة كأي أداة أغلى ثمناً. لكن نعم، هذا سمح لنا بالعمل بميزانية مستقلة أكثر تواضعاً. إنه أداة مرنة للغاية. لا أعتقد أننا كنا لنتمكّن من القيام بذلك بالطريقة التقليدية، سواء من حيث التكنولوجيا، أو من حيث كيفية إنتاج الأفلام. الميزة الكبرى لبرنامج Blender أنه يأتي مع برنامج عرض في الوقت الفعلي يسمّى Eevee. سمح لي Blender وEevee بتجربة زوايا مختلفة للكاميرا والعرض بسرعة كبيرة لمعرفة ما إذا كان سينجح أم لا. وبالطبع، من الرائع أنه برنامج مجاني لأن الفيلم يتمتع بميزانية معتدلة، على الأقل وفقاً للمعايير الفرنسية. - أخيراً: هل لديك قطّ؟ * ليس حالياً، لكني، عندما كنت طفلاً، كان لديّ قطّ ألهم هذا الفيلم. وكان لديّ أيضاً كلبان، كانا مصدر إلهام للكلب في الفيلم. أحبّ القطط والكلاب على حدّ سواء، ولم أضطر للبحث كثيراً من أجل الفيلم لأنّي أعرف سلوكها جيداً. (*) لوتا راينيغر(1899- 1981) مخرجة أفلام ألمانية ورائدة في مجال الرسوم المتحركة.

توم كروز يُكرّم بجائزة أوسكار فخرية
توم كروز يُكرّم بجائزة أوسكار فخرية

المردة

timeمنذ 3 أيام

  • المردة

توم كروز يُكرّم بجائزة أوسكار فخرية

سيحصل الممثل والمنتج الأميركي توم كروز على أوسكار فخرية قبل احتفال توزيع جوائز الأوسكار لعام 2026، وفق ما أفاد المنظمون الثلاثاء، وهي الأولى التي يحصل عليها في مسيرته في هوليوود. وتم اختيار توم كروز لتلقي تمثال صغير لمساهماته في السينما، إلى جانب مصممة الرقص ديبي ألن ومصمم الإنتاج وين توماس. كذلك، ستحصل دولي بارتن على جائزة جان هيرشولت الإنسانية لعملها الإنساني المستمر منذ عقود. وحصل توم كروز على أربعة ترشيحات لجوائز الأوسكار لكنه لم يفز بأي منها، رغم تحقيقه شهرة عالمية لأدواره في أفلام 'ميشن إمباسيبل' و'توب غان'. وقالت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في بيان 'إن التزام توم كروز المذهل تجاه مجتمع صناعة الأفلام والتجربة المسرحية (…) ألهمنا جميعا'. وستكرّم ديبي ألن لمسيرتها المهنية التي امتدت على خمسة عقود وتضمّنت تصميم رقصات حفلات توزيع جوائز الأوسكار سبع مرات والعمل في أفلام من بينها 'فورغت باريس' عام 1995. أما وين توماس فسيكّرم على عمله الإنتاجي في أفلام مثل 'مالكولم إكس' و'دو ذي رايت ثينغ'، وفق ما نقلت وكالة 'فرانس برس'.

توم كروز يُكرّم بجائزة "أوسكار" فخرية
توم كروز يُكرّم بجائزة "أوسكار" فخرية

النهار

timeمنذ 5 أيام

  • النهار

توم كروز يُكرّم بجائزة "أوسكار" فخرية

سيحصل الممثل والمنتج الأميركي توم كروز على "أوسكار" فخرية قبل احتفال توزيع الجوائز لعام 2026، وهي الأولى التي يحصل عليها في مسيرته في هوليوود. اختير كروز لتلقّي تمثال صغير لمساهماته في السينما، إلى جانب مصمّمة الرقص ديبي ألن ومصمم الإنتاج وين توماس. كذلك، ستحصل دولي بارتن على جائزة جان هيرشولت الإنسانية لعملها الإنساني المستمرّ منذ عقود. وحصل توم كروز (62 عاماً) على أربعة ترشيحات لجوائز الـ"أوسكار" لكنه لم يفز بأيّ منها، رغم تحقيقه شهرة عالمية لأدواره في أفلام "ميشن إمباسيبل" و"توب غان". من جهتها، قالت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في بيان "إنّ التزام توم كروز المذهل تجاه مجتمع صناعة الأفلام والتجربة المسرحية (...) ألهمنا جميعاً". وستكرّم ديبي ألن البالغة 75 عاماً لمسيرتها المهنية التي امتدّت على خمسة عقود وتضمّنت تصميم رقصات حفلات توزيع الـ"أوسكار" سبع مرات والعمل في أفلام من بينها "فورغت باريس" عام 1995. أما وين توماس فسيكّرم على عمله الإنتاجي في أفلام مثل "مالكولم إكس" و"دو ذي رايت ثينغ".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store