
مباشر, إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية، ورئيس جديد لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني
تغطية مباشرة
أنباء عن انفجار في منطقة رشت الصناعية شمال غرب إيران
أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع "انفجار" في منطقة رشت الصناعية بمحافظة جيلان.
في الوقت نفسه، نُشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الانفجار والحريق الناتج عنه في المنطقة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر إنذاراً بإخلاء سكان منطقة سفيدرود الصناعية بالقرب من رشت في قرية كلش طالشان الإيرانية، تمهيداً لقصف ما قال إنها "بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الإيراني".
وزير الخارجية البريطاني يتوجه إلى جنيف للقاء عراقجي
يتوجه وزير الخارجية البريطانية دايفيد لامي إلى جنيف ينضم إلى نظيريه الفرنسي والألماني للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
كما يتوقع أن تحضر الاجتماع الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
وفي حال إحراز هذا الاجتماع أي تقدم، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها محادثات بين زعماء من دول الغرب ومسؤولين إيرانيين منذ أن بدأت إسرائيل هجماتها على إيران منذ حوالي أسبوع. ويتوقع أن تركز هذه المحادثات على إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن هذه المحادثات "تستهدف إثناء إيران نهائياً عن الاستمرار في برنامجها النووي وبرامج تطوير الصواريخ الباليستية".
وكتب لامي على منصة إكس: "الآن هو الوقت المناسب لوضع حد للمشاهد المحزنة في الشرق الأوسط والحد من التصعيد الذي لن يفيد أحداً".
واتفق لامي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في اجتماعهما قبل قليل على أن "إيران لا يمكنها أبداً أن تمتلك سلاحاً نووياً".
الولايات المتحدة وبريطانيا تتفقان على ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً
وردت إلينا تصريحات تعكس أن هناك اجتماعاً بين وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي ونظيره الأمريكي ماركو روبيو.
ووصف لامي الموقف الراهن في الشرق الأوسط بأنه "خطير"، مؤكداً أن كلا المسؤولين تحدثا عن سبل "حل المشكلات النووية على المدى الطويل".
وأضاف: "هناك فرصة على مدار الأسبوعيْن المقبليْن للتوصل إلى حل دبلوماسي".
كما اتفق الوزيران على أن "إيران لا يمكنها أبداً أن تملك سلاحاً نووياً"، وفقاً للمتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية روبيو.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سوف يتخذ القرار بشأن مشاركة بلاده في الهجوم على إيران خلال أسبوعين.
صدر الصورة، Reuters
إسرائيل تتهم إيران باستخدام ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي الخميس
صدر الصورة، Reuters
أطلقت إيران صاروخاً باتجاه إسرائيل الخميس، برأس حربي نثر قنابل صغيرة "بهدف زيادة حصيلة الضحايا" بين المدنيين، بحسب ما قاله الجيش الإسرائيلي والسفارة الإسرائيلية في واشنطن، في أول إشارة إلى استخدام الذخائر العنقودية خلال التصعيد.
ونقلت وكالة رويترز عن السفارة الإسرائيلية في واشنطن قولها، إن القوات المسلحة الإيرانية أطلقت صاروخاً يحتوي على ذخيرة عنقودية باتجاه منطقة ذات كثافة سكانية عالية في إسرائيل، دون أن تحدد المنطقة المقصودة.
وأضافت السفارة، أن الأسلحة العنقودية مصممة للانتشار في مناطق واسعة لـ "زيادة فرص إحداث ضربة مدمّرة".
واتهمت السفارة الإسرائيلية، بحسب رويترز، إيران بالاستهداف المتعمّد للتجمعات المدنية، والسعي لـ "إحداث أكبر ضرر ممكن للمدنيين عبر استخدام ذخائر تنتشر على مساحات واسعة".
على صعيد متصل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الجيش قوله، إن الرأس الحربي لأحد الصواريخ الإيرانية، تفكك على ارتفاع نحو 7 كيلومترات فوق الأرض، وأطلق نحو 20 قنبلة صغيرة في منطقة نصف قطرها 8 كيلومترات وسط إسرائيل.
وتُعد القنابل العنقودية أسلحة مثيرة للجدل، لكونها ذخائر تتناثر دون تمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وبعض هذه القنابل لا ينفجر عند اصطدامه بالأرض، ما يشكل خطراً لفترات طويلة بعد نهاية الصراع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً من خطورة الذخائر غير المنفجرة.
يُذكر أن كلّاً من إيران وإسرائيل امتنعتا عن الانضمام إلى معاهدة دولية في 2008 تحظر إنتاج القنابل العنقودية وتخزينها ونقلها واستخدامها.
إيران تشهد أسوأ انقطاع للإنترنت "في تاريخها" لليوم الثاني على التوالي
وصف ناشطون في الحقوق الرقمية انقطاع الإنترنت الذي تشهده إيران في الوقت الحالي بأنه أسوأ تحكم في شبكة الإنترنت في تاريخ البلاد.
وما يزال الإنترنت معطلاً لأكثر من 24 ساعة، منذ أن قطعت الحكومة الخدمة في عموم البلاد، ما يقيد الاتصال بالعالم الخارجي لأغلبية سكان إيران البالغ عددهم نحو 91 مليون نسمة.
وقال أمير رشيدي، من جماعة ميعان، وهي منظمة إيرانية داعمة لحقوق الإنسان، إن "هذا هو أسوأ انقطاع للإنترنت يشهده البلاد في تاريخها".
وأضاف، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه "أسوأ مما حدث في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. ففي هذا الوقت، لم تكن خدمة الإنترنت الداخلية في إيران مقطوعة بشكل كامل؛ لكن ليلة أمس، حتى الخدمة الداخلية قُطعت هي الأخرى".
ويعني الانقطاع الكامل لخدمة الإنترنت أن المواقع الإلكترونية وغيرها من الخدمات الرقمية لن يتمكن أحد من دخولها أو الوصول إليها.
حتى من يستخدمون الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) على هواتفهم، وهي الشبكات التي تحجب إيران أغلبها بالفعل، لن يكون في إمكانهم الدخول على الإنترنت.
قبل 3 ساعةأستراليا تعلّق عمل سفارتها في طهران وتدعو موظفيها لمغادرة إيران
أعلنت أستراليا تعليق عمل سفارتها في طهران، وأصدرت توجيهات بمغادرة المسؤولين الأستراليين إيران، بسبب "تدهور الوضع الأمني".
وصرحت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، ليلة الجمعة، بأن السفير الأسترالي لدى طهران سيبقى في المنطقة لدعم استجابة حكومة بلادها للأزمة.
وأضافت الوزيرة في بيان: "نواصل التخطيط لدعم الأستراليين الراغبين في مغادرة إيران، ونحن على اتصال وثيق بالدول الشريكة الأخرى".
قبل 3 ساعةتعيين رئيس جديد لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
أفادت وكالة أنباء فارس بأن اللواء محمد باكبور، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، أصدر مرسوماً بتعيين العميد مجيد خادمي رئيساً جديداً لجهاز استخبارات الحرس الثوري.
يأتي العميد خادمي خلفاً لمحمد كاظمي، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس جهاز حماية المعلومات التابع للحرس الثوري، ويُعد من "الكوادر الأمنية الرفيعة التي تمتلك خبرة واسعة في المجالات الاستخبارية والأمنية داخل المؤسسة"، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية.
وكان العميد كاظمي وثلاثة من نوابه قد قُتلوا قبل أربعة أيام في غارة إسرائيلية.
كيف يمكننا أن نعرف متى يجب الإخلاء؟ أحد سكان طهران يسأل, غنجة حبيبي زاد-بي بي سي فارسي
تمكنتُ أخيراً من التحدث إلى أحد سكان طهران بعد ساعات من انقطاع الاتصال به في البلاد، بسبب قيود الإنترنت التي فرضتها السلطات.
أخبروني، عبر تطبيق مراسلة آمن، أن إحدى إعدادات شبكة VPN الخاصة بهم، المستخدمة للالتفاف على القيود، "عملت بعد عدة ساعات من المحاولة".
كما أخبروني أيضاً أنهم سمعوا انفجارات في طهران اليوم. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت في وقت سابق أن الدفاعات الجوية الإيرانية نشطة في شرق وشمال طهران، دون تحديد مواقعها.
وقالوا: "قد ينقطع الاتصال في أي لحظة. كيف يُفترض بنا أن نعرف متى نخلي المدينة الآن في ظل هذه القيود على الإنترنت؟".
أصدرت إسرائيل عدداً من أوامر الإخلاء لسكان طهران - أوامر غالباً ما تُنشر على حسابات الجيش الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحتفظ بي بي سي ببعض تفاصيل المحادثة حفاظاً على سلامتهم.
وزير الخارجية الإيراني يلتقي بنظرائه الأوروبيين يوم الجمعة
من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني بنظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، في جنيف يوم الجمعة، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
وأكد عباس عراقجي المحادثات في مقابلة مع الوكالة، عقب تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول اجتماعات بين وفود إيرانية ووزراء خارجية أوروبيين.
وسيناقش عراقجي البرنامج النووي الإيراني خلال الاجتماع، وفقاً لوكالة فرانس برس.
صدر الصورة، Reuters
ما الذي حدث إلى الآن؟
إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم ملخصاً لأهم التطورات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران:
بدأت إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران 2025، بقصف مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل إيران، وقالت إنها استهدفت شخصيات بارزة في الحرس الثوري والجيش الإيراني، وعلماء نوويين في إيران.
اعتبرت إيران الهجمات الإسرائيلية تعدياً عليها، وردت عليها بوابل من الصواريخ أصاب بعضها أهدافاً في مدن إسرائيلية.
على مدار الأيام الماضية، استمرت المواجهة بين إسرائيل وإيران، وسط تدخل أمريكي مُرتقب.
وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض، بأن إيران تمتلك الآن القدرة على تصنيع قنبلة نووية "خلال أسبوعين فقط"، في تحذير خطير يزيد من حدة التوترات بين واشنطن وطهران. وفي تطور متصل، كشفت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، سيتخذ قراراً حاسماً بشأن الملف النووي الإيراني "خلال الأسبوعين المقبلين".
من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني، يوم الجمعة، بنظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، وذلك في مدينة جنيف السويسرية، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وفي مقابلة مع بي بي سي، وجّه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تحذيراً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالباً إياه بعدم التدخل، وأضاف: "هذه ليست حرب أمريكا".
وتشهد المواجهة تصعيداً ميدانياً حاداً، إذ شنّت إيران قصفاً صاروخياً، أسفر عن جرح 271 شخصاً، بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية وأُصيب مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بأضرار جسيمة نتيجة الهجوم. وأكّدت إيران أنها كانت تستهدف موقعاً عسكرياً قرب المستشفى، وليس المنشأة الطبية نفسها.
الهجوم دفع وزير الدفاع الإسرائيلي إلى التصعيد، قائلاً في تصريحات مثيرة للجدل إن "المرشد الإيراني لا ينبغي أن يبقى حياً"، ما عُدّ تهديداً جديداً على المستوى الرسمي.
و شنت القوات الإسرائيلية، في وقت متأخر من الليل، غارات جوية استهدفت منشآت نووية داخل إيران، من بينها مفاعل آراك للماء الثقيل، ما يثير مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية مفتوحة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
ما فرص نجاح الدبلوماسية في نزع فتيل الحرب بين إسرائيل وإيران؟
ساعات بعد هجوم صاروخي إيراني كاسح على أهداف إسرائيلية يوم الخميس خلف أكثر من 271 جريحا، ودمارا واضحا في مستشفى سوروكا في بئر السبع ومناطق أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قرارا بشأن مهاجمة إيران. جاء ذلك بعد اجتماع الرئيس مع فريقه للأمن القومي، كررت على إثره المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت تصريحات سابقة لترامب، قال فيها إن الإيرانيين مهتمون بالقدوم إلى البيت الأبيض وأن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات. لكن عقدها يظل غير مؤكد. وطبقا لمحللين فإن إرجاء اتخاذ قرار أمريكي بضرب إيران في غضون أسبوعين وربطه بإمهال طهران تلك الفترة لاتخاذ قرار بشأن العودة إلى التفاوض من عدمه ربما جاء ليغطي على المعارضة التي يواجهها ضلوع الولايات المتحدة في أي حرب ضد إيران، إضافة إلى الخلاف القائم بين جناحين داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي. جناح أول يطالب بالتريث ومنح فرصة للدبلوماسية وعدم خوض حرب غير محسوبة العواقب ضد إيران. وجناح ثان يرى أن الفرصة مواتية لتجريد إيران من برنامجها النووي والمضي في تدمير البنى التحتية العسكرية والنووية الإيرانية التي عجزت القدرات التسليحية الإسرائيلية عن الوصول إليها. إضافة إلى ذلك الخلاف، يعزو مراقبون تغير موقف ترامب من الخيار العسكري، الذي أعلن عنه بداية الأسبوع إلى الدبلوماسي، إلى اعتقاده أن قوة وقدرات إيران على القتال وهنت عما كانت عليه قبل أسبوع بعد الضربات القاصمة التي تلقتها في اليوم الأول من الحرب. ولربما يأمل الرئيس أن تذعن إيران وتستسلم في نهاية المطاف تحت الضربات الإسرائيلية المتواصلة. وستفسح المهلة الأمريكية، في الوقت نفسه، المجال لفرص التفاوض، حيث يجتمع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي في جنيف اليوم الجمعة لإجراء محادثات. برأيكم، نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 20 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جهاز استخباراته
إن الحديث عن مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي، يثير السؤال المحوري الذي يُخيّم على قرار دونالد ترامب بشأن الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية. هذه القضية المُشوبة بمخاوف تهديدات وشيكة للولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي، أحدثت شرخاً واضحاً في العلاقات بين الرئيس وأحد كبار مستشاريه الأمنيين. وتُعيد هذه القضية إلى الأذهان حُججاً ساقها مسؤول جمهوري آخر في البيت الأبيض خلال أزمة أخرى في الشرق الأوسط قبل أكثر من عشرين عاماً. فعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، وخلال عودته المُفاجئة من قمة مجموعة السبع الكندية، سُئل ترامب عمّا إذا كان يُوافق على الشهادة التي أدلت بها رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، في مارس/ آذار، التي أفادت بأن إيران لا تُصنّع قنبلة نووية. قال ترامب للصحفيين "لا أُبالي بما قالته"، مُضيفاً أنه يعتقد أن إيران "قريبة جداً" من امتلاك قنبلة نووية. وخلال شهادتها البرلمانية، قالت تولسي غابارد إن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران لم تستأنف برنامجها للأسلحة النووية الذي أوقفته عام 2003، حتى مع وصول مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب - وهو أحد مكونات هذه الأسلحة - إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وعقب تصريحات ترامب، يوم الثلاثاء، أشارت تولسي إلى مستوى تخصيب اليورانيوم كدليل على أنها والرئيس "متفقان" في تبادل المخاوف. هل نقل طائرات أمريكية إلى أوروبا يُعتبر تمهيدا لضربة ضدّ إيران؟ وقد شهد اختيار تولسي غابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية الكثير من الجدل بعد تولي ترامب منصب الرئيس، نظراً لانتقاداتها السابقة للاستخبارات الأمريكية، ولتصريحاتها السابقة بأنها لا تمانع اللقاء بخصوم الولايات المتحدة كالرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، ولآرائها الصريحة المناهضة لسياسة التدخل الخارجي لأمريكا. وكانت تولسي، المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة التي أيدت السيناتور بيرني ساندرز في حملته الانتخابية، قد انشقت عن الحزب الديمقراطي في عام 2022، وأيدت ترامب العام الماضي. واعتُبر تأكيد مجلس الشيوخ لها في فبراير/ شباط، بأغلبية 52 صوتاً مقابل 48، دليلاً على أن ترامب يمنح الانعزاليين، الذين لا يؤيدون التدخل في شؤون الدول الأخرى، صوتاً في البيت الأبيض. ما هي القنبلة الأمريكية الضخمة القادرة على تدمير المخابئ النووية الإيرانية؟ وعلى الرغم من تأكيدات تولسي المنافية لذلك، فإن تصريحات الرئيس تُمثل رفضاً قاطعاً لشهادة رئيسة استخباراته تحت القسم، وقد تكون مؤشراً على أن المتشددين تجاه إيران لهم اليد العليا في البيت الأبيض. وقد دافع نائب الرئيس، جيه دي فانس، وهو أيضاً من مؤيدي عدم التدخل، عن تولسي، إلا أنه أبدى أيضاً دعمه لأي قرار يتخذه ترامب في إيران. وكتب فانس على موقع إكس، الثلاثاء: "أعتقد أن الرئيس قد اكتسب بعض الثقة في هذه القضية. أؤكد لكم أنه مهتم فقط باستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي". كما انتقل الخلاف الواضح بين ترامب وتولسي إلى الخلاف المتفاقم داخل حركة "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترامب حول ما إن كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني أم لا. ويستشهد أولئك الذين يعتقدون أن إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية - بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، وصقور إيران في الكونغرس، والحكومة الإسرائيلية - بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي بأن إيران انتهكت معاهدة حظر الانتشار النووي لأول مرة منذ 20 عاماً. بينما يزعم دعاة عدم التدخل الأمريكي، مثل المعلق المحافظ، تاكر كارلسون، وعضوة الكونغرس، مارجوري تايلور غرين، أن الأدلة التي تدعم امتلاك إيران قنبلة نووية، مُبالغ فيها لتبرير تغيير النظام الإيراني والمغامرات العسكرية للبلاد. وكتب كارلسون على منصة إكس الأسبوع الماضي أن "الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل ومن يدعمون إيران أو الفلسطينيين، بل الانقسام الحقيقي هو بين من يشجعون العنف، ومن يسعون لمنعه". ويشير هؤلاء أيضاً إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 - ويقولون إن شن الولايات المتحدة هجوماً على إيران، التي هي دولة أكبر بثلاث مرات من العراق، وعدد سكانها ضعف عدد سكان العراق، سيكون قراراً كارثياً بالمثل في السياسة الخارجية. وكانت إدارة الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش، قد بررت غزوها للعراق عام 2003 بتحذيرات من تهديدات جسيمة للولايات المتحدة من أسلحة الدمار الشامل العراقية، مستشهدةً بنتائج استخباراتية ثبت في النهاية أنه لا أساس لها من الصحة. وقال بوش في خطاب متلفز في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 "في مواجهة أدلة دامغة على الخطر، لا يسعنا انتظار الدليل النهائي - الدليل القاطع - الذي يكون واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء". حينها أرسلت الإدارة الأمريكية وزير الخارجية، كولن باول، إلى الأمم المتحدة، حيث رفع قارورة صغيرة قال إنها لا تمثل سوى جزء صغير من بكتيريا الجمرة الخبيثة المُستخدمة كسلاح بحوزة العراقيين. وقال باول "هذه ليست ادعاءات، ما نقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنية على معلومات استخباراتية موثوقة". الشكوك حول صحة تلك النتائج الاستخباراتية، بالإضافة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي لم يُقدم أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، ولم يُسفر عنه أي دليل على وجودها، أدت إلى مكاسب انتخابية للديمقراطيين في الانتخابات اللاحقة، وإلى تنامي المعارضة الداخلية بين الجمهوريين. وبحلول عام 2016، كان استياء الجمهوريين من مؤسستهم السياسية تمهيداً للطريق أمام ترامب، الناقد لحرب العراق، للفوز بترشيح حزبه للرئاسة، والوصول إلى البيت الأبيض. والآن وبعد تسع سنوات، يفكر ترامب في التدخل العسكري في الشرق الأوسط مجدداً، بناءً على استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وليس مدفوعاً منها. وبينما يقول محافظون، مثل السيناتور، ليندسي غراهام، من ولاية كارولينا الجنوبية، إن الوقت قد حان لتغيير النظام، يبدو أن البيت الأبيض لا يرحب بمثل هذا النوع من الغزو الشامل وجهود بناء الدولة التي شهدها العراق عام 2003. ومع ذلك، يمكن أن تتطور العمليات العسكرية بطرق غير متوقعة. ورغم أن ترامب يعيش ظروفاً مختلفة - ويفكر في مسار عمل مختلف - عن سلفه الجمهوري، فإن عواقب قراراته بالاعتماد على نتائج مستشاريه الاستخباراتيين أو رفضها قد تكون بالقدر ذاته من الأهمية.


BBC عربية
منذ 7 ساعات
- BBC عربية
ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟
قد يتساءل البعض، هل يتكرر سيناريو العام 2003 مجدداً؟ في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد العراق، سعياً لتجريده من ترسانته المزعومة من "أسلحة الدمار الشامل". وتبين أن جميع هذه الأسلحة قد دُمرت منذ سنوات. ولكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، فمن شبه المؤكد أن بريطانيا ستتأثر بشكل أو بآخر بما يحدث الآن في الشرق الأوسط. فأي دور سيُطلب من المملكة المتحدة القيام به إذا قرر دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟ بادئ ذي بدء، فإن بريطانيا بعيدة كل البعد عن كونها لاعباً محورياً في هذه المعركة بين إسرائيل وإيران. وقد دعت المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين في مجموعة السبع، إلى خفض التصعيد، ولكن من غير المرجح أن تستمع إسرائيل إلى هذه الدعوات. والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى توتر العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل مؤخراً، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى دول غربية أخرى في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، لتحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ بل يعود أيضاً إلى حقيقة أن إسرائيل قررت بوضوح أن الفرصة سانحة الآن للتحرك عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للشبهات، وأن وقت الحوار قد ولّى. وفي تجاهل واضح للمملكة المتحدة، أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تُبلغها مسبقاً بهجومها على إيران، معتبرةً إياها "شريكاً غير موثوق به". لكن، لا يزال لدى المملكة المتحدة دور دبلوماسي تلعبه، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، الذين ساعدوا في صياغة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي سمح بعمليات تفتيش تدخلية من جانب الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية، في مقابل تخفيف العقوبات، حتى قرر دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018. ويزور وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، واشنطن في الوقت الحالي للقاء نظيره الأمريكي، كما سيتوجه إلى جنيف في سويسرا، الجمعة، للانضمام إلى نظرائه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران. وتملك المملكة المتحدة أيضاً مقدّرات عسكرية واستراتيجية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي. فما هو الدور المحتمل لهذه المقدّرات البريطانية في الصراع الجاري؟ دييغو غارسيا تتمتع هذه القاعدة الصغيرة الواقعة على جزيرة استوائية في المحيط الهندي، بأهمية استراتيجية لا تتناسب على الإطلاق مع حجمها، وهي قاعدة يُجرى تشغيلها بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأصبحت الآن بحكم المستأجرة من جمهورية موريشيوس القريبة. تبعد القاعدة 3700 كيلومتر عن إيران، وتُعد نقطة انطلاق محتملة لقاذفات القنابل الثقيلة من طراز "بي 2 سبيريت" (B2 Spirit)، التابعة للقوات الجوية الأمريكية. وهذه القاذفات هي الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة الخارقة، والمعروفة اختصاراً باسم "موب" (MOP). ويُشار أحياناً إلى هذا الوحش، الذي يزن 30 ألف رطل (13.6 طن)، بلقب "القنبلة الخارقة للتحصينات". ومع ذلك فإن اللقب الأخير يعبّر عن تقدير أقل وقعاً من حقيقة هذه القنبلة. إذ وصفها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، ديفيد بتريوس، هذا الأسبوع بأنها "خارقة الجبال". ويُعتقد أنها السلاح الوحيد القوي بما يكفي لاختراق أعماق الأرض في منشأة التخصيب النووي الإيرانية المثيرة للشبهات في فوردو. وإذا أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييغو غارسيا، فستحتاج إلى إذن من المملكة المتحدة. وأشارت تقارير إلى أن المدعي العام في بريطانيا، ريتشارد هيرمر، نصح الحكومة بأن أي تدخل عسكري بريطاني يجب أن يكون دفاعياً بحتاً ليبقى ضمن نطاق القانون. وتتمتع قاذفات "بي 2" بمدى يصل إلى نحو 7 آلاف ميل، وهو ما يعادل تقريباً المسافة من قاعدتها الجوية في ميسوري إلى إيران، ومع استخدام التزود بالوقود جوّاً، تستطيع الولايات المتحدة، إذا اختارت ذلك، قصف منشأة فوردو دون استخدام قاعدة دييغو غارسيا. قبرص لدى المملكة المتحدة اثنين من الأصول الاستراتيجية الكبيرة في جزيرة قبرص الواقعة في البحر الأبيض المتوسط. أحدهما قاعدة أكروتيري الجوية الملكية، التي تشهد حالياً تمركزاً مُعززاً لطائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. والآخر محطة استماع سرية تابعة لاستخبارات الإشارات البريطانية على قمة جبل في آيوس نيكولاوس، وتُعرف باسم "آيا نيك"، وهي جزء من منطقة القاعدة السيادية البريطانية في قبرص. وقد استخدم الجيش البريطاني قبرص منذ فترة طويلة كقاعدة لكتيبة "رأس الحربة"، وهي قوة انتشار سريع متاحة للتعامل مع حالات الطوارئ في الشرق الأوسط. وتشارك طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بالفعل في العملية المعروفة باسم "شادر"؛ حيث تقوم بمراقبة وقصف قواعد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في سوريا والعراق من حين لآخر. في العام الماضي، وخلال تصعيد قصير الأمد بين إسرائيل وإيران، أفادت التقارير بأن طائرات حربية بريطانية ساعدت في إسقاط طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل. لكن، وخلال الصراع الجاري، صرّح متحدث إسرائيلي لبي بي سي بأنه لم تُطلب أو تُعرض أي مساعدة بريطانية للقيام بأمر مماثل. الخليج لعبت البحرية الملكية البريطانية دوراً صغيراً، لكنه حيوي، في الحفاظ على الخليج ومضيق هرمز خاليين من الألغام البحرية. ويعود تاريخ هذا الدور إلى حرب الناقلات بين إيران والعراق في السنوات بين عامي 1980 و 1988، حين نُشِرت الألغام البحرية في المنطقة، ففعّلت المملكة المتحدة ما عُرف باسم "دورية أرميلا". وتمركزت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحرين، وكانت تلك إضافة ثمّنتها بشدة قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التي تمركزت في مكان قريب، والتي كانت، على نحو مفاجئ، ضعيفةً في إجراءات مكافحة الألغام. ومع ذلك، فإن سفن المملكة المتحدة تقترب من نهاية عمرها التشغيلي، كما أن وجود البحرية في المنطقة الملكية يتقلّص تدريجياً. وقد ساهم ذلك في التقييم المُحبط بأنه في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إمدادات النفط العالمية، فسيكون له تأثير كبير. وصرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن كاسحة ألغام تابعة للبحرية الملكية، وهي "إتش إم إس ميدلتون"، موجودة الآن في الخليج. وأضافت: "سفن البحرية الملكية في الخليج موجودة حالياً في البحر، ولم تُكلَّف بعدُ بتنفيذ عمليات قتالية". وهناك أيضاً قوة عسكرية بريطانية صغيرة قوامها 100 جندي في العراق، ومنشأة بحرية في الدقم في سلطنة عمان. ضربة ارتدادية أشارت إيران في مناسبات عدة إلى أن أي دولة تهاجمها، أو ترى أنها ساعدت في تنفيذ هجوم ضدها، ستتعرض للانتقام، وهو ما يُشار إليه أحيانا بـ "الضربة الارتدادية". وستكون القواعد الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية في البحر، على رأس قائمة الأهداف. لكن في حال سمحت المملكة المتحدة للقوات الجوية الأمريكية باستخدام قاعدتها في دييغو غارسيا لشن هجوم على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، فإن هذا الرد سيشمل المملكة المتحدة بشكل شبه مؤكد. وقد يشمل ذلك على أرض الواقع إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص. وفي بريطانيا، سيكون جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 5" أيضاً في حالة تأهب لأي أعمال عدائية من جانب إيران، وقد تشمل تلك الأعمال التخريب والحرق المتعمد الذي تقوم به عصابات إجرامية.