logo
ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

BBC عربيةمنذ 21 ساعات

قد يتساءل البعض، هل يتكرر سيناريو العام 2003 مجدداً؟
في عام 2003، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد العراق، سعياً لتجريده من ترسانته المزعومة من "أسلحة الدمار الشامل". وتبين أن جميع هذه الأسلحة قد دُمرت منذ سنوات.
ولكونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، فمن شبه المؤكد أن بريطانيا ستتأثر بشكل أو بآخر بما يحدث الآن في الشرق الأوسط. فأي دور سيُطلب من المملكة المتحدة القيام به إذا قرر دونالد ترامب إرسال قوات أمريكية لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟
بادئ ذي بدء، فإن بريطانيا بعيدة كل البعد عن كونها لاعباً محورياً في هذه المعركة بين إسرائيل وإيران.
وقد دعت المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين في مجموعة السبع، إلى خفض التصعيد، ولكن من غير المرجح أن تستمع إسرائيل إلى هذه الدعوات.
والسبب في ذلك لا يرجع فقط إلى توتر العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل مؤخراً، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى دول غربية أخرى في فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين، لتحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ بل يعود أيضاً إلى حقيقة أن إسرائيل قررت بوضوح أن الفرصة سانحة الآن للتحرك عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني المثير للشبهات، وأن وقت الحوار قد ولّى.
وفي تجاهل واضح للمملكة المتحدة، أفادت التقارير بأن إسرائيل لم تُبلغها مسبقاً بهجومها على إيران، معتبرةً إياها "شريكاً غير موثوق به".
لكن، لا يزال لدى المملكة المتحدة دور دبلوماسي تلعبه، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، الذين ساعدوا في صياغة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي سمح بعمليات تفتيش تدخلية من جانب الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية، في مقابل تخفيف العقوبات، حتى قرر دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.
ويزور وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، واشنطن في الوقت الحالي للقاء نظيره الأمريكي، كما سيتوجه إلى جنيف في سويسرا، الجمعة، للانضمام إلى نظرائه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في المحادثات مع إيران.
وتملك المملكة المتحدة أيضاً مقدّرات عسكرية واستراتيجية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.
فما هو الدور المحتمل لهذه المقدّرات البريطانية في الصراع الجاري؟
دييغو غارسيا
تتمتع هذه القاعدة الصغيرة الواقعة على جزيرة استوائية في المحيط الهندي، بأهمية استراتيجية لا تتناسب على الإطلاق مع حجمها، وهي قاعدة يُجرى تشغيلها بشكل مشترك من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأصبحت الآن بحكم المستأجرة من جمهورية موريشيوس القريبة.
تبعد القاعدة 3700 كيلومتر عن إيران، وتُعد نقطة انطلاق محتملة لقاذفات القنابل الثقيلة من طراز "بي 2 سبيريت" (B2 Spirit)، التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
وهذه القاذفات هي الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة الخارقة، والمعروفة اختصاراً باسم "موب" (MOP). ويُشار أحياناً إلى هذا الوحش، الذي يزن 30 ألف رطل (13.6 طن)، بلقب "القنبلة الخارقة للتحصينات".
ومع ذلك فإن اللقب الأخير يعبّر عن تقدير أقل وقعاً من حقيقة هذه القنبلة. إذ وصفها الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي، ديفيد بتريوس، هذا الأسبوع بأنها "خارقة الجبال". ويُعتقد أنها السلاح الوحيد القوي بما يكفي لاختراق أعماق الأرض في منشأة التخصيب النووي الإيرانية المثيرة للشبهات في فوردو.
وإذا أرادت الولايات المتحدة استخدام قاعدة دييغو غارسيا، فستحتاج إلى إذن من المملكة المتحدة. وأشارت تقارير إلى أن المدعي العام في بريطانيا، ريتشارد هيرمر، نصح الحكومة بأن أي تدخل عسكري بريطاني يجب أن يكون دفاعياً بحتاً ليبقى ضمن نطاق القانون.
وتتمتع قاذفات "بي 2" بمدى يصل إلى نحو 7 آلاف ميل، وهو ما يعادل تقريباً المسافة من قاعدتها الجوية في ميسوري إلى إيران، ومع استخدام التزود بالوقود جوّاً، تستطيع الولايات المتحدة، إذا اختارت ذلك، قصف منشأة فوردو دون استخدام قاعدة دييغو غارسيا.
قبرص
لدى المملكة المتحدة اثنين من الأصول الاستراتيجية الكبيرة في جزيرة قبرص الواقعة في البحر الأبيض المتوسط.
أحدهما قاعدة أكروتيري الجوية الملكية، التي تشهد حالياً تمركزاً مُعززاً لطائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني. والآخر محطة استماع سرية تابعة لاستخبارات الإشارات البريطانية على قمة جبل في آيوس نيكولاوس، وتُعرف باسم "آيا نيك"، وهي جزء من منطقة القاعدة السيادية البريطانية في قبرص.
وقد استخدم الجيش البريطاني قبرص منذ فترة طويلة كقاعدة لكتيبة "رأس الحربة"، وهي قوة انتشار سريع متاحة للتعامل مع حالات الطوارئ في الشرق الأوسط.
وتشارك طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني بالفعل في العملية المعروفة باسم "شادر"؛ حيث تقوم بمراقبة وقصف قواعد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة في سوريا والعراق من حين لآخر.
في العام الماضي، وخلال تصعيد قصير الأمد بين إسرائيل وإيران، أفادت التقارير بأن طائرات حربية بريطانية ساعدت في إسقاط طائرات إيرانية مسيرة كانت متجهة إلى إسرائيل. لكن، وخلال الصراع الجاري، صرّح متحدث إسرائيلي لبي بي سي بأنه لم تُطلب أو تُعرض أي مساعدة بريطانية للقيام بأمر مماثل.
الخليج
لعبت البحرية الملكية البريطانية دوراً صغيراً، لكنه حيوي، في الحفاظ على الخليج ومضيق هرمز خاليين من الألغام البحرية.
ويعود تاريخ هذا الدور إلى حرب الناقلات بين إيران والعراق في السنوات بين عامي 1980 و 1988، حين نُشِرت الألغام البحرية في المنطقة، ففعّلت المملكة المتحدة ما عُرف باسم "دورية أرميلا".
وتمركزت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الملكية البريطانية في البحرين، وكانت تلك إضافة ثمّنتها بشدة قيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التي تمركزت في مكان قريب، والتي كانت، على نحو مفاجئ، ضعيفةً في إجراءات مكافحة الألغام.
ومع ذلك، فإن سفن المملكة المتحدة تقترب من نهاية عمرها التشغيلي، كما أن وجود البحرية في المنطقة الملكية يتقلّص تدريجياً.
وقد ساهم ذلك في التقييم المُحبط بأنه في حال قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إمدادات النفط العالمية، فسيكون له تأثير كبير.
وصرحت وزارة الدفاع البريطانية بأن كاسحة ألغام تابعة للبحرية الملكية، وهي "إتش إم إس ميدلتون"، موجودة الآن في الخليج.
وأضافت: "سفن البحرية الملكية في الخليج موجودة حالياً في البحر، ولم تُكلَّف بعدُ بتنفيذ عمليات قتالية".
وهناك أيضاً قوة عسكرية بريطانية صغيرة قوامها 100 جندي في العراق، ومنشأة بحرية في الدقم في سلطنة عمان.
ضربة ارتدادية
أشارت إيران في مناسبات عدة إلى أن أي دولة تهاجمها، أو ترى أنها ساعدت في تنفيذ هجوم ضدها، ستتعرض للانتقام، وهو ما يُشار إليه أحيانا بـ "الضربة الارتدادية".
وستكون القواعد الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى السفن الحربية الأمريكية في البحر، على رأس قائمة الأهداف.
لكن في حال سمحت المملكة المتحدة للقوات الجوية الأمريكية باستخدام قاعدتها في دييغو غارسيا لشن هجوم على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو، فإن هذا الرد سيشمل المملكة المتحدة بشكل شبه مؤكد.
وقد يشمل ذلك على أرض الواقع إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص.
وفي بريطانيا، سيكون جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 5" أيضاً في حالة تأهب لأي أعمال عدائية من جانب إيران، وقد تشمل تلك الأعمال التخريب والحرق المتعمد الذي تقوم به عصابات إجرامية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مباشر, ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ
مباشر, ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ

BBC عربية

timeمنذ 43 دقائق

  • BBC عربية

مباشر, ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ

تغطية مباشرة هآرتس: اندلاع حريق في مدينة حولون بعد هجوم إيراني اندلع حريق في مدينة حولون فجر السبت، وسط إسرائيل بعد هجوم صاروخي إيراني، وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن خدمات الطوارئ. وقالت الصحيفة إن خمسة صواريخ أطلقت من إيران. ولفتت إلى دوي صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب، وأيضاً في الضفة الغربية وقرب القدس. مجلس جامعة الدول العربية يدين "عدوان" إسرائيل على إيران ويدعو إلى العودة للمفاوضات أدان مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماع الدورة غير العادية له على المستوى الوزاري، في إسطنبول، ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على إيران معتبراً أنه "يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديداً للسلم والأمن الإقليمي". وأكد المجلس في بيان صدر عقب الاجتماع، "ضرورة وقف هذا العدوان"، في وقت دعا إلى "العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني". وقال إن "السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة هو الدبلوماسية والحوار"، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ "القيام بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وما يشكله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة". وحذر من أن إسرائيل "تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر"، مشدداً على "ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، إلى جانب "التحذير من مخاطر الانبعاثات النووية، وتسربها في الإقليم، وما يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة". وفي هذا الصدد، أكد المجلس "أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفقاً للقرارات الدولية". صدر الصورة، Reuters قبل ساعة واحدةاقتناع أوروبي بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات, ليز دوسيت - مراسلة الشؤون الدولية, لم تسفر أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات في جنيف عن أي تقدم. غير أن الوزراء الأوروبيين خرجوا مقتنعين بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات، وأكثر استعداداً لطرح قضايا لم تكن موجودة على الطاولة. وأكدوا على أنه يتعين على إيران استئناف محادثاتها مع الولايات المتحدة. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال إنه مستعد للقاء الأوروبيين مرة أخرى، لكنه لن يفكر في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إلا بعد توقف الهجمات الإسرائيلية ومحاسبة المعتدي، على حد تعبيره. وجاء وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي سافر مباشرة إلى جنيف بعد اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين، برسائل صارمة، مفادها أن التهديد بالعمل العسكري الأمريكي حقيقي، لكن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة. ولا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين إلى متى. وحذّر لامي من أن "هذه لحظة محفوفة بالمخاطر". وكانت الرسالة التي وجهها كبار الدبلوماسيين الأوروبيين تتلخص في أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض ـ وليس المزيد من العمل العسكري ـ هو وحده القادر على توفير حل دائم لبرنامج إيران النووي، والاستقرار الإقليمي. وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرّنا قدرة طهران على تطوير سلاح نووي تقدّر إسرائيل أن ضرباتها على إيران أخّرت قدرة طهران المحتملة على تطوير سلاح نووي لمدة "لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات"، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة نُشرت السبت. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، لصحيفة "بيلد" الألمانية، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مئات المواقع النووية والعسكرية وأدى إلى مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين، حقق نتائج "بالغة الأهمية". وأضاف "وفقاً للتقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل إمكانية حصولهم على قنبلة نووية، لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات". وتابع ساعر: "حقيقة أننا قضينا على أولئك الأشخاص الذين قادوا وحرّكوا عملية تسليح البرنامج النووي، تُعدّ في غاية الأهمية". ويرى ساعر أن إسرائيل حققت "الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا، ولن نتوقف حتى نبذل كل جهدنا لإزالة هذا التهديد". من جهتها، تنفي إيران – التي ردّت على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ – أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. من جانبه صرّح ساعر سابقاً أن الحكومة الإسرائيلية لم تُعرّف "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية كـ"هدف في هذه الحرب".وقال: "على الأقل حتى الآن، لم نفعل ذلك". بوتين يقول إنه اقترح "أفكاراً" بعد عرضه التوسط بين إيران واسرائيل قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران، حليفته الرئيسية في الشرق الأوسط. وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط"، مشيراً إلى أنه من الممكن إيجاد حل للصراع. وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين". في اليوم الأول للضربات الإسرائيلية على إيران الموافق 13 يونيو/ حزيران، أعرب بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، بحسب الكرملين، لكن اقتراحه قوبل بتحفظ أوروبي، فيما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "انفتاحاً" على العرض لكنه غير موقفه لاحقاً. صدر الصورة، Reuters وحافظت موسكو على علاقات جيدة مع إسرائيل، لكن الهجوم الروسي في أوكرانيا وحرب غزة أضعفا العلاقات بينهما. وفي المقابل، اقتربت روسيا بشكل كبير من إيران. ووقع البلدان معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في يناير/ كانون الثاني، تهدف إلى تعزيز علاقاتهما. ترامب يمهل الإيرانيين أسبوعين كحد أقصى أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في تصريحات له الجمعة، أن أمام إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى"، لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة. وأشار ترامب إلى أنه قد يتخذ قراراً قبل الموعد النهائي الذي حدده. وفي إجابته على أسئلة صحافيين حول احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أوضح ترامب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن اسبوعين هما الحد الأقصى". وأضاف أنه سيرى ما إذا كان الإيرانيون "سيعودون إلى رشدهم أم لا". وقال ترامب إن "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا"، معتبراً أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، بعدما التقى وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نظيرهم الإيراني في جنيف، بحسب ما نقلت فرانس برس. وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها، بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. وعندما سُئل عما إذا كان سيطلب من إسرائيل وقف هجماتها كما طلبت إيران، قال ترامب إنه "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان أحد الأطراف في موقع الفوز، فسيكون من الأصعب التوصل إلى اتفاق مقارنةً بمن هو في موقف الخسارة، لكننا جاهزون، راغبون، وقادرون، وقد تواصلنا مع إيران، وسنرى ما سيحدث". وكان الرئيس الأميركي أعلن الخميس أنه سيمنح مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، ويرى في ذات الوقت أن ثمة احتمالاً كبيراً للتفاوض مع طهران. واعتُبرت هذه التعليقات على نطاق واسع بمثابة فرصة لمدة أسبوعين لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مع حراك القوى الأوروبية لإجراء محادثات مع طهران. وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى موريستاون في ولاية نيوجيرسي "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا. (الإيرانيون) يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد". إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم أبرز المستجدات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: عسكرياً، بدأت المواجهة فجر الجمعة، 13 يونيو/حزيران 2025، حين شنّت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.وردّت إيران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيّرة، كان آخرها الموجة 17، التي أصابت "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية، إلى جانب قاعدتي نيفاتيم وحتسريم". وقد أُعلن أن الضربات طالت تل أبيب وحيفا بشكل "دقيق وواسع"، في تصعيد وصفه المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3 بأنه "دليل على تنامي قوة إيران الباليستية"، متوعداً بمفاجآت جديدة. الجيش الإسرائيلي أكد قصفه بطاريات صواريخ أرض-جو جنوب غربي إيران، وصرّح رئيس أركانه بأن حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية تم تدميرها، لكنه أقر بأن "المعركة لم تُحسم بعد". أما سياسياً، فقد شهدت الساحة الدولية نشاطاً متسارعاً. حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن أي ضربة لمحطة بوشهر النووية قد تتسبب بـ"كارثة إقليمية"، مؤكداً عدم رصد تسرب إشعاعي حتى الآن. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الطرفين إلى "منح السلام فرصة"، بينما شدد الرئيس الإيراني على أن "الوقف غير المشروط للعدوان الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب".

ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ
ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ

Update: Date: 21 June 2025 Title: هآرتس: اندلاع حريق في مدينة حولون بعد هجوم إيراني Content: اندلع حريق في مدينة حولون فجر السبت، وسط إسرائيل بعد هجوم صاروخي إيراني، وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن خدمات الطوارئ. وقالت الصحيفة إن خمسة صواريخ أطلقت من إيران. ولفتت إلى دوي صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب، وأيضاً في الضفة الغربية وقرب القدس. Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: يُسمح للسكان بمغادرة الملاجئ بعد سماع صفارات الإنذار الصاروخية في وسط إسرائيل Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بسبب إطلاق صاروخي من إيران Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه مناطق في إسرائيل، وأنظمة الدفاع تعمل على اعتراض التهديد Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: مجلس جامعة الدول العربية يدين "عدوان" إسرائيل على إيران ويدعو إلى العودة للمفاوضات Content: أدان مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماع الدورة غير العادية له على المستوى الوزاري، في إسطنبول، ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على إيران معتبراً أنه "يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديداً للسلم والأمن الإقليمي". وأكد المجلس في بيان صدر عقب الاجتماع، "ضرورة وقف هذا العدوان"، في وقت دعا إلى "العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني". وقال إن "السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة هو الدبلوماسية والحوار"، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ "القيام بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وما يشكله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة". وحذر من أن إسرائيل "تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر"، مشدداً على "ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، إلى جانب "التحذير من مخاطر الانبعاثات النووية، وتسربها في الإقليم، وما يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة". وفي هذا الصدد، أكد المجلس "أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفقاً للقرارات الدولية". صدر الصورة، Reuters Update: Date: 20 June 2025 Title: اقتناع أوروبي بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات Content: لم تسفر أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات في جنيف عن أي تقدم. غير أن الوزراء الأوروبيين خرجوا مقتنعين بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات، وأكثر استعداداً لطرح قضايا لم تكن موجودة على الطاولة. وأكدوا على أنه يتعين على إيران استئناف محادثاتها مع الولايات المتحدة. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال إنه مستعد للقاء الأوروبيين مرة أخرى، لكنه لن يفكر في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إلا بعد توقف الهجمات الإسرائيلية ومحاسبة المعتدي، على حد تعبيره. وجاء وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي سافر مباشرة إلى جنيف بعد اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين، برسائل صارمة، مفادها أن التهديد بالعمل العسكري الأمريكي حقيقي، لكن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة. ولا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين إلى متى. وحذّر لامي من أن "هذه لحظة محفوفة بالمخاطر". وكانت الرسالة التي وجهها كبار الدبلوماسيين الأوروبيين تتلخص في أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض ـ وليس المزيد من العمل العسكري ـ هو وحده القادر على توفير حل دائم لبرنامج إيران النووي، والاستقرار الإقليمي. Update: Date: 20 June 2025 Title: وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرّنا قدرة طهران على تطوير سلاح نووي Content: تقدّر إسرائيل أن ضرباتها على إيران أخّرت قدرة طهران المحتملة على تطوير سلاح نووي لمدة "لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات"، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة نُشرت السبت. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، لصحيفة "بيلد" الألمانية، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مئات المواقع النووية والعسكرية وأدى إلى مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين، حقق نتائج "بالغة الأهمية". وأضاف "وفقاً للتقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل إمكانية حصولهم على قنبلة نووية، لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات". وتابع ساعر: "حقيقة أننا قضينا على أولئك الأشخاص الذين قادوا وحرّكوا عملية تسليح البرنامج النووي، تُعدّ في غاية الأهمية". ويرى ساعر أن إسرائيل حققت "الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا، ولن نتوقف حتى نبذل كل جهدنا لإزالة هذا التهديد". من جهتها، تنفي إيران – التي ردّت على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ – أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. من جانبه صرّح ساعر سابقاً أن الحكومة الإسرائيلية لم تُعرّف "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية كـ"هدف في هذه الحرب".وقال: "على الأقل حتى الآن، لم نفعل ذلك". صدر الصورة، Reuters Update: Date: 20 June 2025 Title: بوتين يقول إنه اقترح "أفكاراً" بعد عرضه التوسط بين إيران واسرائيل Content: قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران، حليفته الرئيسية في الشرق الأوسط. وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط"، مشيراً إلى أنه من الممكن إيجاد حل للصراع. وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين". في اليوم الأول للضربات الإسرائيلية على إيران الموافق 13 يونيو/ حزيران، أعرب بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، بحسب الكرملين، لكن اقتراحه قوبل بتحفظ أوروبي، فيما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "انفتاحاً" على العرض لكنه غير موقفه لاحقاً. صدر الصورة، Reuters وحافظت موسكو على علاقات جيدة مع إسرائيل، لكن الهجوم الروسي في أوكرانيا وحرب غزة أضعفا العلاقات بينهما. وفي المقابل، اقتربت روسيا بشكل كبير من إيران. ووقع البلدان معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في يناير/ كانون الثاني، تهدف إلى تعزيز علاقاتهما. Update: Date: 20 June 2025 Title: ترامب يمهل الإيرانيين أسبوعين كحد أقصى Content: أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في تصريحات له الجمعة، أن أمام إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى"، لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة. وأشار ترامب إلى أنه قد يتخذ قراراً قبل الموعد النهائي الذي حدده. وفي إجابته على أسئلة صحافيين حول احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أوضح ترامب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن اسبوعين هما الحد الأقصى". وأضاف أنه سيرى ما إذا كان الإيرانيون "سيعودون إلى رشدهم أم لا". وقال ترامب إن "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا"، معتبراً أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، بعدما التقى وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نظيرهم الإيراني في جنيف، بحسب ما نقلت فرانس برس. وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها، بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. صدر الصورة، Reuters وعندما سُئل عما إذا كان سيطلب من إسرائيل وقف هجماتها كما طلبت إيران، قال ترامب إنه "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان أحد الأطراف في موقع الفوز، فسيكون من الأصعب التوصل إلى اتفاق مقارنةً بمن هو في موقف الخسارة، لكننا جاهزون، راغبون، وقادرون، وقد تواصلنا مع إيران، وسنرى ما سيحدث". وكان الرئيس الأميركي أعلن الخميس أنه سيمنح مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، ويرى في ذات الوقت أن ثمة احتمالاً كبيراً للتفاوض مع طهران. واعتُبرت هذه التعليقات على نطاق واسع بمثابة فرصة لمدة أسبوعين لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مع حراك القوى الأوروبية لإجراء محادثات مع طهران. وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى موريستاون في ولاية نيوجيرسي "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا. (الإيرانيون) يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد". Update: Date: 20 June 2025 Title: ما الذي حدث إلى الآن؟ Content: إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم أبرز المستجدات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: عسكرياً، بدأت المواجهة فجر الجمعة، 13 يونيو/حزيران 2025، حين شنّت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.وردّت إيران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيّرة، كان آخرها الموجة 17، التي أصابت "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية، إلى جانب قاعدتي نيفاتيم وحتسريم". وقد أُعلن أن الضربات طالت تل أبيب وحيفا بشكل "دقيق وواسع"، في تصعيد وصفه المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3 بأنه "دليل على تنامي قوة إيران الباليستية"، متوعداً بمفاجآت جديدة. الجيش الإسرائيلي أكد قصفه بطاريات صواريخ أرض-جو جنوب غربي إيران، وصرّح رئيس أركانه بأن حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية تم تدميرها، لكنه أقر بأن "المعركة لم تُحسم بعد". أما سياسياً، فقد شهدت الساحة الدولية نشاطاً متسارعاً. حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن أي ضربة لمحطة بوشهر النووية قد تتسبب بـ"كارثة إقليمية"، مؤكداً عدم رصد تسرب إشعاعي حتى الآن. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الطرفين إلى "منح السلام فرصة"، بينما شدد الرئيس الإيراني على أن "الوقف غير المشروط للعدوان الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب". واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أن "النظام الإيراني إرهابي ولا ينبغي أن يمتلك سلاحاً نووياً". Update: Date: 20 June 2025 Title: Content: أهلاً بكم في تغطيتنا المباشرة عبر بي بي سي عربي للمواجهة المتواصلة بين إيران وإسرائيل، والذي تدخل يومها التاسع على التوالي. نواكب معكم آخر التطورات الميدانية لحظة بلحظة، ونرصد ردود الفعل الإقليمية والدولية، كما نضع بين أيديكم تحليلات معمّقة من مراسلينا في الميدان وصحفيينا في خدمتي بي بي سي العالمية والفارسية. ابقوا معنا لمتابعة مستمرة وشاملة. وللاطلاع على التغطية السابقة يمكنكم الضغط على المزيد.

بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟
بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟

BBC عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • BBC عربية

بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟

بعد مرور أسبوع على المواجهات بين إسرائيل وإيران، يسود الترقب لما يمكن أن تؤول إليه هذه المواجهة، خاصة إذا انضمت واشنطن لمساندة إسرائيل. بالتأكيد هذه ليست حرب إسرائيل الأولى في الشرق الأوسط، فلطالما هاجم الجيش الإسرائيلي أذرعاً إيرانية في الدول العربية، لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الهدف المعلن للهجوم: الدولة الإيرانية. هذه الحقيقة بحد ذاتها كانت مادة للفكاهة والتندر بين بعض المواطنين العرب. فالعديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين أبدوا ارتياحهم حيال وجودهم في موقع "المتفرِّج" هذه المرة، بدلاً من أن يكونوا تحت القصف، كما هو الحال في غزة اليوم، وكما كان في لبنان وسوريا حتى وقت قريب جداً. يتحدث يحيى برزق من غزة عما يسميه "نوعاً من الفرحة بصراحة، أن نشاهد بعض المآسي التي تسببت بها إسرائيل لنا تحدث الآن لديهم"، لكنه قلق في ذات الوقت، "هذه الحرب تحرف الأنظار عن الوضع في القطاع، وللأسف أصبحنا حدثاً ثانوياً". يتفق معه معاذ العمور، نازح في خان يونس، قائلا إن "التغطية الإعلامية في كل العالم وفي كل القنوات تركت غزة وتحولت لتغطية إسرائيل وإيران وهذا يشكل خطراً كبيراً علينا في القطاع"، متمنياً أن "تنتهي حرب إيران سريعاً وتكون نهايتها في اتفاق يشمل قضية غزة." ولم تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بالرغم من التطورات الأخيرة، ووفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى 55,637 والإصابات إلى 129,880، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتدعم إيران حركات مسلحة فلسطينية في وجه إسرائيل من بينها حماس. جيران إسرائيل باستثناء مصر والأردن، اللذَين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا تتمتع الدولة العبرية بعلاقات طيبة مع جوارها. فبينما تتصدى تل أبيب للصواريخ الإيرانية تتوغل معداتها العسكرية في الجنوب السوري، والذي أعلنت أجزاء منه منطقة عسكرية بمجرد انهيار النظام السوري السابق في نهاية العام الماضي، وما تلاه من تدمير إسرائيلي للمنظومة العسكرية الدفاعية للبلاد. لم أجد بين أي من السوريين الذي تحدثت إليهم تعاطفاً مع إسرائيل، وبالنسبة للبعض، ولا حتى مع إيران. فيعتقد كثيرون أن نظام الرئيس السابق بشار الأسد لم يكن ليصمد في وجه الحراك المتمرد السوري لولا مساعدة إيران، إلى جانب روسيا، التي أرسلت الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه لدعم القوات الحكومية في حرب طاحنة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. وتعلق ليلى الجابري من سوريا ، "لست متعاطفة مع أي من الجانبين، فأنا كسورية، لي موقف سلبي تجاه النظام الإيراني والذي عاث فسادا في بلدي ، لكنني بالتأكيد أتعاطف مع الشعب الإيراني البريء الذي سيدفع الثمن عن نظامه الراديكالي الذي لم يقدم له طوال عقود، الحد الأدنى من العيش الكريم وممارسة الحريات المدنية والسياسية، التي ينشدها كل شعب حر، وأخص هنا حقوق المرأة الإيرانية". أما بالنسبة لإسرائيل، تتابع، "لست متعاطفة. فهي أيضاً تحتل أراضينا العربية في سوريا وفلسطين وتقوم بحرب إبادة، لكنني أتمنى السلامة لكل الأبرياء في الأراضي المحتلة". بدوره يقول أحمد، إنه "ضد إسرائيل التي "لم تترك بقعة إلا ونشرت سمّها فيها،" مضيفاً أنهم سيضربون سوريا " بأي فرصة تتاح لهم." لكنه بذات الوقت يعتقد أن إيران "تسعى لتحقيق مصلحتها بأي وسيلة كانت". وفي حين لم تصدر الحكومة السورية موقفاً رسمياً من الحرب، تحدثت تقارير دولية عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين. "لأول مرة أجلس في موقع المتفرجة" أما في لبنان، حيث تنتشر مقاطع الفيديو من الأعراس والنوادي الليلية التي تظهر في خلفيتها الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، فلا يخفي بعض الناس ابتهاجهم برؤيتها، إذ أن بلدهم خرج للتو من حرب قاسية استمرت ثلاثة أشهر، ألحقت فيها إسرائيل أضراراً كبيرة بحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، والذي يعتبر نفسه خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل. وكانت إسرائيل قد اغتالت أمينه العام حسن نصر الله وعدداً من قياداته البارزة. وبعد أسبوع من المواجهات، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الحزب "ليس على الحياد" في ما يجري من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنهم "سيتصرفون في الوقت وبالطريقة التي يرونها مناسبة". أما السلطات اللبنانية فأدانت الهجوم. بالنسبة للمواطن اللبناني شربل برباري ما يهم في هذه الحرب "هو تحييد المدنيين"، لكنه يعتقد أنه من "الأفضل ألا يكون أي من الطرفيين قوياً، فكلاهما لديه الرغبة بالسيطرة على الشرق الأوسط وعلى لبنان"، ويضيف "إذا انتصر أحد الطرفين سيحكم المنطقة على طريقته، وكلبنانيين سنشهد موجة هجرة جديدة لأوروبا". أما الشاب اللبناني آلان، فيعتبر أن منطق الحرب "مرفوض بالمطلق، لكن إيران تحصد ما زرعت،" فبرأيه إيران صدرت إلى دول الجوار "السلاح، والايديولوجيا والإرهاب. ودمرت بلدنا، لذلك لا آسف على النظام الإيراني، وسقوطُه سيريح دول المنطقة وعلى راسها لبنان الذي دفع الفاتورة الأغلى". من جهتها تعرب دانيا عن عدم اكتراثها بمن "سيفوز" وتتابع "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب إسرائيل على أرضنا. أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز ولكن بدون الشعور بالخوف والتوتر والقلق على عائلتي ووطني". لكن بالنسبة لـ بلال (اسم مستعار) فإن سقوط إيران "لا يعني فقط سقوط محور المقاومة، وإنما سقوط خط الدفاع الأول عن المستضعفين والمناهضين للسياسيات الأميركية وإسرائيل ودول الغرب". تتمتع إيران بنفوذ كبير في سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال دعم وتسليح حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الأخرى في العراق. وهذا ما أثار بعض الجدل والانقسامات حول مواقف شعوب هذه الدول من الحرب الحالية. انقسام في العراق في العراق، يقول علي من محافظة البصرة إنه مع هذه الحرب، "ليس لأنني أحب الدم، بل لأننا تعودنا أن نرى الظلم ونسكت. إسرائيل لا تحتل فقط الأراضي الفلسطينية بل هي سبب خراب المنطقة." ويضيف أن إيران هي الدولة الوحيدة "التي وقفت معنا يوم لم ينفعنا أحد، وأرسلت سلاحاً للحشد الشعبي حتى يقف بوجه داعش." ويتابع "أنا مع الحشد، ومع المقاومة، ومع كل من يرد كرامة شعوبنا". لكن بالنسبة لعمر، من محافظة الأنبار فإن إيران "تقول إنها تدعم المقاومة، لكن نحن بالعراق رأينا كيف استغلت الوضع بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ودعمت جماعات فرّقتنا، وخربت بيوتنا بحجة محاربة الإرهاب". يرى الصحفي العراقي، مصطفى ناصر، أن هذه الحرب كانت متوقعة و"مؤجلة منذ أكثر من سبع سنوات"، ويضيف أنه "مع تنامي حالة الكره إزاء السياسات الإيرانية في العديد من البلدان العربية ولا سيما في سوريا ولبنان والعراق، اعتبرت إسرائيل هذه الحالة فرصة معززة للهجوم على إيران". وأدان العراق الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق قسماً كبيراً من مجاله الجوي مؤقتاً، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة. "لا نريد أن نجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل" في موقف موحّد، أدانت بدورها دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها". وتقول مروة، من السعودية، إنها تشعر "بالخوف من هذه الحرب، لأنها قد تمتد لدول الخليج، ونحن هنا لدينا استثمارات واستقرار نسبي، ولا نريد أن ننجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، وتضيف أنها "من ناحية المبدأ ضد إسرائيل بسبب عدوانها المتكرر على غزة، لكنها ليست العدو الوحيد في المنطقة. إيران لا تقل خطرا عنها، فقد رأينا كيف تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونشرت الطائفية". ولطالما كانت العلاقات الإيرانية الخليجية، متذبذبة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بين العوامل الطائفية، والطموحات الإقليمية، والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة الجزر الثلاث التي ضمتها إيران في عام 1971، وتطالب بها الإمارات. ثم أدت ثورات ما عٌرف بالربيع العربي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة، حيث دعمت إيران الحركات الشيعية في البحرين واليمن، بينما دعمت السعودية والإمارات الحكومات السنية، وقد أثارت التدخلات الإيرانية في اليمن، لا سيما دعم جماعة أنصار الله الحوثي، قلق السعودية والإمارات. قلق تحول إلى تدخل عسكري في اليمن عام 2015. في ذات الوقت، حاولت إيران إحداث تغيير في دول شمال افريقيا، لما بدا أنه سعي لإرساء بديل "للإسلام السياسي" وإنشاء وكلاء جدد لما يسمّى "محور المقاومة" في القارة السمراء. وبالرغم من الجدل الذي أثاره ذلك حينها، يقول من تحدثنا إليهم، أن موقفهم سيبقى "تاريخياً" ضد إسرائيل، بغض النظر عن الطرف الآخر. يُذكر أن العلاقات بين المغرب وإيران على سبيل المثال كانت متوترة تاريخياً، وشهدت قطيعة دبلوماسية أكثر من مرة بسبب اتهامات بدعم جماعات تهدد الأمن المغربي. بالنسبة لسمير من الجزائر فإن "إسرائيل كيان غاصب، وهي المسؤولة عن نكبة شعبنا الفلسطيني. ولذلك، من الطبيعي أن ترى معظم الجزائريين يقفون مع كل من يعادي هذا الكيان، بما في ذلك إيران". ويضيف أنه يتعاطف مع إيران في هذه الحرب "لأنها تتعرض لضربات متكررة، وتُحاصر اقتصادياً بسبب مواقفها. الصراع ليس سياسياً فقط، بل مبدئي أيضاً. من يقف ضد إسرائيل، يقف إلى جانب العدالة، حتى لو اختلفنا معه في ملفات أخرى". أما حسن من مصر يعتبر أن الحرب برمتها "ظلم" ويضيف: "أنا لا أتعاطف مع الجيوش ولا الحكومات، أتعاطف مع الشعوب التي ليس لديها مخرج ولا صوت يسمع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store