logo
#

أحدث الأخبار مع #إبراهيم_رئيسي

"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط
"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط

الميادين

timeمنذ 14 ساعات

  • سياسة
  • الميادين

"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط

تعدّ الحرب الدائرة بين إيران والكيان الصهيوني نمطاً جديداً من الحروب، فهي حرب مباشرة بين دولتين غير متجاورتين، لا يمكن لأيّ طرف منهما أن يربح الحرب، وليس بمقدور أيّ منهما تصوّر الخسارة. تعدّ هذه الحرب انعكاساً لفائض القوة الذي تعيشه "إسرائيل" بعد طوفان الأقصى، باتت "إسرائيل" تعتقد أنّ لديها فائض قوة يجعلها تستطيع فعل كلّ ما تريده، ولا أحد قادر على لجمها ووقف حربها ضدّ أطفال غزة التي أدانتها جميع دول العالم تقريباً. ما يجري ليس مجرّد ضربات عسكرية أو حرب محدودة، وإنما حرب وجودية شاملة هدفها الاستراتيجي إسقاط النظام الايراني كحدّ أعلى، وكسره وإضعافه كحدّ أدنى، بحيث لا تقوم له قائمة بعدها، ويقبل بالهيمنة الأميركية والصهيونية على المنطقة. نجاح "إسرائيل" في تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله، وتوجيه ضربات مركّزة في الداخل الإيراني أدّت إلى اغتيال إسماعيل هنية وعدد من العلماء في مجال الطاقة النووية. التوغّلات الإسرائيلية المتكرّرة في الداخل السوري، وتدمير كامل مقدّرات الجيش السوري بعد سقوط النظام في دمشق، تلك الأسباب وغيرها جعلت نتنياهو يشعر بأنّ الطريق أمامه ممهدة لتحقيق حلمه في تسيّد الشرق الأوسط الجديد الذي سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى رسم خرائطه بالقوة. نجحت "إسرائيل" بالتعاون مع الإدارة الأميركية في تحقيق شيء من "الخداع الاستراتيجي"، الذي جعل طهران لا تتوقّع توقيت الهجوم في هذا الوقت بالذات، خاصة وأنّ المفاوضات مستمرة مع الولايات المتحدة، وكان من المتوقّع عقد الجولة السادسة منها في سلطنة عمان. تصريحات ترامب المتناقضة، تزيد من صعوبة فهمها وإدراك مدى جدّيتها، خاصة وأنه كان متحمّساً للحوار مع طهران، وهو ما لم يرق لنتنياهو بكلّ تأكيد. جولة ترامب الشرق أوسطية، وما رافقها من تصريحات تعكس رغبته في تحقيق الاستقرار في المنطقة، للتفرّغ لمواجهة الصين، زادت من قناعة الجميع بتغليب منطق التفاوض مع طهران، لا المواجهة معها. تعدّ إيران دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشكّل مع كلّ من مصر وتركيا أعمدة الشرق الأوسط الرئيسية الثلاثة (باعتبار إسرائيل كيان دخيل على المنطقة). أدّت طهران دوراً كبيراً في دعم "محور المقاومة" خارج حدودها، فكانت المواجهة بينها وبين الكيان مواجهة غير مباشرة، تكفّل حلفاء طهران بتنفيذها، في حين وفّرت هي مستلزمات تلك المواجهة. انكفاء طهران قليلاً عن دورها الخارجي، نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، فكانت هذه الواجهة التي استطاعت طهران استيعاب صدمتها الأولى، ومن ثمّ الانتقال إلى الإمساك بزمام المواجهة. اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين في وقت واحد ليس بالأمر السهل، لكنّ طهران استطاعت تسمية البديل عنهم وبشكل سريع، ومن ثمّ انتقلت إلى المبادرة والفعل بدلاً من الاقتصار على ردّ الفعل. إيران تخلّت عن تحفّظها المعروف ودخلت تدريجياً في "مود" الحرب، عبر تعميق ضرباتها داخل الكيان وكسر الخطوط الحمر، وهو ما يمثّل تحوّلاً استراتيجياً سيكون له ما بعده اذا استمر. تحصين الجبهة الداخلية والسعي إلى تصفية العملاء أمر بالغ في الأهمية، خاصة وأنّه في الشهر الأخير أظهرت اختراقاً أمنياً إسرائيلياً للداخل الإيراني، ردّت عليه طهران بالإعلان عن حصولها على وثائق سرية تكشف التواطؤ والتعاون بين مدير عامّ وكالة الطاقة الذرية غروسي مع "إسرائيل" لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. هذه الفضيحة، والخلافات داخل الكنيست الإسرائيلي والتي كادت أن تؤدي إلى حلّه، وبالتالي سقوط حكومة نتنياهو، والأوضاع الداخلية في أميركا احتجاجاً على سياسات ترامب وإيلون ماسك تجاه المهاجرين، والخلاف بين ترامب وماسك، ... إلخ. كلّ هذه الأسباب وغيرها دفعت نتنياهو إلى الإسراع في هذه المغامرة ضدّ إيران. أميركا شريك أصيل في هذه الحرب دعماً وتخطيطاً وتنسيقاً وتنفيذاً. وعلى الرغم من التنسيق المعلن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، إلا أنّ أميركا لا تزال ترى أنها ليست طرفاً في الحرب، وتطالب طهران بعدم استهداف القواعد الأميركية في المنطقة. وجهة نظر ترامب أنّ المشاركة الأميركية لا تكون إلّا حين يكون هناك استهداف مباشر من القوات الأميركية لطهران، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. الدعم الأميركي للكيان لا يمكن التراجع عنه، بمعنى أنه لا يمكن السماح بهزيمة "إسرائيل"، وأنّ التدخّل الأميركي سيكون حاضراً حين لا تستطيع "إسرائيل" إنجاز المهمة. طهران تدرك ذلك، وتسعى لتجنّب توسيع الحرب، ففوزها في الحرب يتمثّل في قدرتها على الحفاظ على برنامجها النووي، مهما كانت الخسائر. 20 حزيران 18:42 20 حزيران 11:33 تغريدات ترامب لإثارة الرعب لدى سكان طهران، وتوجّه حاملات الطائرات الأميركية إلى المنطقة، الهدف منها ممارسة الحرب النفسية على إيران، ورفع معنويات "جيش" الاحتلال، والتدخّل في المعركة عند الحاجة، بعد أن باتت قدرة "إسرائيل" وحدها على تحقيق الأهداف أمراً مشكوكاً فيه. إيران تعمل على تلافي أية مواجهة مباشرة مع أميركا، رغم إدراكها أنّ الولايات المتحدة طرف في الحرب، لكنها لا تزال تقف خلف "إسرائيل" وليس معها. الخطوط الحمر لواشنطن تتمثّل في استهداف إيران للقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة، أو ربما في حال حدث قتل لأعداد كبيرة من المستوطنين الذين يحملون الجنسية الأميركية، حيث يوجد في "إسرائيل" نحو 700 ألف مستوطن أميركي. هذه أول مواجهة يخوضها الكيان مع "دولة" وليس مع جماعات أو أحزاب منذ خمسين عاماً (آخر مواجهة مع دول كانت في العام 1973، مع مصر وسوريا). تشير التقارير إلى أنّ إيران استطاعت توزيع مفاعلها النووي في عدة مناطق من إيران، وبالتالي فإنّ استهداف منطقة أو أكثر لن يؤدّي إلى تدمير برنامجها النووي، مستفيدة في ذلك من الدرس العراقي، حيث قامت "إسرائيل" في العام 1981 باستهداف البرنامج النووي العراقي وتدميره. الأعماق الكبيرة التي يوجد فيها، والتي تصل إلى عمق يتجاوز الـ 100 متر، يجعل تدميرها بحاجة إلى قنبلة عملاقة يصل وزنها إلى 4 أطنان. مثل هذه القنبلة غير موجودة لدى "إسرائيل"، لكنها موجودة لدى الولايات المتحدة الأميركية وروسيا فقط، فأكبر قنبلة لدى "إسرائيل" تزن 1 طن، كالتي استخدمتها "إسرائيل" لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. حتى الولايات المتحدة فيما لو اختارت الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران فإنها ستلجأ إلى حشد تحالف دولي لذلك، على غرار ما حدث إبان غزوها للعراق حيث حشدت تحالفاً ضمّ 34 دولة. استهداف طهران لميناء حيفا وتدميره، ستكون له ارتدادات كبيرة، خاصة وأنّ مصفاة حيفا تؤمّن 65% من حاجة "إسرائيل" من النفط، ويُؤمّن قسم من احتياجات أوروبا من مصادر الطاقة. إضافة إلى أنه كان من المقرّر له أن يؤدّي دوراً محورياً في المشروع الأميركي الذي يربط الهند بأوروبا (الممر الهندي)، والذي يسعى لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني. هذه أول حرب مباشرة تخوضها إيران على أراضيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي حرب غير تقليدية على المستويات الجيوسياسة والعسكرية والاستخباراتية كافة (يمكن تسميتها بحرب الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي). تمتلك إيران الكثير من أوراق القوة، فمساحة "إسرائيل" لا تتجاوز 1/80 من مساحة إيران، وهو ما يجعل الصواريخ الإيرانية قادرة على إحداث تدمير كبير في بلد لا تتجاوز مساحته الـ 20 ألف كم مربّع. طبيعة الشعب الإيراني جعلته يصطفّ خلف قيادته في مواجهتها لـ "الشيطان الأكبر"، على عكس ما كانت "إسرائيل" تعتقد، حيث كان الهدف أن يثور الشعب الإيراني على حكومته، أملاً منها في تحقيق الهدف الثاني للحرب، ألا وهو إسقاط النظام في إيران. إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب ستكون له تبعات كبيرة على حركة التجارة الدولية، وهو خيار متاح لطهران في أية لحظة، وبالتالي فإنّ على جميع دول العالم أن تقلق مما يحدث، وأن تسعى لوقف الحرب لضمان استمرار تدفّق النفط والغاز من المنطقة، وخاصة إلى الصين ودول الاتحاد الأوروبي. الحرب مع إيران ستؤدّي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما لا تريده أميركا، وكلّ ما يقوم به ترامب هو في الاتجاه المعاكس، حيث يسعى لمعالجة الاختلالات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي. إيران شريك استراتيجي لكلّ من الصين وروسيا، وتربطها علاقات قوية مع كوريا الشمالية وباكستان، وبالتالي فإنّ هذه الدول ستدعم طهران، ولو بشكل غير مباشر على أقلّ تقدير. باقي الدول الفاعلة في المنطقة وخاصة تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، لن تسمح بهزيمة إيران التي تعني لهم تحكّم "إسرائيل" بمصير المنطقة. استمرار الضغط على إيران قد يدفعها إلى إنهاء تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية والمضي في تطوير برنامجها النووي، على غرار ما حدث مع كوريا الشمالية. تشير التقديرات إلى امتلاك طهران 2000-3000 صاروخ باليستي، وتنتج يومياً نحو عشرة صواريخ، وبالتالي فإنها قادرة على تدمير مساحات تعتبر كبيرة، بالقياس إلى مساحة "إسرائيل". دول المنطقة وشعوبها، حتى التي لا تحبّ إيران، فإنها لا تتمنّى الانتصار لـ "إسرائيل"، ولعلّ موقف المملكة العربية السعودية ومصر بات واضحاً ورافضاً لما تقوم به "إسرائيل"، وهو نابع من إدراك سياسي لحجم المخاطر التي تترتّب على هذه الحرب. للمرة الأولى في تاريخ الحروب مع الكيان الصهيوني يكون الطرف الآخر في المواجهة غير عربي، وهو أمر بالغ الدلالة وستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على العالم العربي وخاصة الـحكومات، لذلك بعضها الآن أكثر حرصاً من الكيان على هزيمة إيران. مع الإشارة إلى أنّ المواقف العربية المؤيّدة لـ "إسرائيل" لا تتعدّى كونها مواقف شعبوية لا تنبع من نضج ووعي سياسي، فالتحالفات اليوم باتت غير ثابتة، والصداقات والعداوات بين الدول متغيّرة وبشكل كبير، ومن كانت إيران عدواً له، ربما تصبح غداً صديقة لها، تشاركه مواجهة عدو مشترك يحتلّ أرضه. استهداف المواقع النووية الإيرانية سيؤدّي إلى انتشار الأشعة النووية التي قد تؤدّي إلى تلوّث مياه البحر، خاصة وأنّ العديد من دول الخليج تعتمد على تحلية مياه البحر في تأمين احتياجاتها المائية. إيران لم تستخدم كلّ قدراتها العسكرية بعد، وخاصة منظومة الـمسيّرات المتقدّمة والصواريخ الباليستية الدقيقة، ويبدو أنها تتحضّر لمواجهة طويلة، وهو ما لا تطيقه "إسرائيل"، التي اعتادت على الحروب الخاطفة. هذه الحرب سوف تغيّر العقيدة الاستراتيجية والعسكرية لدى الطرفين، كما ستعيد رسم موازين القوى وخرائط التحالفات الإقليمية والدولية لعقود مقبلة. سياسة عضّ الأصابع مستمرة، ويبدو أنّ ترامب يريد إضعاف الطرفين، بمعنى أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات وتقبل بالشروط الأميركية، ويصبح نتنياهو أكثر تبعيّة لسيده الأميركي، هذا إذا لم تؤدِ حربه مع طهران إلى إسقاط حكومته.

«فتّاح».. صاروخ إيران الفرط صوتي.. «400 ثانية إلى تل أبيب»
«فتّاح».. صاروخ إيران الفرط صوتي.. «400 ثانية إلى تل أبيب»

الأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الأنباء

«فتّاح».. صاروخ إيران الفرط صوتي.. «400 ثانية إلى تل أبيب»

أعلنت إيران في العام 2022 عن تطوير الصاروخ النوعي «فتاح»، وقد تم إطلاقه في يونيو 2023 في حفل حضره الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وقادة كبار في الحرس الثوري. وبعد يوم من الكشف عن صاروخ «فتاح» الفرط صوتي، عرضت لافتة في قلب طهران مكتوب عليها: «400 ثانية إلى تل أبيب». وأدخلت طهران أول جيل من صاروخ «فتاح» إلى ساحة المواجهة مع إسرائيل، واحتفى به الحرس الثوري قائلا إنه بفضله شتت الدفاعات الجوية «الأسطورية» للجيش الإسرائيلي، وهز الملاجئ، وسيطر بشكل «كامل» على الأجواء الإسرائيلية. و«فتاح» هو صاروخ باليستي فرط صوتي طورته القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني. ويعني اسمه بالعربية «المنتصر»، الذي «يقتحم حصون الأعداء ويغزوهم في الحروب». وقد أطلق عليه المرشد الإيراني علي خامنئي هذا الاسم. وكان خامنئي، قد نشر عقب إطلاق الصواريخ الإيرانية على تل أبيب تغريدة على منصة «إكس»، لملصق يظهر 3 صواريخ ضخمة تنطلق من البلاد، وكتب معلقا: «نصر من الله وفتح قريب». ويتميز «فتاح» بقدرة عالية على المناورة، فهو مزود بفوهة متحركة تمنح المشغل القدرة على التحكم في مسار الصاروخ وتوجيهه. ويتحرك بسرعة تزيد على خمسة أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع والرادارات استهدافه. كما أنه يستطيع ضرب الأهداف بسرعة تتراوح بين 13 ماخ و15 ماخ (15.000 كيلومتر/ ساعة)، وبمدى يصل إلى 1.400 كيلومتر (870 ميلا). ووفقا لوسائل إعلام إيرانية، يمكن تثبيت هذا الصاروخ على مدمرة دامافاند-2 من فئة «موج» المتطورة لتعزيز الأسطول البحري الإيراني.

عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن
عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن

العربية

time٢٧-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العربية

عُمان وإيران.. الوساطة التي خرجت إلى العلن

في فبراير 2022، وقف وزير الخارجية العُماني السيد بدر بن حمد البوسعيدي في العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. آنذاك، قال رئيسي إن علاقات بلاده مع مسقط «جيدة»، لكنه أضاف كلمة واحدة لفتت انتباه العُمانيين: «ولكن…». هذه الـ"لكن" الإيرانية، التي جاءت في سياق لقاء رسمي، لم تمُر مرور الكرام في عُمان؛ حيث تساءل الكاتب زاهر المحروقي في صحيفة عُمان الحكومية (المنشور يوم 27 فبراير 2022) قائلًا: "ماذا استفادت عُمان من كلّ مواقفها السياسية المُستقلة....؟"، ويضيف: "ولكن ماذا لو استفدنا من الدول التي وقفنا معها، ومنها إيران التي لديها الكثير لتقدمّه لعُمان اقتصاديًا وعلميًا وطبيًا وتكنولوجيًا وغير ذلك"؛ بل ذهب المحروقي لما هو أبعد من ذلك في نقدٍ غير مسبوق للثقافة السياسية العُمانية المُتحفِّظة، حين ذكر في المقال: "هناك ثقافة مُتجذِّرة، سادت السياسة العُمانية طوال العقود الماضية، هي الخوف والريبة من كلّ علاقة خارجية؛ فكانت النتيجة أن خسرنا الكثير من الاستثمارات؟". في المقابل، ذكر الكاتب في صحيفة "الرؤية" العُمانية الدكتور عبدالله باحجاج في مقاله (المنشور أيضًا يوم 27 فبراير 2022)، توصيفًا أكثر مباشرةً، قائلًا إن "لكن" رئيسي كانت بمثابة "عتاب دبلوماسي مُبطّن"، وربما كان يُريد الكاتب التلميح بأن عُمان، رغم صداقتها، لا تُعامل كأولوية لدى طهران. هذا السجال الإعلامي العُماني مع "لكن" واحدة، كشف عن حجم المسافات بين البلدين. لكنه أيضًا مهَّد الطريق لتصحيح المسار. وبالفعل، بعد عامٍ وبضعة أشهر، زار جلالة السلطان هيثم بن طارق، إيران، في زيارة هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم. الزيارة وثّقتها كاميرات الإعلام الإيراني بلقاءات مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، وانتهت بتوقيع 4 اتفاقيات اقتصادية واستثمارية. لكن الأهم، خلالها كان الموقف الإيراني المُرحِّب بعودة العلاقات مع مصر، في تلميح إلى الدور غير المُعلن والفعّال لمسقط في هذا الملف. اليوم، ومع زيارة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى عُمان، تعود الأضواء مجددًا إلى دور السلطنة كوسيط؛ وهذه المرة بشكل علني. فقد أعلنت مسقط أنها ترعى جولات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني. خمس جولات جرت حتى الآن، وصفها الوزير البوسعيدي بأنها «حققت تقدمًا غير حاسم». اللافت أن عُمان، التي كانت تحرص على إبقاء وساطتها غير مُعلنة، غيّرت نبرتها. الوزير نفسه الذي صرّح عام 2021 في مقابلة تلفزيونية معي (على قناة العربية) بأن «عُمان لا تقبل أن تُوصَف بالوسيط»، هو اليوم يعلن عن وساطة قائمة وفاعلة، تحمل على عاتقها تحديات جيوسياسية عميقة، أهمها إخراج الملف النووي من دائرة التصعيد والانفجار. السؤال الآن: لماذا انتهجت عُمان مسارًا آخر؟ الإجابة قد تكون أن السلطنة تدرك أن المرحلة المقبلة تتطلب إبرازًا أكبر لأدوارها، خاصةً في ظل صعود وسطاء إقليميين جُدد: كدور السعودية في حلحلة أزمات إقليمية ودولية عدة؛ فبرزت كوسيط ناجح في المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا، ووساطة قطر مع حركة طالبان الأفغانية، والإمارات ودورها في عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أن الدبلوماسية غير المُعلنة لم تعد كافية. ورغم ذلك، تُدرك عُمان أنَّ النجاح في هذا المسار محفوف بالتحديات؛ فإيران تقول إنها "صامدة حتى من دون مفاوضات"، وتلوِّح بالقدرة على تحمُّل العقوبات الأمريكية الجديدة. لكن الواقع يقول إنَّ الاقتصاد الإيراني يعيش ركودًا متزايدًا، وأن أي اختراق في المفاوضات سيكون مكسبًا لجميع الأطراف. والأهم، ما الذي تُريده عُمان من طهران؟ هل ستشهد الزيارة انفراجة في ملف تطوير حقل "غرب بخا" الحدودي (أو "هنجام" كما تسميه إيران)؟ هذا الحقل، المُختلَف عليه منذ 2005، ظل رهينة خلافات تقنية وشروط غير متوازنة فرضتها طهران. فهل تحمل الزيارة تسوية عادلة لهذا الملف؟ ختامًا، ما تريده عُمان يبدو واضحًا: مرحلة جديدة من العلاقات، لا تقوم على المجاملات؛ بل على المكاسب المُتبادلة.. دبلوماسيةٌ لا تكتفي بالكواليس؛ بل تخرج إلى العلن بثقةٍ ومسؤوليةٍ. ومع رئيس جديد في طهران، فإنَّ زيارة بزشكيان قد تكون اختبارًا جادًا لمسار العلاقة الجديدة.

تصريح إيراني عن المفاوضات النووية وسط خلاف تخصيب اليورانيوم
تصريح إيراني عن المفاوضات النووية وسط خلاف تخصيب اليورانيوم

CNN عربية

time٢١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • CNN عربية

تصريح إيراني عن المفاوضات النووية وسط خلاف تخصيب اليورانيوم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي، الأربعاء، إن طهران تدرس حاليًا ما إذا كانت ستشارك في الجولة المقبلة من المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن عراقجي قوله "إننا ندرس ما إذا كنا سنشارك في الجولة المقبلة من المفاوضات أم لا، وما إذا كان من الممكن إجراء مفاوضات مثمرة". وأضاف عراقجي على هامش مراسم إحياء ذكرى مصرع سلفه أمير عبداللهيان بحادث تحطم طائرة مع الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي: "لقد قمنا بالرد على المطالب غير المعقولة، وأكدنا ان المواقف غير المنطقية لا تساعد المحادثات". وتابع: "موقفنا واضح جدًا: التخصيب سيستمر سواء مع أو بدون اتفاق، ولكن إذا أرادت الأطراف الشفافية فيما يتعلق بالبرنامج السلمي الإيراني فنحن مستعدون لذلك، فعليهم رفع العقوبات التي فُرضت ظلمًا بسبب الاتهامات المتعلقة ببرنامجنا النووي". وشدد وزير الخارجية الإيراني على أنه بلاده لن تقبل "حرماننا من أشياء هي حقنا". خامنئي يقيم المفاوضات النووية مع أمريكا.. ماذا قال عن وقف تخصيب اليورانيوم؟وتوقفت المحادثات عند مطلب عدم تخصيب طهران لليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تُمكّن من التسلح، ولكنها ضرورية أيضًا لإنتاج الطاقة النووية للأغراض المدنية. وقال المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يرأس الوفد الأمريكي بالمفاوضات، لشبكة ABC خلال عطلة نهاية الأسبوع أن واشنطن "لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب" بموجب الاتفاق. بينما توقع المرشد الإيراني علي خامنئي، ألا "تصل المفاوضات... إلى نتيجة"، معتبرًا مطلب واشنطن بعدم تخصيب طهران اليورانيوم بأنه "خطأ فادح". ولا يوجد مقترح أمريكي حالي يحمل توقيع ترامب، وبعد أكثر من شهر على المحادثات التي رعتها سلطنة عُمان، وفقًا لمصادر. في هذه الأثناء، كشف مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، الأربعاء، أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية جديدة تُشير إلى أن إسرائيل تُجري استعدادات لضرب منشآت نووية إيرانية. وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة مع ترامب، وأنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه منذ أن أججت حرب غزة التوترات منذ عام 2023. وأشار المسؤولون إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأن هناك في الواقع خلافًا عميقًا داخل الحكومة الأمريكية حول احتمالية اتخاذ إسرائيل لقرار في نهاية المطاف. وقال مصدر إن "احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لمنشأة نووية إيرانية قد ازداد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، واحتمال إبرام اتفاق أمريكي إيراني، لا يستبعد إزالة كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران، يزيد من احتمالية توجيه ضربة". وأوضحت مصادر متعددة مطلعة على المعلومات الاستخباراتية بأن المخاوف المتزايدة لا تنبع فقط من رسائل علنية، وخاصة من مسؤولين إسرائيليين كبار، تفيد بأنهم يدرسون مثل هذه الخطوة، بل أيضًا من اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها ورصد تحركات عسكرية إسرائيلية قد تشير إلى ضربة وشيكة.

بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني
بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

BBC عربية

time٢٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • BBC عربية

بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

صعد إبراهيم رئيسي سريعاً في هيكل السلطة في إيران، لكن رئاسته انتهت فجأةً، بحادث تحطم مروحية، لم يُسهم تفسيره الرسمي - المتعلق بالطقس - في تهدئة أمة غارقة في الشكوك. في 19 مايو/أيار 2024، توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان. كما قُتل في الحادث أيضا وزير الخارجية آنذاك، حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين. بعد عام، لا يزال التفسير الرسمي - أن سوء الأحوال الجوية تسبب في اصطدام الطائرة بجبل - موضع تساؤل واسع النطاق داخل إيران، حيث يسود انعدام ثقة الجمهور في روايات الحكومة. التقارير الرسمية والتناقضات أصدر الجيش الإيراني ثلاثة تقارير تستبعد التخريب أو الاغتيال. وأشار أحدثها إلى تراكم الضباب المتصاعد كسبب. مع ذلك، صرّح رئيس الأركان السابق في عهد رئيسي بأن الطقس كان صافيا، ويشير منتقدون إلى احتمال وجود أعطال فنية بالطائرة. بينما حاولت الدولة إغلاق القضية، تزايدت التكهنات العامة. ولم تؤدِّ الصور المحدودة والضبابية لحطام الطائرة إلا إلى تأجيج الشكوك. شكوك داخلية ورحلة مثيرة للجدل جاء الحادث بعد تغيير في خطط سفر رئيسي. ووفقاً لـ مجتبى موسوي، الذي ترأس شقيقه فريق أمن رئيسي وتوفي في الحادث، فإن الرحلة إلى حدود أذربيجان لم تكن الوجهة الأصلية - وقد عارضتها وحدة الأمن بشدة. وقال إنه تم تقديم خطاب رسمي يعترض على الزيارة. رفض الجيش هذه التعليقات ووصفها بأنها محاولة "لزرع الشك"، لكن هذه الرواية اكتسبت زخماً، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية واجتماع رئيسي مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، قبل وقت قصير من الحادث. شائعات التصفية السياسية ألمح سياسيون متشددون علناً إلى أن رئيسي ربما يكون قد قُتل عمداً. ادعى عضو البرلمان، حامد رسايي، أنه "أقُصي" لإزالة عقبة داخلية أمام التطورات الإقليمية. وذهب نائب آخر، وهو كامران غضنفري، إلى أبعد من ذلك، مدعياً وجود عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأذربيجان أسفرت عن مقتله - دون تقديم أدلة. تتزامن هذه الادعاءات مع أحداث إقليمية، بما في ذلك مقتل قادة من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني على يد إسرائيل. وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون أي تورط في الحادث. في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع تظهر امرأة، عُرِّفت بأنها والدة رئيسي، في حالة من الضيق الشديد، وهي تقول: "أياً كان من قتلك، أرجو من الله أن يُقتل". لم يتسن التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل، ولكنه انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. غموض حول موقع التحطم كانت التقارير الإعلامية الإيرانية الأولية متناقضة. قال البعض إن رئيسي واصل رحلته براً، ووصف آخرون الحادث بأنه "هبوط اضطراري". وسرعان ما تحول السرد إلى حادث تحطم مميت، وبدأت حملة وطنية للدعاء. كان رئيسي على متن إحدى ثلاث طائرات هليكوبتر تحلّق في دوائر. أدلى المسؤولون بتصريحات متضاربة حول ترتيبات الموكب. استغرق تحديد موقع الحطام أكثر من 16 ساعة، على الرغم من مزاعم بأن أحد الركاب رد على اتصال عبر هاتف محمول بعد الحادث. أعلنت تركيا أن إحدى طائراتها المسيرة حددت الموقع، لكن بي بي سي الخدمة الفارسية وجدت أن الإحداثيات التي تمت مشاركتها غير دقيقة. بدلاً من ذلك، كانت مجموعة من سائقي الدراجات النارية عبر الطرق الوعرة أول من وصل إلى الموقع، وهي حقيقة لم تعترف بها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. جثث محترقة، وأمتعة غير محترقة أظهرت الصور المنشورة جثثاً متفحمة، إلا أن بعض المتعلقات والأمتعة بدت سليمة نسبياً. زعم أحد المشاركين في التأبين، وهو مؤيد للحكومة، أن جثمان رئيسي كان محترقاً بشدة لدرجة أنه تم إجراء "التيمم" للكفن، بدلاً من الغسل التقليدي. وبحسب ما ورد، لم يُسمح لزوجة الرئيس ووالدته برؤية الجثمان. صرح بعض المسؤولين لاحقاً بأنه لم يتم العثور على أجزاء من جثمان رئيسي، ما زاد من شكوك الرأي العام. إرث من انعدام الثقة لا يمكن فصل الشكوك المحيطة بوفاة رئيسي عن تاريخ إيران الطويل من السرية. من إسقاط طائرة أوكرانية عام 2020، إلى وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، إلى عقود سابقة من الاغتيالات السياسية، شهد الإيرانيون مراراً وتكراراً روايات رسمية لم تحل ألغاز تلك الأحداث. حتى لو كان حادث التحطم عرضياً بحتاً، فإن سجل الدولة أدى إلى عدم تصديق رواية الأجهزة الأمنية من قِبل مواطنيها. صعود رئيسي وأفوله السياسي كان رئيسي، رجل الدين ورئيس السلطة القضائية السابق، يُنظر إليه في السابق على أنه "خليفة محتمل" للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. بدعم من النخبة المحافظة في إيران، انتُخب عام 2021، مع وعوده بالإصلاح الاقتصادي والاستقرار السياسي. لكن رئاسته واجهت صعوبات. ارتفع التضخم بشكل حاد، وتعثرت دبلوماسيته الدولية، وأدت الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني إلى إضعاف إدارته بشكل أكبر. ووصف محللون من مختلف الأطياف السياسية حكومته بأنها غير فعالة. بحلول عام 2024، كان مستقبل رئيسي السياسي غامضاً. لقد أنهى موته فجأةً مشروعاً سعى إلى بناء جيل جديد من القيادة "الشبابية والثورية". نهاية مفتوحة على الرغم من جهود الدولة لتصوير رئيسي على أنه "شهيد"، إلا أن ظروف وفاته زادت من سخرية الرأي العام. وبعد مرور عام على الحادث، لا تزال فكرة أن الرئيس الإيراني اختفى في سحابة، بالنسبة لكثير من الإيرانيين، غير معقولة لدرجة يصعب تقبلها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store