logo
إيران وإسرائيل والنظام العالمي

إيران وإسرائيل والنظام العالمي

الشرق الأوسطمنذ 10 ساعات

يمكن أن يؤكد لك كل الخبراء الاستراتيجيين أن مستقبل النظام الدولي، ونوعية الصراعات التي يمكن أن تقع لا يمكن التنبؤ بهما بشكل دقيق؛ ولكن ما يجري اليوم من أحداث دولية يمكن أن يعطي لنا مسلمة واحدة، وهي أن قانون القوة هو الطاغي فيما يجري وما سيجري من أحداث؛ بمعنى أن الكثير من القوانين الدولية ستبقى حبراً على ورق، والعديد من المنظمات العالمية ستدخل في سبات عميق؛ وهذا طبعاً سيستمر لسنوات بل ولعقود، وسيقوي النفاق الدولي وازدواجية المعايير التي تخدم مصالح القوى العظمى، وسينمي كل يوم الخط الفاصل بين دول الجنوب الشاملة والفاعلين الكبار في النظام العالمي، بل سيساهم في الزيادة من حدة التوتر بين القوى العظمى أنفسها.
روسيا تدخلت في أوكرانيا واستمرت الحرب ولا تزال، ولم يوقف الدعم الغربي لكييف توغل القوات الروسية، ولا منعها من مخالفة القوانين الدولية رغم العقوبات، بل بدأ الرئيس بوتين يستعيد مكانته وحيويته في الساحة الدولية إلى درجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يكلمه هاتفياً لساعات طوال، ويدعوه للجلوس ولو شرفياً في قاعة الوسطاء الرئيسيين الذين يمكنهم أن يتوسطوا بين إسرائيل وإيران؛ كما أن إسرائيل قامت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بالقضاء على وكلاء إيران في المنطقة: «حماس» ثم «حزب الله»، ثم قامت برفع الغطاء عن نظام الأسد في سوريا، والآن أشعلت الحرب بينها وبين إيران، كما قامت الولايات المتحدة بشن غارات على الحوثيين في اليمن انتهت بالاتفاق على ألا تصاب المصالح الأميركية من سفن وقواعد عسكرية بسوء.
هذه القوى العظمى، وبالأخص الولايات المتحدة، لا يمكن لأحد أن يفرض عليها حصاراً شاملاً، ولا أن يرسل عليها صواريخ تزيل النظام وأهله، ولا أن يحاكمها بحجة أنها خالفت القوانين الدولية، أو لم تأخذ رضا ومباركة مجلس الأمن؛ بل هي من تقرر وتعاقب، بل يمكنها أن توقف قرارات المحاكم الدولية ومحاصرة من سولت له نفسه متابعة الحلفاء. والآخرون إما أن يتناغموا مع هذه الوضعية أو ينتظروا الويلات التي يمكن أن تصيبهم. فها هي إيران كانت تظن أنها في بروج مشيدة؛ لأن عندها وكلاء في كل المنطقة يؤمنون بمبدأ الموالاة للولي الفقيه، وتمدهم بالسلاح والأموال؛ كما أنها نجحت في تعزيز المصالح القومية الإيرانية، والتمركز داخل النظام الإقليمي، وابتزاز الخصوم والأنداد، ومأسسة عقيدة مفادها بأنه إذا كانت هناك حروب إقليمية فإنها لا محالة ستدور دائماً على أراضي الآخرين، وليس داخل أراضيها.
إيران كانت تعتقد، كما بعض المفكرين العرب بأن ما يجري من أحداث ومفاوضات لا متناهية حول النووي الإيراني ما هو إلا مسرحية شكسبيرية بطلتاها إيران وإسرائيل، والكاتب الرئيسي لها هي الولايات المتحدة؛ لم تكن أبداً مسرحية! اشتغل الإسرائيليون لسنوات على كيفية القضاء على مقومات النظام الإيراني، وأصبحوا بارعين في المراوغة والكتمان والمباغتة. تجاوز «الموساد» الخرائط والحدود، وجند الجواسيس، وفعل كل هذه الاختراقات داخل إيران.
والإيرانيون على علم بأن أميركا وإسرائيل جسم واحد، وأنه رغم التصريحات المتناقضة في بعض الأحيان بين واشنطن وتل أبيب، فإن العقيدة واحدة، والمصالح واحدة، والتعاون الاستراتيجي والعسكري دائم، وأن الدول الغربية في المسائل الوجودية لا يمكنها أن تتجاوز رغبات الدولة العبرية.
ظن الإيرانيون أن الحكومة الإسرائيلية متبوعة بانتخابات ديمقراطية، وأن الناخبين سيسقطون أي حكومة تضع شعبها في حرب استنزاف تسقط فيها الأرواح والمباني؛ ولكن غاب عنهم أنه في الحروب المصيرية لا تسقط هذه الحكومات، بل تتقوى وتكون على استعداد لتحمل التكلفة، وبخاصة أن عندها شيكاً على بياض من أميركا والحلفاء.
الأمور صعبة ومعقدة للغاية، والمستقبل سيحكمه قانون القوة، بدل قوة القانون. والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ستصبح صورية وغير مؤثرة، ودول العالم ستكون ملزمة بالاصطفاف مع القوى العظمى، وسيزداد السباق العالمي نحو التسلح في بيئة دولية تعرف اليوم أزيد من 57 أزمة نزاع مفتوحة، وأزيد من 200 من الجماعات المسلحة، وتكلف فيها الصراعات نحو 17 تريليون دولار، وهي وقائع وأرقام لم تصل إليها البشرية من قبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل وإيران في اليوم  التاسع: ضربات متبادلة وسط جهود للتهدئة (تغطية حية)
إسرائيل وإيران في اليوم  التاسع: ضربات متبادلة وسط جهود للتهدئة (تغطية حية)

الشرق الأوسط

timeمنذ 33 دقائق

  • الشرق الأوسط

إسرائيل وإيران في اليوم  التاسع: ضربات متبادلة وسط جهود للتهدئة (تغطية حية)

دخل الصراع بين إسرائيل وإيران يومه التاسع، حيث تبادل الطرفان هجمات جديدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت بعد يوم من إعلان طهران أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي في ظل التهديد. وبينما شنت طهران موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على مدن إسرائيلية، أفادت وكالات أنباء إيرانية بأن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية، لكن لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك.كما هاجمت إسرائيل مبنى في مدينة قم، حيث أشارت تقارير أولية إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 16 عاما وإصابة شخصين.وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش قتل سعيد إيزداي القائد المخضرم في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، في قصف استهدف شقة بمدينة قم.وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن سلسلة هجمات على مواقع تخزين وإطلاق صواريخ في إيران.

غارات إسرائيلية تستهدف موقعًا نوويًا في أصفهان.. وطهران تنفي وقوع تسرب إشعاعي
غارات إسرائيلية تستهدف موقعًا نوويًا في أصفهان.. وطهران تنفي وقوع تسرب إشعاعي

مباشر

timeمنذ 33 دقائق

  • مباشر

غارات إسرائيلية تستهدف موقعًا نوويًا في أصفهان.. وطهران تنفي وقوع تسرب إشعاعي

مباشر: أفادت وسائل إعلام إيرانية، صباح السبت، أن غارات إسرائيلية استهدفت موقعًا نوويًا في محافظة أصفهان، مؤكدة عدم وقوع أي تسرب لمواد خطرة أو إشعاعية نتيجة القصف. وذكرت سلطات المحافظة أن الهجمات، التي وقعت فجر اليوم السبت، لم تسفر عن أضرار بيئية أو خسائر بشرية، مشيرة إلى أن الموقع المستهدف يبعد نحو 340 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران. ودعا نائب محافظ أصفهان المواطنين إلى تجنب التجمعات في محيط موقع الحادث لتسهيل عمل فرق الطوارئ، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية". وأوضح مسؤول محلي، أن الغارات طالت عدة مناطق من المحافظة، بينها لنجان، ومباركة، وشهرضا، إضافة إلى مدينة أصفهان، مضيفًا أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت للهجمات، وأن معظم أصوات الانفجارات كانت ناجمة عن عمل الدفاعات، بينما ارتبط بعضها مباشرة بالضربات الجوية. وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال عناصر على صلة بجهاز الموساد الإسرائيلي في محافظتي البرز وأصفهان، حيث كانوا ينشطون في ورشة سرية لصنع واختبار متفجرات بهدف تنفيذ عمليات تخريبية داخل البلاد. تأتي هذه التطورات وسط تصعيد مستمر بين إسرائيل وإيران، حيث شنت تل أبيب هجمات متكررة على منشآت نووية وعسكرية إيرانية منذ 13 يونيو الجاري، بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية وسترد على أي اعتداء يمس سيادتها. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

"من إخلاء طهران إلى مهلة أسبوعين".. ما سبب تحول "ترامب" بشأن إيران؟
"من إخلاء طهران إلى مهلة أسبوعين".. ما سبب تحول "ترامب" بشأن إيران؟

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

"من إخلاء طهران إلى مهلة أسبوعين".. ما سبب تحول "ترامب" بشأن إيران؟

بعد أيام قليلة من إثارته لحديث عالمي عن الحرب بدعوته الصريحة لـ"إخلاء طهران" عقب مغادرته المفاجئة لقمة زعماء العالم في كندا، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع أمس بتصريحات متأنية، مؤكدًا حاجته للمزيد من الوقت لاتخاذ قرار حاسم بشأن إيران، ويعكس هذا التحول اللافت في موقف ترامب، الذي كان يواجه ضغوطًا متعارضة داخل إدارته ومن حلفائه، توازنًا دقيقًا بين رغبته في منع إيران من تطوير سلاح نووي وتجنب الانزلاق نحو صراع عسكري مفتوح، وهو ما يمثل ركيزة أساسية لحركته السياسية. وفي أعقاب القمة الكندية، ألقى ترامب بتصريحات قوية ألهبت الأجواء، ملوحًا بخيار العمل العسكري ضد إيران، إلا أن يوم أمس شهد لهجة مغايرة، إذ أكد ترامب أنه يترقب "عودة الناس إلى رشدهم"، ورفض إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، مشددًا على أن الملف النووي الإيراني يمثل تهديدًا خطيرًا، لكنه تحاشى الخوض في تفاصيل أي رد أمريكي محتمل، وبعيدًا عن إيران، سعى ترامب وفريقه في البيت الأبيض لتحويل الانتباه إلى قضايا داخلية، مثل مشروع قانون ضخم يتبناه، ودعوته لتعيين مدعٍ خاص للتحقيق في انتخابات عام 2020، فضلًا عن تعليقاته المتكررة حول التهم الموجهة إليه من وزارة العدل في عهد الرئيس جو بايدن، وهذه الخطوة تعكس محاولة واضحة لتخفيف حدة التوتر المتصاعد، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. وتدور معركة حامية الوطيس لكسب اهتمام ترامب ونصحه، إذ يواصل تلقي المشورة من شخصيات بارزة تتبنى وجهات نظر متباينة تمامًا، وهذه النصائح، سواء كانت بطلب منه أو لا، تأتي من مانحين بارزين وشخصيات إعلامية يمينية ومسؤولين منتخبين، وتتلاعب بالدوافع المتضاربة لترامب بشأن إيران، فمن جهة، يتمسك ترامب بقناعة راسخة بضرورة منع إيران من تطوير سلاح نووي. ومن جهة أخرى، يسعى جاهدًا لتجنب الحرب، الأمر الذي يعد عنصرًا رئيسيًا في حركته السياسية، وفي مواجهة هذا المأزق، اختار ترامب نهجًا حذرًا، مانحًا لنفسه المزيد من الوقت لاتخاذ قراره النهائي، حيث أعلن عن مهلة قد تصل إلى أسبوعين. أصوات الحذر ويبدو أن الأصوات التي تحذر ترامب من التصريح بشن ضربة عسكرية، وتدعو إلى التمسك بالمفاوضات الدبلوماسية، بدأت تحقق اختراقًا، فالخميس، تناول ترامب الغداء مع ستيفن بانون مستشاره السابق، الذي لا يزال صوتًا مؤثرًا داخل الجناح المتشدد لحركة "ماجا"، وقد انتقد بانون بشدة العجلة الزائفة التي يروج لها صقور مؤيدو إسرائيل، مشبهًا مؤيدي الهجوم على إيران ببائعي السيارات المستعملة الذين يستخدمون تكتيك "البيع الإضافي" من خلال إخبار المشترين بأن الوقت محدود لاتخاذ القرار. وبعد وقت قصير من غداء ترامب مع بانون، أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، بيانًا "مباشرة من الرئيس"، يؤكد فيه ترامب عزمه على السماح للمفاوضات بالاستمرار لفترة أطول، والرسالة كانت واضحة: ترامب سيمنح نفسه ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار، في ضوء وجود فرصة كبيرة لمفاوضات، ورغم أن البيان كان قيد الإعداد قبل لقاء بانون، إلا أن هذا الاجتماع يؤكد نفوذ الأخير كقائد لفصيل مناهضة التدخل في حركة "ماجا"، فقبل ذلك بيوم، زار المعلق اليميني المؤثر تشارلي كيرك أيضًا ترامب في البيت الأبيض، داعيًا إلى الثقة بغرائز ترامب وتجنب حرب قد تكون أطول مما هو متوقع. دبلوماسية أوروبية وفي خضم هذا التوتر، تبرز جهود دبلوماسية أوروبية مكملة لمعارضة "ماجا" للتدخل العسكري، فاجتماع أمس في جنيف بين كبار دبلوماسيي إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي لم يحقق انفراجة، وبينما ضغط الأوروبيون على إيران لقبول قيود على برنامجها النووي، أصر الوفد الإيراني على عدم التفاوض قبل توقف إسرائيل عن ضرباتها، لكنهم اتفقوا على مواصلة المحادثات، وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب "يدعم الجهود الدبلوماسية من حلفائنا التي يمكن أن تقرب إيران من قبول صفقته"، ومع ذلك، بدا ترامب أكثر تشاؤمًا، معتبرًا أن "أوروبا لن تتمكن من المساعدة في هذا الشأن"، وأن إيران "لا تريد التحدث إلى أوروبا، إنهم يريدون التحدث إلينا". وهذا الاستعداد لمواصلة المحادثات يتناقض مع الإلحاح الذي أبداه ترامب في بداية الأسبوع، ففي ليلة الاثنين الماضي، ومع استعداده لمغادرة قمة مجموعة السبع، كانت الأصوات المؤيدة للتدخل تدفع الرئيس لاغتنام اللحظة لضرب المنشآت النووية الإيرانية وحتى تغيير الحكومة، وفي تلك الليلة، دعا السناتور ليندسي غراهام إلى "التزام ترامب الكامل" بمساعدة إسرائيل في مواجهة إيران، متسائلًا عما إذا كان العالم أفضل حالًا دون المرشد الإيراني علي خامنئي، ودعا السناتور تيد كروز أيضًا إلى "تغيير النظام" في إيران. وعاد ترامب إلى واشنطن فجر الثلاثاء، واجتمع مع مستشاريه لمراجعة خيارات الهجوم، وأخبر مساعديه أنه موافق على الخطط المحتملة، لكنه يعلق الموافقة النهائية ليرى ما إذا كانت إيران ستتراجع، وبحلول يوم الأربعاء، أبدى ترامب انزعاجه من أسئلة الصحفيين حول تفكيره بشأن إيران، لكنه قدم لمحات عن تفكيره، مؤكدًا أنه أصدر "الإنذار النهائي" لإيران، لكنه لم يتخذ قراره بعد بشأن توجيه الضربة. وفي فترة ما بعد الظهر، عقد اجتماعًا آخر مع مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وبحلول الخميس، تحول التركيز إلى محاولات التفاوض مع إيران، وخلال اتصال هاتفي مساء الخميس بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، ناقش الرجلان النهج المخطط له للأوروبيين، واتفقا على المتابعة بعد اجتماع الجمعة لمواصلة التنسيق بشأن المفاوضات، ويقف ترامب الآن على مفترق طرق، فهل ستنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة، أم أن ساعة الصفر تلوح في الأفق؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store