
رئيس الوزراء الهندي يستعد لزيارة المغرب يوليو المقبل في مستهل جولة دبلوماسية تشمل خمس دول
الرباط - المغرب اليوم
يستعد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لزيارة المغرب مطلع شهر يوليوز المقبل، في مستهل جولة دبلوماسية تشمل خمس دول تمتد إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغرب آسيا، وذلك عقب إعادة انتخابه مؤخرًا لولاية جديدة.
وتمثل هذه الزيارة – التي ظلت قيد التحضير لسنوات وأجلت مرارًا لأسباب متعلقة بالأجندات الرسمية – أول محطة له في جولته الخارجية، على أن يلتقي خلالها بالملك محمد السادس في العاصمة الرباط.
وتحمل هذه الزيارة دلالات استراتيجية متعددة، إذ تعتبر نيودلهي المغرب شريكًا رئيسيًا في منطقة شمال إفريقيا، نظرًا لديناميته الاقتصادية وموقعه الجغرافي المتميز، وتعتبره الصحافة الهندية 'دولة عربية محورية تتمتع بنفوذ إقليمي متزايد يصل إلى غرب إفريقيا وجنوب أوروبا'.
وذهبت بعض وسائل الإعلام الهندية أبعد من ذلك، ووصفت المملكة بأنها 'شريك استراتيجي من الدرجة الأولى' في مقاربة الهند الجديدة للجنوب العالمي.
وتحظى زيارة مودي بأهمية خاصة في ظل الدينامية المتسارعة التي تعرفها العلاقات بين البلدين منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى الهند في أكتوبر 2015، إذ تم الاتفاق حينها على إرساء شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيوسياسية وتحديات الاقتصاد العالمي.
وتبلورت هذه الشراكة في سلسلة من الاتفاقيات والمبادرات المشتركة، من أبرزها توقيع أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت مجالات السياسة، الاقتصاد، الصحة، الأمن الغذائي، الطاقة الخضراء، الصناعة الإلكترونية، والفضاء، إلى جانب مشاريع في المجال الثقافي والأكاديمي.
وأحد أبرز تجليات هذا التعاون هو الاتفاق الذي أبرمته شركة Tata Advanced Systems Limited، التابعة لمجموعة تاتا الهندية، مع المغرب في أواخر سنة 2024، والذي يهم تصنيع عربات مدرعة قتالية من طراز WhAP 8×8 بالمملكة، وإنشاء قطب إقليمي لصناعات الدفاع، في خطوة تعكس التوجه المشترك نحو تعزيز التعاون الصناعي والدفاعي في إطار شراكات جنوب-جنوب.
ومن المرتقب أن تتناول المباحثات بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء مودي آفاق تعزيز التعاون في قطاعات حيوية تشمل الطاقة، الأمن السيبراني، الزراعة الذكية، وسلاسل التوريد الإفريقية، مما يندرج ضمن استراتيجية الهند الرامية إلى توسيع نفوذها خارج المجال الآسيوي، عبر بوابة المغرب الذي بات يُنظر إليه كشريك أولوي للسنوات المقبلة.
وتندرج زيارة مودي إلى الرباط في سياق رغبة الهند في تعزيز حضورها القيادي داخل 'الجنوب العالمي'، لا سيما في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار، في أعقاب الهجوم الذي شهدته منطقة بوهالغام مؤخراً بالهند.
وتشهد العلاقات بين البلدين تنسيقًا وثيقًا على المستويات المتعددة الأطراف، بما في ذلك داخل الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية الآسيوية، مع توافق في الرؤى بشأن ضرورة تعزيز التعاون الثلاثي لفائدة الدول الإفريقية الشريكة، في انسجام مع التوجه المغربي نحو ترسيخ التعاون جنوب-جنوب، كما عبرت عن ذلك الجلسة الخامسة للمشاورات السياسية المغربية-الهندية المنعقدة في الرباط بتاريخ 24 نونبر 2022.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من تعزية بعثها الملك محمد السادس إلى الرئيسة الهندية دروبادي مورمو، إثر حادث تحطم طائرة ركاب في مدينة أحمد آباد في 12 يونيو، والذي أسفر عن مصرع 270 شخصًا على الأقل، إذ أعرب الملك في رسالته عن 'بالغ التأثر' وقدم 'أحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا وللشعب الهندي الصديق'، في رسالة عكست عمق العلاقات الإنسانية التي تؤطر الشراكة بين البلدين.
وبعد محطته بالمغرب، سيواصل مودي جولته الدبلوماسية نحو الأرجنتين والبرازيل وترينيداد وتوباغو والأردن، على أن يحضر قمة 'بريكس' المقررة في 6 و7 يوليوز بريو دي جانيرو، والتي ستتناول مواضيع مثل إصلاح الحوكمة العالمية، التغير المناخي، الصحة، الذكاء الاصطناعي، والتمويل الدولي.
زيارة مودي إلى المغرب، وإن كانت الأولى من نوعها، تمثل فاتحة مرحلة جديدة في العلاقات المغربية-الهندية، تتسم بطابع استراتيجي أكثر وضوحاً، وبانفتاح متعدد الأبعاد يرسم ملامح تحالف مستقبلي مؤثر على المستويين القاري والدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ 2 ساعات
- صوت العدالة
'نحو عدالة تقودها الكفاءات النسائية: دورة تكوينية لتأهيل نائبات المسؤولين القضائيين برعاية المجلس الأعلى والنيابة العامة'
شهد فندق 'داوليز' بمدينة سلا، صباح الاثنين 23 يونيو 2025، افتتاح دورة تكوينية متميزة خصصت لتأهيل نائبات المسؤولين القضائيين في مجال الإدارة القضائية، بتنظيم من المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وبتنسيق مع المعهد العالي للقضاء، وبشراكة مع اللجنة الأوروبية لفعالية العدالة. وخلال الجلسة الافتتاحية، أكد السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، رئيس النيابة العامة، في كلمته بالمناسبة، أن تنظيم هذه الدورة يأتي في سياق الجهود المستمرة لتعزيز المساواة بين الجنسين داخل منظومة العدالة المغربية، مبرزًا أن هذه المبادرة تعكس التزام المجلس الأعلى للسلطة القضائية بمقاربة النوع، وتشكل خطوة نوعية نحو تمكين المرأة القاضية من الاضطلاع بمسؤوليات القيادة القضائية. وأشار المسؤول القضائي إلى أن المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية، وعلى رأسها القاضية، جاءت نتيجة للعناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله لقضايا المرأة، مستشهداً بما ورد في الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في القمة العالمية الثانية لمبادرة 'نساء في إفريقيا' سنة 2018، والتي أكدت على أهمية إدماج المرأة في كل مجالات التنمية. وسجل السيد رئيس النيابة العامة أن القاضيات يشكلن اليوم حوالي 27% من الجسم القضائي بالمغرب، مع تزايد ملحوظ في عدد من يتحملن مناصب المسؤولية، حيث بلغ عدد المسؤولات القضائيات بالنيابات العامة 15 قاضية، فضلاً عن رئاسة محاكم ابتدائية واستئنافية وغرف بمحكمة النقض. واعتبر أن هذه الأرقام تعكس مساراً تصاعدياً في تعزيز الثقة بالكفاءات النسائية. وأضاف أن تنظيم هذه الدورة التكوينية يندرج ضمن المخطط الاستراتيجي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ويستهدف إعداد جيل جديد من المسؤولات القادرات على تدبير الشأن القضائي بفعالية وكفاءة. وأوضح أن مهمة المسؤول القضائي اليوم لم تعد تقتصر على الجانب القانوني فقط، بل أصبحت تشمل مهام التدبير الإداري والمالي، والتواصل، والحكامة، وتدبير الموارد والأزمات، في انسجام مع مبادئ الشفافية والجودة. وفي ختام كلمته، جدد السيد رئيس النيابة العامة دعمه الكامل لكل المبادرات التي تروم تقوية حضور المرأة القاضية في مواقع القرار، مؤكداً أن رئاسة النيابة العامة ستظل شريكاً فاعلاً في هذا الورش المؤسسي، خدمة للعدالة وتعزيزاً لركائز دولة الحق والقانون.


مراكش الإخبارية
منذ 2 ساعات
- مراكش الإخبارية
عقد دورة استثنائية لتفويت بقعة أرضية لنادي الكوكب وتخصيص منحة الصعود
سيعقد المجلس الجماعي لمراكش اليوم الاثنين انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الزوال، دورة استثنائية، وذلك بقاعة الجلسات بملحق المجلس بشارع محمد السادس. وتضمن جدول أعمال الدورة الإستئنافية سبع نقاط، أبرزها النقطة المتعلقة، بتفويت ببقعة أرضية لنادي الكوكب الرياضي المراكشي لكرة القدم، التزاما بالوعد الذي سبق وأن تقدمت به رئيس المجلس فاطمة الزهراء المنصوري. وكانت جريدة مراكش الإخبارية، السباقة لنشر خبر تفويت المجلس الجماعي لبقعة أرضية تبلغ مساحتها 20 هكتارا لصالح الممثل الأول للمدينة، حيث تتواجد على مستوى الطريق الفاصلة بين منطقتي أبواب مراكش والمحاميد. ومن المنتظر أن يستغل نادي الكوكب هذه البقعة الأرضية لتشييد ملعب، إضافة إلى محلات تجارية للاستفادة من مداخيلها مستقبلا. ومن المنتظر كذلك أن تعرف الدور الإستثنائية، المصادقة على اتفاقية أهداف بين الجماعة وبين الجمعية الرياضية لنادي الكوكب الرياضي المراكشي لكرة القدم، من أجل تمثيلية مشرفة في المنافسات وتنشيط رياضي قوي. وتعرف هذه الشراكة التي توصلت جريدة مراكش الإخبارية بمضمونها، الرفع من قيمة المنحة السنوية الى 500 مليون سنتيم عوض 300 مليون سنتيم، كما سيتم تخصيص منحة استثنائية « 200 مليون سنتيم » من فائض الجماعة، كمكافأة على الصعود، سيتوصل بها الفريق غالبا في شهر يوليوز. وسيتم خلال الدورة مناقشة نقاط أخرى، منها مشروع تصميم التهيئة القطاعي لمراكش الغربي والمحاميد الجنوبي، اضافة إلى النقطة المتعلقة بتعديل كناش التحملات المتعلق باستغلال المحلات التجارية بالمركب التجاري سوق الربيع المتواجد بمقاطعة سيدي يوسف بنعلي. كما سيتم مناقشة النقطة المتعلقة ببرمجة الفائض الحقيقي لميزانية الجماعة للسنة المالية 2024 المقدر بـ19789643،57، إضافة إلى النقطة المتعلقة بتحويل وإعادة برمجة اعتمادات بعض فصول ميزانية الجماعة برسم السنة المالية 2025.


المغرب اليوم
منذ 3 ساعات
- المغرب اليوم
مجزرة جديدة في غزة 29 قتيلا من بينهم 13 من منتظري المساعدات
أفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل 29 بنيران القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 13 من منتظري المساعدات.وقُتل ثلاثة أشقاء في قصف للاحتلال استهدفهم خلال تفقدهم منزلهم في منطقة السلاطين بمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.وكانت مصادر طبية في قطاع غزة قد أكدت لوكالة «وفا» الفلسطينية أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من قتلى منتظري المساعدات الغذائية 450 قتيلاً وأكثر من 3644 إصابة منذ البدء بالعمل بمراكز توزيع المساعدات أواخر الشهر الماضي. وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 55 ألف فلسطيني خلال الحرب الإسرائيلية، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية والمرافق الحيوية.وحذرت «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) اليوم (الاثنين)، من أزمة مالية غير مسبوقة قد تؤثر بشكل مباشر على قدرتها في مواصلة تقديم خدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملياتها. وقال المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، في بيان على موقع الوكالة، إن «الأونروا» تواجه عجزاً غير مسبوق في موازنتها العامة يقدر بنحو 200 مليون دولار؛ ما يهدد استمرار أنشطتها حتى نهاية العام الجاري. وأوضح أبو حسنة أن الأزمة المالية تطال جميع مناطق عمل «الأونروا»، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن والقدس الشرقية، مشيراً إلى أن الوضع الراهن حرج للغاية، في ظل محدودية التمويل المتاح. ودعا أبو حسنة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مشدداً على أن استمرار الوكالة هو التزام جماعي من الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من مهام الوكالة وحدها. وأضاف أبو حسنة أن «الأونروا» ليست جهة ربحية، ولا تحصل على إيرادات من الضرائب كالحكومات، بل تعتمد بنسبة تقارب 90 في المائة على التبرعات الطوعية، مؤكداً أن الخيار الوحيد المتاح لتفادي الانهيار هو زيادة الدعم الدولي. وفي تصريحات سابقة، حذر أبو حسنة من أن التمويل المتوفر حالياً يكفي بالكاد لتغطية نفقات الوكالة حتى نهاية شهر يونيو (حزيران)، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى التدخلات الإنسانية، لا سيما في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية.وتمول وكالة «الأونروا» بشكل شبه كامل من تبرعات تقدمها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتقدم خدمات حيوية تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة وتحسين المخيمات والبنية التحتية، إضافة إلى برامج دعم مجتمعي وإقراض صغير، فضلاً عن الاستجابة لحالات الطوارئ، خاصة خلال النزاعات المسلحة.