logo
أخصائي: تناول "يوديد البوتاسيوم" دون إشراف طبي يهدد بآثار خطيرة .. والفائدة لا تتجاوز 24 ساعة

أخصائي: تناول "يوديد البوتاسيوم" دون إشراف طبي يهدد بآثار خطيرة .. والفائدة لا تتجاوز 24 ساعة

عمان نتمنذ 6 ساعات

منذ إعلان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، الدكتور خالد طوقان، عن استعداد الجهات المختصة لتوزيع أقراص "يوديد البوتاسيوم" في حال حدوث تسرب إشعاعي، شهد الشارع الأردني حالة من التفاعل الكبير، والتساؤلات عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول فاعلية هذه المادة، وآلية استخدامها، ومدى توفرها، وسط تباين في الآراء بين التحذير، والدعوة للتوعية، والتشكيك، بل وحتى السخرية.
في وقت يشدد فيه الدكتور طوقان على أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة استجابة وطنية شاملة، تتضمن منظومة إنذار مبكر و30 محطة رصد موزعة في أنحاء المملكة، مؤكدا أن الخطة جاهزة للتنفيذ الفوري في حال تجاوز مستويات الإشعاع الحدود المسموح بها، مشددا على أهمية عدم إثارة الذعر والتزام المواطنين بالإرشادات الرسمية.
أحد المواطنين نصر طعامنة دعا إلى عدم التهافت على شراء الأقراص من الصيدليات، موضحا أن "الجرعات المتوفرة محدودة ولا تكفي للوصول إلى الجرعة العلاجية الموصى بها"، مشيرا إلى أن "الاستخدام العشوائي قد يسبب مضاعفات في الغدة الدرقية، وأن الجهات الرسمية هي المخولة الوحيدة بتوفير الدواء بالكمية والتوقيت المناسبين".
بينما يعبر سامر أبو تايه عن قلقه بقوله "هل ننتظر الموت ريثما تصلنا الأقراص؟ يجب أن توزع هذه المواد الوقائية مسبقا، خاصة في الجنوب الأقرب إلى مفاعل ديمونا، والذي يعاني من ضعف في البنية التحتية الصحية".
أما خالد نوافلة، يعبر بسخرية بقوله "في الجنوب، يبدو أن الحل الوحيد هو أن ننقع يوديد البوتاسيوم بأنفسنا"، في إشارة إلى شعور المواطنين هناك بالتهميش وعدم كفاية الإجراءات الوقائية.
وفي موقف داعم للموقف الرسمي، يعتبر أبو أمجد أن "الدكتور طوقان شخصية علمية ومرجعية في الطاقة النووية، ويجب احترام رأيه وعدم التقليل من شأنه"، مضيفا أن "السخرية من المختصين في مثل هذه الظروف أمر غير مقبول".
وفي المقابل، يعبر فايز الشاقلدي عن عدم ثقته بالحلول المطروحة بقوله "حتى لو وقعت انفجارات نووية، لن أتناول هذه الأقراص، ما زلت أدفع ثمن لقاح كورونا حتى الآن".
ما هو يوديد البوتاسيوم ولماذا يستخدم؟
من الناحية الطبية، يعد "يوديد البوتاسيوم" أحد الأدوية الوقائية المعتمدة عالميا لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع في حالات التسرب النووي، إذ يعمل على تشبع الغدة باليود المستقر ويمنع امتصاص الإشعاع، مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
يوضح الدكتور حمزة الفقرا، أخصائي الأمراض الباطنية، في حديثه لعمان نت أن يوديد البوتاسيوم هو مركب كيميائي يتكون من عنصرين أساسيين، البوتاسيوم واليوديد، ويشبه في تركيبه الملح، لكنه يختلف عن الملح المشع بكونه مركبا مستقرا وغير مشع.
وعن آلية عمله داخل الجسم، يشرح الفقرا أن يوديد البوتاسيوم يمتص سريعا في الأمعاء خلال 15 إلى 30 دقيقة من تناوله، ويتركز عمله بشكل أساسي على الغدة الدرقية، حيث يمنع امتصاص اليود المشع عند التعرض للإشعاع النووي، وبالتالي يقي من تطور سرطانات الغدة الدرقية.
المخاطر المحتملة والجرعات الزائدة
يشير الدكتور الفقرا إلى أن الدواء يستخدم في حالات الطوارئ الإشعاعية، وليس بشكل وقائي عشوائي، ومن أهم دواعي الاستخدام، الحماية من التعرض المفاجئ لليود المشع، والتحضير العلاجي لبعض حالات اضطرابات الغدة الدرقية في المستشفيات، وعلاج نقص اليود المزمن في بعض الحالات الطبية.
أما الجرعات الموصى بها، فهي محددة بوضوح بحسب الفئات العمرية، البالغون فوق 12 عاما 130 ملغ، الأطفال 65 ملغ، أما الرضع32 ملغ.
ويحذر الفقرا من أن الجرعات المتوفرة في الأسواق المحلية لا تلبي هذه المعايير، حيث تحتوي الأقراص على 500 ميكروغرام فقط أي 0.5 ملغ، مما يعني أن الفرد يحتاج إلى 260 قرصا ليحصل على الجرعة المطلوبة، وهو أمر غير عملي وخطير، ولذلك فإن الجرعات المناسبة محفوظة فقط في مخزون الطوارئ داخل المستشفيات.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة
يؤكد الدكتور الفقرا أن تناول الدواء بجرعة صحيحة وتحت إشراف طبي يعد آمنا، إلا أن له بعض الآثار الجانبية التي تظهر أحيانا، خاصة لدى الأطفال والحوامل، مثل غثيان وطعم معدني في الفم، طفح جلدي، تورم في الغدد اللعابية، ردود فعل تحسسية نادرة.
أما في حال تناول جرعات زائدة، فقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية أو حتى إلى مشاكل قلبية وجلطات، وبالتالي لا ينصح باستخدامه خارج نطاق التوجيه الرسمي، بحسب الفقرا.
يشدد الدكتور الفقرا على أن توقيت تناول الدواء هو العامل الحاسم لفعاليته، إذ يوفر حماية لمدة 24 ساعة فقط بعد أخذه، ويفضل تناوله قبل أو بعد التعرض للإشعاع بساعتين إلى ثمان ساعات، أما تناوله مسبقا، قبل أيام أو أسابيع، فلا يحقق أي فائدة.
ويؤكد الفقرا على أن استخدام "يوديد البوتاسيوم" لا يجب أن يتم إلا بناء على توجيه من الجهات الحكومية، والتي تمتلك أجهزة متطورة ومحطات رصد لقياس مستويات الإشعاع بدقة، وتصدر هذه الجهات التعليمات اللازمة حول توزيع واستخدام الدواء.
الجهات الرسمية: لا مؤشرات إشعاعية تستدعي القلق
من جهته يؤكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المهندس زياد السعايدة، أن المنظومة الوطنية للرصد الإشعاعي البيئي تعمل بكفاءة واستمرارية على مدار الساعة، وتشمل شبكة متكاملة من المحطات الثابتة والمختبرات الميدانية المتنقلة، بإشراف فرق فنية متخصصة ومؤهلة، ووفق أعلى المعايير الفنية والممارسات الدولية.
ويوضح السعايدة في تصريح صحفي مؤخرا أن نتائج الرصد الإشعاعي والتحليلات التي نُفذت منذ فجر الأمس في عدد من المواقع المستهدفة، باستخدام مختبرات متنقلة وأجهزة قياس متقدمة والمستمرة لغاية اللحظة، والتي تأتي ضمن سلسلة متواصلة من أعمال المراقبة والفحص الفني التي تنفذها الهيئة بشكل يومي، وضمن خطة احترازية شاملة، قد أظهرت أن المستويات الإشعاعية في المملكة تقع ضمن حدود الخلفية الإشعاعية الطبيعية، بما يبعث على الطمأنينة ولا يدعو إلى القلق، ودون تسجيل أي مؤشرات تستدعي اتخاذ إجراءات إضافية.
وتعزز الهيئة قدراتها الفنية من خلال امتلاك محطات رصد إشعاعي متنقلة متقدمة تُعد جزءًا أساسياً من الخطة الوطنية للطوارئ الإشعاعية، وتُستخدم لتقييم فوري ودقيق في المواقع الحساسة.
كما يعتبر الأردن من أوائل الدول العربية التي ربطت محطاتها الثابتة مع الشبكة العالمية للرصد التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال نظام (IRMIS)، الذي يتيح تبادل وتحليل البيانات لحظيًا أثناء الطوارئ، بما يعزز سرعة الاستجابة ودقة القرار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

احذر: أقراص يوديد البوتاسيوم قد تكون سامة في هذه الحالة
احذر: أقراص يوديد البوتاسيوم قد تكون سامة في هذه الحالة

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ ساعة واحدة

  • سواليف احمد الزعبي

احذر: أقراص يوديد البوتاسيوم قد تكون سامة في هذه الحالة

#سواليف مع تصاعد الحديث عن #الأخطار_النووية و #التسربات_الإشعاعية المحتملة في بعض مناطق العالم، لجأ البعض إلى اقتناء وتناول أقراص #يوديد_البوتاسيوم (Potassium Iodide – KI) دون إشراف طبي أو توجيه رسمي، بدافع الوقاية. لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن تناول هذه الأقراص في الظروف العادية، ودون وجود تهديد إشعاعي فعلي، قد يعرّض الإنسان لمضاعفات صحية خطيرة. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الاستخدام الصحيح لهذه الأقراص، ومتى تصبح ضارة، بناءً على بيانات من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC)، وتقارير طبية منشورة في المجلات العلمية. ما هو يوديد البوتاسيوم ولماذا يُستخدم؟ يوديد البوتاسيوم هو مركب يُعطى على شكل أقراص لحماية #الغدة_الدرقية من امتصاص #اليود_المشع في حال وقوع #كارثة_نووية أو تسرب إشعاعي. الغدة الدرقية تمتص اليود تلقائيًا من مجرى الدم، سواء كان طبيعياً أو مشعاً. عند تناول أقراص يوديد البوتاسيوم، يتم 'تشبع' الغدة باليود غير المشع، مما يمنعها من امتصاص اليود المشع الضار، وبالتالي يقلّ خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. ومع ذلك، لا تحمي هذه الأقراص من أنواع أخرى من الإشعاع أو من التسمم الإشعاعي العام. هل استخدامه آمن في الظروف العادية؟ الإجابة: لا. تناول أقراص يوديد البوتاسيوم في غياب تسرب إشعاعي فعلي قد يؤدي إلى خلل في وظائف الغدة الدرقية، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سابقة في الغدة، أو لدى الفئات الحساسة مثل: الأطفال الرضّع كبار السن مرضى الكلى الأشخاص المصابون بحساسية من اليود النساء الحوامل والمرضعات وقد رُصدت آثار جانبية عديدة عند استخدام الأقراص دون ضرورة، منها: اضطرابات في نبض القلب طفح جلدي وتورم في الوجه أو الغدد آلام في المعدة وغثيان طعم معدني مزعج في الفم اضطرابات في توازن الأملاح في الجسم (فرط بوتاسيوم الدم) في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي سوء الاستخدام إلى تفاعلات تحسسية حادة (Anaphylaxis) تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً. ما رأي الجهات الصحية العالمية؟ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تؤكد أن تناول أقراص يوديد البوتاسيوم يجب أن يتم فقط عند صدور تعليمات رسمية من الجهات المختصة في حال وجود خطر إشعاعي حقيقي. المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض (CDC) توضح أن القرص الواحد كافٍ لمدة 24 ساعة فقط، ولا يُعاد تناوله إلا عند استمرار التعرّض بناءً على قرار طبي. كما تحذّر منظمة الصحة العالمية (WHO) من تخزين أو استخدام هذه الأقراص بشكل عشوائي، وتشدد على أهمية استخدامها ضمن خطط طوارئ مدروسة وليس بدافع القلق الشخصي أو المعلومات المتداولة على الإنترنت. متى يُنصح باستخدام الأقراص؟ تُستخدم أقراص يوديد البوتاسيوم فقط في حال: حدوث تسرب إشعاعي يحتوي على يود مشع صدور تحذيرات رسمية من الدفاع المدني أو وزارة الصحة توافر الجرعة المناسبة حسب الفئة العمرية والوزن الوقاية الحقيقية تكمن في الوعي العلمي والانضباط الطبي، وليس في المبادرة الفردية غير المدروسة.

لمرضى السرطان.. تعرف إلى فوائد الشمام
لمرضى السرطان.. تعرف إلى فوائد الشمام

رؤيا

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا

لمرضى السرطان.. تعرف إلى فوائد الشمام

الشمام: جوهرة الصيف الغنية بالفوائد الصحية والجمالية عبدالله المومني - يُعد الشمام، أو الكنتالوب، من الفواكه الصيفية المفضلة التي تجمع بين المذاق المنعش والفوائد الصحية والجمالية. يتجاوز دوره كونه مجرد وجبة خفيفة صيفية، فهو كنز غذائي يدعم صحة الجسم ويعزز الجمال الطبيعي بفضل محتواه الغني بالماء، الألياف، الفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة. القيمة الغذائية: كنز من العناصر الأساسية يتميز الشمام بانخفاض سعراته الحرارية (34-60 سعرة لكل 100 غرام) وارتفاع نسبة الماء (أكثر من 90%)، مما يجعله مثاليًا للترطيب. يحتوي على 8-14 غرامًا من الكربوهيدرات، 0.9-1.6 غرام من الألياف، وكميات ضئيلة من البروتين والدهون. يبرز بغناه بفيتامين C (72-133% من القيمة اليومية)، فيتامين A (3-33%)، البوتاسيوم (0.2-10%)، والفولات (9%). هذه العناصر تجعله غذاءً وظيفيًا يدعم الترطيب، المناعة، وصحة الجهاز الهضمي. فوائد صحية مدعومة علميًا الترطيب العميق: بفضل محتواه المائي العالي والبوتاسيوم، يمنع الشمام الجفاف، يدعم توازن السوائل، ويقلل من تقلصات العضلات، خاصة في الأجواء الحارة. صحة الهضم: الألياف تنظم حركة الأمعاء وتمنع الإمساك، بينما يُحتمل أن يساعد إنزيم الكوكوميسين في هضم البروتينات. حماية العين: البيتا-كاروتين، اللوتين، والزياكسانثين يحمون من التنكس البقعي وإعتام عدسة العين. تعزيز المناعة: فيتامين C وA يقويان الدفاعات المناعية ويقللان من مدة الإصابة بالبرد. الوقاية من السرطان: مضادات الأكسدة تحمي الخلايا من التلف وتقلل الالتهابات المزمنة. صحة القلب: البوتاسيوم ينظم ضغط الدم، والألياف تقلل الكوليسترول، مما يدعم صحة القلب والأوعية الدموية. دعم العظام والعضلات: فيتامين C يعزز إنتاج الكولاجين، والبوتاسيوم يمنع تقلصات العضلات. إدارة الوزن: الماء والألياف يعززان الشبع، مما يساعد في التحكم بالوزن. فوائد للحوامل: الفولات يدعم نمو الجنين، ويخفف الشمام من الإمساك وتقلصات الساقين. مناسب لمرضى السكري: بمؤشر جلايسيمي معتدل (65)، يساعد في تنظيم سكر الدم عند تناوله باعتدال. فوائد جمالية للبشرة والشعر ترطيب البشرة: الماء وفيتامينات K، B، وE يرطبان البشرة ويمنعان التجاعيد. مكافحة الشيخوخة: فيتامين C وE يحاربان الجذور الحرة، والبيتا-كاروتين يوحد لون البشرة. صحة الشعر: السيليكا تقوي بصيلات الشعر، والماء يمنع جفاف فروة الرأس. وصفات طبيعية: أقنعة الشمام مع الزبادي أو العسل تعزز نضارة البشرة، بينما قشر الشمام المجفف يُستخدم كمقشر. نصائح وتحذيرات استهلاك عام: اغسل الشمام جيدًا، وخزنه في الثلاجة لمدة 4 أيام. تجنب تخزينه مع الفواكه الحساسة للإيثيلين. مرضى السكري: تناوله باعتدال مع مراقبة سكر الدم. مرضى الكلى: استشر طبيبًا بسبب ارتفاع البوتاسيوم. الأطفال دون الثانية: تجنب إعطائهم الشمام لمنع اضطرابات المعدة. الحساسية: انتبه لأعراض مثل الحكة أو التورم. الشمام ليس مجرد فاكهة صيفية، بل غذاء خارق يدعم الصحة والجمال. دمجه في نظام غذائي متوازن يعزز الرفاهية العامة، مع مراعاة الاحتياجات الصحية الفردية لضمان الاستفادة القصوى. استمتع بهذه الجوهرة الطبيعية لمذاقها اللذيذ وفوائدها العميقة. فوائد الشمام لمرضى السرطان: دعم غذائي متكامل يُعد الشمام خيارًا غذائيًا قيمًا لمرضى السرطان بفضل تركيبته الغنية بمضادات الأكسدة، مثل البيتا-كاروتين، فيتامين C، والكوكوربيتاكين، التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من تلف الخلايا الذي قد يُفاقم المرض. تساهم الألياف الغذائية في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، مما يساعد في الوقاية من سرطانات القولون ويخفف من الإمساك الناتج عن بعض العلاجات الكيميائية. كما يدعم المحتوى المائي العالي الترطيب، وهو أمر حيوي لمرضى السرطان الذين يعانون من الجفاف بسبب العلاجات. بالإضافة إلى ذلك، يساعد فيتامين C في تعزيز المناعة، مما يدعم الجسم في مقاومة الالتهابات أثناء العلاج.

يوديد البوتاسيوم: إجراء احترازي أم غياب للتخطيط
يوديد البوتاسيوم: إجراء احترازي أم غياب للتخطيط

وطنا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • وطنا نيوز

يوديد البوتاسيوم: إجراء احترازي أم غياب للتخطيط

بقلم: هشام بن ثبيت العمرو في مشهد يُجسّد تناقضات الأداء المؤسسي أمام التحديات الفنية الدقيقة، أعلن معالي الدكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة النووية الأردنية، عن نية الحكومة توزيع أقراص يوديد البوتاسيوم على المواطنين، في حال وقوع تسرّب إشعاعي، وذلك ضمن ما وُصف بأنه إجراء وقائي استباقي. هذا الإعلان، وإن كان يُظهر حرصًا على سلامة المجتمع، إلا أنه في جوهره يثير تساؤلات جوهرية حول مدى اكتمال الجاهزية الوطنية للتعامل مع مثل هذه الحوادث الطارئة، وما إذا كانت الخطط المصاحبة لتوزيع الأقراص موجودة أصلاً، أم أن التصريح جاء معزولًا عن سياق الاستعدادات الفعلية. فالحديث عن توزيع أقراص واقية من الإشعاع – بحد ذاته – لا يكفي ما لم تسبقه حملات توعية مدروسة، وتدريبات ميدانية، ورسائل إعلامية موجّهة توضّح طبيعة الخطر، وأعراض التعرض، وتوقيت تناول الدواء، وسلوكيات الحماية الفردية والجماعية. ولعلّ الأبرز في هذا السياق هو الغياب شبه الكامل لأي إشارات رسمية حول الملاجئ أو أماكن الإخلاء، أو على الأقل خريطة توضّح مواقعها ومدى جاهزيتها. فكيف يُطلب من المواطن أن يطمئن بينما لا يعرف أين يذهب في حال الطوارئ؟ وكيف يثق بالإجراءات وهو لم يتلقَّ تدريبًا واحدًا على الإخلاء أو الحماية من التلوث الإشعاعي؟ أما عن خطة الطوارئ الوطنية، فهي تبدو في أحسن الأحوال ملفًا مغلقًا لا يُسمح بالاقتراب منه، وكأنها من أسرار الأمن القومي، رغم أن الشفافية في مثل هذه المواضيع هي جزء لا يتجزأ من إدارة الأزمات. الوقاية من المخاطر الإشعاعية لا تتحقق بأقراص دوائية فقط، بل تحتاج إلى نظام متكامل من الوعي المجتمعي، والتأهب المؤسسي، والاستجابة السريعة، وهو ما لا يبدو متاحًا في الوقت الراهن. إن المواطن الأردني، وهو المعروف بوعيه العالي واستعداده للتعاون متى أُحسن توجيهه، يستحق أن يكون شريكًا في إدارة الطوارئ لا مجرد متلقٍ لإجراءات معزولة. والتعامل مع الملف الإشعاعي يتطلب تخطيطًا علميًا واضحًا، وتنسيقًا بين الجهات المعنية، وتواصلاً صريحًا مع الناس، لا الاكتفاء بالتصريحات. وختامًا، تبقى الأسئلة قائمة: هل وُضعت خطط التعامل مع الحوادث النووية ضمن أولويات الحكومة الفعلية؟ هل تم تحديد الجهات المسؤولة عن إدارة الأزمة؟ هل هناك تقييم دوري لمستوى الجاهزية؟ وهل المواطن جزء من هذه المنظومة، أم أنه مجرد مستقبل لتصريحات لا يُعرف إن كانت قابلة للتطبيق وقت الحاجة؟ حتى تكتمل الإجابة، نرجو أن تبقى الأقراص في علبها، وأن يبقى اليود في مجاله الطبي، وأن تتحوّل الإدارة الوقائية من إجراء شكلي… إلى منظومة عملية متكاملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store