logo
تحقيق جديد: الغواصة تيتان جريمة كبرى في مجال استكشاف أعماق البحار

تحقيق جديد: الغواصة تيتان جريمة كبرى في مجال استكشاف أعماق البحار

البيان٢٥-٠٥-٢٠٢٥

في 18 يونيو 2023، صعد أربعة رجال ومراهق إلى الغواصة تيتان، وهي غواصة صغيرة، تنزل إلى عمق آلاف الأقدام عبر المياه المظلمة في شمال المحيط الأطلسي من أجل الوصول إلى حطام السفينة تيتانيك.
بعد ساعة وخمس وأربعين دقيقة من رحلة الغوص، انقطع اتصال تيتان بسفينة دعمها، بولار برينس، واختفت، فحبس العالم أنفاسه لمدة أربعة أيام طويلة حتى أكد خفر السواحل الأميركي أخيرًا أن جميع من كانوا على متن الغواصة لقوا حتفهم بعد انفجار كارثي للغواصة وفق صحيفة ديلي ميل.
وكان من بين الضحايا ستوكتون راش، قائد الغواصة والرئيس التنفيذي لشركة أوشن جيت، الشركة الأميركية التي كانت تملك الغواصة تيتان.
كما كان على متن الغواصة ثلاثة بريطانيين، هم: هاميش هاردينغ، 58 عامًا، وشاهزادة داود، 48 عامًا، وابنه سليمان، 19 عامًا، والفرنسي بول هنري نارجوليه، 77 عامًا. وقد لقوا حتفهم جميعًا على الفور.
وتوصل تحقيق جديد أجرته هيئة الإذاعة البريطانية إلى نتيجة جديدة: وهي أن الكارثة كانت متوقعة إلى حد كبير، وأنها "أكبر فضيحة في مجال استكشاف أعماق البحار"، وربما تكون جريمة كبرى.
بفضل الوصول غير المسبوق إلى التحقيق الجنائي الذي أجراه خفر السواحل الأمريكي - والذي فحص جميع غطسات تيتان الـ 88 - بالإضافة إلى لقطات حصرية من داخل الغواصة، قام فريق وثائقي من BBC2 بتجميع التاريخ المتهور لرحلات راش الاستكشافية والمخاطر التي خاضها.
وربما الأمر الأكثر غرابة هو أن المحققين خلصوا إلى أن هيكل تيتان الهش المصنوع من ألياف الكربون تعرض لأضرار بالغة بحلول الوقت الذي بدأت فيه هبوطها النهائي.
كانت الغواصة تيتان عبارة عن مركبة يتم التحكم فيها باستخدام جهاز تحكم من وحدة تحكم في ألعاب الفيديو، ولم تكن أكثر من "أنبوب الموت".
وكشف صحيفة "ميل أون صنداي" الصورة الكاملة المروعة عن عدد المرات التي أظهرت فيها الغواصة علامات واضحة على أنها غير آمنة.
في عام 2017، بنى راش أول غواصة تيتان له، مستخدمًا ألياف الكربون في هيكلها بدلًا من الفولاذ أو التيتانيوم اللذين كانا يُستخدمان عادةً، وزعم أن ألياف الكربون تتمتع بنسبة قوة إلى طفو أعلى بثلاث مرات من التيتانيوم.
في فبراير التالي، بدأ راش غوصات تجريبية على عمق أمتار قليلة في مارينا إيفرت بولاية واشنطن، حيث مقر أوشن جيت، وبعد ثلاثة أشهر، نقل السفينة إلى جزر الباهاما حيث المياه أكثر عمقًا.
في 26 يونيو2018، وصل إلى عمق 4000 متر - أي ميلين ونصف تحت سطح البحر - وهو عمق سفينة تيتانيك. ولإجراء هذه الاختبارات، كانت السفينة غير مأهولة.
أُجريت أول غوصة مأهولة على متن تيتان، وكان على متنها راش فقط كقائد، في ديسمبر التالي وكانت هذه هي الغوصة 39، ووصلت إلى عمق 3939 مترًا (13000 قدم).
وعلى الرغم من أنه خرج سالماً، فقد كانت هناك سلسلة من الانفجارات العالية المثيرة للقلق أثناء الغوص، والتي استخف بها راش.
الرحلة 47
على ما يبدو، لم يثنِ حادث الانفجارات بـرحلة الغوص 39 راش عن القيام برحلة أخرى فقام بأخذ الركاب على متن الغواصة لأول مرة في 17 أبريل 2019، إلى جزر الباهاما.
وكان كارل ستانلي، وهو قائد غواصة في معهد رواتان لاستكشاف أعماق البحار، من بين المشاركين في الرحلة، وكان يعرف راش منذ سنوات وكان متحمسًا للمغامرة، لكن بعد أن سمع صوتًا يشبه صوت الرصاص، شعر بالرعب، كما كانت هناك أيضًا مشكلة مع البطاريات أثناء الغوص، وانزعج ستانلي عندما رأى الأضواء الخارجية تنطفئ.
يتذكر ستانلي: "كان الهدف اختبار تيتان على عمق تيتانيك نفسه، قطعنا 96% من الطريق تقريبًا واقتربنا منها، لكننا لم نلمسها".
وقال سمعنا أصوات طقطقة بصورة مستمرة، لذا، في مرحلة ما، توصلنا جماعيًا إلى قرار: "حسنًا، هذا يكفي، لننهي هذا اليوم". أنا متأكد من أننا كنا على بُعد لحظات من الانهيار.
وأكد ستانلي أنه كان مقتنعاً بأن راش كان يعلم أن غواصته ستنهار في النهاية، مشيراً إلى أنه "عندما ينفق الناس 250 ألف دولار للذهاب في أنبوب الموت الذي يتم التحكم فيه بواسطة وحدة تحكم في الألعاب لم يتم اختبارها، بواسطة رجل يخبرك كيف يريد أن يتذكره الناس بمخالفته للقواعد - فهذه رسالة إلى الأثرياء للغاية، مفادها أن أموالك لا يمكنها شراء كل شيء".
الرحلة 53 شمال الأطلسي
قام راش متجاهلاً مخاوف ستانلي، بغوصتين في مياه ضحلة قبل أن يكتشف شقًا في هيكل تايتان، وهو ما يعرف باسم الترقق، حيث بدأت طبقات ألياف الكربون بالانفصال، تم نقل الهيكل إلى غرفة الضغط في المياه العميقة في ماريلاند حيث فشل في اجتياز الاختبارات.
بنى راش هيكلًا ثانيًا من ألياف الكربون، ولكن، بغشٍّ صادم، حيث لم يُعِد ضبط رقم الغوص التجريبي إلى الصفر، مما يعني أن ما أسماه الغوصة 53 - في إشارة إلى سجلٍّ طويلٍ وناجح - لم يكن في الواقع سوى الغوصة 4.
وفي الرحلة 53 لم تعمل الإضاءة، وتعطلنظام المركبة وتم التخلي عن الغوص قبل الوصول إلى تيتانيك.
الرحلة 61
حدث انفجار لقبة تايتان كالرصاص حيث أخطأ راش وفريقه في حساباتهم - فقد ظنّوا أنهم بحاجة إلى أربعة مسامير فقط لتثبيتها بالهيكل بدلاً من ثمانية عشر مسمارًا مما أدى إلى انفجار قبة تايتان.
الرحلة 80
وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي حدثت، فقد وصلت سفينة أوشن جيت"تايتان" إلى حطام سفينة تايتنك ست مرات في عام 2021 وفي الصيف التالي، انضمت أنتونيلا ويلبي، الخبيرة في المركبات تحت الماء التي تُشغّل عن بُعد، إلى سفينة دعم تيتان كعضو في طاقمها في منتصف الموسم، وقد شعرت بالرعب من حماسة رئيسها.
ففي 15 يوليو 2022، بينما كانت تيتان تُجري الرحلة رقم 80، سمعت ويلبي دوي انفجار قوي آخر من سفينة الدعم الآمنة. وفي غضون أيام، تركت وظيفتها.
وتقول في الفيلم الوثائقي: "تكشف البيانات أن الضوضاء العالية كانت في الواقع نتيجة انفصال ألياف الكربون"، حيث بدأ هيكل تيتان بالتفكك، فقد طرأ تغيير جذري على مادة ألياف الكربون، ولم تعد متينة من الناحية الهيكلية.
كان انفصال الطبقات في دايف 80 بداية النهاية، وكل من صعد على متن تيتان بعد دايف 80 كان يخاطر بحياته، حيث كانت الرحلة 88 التي أدت إلى انفجار تايتان ووفاة كل من فيها.
ومن المقرر أن يصدر خفر السواحل الأميركي تقرير مجلس التحقيق البحري بشأن كارثة تيتان خلال الغوص 88 في وقت لاحق من هذا العام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

احتجاجات غاضبة بلوس أنجلوس ضد «آيس» وانتشار عسكري واسع
احتجاجات غاضبة بلوس أنجلوس ضد «آيس» وانتشار عسكري واسع

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

احتجاجات غاضبة بلوس أنجلوس ضد «آيس» وانتشار عسكري واسع

أشعلت عمليات توقيف المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس موجة احتجاجات غاضبة ضد شرطة الهجرة الأمريكية، دفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى نشر آلاف العسكريين بدعوى حفظ الأمن، رغم الاتهامات المتزايدة بافتعال الأزمة وتصعيدها. وبينما تتسع رقعة الغضب الشعبي في كاليفورنيا، سعى ترامب إلى تسليط الضوء على دوره الخارجي، من خلال نسب الفضل لنفسه في التوصل إلى اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، مبدياً امتعاضه من تجاهل لجنة نوبل، في وقت أعلنت فيه باكستان ترشيحه رسمياً للجائزة لعام 2026 تقديراً لتدخله الدبلوماسي الأخير. وأثار نشر عمليات توقيف واسعة للمهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس ومناطق أخرى احتجاجات غاضبة ضد شرطة الهجرة الأمريكية المعروفة ب«آيس»، التي أصبحت ذراعاً مسلّحة في سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب المعادية للهجرة. وتجمع نحو خمسين متظاهراً ليلاً أمام فندق ينزل فيه عناصر من الشرطة الفدرالية، رافعين شعارات مثل «لا نوم لآيس»، معبرين عن رفضهم لعمليات التوقيف العنيفة التي طالت المهاجرين في أماكن عامة كالمحاكم والمزارع ومحطات غسل السيارات، وسط حضور لعناصر ملثّمين يحملون بنادق هجومية أثارت موجة من الخوف والغضب في المجتمع، خصوصاً في ولاية كاليفورنيا التي تسعى لمواجهة هذه الممارسات عبر تشريع يمنع ظهور قوات الأمن بوجوه مغطاة. وصرّح ناثانايل لاندافيردي، وهو شاب حاصل على إجازة في علم النفس، بأن عناصر «آيس» يرهبون المجتمع نهاراً بينما يستمتعون بالنوم ليلاً، معبراً عن أمله بأن يجعل الحرمان من النوم عملهم أقل فاعلية ويقلل من عدد التوقيفات. ويشارك العشرات في الاحتجاجات بالرقص والصخب أمام الفندق، فيما يرفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها «لا راحة لآيس» و«آيس خارج لوس أنجلوس»، ويحظى المتظاهرون بدعم من سائقين يعبرون عن تأييدهم عبر أبواق سياراتهم. وفي هذا السياق، تساءل الباحث والتر أولسون من معهد «كيتو» البحثي الليبرالي اليميني: «متى سيصبح لدولتنا شرطة سرّية؟»، محذراً من أن جعل المداهمات التي ينفذها عناصر ملثمون ممارسة رائجة يشكل محاولة للإفلات من المسؤولية القانونية والدستورية. وقدم البرلمان في كاليفورنيا مشروع قانون بعنوان «لا شرطة سرّية» يحظر ارتداء اللثام على قوى الأمن، بما في ذلك العناصر الفيدرالية، لكن إدارة ترامب رفضت المشروع مبررة أن اللثام ضروري لحماية عناصر «آيس» من الانتقام. وأشاد الرئيس الجمهوري بقوة عناصر «آيس» وعزمهم وبسالتهم، فيما تعهّد سكان لوس أنجلوس بعدم الاستسلام لهذه السياسات، واصفين الشرطة بأنها «نسخة حديثة من الغستابو»، في إشارة إلى الشرطة السرية النازية. بدوره، أكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أن آلاف العسكريين الذين نشروا في لوس أنجلوس هذا الشهر ما زالوا ضروريين رغم الهدوء النسبي، مشيراً إلى أن نشر نحو أربعة آلاف عنصر من الحرس الوطني و700 من البحرية جاء لحماية المباني والموظفين الفيدراليين بعد احتجاجات نشبت بسبب اعتقالات المهاجرين. وفي شأن منفصل، نسب ترامب لنفسه الفضل في التوصل إلى اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، معبراً عن استيائه من تجاهل لجنة نوبل له، ومطالباً بنسب الفضل إليه في جهود دبلوماسية عدة منها التوسط بين الهند وباكستان واتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. إلى ذلك، أعلنت باكستان رسمياً ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026 تقديراً لتدخله الدبلوماسي خلال النزاع الأخير بينها وبين جارتها الهند، ونفى المسؤولون الهنود أي دور له في وقف إطلاق النار مع باكستان. ويأتي هذا الاتفاق في ظل استمرار أعمال العنف في منطقة شرق الكونغو منذ عقود، وتجددها مع هجوم جديد شنته جماعة «إم 23» المسلحة نهاية 2021، فيما يواصل ترامب إظهار انزعاجه لعدم حصوله على جائزة نوبل، واصفاً سلفه باراك أوباما الذي حصل عليها عام 2009 بأنها لم يكن جديراً بها. (وكالات)

القصة الكاملة وراء اعتقال مشجع الأهلي المصري في كأس العالم للأندية
القصة الكاملة وراء اعتقال مشجع الأهلي المصري في كأس العالم للأندية

صحيفة الخليج

timeمنذ 7 ساعات

  • صحيفة الخليج

القصة الكاملة وراء اعتقال مشجع الأهلي المصري في كأس العالم للأندية

اعتقلت قوات تأمين مباراة النادي الأهلي في كأس العالم للأندية ضد البرازيلي بالميراس، أحد مشجعي النادي المصري من المدرجات، وقد وقع الحادث أثناء سير المباراة. أسباب اعتقال مشجع الأهلي شهدت مباراة الأهلي وبالميراس البرازيلي، التي أُقيمت يوم الخميس ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم للأندية 2025، أحداثاً درامية في المدرجات استدعت تدخل الشرطة. حتى هذه اللحظة، لا تزال الأسباب التي أدت إلى الاعتقال غير واضحة، كما لم يُعرف ما إذا كانت هناك أي تُهم قد وُجّهت إلى المشجع. وأظهرت لقطات فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي المشجع وهو يُقتاد إلى الخارج من قبل الشرطة. وبحسب تقارير صحفية، تم توقيف المشجع بسبب تورطه في اشتباكات بين الجماهير داخل المدرجات. وانتهت المباراة بخسارة الأهلي بنتيجة 2-0. أُقيمت المواجهة ضمن المجموعة الأولى من البطولة المُقامة حالياً في الولايات المتحدة، والتي تضم أيضاً أندية الأهلي، وإنتر ميامي، وبورتو، وبالميراس. وخلال الشوط الثاني من اللقاء، دخل عدد من عناصر الشرطة المدرّج المخصص لجماهير الأهلي، حيث بدأوا بالتحدث إلى بعض المشجعين وتفتيش مقتنياتهم. ورصدت الصور، السلطات الأمريكية وهي تتحدث مع عدد من مشجعي الأهلي، ثم تفتيش محتويات أحد المشجعين قبل القبض عليه واصطحابه خارج الملعب. هزيمة الأهلي تعقد سيناريوهات صعوده يقع الأهلي في المجموعة الأولى بجانب فرق: إنتر ميامي الأمريكي، بالميراس البرازيلي، بورتو البرتغالي. ولم تكن الأحداث داخل المدرجات وحدها محور الجدل، حيث شهدت المباراة نفسها توقفاً مؤقتاً في الشوط الثاني، بسبب تحذيرات من عاصفة محتملة أجبرت المنظمين على إخلاء الملعب بشكل مؤقت. كما أثارت قرارات الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور حفيظة جماهير الأهلي، بعد تجاهله احتساب ركلة جزاء واضحة للنجم وسام أبو علي، إضافة إلى تراجعه عن طرد لاعب بالميراس، رافائيل فيجا. ولم ينجح الأهلي حتى الآن في تحقيق أي فوز بالبطولة، حيث تعادل في الجولة الأولى سلبيا أمام إنتر ميامي، وتلقى الهزيمة أمام بالميراس، ليتجمد رصيده عند نقطة واحدة في ذيل ترتيب المجموعة. في المقابل يتصدر بالميراس المجموعة برصيد 3 نقاط، متساوياً مع إنتر ميامي، فيما يحتل بورتو المركز الثالث بفارق الأهداف عن الأهلي، مما جعل إمكانية صعوده للدور ثمن النهائي يحتاج إلى معجزة في مباراته القادمة. ترتيب مجموعة الأهلي 1. بالميراس - 4 نقاط - من مباراتين 2. إنتر ميامي - 4 نقاط - من مباراتين 3. بورتو - نقطة - من مباراتين 4. الأهلي - نقطة - من مباراتين

رعب وغضب في لوس أنجلوس بسبب شرطة الهجرة
رعب وغضب في لوس أنجلوس بسبب شرطة الهجرة

صحيفة الخليج

timeمنذ 11 ساعات

  • صحيفة الخليج

رعب وغضب في لوس أنجلوس بسبب شرطة الهجرة

لوس أنجلوس - أ ف ب لسنوات طويلة، لم تكن الشرطة الأمريكية المعنية بشؤون الهجرة معروفة كثيراً من الرأي العام، لكن اسمها المختصر «آيس» بات اليوم في الأذهان منذ أن حوّل دونالد ترامب هذه الوكالة الفيدرالية ذراعاً مسلّحة لسياسته المعادية للمهاجرين، خاصة في مدينة لوس أنجلوس، التي اشتعلت بالاحتجاجات على مدار أيام. وبعد مغيب الشمس في لوس أنجلوس، تثير مجموعة من نحو خمسين شخصاً ضجيجاً غير اعتيادي مع التطبيل على طناجر معدنية، والنفخ في أبواق أمام فندق ينزل فيه عناصر من شرطة الهجرة. ويرفع المتظاهرون شعاراً مستفزّا هو «لا نوم لآيس». وقال ناثانايل لاندافيردي: «يرهبون مجتمعنا طوال النهار. ولماذا ينعمون بنوم هانئ ليلاً؟». وعلى غرار الكثيرين من سكان كاليفورنيا، يشعر الشاب الحائز إجازة في علم النفس بالغضب، إزاء عمليات التوقيف العنيفة التي تطول مهاجرين غير نظاميين بأمر من إدارة ترامب. وأثارت مشاهد لعناصر من «آيس»، ملثّمين، ويحملون بنادق هجومية أحياناً، وهم يطاردون المهاجرين، ويكبّلون أياديهم بالأصفاد في المحاكم والمزارع ومحطّات غسل السيارات، موجة من الخوف والغضب. وتنامى الجدل مؤخراً، في ظلّ توقيف أمريكيين بتهمة عرقلة عمل شرطة الهجرة. وحصلت هذه التوقيفات في لوس أنجلوس وطالت أيضاً شخصاً في نيويورك. ويأمل لاندافيردي أن «يجعلهم الحرمان من النوم يعملون بفعالية أدنى، ويمسكون بعدد أقلّ من الأشخاص». ويرقص حوله عشرات الأشخاص وسط جلبة كبيرة أمام الفندق. وتصرخ امرأة في مكبّر للصوت، في حين يبثّ رجل يضع خوذة عازلة للضوضاء أزيزاً عالياً. وعند تقاطع الطرق، يرفع متظاهرون لافتاتهم المكتوب عليها: «لا راحة لآيس»، و«آيس خارج لوس أنجلوس». ويطلق سائقون أبواقهم إعراباً عن تأييدهم لهم. وتقول جولييت أوستن معلّمة الرقص البالغة 22 عاماً، وهي تعزف على أكورديون: «هم يمزّقون عائلات، ومن الفظيع رؤية ذلك في مجتمعي. لا يحقّ لهم أن يناموا إن كانوا يفعلون ذلك هنا». - «شرطة سرّية» وانتخب ترامب رئيساً لولاية جديدة، إثر حملة انتخابية تعهّد فيها طرد ملايين المهاجرين غير النظاميين. غير أن سياسته المناوئة للهجرة لا تلقى إجماعاً في بلد تقوم أجزاء كاملة من اقتصاده على اليد العاملة المنخفضة الكلفة التي يؤمنها العمال الأجانب في وضع غير نظامي. كما يشكّل الأسلوب العنيف لعناصر إنفاذ القانون محطّ جدل. ويحضر عناصر «آيس» ملثمين، في ممارسة شرعية، لكنها غير اعتيادية في البلد. والشهر الماضي، تساءل الباحث والتر أولسون من معهد «كيتو» البحثي الليبرالي: «متى سيصبح لدولتنا شرطة سرّية؟». ولفت إلى أن «جعل المداهمات المنفّذة من عناصر ملثّمين ممارسة سائدة يندرج بالنسبة إلى إدارة ترامب في سياق مجهود أكبر للإفلات من أيّ مسؤولية في ما يخصّ أفعالاً قد تكون مخالفة للقانون أو للدستور». وفي كاليفورنيا، قدّم إلى البرلمان مشروع قانون تحت شعار «لا شرطة سرّية» ينصّ على حظر وضع اللثام على قوى الأمن، بمن فيهم العناصر الفيدراليون. وندّدت إدارة ترامب من جهتها بالمشروع، مؤكّدة أن وضع اللثام ضروري لحماية العناصر من ردود انتقامية. وتحظى الوكالة الفيدرالية بدعم ثابت من ترامب الذي أشاد قبل بضعة أيّام بما يتحلّى به عناصرها من «قوّة مذهلة وعزم وبسالة». لكن في لوس أنجلوس، يتعهّد السكان بعدم الاستسلام في وجه «آيس». وتقول جولييت أوستن «هم بالنسبة لي نسخة حديثة في أمريكا من الغستابو»، أي الشرطة السرية في عهد الرايخ الثالث في ألمانيا. وتضيف:«هذه المدينة ليست مدينة يمكن التلاعب بها. ولن ندع ذلك يحصل. ونحن لن نكلّ».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store