
ترامب: مديرة المخابرات غابارد مخطئة بشأن برنامج إيران النووي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحًا نوويًا.
وسبق أن نفى ترامب هذا العام صحة تقييمات نقلتها مديرة المخابرات والتي أفادت بأن طهران لا تعمل على تطوير سلاح نووي، وذلك خلال حديثه مع صحفيين في مطار موريستاون في ولاية نيوجيرزي.
وقال ترامب: "إنها مخطئة".
وأدلت غابارد بشهادتها أمام الكونغرس في آذار، مشيرةً إلى أن تقييمات أجهزة المخابرات الأميركية لا تزال تشير إلى أن طهران لا تعمل على تطوير رأس نووية.
وجاءت تصريحات ترامب متزامنةً مع قوله إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الهجمات على إيران.
وفي تبريره لشن غارات جوية على أهداف نووية وعسكرية إيرانية على مدار الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران على وشك امتلاك رأس نووية.
وكان مكتب غابارد أشار سابقًا إلى تصريحات قالت فيها إنها وترامب "على توافق" فيما يتعلق بوضع البرنامج النووي الإيراني.
وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية وتؤكد أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص للأغراض السلمية فقط.
وقال مصدر مطلع على تقارير المخابرات الأميركية لرويترز إن التقييم الذي قدمته غابارد لم يتغير.
وأضاف المصدر أن تقديرات أجهزة المخابرات تشير إلى أن إيران تحتاج لما يصل إلى ثلاث سنوات لبناء رأس حربية بإمكانها إصابة هدف من اختيارها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
إيران: استهدفنا معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية.. العدو يدفن قتلاه ليلاً
أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، عن إطلاق إيران، يوم أمس الجمعة، 23 صاروخاً، "جميعها أصابت أهدافها". وأكد عزيزي تعرض قواعد الاستخبارات الإسرائيلية لأضرار جسيمة، مشيراً إلى أنّ "حجم خسائر العدو الإسرائيلي كبير لدرجة أنهم يخشون الإعلان عنها، فيضطرون لدفن جثثهم ليلاً". كما أشار إلى استهداف "معظم المراكز العسكرية الإسرائيلية وتدميرها بشكل عام". اليوم 01:50 18 حزيران "ما نشهده في #إيران من أضرار هو خسائر بنيوية يمكن ترميمها، أما ما يحدث في "إسرائيل" فهو خسائر وجودية تُحدث تآكلاً في كيان "دويلة إسرائيل""الخبير في الشؤون الإقليمية حبيب فياض #الميادين @FayyadHabib سياق متصل، قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، في تقرير، يوم الخميس، إنّ التقديرات في معهد "وايزمان" للعلوم، تشير إلى أنّ "حجم الأضرار التي لحقت به، نتيجة إصابة صاروخية، يوم الأحد الماضي، يبلغ 2 مليار شيكل". ويشير التقرير إلى تضرّر 3 مبانٍ بحثيّة، وإصابة عدد كبير آخر من المباني، وذلك في ضربة واحدة. وتواصل إيران ردها على العدوان الإسرائيلي مستهدفة قواعد الاحتلال ومنشآته العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية في فلسطين المحتلة، وملحقة به خسائر فادحة.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
"إسرائيل"... فائض القوة والتمدد المفرط
تعدّ الحرب الدائرة بين إيران والكيان الصهيوني نمطاً جديداً من الحروب، فهي حرب مباشرة بين دولتين غير متجاورتين، لا يمكن لأيّ طرف منهما أن يربح الحرب، وليس بمقدور أيّ منهما تصوّر الخسارة. تعدّ هذه الحرب انعكاساً لفائض القوة الذي تعيشه "إسرائيل" بعد طوفان الأقصى، باتت "إسرائيل" تعتقد أنّ لديها فائض قوة يجعلها تستطيع فعل كلّ ما تريده، ولا أحد قادر على لجمها ووقف حربها ضدّ أطفال غزة التي أدانتها جميع دول العالم تقريباً. ما يجري ليس مجرّد ضربات عسكرية أو حرب محدودة، وإنما حرب وجودية شاملة هدفها الاستراتيجي إسقاط النظام الايراني كحدّ أعلى، وكسره وإضعافه كحدّ أدنى، بحيث لا تقوم له قائمة بعدها، ويقبل بالهيمنة الأميركية والصهيونية على المنطقة. نجاح "إسرائيل" في تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وكذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله، وتوجيه ضربات مركّزة في الداخل الإيراني أدّت إلى اغتيال إسماعيل هنية وعدد من العلماء في مجال الطاقة النووية. التوغّلات الإسرائيلية المتكرّرة في الداخل السوري، وتدمير كامل مقدّرات الجيش السوري بعد سقوط النظام في دمشق، تلك الأسباب وغيرها جعلت نتنياهو يشعر بأنّ الطريق أمامه ممهدة لتحقيق حلمه في تسيّد الشرق الأوسط الجديد الذي سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى رسم خرائطه بالقوة. نجحت "إسرائيل" بالتعاون مع الإدارة الأميركية في تحقيق شيء من "الخداع الاستراتيجي"، الذي جعل طهران لا تتوقّع توقيت الهجوم في هذا الوقت بالذات، خاصة وأنّ المفاوضات مستمرة مع الولايات المتحدة، وكان من المتوقّع عقد الجولة السادسة منها في سلطنة عمان. تصريحات ترامب المتناقضة، تزيد من صعوبة فهمها وإدراك مدى جدّيتها، خاصة وأنه كان متحمّساً للحوار مع طهران، وهو ما لم يرق لنتنياهو بكلّ تأكيد. جولة ترامب الشرق أوسطية، وما رافقها من تصريحات تعكس رغبته في تحقيق الاستقرار في المنطقة، للتفرّغ لمواجهة الصين، زادت من قناعة الجميع بتغليب منطق التفاوض مع طهران، لا المواجهة معها. تعدّ إيران دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشكّل مع كلّ من مصر وتركيا أعمدة الشرق الأوسط الرئيسية الثلاثة (باعتبار إسرائيل كيان دخيل على المنطقة). أدّت طهران دوراً كبيراً في دعم "محور المقاومة" خارج حدودها، فكانت المواجهة بينها وبين الكيان مواجهة غير مباشرة، تكفّل حلفاء طهران بتنفيذها، في حين وفّرت هي مستلزمات تلك المواجهة. انكفاء طهران قليلاً عن دورها الخارجي، نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، فكانت هذه الواجهة التي استطاعت طهران استيعاب صدمتها الأولى، ومن ثمّ الانتقال إلى الإمساك بزمام المواجهة. اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين في وقت واحد ليس بالأمر السهل، لكنّ طهران استطاعت تسمية البديل عنهم وبشكل سريع، ومن ثمّ انتقلت إلى المبادرة والفعل بدلاً من الاقتصار على ردّ الفعل. إيران تخلّت عن تحفّظها المعروف ودخلت تدريجياً في "مود" الحرب، عبر تعميق ضرباتها داخل الكيان وكسر الخطوط الحمر، وهو ما يمثّل تحوّلاً استراتيجياً سيكون له ما بعده اذا استمر. تحصين الجبهة الداخلية والسعي إلى تصفية العملاء أمر بالغ في الأهمية، خاصة وأنّه في الشهر الأخير أظهرت اختراقاً أمنياً إسرائيلياً للداخل الإيراني، ردّت عليه طهران بالإعلان عن حصولها على وثائق سرية تكشف التواطؤ والتعاون بين مدير عامّ وكالة الطاقة الذرية غروسي مع "إسرائيل" لاستهداف البرنامج النووي الإيراني. هذه الفضيحة، والخلافات داخل الكنيست الإسرائيلي والتي كادت أن تؤدي إلى حلّه، وبالتالي سقوط حكومة نتنياهو، والأوضاع الداخلية في أميركا احتجاجاً على سياسات ترامب وإيلون ماسك تجاه المهاجرين، والخلاف بين ترامب وماسك، ... إلخ. كلّ هذه الأسباب وغيرها دفعت نتنياهو إلى الإسراع في هذه المغامرة ضدّ إيران. أميركا شريك أصيل في هذه الحرب دعماً وتخطيطاً وتنسيقاً وتنفيذاً. وعلى الرغم من التنسيق المعلن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، إلا أنّ أميركا لا تزال ترى أنها ليست طرفاً في الحرب، وتطالب طهران بعدم استهداف القواعد الأميركية في المنطقة. وجهة نظر ترامب أنّ المشاركة الأميركية لا تكون إلّا حين يكون هناك استهداف مباشر من القوات الأميركية لطهران، وهذا ما لم يحدث حتى الآن. الدعم الأميركي للكيان لا يمكن التراجع عنه، بمعنى أنه لا يمكن السماح بهزيمة "إسرائيل"، وأنّ التدخّل الأميركي سيكون حاضراً حين لا تستطيع "إسرائيل" إنجاز المهمة. طهران تدرك ذلك، وتسعى لتجنّب توسيع الحرب، ففوزها في الحرب يتمثّل في قدرتها على الحفاظ على برنامجها النووي، مهما كانت الخسائر. 20 حزيران 18:42 20 حزيران 11:33 تغريدات ترامب لإثارة الرعب لدى سكان طهران، وتوجّه حاملات الطائرات الأميركية إلى المنطقة، الهدف منها ممارسة الحرب النفسية على إيران، ورفع معنويات "جيش" الاحتلال، والتدخّل في المعركة عند الحاجة، بعد أن باتت قدرة "إسرائيل" وحدها على تحقيق الأهداف أمراً مشكوكاً فيه. إيران تعمل على تلافي أية مواجهة مباشرة مع أميركا، رغم إدراكها أنّ الولايات المتحدة طرف في الحرب، لكنها لا تزال تقف خلف "إسرائيل" وليس معها. الخطوط الحمر لواشنطن تتمثّل في استهداف إيران للقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة، أو ربما في حال حدث قتل لأعداد كبيرة من المستوطنين الذين يحملون الجنسية الأميركية، حيث يوجد في "إسرائيل" نحو 700 ألف مستوطن أميركي. هذه أول مواجهة يخوضها الكيان مع "دولة" وليس مع جماعات أو أحزاب منذ خمسين عاماً (آخر مواجهة مع دول كانت في العام 1973، مع مصر وسوريا). تشير التقارير إلى أنّ إيران استطاعت توزيع مفاعلها النووي في عدة مناطق من إيران، وبالتالي فإنّ استهداف منطقة أو أكثر لن يؤدّي إلى تدمير برنامجها النووي، مستفيدة في ذلك من الدرس العراقي، حيث قامت "إسرائيل" في العام 1981 باستهداف البرنامج النووي العراقي وتدميره. الأعماق الكبيرة التي يوجد فيها، والتي تصل إلى عمق يتجاوز الـ 100 متر، يجعل تدميرها بحاجة إلى قنبلة عملاقة يصل وزنها إلى 4 أطنان. مثل هذه القنبلة غير موجودة لدى "إسرائيل"، لكنها موجودة لدى الولايات المتحدة الأميركية وروسيا فقط، فأكبر قنبلة لدى "إسرائيل" تزن 1 طن، كالتي استخدمتها "إسرائيل" لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. حتى الولايات المتحدة فيما لو اختارت الدخول في مواجهة مباشرة مع طهران فإنها ستلجأ إلى حشد تحالف دولي لذلك، على غرار ما حدث إبان غزوها للعراق حيث حشدت تحالفاً ضمّ 34 دولة. استهداف طهران لميناء حيفا وتدميره، ستكون له ارتدادات كبيرة، خاصة وأنّ مصفاة حيفا تؤمّن 65% من حاجة "إسرائيل" من النفط، ويُؤمّن قسم من احتياجات أوروبا من مصادر الطاقة. إضافة إلى أنه كان من المقرّر له أن يؤدّي دوراً محورياً في المشروع الأميركي الذي يربط الهند بأوروبا (الممر الهندي)، والذي يسعى لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني. هذه أول حرب مباشرة تخوضها إيران على أراضيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي حرب غير تقليدية على المستويات الجيوسياسة والعسكرية والاستخباراتية كافة (يمكن تسميتها بحرب الجيل الأول من الذكاء الاصطناعي). تمتلك إيران الكثير من أوراق القوة، فمساحة "إسرائيل" لا تتجاوز 1/80 من مساحة إيران، وهو ما يجعل الصواريخ الإيرانية قادرة على إحداث تدمير كبير في بلد لا تتجاوز مساحته الـ 20 ألف كم مربّع. طبيعة الشعب الإيراني جعلته يصطفّ خلف قيادته في مواجهتها لـ "الشيطان الأكبر"، على عكس ما كانت "إسرائيل" تعتقد، حيث كان الهدف أن يثور الشعب الإيراني على حكومته، أملاً منها في تحقيق الهدف الثاني للحرب، ألا وهو إسقاط النظام في إيران. إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب ستكون له تبعات كبيرة على حركة التجارة الدولية، وهو خيار متاح لطهران في أية لحظة، وبالتالي فإنّ على جميع دول العالم أن تقلق مما يحدث، وأن تسعى لوقف الحرب لضمان استمرار تدفّق النفط والغاز من المنطقة، وخاصة إلى الصين ودول الاتحاد الأوروبي. الحرب مع إيران ستؤدّي إلى أزمة اقتصادية عالمية، وهو ما لا تريده أميركا، وكلّ ما يقوم به ترامب هو في الاتجاه المعاكس، حيث يسعى لمعالجة الاختلالات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد الأميركي. إيران شريك استراتيجي لكلّ من الصين وروسيا، وتربطها علاقات قوية مع كوريا الشمالية وباكستان، وبالتالي فإنّ هذه الدول ستدعم طهران، ولو بشكل غير مباشر على أقلّ تقدير. باقي الدول الفاعلة في المنطقة وخاصة تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، لن تسمح بهزيمة إيران التي تعني لهم تحكّم "إسرائيل" بمصير المنطقة. استمرار الضغط على إيران قد يدفعها إلى إنهاء تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية والمضي في تطوير برنامجها النووي، على غرار ما حدث مع كوريا الشمالية. تشير التقديرات إلى امتلاك طهران 2000-3000 صاروخ باليستي، وتنتج يومياً نحو عشرة صواريخ، وبالتالي فإنها قادرة على تدمير مساحات تعتبر كبيرة، بالقياس إلى مساحة "إسرائيل". دول المنطقة وشعوبها، حتى التي لا تحبّ إيران، فإنها لا تتمنّى الانتصار لـ "إسرائيل"، ولعلّ موقف المملكة العربية السعودية ومصر بات واضحاً ورافضاً لما تقوم به "إسرائيل"، وهو نابع من إدراك سياسي لحجم المخاطر التي تترتّب على هذه الحرب. للمرة الأولى في تاريخ الحروب مع الكيان الصهيوني يكون الطرف الآخر في المواجهة غير عربي، وهو أمر بالغ الدلالة وستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة على العالم العربي وخاصة الـحكومات، لذلك بعضها الآن أكثر حرصاً من الكيان على هزيمة إيران. مع الإشارة إلى أنّ المواقف العربية المؤيّدة لـ "إسرائيل" لا تتعدّى كونها مواقف شعبوية لا تنبع من نضج ووعي سياسي، فالتحالفات اليوم باتت غير ثابتة، والصداقات والعداوات بين الدول متغيّرة وبشكل كبير، ومن كانت إيران عدواً له، ربما تصبح غداً صديقة لها، تشاركه مواجهة عدو مشترك يحتلّ أرضه. استهداف المواقع النووية الإيرانية سيؤدّي إلى انتشار الأشعة النووية التي قد تؤدّي إلى تلوّث مياه البحر، خاصة وأنّ العديد من دول الخليج تعتمد على تحلية مياه البحر في تأمين احتياجاتها المائية. إيران لم تستخدم كلّ قدراتها العسكرية بعد، وخاصة منظومة الـمسيّرات المتقدّمة والصواريخ الباليستية الدقيقة، ويبدو أنها تتحضّر لمواجهة طويلة، وهو ما لا تطيقه "إسرائيل"، التي اعتادت على الحروب الخاطفة. هذه الحرب سوف تغيّر العقيدة الاستراتيجية والعسكرية لدى الطرفين، كما ستعيد رسم موازين القوى وخرائط التحالفات الإقليمية والدولية لعقود مقبلة. سياسة عضّ الأصابع مستمرة، ويبدو أنّ ترامب يريد إضعاف الطرفين، بمعنى أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات وتقبل بالشروط الأميركية، ويصبح نتنياهو أكثر تبعيّة لسيده الأميركي، هذا إذا لم تؤدِ حربه مع طهران إلى إسقاط حكومته.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
"فورين أفيرز": هل يمكن لدول المنطقة وقف الحرب على إيران؟
مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تنشر مقالاً يتناول الجهود الممكنة لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة بين "إسرائيل" وإيران، ويطرح الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية وتركيا في الوساطة واحتواء التصعيد، خاصة في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي بين واشنطن وطهران. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: يتأرجح الشرق الأوسط على حافة حرب إقليمية واسعة النطاق. ففي 12 حزيران/يونيو، بدأت "إسرائيل" حملة عسكرية متواصلة ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، وقيادات النظام، ومستودعات النفط والغاز، في محاولة "للحد من خطر احتمالية امتلاك إيران سلاحاً نووياً"، على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في المقابل، ردّت إيران على هذه الحملة بإطلاق وابل من الصواريخ الباليستية والانسحاب من المفاوضات النووية مع واشنطن. وقد سبق أن شعرت الدول العربية بالقلق من الانجرار إلى حرب بين إيران و"إسرائيل" مع بداية المناوشات غير المباشرة بين الطرفين قبل عام ونصف. ولكن، مع اتساع رقعة القتال وإطلاق الصواريخ باستمرار فوق منطقة الخليج بأكملها، تتساءل الدول المجاورة اليوم عن موعد وصول هذه المواجهات إليها، وليس عمّا إذا كانت ستصل إليها. ولا تزال هناك فرصة ضئيلة لتجنّب حرب شاملة. ولكن، مع إغلاق واشنطن الباب أمام الدبلوماسية، يقع على عاتق دول المنطقة وقف هذا الصراع. إذ وحدها الدول العربية وتركيا تتمتعان بعلاقات عمل جيدة مع كلّ من "إسرائيل" وإيران والولايات المتحدة. وهذه الدول مطالبة اليوم بتقديم مقترحات لتهدئة الأوضاع، ويتعيّن عليها إطلاق مبادرة وساطة إقليمية تُمكنها من التواصل مع الأطراف المتحاربة والتوسط بينها وإشراك واشنطن في ذلك من دون الاعتماد عليها. وفي حال فشلت الدول العربية ومعها تركيا في التوصل إلى حلّ، فستتحوّل هذه الحرب إلى حرب إقليمية. وقد تواجه هذه الدول هجمات ضد بنيتها التحتية من قبل إيران، وسيسيطر الخوف والشك على شعوبها. تخشى الدول العربية قبل كل شيء حرب "إسرائيل" مع إيران. إذ لم يُصرّح المسؤولون الإسرائيليون برغبتهم في توسيع رقعة الصراع، لكن الضربات التي تشنها "إسرائيل" على منشآت الطاقة الإيرانية، بما في ذلك مصفاة "شهر ري" في طهران وجزء من مصفاة "جنوب فارس" في منطقة الخليج الفارسي، قد تكون مُصمَّمة لحثّ إيران على تنفيذ تهديداتها بمهاجمة محطات الطاقة في الخليج أو إغلاق مضيق هرمز. ومن شأن هذه التحركات أن تجر الدول العربية إلى الصراع وتجبرها على الانحياز علناً إلى جانب "إسرائيل"، وهذا بالضبط ما تسعى إليه هذه الأخيرة. وفي حال دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب "إسرائيل"، ستزداد رغبة إيران في استهداف الدول العربية، التي تتضمن قواعد عسكرية أميركية متعددة. وبالنسبة إلى دول الخليج، ستكون الهجمات الإيرانية على القواعد الأميركية أو البنية التحتية للطاقة في الخليج أو السفن في مضيق هرمز بمنزلة كارثة. إذ ستُعرّض صادرات النفط للخطر وستُقوّض ثقة المستثمرين، ما يُعطّل اقتصاداتها المعتمدة على الكربون ويُقوّض المساعي الاقتصادية الأخرى مثل مبادرة رؤية 2030 الخاصة بالسعودية. بالإضافة إلى ذلك، قد تُفاقم هذه الهجمات الصراع في اليمن، إذ من المرجح أن يستأنف الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ويوجهوا ضرباتٍ مباشرة إلى دول الخليج. وبالتالي، سيُعاني السكان العرب المدنيون من أي هجمات تهدد إمدادات الغذاء أو تلوث المياه أو تؤدي إلى انقطاع الإنترنت. وإدراكاً منها للمخاطر التي تواجهها، تسعى هذه الدول جاهدة لمنع تمدد الصراع. 20 حزيران 13:30 20 حزيران 10:17 ولتجنب التعرضّ للهجوم، سعت الدول العربية إلى النأي بنفسها عن تصرفات "إسرائيل". فدانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحملة العسكرية الإسرائيلية، في حين دعا الأردن إلى خفض التصعيد. كما أصدرت كلّ من عُمان وقطر تصريحات شديدة اللهجة ضدّ الضربات الإسرائيلية تعكس مخاوفهما من تعمّد "إسرائيل" تخريب الجهود الأميركية - الإيرانية الرامية للتوصل إلى اتفاق نووي. كما انتقدت تركيا الموقفَ بشدة وعرض الرئيس رجب طيب إردوغان "بذل كل ما في وسع بلاده" لمنع أي تصعيد خارج عن نطاق السيطرة. ليس واضحاً ما الذي يقترحه إردوغان تحديداً. لكن الجهات الفاعلة الإقليمية تتمتع بمكانة استثنائية ومصداقية ونفوذ كافٍ لوقف التصعيد بين إيران و"إسرائيل" والولايات المتحدة. وتحافظ دول الخليج على قنوات اتصال مباشرة مع كل من طهران وواشنطن. فهي تستضيف قوات أميركية، وتتوسط في محادثات سرية، وتفهم الحسابات الأمنية لكلا الطرفين. كما أنها تملك طرقاً للتواصل مع "إسرائيل"، سواء علنية أو سرية. وخلال هذه المرحلة الحرجة، لا يتعين عليها استخدام كل هذه الإمكانات لإدارة التداعيات فحسب، بل للتوصل أيضاً إلى وقف إطلاق نار وتمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية النووية والإقليمية الأوسع. ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على الحكومات الإقليمية إطلاق مبادرة دبلوماسية، ربما تحت رعاية جامعة الدول العربية أو مجموعة اتصال أصغر حجماً بقيادة دول الخليج، تستخدم معلومات استخبارية موثوقة وقنوات سرية دبلوماسية لإقامة محادثات غير مباشرة بين ممثلي "إسرائيل" وإيران. ويمكنها استخدام هذه الشبكة للدفع نحو فترة تهدئة بين الطرفين يتفق خلالها البلدان على الحد من الضربات، وخاصة على المناطق المدنية المكتظة بالسكان. وفي الوقت نفسه، يتعين على الدول العربية وتركيا فتح قناة دبلوماسية منفصلة تركز على حماية البنية التحتية للطاقة والبنية التحتية البحرية، فضلاً عن منع الأزمات البيئية والصحية التي يمكن أن تنتج عن الهجمات على المنشآت النووية. ومن شأن هذه المبادرات العامة أن تُثبت للرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ التهدئة والمفاوضات هما السبيل الأمثل للمضي قدماً، وهذا ما تريده المنطقة. كما أنها ستمهد الطريق لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار شامل و"التوصل إلى اتفاق سلام" دائم. في البداية، قد يبدو من الصعب تخيّل موافقة ترامب على هدنة بوساطة حكومة أجنبية. لكن دول الخليج العربي كانت أول الدول التي زارها الرئيس الأميركي بعد عودته إلى البيت الأبيض، وقد منحت زيارته قادة الخليج شعوراً متجدداً بأن واشنطن لم تكن تستمع فحسب، بل كانت أيضاً متوافقة مع مخاوفهم الأمنية الأساسية. لقد سبق أن رفض ترامب التدخلات العسكرية الأميركية وجهود تعزيز الديمقراطية، داعياً إلى عهد جديد من "السلام والشراكة". وأشاد باستثمارات دول الخليج في "التجارة، لا الفوضى" و"التكنولوجيا، لا الإرهاب". وأيّد دعواتها إلى رفع العقوبات عن سوريا، وقدّم الدعم للحكومة الجديدة في البلاد. والأهم من ذلك، أبدى ترامب خلال اجتماعات خاصة استعداده لدعم أولويات الخليج. وأشارت الزيارة إلى استعداده للعمل بناءً على آراء دول الخليج لا الاستماع إليها فحسب. قد تكون "إسرائيل" أكثر تردداً من الولايات المتحدة في قبول اتفاقية سلام بوساطة خليجية. لكنّ دولتين خليجيتين، وهما البحرين والإمارات العربية المتحدة، أصبحتا شريكتين اقتصاديتين واستراتيجيتين رئيسيتين لها. كذلك ترغب "إسرائيل" في تطبيع العلاقات مع السعودية، ويدرك المسؤولون الإسرائيليون أنّ ذلك سيكون أسهل بكثير إذا تراجعوا عن الحرب مع إيران. وعلى الرغم من أنّ نتنياهو قد يرغب في التصعيد، فإن قادة إسرائيليين آخرين يدركون أن اتساع نطاق الحرب قد يهدد أسواق الطاقة بطرق من شأنها أن تزيد من صعوبة حياة ناخبيهم. من جانبها، لدى إيران كل الحوافز لقبول اتفاق بوساطة خليجية. ففي ظل القصف الإسرائيلي المتواصل، يبحث قادة الجمهورية الإسلامية عن مخرج يحترم سيادة البلاد وحقوقها. وقد أثبتت الدول العربية براعتها في إدارة المفاوضات الشائكة مع إيران وساهمت في تهدئة العلاقات وتطبيعها، بحيث استأنفت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2022، تبعتها المملكة العربية السعودية بوساطة صينية عام 2023. في عام 2003، عارضت الدول العربية وتركيا بشدة الغزو الأميركي للعراق، محذرةً من أنه سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعزيز نفوذ القوى المتطرفة. واليوم، اتحدت هذه الحكومات نفسها مجدداً في الدعوة إلى وقف التصعيد، مدركةً أن حرباً أخرى بلا رادع قد تُطلق العنان لفوضى أكبر. وبالنسبة إلى هذه الدول المخاطر كبيرة للغاية؛ وفي حال لم يتوقف الصراع، فلن يكون بوسعها فعل الكثير لحماية نفسها من تمدده. ومع ضيق الوقت وتزايد المخاطر، يُعد العمل الإقليمي المُنسق أمراً ضرورياً لمنع وقوع كارثة أكبر. نأمل أن تتمكن هذه الدول من إقناع إيران و"إسرائيل" بالتخلي عن مواصلة القتال، وإقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن الانضمام إليه. ويمكنها أن تُخبر "إسرائيل" أن أفعالها الحالية قد تُحوّل مسار التطبيع إلى مسار نحو العزلة، وتُحوّل الوضع الراهن القائم على الردع الفعال إلى صراع أبدي. كما يمكنها أن تجعل إيران تفهم أن استمرار اندماجها في المنطقة يتطلب تغييراً في سلوكها. في الختام، إنّ التوصل إلى اتفاق سلام سيكون صعباً للغاية. فإيران و"إسرائيل" متمسكتان بمواقفهما. ويبدو أنّ الصراع يتأجج ولا يهدأ. ومع ذلك، فإنّ العالم بحاجة ماسة إلى جهد دبلوماسي جاد ومستمر لوقف التصعيد. وهذا الجهد يجب أن يشمل إيران و"إسرائيل" وأن يحظى بدعم الولايات المتحدة. ولكن لا يمكن دفعه أو على الأقل تحفيزه إلا من قِبل دول المنطقة. نقلته إلى العربية: زينب منعم.