logo
"فورين أفيرز": هل يمكن لدول المنطقة وقف الحرب على إيران؟

"فورين أفيرز": هل يمكن لدول المنطقة وقف الحرب على إيران؟

الميادينمنذ 5 ساعات

مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تنشر مقالاً يتناول الجهود الممكنة لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة بين "إسرائيل" وإيران، ويطرح الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الدول العربية وتركيا في الوساطة واحتواء التصعيد، خاصة في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
يتأرجح الشرق الأوسط على حافة حرب إقليمية واسعة النطاق. ففي 12 حزيران/يونيو، بدأت "إسرائيل" حملة عسكرية متواصلة ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، وقيادات النظام، ومستودعات النفط والغاز، في محاولة "للحد من خطر احتمالية امتلاك إيران سلاحاً نووياً"، على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. في المقابل، ردّت إيران على هذه الحملة بإطلاق وابل من الصواريخ الباليستية والانسحاب من المفاوضات النووية مع واشنطن. وقد سبق أن شعرت الدول العربية بالقلق من الانجرار إلى حرب بين إيران و"إسرائيل" مع بداية المناوشات غير المباشرة بين الطرفين قبل عام ونصف. ولكن، مع اتساع رقعة القتال وإطلاق الصواريخ باستمرار فوق منطقة الخليج بأكملها، تتساءل الدول المجاورة اليوم عن موعد وصول هذه المواجهات إليها، وليس عمّا إذا كانت ستصل إليها.
ولا تزال هناك فرصة ضئيلة لتجنّب حرب شاملة. ولكن، مع إغلاق واشنطن الباب أمام الدبلوماسية، يقع على عاتق دول المنطقة وقف هذا الصراع. إذ وحدها الدول العربية وتركيا تتمتعان بعلاقات عمل جيدة مع كلّ من "إسرائيل" وإيران والولايات المتحدة. وهذه الدول مطالبة اليوم بتقديم مقترحات لتهدئة الأوضاع، ويتعيّن عليها إطلاق مبادرة وساطة إقليمية تُمكنها من التواصل مع الأطراف المتحاربة والتوسط بينها وإشراك واشنطن في ذلك من دون الاعتماد عليها.
وفي حال فشلت الدول العربية ومعها تركيا في التوصل إلى حلّ، فستتحوّل هذه الحرب إلى حرب إقليمية. وقد تواجه هذه الدول هجمات ضد بنيتها التحتية من قبل إيران، وسيسيطر الخوف والشك على شعوبها.
تخشى الدول العربية قبل كل شيء حرب "إسرائيل" مع إيران. إذ لم يُصرّح المسؤولون الإسرائيليون برغبتهم في توسيع رقعة الصراع، لكن الضربات التي تشنها "إسرائيل" على منشآت الطاقة الإيرانية، بما في ذلك مصفاة "شهر ري" في طهران وجزء من مصفاة "جنوب فارس" في منطقة الخليج الفارسي، قد تكون مُصمَّمة لحثّ إيران على تنفيذ تهديداتها بمهاجمة محطات الطاقة في الخليج أو إغلاق مضيق هرمز. ومن شأن هذه التحركات أن تجر الدول العربية إلى الصراع وتجبرها على الانحياز علناً إلى جانب "إسرائيل"، وهذا بالضبط ما تسعى إليه هذه الأخيرة. وفي حال دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب "إسرائيل"، ستزداد رغبة إيران في استهداف الدول العربية، التي تتضمن قواعد عسكرية أميركية متعددة.
وبالنسبة إلى دول الخليج، ستكون الهجمات الإيرانية على القواعد الأميركية أو البنية التحتية للطاقة في الخليج أو السفن في مضيق هرمز بمنزلة كارثة. إذ ستُعرّض صادرات النفط للخطر وستُقوّض ثقة المستثمرين، ما يُعطّل اقتصاداتها المعتمدة على الكربون ويُقوّض المساعي الاقتصادية الأخرى مثل مبادرة رؤية 2030 الخاصة بالسعودية. بالإضافة إلى ذلك، قد تُفاقم هذه الهجمات الصراع في اليمن، إذ من المرجح أن يستأنف الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ويوجهوا ضرباتٍ مباشرة إلى دول الخليج. وبالتالي، سيُعاني السكان العرب المدنيون من أي هجمات تهدد إمدادات الغذاء أو تلوث المياه أو تؤدي إلى انقطاع الإنترنت. وإدراكاً منها للمخاطر التي تواجهها، تسعى هذه الدول جاهدة لمنع تمدد الصراع. 20 حزيران 13:30
20 حزيران 10:17
ولتجنب التعرضّ للهجوم، سعت الدول العربية إلى النأي بنفسها عن تصرفات "إسرائيل". فدانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحملة العسكرية الإسرائيلية، في حين دعا الأردن إلى خفض التصعيد. كما أصدرت كلّ من عُمان وقطر تصريحات شديدة اللهجة ضدّ الضربات الإسرائيلية تعكس مخاوفهما من تعمّد "إسرائيل" تخريب الجهود الأميركية - الإيرانية الرامية للتوصل إلى اتفاق نووي. كما انتقدت تركيا الموقفَ بشدة وعرض الرئيس رجب طيب إردوغان "بذل كل ما في وسع بلاده" لمنع أي تصعيد خارج عن نطاق السيطرة.
ليس واضحاً ما الذي يقترحه إردوغان تحديداً. لكن الجهات الفاعلة الإقليمية تتمتع بمكانة استثنائية ومصداقية ونفوذ كافٍ لوقف التصعيد بين إيران و"إسرائيل" والولايات المتحدة. وتحافظ دول الخليج على قنوات اتصال مباشرة مع كل من طهران وواشنطن. فهي تستضيف قوات أميركية، وتتوسط في محادثات سرية، وتفهم الحسابات الأمنية لكلا الطرفين. كما أنها تملك طرقاً للتواصل مع "إسرائيل"، سواء علنية أو سرية. وخلال هذه المرحلة الحرجة، لا يتعين عليها استخدام كل هذه الإمكانات لإدارة التداعيات فحسب، بل للتوصل أيضاً إلى وقف إطلاق نار وتمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية النووية والإقليمية الأوسع.
ولتحقيق هذه الغاية، يتعين على الحكومات الإقليمية إطلاق مبادرة دبلوماسية، ربما تحت رعاية جامعة الدول العربية أو مجموعة اتصال أصغر حجماً بقيادة دول الخليج، تستخدم معلومات استخبارية موثوقة وقنوات سرية دبلوماسية لإقامة محادثات غير مباشرة بين ممثلي "إسرائيل" وإيران. ويمكنها استخدام هذه الشبكة للدفع نحو فترة تهدئة بين الطرفين يتفق خلالها البلدان على الحد من الضربات، وخاصة على المناطق المدنية المكتظة بالسكان. وفي الوقت نفسه، يتعين على الدول العربية وتركيا فتح قناة دبلوماسية منفصلة تركز على حماية البنية التحتية للطاقة والبنية التحتية البحرية، فضلاً عن منع الأزمات البيئية والصحية التي يمكن أن تنتج عن الهجمات على المنشآت النووية. ومن شأن هذه المبادرات العامة أن تُثبت للرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ التهدئة والمفاوضات هما السبيل الأمثل للمضي قدماً، وهذا ما تريده المنطقة. كما أنها ستمهد الطريق لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار شامل و"التوصل إلى اتفاق سلام" دائم.
في البداية، قد يبدو من الصعب تخيّل موافقة ترامب على هدنة بوساطة حكومة أجنبية. لكن دول الخليج العربي كانت أول الدول التي زارها الرئيس الأميركي بعد عودته إلى البيت الأبيض، وقد منحت زيارته قادة الخليج شعوراً متجدداً بأن واشنطن لم تكن تستمع فحسب، بل كانت أيضاً متوافقة مع مخاوفهم الأمنية الأساسية. لقد سبق أن رفض ترامب التدخلات العسكرية الأميركية وجهود تعزيز الديمقراطية، داعياً إلى عهد جديد من "السلام والشراكة". وأشاد باستثمارات دول الخليج في "التجارة، لا الفوضى" و"التكنولوجيا، لا الإرهاب". وأيّد دعواتها إلى رفع العقوبات عن سوريا، وقدّم الدعم للحكومة الجديدة في البلاد. والأهم من ذلك، أبدى ترامب خلال اجتماعات خاصة استعداده لدعم أولويات الخليج. وأشارت الزيارة إلى استعداده للعمل بناءً على آراء دول الخليج لا الاستماع إليها فحسب.
قد تكون "إسرائيل" أكثر تردداً من الولايات المتحدة في قبول اتفاقية سلام بوساطة خليجية. لكنّ دولتين خليجيتين، وهما البحرين والإمارات العربية المتحدة، أصبحتا شريكتين اقتصاديتين واستراتيجيتين رئيسيتين لها. كذلك ترغب "إسرائيل" في تطبيع العلاقات مع السعودية، ويدرك المسؤولون الإسرائيليون أنّ ذلك سيكون أسهل بكثير إذا تراجعوا عن الحرب مع إيران. وعلى الرغم من أنّ نتنياهو قد يرغب في التصعيد، فإن قادة إسرائيليين آخرين يدركون أن اتساع نطاق الحرب قد يهدد أسواق الطاقة بطرق من شأنها أن تزيد من صعوبة حياة ناخبيهم.
من جانبها، لدى إيران كل الحوافز لقبول اتفاق بوساطة خليجية. ففي ظل القصف الإسرائيلي المتواصل، يبحث قادة الجمهورية الإسلامية عن مخرج يحترم سيادة البلاد وحقوقها. وقد أثبتت الدول العربية براعتها في إدارة المفاوضات الشائكة مع إيران وساهمت في تهدئة العلاقات وتطبيعها، بحيث استأنفت الإمارات العربية المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2022، تبعتها المملكة العربية السعودية بوساطة صينية عام 2023.
في عام 2003، عارضت الدول العربية وتركيا بشدة الغزو الأميركي للعراق، محذرةً من أنه سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعزيز نفوذ القوى المتطرفة. واليوم، اتحدت هذه الحكومات نفسها مجدداً في الدعوة إلى وقف التصعيد، مدركةً أن حرباً أخرى بلا رادع قد تُطلق العنان لفوضى أكبر. وبالنسبة إلى هذه الدول المخاطر كبيرة للغاية؛ وفي حال لم يتوقف الصراع، فلن يكون بوسعها فعل الكثير لحماية نفسها من تمدده. ومع ضيق الوقت وتزايد المخاطر، يُعد العمل الإقليمي المُنسق أمراً ضرورياً لمنع وقوع كارثة أكبر.
نأمل أن تتمكن هذه الدول من إقناع إيران و"إسرائيل" بالتخلي عن مواصلة القتال، وإقناع الولايات المتحدة بالتخلي عن الانضمام إليه. ويمكنها أن تُخبر "إسرائيل" أن أفعالها الحالية قد تُحوّل مسار التطبيع إلى مسار نحو العزلة، وتُحوّل الوضع الراهن القائم على الردع الفعال إلى صراع أبدي. كما يمكنها أن تجعل إيران تفهم أن استمرار اندماجها في المنطقة يتطلب تغييراً في سلوكها.
في الختام، إنّ التوصل إلى اتفاق سلام سيكون صعباً للغاية. فإيران و"إسرائيل" متمسكتان بمواقفهما. ويبدو أنّ الصراع يتأجج ولا يهدأ. ومع ذلك، فإنّ العالم بحاجة ماسة إلى جهد دبلوماسي جاد ومستمر لوقف التصعيد. وهذا الجهد يجب أن يشمل إيران و"إسرائيل" وأن يحظى بدعم الولايات المتحدة. ولكن لا يمكن دفعه أو على الأقل تحفيزه إلا من قِبل دول المنطقة.
نقلته إلى العربية: زينب منعم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسرار الصحف 21-06-2025
أسرار الصحف 21-06-2025

LBCI

timeمنذ 23 دقائق

  • LBCI

أسرار الصحف 21-06-2025

تخوفت مصادر نيابية من تفاقم الاشتباك الداخلي حول قانون الانتخاب الجديد، بما سيؤثر على مستقبل الاستحقاق نفسه بعد 11 شهراً! ربطت مصادر بين موقف أمين عام حزب، مناقض لما نقل عن مرجع كبير في ما خص عدم المشاركة في الحرب. كشف مصدر مطَّلع أن مهمة باراك الأخيرة في بيروت، تنطلق من وحدة الترتيبات للمجموعات في كل من لبنان وسوريا، على خلفية وحدة المسار! الجمهورية تسبب نائب بازدياد الشرخ بين حزبين مسيحيين حليفين سابقاً عندما رفض حضور وزير من الحزب الثاني إلى جلسة لمناقشة ملف ُيعنى به الوزير. أبدى أكثر من مرجع قضائي- حقوقي ريبتهم من محاولات حثيثة لنائب بارز تشويه قانون إصلاحي ضروري برزت قطيعة بين نائب شمالي وحزب مسيحي بارز نتيجة ما اعتبره الأخير بأنه محاولة لاستمالة ناخبيه إلى الحزب تمهيداً للانتخابات النيابية. البناء توقف خبراء عسكريون وأمنيون أمام الضربة المدروسة والناجحة لإيران لمجمع التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلي في منطقة بئر السبع ضمن المدينة التكنولوجية المسمّاة 'سيليكون فالي إسرائيل'. ويستغرب الخبراء كيف استطاعت إيران إيصال صاروخ واحد دقيق لتحدّي الدفاعات الجويّة الإسرائيلية التي يعتبر الموقع المستهدف في سلم أولويات الحماية لنظام عملها وكيف نجح في التملّص منها جميعاً وبلوغ هدفه بدقة. والمجمع المستهدف هو أحد أكبر ركائز العقل الاستخباري المعلوماتي والتحليلي والعملياتي، حيث تُدار من هناك عمليّات التنصّت وتحليل نتائجها وعمليات القرصنة السيبرانيّة وتتبع الطائرات المسيّرة وأهدافها وتلقي نتائج عمليات الاستطلاع والتنفيذ. وفي المجمع نفسه وحدة الذكاء الصناعيّ التي أدارت أجزاء هامة من الحرب على غزة ولبنان وعلى إيران أيضاً. والمجمع قادر في لحظات الذروة على احتضان أكثر من ثمانية آلاف عسكريّ هندسيّ بين ضابط وعامل تقنيّ والخسائر في المجمع تبدو كبيرة جداً. تؤكد مصادر دبلوماسية رافقت مفاوضات جنيف الأوروبيّة الإيرانيّة أن المسافات متباعدة جداً على طاولة التفاوض وأن المنصة التفاوضيّة كانت مجرد نقطة بداية لتبادل الآراء وجسّ النبض المتبادل لحدود ما تمكّنت الحرب من تغييره في المواقف وهو ما ظهر أنه لم يحدث بعد على طرفي الصراع، حيث هناك قراءتان متعاكستان واحدة عبر عنها الوزراء الأوربيون تعتقد أن إيران تلقت ضربات كافية تدفعها لقبول شروط وتقديم تنازلات، وأن إيران تخشى المزيد ويفترض أنها جاهزة لدفع ثمن تفادي ذلك، لكنهم فوجئوا بقراءة إيرانيّة تقول إن إيران استوعبت الضربة وبدأت تُمسك زمام المبادرة وأن ردودها لا تزال موضعيّة وبأقلّ ما تستطيع من قدرة وأن تصعيد الحرب سوف يدفعها لإظهار المزيد وأنّها واثقة من أن لديها ما يكفي من الدعم الشعبي ومن القدرات الصاروخيّة لتحمّل مواصلة الحرب لشهور، بينما تعتقد إيران أن 'إسرائيل' لم تملك على الصعيدين ما يكفي لمواصلة الحرب أسابيع ما لم تتدخّل أميركا مباشرة وأن حدوث ذلك سوف يزيد الأمر تعقيداً ويدفع إيران إلى استخدام أوراق قوة لا ترغب باستخدامها، لكنها سوف تكون مضطرة للتعامل مع الانخراط الأميركي المباشر في الحرب بكل ما يلزم لإحباط الأهداف وإثبات سوء الحسابات والتقديرات.

سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 23 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟

كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل على صد هجمات إيران، بسفنها الحربية وعبر تزويد أنظمة الدفاع الإسرائيلي بصواريخ اعتراضية. وتسارع الولايات المتحدة لتعزيز دفاعات إسرائيل بإرسال المزيد من السفن الحربية القادرة على إسقاط الصواريخ البالستية إلى المنطقة، في ظل استنزاف الهجمات الإيرانية مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية. ووصلت مدمرة إضافية تابعة للبحرية الأميركية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، الجمعة، لتنضم إلى 3 مدمرات أخرى في المنطقة ومدمرتين في البحر الأحمر. وقال مسؤول عسكري أميركي إن هذه السفن "تعمل على مقربة كافية من إسرائيل، مما يسمح لها باعتراض الصواريخ التي تطلقها إيران". وحسب "وول ستريت جورنال"، فإن معظم المدمرات الأميركية مسلحة بمجموعة من الصواريخ الاعتراضية، التي يمكنها إسقاط الصواريخ البالستية وغيرها من التهديدات الجوية، فضلا عن صد الصواريخ التي تحلق فوق الغلاف الجوي في منتصف مسارات طيرانها. ومن جهة أخرى، جددت الولايات المتحدة مخزون الصواريخ الاعتراضية الأرضية لنظام "ثاد" المضاد للصواريخ، الذي أنشأته في إسرائيل العام الماضي. ويتم تشغيل هذا النظام من قبل الجيش الأميركي، وهو مصمم لاعتراض الصواريخ داخل أو خارج الغلاف الجوي أثناء مرحلتها الأخيرة من الطيران. وكان مسؤول أميركي قال لـ"وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل "تخاطر باستنفاد مخزونها من صواريخ آرو 3 الاعتراضية المتطورة في الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم حل صراعها مع إيران واستمرت الأخيرة في إطلاق وابل من الصواريخ". وتستخدم إسرائيل أنظمة دفاعية مختلفة "متعددة الطبقات"، إذ يعمل نظام القبة الحديدية على الصواريخ قصيرة المدى والمسيّرات، بينما يعترض نظام مقلاع داود الصواريخ والمسيّرات على ارتفاعات أكبر. لكن "آرو"، المصمم لاعتراض الصواريخ فوق الغلاف الجوي للأرض، يعد أقوى نظام دفاعي إسرائيلي، إذ يمكنه تحييد التهديدات قبل عبورها المجال الجوي الإسرائيلي، كما يمنح الأنظمة الأخرى وقتا للصد إذا أخطأت الدفاعات الأولى. وقال الباحث في جامعة هامبورغ تيمور كاديشيف، الذي درس نظام "آرو": "من دون صواريخ آرو 3 ستكون المشكلة. لديك وقت أقل لإسقاط صاروخ قادم لأنك تصده فقط في المرحلة النهائية". ولم تستجب شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المصنعة لصواريخ "آرو 3" الاعتراضية، لطلبات التعليق، كما رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على مخزونات الصواريخ الاعتراضية لديه، لكنه قال لـ"وول ستريت جورنال" إنه "مستعد للتعامل مع أي سيناريو". وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإجابة عما إذا كانت إسرائيل قد استنفدت صواريخ "آرو 3" الاعتراضية. وقال: "أود دائما الحصول على المزيد والمزيد". وقدّر نتنياهو أن إسرائيل دمرت حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ في إيران منذ بدء الصراع الحالي، مما قلل من التهديد الذي تشكله ترسانة صواريخ طهران. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

مهلة الأسبوعين تشغل تل أبيب: وقتنا ينفد
مهلة الأسبوعين تشغل تل أبيب: وقتنا ينفد

تيار اورغ

timeمنذ 23 دقائق

  • تيار اورغ

مهلة الأسبوعين تشغل تل أبيب: وقتنا ينفد

جاء في "الأخبار": منذ أكثر من 600 يوم، تتقلّب إسرائيل في أتون الحرب التي اندلعت عقب عملية «طوفان الأقصى» في تشرين الأول 2023، والتي لا تزال مفتوحة على الاحتمالات كافة، بل امتدّت أخيراً إلى جبهة جديدة مع إيران، في قرار اتّخذه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشكل «مفاجئ»، وبمبررات لا تستند إلى منطق أمني واضح، بل إلى اعتبارات شخصية – سياسية، وفق ما يرى المؤرّخ الإسرائيلي، يحيعام فايتس، في مقالته في صحيفة «هآرتس»، التي حذّر فيها من أن نتنياهو، «يفتقر إلى الثقة بالنفس والرؤية السياسية، وهو ما يجعله عرضة لاتخاذ قرارات كارثية». وبحسب فايتس، فإن رئيس الحكومة يسعى من خلال هذه الحرب إلى «صرف الأنظار عن كارثة السابع من أكتوبر، عبر خلق حدث مفصلي يُعيد تشكيل السردية العامة في إسرائيل»، ويطمس ما تبقّى من آثار سياسية ومعنوية لعمليات «حماس» في غلاف غزة، ومأساة استمرار وجود الأسرى الإسرائيليين في القطاع. غير أنّ قرار شنّ «حرب خاطفة» ضد إيران، لا يعكس – برأي فايتس - أي «استراتيجية ناضجة أو خطة واضحة للإنهاء»، بل يبدو تعبيراً عن أزمة داخلية عميقة يعيشها نتنياهو في إدارة الحكم، حيث لا مستشارين قادرون على قول الحقيقة له، ولا وعي ذاتياً يسمح له برؤية المخاطر الجسيمة التي تُحدق بمستقبل إسرائيل. وتتعزّز هذه المخاوف في تل أبيب، في وقت يشهد فيه الداخل الإسرائيلي انقساماً حاداً حول فرص التدخل الأميركي في الحرب على إيران، وتوقيته. ففي حين عبّرت القنوات العبرية، مثل «كان» و«القناة 12»، عن حالة «ترقّب حذرة» إزاء موقف واشنطن، نقلت مراسلة «كان»، غيلي كوهين، عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن «خيبة أمل متزايدة من مواقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يبدو أنه يفضّل، حتى الآن، استنفاد المسار الدبلوماسي، أو على الأقل تأجيل القرار العسكري المباشر». إلا أنّ بعض المحللين، مثل يوسي يهوشوع، يرون أنّ «النهاية الحقيقية لهذه الحرب لن تكون بإسقاط النظام الإيراني، كما يحلم البعض، بل بالتوصّل إلى اتفاق هشّ سرعان ما ستنتهكه طهران، فتعود إلى تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ، لتبدأ دورة جديدة من التوتر والمواجهة». وهنا يأتي الأمر الأكثر أهمية، وفق الكاتب، وهو «تطبيق الاتفاق، أي إنشاء آلية رقابة وتطبيق، تمكّن من الهجوم في حال وجود خروقات». ولتحقيق هذه الغاية، لا بدّ من أن «يكون الأميركيون معنا في اتفاق سري، كما فعلنا مع لبنان، وهذا هو الحل، لأننا بحاجة إلى إنهاء هذا الحدث في أسرع وقت ممكن»، خصوصاً في ظلّ ما يرصده مسؤولون أمنيون في تل أبيب، من أن «إيران انتقلت في الأيام الأخيرة إلى نوع من حرب استنزاف»، وتقديرهم أن «الحرب عليها ستطول أكثر مما توقّعنا في البداية». في هذا الوقت، نقلت مراسلة «كان»، غيلي كوهين، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن «العمليات في إيران دخلت مرحلة جديدة»، في انتظار قرار أميركي حاسم بشأن قصف منشأة «فوردو» النووية، في حين تشير معلومات حصلت عليها الصحافية موريا أسرف إلى أن «التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي يتعزّز»، وأن «مسؤولين إسرائيليين يزعمون أن ترامب يقترب من اتخاذ قرار بالمشاركة العسكرية، على الرغم من إعلان البيت الأبيض عن فترة أسبوعين للحسم». لكنّ هذه المدة الزمنية، وفق ما علّقت به كوهين، تبقى «غامضة»، وقد تكون «مجرد مماطلة سياسية»، خصوصاً أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تعرف على وجه الدقة ما الذي يخطط له ترامب، وهو ما وصفته بـ»اللغز». وفي ظلّ هذا الغموض، دعا رئيس الأركان الإسرائيلي، أيال زامير، الجمهور إلى الاستعداد لـ»معركة طويلة»، مشيراً إلى أنّ إيران تمتلك 2500 صاروخ أرض-أرض، وكان متوقّعاً أن تصل إلى 8000 صاروخ، ما يستدعي خططاً ميدانية دقيقة واستعدادات استثنائية. وعلى صعيد متصل، كشفت وسائل إعلام العدو أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر أقرّ أربعة أهداف للحرب، في بداية الحملة العسكرية، وهي: إلحاق ضرر جسيم بالبرنامجين النووي والصاروخي الإيرانييْن، وضرب «المحور الشيعي»، وتهيئة الظروف لـ»إحباط هذه البرامج بالوسائل السياسية على المدى البعيد».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store