logo
تذاكى ترامب فانفضح نتنياهو!

تذاكى ترامب فانفضح نتنياهو!

جريدة الاياممنذ 16 ساعات

من يعتقد أنّ الضربة الأميركية قد حلّت شيئاً في معادلة الصراع المحتدمة منذ هجوم الجمعة 13/6/2025 التي حيكت بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو ليس أكثر من هاوٍ أو انفعالي متسرّع.
هذه الضربة أدخلت المنطقة في مرحلة جديدة من الحرب عنوانها [المفاوضات لن تتقدّم قبل أن تتراجع دولة الاحتلال عن كل ما كانت تتشدّق به قبل الضربة الأميركية هرباً من حرب الاستنزاف].
أصلاً الضربة الأميركية لم تكن سوى للإسراع في الخروج من القصف والقصف المقابل بعد فشل ضربة الصدمة والترويع.
أزعم هنا أنّ القصة كلها ليست قصة المفاعلات النووية من الأساس، وليست بعد أو قرب إيران من تصنيع السلاح النووي، لأن نتنياهو منذ أكثر من 10 سنوات وهو يردّد بأن إيران باتت على بعد عدّة أشهر، أو عدّة أسابيع من الوصول إليه.
وحتى الذي وُضع على طاولة ترامب لم يكن سوى حصيلة لعبة دنيئة قام بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية حين وظف نفسه كجاسوس صغير عند الدولة العبرية، وحين زوّر تقريراً ليس له أي فصل أو أصل، ولم يمرّ على أيّ لجنة فنية أو قانونية للوكالة، وتمّ سحبه من الملفّ بعد احتجاج اللجان المختصة في الوكالة، واعتُبر لاغياً، لكن النسخة التي أُلغيت هي التي قُدّمت لترامب، وعليها دار النقاش في البيت الأبيض، وعليها استند الأخير في تحديد درجة "الخطر" الذي وصل إليه البرنامج الإيراني.
باختصار فمن يحتلّ منصب رئيس الوكالة حاك هذه اللعبة بالتعاون مع نتنياهو لإقناع ترامب، ليس لأنه يحتاج لهذا الإقناع، وإنّما ليستند إلى "التقرير" في الحصول على رأي الأغلبية داخل الإدارة.
وهذه الواقعة بالذات تثبت لكل عاقل ومُنصف أن البرنامج النووي ليس هو الموضوع، ولا هو المسألة.
ترامب توافق مع نتنياهو على الخدعة بالكامل، وبأدقّ تفاصيلها، ووزّعت الأدوار، ووزّع المدى الزمني لكل دور، وتمّ التنسيق بين هذه الأدوار، والجداول الزمنية لإنجازها في إطار لجان عسكرية وفنّية واستخبارية، وتمّت المصادقة النهائية على هذه الخطة في المكالمة الشهيرة، والتي دامت 40 دقيقة، كما أشرنا أكثر من مرّة.
الخطّة لم تكن، ولم تبدأ من البرنامج النووي.. الخطّة بدأت وكانت أساساً لإسقاط النظام، والفشل في إسقاط النظام هو الذي فرض الذهاب إلى التدخل الأميركي للخروج من تبعات الفشل الذي أطاح بالخطّة الأصلية.
حسب بعض التقارير التي أتيح لي متابعتها فقد كانت الضربة الإسرائيلية تستهدف قتل حوالى 400 شخصية إيرانية من عسكريين وأمنيين وسياسيين.. وتمّ استخدام أكثر من 200 طائرة مسيّرة انطلقت من طهران وضواحيها، وبعضها من خارجها، بمساندة آلاف مؤلّفة من العناصر المدرّبة تدريباً عالياً على عمليات التخريب والاتصال والتنصُّت، وعلى سرعة الاستجابة، وكان المرشد علي خامنئي على رأس أولويات هذه الخطّة، وكل ما قيل حول جواز أو عدم جواز قتل أو اغتيال الأخير لم يكن سوى أكاذيب مضحكة.
ترامب أدرك كما نتنياهو أن الضربة الأميركية ليست هي العصا السحرية، خصوصاً بعد أن نشرت موسكو بأنّ المصانع الإيرانية تعمل كالمعتاد، وأنّ المفاعلات تعمل كالمعتاد بعد كلّ الهجمات الإسرائيلية، وزاد الطّين بلّة بعد إعلان طهران بأنّها نقلت المواد المطلوبة، ونقلت أجهزة الطرد المركزي إلى أماكن جديدة وآمنة.
وانكشفت الأكاذيب الأميركية والإسرائيلية حول تدمير المخزون الصاروخي لإيران، وحول "القضاء" على أكثر من نصف منصّات إطلاق الصواريخ، وتبيّن أن قدرة إيران الصاروخية تتصاعد كل يوم من حيث درجة التحكُّم، ونوعية الصواريخ، والأهمّ من حيث دقّة تحديد الأهداف وإصابتها.
التدحرج في الخطّة الأميركية الإسرائيلية جاء في ضوء الفشل الذريع لضربة السيطرة والترويع، والتي حقّقت نتائج مبهرة على كل حال لكنها فشلت في الهدف. والذي جرى لهما معاً هو أنهما قاما بعملية جراحية ممتازة لكن النتيجة كانت موت المريض.
نعم مات المريض، والمريض هنا هو كان إسقاط النظام، وليس أيّ شيءٍ آخر، أو بصياغة أخرى انتقلت الخطّة بالهدف من إسقاط النظام إلى البرنامج النووي والصواريخ، أي تمّ الانتقال من السبب إلى الذريعة.
وعندما يتحوّل العمل العسكري الكبير وعلى هذا المستوى من الحساسية والخطورة، وتختلّ معادلة الخطّة إلى هذا المستوى المنحدر تصبح الحلقات التالية كلّها مُربكة وعشوائية، بل وعبثية أحياناً.
صور الأقمار الصناعية، حسب صحيفة "واشنطن بوست" أظهرت وكشفت أن المواد عالية التخصيب قد تمّ نقلها بشاحنات تم تصويرها، وأجهزة الطرد المركزي، أيضاً، لأن الصور أثبتت خروج أكثر من 20 شاحنة من مبنى المفاعل إلى خارج المنطقة.
هنا نحن لسنا أمام ادّعاء إيراني فقط، وإنما أمام صور موثّقة، ما يعني أن الضربة لم تكن بالكيفية التي تحدث بها ترامب على الإطلاق.
ثم من المستحيل أن تتم ضربة بهذه الضخامة، وباستخدام 6 قنابل من الثقيلة الخارقة للتحصينات، ولا يشاهد أثر لموجات كهرومغناطيسية، أو لا يتم دمار في محيط عدة كيلومترات من حول المفاعل، ولا يتم أي تسريب لأي نوع من الإشعاعات.
فإمّا أنّ القنابل لم تصل إلى الصحن الداخلي للمفاعل، وهنا يثبت فشل هذه القنابل، وإمّا أنّ المواد الحسّاسة، والأجهزة الحسّاسة لم تكن داخل المفاعل. وسواء هذه أو تلك، أو كلاهما معاً فإنّ ترامب يكون قد ضلّل نفسه، وضلّل المؤسّسات الأميركية، وضلّل جمهوره الأميركي والعالم كلّه.
أما نتنياهو، والذي سارع قبل أن يثبت له، ولحكومته أيّ شيء على الإطلاق للقول إنه "تعهّد فأوفى" فحالته أصعب بكثير من حالة ترامب.
والمهمّ الآن أنّ كليهما أمام فشل جديد بصرف النظر عن حجم الأضرار التي تسبّبت بها الضربة الأميركية دون شكّ.
والحقيقة الأخرى التي تثبت أنّ إسقاط النظام وتقويض الدولة الإيرانية هو الهدف الحقيقي لهذه الحرب، والذي يجب أن نراه هو أن أميركا كانت، وما زالت ترى في الموقع الجيوسياسي لإيران المدخل الأهمّ في زعزعة التفوّق العسكري الروسي، وزعزعة التفوق الصيني على الصعيد الاقتصادي، وهو ما يحولّ إسقاط النظام الإيراني، وتقويض الدولة الإيرانية إلى أكبر إنجاز إستراتيجي في التوازن الدولي كلّه.
هذا يُرتّب على كلّ من روسيا والصين التزامات عالية في الدفاع عن الدولة الإيرانية، لأنّ المسألة من زاوية كبيرة تتعلّق بنظام الهيمنة الأميركي على حسابهم وبالضدّ من مصالحهم.
هذه حرب بدأت مرحلتها الجديدة مع الضربة الأميركية، لن تنتهي هنا، وستمتدّ لفترة طويلة نسبياً.
لو كنت في مكان إيران لأجّلت الاشتباك مع القوات الأميركية، ولما أقدمت على أيّ خطوةٍ باستثناء التركيز الشديد على حرب الاستنزاف مع دولة الاحتلال، لأن الاستنزاف وحده كفيل باستعادة إيران لحقوقها في التطوير السلمي المشروع والشرعي لبرامجها النووية.
طالما أن دولة الاحتلال ما زالت قادرة على تحمّل حرب الاستنزاف فإن المفاوضات لا طائل منها، وفقط عندما تفقد قدرتها على التحمّل ستكون إيران قد حقّقت لنفسها، ولشعوب المنطقة أكبر إنجاز في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني.
تجنّب الصدام مع ترامب هو الذي يضيّق عليه هوامش المناورة والخداع، والابتعاد عن "العنتريّات" هو الذي يجعل من معركة إيران معركة بأعلى درجات الحسابات المتوازنة شريطة ضمان أن تبقى المعركة محصورة مع دولة الاحتلال، وشريطة أن تلتزم أميركا بعدم معاودة الرجوع للحرب المباشرة على إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استطلاع رأي جديد يُظهر رأي الإسرائيليين من حرب غزة وإيران
استطلاع رأي جديد يُظهر رأي الإسرائيليين من حرب غزة وإيران

شبكة أنباء شفا

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة أنباء شفا

استطلاع رأي جديد يُظهر رأي الإسرائيليين من حرب غزة وإيران

شفا – كشف استطلاع جديد أعدّه 'معهد الأمن القومي الإسرائيلي' في منتصف يونيو/ حزيران الجاري، عن تباين في مواقف الإسرائيليين تجاه الحرب في غزة مقارنة بالتصعيد مع إيران، وسط تراجع ملحوظ في الثقة بالمستوى السياسي، واستمرار الدعم للمؤسسة الأمنية. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 73% من المشاركين يؤيدون العمليات ضد إيران، ويرى 76% منهم أنها تستند إلى اعتبارات أمنية بالدرجة الأولى. في المقابل، عبّر 60.5% عن تأييدهم لإنهاء الحرب في غزة، رغم أن 63% يعتقدون بأن جيش الاحتلال قادر على تحقيق النصر فيها. ورغم أن 63% من الإسرائيليين – و70% من المشاركين اليهود – يعتقدون أن الجيش سينتصر في غزة، و55% يعتقدون أن أهداف الحرب ستتحقق كليًا أو بدرجة كبيرة، فإن التأييد لاستمرار العمليات العسكرية يتراجع. وأيّد 60.5% إنهاء الحرب، من بينهم 53% من المشاركين اليهود، مقارنة بـ49% و41% في استطلاع سابق أُجري في كانون الثاني/ يناير. الهجوم على إيران.. أبدى 70% من المشاركين قلقهم من التصعيد مع إيران، ورأى 61% أن تغيير النظام الإيراني يجب أن يكون هدفًا رئيسيًا، وليس فقط كبح المشروع النووي. في حين رأى 47% أن الحكومة لا تملك خطة واضحة لإنهاء الحرب، مقابل 41% عبّروا عن رأي مخالف. وبشأن مستقبل التهديد النووي الإيراني، قال 9% فقط إنه سيزول بالكامل، و49.5% إن تأثيره سيتقلص، بينما شكك 33.5% بإمكانية تحقيق أي تغيير جوهري. أما فيما يتعلق بمدة الحرب المحتملة، فتوقع 61.5% أن تستمر من أسبوع إلى شهر، و19.5% حتى ثلاثة أشهر، في حين قال 3% إنها قد تمتد إلى عام، ورأى 1% فقط أنها قد تستغرق أكثر من سنة. وأظهرت النتائج تفاوتًا واضحًا في مستويات الثقة بالمؤسسات، إذ عبّر 82% عن ثقتهم بالجيش الإسرائيلي، و83% بسلاح الجو، و81% بجهاز 'الموساد'. في المقابل، لم تتجاوز نسبة الثقة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو 35%، رغم ارتفاعها من 26% في أيار/ مايو، فيما نال وزير الجيش ثقة 32% فقط. وحصل رئيس أركان جيش الاحتلال على ثقة 69% من المشاركين، و81% في العينة اليهودية، بينما حاز المتحدث باسم الجيش على تأييد 63% في العينة العامة، و71.5% بين اليهود. وبحسب الاستطلاع، أعرب 74.5% عن رضاهم عن أداء الجبهة الداخلية خلال التصعيد الإيراني الأخير، وقال 89% إن التعليمات الموجهة للسكان كانت واضحة. أما من حيث وسائل تلقي هذه التعليمات، فأفاد 53.5% بأنهم يعتمدون على التطبيق الرسمي للجبهة الداخلية، مقابل 16.5% عبر الشبكات الاجتماعية، و4.5% فقط يتابعون المتحدث باسم الجيش. وأظهر الاستطلاع كذلك تصاعدًا في الاستعداد للخدمة العسكرية، حيث عبّر 65.5% من المشاركين اليهود عن استعدادهم لتشجيع أقاربهم على تلبية دعوات الاحتياط، مقارنة بـ55.5% في أيار/ مايو. في حين قال 60% إن الجبهة الداخلية مستعدة لتحمل تبعات الحرب. وعند سؤال المشاركين عن قدرة المجتمع الإسرائيلي على الصمود في حال استمرار الحرب، قال 49% إنهم يعتقدون بإمكانية الصمود حتى شهر واحد فقط، و27% حتى ثلاثة أشهر، فيما عبّر 8.5% عن استعداد للصمود حتى ستة أشهر، و3.5% فقط لأكثر من عام. وأشار 29% من الإسرائيليين إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ملتزم جدًا بمصالح إسرائيل، مقابل 20% في أيار/ مايو. في المقابل، قال نصف المشاركين إن دعمه يخضع لحسابات مصلحية، وعبّر 18% فقط عن ثقة به، واصفين إياه بأنه 'غير متوقع' ويصعب الاعتماد عليه. من جهة أخرى، أفاد 48% من المشاركين بأن التضامن داخل المجتمع الإسرائيلي قد تعزز خلال الفترة الأخيرة، مقارنة بـ30% في آذار/ مارس. ومع ذلك، أشار 27.5% فقط إلى شعور مرتفع بالأمان، بينما عبّر 32.5% عن شعور منخفض أو منخفض جدًا بالأمان، وهو ارتفاع بالمقارنة مع أيار/ مايو حين بلغت النسبة 25.5%.

هل نجحت الضربات الأميركية على المنشآت النووية وماذا سيكون رد طهران؟
هل نجحت الضربات الأميركية على المنشآت النووية وماذا سيكون رد طهران؟

جريدة الايام

timeمنذ 7 ساعات

  • جريدة الايام

هل نجحت الضربات الأميركية على المنشآت النووية وماذا سيكون رد طهران؟

دبي - أ ف ب: أثارت الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، ليل السبت الأحد، تساؤلَين رئيسيَّين: ما مدى فعاليتها؟ وماذا سيكون رد طهران؟ وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الغارات الجوية بأنها "نجاح عسكري باهر"، قائلاً: إنها "دمّرت بالكامل" المواقع النووية الرئيسية في إيران. وفي الجانب الإيراني، لم تدل طهران سوى بمعلومات ضئيلة عن طبيعة ردها المرتقب، مع تحذير وزير الخارجية عباس عراقجي من أن "الولايات المتحدة تجاوزت خطاً أحمر كبيراً جداً". تضيء وكالة فرانس برس فيما يأتي على تأثير الضربات والخيارات المطروحة أمام إيران. استهدفت الغارات الأميركية ثلاثة مواقع نووية رئيسية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي موقع محصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 متراً. وأعلن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أن الضربات الأميركية على هذه المواقع خلال الليل "دمرت" برنامج طهران النووي. ومع غياب تأكيد رسمي لحجم الأضرار، سرت تكهنات بأن المواد النووية الحساسة نُقلت مسبقاً إلى مواقع أخرى. وقالت الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إيلواز فاييت: إن صور الأقمار الاصطناعية التي تُظهر نشاطاً في محيط فوردو "تشير إلى احتمال نقل مخزون اليورانيوم المخصّب إلى مواقع غير خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضافت لفرانس برس: "كنا نملك معرفة، وإن غير كاملة، عن البرنامج النووي بفضل عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أما الآن فلا عمليات تفتيش ممكنة". وتابعت: "أما بالنسبة للخبرات التقنية الإيرانية فلا يمكن تدميرها، إذ إن آلاف الأشخاص شاركوا في برنامج إيران النووي". من جهته، وصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أندرياس كريغ، الضربة بأنها "عملية عالية المخاطر ذات نتائج غير متوقعة"، بالنظر إلى تحصين المنشآت المستهدفة. وأضاف: إن "ترامب استند إلى معلومات استخبارية مفتوحة المصدر ليؤكد تدمير فوردو، في حين يؤكد الإيرانيون أن الأضرار سطحية فقط". أما مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز، فقال: إن تدمير فوردو "لن ينهي بالضرورة البرنامج النووي الإيراني"، مشيراً إلى أن طهران أنتجت "مئات أجهزة الطرد المركزي المتطورة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تم تخزينها في أماكن غير معروفة". رأى كريغ أن إيران ستسعى إلى "ردّ مدروس واسع النطاق بما يكفي ليُسمع، لكنه محسوب لتجنب التصعيد". وأورد المحلل الأمني مايكل هورفيتز أن خيارات طهران قد تشمل استهداف أصول أميركية، أو إغلاق مضيق هرمز، الشريان الأساسي لتجارة النفط العالمية، أو حتى مهاجمة منشآت نفطية في الخليج الذي يستضيف قواعد عسكرية أميركية عدة. لكن بحسب هورفيتز، فإن "أيّاً من هذه الخيارات لا يحقق مكاسب فعلية"، معتبراً عبر منصة "إكس" أن الرد الإيراني قد يكون "أقرب إلى حفظ ماء الوجه" وأن "المخاطر، من جهة أخرى، كبيرة". وتحدّث عن سيناريو أكثر ترجيحاً يتمثل في رد رمزي ضد الولايات المتحدة، يتبعه تصعيد ضد إسرائيل، قبل الدخول في مفاوضات لاحقاً. وبالنسبة إلى ريناد منصور من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث، فإن إيران باتت تتعامل مع الوضع باعتباره تهديداً وجودياً، يحاكي ما عاشته خلال حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. وقال منصور: "إنها وضعية البقاء"، متوقعاً "مزيداً من العنف" على المدى القصير، يعقبه "خفض تصعيد مدروس" ومفاوضات محتملة. من جانبه، رجح الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، أن تُفسح طهران المجال أمام "نصر رمزي" لترامب، عبر رد يطاول أهدافاً إسرائيلية فقط. وقال عبر منصة "إكس": إن ذلك "يُبقي واشنطن خارج الحرب مع تكثيف الضغوط على تل أبيب. بذلك، يبقى الخطر المتمثل في انخراط أكبر للولايات المتحدة مرتبطاً بالخطوة المقبلة التي سيتخذها ترامب". وأضاف: "إذا واصل ترامب ضرب إيران دون استفزاز جديد، فسيبدو ذلك كأنه يخوض حرباً بالوكالة عن إسرائيل، الأمر الذي سيكون مكلفاً سياسياً نظراً لمعارضة الرأي العام الأميركي لحرب مع إيران". في الأثناء، قد تنفي إيران معرفتها بمصير اليورانيوم المخصّب لديها، فتتجنب تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع إمكان الانسحاب لاحقاً من معاهدة عدم الانتشار النووي. وختم عزيزي: "قد يكون ترامب أحرز فوزاً تكتيكياً، لكن إذا أحسنت طهران ممارسة اللعبة، فقد تُسلمه قنبلة سياسية وتنقل اللعبة النووية إلى مستوى أكثر غموضاً وخطورة".

الأسواق تتأهب لصعود النفط والإقبال على الملاذات الآمنة بعد القصف الأميركي لإيران
الأسواق تتأهب لصعود النفط والإقبال على الملاذات الآمنة بعد القصف الأميركي لإيران

جريدة الايام

timeمنذ 8 ساعات

  • جريدة الايام

الأسواق تتأهب لصعود النفط والإقبال على الملاذات الآمنة بعد القصف الأميركي لإيران

نيويورك - رويترز: قال مستثمرون، إن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية قد يرفع أسعار النفط إلى قمم جديدة ويدفع المستثمرين إلى التهافت على أصول الملاذ الآمن، بينما يقيمون تداعيات أحدث تصعيد في الصراع على الاقتصاد العالمي. وكانت معظم أسواق المال العالمية مغلقة، أمس. وأشارت ردود الفعل في بورصات الشرق الأوسط، أمس، إلى أن المستثمرين كانوا لا يتوقعون الأسوأ، حتى مع تكثيف إيران لهجماتها الصاروخية على إسرائيل رداً على القصف الأميركي المفاجئ وتورطها بشدة في الصراع. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم بأنه "نجاح عسكري مذهل" في كلمة بثها التلفزيون، وقال: إن "المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم دمرت تماماً"، محذراً من قصف الجيش الأميركي لأهداف أخرى في إيران إذا لم ترضَ بالسلام. وقالت إيران: إنها تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها، وحذرت من "عواقب وخيمة". وتوقع المستثمرون أن يحفز التدخل الأميركي عمليات بيع في الأسهم وربما إقبالاً على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند استئناف التداول، لكنهم قالوا أيضاً: إن مسار الصراع لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض. وقال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "بوتوماك ريفر كابيتال": "أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع". وأضاف سبيندل: "ليس لدينا أي تقييم للأضرار وسيستغرق ذلك بعض الوقت. على الرغم من أنه قيل إن الأمر انتهى، فإننا مرتبطون به. ما الذي سيحدث بعد ذلك؟". ويعتقد سيبندل أن "حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق، إذ سيتأثر الأميركيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط". ومن بين المؤشرات على كيفية تفاعل الأسواق في تداولات الأسبوع الجديد هو سعر الإيثر، ثاني أكبر عملة مشفرة والمقياس الجديد لمعنويات المستثمرين الأفراد بعد بتكوين، والتي تشتريها الآن المؤسسات بشكل أساسي. وانخفض سعر الإيثر 5%، أمس، لتزيد خسائرها التي تتكبدها إلى 13% منذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران. ومع ذلك، بدت معظم أسواق الأسهم الخليجية غير متأثرة بالهجمات التي وقعت في وقت مبكر من صباح أمس، إذ ارتفعت المؤشرات الرئيسية في قطر والسعودية والكويت ارتفاعاً طفيفاً، بينما بلغ المؤشر الرئيس في تل أبيب أعلى مستوياته على الإطلاق. سيتمحور القلق الرئيس للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط وبالتالي على التضخم. وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة في الأجل القريب. وقال سول كافونيتش، كبير محللي الطاقة لدى "إم.إس.تي ماركي" في سيدني: إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن ترد إيران باستهداف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بما في ذلك البنية التحتية النفطية الخليجية في دول مثل العراق أو التضييق على السفن العابرة لمضيق هرمز. يقع مضيق هرمز بين عُمان وإيران، وهو طريق التصدير الرئيس لمنتجي النفط مثل السعودية والإمارات والعراق والكويت. وأضاف كافونيتش: "يعتمد الكثير على كيفية رد إيران في الساعات والأيام المقبلة، لكن هذا قد يضعنا على مسار 100 دولار للبرميل إذا ردت إيران كما هددت سابقاً". وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 حزيران، لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريباً عند 79.04 دولار الخميس الماضي، إلا أن المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" لم يشهد تغيراً يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران. وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأميركي، رجح جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة "هاريس" المالية أيضاً صعود أسعار النفط بسبب الأنباء. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة لأن الهجمات قد تدفع إيران إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقال كوكس: "مع هذا الاستعراض للقوة والإبادة الكاملة لقدراتها النووية، فقدوا كل نفوذهم ومن المحتمل أن يستسلموا ويوافقوا على اتفاق للسلام". ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية. ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت إلى أوضاع ملتهبة في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية لكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية. وأظهرت بيانات "ويدبوش سيكوريتيز" و"كاب آي.كيو برو" أن المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تراجع في المتوسط 0.3% في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3% في المتوسط بعد شهرين على اندلاع الصراع. محنة الدولار يمكن أن تكون للتصعيد آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي. وقال محللون: إن تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية قد يفيد الدولار في البداية بفضل الطلب على الملاذ الآمن. وقال ستيف سوسنيك، كبير محللي السوق في "آي.بي.كيه.آر" في ولاية كونيتيكت: "هل نشهد توجهاً نحو الملاذ الآمن؟ هذا سيعني انخفاض عوائد السندات وارتفاع الدولار". وأضاف: "من الصعب تصور عدم تأثر الأسهم سلباً، والسؤال هو إلى أي مدى؟ سيعتمد الأمر على رد الفعل الإيراني وما إذا كانت أسعار النفط سترتفع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store