logo
ترامب يبشّر بـ "سلام" فوق ركام فوردو

ترامب يبشّر بـ "سلام" فوق ركام فوردو

الوطنمنذ 16 ساعات

انتهى على الأرجح المشروع النووي لإيران. لم يعد في إمكانها إحياؤه بالطريقة التي اتبعتها طوال عقدين ونيف، سراً وعلناً، بين تأزم وتفاوض، تجميد وتعليق وتفعيل، وصولاً إلى اتفاق 2015 الذي بالغت في اعتباره «انتصاراً تاريخياً» لمشروعها الأكبر والأشمل: تكريس نفوذها الإقليمي. ولم يكن مفهوماً لماذا ناورت كل هذا الوقت أو لماذا بنت مفاعلات في باطن الأرض إذا كانت تطمح فقط إلى برنامج نووي «سلمي».
لكن الحلف الأمريكي- الإسرائيلي، حلف دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو، فرمل هذا الانتصار عام 2018، وفرض سياسة «الضغوط القصوى» عليها وعقوبات أمريكية أشد قسوة على اقتصادها. وما لبثت طهران أن أخفقت في انتهاز «المهادنة» التي عاملتها بها إدارة جو بايدن فاشترطت وماطلت في إحياء الاتفاق، إلى أن عاد ترمب إلى البيت الأبيض، بل عاد متعجلاً فاقد الصبر ويريد الانتهاء من هذا الملف في أقرب وقت، خصوصاً أن «صديقه» الإسرائيلي كان أنجز كثيراً من الأعمال التمهيدية بإضعاف إيران وشل أذرعها من غزة إلى لبنان وسوريا.
مع ذلك، لم يتخيل أحد أن «المهمة القذرة» التي يقوم بها نتنياهو بالنيابة عن دول الغرب، وفقاً للمستشار الألماني المحبذ والمؤيد، ستكون على هذه الدرجة من الاختراق والفاعلية. شكلت هذه «المهمة» فرصة لترمب كي يصنع التاريخ على متن طائرات «بي 2» قاذفاً للمرة الأولى قنابل «جي بي يو 57» الخارقة للتحصينات، وليعلن أن الولايات المتحدة دخلت حرب إسرائيل- إيران، علناً ورسمياً، وأن الجيش الأمريكي «نفذ ضربات دقيقة واسعة النطاق على المنشآت النووية الرئيسية الثلاث للنظام الإيراني: فوردو وناطنز وأصفهان»، ودمرها «بشكل تام وكامل».
كان ترمب أعلن «مهلة أسبوعين» لاختبار ما تستطيع الدبلوماسية تحقيقه كي يتجنب هذه الضربات. لكنه استخدم فكرة المفاوضات، للمرة الثانية خلال أسبوعين، لتمرير «خدعة الحرب»، الأولى أسهمت في الضربات الإسرائيلية المباغتة، والثانية في تغطية الضربة الكبرى للمنشآت الثلاث. حقق ترمب بالقوة وخلال دقائق ما لا تستطيع الدبلوماسية تحقيقه في شهور وسنوات. قبل ذلك جرى تصوير قراره بأنه «صعب»، لكنه كان اتخذه فعلاً، أما الوقت القصير المستقطع فاستهلكه لمعالجة انقسام الرأي داخل إدارته وحزبه وتياره الشعبي («جعل أمريكا عظيمة ثانية»)، كذلك لإنهاء التحضيرات اللازمة للضربة وما بعدها أو لإظهار أن المفاوضات (عبر الأوروبيين) لن تكون مجدية، سواء لأنها لن تأتي بـ«الاستسلام غير المشروط» الذي عرضه على إيران، أو لأنه توقع مسبقاً بأن «إيران تريد التحدث معنا، فأوروبا ليست قادرة على إنهاء النزاع». وإذا كانت إيران وضعت تصوراً لتنازلاتها فإنها لن تقدمها إلى الأوروبيين بل إلى أمريكا.
مشكلة إيران أنها منذ عُرض عليها التفاوض قبل شهرين اعتقدت أنها استعادت فرصتها لاستعراض قدراتها على الجدل، على رغم أن تجربتها مع هذا الرئيس الأمريكي كان ينبغي أن تعلمها أنه لا يتيح لها ترف الوقت. وعندما بدأت التفاوض فعلاً اعتقدت أنها يمكن أن تعيد فرض سيناريوات قديمة استخدمتها مع إدارة باراك أوباما، ولم تلتقط أن ترمب قرر التفاوض على إنهاء البرنامج النووي ولم يكن مهتماً باستعادة «اتفاق 2015» بل بفرض خيار «صفر تخصيب» لليورانيوم. ثم إنه كان واضحاً جداً في وضع التهديدات الإسرائيلية جنباً إلى جنب مع التفاوض، لكن طهران اعتبرت أنه يناور وأنها محصنة وبدا واضحاً أنها كانت تجهل إلى أي حد كانت مخترقة استخبارياً. صحيح أن خسائرها العسكرية (والمعنوية) الجسيمة في الضربات الأولى كانت تتطلب منها أن تعود إلى المفاوضات باقتراحات متقدمة (من خارج الصندوق العقائدي)، إلا أن الحديث الهاتفي بين عراقجي وستيف ويتكوف ثم اللقاء مع الأوروبيين كانا كافيين لإقناع ترمب بأن شيئاً لم يتغير في عقلية التفاوض الإيرانية.
وسط تبادل التهاني والشكر مع نتنياهو، والإشادة بالجيشين الأمريكي والإسرائيلي، رأى ترمب أن ثمة «سلاماً» ينبغي أن ينبثق من الدمار الكبير لمنشآت فوردو وناطنز وأصفهان. قال: «إما أن يكون هناك سلام أو ستكون هناك مأساة لإيران أكبر بكثير»، مشيراً إلى «العديد من الأهداف المتبقية، وإذا لم يتحقق السلام بسرعة، فإننا سنلاحقها بدقة وسرعة وكفاءة، ومعظمها يمكن تدميره في دقائق». لكن السلام الذي كان ترمب يتصوره لحظة إعلان إنجازه العسكري الضخم لا يختلف عن «الاستسلام» الذي كرر عرضه على إيران ورفضه المرشد علي خامنئي. وبالنسبة إلى نتنياهو وترمب فإن «الأهداف المتبقية» ربما تتمثل في ضرب القوة الصاروخية الإيرانية التي استطاعت إشاعة حال خوف وهلع في إسرائيل، وبالتالي إيجاد شيء من «توازن الرعب» معها. وربما تشمل أيضاً إمكان اغتيال خامنئي بهدف تغيير النظام، وهو ما يشكل دافعاً قوياً للأذرع الإيرانية للعودة إلى القتال واستهداف القواعد والمصالح الأمريكية.
* ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باكستان تدين القصف الأميركي لإيران بعد يوم من ترشيح ترمب لـ"نوبل للسلام"
باكستان تدين القصف الأميركي لإيران بعد يوم من ترشيح ترمب لـ"نوبل للسلام"

الشرق السعودية

timeمنذ 34 دقائق

  • الشرق السعودية

باكستان تدين القصف الأميركي لإيران بعد يوم من ترشيح ترمب لـ"نوبل للسلام"

أدانت باكستان، الأحد، الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية لجارتها إيران، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن قصف المنشآت النووية الإيرانية "ينتهك القانون الدولي"، معتبرة أن الدبلوماسية هي "السبيل الوحيد لحل الأزمة الإيرانية". وأضافت الخارجية الباكستانية أن "التصعيد غير المسبوق للتوتر والعنف، بسبب العدوان المستمر على إيران، مقلق للغاية، أي تصعيد إضافي للتوترات ستكون له تداعيات مدمرة بشدة على المنطقة وخارجها". وأجرى رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتصالاً هاتفياً بالرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، وأبلغه بـ"إدانة باكستان للهجمات الأميركية"، حسب بيان صادر عن رئاسة وزراء باكستان. وفي كراتشي، أكبر مدن باكستان، سار الآلاف احتجاجاً على الضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران. وهتف المحتجون بشعارات ضد أميركا وإسرائيل والهند، وفق ما أوردت وكالة "رويترز". ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام وجاءت إدانة باكستان، بعدما أعلنت، السبت، ترشيح ترمب لجائزة نوبل للسلام، باعتباره "صانع سلام حقيقي" لدوره في إنهاء صراع استمر أربعة أيام مع الهند الشهر الماضي. وقالت إنه "أظهر بصيرة استراتيجية عظيمة ودبلوماسية متميزة". ومنذ ذلك الحين، قال ترمب مراراً إنه تفادى حرباً نووية، وأنقذ ملايين الأرواح. وتتفق باكستان في أن التدخل الدبلوماسي الأميركي أنهى القتال، لكن الهند تقول إنه كان "اتفاقاً ثنائياً بين الجيشين". وجاءت خطوة باكستان لترشيح ترمب بعد لقاء قائد جيشها عاصم منير مع ترمب في البيت الأبيض. وهذه هي المرة الأولى التي يُدعى فيها قائد للجيش الباكستاني إلى البيت الأبيض خلال تولي حكومة مدنية السلطة في إسلام أباد. ودأب ترمب على قول إنه على استعداد للتوسط بين الهند وباكستان بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها، وهي مصدر العداء الرئيسي بينهما. وأسعد هذا الموقف إسلام أباد، التي لطالما دعت إلى إيلاء اهتمام دولي إلى كشمير.

حيلة عسكرية أميركية تربك الرادارات وتسبق ضربات دقيقة داخل إيران
حيلة عسكرية أميركية تربك الرادارات وتسبق ضربات دقيقة داخل إيران

رواتب السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • رواتب السعودية

حيلة عسكرية أميركية تربك الرادارات وتسبق ضربات دقيقة داخل إيران

نشر في: 23 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لجأت إلى تكتيك تمويهي معقد لخداع أنظمة الرصد والرادارات قبيل تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو الجاري. ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فقد أطلقت القوات الجوية الأميركية مجموعتين من قاذفات »بي..2 سبيريت« الاستراتيجية من قاعدة وايتمان بولاية ميزوري في توقيت متقارب، بهدف تنفيذ مناورة تضليلية واسعة النطاق. حيث توجهت المجموعة الأولى غربًا نحو جزيرة غوام مع تشغيل أجهزة التعريف الرادارية، في حين انطلقت المجموعة الثانية .. المؤلفة من سبع قاذفات .. شرقًا نحو الأراضي الإيرانية، مُحمّلة بقنابل »GBU..57« خارقة للتحصينات، دون تفعيل أي أجهزة بث أو إرسال. وتُعد قاذفات »بي..2″ الوحيدة في الترسانة الأميركية القادرة على حمل هذه القنابل الثقيلة وتنفيذ مهام اختراق دقيقة بفضل تقنياتها الشبحية المتقدمة التي تقلل من بصمتها الرادارية. وبحسب التحليل الذي أوردته الصحيفة، نجح هذا الأسلوب في إرباك المتابعين والرادارات، وحتى الجهات الإيرانية، بشأن مسار واتجاه الهجوم، ما مكّن الولايات المتحدة من تحقيق عنصر المفاجأة الكامل. وجاءت الضربات لتطال ثلاث منشآت نووية تقع في نطنز وفوردو وأصفهان، بزعم تعطيل القدرات النووية الإيرانية، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية. الهجوم الأميركي أثار ردود فعل دولية، أبرزها من موسكو، حيث وصفت الخارجية الروسية الضربات بانتهاك صريح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ موقف واضح حيال ما وصفته بـ«التصعيد المقلق«. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لجأت إلى تكتيك تمويهي معقد لخداع أنظمة الرصد والرادارات قبيل تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو الجاري. ووفقًا لما نقلته الصحيفة، فقد أطلقت القوات الجوية الأميركية مجموعتين من قاذفات »بي..2 سبيريت« الاستراتيجية من قاعدة وايتمان بولاية ميزوري في توقيت متقارب، بهدف تنفيذ مناورة تضليلية واسعة النطاق. حيث توجهت المجموعة الأولى غربًا نحو جزيرة غوام مع تشغيل أجهزة التعريف الرادارية، في حين انطلقت المجموعة الثانية .. المؤلفة من سبع قاذفات .. شرقًا نحو الأراضي الإيرانية، مُحمّلة بقنابل »GBU..57« خارقة للتحصينات، دون تفعيل أي أجهزة بث أو إرسال. وتُعد قاذفات »بي..2″ الوحيدة في الترسانة الأميركية القادرة على حمل هذه القنابل الثقيلة وتنفيذ مهام اختراق دقيقة بفضل تقنياتها الشبحية المتقدمة التي تقلل من بصمتها الرادارية. وبحسب التحليل الذي أوردته الصحيفة، نجح هذا الأسلوب في إرباك المتابعين والرادارات، وحتى الجهات الإيرانية، بشأن مسار واتجاه الهجوم، ما مكّن الولايات المتحدة من تحقيق عنصر المفاجأة الكامل. وجاءت الضربات لتطال ثلاث منشآت نووية تقع في نطنز وفوردو وأصفهان، بزعم تعطيل القدرات النووية الإيرانية، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية. الهجوم الأميركي أثار ردود فعل دولية، أبرزها من موسكو، حيث وصفت الخارجية الروسية الضربات بانتهاك صريح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، داعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ موقف واضح حيال ما وصفته بـ«التصعيد المقلق«. المصدر: صدى

ترمب: قمنا بهجوم ناجح على 3 مواقع نووية إيرانية
ترمب: قمنا بهجوم ناجح على 3 مواقع نووية إيرانية

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

ترمب: قمنا بهجوم ناجح على 3 مواقع نووية إيرانية

وقال ترمب في منشور عبر موقع «تروث سوشال»: «لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران ، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان. جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني». وأضاف:" أُلقيت حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيس (فوردو)، وجميع الطائرات في طريقها إلى الوطن بسلام. تهانينا لمحاربينا الأمريكيين العظماء. لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه فعل هذا. الآن هو وقت السلام! شكراً لاهتمامكم بهذا الأمر". وذكرت وكالة «أكسيوس» أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغت إسرائيل مسبقاً بالتحضير لتوجيه ضربة جوية أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ، حسبما أفاد مسؤول إسرائيلي. وكشف مسؤول أمريكي ل«رويترز» أن قاذفات بي 2 الأمريكية استُخدمت في الهجمات على مواقع ⁧‫إيران‬⁩ النووية. وكان الرئيس الأمريكي قد علق في وقت سابق (السبت) على احتمالات انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حملتها العسكرية على إيران. ونشر ترمب مقطع فيديو على منصة «تروث سوشال» يتحدث عن تهديده بضرب إيران خلال الأسبوعين القادمين، مع تعليق قال فيه: «الوقت وحده كفيل بأن يخبرنا». والمقطع الذي نشره ترمب مأخوذ من شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية ، ويتحدث فيه الكاتب السياسي مارك ثيسن عن نية ترمب وقف البرنامج النووي الإيراني ، سواء كان ذلك عسكرياً أو بالمفاوضات. ويأتي ذلك قبيل عقد ترمب اجتماعاً لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حيث واصل دراسة إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني. وعلى الرغم من تحديد ترمب (الخميس) مهلة «أسبوعين» لاتخاذ قرار بشأن إمكان توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران ، إلا أنه عاد (الجمعة) ليؤكد أنه قد يتخذ قراره بهذا الشأن قبل انقضاء المهلة. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق: إن أي مشاركة أميركية في الهجوم على بلاده ستكون لها عواقب خطيرة على الجميع. وأوضح مسؤولون إيرانيون أن دخول أميركا إلى جانب إسرائيل يعني أن الحرب ستأخذ أبعادًا إقليمية، وهدد باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة. كما كشف أن مفاعل ديمونة النووي قد يكون هدفًا مشروعًا إذا انتقلت الحرب لأبعاد جديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store