
نزيف إسرائيل الداخلي.. تزايد الهجرة الجماعية لمواطنيها مند 2023
منذ عام2ّ023، تشهد الدولة العبرية موجة هجرة غير مسبوقة. هذه الظاهرة، التي تنخرط فيها الطبقات العليا والفئة الأكثر تعليمًا من السكان، تضع إسرائيل في مواجهة 'هجرة أدمغة ' حقيقية.
في عام 2024، كان من المتوقع أن يغادر أكثر من 82 ألف إسرائيلي البلاد على المدى الطويل، مقارنة بنحو 55 ألفًا في عام 2023. في يوم 12 مايو، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية تحقيقًا حول هذه المغادرة المتزايدة لعشرات الآلاف من الإسرائيليين، استنادًا إلى دراسة أجرتها شركة Ci Marketing والتي كشفت أن 40% من بين أولئك الذين بقوا في البلاد كانوا يفكرون أيضًا في حزم حقائبهم.
هذا التوجه قائم منذ نحو عشر سنوات. ولكن في ضوء السياسة الإسرائيلية الحالية، يبدو واضحًا أنه يكتسب زخمًا متزايدًا. وبينما تُعدّ استراتيجية الورطة في قطاع غزة أحد الأسباب الأمنية لهذة الرغبة في مغادرة البلاد، فإن الانقسامات العميقة تُقوّض المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات.
بالنسبة لميراف زونسزين، المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية في منظمة مجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية والكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز، كانت هذه الديناميكية قائمة حتى قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر2023. وتقول: 'لم تعد مغادرة إسرائيل من الطابوهات منذ حوالي عشر سنوات'. وتعود هذه المغادرات بشكل رئيسي إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في إسرائيل ووصول حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية اليمينية المتطرفة إلى السلطة عام 2022، بالإضافة إلى الإصلاح القضائي الذي حاول الأخير إقراره عام 2023. وتضيف: 'يغادر الإسرائيليون الليبراليون العلمانيون البلاد بأعداد متزايدة. ولا بد من القول إن هذا الأمر أصبح مقبولًا أكثر في ظل الوضع الراهن، بعد أن كان يُنظر إليه باستياء شديد في السابق'.
وفقًا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، تجاوز عدد سكان البلاد 10 ملايين نسمة، بمعدل نمو سكاني يبلغ 1.1% فقط في عام 2024، مقارنةً بـ 1.6% في عام 2023. ومن بين المغادرين حديثًا، كان حوالي 15% منهم مهاجرين جدد وصلوا بين عامي 2019 و2023، مما يُبرز اتجاهًا نحو 'اليريدا' (الهجرة العكسية لليهود من دولة إسرائيل)، حتى بين الوافدين الجدد الذين هاجروا مؤخرًا أو مارسوا العالية (وهي كلمة عبرية تعني 'الصعود' أو 'الارتقاء الروحي'، وتشير إلى هجرة اليهود إلى إسرائيل). ويُقال أيضًا إن 81% من المغادرين هم من أصحاب الشواهد الجامعية الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا.
هذا الشبح لا يُبشر بالخير للاقتصاد الإسرائيلي، بينما يستمر نمو شريحة من السكان الأرثوذكس المتشددين، وغالبيتهم من الرجال العاملين، الذين يُعطون الأولوية لدراسة التوراة. تُشير ميراف زونزين إلى أن 'هذه مشكلة ديموغرافية متنامية داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي، حيث يُصبح اليهود المتدينون هم الأغلبية تدريجيًا'. يُمثل السكان اليهود الأرثوذكس المتشددون (الحريديم، وتعني حرفيًا 'المتقين') حاليًا حوالي 12.6% من إجمالي سكان إسرائيل. إلا أنهم الأسرع نموًا في البلاد، بمعدل نمو سنوي يبلغ 4%، أي أكثر من ضعف معدل نمو عامة السكان (1.9%).
وفقًا لتوقعات مركز الأبحاث المستقل 'معهد الديمقراطية الإسرائيلي'، من المتوقع أن تصل نسبة الحريديم من إجمالي السكان إلى 35% بحلول عام 2059. في عام 2024، كان حوالي 54% من الرجال الحريديم يعملون، مقارنةً بـ 87% من الرجال اليهود غير الحريديم. إن إعطاء الأولوية لدراسة التوراة على التعليم العلماني يُضعف المهارات المهنية للرجال الحريديم.
هذه الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي أثارت مخاوف من تصنيفها إبادة جماعية، تُقنع أخيرًا بعض الإسرائيليين بمغادرة بلادهم نهائيًا. في أواخر ديسمبر 2024، أعلن الكاتب الإسرائيلي المولد آفي شتاينبرغ رسميًا تخليه عن جنسيته الإسرائيلية. مبررًا قراره في مقال نشرته صحيفة 'تروث آوت' الإعلامية اليسارية، يُجادل شتاينبرغ بأن الجنسية الإسرائيلية 'لطالما كانت أداة للإبادة الجماعية'. ويضيف: 'الجنسية الإسرائيلية مبنية على أسوأ أنواع الجرائم العنيفة التي نعرفها، وعلى سلسلة متزايدة من الأكاذيب التي تهدف إلى تبييض هذه الجرائم'.
ترى ميراف زونسزين أن تنامي الاستياء لدى شريحة من السكان يُعزى أيضًا إلى قدرتها على التأثير في السياسة، والتي تضاءلت في عهد بنيامين نتنياهو الحالي. وتُشير الصحفية الإسرائيلية الأمريكية إلى أن 'هناك كتلة حرجة من الناس يعارضون الحكومة، لكنهم لم يعودوا يملكون القوة السياسية اللازمة لإسقاطها. بسبب قدرة الأغلبية على التأثير على الحكومة، والأغلبية طالما كانت قوية في إسرائيل، ولم تعد قوية كما كانت في السابق'.
وهذا صحيحٌ بشكلٍ خاص ويزداد صحة إذ يشعر مؤيدو الطبقة السياسية الحالية بالقلق أيضًا بشأن مستقبل الدولة العبرية في ضوء قرارات الحكومة الحالية. في مايو، حذّر يوجين كاندل، الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الوطني والمستشار الاقتصادي لبنيامين نتنياهو (بين عامي 2009و2015)، من أن إسرائيل تواجه 'تهديدًا وجوديًا'.
كما ذكرت صحيفة هآرتس، في وثيقة تدعو إلى تسوية سياسية جديدة، موقع بالشراكة مع رون تسور، وهو موظف حكومي كبير سابق وخبير في شؤون الحكامة، يخشى يوجين كاندل من أن 'العديد من السياسيين أعلنوا من منصة الكنيست أن البلاد قادرة على الاستغناء عن الطيارين، ومتخصصي التكنولوجيا المتقدمة، وأعضاء من فئات 'نخبوية' أخرى. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، تتجلى فضائحية هذه التصريحات، لأن العمود الفقري الوجودي لإسرائيل يعتمد على مجموعة صغيرة نسبيًا من الأفراد. وبدون هذه المجموعة، يستحيل ببساطة الحفاظ على دولة على مر الزمن'.
يُضيف يوجين كاندل: 'أظهر السابع من أكتوبر التكلفة الباهظة لإدراك العدو لضعف إسرائيل. إن المزيد من الضعف قد يؤدي إلى تحديات أمنية أشد خطورةً وتطرفًا'، بل قد يؤدي إلى 'انهيار إسرائيل ونهاية الحلم الصهيوني'.
في حين تشعر إسرائيل بالقلق إزاء رؤية جزء من سكانها اليهود يستقرون في الخارج أو على الأقل يفكرون جديا في ذلك، فإن أولئك الذين يقدمون على هذه الخطوة يعملون على إعادة بناء طوائف يهودية، وخاصة في أوروبا، التي كانت لا تزال في حالة انهيار مستمر في الماضي القريب.
في تقريرٍ نُشر في مارس 2025، حلل معهد أبحاث السياسات اليهودية، وهو مركز أبحاث ودراسات في لندن، هذا التوجه المعاكس. وتشير التقديرات إلى أن 630 ألف يهودي إسرائيلي مغترب يعيشون الآن خارج إسرائيل، في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والمملكة المتحدة، وهي الدول التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود.
في بعض الدول، يُمثل الأفراد المولودون في إسرائيل وعائلاتهم أكثر من 20% من السكان اليهود على المستوى الوطني. ويحلل دانيال ستيتسكي، مُعدّ التقرير، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية قائلاً: 'يمكننا القول إننا نشهد تحولاً ثقافياً وديموغرافياً حقيقياً. قد يكون هذا دليلا على نهاية حقبة'.
لم يتخيل مؤسسو دولة إسرائيل أبدا أن إسرائيل هي التي سوف تعمل على تقوية الطوائف اليهودية الأوروبية، وليس العكس.
هذا التراجع يبقى طفيفًا، بالنظر إلى الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين ظلوا في البلاد. لكن تغيراتهم الديموغرافية الداخلية وانقساماتهم السياسية تهدد أكثر من أي وقت مضى استمرار الهوية طويلة الأمد لدولة يهودية مُزعزعة الاستقرار بشدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
منذ 4 ساعات
- لكم
نزيف إسرائيل الداخلي.. تزايد الهجرة الجماعية لمواطنيها مند 2023
منذ عام2ّ023، تشهد الدولة العبرية موجة هجرة غير مسبوقة. هذه الظاهرة، التي تنخرط فيها الطبقات العليا والفئة الأكثر تعليمًا من السكان، تضع إسرائيل في مواجهة 'هجرة أدمغة ' حقيقية. في عام 2024، كان من المتوقع أن يغادر أكثر من 82 ألف إسرائيلي البلاد على المدى الطويل، مقارنة بنحو 55 ألفًا في عام 2023. في يوم 12 مايو، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية تحقيقًا حول هذه المغادرة المتزايدة لعشرات الآلاف من الإسرائيليين، استنادًا إلى دراسة أجرتها شركة Ci Marketing والتي كشفت أن 40% من بين أولئك الذين بقوا في البلاد كانوا يفكرون أيضًا في حزم حقائبهم. هذا التوجه قائم منذ نحو عشر سنوات. ولكن في ضوء السياسة الإسرائيلية الحالية، يبدو واضحًا أنه يكتسب زخمًا متزايدًا. وبينما تُعدّ استراتيجية الورطة في قطاع غزة أحد الأسباب الأمنية لهذة الرغبة في مغادرة البلاد، فإن الانقسامات العميقة تُقوّض المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات. بالنسبة لميراف زونسزين، المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية في منظمة مجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية والكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز، كانت هذه الديناميكية قائمة حتى قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر2023. وتقول: 'لم تعد مغادرة إسرائيل من الطابوهات منذ حوالي عشر سنوات'. وتعود هذه المغادرات بشكل رئيسي إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في إسرائيل ووصول حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية اليمينية المتطرفة إلى السلطة عام 2022، بالإضافة إلى الإصلاح القضائي الذي حاول الأخير إقراره عام 2023. وتضيف: 'يغادر الإسرائيليون الليبراليون العلمانيون البلاد بأعداد متزايدة. ولا بد من القول إن هذا الأمر أصبح مقبولًا أكثر في ظل الوضع الراهن، بعد أن كان يُنظر إليه باستياء شديد في السابق'. وفقًا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، تجاوز عدد سكان البلاد 10 ملايين نسمة، بمعدل نمو سكاني يبلغ 1.1% فقط في عام 2024، مقارنةً بـ 1.6% في عام 2023. ومن بين المغادرين حديثًا، كان حوالي 15% منهم مهاجرين جدد وصلوا بين عامي 2019 و2023، مما يُبرز اتجاهًا نحو 'اليريدا' (الهجرة العكسية لليهود من دولة إسرائيل)، حتى بين الوافدين الجدد الذين هاجروا مؤخرًا أو مارسوا العالية (وهي كلمة عبرية تعني 'الصعود' أو 'الارتقاء الروحي'، وتشير إلى هجرة اليهود إلى إسرائيل). ويُقال أيضًا إن 81% من المغادرين هم من أصحاب الشواهد الجامعية الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عامًا. هذا الشبح لا يُبشر بالخير للاقتصاد الإسرائيلي، بينما يستمر نمو شريحة من السكان الأرثوذكس المتشددين، وغالبيتهم من الرجال العاملين، الذين يُعطون الأولوية لدراسة التوراة. تُشير ميراف زونزين إلى أن 'هذه مشكلة ديموغرافية متنامية داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي، حيث يُصبح اليهود المتدينون هم الأغلبية تدريجيًا'. يُمثل السكان اليهود الأرثوذكس المتشددون (الحريديم، وتعني حرفيًا 'المتقين') حاليًا حوالي 12.6% من إجمالي سكان إسرائيل. إلا أنهم الأسرع نموًا في البلاد، بمعدل نمو سنوي يبلغ 4%، أي أكثر من ضعف معدل نمو عامة السكان (1.9%). وفقًا لتوقعات مركز الأبحاث المستقل 'معهد الديمقراطية الإسرائيلي'، من المتوقع أن تصل نسبة الحريديم من إجمالي السكان إلى 35% بحلول عام 2059. في عام 2024، كان حوالي 54% من الرجال الحريديم يعملون، مقارنةً بـ 87% من الرجال اليهود غير الحريديم. إن إعطاء الأولوية لدراسة التوراة على التعليم العلماني يُضعف المهارات المهنية للرجال الحريديم. هذه الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي أثارت مخاوف من تصنيفها إبادة جماعية، تُقنع أخيرًا بعض الإسرائيليين بمغادرة بلادهم نهائيًا. في أواخر ديسمبر 2024، أعلن الكاتب الإسرائيلي المولد آفي شتاينبرغ رسميًا تخليه عن جنسيته الإسرائيلية. مبررًا قراره في مقال نشرته صحيفة 'تروث آوت' الإعلامية اليسارية، يُجادل شتاينبرغ بأن الجنسية الإسرائيلية 'لطالما كانت أداة للإبادة الجماعية'. ويضيف: 'الجنسية الإسرائيلية مبنية على أسوأ أنواع الجرائم العنيفة التي نعرفها، وعلى سلسلة متزايدة من الأكاذيب التي تهدف إلى تبييض هذه الجرائم'. ترى ميراف زونسزين أن تنامي الاستياء لدى شريحة من السكان يُعزى أيضًا إلى قدرتها على التأثير في السياسة، والتي تضاءلت في عهد بنيامين نتنياهو الحالي. وتُشير الصحفية الإسرائيلية الأمريكية إلى أن 'هناك كتلة حرجة من الناس يعارضون الحكومة، لكنهم لم يعودوا يملكون القوة السياسية اللازمة لإسقاطها. بسبب قدرة الأغلبية على التأثير على الحكومة، والأغلبية طالما كانت قوية في إسرائيل، ولم تعد قوية كما كانت في السابق'. وهذا صحيحٌ بشكلٍ خاص ويزداد صحة إذ يشعر مؤيدو الطبقة السياسية الحالية بالقلق أيضًا بشأن مستقبل الدولة العبرية في ضوء قرارات الحكومة الحالية. في مايو، حذّر يوجين كاندل، الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي الوطني والمستشار الاقتصادي لبنيامين نتنياهو (بين عامي 2009و2015)، من أن إسرائيل تواجه 'تهديدًا وجوديًا'. كما ذكرت صحيفة هآرتس، في وثيقة تدعو إلى تسوية سياسية جديدة، موقع بالشراكة مع رون تسور، وهو موظف حكومي كبير سابق وخبير في شؤون الحكامة، يخشى يوجين كاندل من أن 'العديد من السياسيين أعلنوا من منصة الكنيست أن البلاد قادرة على الاستغناء عن الطيارين، ومتخصصي التكنولوجيا المتقدمة، وأعضاء من فئات 'نخبوية' أخرى. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، تتجلى فضائحية هذه التصريحات، لأن العمود الفقري الوجودي لإسرائيل يعتمد على مجموعة صغيرة نسبيًا من الأفراد. وبدون هذه المجموعة، يستحيل ببساطة الحفاظ على دولة على مر الزمن'. يُضيف يوجين كاندل: 'أظهر السابع من أكتوبر التكلفة الباهظة لإدراك العدو لضعف إسرائيل. إن المزيد من الضعف قد يؤدي إلى تحديات أمنية أشد خطورةً وتطرفًا'، بل قد يؤدي إلى 'انهيار إسرائيل ونهاية الحلم الصهيوني'. في حين تشعر إسرائيل بالقلق إزاء رؤية جزء من سكانها اليهود يستقرون في الخارج أو على الأقل يفكرون جديا في ذلك، فإن أولئك الذين يقدمون على هذه الخطوة يعملون على إعادة بناء طوائف يهودية، وخاصة في أوروبا، التي كانت لا تزال في حالة انهيار مستمر في الماضي القريب. في تقريرٍ نُشر في مارس 2025، حلل معهد أبحاث السياسات اليهودية، وهو مركز أبحاث ودراسات في لندن، هذا التوجه المعاكس. وتشير التقديرات إلى أن 630 ألف يهودي إسرائيلي مغترب يعيشون الآن خارج إسرائيل، في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والمملكة المتحدة، وهي الدول التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود. في بعض الدول، يُمثل الأفراد المولودون في إسرائيل وعائلاتهم أكثر من 20% من السكان اليهود على المستوى الوطني. ويحلل دانيال ستيتسكي، مُعدّ التقرير، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية قائلاً: 'يمكننا القول إننا نشهد تحولاً ثقافياً وديموغرافياً حقيقياً. قد يكون هذا دليلا على نهاية حقبة'. لم يتخيل مؤسسو دولة إسرائيل أبدا أن إسرائيل هي التي سوف تعمل على تقوية الطوائف اليهودية الأوروبية، وليس العكس. هذا التراجع يبقى طفيفًا، بالنظر إلى الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين ظلوا في البلاد. لكن تغيراتهم الديموغرافية الداخلية وانقساماتهم السياسية تهدد أكثر من أي وقت مضى استمرار الهوية طويلة الأمد لدولة يهودية مُزعزعة الاستقرار بشدة.


بلبريس
منذ 8 ساعات
- بلبريس
بنكيران يعيد أسطوانته حول 20 فبراير : كنت ضد الحركة .. وأنا مع مصالح البلاد ضد إيران
عاد عبد الإله بنكيران، مجددا لحركة عشرين فبراير ، والتذكير بها، بالرغم من كون "حركة بركة" التابعة لحزب العدالة والتنمية، جزءً من الحراك والاحتجاجات، وأيضا جدد بنكيران دعمه لمصالح المغرب ضد أي تأثير خارجي بما في ذلك طهران. وعبّر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن دعمه الواضح لمصالح المغرب في مواجهة أي طرف خارجي، مؤكداً أنه يصطف إلى جانب المملكة عندما يتعلق الأمر بخلاف ثنائي، حتى إن كان مع إيران. وأوضح في هذا الصدد أن موقفه نابع من قناعة راسخة ولا يستدعي المزايدة أو التظاهر بالتفوق الأخلاقي. وخلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الرابع لحزب العدالة والتنمية بجهة فاس، ذكّر بنكيران بموقفه الرافض لمظاهرات 20 فبراير، وقال إن موقفه هذا نال اعتراف الدولة والشعب، مشيراً إلى أن الملك عينه رئيساً للحكومة بعد تلك المرحلة، قبل أن تدخل البلاد مرحلة من المؤامرات حالت دون استمراره في منصبه. وفي معرض حديثه عن موقفه من إيران، شدد على أن الجمهورية الإسلامية لا تشكل تهديداً مباشراً للمغرب، بل هي في صراع مع إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية. وأكد أن موقفه الداعم لطهران لا يأتي من منطلق مصلحة سياسية، بل انطلاقاً من معتقداته الدينية، قائلاً إن ذلك 'لوجه الله'. ورأى بنكيران أن إيران، رغم ما أسماه "أخطاؤها وبدعها"، تظل دولة ترفع راية الإسلام، وهو ما يبرر تعاطفه معها في مواجهة إسرائيل، مشيراً إلى أن دعم قضايا الأمة الإسلامية لا يتعارض مع الولاء للمغرب. وأضاف أن موقفه إلى جانب إيران لا يعني تبرئة سلوكها أو تبني توجهاتها، وإنما يندرج ضمن الانتصار للقضية الفلسطينية. ولم يُخفِ رئيس الحكومة الأسبق رفضه التام لمعادلة المواقف بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أن من يقتل الفلسطينيين لا يمكن وضعه في كفة واحدة مع من يدعمهم. وقال إن هناك أسرًا مغربية تقيم بالقدس، ولا يمكن أن يتخلى المغاربة عن ذويهم هناك، مؤكداً أن "الروابط لا تنفصم". واعتبر بنكيران أن الصراع لا يزال مستمراً، وأن نتائجه بيد الله وحده، لكنه عبّر عن ثقته في أن الأمة الإسلامية قادرة على الصمود والولادة من جديد. وأضاف أن إسرائيل، في حال استمرارها في "الطغيان"، ستجد نفسها مضطرة للخروج من المنطقة، موقناً بأنها "لن تبقى فيها". وفي سياق دفاعه عن الأمة الإسلامية، وصفها بأنها تملك أقوى الشعوب في العالم من حيث البنية الثقافية والسياسية، رغم ما تعانيه من تأخر حضاري وتكنولوجي، وأكد أن المسلمين مستعدون للدفاع عن دينهم حتى الموت، مشيداً بما وصفه بـ"أفضل ما وجد فوق الأرض، وهو الإسلام". وصعّد بنكيران من نبرته ضد الكيان الإسرائيلي، واصفاً إياه بتجمع "مجرمين يقتلون المدنيين أمام مرأى العالم"، كما اتهمه باستخدام سلاح التجويع والحصار، معتبراً أن ضرب قدرات إيران النووية لن يمنح إسرائيل مستقبلاً آمناً في المنطقة. وخاطب بنكيران الإسرائيليين بقوله إن مصيرهم لن يختلف عن مصير المغول والصليبيين والاستعمار الغربي، الذين سبق أن حاولوا فرض وجودهم في المنطقة دون جدوى. وأكد أن السبيل الوحيد لبقاء إسرائيل هو البحث عن صيغة تعزز التفاهم والعدل والمحبة مع سكان المنطقة. وختم بنكيران رسالته بالقول إن من يعتقد أن القضاء على دولة إسلامية مثل إيران أو حركة مقاومة مثل حماس سيحل المشكلة، فهو واهم، لأن الأمة الإسلامية التي تضم ملياري إنسان أنجبت رموزاً نضالية بارزة مثل عز الدين القسام، وياسر عرفات، وأحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل هنية، وغيرهم.


بلبريس
منذ 12 ساعات
- بلبريس
"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل التدخل الأمريكي في إيران: 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدمير "فوردو"
بلبريس - اسماعيل عواد رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربة الجوية التي استهدفت منشآت إيران النووية كانت "ناجحة بالكامل"، فإن تقييمات أولية من مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تشير إلى أن موقع فوردو النووي المحصن قد تضرر بشدة، لكنه لم يُدمر بالكامل، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. ووفقا لمصادر إعلامية إسرائيلية لـ"نيويورك تايمز"، فإن الضربة الأميركية، التي نفذت فجر الأحد باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، ألحقت "أضرارا كبيرة" بموقع فوردو، أحد أهم المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، لم تتمكن الضربة من تدميره بالكامل، وأضافت المصادر أن إيران يبدو أنها نقلت معدات، بما في ذلك اليورانيوم، من الموقع. وقال مسؤول أميركي رفيع، إن المنشأة أخرجت من الخدمة رغم تحصينها العالي، مشيرا إلى أن حتى 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدميرها بالكامل. تقييم الأضرار ويجري كل من الجيشين الأميركي والإسرائيلي تقييمات إضافية للأضرار. وتشير صور أقمار صناعية التقطت بعد الضربة إلى تغييرات ملحوظة في سطح الأرض، وثقوب يعتقد أنها ناتجة عن القصف. وقد أظهرت صور أخرى حركة غير اعتيادية قبل الضربة، مع وجود مؤشرات على نقل معدات ومواد نووية، بينها يورانيوم، من الموقع. وأظهرت صور صادرة عن شركة "ماكسار تكنولوجيز" وجود 16 شاحنة قرب أحد مداخل المنشأة، ما يعزز فرضية أن إيران كانت تستعد لاحتمال استهداف الموقع. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تقوم بـ"تقييم الأضرار"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول مدى تضرر البرنامج النووي. وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، ميك مولروي، إن الضربة "ستؤخر البرنامج النووي الإيراني ما بين عامين إلى 5 أعوام"، مشيرا إلى أن تقييما شاملا للأضرار سيتم في الأيام المقبلة لتحديد التأثير بدقة.