
ترامب ومهلة الأسبوعين.. قراءات متضاربة
تفاءل دعاة الحل الدبلوماسي للحرب بين إيران وإسرائيل بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة أسبوعين حتى يحسم قرار مشاركة الولايات المتحدة في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لكن لا أحد يعلم بالضبط ما الذي قد يقرر ترامب فعلاً. البعض يرى في الأمر فرصة دبلوماسية، والبعض الآخر لا يستبعد أن يحول ترامب هذه المهلة إلى خديعة لإيران، وهناك من يعتقد أن المهلة ضغط على إسرائيل أيضاً.
يمكن قراءة الأسبوعين من زوايا عديدة، وكل اتجاه سيسعى بقوة خلال هذه الفترة لترجيح مساره.
فقد رحب المفاوضون الأوروبيون بإعلان ترامب، وصرحوا لشبكة سي إن إن إنه يوفر "متنفساً" و"نافذة دبلوماسية" قد تعيد إيران إلى طاولة المفاوضات.
في حديثه قبيل المحادثات النووية بين كبار المسؤولين الأوروبيين والإيرانيين في جنيف، سويسرا، صرّح دبلوماسي بأنه سيتم عرض "أفكار" على إيران "لدراسة ما إذا كان هناك مجال للمناورة واستكشاف ما هو ممكن".
رفض الدبلوماسي الخوض في تفاصيل محددة، لكنه أكد مجددًا أن جوهر المسألة يبقى برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني المثير للجدل، وأن المحادثات ستركز على "نوع التسوية الممكنة" في هذه القضية.
وبعد أكثر من أسبوع من الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، والتي شهدت فقدان إيران أجزاء كبيرة من برنامجها للتخصيب، قد تتغير حسابات طهران في نهاية المطاف، وفقا لتصريح دبلوماسي من أوروبا الغربية لشبكة "سي إن إن".
يكتسب اجتماع جنيف اليوم، الذي يضمّ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا ونظيرهم الإيراني، أهمية أكبر الآن، مما يمهد الطريق للخطوات التالية، وربما يكون بمثابة جسر بين إيران والولايات المتحدة.
لكن الشكوك تحيط بالمسألة من كل جوانبها. حتى إعلان ترامب عن مهلة أسبوعين قد يكون حيلة لكسب الوقت، بينما تحشد القوات العسكرية الأمريكية وتُجهّز لـ"مقامرة كبرى" بتدخل عسكري "قد يُشعل المنطقة" وفقًا لدبلوماسي غربي والذي أضاف: "من المستحيل قراءة أي شيء يقوله ترامب نظراً لوابل تصريحاته اليومية". لكنه يفتح أيضًا مجموعة من الخيارات.
وفق قراءة أخرى، في تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، حتى لو لم يكن هناك أي خداع في مهلة الأسبوعين، فإنها تعزز خيارات ترامب العسكرية. أسبوعان يتيحان وقتًا كافيًا لحاملة طائرات أمريكية ثانية للوصول إلى مواقعها، مما يمنح القوات الأمريكية فرصة أفضل لمواجهة الرد الإيراني، مع ما تبقى من أسطولها الصاروخي. سيمنح ذلك إسرائيل مزيداً من الوقت لتدمير الدفاعات الجوية حول موقع فوردو للتخصيب والأهداف النووية الأخرى، مما يخفف من المخاطر على القوات الأمريكية إذا قرر ترامب في النهاية الهجوم.
يقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، قد تواصل بالفعل في الأيام الأخيرة مع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الذي كان يتحدث معه منذ أوائل أبريل.
يقول روبرت ليتواك، الباحث في جامعة جورج واشنطن وفق "نيويورك تايمز": النقطة المحورية التي يحتاج كلا الجانبين إلى خيطها الدبلوماسي: الولايات المتحدة تقبل بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وإيران تقبل بوجوب تفكيك برنامجها النووي بالكامل".
في تحليل آخر نشره ستيفن كولينسون، في "سي إن إن"، قرأ المشهد من زاوية أخرى، ففي النهاية، قرر ترامب عدم اتخاذ قرار بشأن الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران لمدة تصل إلى أسبوعين.
لكن سجل ترامب في عدم القدرة على التنبؤ بقراراته يلقي بظلال من الشك على ما إذا كان سيستغل مساحة المناورة التي أوجدها لتجنب الحرب أم لدخول الحرب.
حتى يوم الخميس، كانت جميع المؤشرات الصادرة من البيت الأبيض تشير إلى أن ترامب يقترب من إصدار أمر بشن غارات جوية أمريكية على محطة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض. ولكن بعد مراجعة خيارات الضربة، تراجع مؤقتاً. ولم يمض وقت طويل حتى ملأ منتقدو ترامب وسائل التواصل الاجتماعي بمشاهد جديدة لمتلازمة "تاكو" (ترامب دائماً ما يتراجع).
كيف يمكن لترامب استغلال الأسبوعين المقبلين؟
وفق "سي إن إن"، يصارع ترامب أخطر معضلة أمن قومي في فترتيه الرئاسيتين. لقد وعد بأن إيران لن يُسمح لها أبدًا بامتلاك قنبلة نووية. لذا، سواء أكان هناك توقف لأسبوعين أم لا، فقد ينتهي به الأمر بلا خيار سوى استخدام القوة العسكرية. ولكي تنجح الدبلوماسية، سيحتاج ترامب إلى أن يقدم لإيران مخرجا من المواجهة يحفظ ماء وجهها، ويحافظ على شعورها الوطني. حتى الآن، فعل العكس، مطالبًا بـ"استسلام غير مشروط" على وسائل التواصل الاجتماعي.
أحد السيناريوهات المحتملة أيضاً، هو أن يستخدم نتنياهو الأسبوعين المقبلين لدراسة الخيارات التي قد تكون متاحة لإسرائيل لتعطيل منشأة فوردو بنفسها. أحد الاحتمالات القليلة هو غارة كوماندوز جريئة. ستكون هذه مخاطرة كبيرة مع احتمالات نجاح غير مؤكدة.
قد يشير هذا إلى سبب آخر لمهلة الأسبوعين. ربما يأمل أن تُجنّبه أحداث الأسبوعين المقبلين الحاجة إلى اتخاذ قرار مصيري بدخول الحرب.
قد يمنح التوقف لمدة أسبوعين أيضًا وقتًا لأولويتين أخريين - الترويج لما قد يكون خيارا غير شعبي لشن عمل عسكري في الداخل - وتمركز القوات الأمريكية بالكامل تحسبا لهجوم ولأي أعمال انتقامية.
رغم ما يعتقده البعض تردداً من جانب ترامب، فإن نفوره من أي حرب طويلة قد تجعل دخوله الحرب سريعاً وفتاكاً لكي لا يطول أمدها، وهذه من النقاط التي يراهن عليها الإسرائيليون أيضاً في حسم سريع بتدمير البرنامج النووي الإيراني عبر القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 22 دقائق
- سكاي نيوز عربية
كاتس يهدد باغتيال نعيم قاسم والمبعوث الأميركي يحذر حزب الله
أبوظبي - سكاي نيوز عربية هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بلقاء مصير قادة الحزب السابقين. تصريحات كاتس تأتي ردا على تأكيدات نعيم قاسم أن الحزب لن يبقى على الحياد في المواجهة بين إسرائيل وإيران.


صحيفة الخليج
منذ 23 دقائق
- صحيفة الخليج
إسرائيل تقصف بوشهر.. و«الطاقة الذرية» تحذر من كارثة نووية (فيديو)
يواصل الطيران الإسرائيلي استهدافه المواقع العسكرية والنووية الإيرانية، خاصة في طهران و«بوشهر»، حيث أعلنت طهران تفعيل الدفاعات الجوية، في وقت حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن الهجمات الإسرائيلية على المحطة النووية قد تؤدي إلى كارثة إقليمية.وأكدت وسائل إعلام إسرائيلة، شن هجوم جديد على منطقة بوشهر في إيران، الجمعة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي استهداف ما وصفه بـ«بنية تحتية عسكرية» في جنوب غرب إيران تتضمن منصات لإطلاق الصواريخ. - كارثة إقليمية وقال الجيش الإسرائيلي ، الخميس، إنه قصف منشأة بوشهر التي بنتها روسيا، لكنه أعلن لاحقاً أن هذا التصريح صدر عن طريق الخطأ. من جهته، حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة من أن ضربة إسرائيلية على محطة بوشهر النووية في جنوب إيران قد تؤدي إلى كارثة إقليمية، مضيفاً أنه لم يرصد أي تسرب إشعاعي منذ بدء الحرب. وقال رافايل غروسي أمام مجلس الأمن الدولي: «إنه الموقع النووي في ايران حيث ستكون تداعيات هجوم الأكثر خطورة»، ملاحظاً أن الموقع يضم آلاف الأطنان من المعدات النووية. إطلاق إشعاع وتابع: «أريد أن أوضح بشكل قاطع وكامل أنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، فإن ضربة مباشرة ستؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة للغاية من النشاط الإشعاعي». وتابع «في شكل مماثل، فان هجوما يتسبب بقطع الخطين الكهربائيين اللذين يغذيان المحطة يمكن أن يؤدي الى ذوبان قلب المفاعل، ما يعني تسرب مستويات كبيرة من الإشعاعات في البيئة» المحيطة. وقال غروسي: «في أسوأ الأحوال، قد يتطلب السيناريوهان اتخاذ تدابير وقائية، مثل إجلاء السكان إلى الملاجئ، أو الحاجة الى تناول مادة اليود، لمسافات تراوح بين بضعة كيلومترات ومئات الكيلومترات». - عواقب وخيمة كما أعرب عن قلقه إزاء مخاطر تنفيذ هجوم على مفاعل الأبحاث في طهران، والذي «قد تكون له عواقب وخيمة، ربما على أقسام كبيرة» من المدينة وسكانها. وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية على إيران «لم تتسبب في تسرب إشعاعي يؤثر على الناس في هذه المرحلة»، ولكنه نبه الى «خطر حدوث ذلك». كما أكد أن وكالته قادرة على ضمان عمليات تفتيش مستقبلية «محكمة» للبرنامج النووي الإيراني. وقال غروسي: «الحل الدبلوماسي ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية. وتمت مناقشة عناصر الاتفاق. ويمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تضمن من خلال نظام تفتيش محكم عدم تطوير أسلحة نووية في إيران». من جهة أخرى، قال أليكسي ليخاتشوف مدير شركة روس آتوم الروسية للطاقة النووية، الجمعة، أن الوضع «طبيعي» وتحت السيطرة في محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران، حيث يعمل المئات من الخبراء الروس. - الانتشار النووي وبوشهر هي المحطة الوحيدة العاملة في إيران لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، وتستخدم وقوداً روسياً تستعيده موسكو، بعد استهلاكه للحد من مخاطر الانتشار النووي. وعندما سئل ليخاتشوف الجمعة عن الوضع في بوشهر، أجاب: «حتى الآن، الوضع تحت السيطرة تماماً، كل شيء طبيعي. مرت الليلة في أجواء من التوتر المعتاد، لكن تحت السيطرة». وأضاف: «نواصل العمل في وضع ما قبل الاستنفار، ونأمل للغاية في وصول كل الإشارات التي بعثنا بها منذ أمس إلى القيادة الإسرائيلية». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، إن روسيا لديها ما يصل إلى 600 موظف في بوشهر، 250 منهم موظفون دائمون، بينما يعمل الباقون في مهام مؤقتة. وأضاف أن إسرائيل تعهدت لروسيا بضمان سلامتهم. وحذرت روسيا، التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، بشدة من التدخل العسكري الأمريكي إلى جانب إسرائيل في الحرب الجوية التي بدأت قبل أسبوع. وتقول إسرائيل/ إنها بدأت قصف إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفي إيران السعي إليه. وترد إيران على القصف الإسرائيلي بهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ.


صحيفة الخليج
منذ 38 دقائق
- صحيفة الخليج
بريطانيا: نعمل مع إسرائيل لتوفير رحلات لنقل رعايانا من تل أبيب
لندن - رويترز أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة، أن بلاده تعمل مع السلطات الإسرائيلية لترتيب رحلات طيران عارض لرعاياها من تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي. وأضاف في بيان: «في إطار جهودنا لدعم المواطنين البريطانيين في الشرق الأوسط، تعمل الحكومة مع السلطات الإسرائيلية لتوفير رحلات طيران عارض من مطار (بن جوريون) في تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي». وأغلق مطار بن جوريون الأسبوع الماضي بسبب الحرب الجوية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. ونصحت لندن الاثنين مواطنيها في إسرائيل بتسجيل وجودهم لدى السلطات البريطانية، مؤكدة أنها تراقب الوضع، وتدرس خيارات للمساعدة. وأضافت أنها زادت من دعمها اللوجستي للرعايا الذين لجؤوا إلى مغادرة إسرائيل باستخدام الطرق البرية عبر الأردن ومصر.