
شنت هجمات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية
نفذت الولايات المتحدة، فجر أمس، ضربة عسكرية مباغتة وصفتها بالخاطفة والدقيقة ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران في واحدة من أخطر مراحل التصعيد بين واشنطن وطهران منذ سنوات، والتي من المؤكد أنها ستزيد في درجة سخونة المواجهة المسلحة المفتوحة بين إيران وإسرائيل وتفتح المجال لتوسعها لتورط أطراف أخرى في حرب بعواقب وخيمة الرابح فيها أكبر الخاسرين.
وبهدف معلن هو "شل قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي بشكل متسارع"، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية غير مسبوقة بواسطة طائرات أمريكية من نوع "بي 2" الشبح مجهزة بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات استهدفت منشأة "نطنز" النووية المعروفة في تخصيب اليورانيوم من خلال استهداف قسم مرتبط بتطوير أجهزة الطرد المركزي ومنشأة تحت الأرض قرب أصفهان يشتبه بأنها تستخدم في أنشطة نووية سرية غير معلنة ومنشأة "فوردو" النووية تحت الأرض.
ورغم أنه لم يتضح في حينه ما إذا كانت واشنطن قد حققت الهدف المعلن من القصف، إلا أن المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، طمأنت الشارع الإيراني بأنه لا يوجد أي خطر على سكان المناطق المجاورة للمواقع النووية، داعية سكان نطنز وأصفهان وفوردو إلى مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.
من جانبه، أكد مسؤول في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن إيران أخلت مواقعها النووية الثلاثة في فوردو ونطنز وأصفهان منذ فترة تحسبا لأي اعتداء خارجي قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي أو يهدد سلامة المدنيين.
وقال نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، إن بلاده اتخذت هذا الإجراء الاحترازي مسبقا لضمان عدم حدوث كارثة نووية مشيرا إلى أن المواد الحساسة نُقلت من المنشآت المستهدفة قبل فترة، كما أشار إلى أن أي استهداف مباشر لهذه المنشآت التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي ولمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وكعادته جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، متضاربة لتبرير هذا الاعتداء الصارخ من واشنطن على سيادة الأراضي الإيرانية بالزعم في البداية أن الهدف من هذه الهجمات هو شل البرنامج النووي الإيراني، وراح يؤكد أنه تم تدمير المنشآت النووية الإيرانية كليا ثم قال إنه تم تدمير القدرات النووية لطهران التي طابها بلغة الآمر بالجنوح للسلم تحت عصا القصف وحذرها من أي رد فعل انتقامي ضد الأهداف الأمريكية في المنطقة.
وخرج وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يتحدث عن استعداد الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع طهران حول برنامجها النووي السلمي لكن تحت التهديد في مفارقة تتماشى تماما مع قانون الغاب الذي يأكل القوي فيه الضعيف، والذي اعتاد ترامب التعامل به مع باقي العالم وفق مصلحته ومصلحة حليفته المدللة اسرائيل التي تواصل اشغال نار الفتن والحروب في منطقة الشرق الاوسط وجرها نحو المجهول.
ومع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة المسلحة المفتوحة بين الكيان الصهيوني وإيران، هددت الأخيرة برد قوي على الاعتداء الأمريكي، وتمسكت بحقها في الدفاع عن النفس.
وعلى إثر ذلك، دعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أمس مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة "دون أي تأخير للنظر في هذا العمل العدواني الواضح وغير القانوني وإدانته بأشد العبارات الممكنة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في إطار مسؤوليات المجلس المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة".
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل طرق طهران أبواب مجلس الأمن من شأنه أن يقدم شيئا على الأقل في التخفيف من حدة هذه المواجهة المسلحة او ايقافها في وقت اثبت عجزه على مدار 20 شهر الاخيرة في وقف الابادة الصهيونية المستمرة فصولها في قطاع غزة بسبب الفيتو الامريكي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 4 ساعات
- الخبر
"لا مكان لأمريكا في الشرق الأوسط بعد اليوم"
توعد الجيش الإيراني، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بـ"رد حازم" بعد تدخلها كطرف في الحرب الصهيونية ضد إيران، بقصف المنشآت النووية للبلاد، في وقت أكد نائب وزير الخارجية أنّ إيران ستتابع تخصيب اليورانيوم "لأجل أغراض سلمية واحتياجات البلاد". وقال القائد العام للجيش، أمير حاتمي، في اجتماع مع القادة العسكريين، وفق مقطع مصور بثه التلفزيون الإيراني: "إننا خلال تاريخ إيران شاهدنا مرارا جرائم أمريكا، وفي كل مرة ارتكبوا جريمة تلقوا ردا حازما، وهذه المرة أيضا سيحدث الأمر نفسه"، مشددا على أنّ القوات المسلحة الإيرانية تقاتل حاليا "لأجل النصر". بدوره، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، في رسالة مكتوبة، اليوم الاثنين، إنّ الولايات المتحدة الأمريكية "استمرارا لدعمها الشامل للكيان الصهيوني الوحشي والمعتدي دخلت الحرب بشكل مباشر، عبر انتهاك سيادة إيران الإسلامية. واعتدت على تراب بلادنا المقدس". وأكد موسوي أن أمريكا بهذا العدوان "فتحت الطريق للعمل ضد مصالحها وجيشها، ولن نتراجع في هذا الخصوص". لا مكان لأمريكا في الشرق الأوسط وكانت إيران قد لوحت سابقا بشن هجمات انتقامية على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط في حال دخولها كطرف في الحرب ضدها. من جهته، قال المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء المركزي، المسؤول عن العمليات الحربية في البلاد، العقيد إبراهيم ذوالفقاري، اليوم الاثنين، إنّ العدوان الأمريكي على إيران كان يهدف إلى "إحياء كيان يحتضر لكنه من دون نتيجة". وأضاف ذو الفقاري أنّ ذلك "سيوسع دائرة الأهداف المشروعة والمتنوعة للقوات المسلحة الإيرانية، فضلاً عن توسيع نطاق الحرب في المنطقة". وتوجه ذوالفقاري للقيادة الأمريكية بالقول: "نؤكد لكم أنه بهذا العدوان لن تتحرك عقارب الساعة لصالحكم"، متوعداً بأنّ القوات المسلحة الإيرانية "رداً على هذه الجريمة ستحمّلكم عواقب وخيمة تبعثكم على الندم من خلال تنفيذ عمليات قوية وهادفة". وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إنه لا مكان "بعد اليوم" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أن "عليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها". كما حذّر ولايتي من أن القواعد التي استخدمتها القوات الأمريكية لشن هجماتها "ستكون أهدافا مشروعة". وجاء ذلك بعد يوم واحد من إلقاء سلاح الجو الأمريكي قنابل خارقة للتحصينات على 3 مواقع نووية استراتيجية في إيران. وقد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "محو" المواقع النووية الرئيسية في إيران بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات. إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، في تصريح صحافي، اليوم الاثنين، أنّ بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم. وقال روانجي: "نحن عضو بمعاهدة عدم الانتشار النووي، وفي هذا الإطار لأجل أغراض سلمية واحتياجات البلاد سنواصل التخصيب"، مؤكداً أنه "لا أحد يمكنه أن يقول لنا أفعلوا هذا أو لا تفعلوه. نحن نواصل عملنا وفق تعهداتنا في هذه المعاهدة".

جزايرس
منذ 5 ساعات
- جزايرس
الضربات الأمريكية على المنشآت الإيرانية "منعطف خطير في المنطقة"
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وقال غوتيريش، في كلمته خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لمناقشة الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، إن الضربات الأمريكية على إيران قد تؤدي إلى دخول المنطقة في دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، مشددا على أنه لا يمكن لشعوب المنطقة أن تتحمل دورة أخرى من الدمار.من جانبه، أعرب رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مداخلة له عبر الفيديو أمام مجلس الأمن، عن قلقه إزاء خطر توسع النزاع في المنطقة، داعيا إلى أقصى درجات ضبط النفس، ومؤكدا أن الفرصة سانحة للعودة إلى الحوار والدبلوماسية.وحذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن عدم العودة إلى الحوار الدبلوماسي قد يعرض نظام منع الانتشار النووي إلى الانهيار. وأضاف غروسي، أنه لا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يستطيع تقييم الأضرار تحت الأرض التي لحقت بموقع "فوردو" النووي في إيران، مشددا على أنه لا ينبغي أبدا أن تقع هجمات مسلحة على المنشآت النووية، ومعربا عن قلقه إزاء مخاطر الانبعاثات الإشعاعية. وأعربت العديد من الدول والمنظمات عن قلقها البالغ إزاء القصف الأمريكي، الذي استهدف فجر أمس الأحد ثلاث منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز وأصفهان)، وما يمثله ذلك من خطر على السلم والأمن الدوليين، داعية إلى تغليب الحلول السياسية السلمية.


الخبر
منذ 8 ساعات
- الخبر
الحروب تهديد للسلام العالمي
إن الحروب التي تدور رحاها في منطقتنا العربية والإسلامية، والتي تقف من ورائها قوى الشر في العالم، تهديد صريح للأمن والسلام العالميين، ولقد شكّل تحقيق السلام مطمحا لكافة شعوب العالم مع تنامي الحروب وما خلفته من دمار على مختلف الواجهات في العصر الحديث، وهو ما دفع إلى تأسيس عصبة الأمم وبعدها هيئة الأمم المتحدة، واعتماد عدد من الاتفاقيات والمعاهدات في مختلف المجالات والميادين.. لكن، ومع الأسف، وقفت الأمم المتحدة عاجزة أمام الكثير من الحروب، ولم تستطع نصرة المظلومين أو إيقاف المعتدين. الدين الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام، وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمّق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءا من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض. الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة؛ ولا غرابة في أن كلمة الإسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع، وقد جعل الله السلام تحية المسلم، وهو اسم من أسمائه الحسنى. ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء سلاما ورحمة للبشرية، ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات إلى النور، حتى يصل الناس جميعا إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة. وإقرار السلام لا يعني انتفاء الحرب تماما، بل إن الحرب وضعت في الشرائع لإقرار السلام وحمايته من المعتدين عليه، وقد أمر الله سبحانه المسلمين بأن يقاتلوا في سبيله، وأمرهم بأن يقاتلوا المعتدين وينصروا المعتدى عليهم الآمنين المسالمين. والسلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الأرض، فالسلام يشمل أمور الناس في جميع مناحي الحياة، ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل، فإن وجد السلام انتفت الحروب والضغائن بين الناس، وعمّت الراحة والطمأنينة والحرية وسادت المحبة والمودة بين الشعوب. وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة عدة قواعد وأحكام ينبني عليها مفهوم السلام، مما يشكل للمسلمين قانونا دوليا يسيرون عليه، وهذه القوانين والشروط الواجب توفرها حتى يتحقق السلام تظهر في المساواة بين الشعوب بعضها البعض، فالإسلام يقرر أن الناس، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم، ينتمون إلى أصلٍ واحد، فهم إخوة في الإنسانية، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: 'كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى'. كما أن الوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب إلا للضرورة، وإقامة العدل والإنصاف، ودفع الظلم، من القواعد الأساسية لتحقيق السلام بين الشعوب والمجتمعات، فلا يعتدي أحد على حق أحد، ولا يظلم أحد أحدا، فالإسلام يسعى دائما إلى استقرار الحياة الإنسانية، كما يسعى إلى استقرار علاقات المسلمين بالأمم الأخرى. إن أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية. والإسلام ينفي منذ الخطوة الأولى معظم الأسباب التي تثير في الأرض الحروب، ويستبعد ألوانا من الحرب لا يقر بواعثها وأهدافها، يستبعد الحروب التي تثيرها القومية العنصرية، فلا مكان فيه للقومية العنصرية، وهو يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جعلوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا. ودين الإسلام الذي ينشد السلام ويؤمن به ويحض عليه، وينادي بتعميمه، لا يؤمن به إيمان من يتحدث عنه ويردده للتمويه وذر الرماد في الأعين، بل هو عنده عنوان وشعار يردده المسلمون في العبادة وفي التحية وفي كل آن وفي كل مكان.. والسلام يعني في مضمونه العملي على أساس من مبدأ العدل، والمساواة، والحرية للجميع، بعيدا عن الأطماع البشرية الخبيثة. والتاريخ الإسلامي الصحيح وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته تروي، وهي صادقة، أن الحروب الإسلامية لم يكن يثيرها حب الفتح ولا التوسع الاستعماري، ولا كان يثيرها الطمع المادي فيما في أيدي الشعوب، ولا كان يثيرها مجرد الشهوة في الحروب وسفك الدماء، لم تكن الحروب الإسلامية تثار لشيء من ذلك؛ وإنما كانت تثار لما هو أجلُّ من ذلك وأعظم، ولما هو خير للإنسانية من كل ذلك، من أجل رد الظلم والعدوان، ولحماية الدين والأوطان، فالمسلم لا يرضى الضيم ولا يقبل الهوان، ولا يقف مكتوف الأيادي حين تنتهك حرماته وتستباح أعراضه أو تهان عقيدته، قال الله تعالى: {أُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.