logo
إيران تتفادى المواجهة المباشرة مع واشنطن وتحرك روسي للتهدئة

إيران تتفادى المواجهة المباشرة مع واشنطن وتحرك روسي للتهدئة

ليبانون 24منذ 5 ساعات

في خطوة عسكرية لافتة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجوم ناجح استهدف ثلاثة من أبرز المنشآت النووية الإيرانية: فوردو، نطنز، وأصفهان. ورغم تأكيد طهران عبر وسائل إعلامها الرسمية أن منشأة فوردو لم تتعرض لأضرار جسيمة، أفادت مصادر مطلعة بأن احتياطات اليورانيوم المخصب تم نقلها إلى أماكن سرية وآمنة قبل الضربة، ما يعكس استعداداً إيرانياً مسبقاً لمثل هذا السيناريو. كما كشفت تسريبات أن مخزون اليورانيوم العالي التخصيب في فوردو جرى إخراجه قبل العملية الأميركية، ما قلّل من حجم الخسائر المحتملة.
في المقابل، اختارت القيادة الإيرانية التعامل مع الحدث ببرود استراتيجي مدروس، لتجنّب أي تصعيد غير محسوب قد يفتح الباب أمام مواجهة شاملة لا تخدم مصالح طهران في هذه المرحلة الحساسة. وبالتنسيق المباشر مع المرشد الأعلى علي خامنئي، يواصل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني انعقاده الدائم، لدراسة طبيعة الرد الممكن وحجمه وتوقيته، بما يحقق معادلة الردع ويحافظ في الوقت نفسه على استقرار الداخل وتماسك النظام.
من الجانب الأميركي، شدد وزير الدفاع بيت هيغسيث على أن الضربة لم تستهدف تغيير النظام الإيراني، بل توجيه رسالة واضحة بشأن سقف البرنامج النووي الذي يقبله المجتمع الدولي. وأوضح السيناتور ماركو روبيو بدوره، أن الهدف من العملية هو دفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات تحت ضغط عسكري محكم، مشيراً إلى أن باب الحوار لا يزال مفتوحاً.
ورغم إعلان واشنطن تدمير البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، إلا أنه لم يصدر حتى الآن تقييم مستقل لحجم الأضرار الفعلية، خصوصاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت عدم رصد أي مستويات غير طبيعية من الإشعاع خارج المواقع المستهدفة. هذا الغموض يعكس حرص الطرفين على إبقاء التصريحات تحت السيطرة، تفادياً لانزلاق المنطقة نحو تصعيد واسع يصعب احتواؤه.
في الأثناء، ترى مصادر دبلوماسية غربية أن الضربة الأميركية لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل إلى تدجينه وضبط سلوكه النووي، بما يضمن بقاءه تحت رقابة مشددة من دون السقوط في فوضى قد تطال المنطقة بأسرها. هذا التقدير يتقاطع مع مواقف موسكو وبكين، الرافضتين بشدة لأي تغيير جذري في النظام الإيراني خوفاً من تداعيات جيوسياسية وأمنية خطيرة.
وسط ما تقدم، فإن إيران تقف اليوم أمام مجموعة من الخيارات المتباينة لرسم معادلة الرد: من الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، أو التلويح بإغلاق مضيق هرمز، وهو خيار تدرك طهران جيداً أنه سيضر بالصين ودول الخليج قبل أن يصيب خصومها، إلى تنفيذ ضربة عسكرية مدروسة ضد مصالح أميركية في المنطقة من دون إسقاط قتلى، بهدف إيصال رسالة ردع محسوبة لا تدفع المنطقة لحرب مفتوحة. كما يطرح خيار آخر، يشكل، وفق مصادر دبلوماسية، الخيار الارجح، ويتمثل بتكثيف الهجمات على إسرائيل ، ما يسمح لطهران بزيادة الضغط دون مواجهة أميركية مباشرة.
في هذا المشهد المتوتر، يسود القلق الإقليمي: تركيا أعلنت تضامنها مع إيران، محذرة من اندفاعات إسرائيلية قد تشعل حرباً أوسع، بينما تجد دول الخليج نفسها في موقف معقد بين رفض انهيار النظام الإيراني خشية الفوضى، وعدم رغبتها في أن تمتلك طهران قدرات نووية خارجة عن السيطرة. أما روسيا والصين فتواصلان مراقبة التطورات عن كثب، وتسعيان لمنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة، خاصة مع تحرك موسكو الفعلي للوساطة.
وفي هذا السياق، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو حيث يلتي اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ووفق مصادر روسية، قد يسعى بوتين لإقناع طهران بعدم الرد عسكرياً، والعودة إلى المفاوضات مع اقتراح نقل عمليات تخصيب اليورانيوم العالية النقاء إلى الأراضي الروسية، كحل مؤقت لتخفيف التوتر وضمان عدم اندلاع مواجهة جديدة في المنطقة،وسبق وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، الجمعة الماضي، أن روسيا تجري اتصالات مع إيران وإسرائيل لمحاولة إنها الحرب، موضحاً أن بلاده "لا تسعى للوساطة"، لكنها "تطرح أفكارها الخاصة".
وبين خيار التهدئة والتصعيد، يبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات، وسط لعبة توازنات دقيقة قد تحدد مستقبل المنطقة لسنوات مقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟.. تقرير يكشف
كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟.. تقرير يكشف

ليبانون 24

timeمنذ 27 دقائق

  • ليبانون 24

كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟.. تقرير يكشف

ذكر موقع " سكاي نيوز عربية" أن صحيفة جيروزاليم بوست نقلت عن مسؤول إسرائيلي كواليس محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية. فمنذ بدأت إسرائيل مهاجمة المواقع النووية وأهداف أخرى داخل إيران قبل نحو أسبوع ونصف، يتبادل نتنياهو وترامب الحديث يوميًا تقريبًا. ووفقًا لمصادر إسرائيلية وأميركية، أُعجب ترامب ، إلى جانب كبار المسؤولين الأميركيين ، بنجاح إسرائيل. وقالت المصادر إنه "لولا إنجازات إسرائيل ونتائج عمليتها، لما فكر الرئيس الأميركي حتى بالانضمام إلى الضربة". وذكر المسؤول الإسرائيلي: "قبل 4 أيام، كانت هناك مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي، وخلالها قال ترامب: لقد قررت شن ضربة". وأضاف: "في البداية، خطط ترامب فقط لقصف منشأة التخصيب في فوردو"، ثم لاحقا نجح نتنياهو وديرمر في إقناع ترامب باستهداف منشأة أصفهان أيضًا "لإنهاء المهمة". وكانت إسرائيل قد هاجمت بالفعل كلا الموقعين في الأسبوع الماضي. وقال المصدر الإسرائيلي: "ضرب الأميركيون مواقع داخل هذه المواقع كان من الصعب على إسرائيل الوصول إليها. ضربت الولايات المتحدة منطقة في أصفهان مخفية في سفح الجبل، حيث خزّن الإيرانيون اليورانيوم المخصب وبنى تحتية أخرى ذات صلة بالمجال النووي". وبالإضافة إلى المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وترامب، عُقدت الخميس الماضي مكالمة منفصلة بين نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس ، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومسؤولين أميركيين كبار آخرين مع نتنياهو وديرمر ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير. وأوضح المسؤول الإسرائيلي: "المكالمة التي عقدت بعد القرار الأميركي بشن ضربة، قدم الأميركيون خلالها عدة طلبات عملياتية من إسرائيل. وأضاف: "كان هناك تعاون كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الضربة الأميركية"، لافتا إلى أن "أميركا نفذت الضربة لكن إسرائيل زودتها بالمعلومات الاستخبارية وساهمت في نجاحها".

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات "لقطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو النووي الإيراني
الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات "لقطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو النووي الإيراني

LBCI

timeمنذ 30 دقائق

  • LBCI

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات "لقطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو النووي الإيراني

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربات جوية لـ"قطع طرق الوصول" إلى موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم والذي قصفته الولايات المتحدة نهاية الأسبوع. وقال الجيش في بيان إن قواته "نفذت ضربات بهدف قطع طرق الوصول إلى موقع فوردو لتخصيب" اليورانيوم. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فجر الأحد أن جيشه نفذ "هجوما ناجحا جدا" على فوردو وموقعين نووين آخرين.

قرار تاريخي اتُخذ هنا.. تفاصيل ضرب ترامب لـ إيران
قرار تاريخي اتُخذ هنا.. تفاصيل ضرب ترامب لـ إيران

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

قرار تاريخي اتُخذ هنا.. تفاصيل ضرب ترامب لـ إيران

كشفت تقارير إعلامية أميركية أن الرئيس دونالد ترامب وافق على العملية العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية بينما كان في ناديه للغولف في بيدمينستر، نيوجيرسي، يوم السبت. ووفقاً لموقع "أكسيوس"، تم إبلاغ ترامب بعد ظهر ذلك اليوم بأن القاذفات الأميركية اقتربت من "نقطة اللاعودة"، وهو ما دفعه لإعطاء الضوء الأخضر النهائي لتنفيذ الضربة. وفي أعقاب القرار، غادر الرئيس نادي الغولف عائداً إلى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية لمتابعة العملية من غرفة العمليات بالبيت الأبيض. قال أحد المقربين من ترامب، والذي تحدث معه خلال الأيام الماضية، إن "كل شيء سار كما هو مخطط له، وكان التوقيت مناسباً". وأشار "أكسيوس" إلى أن عدداً محدوداً للغاية من المسؤولين في إدارة ترامب كانوا على علم مسبق بالعملية، فيما صرّح مسؤول أميركي أن "السرية كانت مُحكمة ولم تحدث أي تسريبات من البنتاغون أو البيت الأبيض". وقبل أيام من الهجوم، أعلن ترامب للصحفيين أنه سيتخذ قراره بشأن الانضمام إلى الحرب في غضون أسبوعين، مشدداً على أن الضربة لم تكن وشيكة بالضرورة، ما أثار حينها جدلاً واسعاً حول نوايا الإدارة الأميركية. تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري خطير بين إيران وإسرائيل، حيث واصلت الأخيرة شنّ غاراتها الجوية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فيما أطلقت إيران صواريخ استهدفت مناطق متعددة داخل إسرائيل، ما ينذر بمزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store