
"أكسيوس": كواليس انهيار جهود تركية لعقد لقاء بين طهران وواشنطن في إسطنبول
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي اليوم السبت عن انهيار جهود قام بها الرئيس
دونالد ترامب
ونظيره التركي
رجب طيب أردوغان
سرًّا لترتيب لقاء بين كبار المسؤولين الأميركيين والإيرانيين في إسطنبول هذا الأسبوع، في ظل تصاعد الحرب بين إيران و
إسرائيل
. ونقل الموقع عن ثلاثة مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع، قولهم إن هذا الجهد باء بالفشل عندما تعذّر الوصول إلى المرشد الأعلى الإيراني
علي خامنئي
-الذي غاب عن الظهور بسبب تهديدات الاغتيال- للموافقة عليه. وبحسب الموقع فإن ترامب سعى لعقد لقاء مباشر مع الإيرانيين، حتى إنه عرض حضوره بنفسه، إذا لزم الأمر، على أمل التوصل إلى اتفاق نووي وتجنب التدخل العسكري الأميركي. لكن هذا الكشف قد يتناقض مع تصريحات لترامب نفسه سبق أن هدد فيها الإيرانيين بالاستسلام أو التدخل العسكري الأميركي.
وعلى إثر انهيار الجهود، قال الموقع إن ترامب وكبار مسؤولي البيت الأبيض أصبحوا أقل ثقة بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي وأكثر اقتناعًا بضرورة انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لمسؤولين أميركيين. ومساء اليوم السبت، من المتوقع أن يعقد ترامب اجتماعاً لفريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة الحرب بين إسرائيل وإيران، بحسب الموقع.
تقارير دولية
التحديثات الحية
محادثات جنيف: لا عرض أوروبياً لإيران وهذا ما اقترحه عراقجي
وحول تفاصيل المحاولة التي باءت بالفشل، أشار الموقع إلى أن ترامب تلقى مكالمة هاتفية من أردوغان يوم الاثنين أثناء اجتماعه مع قادة مجموعة السبع في كندا، اقترح خلالها الرئيس التركي استضافة اجتماع في إسطنبول في اليوم التالي بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين لبحث حل دبلوماسي للحرب. ووفق الموقع وافق ترامب وأبلغ أردوغان باستعداده لإرسال نائب الرئيس فانس ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف بل حتى السفر بنفسه إلى تركيا للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إذا كان ذلك ضروريًّا للتوصل إلى اتفاق، وفقًا للمصادر.
وصرح مسؤول في البيت الأبيض للموقع بأنه في الساعات التي سبقت اتصال أردوغان، تلقى ترامب "إشارات" من الإيرانيين عبر قنوات خلفية أخرى تفيد برغبتهم في اللقاء. وأضاف المسؤول أنه بينما نوقشت مشاركة ترامب الشخصية، كانت الخطة الأكثر جدية إرسال فانس وويتكوف. وأضافت المصادر أن أردوغان ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان نقلا الاقتراح بعد ذلك إلى بزشكيان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقال مسؤولان أميركيان للموقع إن بزشكيان وعراقجي حاولا الاتصال بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للحصول على موافقته، لكن تعذر ذلك بسبب تواري الأخير عن الأنظار بسبب تهديدات الاغتيال التي صرح بها الإسرائيليون وترامب نفسه. وبعد ساعات، أبلغ الجانب الإيراني الأتراك بعدم تمكنهم من الحصول على موافقة خامنئي. وقال مسؤول أميركي إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بإلغاء الاجتماع.
تقارير دولية
التحديثات الحية
مهلة الأسبوعين الأميركية: غموض متعمّد تجاه إيران يزيد الشكوك
بعد ذلك بوقت قصير، لجأ ترامب إلى موقع "تروث سوشيال" ونشر رسالة عامة استثنائية إلى خامنئي. وكتب ترامب: "كان ينبغي لإيران توقيع "الاتفاق" الذي طلبت منهم التوقيع عليه. يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا!". وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن انهيار المحادثات لم يكن السبب الوحيد وراء هذا المنشور، مؤكدًا أنه "لا توجد علاقة مباشرة".
ويوم السبت، التقى أردوغان وزيرَ الخارجية الإيراني عراقجي في إسطنبول، وحثّه على إجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب. وأكد أردوغان لعراقجي استعداد تركيا لتسهيل مثل هذه المحادثات في أقرب وقت ممكن، وفقًا لبيان صادر عن مكتب الرئيس التركي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يحذر إيران من الرد على الضربات الأميركية ويتوعدها بـ"مأساة" إذا لم تختر السلام
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الجيش الأميركي نفذ ضربات دقيقة وضخمة استهدفت المنشئات النووية الثلاث الرئيسية في إيران وهي فوردو ونطنز وأصفهان بهدف تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووضع حد للتهديد الذي تشكله. وقال ترامب، مساء السبت: "الليلة أخبر العالم بأنّ الضربات حققت نجاحاً عسكرياً كبيراً. لقد تم تدمير منشآت التخصيب النووي الإيرانية بشكل كامل وتام". ودعا ترامب في خطاب للأميركيين بعد الضربة العسكرية، إيران أن تختار "السلام الآن"، محذراً "من أنها إذا لم تفعل فستكون الضربات القادمة أعظم وأسهل بكثير"، وشدد على أنه "لا يمكن لهذا أن يستمر فإما أن يكون هناك سلام أو ستكون هناك مأساة أكبر بكثير مما شهدناه الأيام الماضية". ووصف ترامب إيران بأنها "متنمرة على الشرق الأوسط"، ووجه الشكر والتهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، وقال "عملنا كفريق واحد.. وقطعنا شوطاً طويلاً في القضاء على هذا التهديد الرهيب على إسرائيل". كما وجّه الشكر للجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي على "العملية الهجومية على إيران"، مشيراً إلى أن العالم لم يشهد لهذه العملية مثيلاً منذ عقود"، وأنه يأمل ألا يضطر "لاستخدام أفراد القوات المسلحة الأميركية بهذا الشكل مرة أخرى". تقارير دولية التحديثات الحية الحرب الإسرائيلية الإيرانية | ضربة أميركية على 3 مواقع نووية ووجه الرئيس الأميركي تحذيراً لإيران قائلاً: "تذكروا لا تزال هناك أهداف كثيرة متبقية. ضربة الليلة كانت الأصعب على الإطلاق وربما الأشد فتكاً، ولكن إذا لم يتحقق السلام سريعاً فستستهدف الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة، ومعظمها يمكن تدميره في غضون دقائق". وأكد ترامب، أنه لا يوجد جيش في العالم قادرة على تنفيذ "ما قمنا به الليلة"، وأضاف "لا أحد يقترب حتى من هذا. لم يشهد التاريخ جيشاً قادراً على القيام بما حدث قبل وقت قصير". وعقب انتهاء خطابه بدقائق، كتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "أي رد من إيران ضد الولايات المتحدة سيواجه بقوة أكبر مما شهدناه الليلة". وكان ترامب، قد أعلن في وقت متأخر السبت، أنّ طائرات حربية أميركية أسقطت قنابل على ثلاثة مواقع نووية في إيران، ما أدخل الجيش الأميركي مباشرة في حرب جديدة في الشرق الأوسط. وقال ترامب، عبر حسابه الرسمي على منصة "تروث سوشال"، إنّ "حمولة كاملة من القنابل" أُلقيت على الموقع الرئيسي في فوردو، مشيراً إلى أنّ "جميع الطائرات المشاركة في العملية غادرت المجال الجوي الإيراني وعادت إلى قواعدها بسلام". ووصف الرئيس الأميركي العملية ضد إيران بأنها تمهّد لما أسماه "وقت السلام". وشدد ترامب قائلاً: "يجب على إيران أن توافق على إنهاء الحرب الآن"، ووصف الهجوم الأميركي بأنه "لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم"، وأنه "أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران". وحدد ترامب المواقع الثلاثة التي ضُربت بأنها المنشأة الجبلية في فوردو، ومحطة تخصيب أكبر في نطنز، وهي التي ضربتها إسرائيل قبل عدة أيام بأسلحة أصغر. أما الموقع الثالث، فهو الواقع بالقرب من أصفهان القريبة، الذي تعتقد الولايات المتحدة أن إيران تحتفظ فيه بيورانيوم مخصب. وبعد إلقاء القنابل، قال ترامب: "آلان هو وقت السلام"، وكتب على منصته "تروث سوشال": "فورو انتهى". وأشارت شبكة "سي أن أن" إلى أنّ "ترامب يأمل أن تؤدي الضربات الأميركية على المنشآت النووية إلى صفحة جديدة في الدبلوماسية، وأنه لا يخطط لضربات أخرى حالياً".وأشارت مصادر إلى أنّ الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسياً السبت، وأبلغتها بأنّ الضربات على المواقع النووية هي كل ما تخطط له واشنطن، وأنه "لا نية لديها لتغيير النظام"، فيما قال السيناتور الجمهوري توم كوتون، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إنّ الهدف المقبل سيكون رأس النظام في إيران، في رسالة تُوجَّه بأنه سيُلحَق ضرر أكبر بكثير إذا قرروا الرد على الأميركيين في الشرق الأوسط. وقال مذيع في قناة فوكس نيوز إنه تحدث منذ قليل مع الرئيس ترامب، وإنّ "الولايات المتحدة محت تماماً منشأة فوردو النووية باستخدام 6 قنابل خارقة للتحصينات، رغم أنّ التقديرات تشير إلى أنّ قنبلتين كافيتان لذلك، كذلك دُمِّر موقعان نوويان آخران في نطنز وأصفهان باستخدام 30 صاروخ توماهوك أُطلِقا من غواصات أميركية على بعد نحو 400 ميل". وأضاف أنّ الجميع "خارج نطاق الخطر في الوقت الحالي، ولكن ذلك لا يعني أن المواقع الأميركية في المنطقة ليست مهددة، وتجري مراقبة رد إيران المحتمل طوال الليل". تقارير دولية التحديثات الحية رحلة غابارد من "ترامب يريد حرباً غبية مع إيران" إلى "أتفق مع الرئيس" ووجّه عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي انتقادات للرئيس الأميركي، لعدم حصوله على موافقة الكونغرس قبل شنّ ضربات عسكرية على إيران. وقال النائب الجمهوري توماس ماسي: "هذا ليس دستورياً"، فيما علّق النائب الديمقراطي جيم هايمز، عضو لجنة الاستخبارات، على منشور الرئيس عن تنفيذ الضربة العسكرية، بالقول إنه "وفقاً للدستور الذي دافعنا عنه، فإنّ اهتمامي بهذه المسألة هو قبل سقوط القنابل". وأفادت شبكة "إن بي سي" بأن رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، جون ثون، أُطلعا على الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية في إيران. ومن جانبه، اعتبر مايك جونسون في بيان له الضربة الأميركية بأنها تمثل سياسة "أميركا أولاً" من خلال القوة. وتعهد ترامب على مدار الأشهر الماضية بتجنب الحروب الخارجية، غير أنه أصدر أخيراً تصريحات متضاربة، قبل أن يهدد الإيرانيين بضرورة "الاستسلام غير المشروط"، وألمح إلى إمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وردد ما رددته إسرائيل على مدار الأشهر الماضية بأنّ "الهدف منع إيران من صنع قنبلة نووية"، كذلك رفض تقييم الاستخبارات الأميركية التي قالت على لسان مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، إنّ إيران لا تصنع قنبلة نووية. وكشف مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز أنّ الطائرة الشبحية B-2 أسقطت 6 قنابل خارقة للتحصينات تزن الواحدة منها 30 ألف رطل على موقع فوردو النووي، كذلك أسقطت قنبلتين خارقتين للتحصينات على موقع نطنز، إضافة إلى إطلاق 30 صاروخاً على موقعي نطنز وأصفهان. وأضاف مسؤول أميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه أنّ الطائرة B-2 التي ضربت المواقع النووية الإيرانية حلّقت دون توقف لمدة نحو 37 ساعة تقريباً من قاعدتها في ولاية ميزوري، وأنها تزوّدت بالوقود عدة مرات في الجو.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
تفاصيل الضربة الأميركية على إيران.. قنابل خارقة للتحصينات تستخدم لأول مرة
استخدمت الولايات المتحدة الأميركية، قنابل "خارقة للتحصينات" لأول مرة، في الضربات التي شنتها، في وقت متأخر السبت على إيران. واستهدفت الضربات، ثلاثة مواقع نووية هي فوردو ونطنز وأصفهان. وقال مسؤول أميركي، وفق ما نقلته وكالة أسوشييتد برس، اليوم الأحد، إنّ الجيش الأميركي استخدم قنابل "خارقة للتحصينات" في هجومه على منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب الوقود النووي، التي بنيت في عمق جبل. وتستخدم القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل والمعروفة باسم جي بي يو-57 (الذخيرة الضخمة المخترقة)، وزنها وقوتها الحركية الهائلة لاختراق الأرض ثم الانفجار. وكانت الهجمات على إيران هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه القنابل في القتال. وكشف مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز أنّ الطائرة الشبحية B-2 أسقطت 6 قنابل خارقة للتحصينات تزن الواحدة منها 30 ألف رطل على موقع فوردو النووي، كذلك أسقطت قنبلتين خارقتين للتحصينات على موقع نطنز، إضافة إلى إطلاق 30 صاروخاً على موقعي نطنز وأصفهان. وأضاف المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه أنّ الطائرة B-2 التي ضربت المواقع النووية الإيرانية حلّقت دون توقف لمدة نحو 37 ساعة تقريباً من قاعدتها في ولاية ميزوري، وأنها تزوّدت بالوقود عدة مرات في الجو. رصد التحديثات الحية القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات... أمل إسرائيل باختراق "فوردو" وشاركت غواصات أميركية أيضاً في الهجمات على إيران، حيث أطلقت حوالى 30 صاروخاً من طراز توماهوك للهجوم البري، وفقاً لمسؤول أميركي آخر، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. ولم تتضح الأهداف التي استهدفتها تلك الصواريخ. وقد تعرّض موقعان نوويان إيرانيان آخران غير فوردو للهجوم، وهما أصفهان ونطنز. وقال مذيع في قناة فوكس نيوز إنّ "الولايات المتحدة محت تماماً منشأة فوردو النووية باستخدام 6 قنابل خارقة للتحصينات، رغم أنّ التقديرات تشير إلى أنّ قنبلتين كافيتان لذلك، كذلك دُمِّر موقعان نوويان آخران في نطنز وأصفهان باستخدام 30 صاروخ توماهوك أُطلِقا من غواصات أميركية على بعد نحو 400 ميل". وأضاف أنّ الجميع "خارج نطاق الخطر في الوقت الحالي، ولكن ذلك لا يعني أن المواقع الأميركية في المنطقة ليست مهددة، وتجري مراقبة رد إيران المحتمل طوال الليل". Image وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الجيش الأميركي نفذ ضربات دقيقة وضخمة استهدفت المنشآت النووية الثلاث الرئيسية في إيران بهدف تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووضع حد للتهديد الذي تشكله. وقال ترامب، مساء السبت: "الليلة أخبر العالم بأنّ الضربات حققت نجاحاً عسكرياً كبيراً. لقد دُمِّرَت منشآت التخصيب النووي الإيرانية بشكل كامل وتام". ودعا ترامب في خطاب للأميركيين بعد الضربة العسكرية، إيران إلى أن تختار "السلام الآن"، محذراً "من أنها إذا لم تفعل فستكون الضربات القادمة أعظم وأسهل بكثير"، وشدد على أنه "لا يمكن لهذا أن يستمر، فإما أن يكون هناك سلام، وإما أن تكون هناك مأساة أكبر بكثير مما شهدناه الأيام الماضية". وقال ترامب، عبر حسابه الرسمي على منصة "تروث سوشال"، إنّ "حمولة كاملة من القنابل" أُلقيت على الموقع الرئيسي في فوردو، مشيراً إلى أنّ "جميع الطائرات المشاركة في العملية غادرت المجال الجوي الإيراني وعادت إلى قواعدها بسلام". ووصف الرئيس الأميركي العملية ضد إيران بأنها تمهّد لما أسماه "وقت السلام". وحدد ترامب المواقع الثلاثة التي ضُربت بأنها المنشأة الجبلية في فوردو، ومحطة تخصيب أكبر في نطنز، وهي التي ضربتها إسرائيل قبل عدة أيام بأسلحة أصغر. أما الموقع الثالث، فهو الواقع بالقرب من أصفهان القريبة، الذي تعتقد الولايات المتحدة أن إيران تحتفظ فيه بيورانيوم مخصب. وبعد إلقاء القنابل، قال ترامب: "آلان هو وقت السلام"، وكتب على منصته "تروث سوشال": "فورو انتهى". (أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
مهمّات قذرة لتأسيس التعايش بالإخضاع
وقعت الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وتغيّرت ملامح المنطقة، بغضّ النظر عن النتيجة التي ستُفضي إليها هذه الحرب. وفي أفضل الأحوال بالنسبة لإيران، ستخرج دولةً محطّمةً، وستحتاج وقتاً طويلاً لترميم جراحها، إن استطاعت ذلك أصلاً. عبّر المستشار الألماني فريدريتش ميرز بأدقّ صورة عن واقع الحرب الجارية، وذلك خلال مشاركته في قمّة مجموعة الدول الصناعية السبع ( كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) في كندا، فأعرب عن دعمه الضربات الواسعة التي تنفّذها إسرائيل ضدّ إيران منذ يوم الجمعة (13/6/2025)، قائلاً: "هذه مهمّة قذرة تؤدّيها إسرائيل نيابةً عنّا جميعاً"، وقدّم ألمانيا أحدَ ضحايا النظام الإيراني، متمنّياً زوال هذا النظام نتيجة الضربات. نعم، إنّ "المهمات القذرة"، التي تُنفَّذ خدمةً للمصالح الغربية هي ما يوجّه السياسات العالمية اليوم، قامت بها الدول الغربية نفسها، وتحديداً الولايات المتحدة، أم نفّذتها أدواتها المنتشرة في هذا الموقع أو ذاك. لقد بات التفريق بين العدو والصديق خاضعاً لمعيار وحيد، المصلحة الغربية، بصرف النظر عن أيّ اعتبارات أخلاقية أو حقوقية. أمّا الحرب الإسرائيلية القائمة، فلم تكن لتقع لولا أنها تصبّ في خدمة هذه المصالح الأميركية. وأمّا الحديث عن أنّ بنيامين نتنياهو أقنع دونالد ترامب بالحلّ العسكري، فذلك لا يتناسب مع شخصية ترامب الذي يرى كلّ شيء من منظور رجل أعمال عقاري، لا يدخل صفقة من دون أن يخرج منها رابحاً. وهذا بالضبط ما وفّره له نتنياهو، حين طرح عليه معادلةً مفادها: إذا نجحنا، فأنت الرابح؛ وإذا فشلنا، فالخسارة عليّ. ومن المرجّح أنّ هذه الرؤية جاءت مدعومةً بتقديرات عسكرية أميركية تُرجّح نجاح العملية بنسبة شبه مطلقة، وهو ما جعل الضوء الأخضر الأميركي أقرب إلى صفقة محسوبة، لا إلى قرارٍ مبنيٍّ على قناعة استراتيجية، ترى أبعد من اللحظة السياسية الراهنة. ما يُرسم اليوم، هو عالم يسوده منطق الغابة وتنظّمه الفوضى، وسلسلة متواصلة من "المهمات القذرة" تجاه الضعفاء لن تُكلّف الحرب على إيران ما كلّفته الحروب التي خاضتها الإدارات الأميركية السابقة، ولن تؤثّر سلباً في شعبية الرئيس الأميركي داخل قاعدة ماغا، إذ لا يحمل خطاب ترامب أيّ بُعد تحرّري أو ادّعاء بنشر الديمقراطية، على غرار ما رُوِّج في حروب الولايات المتحدة على كلّ من فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها، فليست هناك قوات أميركية بصدد النزول إلى الأرض لتحرير إيران، وليس هناك جنود يسيطرون على الأرض ويحكمون الشعب الايراني، حتى لو تدخّلت الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، فسيقتصر هذا على شنّ ضربات جوّية مدمّرة، مُستهدِفةً موقع فوردو، الذي استعصى على الطيران الإسرائيلي، وهو يحتاج قنابل قوية وشديدة الانفجار، لا أحد يملكها سوى الولايات المتحدة. وبعد التدمير الذي سيتسبّب به الطيران، ستترك إيران الجريحة لمصيرها طالما أن الهدف، وفقاً للخطابَين الأميركي والإسرائيلي، قد تحقّق بتدمير المشروع النووي الإيراني. ما إن نجحت الضربات الإسرائيلية الأولى، حتى بدا ترامب ناطقاً رسمياً باسم الحرب، لم يكتفِ بدعوة إيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، بل تحدّث بلغة الأنا العسكرية، كما في قوله: "سيطرتنا الآن كاملة وشاملة على الأجواء الإيرانية"، وطالب سكّان طهران بالمغادرة، وكأنّ الحرب تُخاض باسمه شخصياً. فلولا التسليح الأميركي الاستثنائي، لما امتلكت إسرائيل القدرة على تنفيذ هذه الضربات، إذ حصلت على أسلحة متطوّرة لا تتاح حتى لأقرب حلفاء واشنطن. هذه الترسانة، التي جعلت من إسرائيل الدولة الأكثر تفوقاً عسكرياً في المنطقة، لم تكن لتحقّق هذا التفوّق لولا المساعدات العسكرية الأميركية الحاسمة، التي ساعدتها على مدى سنوات في بناء وتوسيع قدراتها الهجومية والدفاعية. لا يمكن توصيف ما يجري إلا حرباً عدوانيةً على إيران، ولسنا نقول هذا دفاعاً عنها، بل دفاعاً عن قواعد الصراع وأسسه، التي أقرّتها القوانين والأعراف الدولية، والتي سحقتها إسرائيل والولايات المتحدة في هذه الحرب، من دون مبرّر حقيقي، سوى الادّعاء الإسرائيلي بأن إيران قد تشكّل خطراً وجودياً، إذا امتلكت يوماً ما سلاحاً نووياً. اعتدت إيران في دول عدة في المنطقة، واعتداءاتها مدانة، ففي كلّ صراع هناك مُعتدٍ ومُعتدى عليه، هناك ضحيّة وهناك جلّاد. وفي الحالة السورية، كانت إيران الجلّاد والشعب السوري الضحية. أمّا اليوم، فإسرائيل والولايات المتحدة هما الجلّادان، وإيران هي الضحيّة. فالأنظمة لا تدفع فاتورة الحروب، إنما الشعوب وحدها التي تدفع، والشعب الإيراني هو من يدفع الفاتورة اليوم. تتجاوز هذه الحرب حدود إيران، إذ تعيد رسم قواعد الصراع عالمياً، إنها تُذكّر بالدور الذي لعبته الحرب الأميركية على العراق في سبيل تحرير الكويت، وهي الحرب التي أسّست بعمق لعالم ما بعد الحرب الباردة، والانتقال من نظام القطبَين إلى عالم أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة. لكن أميركا يومها سعت إلى الحصول على الشرعية الدولية، وأسّست تحالفاً واسعاً، ووضعت الحرب تحت مظلّة الأمم المتحدة. بعد هجمات يوم 11 سبتمبر (2001)، تبدّلت المعادلة، غزت العراق من دون تفويض دولي، وأسقطت نظام صدّام حسين، ودمّرت الجيش العراقي، وأقامت نظاماً طائفياً تحت ذرائع عن أسلحة دمار شامل وصلاته المفترضة بـ"القاعدة"، وهي ذرائع تبيّن لاحقاً زيفها. تتجاوز هذه الحرب حدود إيران فتعيد رسم قواعد الصراع عالمياً، وتُذكّر بالدور الأميركي في حرب تحرير الكويت أمّا اليوم، في عهد ترامب ونتنياهو، ومع صعود قادة يتعاملون مع القانون عائقاً لا مرجعيةً، تُتجاوَز كلّ القواعد التي أرستها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية. فمع وصول ترامب إلى ولايته الثانية، بدأ يلوّح بالحروب، حتى ضدّ الحلفاء، كما فعل في تهديده باستخدام القوة ضدَّ الدنمارك إذا رفضت بيع جزيرة غرينلاند، وليس مستغرباً أن يستخفّ ترامب، الذي لا يعير القوانين الداخلية وزناً ويعتبر نفسه فوقها، بالقوانين الدولية، وهو الذي يتجاهل المؤسّسات الدولية، وينسحب منها الواحدة تلو الأخرى. تمنح هذه القوة العظمى دعماً غير مشروط لنتنياهو ليخوض حروباً وفق مزاعمه عن "التهديد الوجودي"، في تجاهل لكلّ القيم والمواثيق. وفي ظلّ هذا الاستباحة للحريات وانتهاك القانون الدولي، وتدمير حدود الدول وحقوق البشر الأساسية في الحياة والطعام والشراب، من أميركا إلى إسرائيل، فإن ما يُرسم اليوم، هو عالم يسوده منطق الغابة وتنظّمه الفوضى، وسلسلة متواصلة من "المهمات القذرة" تجاه الضعفاء، إذ يستطيع القوي أن يفعل ما يشاء، ويُسحق الضعفاء (دولاً وأفراداً) بلا هوادة.