
باستخدام الدم وقشر البيض.. فنان بمهمة لنسخ الفنون الصخرية القديمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وتحت الشمس الحارقة، تبع ستيفن تاونلي باسيت، الذي كان يبلغ من العمر 14 عامًا آنذاك، عمّه باتجاه مكان مظلّل وفرته إحدى الكهوف العديدة المنتشرة بين جبال "سيدربيرغ" في مقاطعة كيب الغربية جنوب إفريقا.
انبهر المراهق ممّا رآه، فتناثرت على واجهة الصخرة لوحة فنية مذهلة لأشكال نصف حيوانية ونصف بشرية، وجعله ذلك يتساءل: من صنع هذا العمل؟ ومتى صنعوه؟ ولماذا؟ولكن أكثر ما أثار فضوله هو كيفية صُنِع العمل بالتحديد.
أصبح باسيت "مهووسًا" بالعثور على الإجابات منذ خروجه من ذلك الكهف، وأمضى الفنان المولود في كيب تاون عقودًا في زيارة آلاف مواقع الفن الصخري القديمة المنتشرة في البلاد، ليُنتج نسخًا بالغة الدقة لمحاولات البشر الأولى في عالم الرسم.نسْخ الأعمال ليس أمرًا جديدًا، ولكن أعمال باسيت ليست نسخًا طبق الأصل.لا يستخدم الفنان ألوانًا أو فرشًا تجارية لصنع أعماله، فهو لا يستخدم إلا المواد والأدوات التي كانت متاحة لشعب "سان" الأصلي (الذي اعتمد على الصيد وجمع الثمار) عند ابتكاره هذه التصاميم منذ 10 آلاف عام تقريبًا.قال باسيت لـ CNN: "الأمر يتعلق بفهم ما كان في قلوب وعقول من رسموا اللوحات.. لا أريد صنع نُسَخ أو أعمال فنية غريبة فحسب. منذ البداية، أردت أن يكون عملي دقيقًا للغاية بحيث يمكن للباحثين والأكاديميين استخدامه كمرجع".
شعب "سان" هم السكان الأصليون في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا تزال العديد من المجموعات المعتمِدة على الصيد وجمع الثمار موجودة حتى يومنا هذا في ناميبيا، وبوتسوانا، وجنوب إفريقيا، ودول أخرى في المنطقة.بقايا لوحاتهم ونقوشهم لا زالت ظاهرة في آلاف المواقع في جميع أنحاء القارة، ويصل عددها إلى 7 آلاف عمل في جبال "سيدربيرغ" وحدها، وفقًا لمنسق الفنون الصخرية المحلية، لوندي ندزيما.
اعتُقِد سابقًا أنّ أعمالهم الفنية، التي تُظهر الحيوانات والبشر، وهجينًا من الاثنين أحيانًا، تجسِّد مشاهد من الحياة اليومية، ولكن تغيّر الفكر الأكاديمي ليرى أنّ الفن الصخري في جنوب إفريقيا غالبًا ما يعكس صورًا وزخارف ذات أهمية روحية وثقافية، بحسب المتحف البريطاني.يُعتقد أنّ بعض الصور تعكس رؤى شاهدها الـ"شامان" أثناء دخولهم حالات أشبه بالغيبوبة لأداء مهام جماعية مثل شفاء المرضى.وأوضح ندزيما: "عندما كانوا يرسمون، لم يفعلوا ذلك بغرض التزيين فحسب، بل كانت هناك دائمًا قصة وراء ذلك".
بدأ سعي باسيت لإظهار كيفية صنع الفن الصخري بجدية عام 1998 عندما تخلى عن وظيفته في إحدى الشركات لممارسة شغفه.بالنسبة للفنان، تبدأ العملية في أيٍّ من المواقع المزينة بالفن الصخري، من بوتسوانا إلى زيمبابوي، حيث يقضي أيامًا في تصوير، ورسم، وقياس اللوحات المرسومة على جدران الكهوف المختلفة، والنتوءات الصخرية، والصخور الكبيرة.عندما يتعلق الأمر بإعادة إنشاء اللوحات، يرفض باسيت الأدوات الحديثة، فهو يفضّل المواد المتوفرة في الموقع فقط، ولكن التكنولوجيا الحديثة خيار مُتاح خلال عملية التحضير. على سبيل المثال، عند فحص فن صخري لأسدٍ يقفز بين قطيع من الماشية عن قرب، يرتدي باسيت عدسات مكبّرة للأسنان، وهي عبارة عن جهاز تكبير يُستخدم في العمليات الجراحية، لتوثيق كل نقطة وضربة فرشاة.ومن ثمّ يعود الفنان إلى الاستوديو الخاص به في بلدة كوماني في كيب الشرقية، حيث يستعين بمختلف الأصباغ، والمواد اللاصقة، والأدوات التي صممها لتوثيق الأعمال القديمة.
إعادة إنتاج المواد المستخدمة كانت عملية استغرقت عقودًا من المحاولة والتعلم من الأخطاء.
وخلالها، اكتشف باسيت أنّ البيض، والدم، وشحم نخاع الحيوانات تُعدّ مواد لاصقة جيّدة، بينما أثبتت فضلات الطيور الجارحة، وقشور بيض النعام المسخّنة بالنار فائدتها الكبيرة في صنع الصبغة البيضاء، التي تُعدّ من أصعب الألوان التي يمكن حصول عليها من بين الألوان الأربعة الأساسية التي تهيمن على الفن الصخري (الأحمر، والأصفر، والأسود، والأبيض).
بعد تأليف ثلاثة كتب عن الفن الصخري، والعمل مع علماء من جنوب إفريقيا وفرنسا فيما يتعلّق بتركيبة الأصباغ، يأمل باسيت أن تُشكّل أعماله "أداة بحث" لأجيال من المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا القادمين.
تابعة لإسبانيا..نظرة على وجهة استثنائية تقع وسط شمال إفريقيا
ويستمد الفنان الكثير من المتعة والرضا من المجال الذي يعمل فيه، وشكّل ذلك "قوة دافعة" صرفته عن العودة إلى عالم الشركات.ولكن هناك دافع آخر لما يقوم به، وهو تَقَدُّم الزمن الذي لا يتوقف.وتَفَاقم التآكل الطبيعي للفن الصخري، سواءً بسبب الطقس أو احتكاك الحيوانات بها، بسبب أضرار من صنع الإنسان. وفي كهفٍ موجود في مزرعة بمنطقة "ستورمبيرغ" في كيب الشرقية مثلاً، يشعر باسيت بالأسى لأنّ شخصًا ما كتب اسمه على لوحة مذهلة لظبيٍ يقفز.يرى باسيت أنّ الالتزام الحكومي الأكبر والوعي الجماعي بالفنون الصخرية يمكن أن يلعبا دورًا محوريًا في الحفاظ عليها، مستشهدًا بعمل رائد السياحة في مجال الفن الصخري، ثاباتاني تشاكا، في كيب الشرقية كمثال على الجهود الإيجابية المبذولة.يُنظم تشاكا وزوجته فينديل، وهما من بلدة "تلوكونغ"، جولات في مواقع الفن الصخري المحلية لتثقيف السكان المحليين والسياح على حدٍ سواء عن الأهمية الثقافية والروحية للوحات.
من مصر إلى المغرب..اكتشف أكثر التجارب متعة في صحاري إفريقيا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 21 دقائق
- رواتب السعودية
فيديو: مصادر إسرائيلية: سنقبل بوقف إطلاق النار مع إيران إذا وافق خامنئي
نشر في: 23 يونيو، 2025 - بواسطة: علي احمد شاهد فيديو شاهد الفيديو: مدة الفيديو : 00:01:25 المصدر


24 القاهرة
منذ 21 دقائق
- 24 القاهرة
بعد 24 مباراة.. فيفا ينجح في بيع أكبر عدد من التذاكر لمباراة بمونديال الأندية للمرة الأولى
نجح الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في بيع أكبر عدد من التذاكر في مباراة ببطولة كأس العالم للأندية 2025 للمرة الأولى على مستوى المسابقة. ويأتي ذلك بعد معاناة الاتحاد في الفترة الأخيرة من عمليات البيع الخاصة بالتذاكر، حيث لم يكن هناك إقبال كبير مؤخرًا على تذاكر المباريات. الأهلي يتصدر.. 5 فرق لا تعرف طريق المرمى في كأس العالم للأندية موعد مشاهدة مباراة يوفنتوس والوداد الرياضي بث مباشر عبر القنوات الناقلة في كأس العالم للأندية الفيفا ينجح في بيع أكبر عدد من التذاكر في مباراة بمونديال الأندية وأكدت العديد من التقارير الصحفية الأمريكية أن الأمر استغرق 24 مباراة في بطولة كأس العالم للأندية؛ من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من التذاكر في مباراة واحدة. وأضافت التقارير أن جماهير نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، في ملعب هارد روك بجانب مشجعي بايرن ميونيخ الألماني انتشروا بشكل كبير في اللقاء الذي أقيم بين الطرفين يوم الجمعة الماضي، وللمرة الأولى حقق فيفا مبيعات ضخمة من تذاكر تلك المباراة، حيث تم بيع حوالي 63.587 تذكرة. جدير بالذكر أن ملعب هارد روك استضاف 3 مباريات من أصل 4 في بطولة كأس العالم للأندية، حيث جذبت مباراة ريال مدريد والهلال 62،415 مشجعًا، أما المباراة الافتتاحية للبطولة بين إنتر ميامي والأهلي استقطبت حوالي 60،927 مشجعًا. وكانت مباراة باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد من أبرز المباريات التي سجلت حضورًا كبيرًا في الملعب أيضًا، والتي انتهت بفوز الفريق الباريسي بنتيجة 4-0.


تحيا مصر
منذ 21 دقائق
- تحيا مصر
إطلاق "إيبوريا" جهاز الليزر المنزلي في مصر
بعد تحقيق نجاحات لافتة في الأسواق الأوروبية والخليجية، أعلنت "إيبوريا" – العلامة التجارية الرائدة في مجال العناية الشخصية للسيدات – عن إطلاق أحدث إصداراتها من أجهزة الليزر المنزلي لإزالة الشعر بتقنية IPL في السوق المصري، لتقدم لكل امرأة تجربة احترافية وآمنة داخل منزلها، تجمع بين الخصوصية، الجودة، وسهولة الإستخدام . تتمتع "إيبوريا" بخبرة طويلة في مجال أجهزة الليزر المنزلية، مكّنتها من تطوير منتج يلبي أعلى المعايير العالمية، وجاء هذا الإطلاق استجابة للتغييرات الملحوظة في السوق المصري، حيث تزايد توجه السيدات نحو الحلول المنزلية كبديل أكثر راحة وأماناً، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار العيادات، والزحام، وطول الانتظار، إضافة إلى المشاكل الجلدية الناتجة عن ضعف التعقيم في بعض المراكز. يتميز جهاز "إيبوريا" لإزالة الشعر بمليون ومضة تكفي للاستخدام طويل الأمد، بجانب 5 مستويات طاقة تناسب مختلف أنواع البشرة، ونظام نبضات تلقائي ويدوي لمرونة في التحكم، بالإضافة إلى نظام تبريد ثلجي فوري لحماية البشرة الحساسة وتقليل الشعور بالحرارة. ويعد الجهاز مناسب لجميع مناطق الجسم، بما فيها المناطق الحساسة والوجه، كما أن تصميمه أنيق وخفيف الوزن وسهل الحمل والإستخدام . ولا تقتصر "إيبوريا" على الجهاز فقط، بل تهتم بأدق التفاصيل التي قد تحتاجها كل سيدة للحصول على تجربة متكاملة وآمنة من اليوم الأول، وتطلق "إيبوريا" كريمات طبية مرطبة لما بعد الجلسة، تتضمن شفرات حلاقة مخصصة لتحضير البشرة قبل الجلسة، ونظارات حماية عالية الجودة لضمان أقصى درجات الأمان أثناء الإستخدام . من جانبها قالت إدارة "إيبوريا" : "نحن نؤمن بأن كل سيدة تستحق تجربة تجميل احترافية وآمنة، بدون تعقيد أو تكلفة مبالغ فيها، ولذلك عملنا على تطوير منتج يجمع كل عناصر الجودة والأمان والراحة، حيث أن جهازنا هو استثمار حقيقي في الجمال الشخصي، يلبي حاجة المرأة العصرية في مصر التي تبحث عن نتائج فعالة دون التنازل عن الخصوصية أو الوقت.