
عجز الموازنة الروسية.. وأسعار النفط
عجز الموازنة الروسية.. وأسعار النفط
مع استمرارالحرب الروسية - الأوكرانية، وقبل الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، وبالتحديد في الأسبوع الأول من يونيو الجاري، تصدرالروبل الروسي لائحة الأفضل أداء بين العملات العالمية، وفق «بنك أوف أميركا»، محققاً مكاسب تتجاوز 40 في المئة.
وقد شكّل هذا الارتفاع تحولاً حاداً عن العامين الماضيين اللذين شهدا تراجعاً في قيمة العملة الروسية. ولعل أهم أسباب قوة الروبل، الذي استفاد من ضعف الدولار الأميركي، تعود إلى «قفزة مفاجئة» في ثقة المستثمرين الأجانب، في ظل تشديد ضوابط رأس المال، وقيود الصرف الأجنبي. إضافة إلى ارتفاع أسعار الفائدة، رغم تراجعها مؤخراً إلى 20 في المئة، بعدما استقرت عند 21 في المئة منذ أكتوبر الماضي.
وبما أن الحكومة الروسية تلزم كبار المصدرين بإعادة جزء من أرباحهم الأجنبية إلى البلاد واستبدال الروبل بها في السوق المحلية، فقد زاد الطلب على النقد الوطني.
وأظهرت بيانات البنك المركزي، أن مبيعات العملات الأجنبية من قبل أكبر المصدرين بلغت 42.5 مليار دولار خلال أربعة أشهر (بين يناير وأبريل 2025) بزيادة 6 في المئة مقارنة بأربعة أشهر سابقة. ولكن على الرغم من قوة الروبل الحالية، يحذر المحللون من أنه قد لا يكون مستداماً، وهو يخضع لتقلبات أسعار النفط، الذي يعتبر ركيزة أساسية في اقتصاد التصدير الروسي. مع الأخذ بالإعتبار أن انخفاض أسعار النفط إلى جانب ارتفاع قيمة الروبل، يؤدي إلى تآكل عائدات النفط والغاز.
وشكّل انخفاض الأسعار حول 60 دولاراً للبرميل، خلال الخمسة أشهر الماضية (يناير–مايو)، ضربة لموازنة روسيا، إذ تراجعت إيراداتها من النفط والغاز بنسبة 14.4 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتوقعت وزارة المالية، وفق المعايير المحدثة لتوقعات التنمية الاقتصادية والإجتماعية، تراجع الإيرادات بنحو 56 مليار دولار بنهاية العام الحالي. ومع تداول «خام الأورال» دون حد الستين دولاراً، اضطرت الحكومة إلى السحب من احتياطات «صندوق الرفاه الوطني»، وبدلاً من أن تضخ نحو 1.8 تريليون روبل إضافية من عائدات النفط والغاز في الصندوق، باتت تتوقع عجزاً مالياً بنحو 447 مليار روبل، ما يزيد من احتمالات أن تلجأ إلى سحب احتياطيات أكثر خلال الأشهر المقبلة.
لقد كان هذا الوضع قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية– الإيرانية التي بدأت في 13 يونيو الجاري، بتصعيد مستمر، وبتداعيات متعددة ومتنوعة، وتحمل سلبيات وإيجابيات، وفق تطور المصالح، وتشمل ارتفاع أسعار النفط، حيث قفز سعر البرميل فوق 76 دولاراً، وربط المراقبون تطور مسيرة ارتفاعه، بتطور تصعيد الحرب وتأثيرها على الأسواق العالمية، وطرق الإمداد، وكذلك استمرار حالة «عدم اليقين» إزاء التطورات «الجيوسياسية»، التي تشمل الحرب التجارية، وحرب العملات بين مختلف الكتل والتحالفات السياسية والاقتصادية.
ومع الأخذ بالاعتبار ما حصل خلال الأيام الأولى من الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير 2022، إذ ارتفعت أسعار النفط من 90 إلى 120 دولاراً للبرميل، يؤكد المحللون أن يتجاوز السعر المئة دولار، مع تصعيد تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران، ولا يستبعد المراقبون ارتفاع سعر البرميل إلى 150 دولاراً.
تبقى الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز، من شأنه أن يعوّض روسيا ما فاتها من أرباح خلال الخمسة أشهر الماضية، ويسهم في تغطية العجز المالي في موازنة العام الحالي، وقد يوفّر فائضاً مالياً يعزز احتياطات «صندوق الرفاه الوطني».
*كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 42 دقائق
- البوابة
الذهب يفقد بريقه رغم تصاعد التوترات ويسجل أول خسارة أسبوعية في شهر
تراجعت أسعار الذهب خلال الأسبوع المنقضي، مسجلة أول خسارة أسبوعية لها منذ نحو الشهر، في هبوط مفاججئ رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي تعد عادة عاملا داعما للطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات الأزمات. وتراجع الذهب إلى ما دون مستوى 3400 دولار للأوقية، ليستمر بعد ذلك في مسار هبوطي تدريجي دون تراجعات حادة، حتى لامس مستوى قرب 3384 دولارا، وفقا لبيانات منصة "ماركت ووتش". وتأتي هذه الخسارة الأسبوعية رغم أجواء الترقب والقلق المسيطرة على الأسواق العالمية، وسط احتمالات متزايدة لتوسع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، وهو ما كان من المتوقع أن يدفع المستثمرين إلى زيادة مراكزهم في الذهب. ويعزى هذا الأداء الضعيف، بحسب محللين، إلى عاملين رئيسيين، أولهما صعود الدولار الأمريكي بشكل واضح خلال الأسبوع، مستفيدا من تحوله إلى ملاذ آمن للمستثمرين، وهو ما يشكل ضغطا تقليديا على أسعار الذهب. أما العامل الثاني، فيتعلق باحتمالية أن تكون موجة الصعود القوية للذهب منذ بداية عام 2025 قد استنفدت زخمها مؤقتا، بعد تسجيله مستويات تاريخية خلال الربعين الماضيين، مما قلل من قدرة الأخبار الجيوسياسية على تحفيز مزيد من الصعود. وعلى صعيد السياسة النقدية، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع الإشارة إلى أن اللجنة لا تزال تتوقع خفضين للفائدة خلال العام الجاري. ورغم أن هذا الموقف كان متوقعا، إلا أن التحديث ربع السنوي لتوقعات النمو الاقتصادي أظهر توقعات بتباطؤ أداء الاقتصاد الأمريكي في الأجل القريب إلى المتوسط، وهو ما يعد عادة عاملا داعما لتوجه المستثمرين نحو الذهب كتحوط من تدهور الأوضاع الاقتصادية. في الوقت نفسه، صدرت هذا الأسبوع بيانات اقتصادية ضعيفة، كان أبرزها تقرير مبيعات التجزئة الذي جاء دون التوقعات، مما زاد من القلق بشأن قوة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة. كما سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية أداء سلبيا على مدار الأسبوع، متأثرة بأجواء التوتر السياسي والميداني في المنطقة، ومع ذلك، لم ينعكس هذا التراجع في شهية المخاطرة بزيادة ملحوظة في الطلب على الذهب، الذي ظل عاجزا عن العودة فوق مستوى 3400 دولار. ويرى الخبراء أنه إذا استمر غياب المحفزات القوية أو تجددت المخاوف من عمليات تصحيح في الأسواق، فقد نشهد تسارعا في وتيرة جني الأرباح على الذهب، خاصة مع سعي المستثمرين إلى تسييل مراكزهم الرابحة من المعدن الأصفر لتعويض خسائرهم في الأصول الأخرى، وعلى رأسها الأسهم. ومع استمرار الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية في المشهد العالمي، يبقى الذهب في وضع دقيق بين احتمالات استعادة الزخم الصعودي، أو الدخول في موجة تصحيح أكثر حدة خلال الأسابيع المقبلة.


البوابة
منذ 42 دقائق
- البوابة
الملاجئ ترهق ميزانية إسرائيل..100 مليون شيكل للبناء والتجديد
تعتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية، إنشاء ألف ملجأ عام إضافي في جميع أنحاء إسرائيل، وتجديد 500 ملجأ قديم، بتكلفة تبلغ 100 مليون شيكل (الدولار يساوى 3.50 شيكل). وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الإسرائيلية اليوم /السبت/ أن الخطوة جاءت بعد موافقة الحكومة مؤخرًا على المشروع، وإقرار تدابير دفاع مدني جديدة في أعقاب أيام من إطلاق الصواريخ الإيرانية المكثفة. وسلطت وسائل الإعلام، الضوء بعد الهجمات، على النقص في الحماية المناسبة للسكان المدنيين في إسرائيل، حيث أفادت تقارير بأن نحو ربع السكان لا يمكنهم الوصول إلى أي ملجأ وأن العديد من الملاجئ المتاحة غير خاضعة لصيانة مناسبة. ووفقًا لجمعية البنائين، فإن أكثر من نصف المنازل في إسرائيل (بنسبة57%) لا تحتوي على غرفة أمان حتى عام 2024. وعلى الرغم من أن المنازل التي بُنيت بعد عام 1993 يُشترط أن تحتوي على غرف أمان، إلا أن العديد من الأحياء القديمة في إسرائيل تفتقر إلى هذا النوع من الحماية. وتشكل الملاجئ شريان حياة للإسرائيليين من الهجمات الصاروخية الإيرانية، وتم بناء شبكة ملاجئ منذ عقود في إسرائيل، وحوالي 65% من السكان لديهم إمكانية الوصول إلى ملاجئ شخصية أو عامة، خاصة في المباني الحديثة، لكن 30% من السكان ليس لديهم ملاجىء. وتم إنشاء ملاجئ إضافية مؤخرًا في الشمال، حتى في محطات الحافلات، للحماية من أي تصعيد محتمل من جهات متعددة. والملجأ عادة ما يتكون من جدران خرسانية مسلحة وباب حديدي ثقيل ومحكم الإغلاق يفتح للخارج ومجهز المعيشة. ومع استمرار التصعيد مع إيران برزت أهمية هذه الملاجئ للكثيرين في إسرائيل، إذ توفر لهم الأمان والغذاء والشعور بالأمن في ظل حالة عدم اليقين. وخفضت مؤسسة "جي بي مورجان" من توقعاتها لنمو الاقتصاد الإسرائيلي ورفعت تقديراتها لعجز الموازنة الحكومية بسبب اندلاع النزاع مع إيران. ويتوقع البنك الأمريكي الاستثماري نموًا اقتصاديًا لإسرائيل بنسبة 2 في المئة خلال العام الجاري 2025، مقابل 3.2 في المئة في توقعات سابقة، مشيرا إلى أن العجز المالي في الموازنة الحكومية من المرجح أن يقفز إلى 6.2 في المئة مقابل 5 في المئة في تقديرات سابقة.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
أسعار النفط تقفز في أسبوع مضطرب مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران
ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد خلال الأسبوع المنقضي عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل على إيران، ما دفع المنتجين الأمريكيين إلى التحرك سريعا لتأمين أرباحهم من هذا الصعود، في موجة تحوط قياسية لمواجهة تقلبات الأسعار المستقبلية. وأغلق خام "برنت" تعاملات الجمعة عند مستوى 77.01 دولار للبرميل، في حين استقر خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 75 دولارا، وسط موجة صعود شجعت شركات النفط الأمريكية على تكثيف عقود التحوط حتى عام 2026. وعلى مدار الأسبوع، سجل خام برنت مكاسب بنسبة 3.6%، بينما ارتفعت العقود الأمريكية الأقرب أجلا بنسبة 2.7%. وسجلت منصة "إيجيس هيدجينج"، التي تتولى التحوط لنحو 25 إلى 30% من الإنتاج الأمريكي وفقا لتقديراتها الداخلية، حجم تداولات غير مسبوق خلال الاسبوع الماضي. وقفزت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 7% في جلسة 13 يونيو لتصل إلى حوالي 73 دولارا للبرميل، في أكبر مكسب يومي منذ يوليو 2022، عقب الضربة الإسرائيلية لإيران. وكانت الأسعار قد تراجعت في مايو إلى 57 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى في أربع سنوات، نتيجة زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" إلى جانب تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأتاح صعود الأسعار في يونيو فرصة نادرة للمنتجين لتأمين أسعار مستقبلية مجزية لم تتح خلال الأسابيع الماضية. وقال مات مارشال، رئيس "إيجيس هيدجينج": "عندما تتحرك الأسعار بفعل أحداث جيوسياسية وليس بناء على أساسيات العرض والطلب، فإن العقود القريبة تقفز أسرع من العقود طويلة الأجل، ما يؤثر على استراتيجيات التحوط التي يتبعها المنتجون"، مضيفا أن "تأثير الهجوم ربما يمتد لنحو ستة أشهر". وتحتاج شركات النفط الأمريكية إلى سعر لا يقل عن 65 دولارا للبرميل لتحقيق ربحية في عمليات الحفر، وفقا لمسح الاحتياطي الفيدرالي في دالاس للربع الأول من عام 2025. وقال ريت بينيت، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك ماونتن إنرجي" العاملة في حوض بيرميان: "نلتزم بالانضباط ونراقب تقلبات السوق عن كثب، ونقوم بإضافة تحوطات جديدة حين تظهر فرص تسعير مجدية لحماية عائدات الأصول والامتثال لشروط الإقراض القائمة على احتياطياتنا". وتشير "اتفاقيات الإقراض المعتمدة على الاحتياطيات" إلى قروض تمنح بناء على قيمة احتياطيات الشركة من النفط والغاز. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الجمعة، عن فرض عقوبات جديدة شملت كيانات مرتبطة بإيران، منها شركتان مقرهما في هونج كونج، إلى جانب عقوبات متعلقة بمكافحة الإرهاب. واستهدفت العقوبات 20 كيانا وخمسة أفراد وثلاث سفن، وفقا لما ذكره مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة.