logo
هل تُغلق إيران مضيق هرمز؟

هل تُغلق إيران مضيق هرمز؟

العربيةمنذ 4 ساعات

الإجابة البسيطة؛ سيكون خيار اليائس. إيران تعرف جيدًا أن إغلاق مضيق هرمز لا يشبه قصف سفارة أو إسقاط طائرة. إنه خطوة تغير قواعد اللعبة كليًا، وقد تكون مكلفة جدًا لدرجة تجعلها أكثر تهديدًا منها خيارًا واقعيًا. لكنها تبقى ورقة ردع قوية، تستخدمها طهران لرفع الكلفة على أعدائها، ولتقول: «لسنا وحدنا من سيدفع الثمن».
مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، وتنامى الحديث عن دخول أمريكا على خط المواجهة، عادت طهران إلى التلويح بإغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية أهمية وحساسية فى العالم. هذا التهديد، الذى حمله تصريح لرئيس لجنة الأمن القومى فى البرلمان الإيرانى بهنام سعيدى، لم يكن مجرد مناورة إعلامية، بل جاء فى توقيت بالغ الدقة، وفى ظل تحوّل الحرب إلى استنزاف متبادل بين الطرفين، شمل استهداف منشآت طاقة داخل إيران وضربات بصواريخ على مواقع إسرائيلية حساسة وتلويحات باحتمالية «توريط» امريكا فى الحرب.
يمر عبر مضيق هرمز نحو ٢١ مليون برميل من النفط يوميًا، أى ما يعادل خُمس صادرات النفط العالمية، إلى جانب ثلث صادرات الغاز الطبيعى المسال. ويُعد المضيق بمثابة الشريان الحيوى للطاقة العالمية، إذ تمر عبره معظم صادرات الخليج من النفط والغاز نحو آسيا وأوروبا، بما فى ذلك صادرات إيران نفسها. ويقع المضيق بين إيران وسلطنة عُمان، ولا يتجاوز عرضه ٣٣ كيلومترًا، ما يجعله عرضة للتعطيل سواء عبر إغلاق عسكرى مباشر، أو من خلال عمليات تشويش أمنى، كزرع الألغام أو استهداف السفن.
لكن تهديدات طهران، على خطورتها، تصطدم بجملة من الحسابات المعقدة. فإيران نفسها تعتمد على هذا الممر لتصدير نفطها، لا سيما من جزيرة «خرج» التى تصدّر منها ٩٠٪ من إنتاجها. كما أن أى خطوة من هذا النوع قد تضر بحلفائها، خصوصًا الصين التى تستورد أكثر من ٧٥٪ من صادرات النفط الإيرانى، وتمر ناقلاتها بشكل دورى عبر المضيق. يضاف إلى ذلك وجود الأسطول الأمريكى الخامس فى البحرين، والذى أكد مرارًا أن واشنطن لن تسمح بأى تعطيل للممرات البحرية الدولية.
وفى ظل هذه المعطيات، السيناريو الأكثر ترجيحًا ليس إغلاقًا كاملًا، بل تصعيدًا جزئيًا على شكل عمليات تهديد للملاحة، أو استهداف محدود لناقلات نفط، بما يسمح لطهران بإيصال رسالة الردع دون أن تتحمل كلفة باهظة.
استمرار التصعيد قد لا يبقى قرار إغلاق المضيق فى يد طهران وحدها، بل قد تدفعه التطورات العسكرية إلى الواجهة إذا ما تلقت إيران ضربة استراتيجية كبرى، أو إذا اتسعت دائرة الحرب لتشمل دولًا أخرى.
سيناريو الإغلاق، وإن كان شديد الخطورة، ليس مستبعدًا بالكامل، لكنه يبقى أقرب إلى ورقة ردع تستخدمها إيران للضغط والتفاوض، وليس كخيار أولى فى حسابات الحرب. إذ أن كلفته الجيوسياسية قد تكون أشد من عائداته، وقد تؤدى إلى عزلة دولية، وربما إلى تدخل عسكرى واسع النطاق، يعيد رسم مشهد الأمن الإقليمى برمّته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عالم يمضي بعينين مغمضتين.. لـ«المجهول»
عالم يمضي بعينين مغمضتين.. لـ«المجهول»

عكاظ

timeمنذ 26 دقائق

  • عكاظ

عالم يمضي بعينين مغمضتين.. لـ«المجهول»

لا تزال الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران مستمرة من الأسبوع الماضي، برشقات من الصواريخ البالستية، والمسيّرات المفخخة، من دون أن تلوح بادرة في الأفق بأنها ماضية إلى نهاية قريبة. ولأن الشعوب العربية والشرق أوسطية ذهلوا بالتهور الإسرائيلي، والرد الإيراني، ومساعي بنيامين نتنياهو إلى جرِّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للانضمام للحرب، فهم لم يتنبّهوا للتكلفة الإنسانية، والبشرية والاقتصادية الباهظة لحرب نتنياهو؛ الذي ظل يزعم منذ عام 2012 أنه بقيت أيام وأسابيع لتمتلك إيران القنبلة النووية. لم يتساءل أهل المنطقة والعالم ماذا لو لعبت إيران ورقة إغلاق مضيق هرمز؟ وماذا لو أدى أي تدخل أمريكي مباشر لتدمير منشآت البرنامج النووي الإيراني إلى تلوث إشعاعي وكيميائي ستتضرر منه الشعوب الخليجية، والآسيوية، والعربية؛ بل قد تتضرر منه شعوب العالم كله؟ لم يعد وقوع هذه الحرب لغزاً لمن يقرأون ما بين السطور، فقد تعجّل نتنياهو شنّها لضمان بقائه على سُدّة الحكم سنوات أخرى، يعرقل خلالها محاولات محاكمته على فساده. وعلى رغم أن الرئيس دونالد ترمب يطلق تصريحات وتهديدات متضاربة، يشجع فيها نتنياهو على مواصلة ضرب إيران، إلا أن البشَر في أرجاء العالم يأملون بأن يتمسك بتحقيق وعوده الانتخابية بوقف حروب العالم، وإحلال السلام، وإقامة نظام عالمي يعتمد على المصالح، والتبادل العادل. وفي المنطقة العربية والخليجية المطلب الدائم هو: شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي، وأسلحة الدمار الشامل. أخبار ذات صلة

الوقت وحده سيخبرنا .. ترامب يعلق مجددا على ضرب إيران
الوقت وحده سيخبرنا .. ترامب يعلق مجددا على ضرب إيران

أرقام

timeمنذ 39 دقائق

  • أرقام

الوقت وحده سيخبرنا .. ترامب يعلق مجددا على ضرب إيران

علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا على احتمالات انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حملتها العسكرية على إيران. ونشر ترامب مقطع فيديو على منصة "تروث سوشيال" يتحدث عن تهديده بضرب إيران خلال الأسبوعين المقبلين، مع تعليق قال فيه: "الوقت وحده كفيل بأن يخبرنا". والمقطع الذي نشره ترامب مأخوذ من شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، ويتحدث به الكاتب السياسي مارك ثيسن عن نية ترامب وقف البرنامج النووي الإيراني، سواء كان ذلك عسكريا أو بالمفاوضات. وتحدث ثيسن عن "الفرصة الأخيرة" لإيران، في إشارة إلى مهلة أسبوعين حددها ترامب لتقرير ما إذا كان سيوجه ضربة عسكرية لبرنامج طهران النووي. ويأتي المنشور قبيل عقد ترامب اجتماعا لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، حيث يواصل دراسة إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني. وحدد ترامب الخميس مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن إمكان توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران، وأكد الجمعة أنه قد يتخذ قراره بهذا الشأن قبل انقضاء المهلة. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى منشأة "فوردو"، أهم موقع نووي إيراني. والسبت ذكرت "رويترز" أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات "بي 2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر. ويمكن تجهيز القاذفة "بي 2" لحمل القنابل الأميركية "جي بي يو 57" زنة 30 ألف رطل، المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع "فوردو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store