logo
مدير وكالة الطاقة يبلغ مجلس الأمن بالآثار الكارثية للهجمات على المنشآت النووية الايرانية

مدير وكالة الطاقة يبلغ مجلس الأمن بالآثار الكارثية للهجمات على المنشآت النووية الايرانية

الإمارات اليوممنذ يوم واحد

حذر رافائيل ماريانو غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية، من الآثار الكارثية التي قد تسببها الهجمات المسلحة على المنشآت النووية الايرانية، والتي أشار إلى أنها قد تؤدي إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة داخل حدود ايران وخارجها، داعيا في هذا الخصوص إلى التقيد بانتهاج أقصى درجات ضبط النفس.
وفي إحاطته التي قدمها اليوم لأعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعهم الطارئ حول تطورات الصراع الدائر، شدد غروسي على ضرورة عدم استهداف المواقع النووية في إيران، لافتا الى أن الهجمات التي تعرضت لها هذه المنشآت حتى الآن تسببت في تدهور حاد في السلامة والأمن النوويين في إيران، على الرغم من أنها لم تُسفر حتى اللحظة عن أي تسرب إشعاعي يؤثر على الجَمهور، محذراً من وقوع مثل هذا الخطر.
وتعهد مدير الوكالة بمواصلة تقديم تحديثات عامة لمجلس الأمن الدول حول التطورات في جميع المواقع النووية الايرانية، وحول عواقبها الصحية والبيئية المحتملة.
وأعلن أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا النزاع الخطير، معرباً عن استعداده للسفر الفوري والتواصل مع جميع الأطراف المعنية، للمساعدة في ضمان حماية المنشآت النووية واستمرار الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وفقًا لولاية الوكالة، بما في ذلك نشر خبراء ومفتشي الوكالة في مجال السلامة والأمن النوويين في إيران، حيثما كان ذلك ضروريًا، داعيا مجلس الأمن الدولي الى دعم تحركه بهذا الصدد.
ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب عن كثب الوضع في المواقع النووية الإيرانية منذ أن بدأت إسرائيل هجماتها قبل أسبوع، موضحا أنه وكجزء من مهمتها، تُعد الوكالة بمنزلة المركز العالمي للمعلومات المتعلقة بالسلامة النووية والإشعاعية، ويمكنها الاستجابة لأي حالة طوارئ نووية أو إشعاعية.
واستعرض المسؤول الدولي بعض المعلومات المتاحة حتى الآن للوكالة حول الوضع الحالي في المواقع النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن موقع تخصيب "نطنز" الايراني، يحتوي على منشأتين، الأولى هي محطة تخصيب الوقود الرئيسية، كاشفا عن الهجمات الاسرائيلية الأولية بتاريخ 13 يونيو استهدفت البنية التحتية للكهرباء في المنشأة ودمرتها، بما في ذلك محطة كهرباء فرعية، ومبنى إمداد الطاقة الرئيسي، وإمدادات طاقة الطوارئ ومولدات احتياطية.
ولفت الى أنه في اليوم نفسه، يبدو أن قاعة الشلال الرئيسية تعرضت لهجوم باستخدام ذخائر تخترق الأرض.
أما بشأن المنشأة الثانية في نطنز وهي محطة تخصيب الوقود التجريبية وتتألف من قاعات شلال فوق الأرض وتحتها، فأشار غروسي الى أن الهجمات الاسرائيلية دمرت الجزء فوق الأرض وظيفيًا، ووصف الضربات على قاعات الشلال تحت الأرض بالمدمرة للغاية.
وقال إنه رغم أن مستوى النشاط الإشعاعي خارج موقع نطنز ظل دون تغيير وفي مستوياته الطبيعية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة، فإنه حذر من وجود تلوث إشعاعي وكيميائي داخل منشأة نطنز، ومن المحتمل أن تكون نظائر اليورانيوم الموجودة في سادس فلوريد اليورانيوم، وفلوريد اليورانيوم، وفلوريد الهيدروجين منتشرة داخل المنشأة.
وأوضح أن الإشعاع الذي يتكون أساسًا من جسيمات ألفا، يشكل خطرًا كبيرًا في حال استنشاقه أو ابتلاعه، ويمكن إدارة أثارة الخطرة بفاعلية من خلال اتخاذ تدابير وقائية مناسبة، مثل استخدام أجهزة التنفس الصناعي، ويتمثل مصدر القلق الرئيسي داخل المنشأة في السمية الكيميائية.
كما تطرق المسؤول الأممي إلى محطة فوردو وهو موقع التخصيب الرئيسي في إيران لتخصيب اليورانيوم ويحتوي على 60%، مشيرا إلى أن الوكالة ليس لديها حتى الآن أي معلومات تشير وقوع أي أضرار في هذه المحطة.
وحول موقع أصفهان النووي، أشار المسؤول الأممي إلى تضرر أربعة مبانٍ في هذه المنشأة في الهجوم الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي، حيث تضرر المختبر الكيميائي المركزي، ومحطة تحويل اليورانيوم، ومحطة تصنيع وقود المفاعلات في طهران، ومنشأة معالجة معادن اليورانيوم المخصب، التي كانت قيد الإنشاء، مؤكدا في هذا الصدد عدم تبليغ الوكالة بأي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذا الموقع، لافتا الى أنه كما هي الحال في منشأة نطنز، فإن مصدر القلق الرئيسي يكمن في السمية الكيميائية.
وكشف عن تعرض مفاعل خُنداب لأبحاث الماء الثقيل، قيد الإنشاء في أراك، للقصف الاسرائيلي بتاريخ 19 يونيو، وقال "نظرًا لأن المفاعل لم يكن يعمل ولم يكن يحتوي على أي مواد نووية، فلا يُتوقع حدوث أي آثار إشعاعية، كما يُقدر أن محطة إنتاج الماء الثقيل القريبة قد تعرضت للقصف، وبالمثل لا يُتوقع حدوث أي آثار إشعاعية".
وأشار الى تحديث أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 18 يونيو في مركز طهران للأبحاث، مشيرا الى تعرض مبنى واحد في هذه المحطة، من دون أن يترك استهدافها أي تأثير إشعاعي داخليًا أو خارجيا.
وحول محطة بوشهر للطاقة النووية، حذر المسؤول الأممي من استهداف هذا الموقع النووي الرئيسي في إيران، لافتا الى أن أي هجوم عليه ستكون عواقبه أشد وطأة، لا سيما أنها محطة طاقة نووية عاملة، وتستضيف آلاف الكيلوغرامات من المواد النووية الخطرة.
وقال إنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، قد تؤدي ضربة مباشرة إلى انبعاث كميات كبيرة جدًا من الإشعاع في البيئة، وبالمثل، فإن ضربة تُعطل الخطين الوحيدين اللذين يُغذيان المحطة بالطاقة الكهربائية قد تُسبب ذوبان قلب المفاعل، مما قد يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الإشعاع في البيئة.
ولفت إلى أنه في أسوأ الأحوال، يتطلب كلا السيناريوهين اتخاذ إجراءات وقائية، مثل إجلاء السكان وإيوائهم أو الحاجة إلى تناول اليود المستقر، مع امتداد نطاق التأثير إلى مسافات تتراوح بين بضع مئات إلى مئات الكيلومترات.
وحذر من أن أي إجراء ضد مفاعل طهران للأبحاث النووية قد تكون له عواقب وخيمة، ربما على مناطق واسعة من مدينة إيران وسكانها، موضحا أنه وفي مثل هذه الحالة، سيلزم اتخاذ إجراءات وقائية.
وقال إن الوكالة موجودة وستظل موجودة في إيران، وستستأنف عمليات التفتيش هناك، وفقًا لالتزامات إيران بالضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، مشدداً في هذا الصدد على أهمية احترام أمن وسلامة مفتشي الوكالة العاملين على الأرض.
وأكد أنه واستنادًا إلى نتائج عمليات التفتيش التي أُجرتها الوكالة في المنشآت النووية الايرانية ذات الصلة منذ ذلك الحين، لا تزال مخزونات اليورانيوم الإيرانية خاضعة للضمانات وفقًا لاتفاقية الضمانات الشاملة لإيران، مشيرا الى أن هناك أكثر من 400 كيلوغرام من هذا المخزون هو يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 60% من اليورانيوم-235.
وشدد على ضروري أن تستأنف الوكالة عمليات التفتيش في أقرب وقت ممكن لتقديم ضمانات موثوقة بأنه لم يتم تحويل أيٍّ من هذا المخزون، مشيرا الى أن وجود ودعم وتحليل وتفتيش الخبراء الفنيين أمر بالغ الأهمية للتخفيف من حدة المخاطر على السلامة والأمن النوويين.
واختتم المسؤول الدولي إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الطارئة، بالتأكيد على أهمية الدعم المستمر للمجتمع الدولي للدور الذي تقوم به الوكالة في هذا الوقت العصيب بالذات، مشدد في هذا الصدد على أن الحل الدبلوماسي لهذه المسألة في المتناول إذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل وإيران تتبادلان القصف
إسرائيل وإيران تتبادلان القصف

البيان

timeمنذ 40 دقائق

  • البيان

إسرائيل وإيران تتبادلان القصف

لا تزال الحرب بين إسرائيل وإيران سجالاً مع دخولها يومها العاشر، ففيما شنت إسرائيل هجوماً على عدد من المواقع في قم وأصفهان وغيرهما، أطلقت إيران أسراباً من المسيرات ودفعات من الصواريخ إلى شمال ووسط إسرائيل. وأعلنت إسرائيل أنها قتلت 3 قياديين في الحرس الثوري الإيراني وقصفت موقعاً نووياً في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء الحرب. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه قضى على القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري سعيد إيزادي، قائلاً إنه كان حلقة الوصل بين إيران وحركة حماس. وأوضح أنه استُهدِف داخل شقة اختباء سرية في منطقة قم جنوب طهران. وأفاد الجيش بالقضاء على بهنام شهرياري، مشيراً إلى أنه قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفيلق القدس، وذلك في غارة على سيارته في غرب إيران، والقيادي الآخر في الحرس أمين بور جودكي. من جهتها، أفادت وكالة إيسنا، بمقتل 4 عناصر من الحرس الثوري في ضربة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب في تبريز بشمال غرب البلاد. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مجدداً موقعاً نووياً في أصفهان، مشيراً إلى استهداف منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي. وأوضح أكبر صالحي، معاون الشؤون الأمنية في محافظة أصفهان، أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بالمنشأة دون أن تسفر عن خسائر بشرية. وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن ورشة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في الموقع تعرضت لضربة إسرائيلية، مضيفاً: لم يكن هناك مواد نووية، ولن تكون للهجوم تالياً أي تداعيات على صعيد الإشعاعات في محيطه. كما ذكر الجيش الإسرائيلي، أنه شن غارات على بنية تحتية لتخزين الصواريخ وإطلاقها في وسط إيران، وبنى تحتية عسكرية في جنوب غرب البلاد. في المقابل، أعلنت إيران، إطلاق عدة أسراب من المسيرات ودفعات من الصواريخ خلال الليل، مؤكدة مواصلة العمليات المركبة بالمسيرات والصواريخ. كما أعلنت إيران، في وقت لاحق، أنها شنت هجوماً جديداً بطائرات مسيرة مما يعرف بطائرات هجومية انفجارية. وفي إسرائيل، أفاد جهاز الإسعاف، بأن ضربة طائرة مسيرة أصابت مبنى سكنياً من طبقتين في شمال إسرائيل، مشيراً إلى أن طواقمه لم تعثر على أي ضحايا في الموقع. وأتى ذلك بعدما حذر الجيش من تسلل قطعة جوية معادية في منطقة بيسان. كما أفادت أجهزة الإسعاف، عن اندلاع حريق على سطح مبنى في وسط إسرائيل، بدون ذكر ضحايا. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه تم رصد عدد من الطائرات المسيرة واعتراضها في مناطق شمال البلاد، بعد تأكيده أن إيران أطلقت 40 مسيرة خلال الليل. وأعلنت وزارة الصحة في إيران، أمس، أن 400 شخص على الأقل غالبيتهم مدنيون، قتلوا جرّاء الضربات التي بدأت إسرائيل شنها على البلاد. وقال الناطق باسم الوزارة، حسين كرمان بور: «حتى هذا الصباح، حصدت الهجمات الإسرائيلية حياة أكثر من 400 إيراني.. وأصابت 3056 آخرين بجروح». اعتقالات إلى ذلك، اعتقلت إيران 22 شخصاً للاشتباه في أن لهم صلات بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. واحتجزت السلطات المشتبه بهم في محافظة قم، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن شرطة المخابرات المحلية. وأشارت الوكالة، إلى الاشتباه في أن المحتجزين كانوا على تواصل مع أجهزة التجسس التابعة لإسرائيل، كما أنهم متهمون بتأليب الرأي العام ودعم إسرائيل. تهديد في الأثناء، هدد الحوثيون، باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، حال تدخلت واشنطن إلى جانب إسرائيل في الحرب ضد إيران. وقال الحوثيون في بيان: «في حال تورط الأمريكي في الهجوم على إيران مع إسرائيل، فإننا سوف نستهدف سفنه وبوارجه في البحر الأحمر». هجوم في الأثناء، أعلنت إسرائيل، أنها أحبطت محاولة إيرانية لشن هجوم على إسرائيليين في قبرص. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في منشور على منصة «إكس»: «الحرس الثوري الإيراني حاول تنفيذ هجوم ضد إسرائيليين في قبرص»، مضيفاً: «بفضل جهود سلطات الأمن القبرصية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تم إحباط الهجوم».

هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟
هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟

البيان

timeمنذ 40 دقائق

  • البيان

هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟

تتصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران بشكل غير مسبوق، ما يثير مخاوف واسعة بشأن سيناريوهات أكثر خطورة تلوح في الأفق، وفي الأثناء تثار تساؤلات حول مدى فرص نجاح الجهود الدولية والإقليمية في احتواء المواجهة، ووقف دوامة الرد، والرد المضاد، التي تتجسد في رشقات صاروخية متبادلة، وهجمات نوعية عبر الأجواء. لم تتأخر القوى الإقليمية والدولية الكبرى في التحرك، إذ أطلقت بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا دعوات واضحة إلى التهدئة، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة قد تهدد أمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي، وهي دعوات تعكس قلقاً مشتركاً لدى القوى الكبرى من انفجار الموقف خارج حدود السيطرة، خاصة مع ارتباط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بساحات إقليمية ملتهبة. وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد ذكر في منشور عبر منصة تروث سوشيال، أن سلاماً قريباً بين إسرائيل وإيران ممكن، مؤكداً وجود اتصالات ومشاورات نشطة، تهدف إلى استعادة التهدئة. كذلك على مستوى الإقليم تبذل بعض الدول جهوداً دبلوماسية لاحتواء الموقف، ومع استمرار المواجهات يبدو أن الطرفين قد يقتربان من مرحلة الإنهاك العسكري والسياسي، وهو ما قد يدفعهما إلى القبول بمقترحات التهدئة؛ فإسرائيل تواجه تحديات داخلية، وتخشى اتساع رقعة المواجهة على أكثر من جبهة، فيما تعاني إيران من ضغوط اقتصادية شديدة، وتوترات داخلية لا تحتمل حرباً طويلة الأمد. وفي هذا السياق، يقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور: «أرى أن هناك إنهاكاً متبادلاً، فثمة ألم داخل إيران خاصة في يوم الضربة الأولى، وينطبق الأمر ذاته على الجانب الإسرائيلي، الذي بادر بهذه المعركة، وكان يعتقد أنه مستعد لها، وظن أن هذا هو التوقيت المناسب، لكنه فوجئ بوابل من الصواريخ». ويضيف لدى حديثه مع «البيان» أن استمرار المعركة دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة أمر يثير قلقاً بالغاً داخل إسرائيل، فقد كان الاعتقاد السائد أن واشنطن ستشارك في الهجوم، وتحسم المعركة، فضلاً عن دعمها الدفاعي، معتبراً أن هذا الواقع الراهن قد يدفع الجانبين نحو تسوية سياسية ومفاوضات جدية. حافز تفاوض ويستطرد: «بعد تخلي موسكو ربما في إطار تسوية سياسية عن بشار الأسد، وانسحاب عناصر حزب الله، والقوات الإيرانية من سوريا، بدأت إيران تتعرض لضغوط وملاحقات داخل أراضيها، لذا فإن أي تراجع أو رفع للراية البيضاء من الطرفين سيكون أمراً صعباً ومؤلماً، لكنه في نهاية المطاف قد يكون موضع تفاوض، مشيراً إلى أن كل طرف في الصراع الحالي يمارس الضغوط بطريقته، ولديه أهداف لم تتحقق بعد. وأرى أن الحرب النفسية وعمليات الردع قد تكون في الأخير حافزاً للتفاوض، خاصة مع الدعم العربي علاوة على تركيا لوقف التصعيد، وإدانة التصرفات الإسرائيلية، التي أشعلت هذا الصراع». إعادة حسابات ويبقى نجاح جهود التهدئة رهناً بمدى استعداد إسرائيل وإيران لإعادة حساباتهما الاستراتيجية، فإذا استمر التصعيد دون أفق سياسي، فإن الحرب قد تنزلق نحو انفجار إقليمي واسع، أما إذا أدرك الطرفان كلفة الاستمرار في التصعيد فإن النوافذ الدبلوماسية بدعم من قوى إقليمية ودولية قد تفتح فرصة لوضع حد لهذا الاشتعال. يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، في تصريحات لـ«البيان»: «إن العلاقات بين إسرائيل وإيران تشهد توتراً متصاعداً ينذر بمواجهة مفتوحة، فيما تبذل أطراف دولية جهوداً مكثفة لاحتواء هذا التصعيد، غير أن طبيعة الصراع المعقدة، المرتبطة بتضارب المصالح الإقليمية والاعتبارات الأيديولوجية تجعل فرص التهدئة محدودة في المدى القريب». غياب رؤية ويضيف: «الملاحظ في هذه الحرب أن المبادرات الدولية تعاني من ضعف الفعالية، بسبب غياب رؤية موحدة بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، ودول أخرى تسعى للحوار مع إيران. هذا التباين يعرقل أي توافق دولي حول مسارات التهدئة المستدامة، مشيراً إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل تستخدمان التصعيد وسيلة لتحسين مواقعهما في الملفات الإقليمية والدولية، ما يجعل من التهدئة مجرد إدارة مؤقتة للأزمة لا تعالج جذورها، وتظل الحسابات الداخلية لدى الطرفين عاملاً أساسياً في إدامة التوتر، ورغم التحذيرات من الانزلاق إلى حرب شاملة تظل الجهود الدولية محكومة بميزان الردع والمصالح الاستراتيجية، ما يعني أن فرص النجاح مرهونة بإعادة بناء الثقة، وتقديم تنازلات متبادلة، وهو ما لا تلوح بوادره حالياً»، وفق عطيف.

تصاعد المواجهات ينذر بحرب طويلة بين إيران وإسرائيل
تصاعد المواجهات ينذر بحرب طويلة بين إيران وإسرائيل

البيان

timeمنذ 40 دقائق

  • البيان

تصاعد المواجهات ينذر بحرب طويلة بين إيران وإسرائيل

في خضم التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران، كشف الجيش الإسرائيلي عن استعداده لخوض «معركة طويلة» ضد إيران، مؤكداً أن عملياته لن تتوقف قبل تحقيق كافة «الأهداف»، كما سيواصل هجماته «لمنع إيران من إعادة بناء قوتها». وقال إن طهران أطلقت أكثر من 1000 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، وأن معظمها تم اعتراضها بنجاح. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن «تل أبيب كثفت هجماتها داخل العمق الإيراني»، مشيراً إلى استهداف مواقع نووية وعسكرية حساسة. وأعلنت إسرائيل، أمس، اغتيال 3 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، وهم سعيد إيزادي، قائد «فيلق فلسطين»، وبنهام شهرياري، القائد في فيلق القدس، والمسؤول على نقل الأسلحة إلى «حزب الله»، إضافة إلى أحد قادة وحدات الطائرات المسيّرة في الحرس الثوري، كما كشفت عن استهداف مواقع نووية في أصفهان، ومواقع لتصنيع أجهزة الطرد المركزي. ووسط موجات من الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، على أن بلاده لن توقف أنشطتها النووية «تحت أي ظرف»، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أن طهران منفتحة على الحوار، لكنها ترفض أي ضغوط تهدف إلى إنهاء برنامجها النووي. في السياق، أفادت مصادر بأن 6 قاذفات شبح أمريكية من طراز «B-2» تتجه نحو قاعدة جوية تابعة لسلاح الجو الأمريكي في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ. ويعتقد أن هذا السلاح قادر على استهداف وتدمير المنشآت النووية الأكثر تحصيناً، من بينها منشأة «فوردو» النووية الواقعة جنوبي طهران. ويأتي هذا التطور في ظل تزايد المخاوف بشأن انضمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store