logo
هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟

هل تنجح الجهود الدولية في تهدئة الحرب بين إسرائيل وإيران؟

البيانمنذ 18 ساعات

تتصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران بشكل غير مسبوق، ما يثير مخاوف واسعة بشأن سيناريوهات أكثر خطورة تلوح في الأفق، وفي الأثناء تثار تساؤلات حول مدى فرص نجاح الجهود الدولية والإقليمية في احتواء المواجهة، ووقف دوامة الرد، والرد المضاد، التي تتجسد في رشقات صاروخية متبادلة، وهجمات نوعية عبر الأجواء.
لم تتأخر القوى الإقليمية والدولية الكبرى في التحرك، إذ أطلقت بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا دعوات واضحة إلى التهدئة، محذّرة من انزلاق المنطقة إلى حرب واسعة قد تهدد أمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي، وهي دعوات تعكس قلقاً مشتركاً لدى القوى الكبرى من انفجار الموقف خارج حدود السيطرة، خاصة مع ارتباط الصراع الإسرائيلي - الإيراني بساحات إقليمية ملتهبة.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد ذكر في منشور عبر منصة تروث سوشيال، أن سلاماً قريباً بين إسرائيل وإيران ممكن، مؤكداً وجود اتصالات ومشاورات نشطة، تهدف إلى استعادة التهدئة.
كذلك على مستوى الإقليم تبذل بعض الدول جهوداً دبلوماسية لاحتواء الموقف، ومع استمرار المواجهات يبدو أن الطرفين قد يقتربان من مرحلة الإنهاك العسكري والسياسي، وهو ما قد يدفعهما إلى القبول بمقترحات التهدئة؛ فإسرائيل تواجه تحديات داخلية، وتخشى اتساع رقعة المواجهة على أكثر من جبهة، فيما تعاني إيران من ضغوط اقتصادية شديدة، وتوترات داخلية لا تحتمل حرباً طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، يقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور: «أرى أن هناك إنهاكاً متبادلاً، فثمة ألم داخل إيران خاصة في يوم الضربة الأولى، وينطبق الأمر ذاته على الجانب الإسرائيلي، الذي بادر بهذه المعركة، وكان يعتقد أنه مستعد لها، وظن أن هذا هو التوقيت المناسب، لكنه فوجئ بوابل من الصواريخ».
ويضيف لدى حديثه مع «البيان» أن استمرار المعركة دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة أمر يثير قلقاً بالغاً داخل إسرائيل، فقد كان الاعتقاد السائد أن واشنطن ستشارك في الهجوم، وتحسم المعركة، فضلاً عن دعمها الدفاعي، معتبراً أن هذا الواقع الراهن قد يدفع الجانبين نحو تسوية سياسية ومفاوضات جدية.
حافز تفاوض
ويستطرد: «بعد تخلي موسكو ربما في إطار تسوية سياسية عن بشار الأسد، وانسحاب عناصر حزب الله، والقوات الإيرانية من سوريا، بدأت إيران تتعرض لضغوط وملاحقات داخل أراضيها، لذا فإن أي تراجع أو رفع للراية البيضاء من الطرفين سيكون أمراً صعباً ومؤلماً، لكنه في نهاية المطاف قد يكون موضع تفاوض، مشيراً إلى أن كل طرف في الصراع الحالي يمارس الضغوط بطريقته، ولديه أهداف لم تتحقق بعد. وأرى أن الحرب النفسية وعمليات الردع قد تكون في الأخير حافزاً للتفاوض، خاصة مع الدعم العربي علاوة على تركيا لوقف التصعيد، وإدانة التصرفات الإسرائيلية، التي أشعلت هذا الصراع».
إعادة حسابات
ويبقى نجاح جهود التهدئة رهناً بمدى استعداد إسرائيل وإيران لإعادة حساباتهما الاستراتيجية، فإذا استمر التصعيد دون أفق سياسي، فإن الحرب قد تنزلق نحو انفجار إقليمي واسع، أما إذا أدرك الطرفان كلفة الاستمرار في التصعيد فإن النوافذ الدبلوماسية بدعم من قوى إقليمية ودولية قد تفتح فرصة لوضع حد لهذا الاشتعال. يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، في تصريحات لـ«البيان»: «إن العلاقات بين إسرائيل وإيران تشهد توتراً متصاعداً ينذر بمواجهة مفتوحة، فيما تبذل أطراف دولية جهوداً مكثفة لاحتواء هذا التصعيد، غير أن طبيعة الصراع المعقدة، المرتبطة بتضارب المصالح الإقليمية والاعتبارات الأيديولوجية تجعل فرص التهدئة محدودة في المدى القريب».
غياب رؤية
ويضيف: «الملاحظ في هذه الحرب أن المبادرات الدولية تعاني من ضعف الفعالية، بسبب غياب رؤية موحدة بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة، التي تدعم إسرائيل، ودول أخرى تسعى للحوار مع إيران.
هذا التباين يعرقل أي توافق دولي حول مسارات التهدئة المستدامة، مشيراً إلى أن كلاً من إيران وإسرائيل تستخدمان التصعيد وسيلة لتحسين مواقعهما في الملفات الإقليمية والدولية، ما يجعل من التهدئة مجرد إدارة مؤقتة للأزمة لا تعالج جذورها، وتظل الحسابات الداخلية لدى الطرفين عاملاً أساسياً في إدامة التوتر، ورغم التحذيرات من الانزلاق إلى حرب شاملة تظل الجهود الدولية محكومة بميزان الردع والمصالح الاستراتيجية، ما يعني أن فرص النجاح مرهونة بإعادة بناء الثقة، وتقديم تنازلات متبادلة، وهو ما لا تلوح بوادره حالياً»، وفق عطيف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"نيويورك تايمز": 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدمير "فوردو"
"نيويورك تايمز": 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدمير "فوردو"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

"نيويورك تايمز": 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدمير "فوردو"

ووفقا لمصادر إسرائيلية مطلعة، فإن الضربة الأميركية، التي نفذت فجر الأحد باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، ألحقت "أضرارا كبيرة" بموقع فوردو ، أحد أهم المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، لم تتمكن الضربة من تدميره بالكامل، وأضافت المصادر أن إيران يبدو أنها نقلت معدات، بما في ذلك اليورانيوم ، من الموقع. وقال مسؤول أميركي رفيع، إن المنشأة أخرجت من الخدمة رغم تحصينها العالي، مشيرا إلى أن حتى 12 قنبلة خارقة لم تكن كافية لتدميرها بالكامل. تقييم الأضرار ويجري كل من الجيشين الأميركي والإسرائيلي تقييمات إضافية للأضرار. وتشير صور أقمار صناعية التقطت بعد الضربة إلى تغييرات ملحوظة في سطح الأرض، وثقوب يعتقد أنها ناتجة عن القصف. وقد أظهرت صور أخرى حركة غير اعتيادية قبل الضربة، مع وجود مؤشرات على نقل معدات و مواد نووية ، بينها يورانيوم، من الموقع. وأظهرت صور صادرة عن شركة "ماكسار تكنولوجيز" وجود 16 شاحنة قرب أحد مداخل المنشأة، ما يعزز فرضية أن إيران كانت تستعد لاحتمال استهداف الموقع. من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تقوم بـ"تقييم الأضرار"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول مدى تضرر البرنامج النووي. وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، ميك مولروي، إن الضربة "ستؤخر البرنامج النووي الإيراني ما بين عامين إلى 5 أعوام"، مشيرا إلى أن تقييما شاملا للأضرار سيتم في الأيام المقبلة لتحديد التأثير بدقة.

مسؤول أمريكي يشكك في نتائج «المطرقة».. والأسئلة تلاحق الشاحنات الـ16
مسؤول أمريكي يشكك في نتائج «المطرقة».. والأسئلة تلاحق الشاحنات الـ16

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

مسؤول أمريكي يشكك في نتائج «المطرقة».. والأسئلة تلاحق الشاحنات الـ16

بعد ساعات من «مطرقة منتصف الليل»، تناقضت التقييمات العسكرية الأولية بشأن آثار العملية على منشأة «فوردو» النووية الإيرانية، مع بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العملية "ناجحة"، قائلا إن منشآت التخصيب النووي الإيرانية "دُمّرت تمامًا"، كانت هناك تقييمات أكثر حذرًا من الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، قالت إن 12 قنبلة خارقة للتحصينات لم تتمكن من تدمير منشأة "فوردو". وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تحليلا أوليا للجيش الإسرائيلي أظهر أن الموقع النووي شديد التحصين في "فوردو" قد تعرض لأضرار جسيمة جراء الغارة الأمريكية لكنه لم يُدمر بالكامل، وفقا لما ذكره مسؤولان إسرائيليان مطلعان قالا إنه يبدو أن إيران نقلت معدات من الموقع بما في ذلك اليورانيوم. كما أقر مسؤول أمريكي كبير -أيضًا- بأن الغارة الأمريكية على "فوردو" لم تدمر المنشأة شديدة التحصين، لكنه قال إنها ألحقت بها أضرارًا بالغة، مما جعلها "غير قابلة للتشغيل". وأشار إلى أنه حتى 12 قنبلة خارقة للتحصينات لم تتمكن من تدمير الموقع. ولا تزال تقييمات الأضرار التي أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة مستمرة ولم يتم التوصل إلى أي استنتاجات نهائية. وفي غاراتها الليلية، استهدفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية، بما في ذلك إسقاط قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على "فوردو" الذي يعد الموقع الأكثر أهمية في إيران. وفي إحاطة صباح اليوم الأحد، ردد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ما قاله ترامب عن نجاح العملية وأشاروا أيضًا إلى أن التقييم النهائي سيستغرق وقتًا. وقال الجنرال دان كين، الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة، إن التقييم الأولي أشار إلى أن المواقع الثلاثة في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" لحقت بها "أضرار جسيمة ودمار"، لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كانت إيران قد احتفظت ببعض القدرات النووية. وفي مؤتمر صحفي، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن بلاده "تحسب الأضرار" الناجمة عن الضربة الأمريكية. ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، استند التقييم الأولي الذي أجراه الإسرائيليون إلى صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية، وصور جوية إضافية أُجريت فوق الموقع، بالإضافة إلى مراقبة الاستخبارات الإسرائيلية لـ"فوردو". الشاحنات الـ16 وأشارت صور أقمار صناعية جديدة التُقطت بعد وقت قصير من الضربات الأمريكية على فوردو إلى وجود أضرار وثغرات محتملة في دخول القنابل الأمريكية كما أظهرت الصور، التي التقطتها شركة "بلانيت لابس"، تغيرات في مظهر الأرض والغبار بالقرب من مواقع الضربة المحتملة. في تقديرهم، يطّلع الإسرائيليون أيضًا على صور أقمار صناعية التقطت قبل أيام قليلة من الضربات الأمريكية ويعتقدون أن الصور تُظهر الإيرانيين وهم ينقلون اليورانيوم والمعدات من "فوردو" حيث أظهرت الصور التي نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" 16 شاحنة بضائع متمركزة بالقرب من أحد المداخل. وأشار تحليل أجراه مركز المصادر المفتوحة في لندن، إلى أن إيران ربما كانت تُجهّز الموقع لضربة ومن غير الواضح بالضبط ما الذي تم إزالته من المنشأة. وقال ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون في إدارة ترامب الأولى والضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، "مع نوع وكمية الذخائر المستخدمة في الضربة، من المرجح أن تُؤخر برنامج الأسلحة النووية الإيراني لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام". وأضاف "سيتم إجراء تقييم شامل لأضرار المعركة في الأيام المقبلة لتحديد ذلك بدقة أكبر". aXA6IDgyLjI3LjIyNS4xNDkg جزيرة ام اند امز SK

سوريا.. زيادة الرواتب والمعاشات 200%
سوريا.. زيادة الرواتب والمعاشات 200%

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

سوريا.. زيادة الرواتب والمعاشات 200%

أعلنت سوريا اليوم عن زيادة المعاشات والرواتب والأجور المقطوعة للعاملين المدنيين والعسكريين بنسبة 200%. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن أحمد الشرع رئيس سوريا أصدر المرسوم رقم 102 لعام 2025، القاضي بزيادة بنسبة 200% على الرواتب والأجور المقطوعة لكل من العاملين المدنيين والعسكريين في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وشركات ومنشآت القطاع العام وسائر الوحدات الإدارية، وجهات القطاع العام وكذلك جهات القطاع المشترك التي لا تقل نسبة مساهمة الدولة فيها عن 50 بالمئة من رأسمالها. كما أصدر الرئيس السوري المرسوم رقم 103 لعام 2025 القاضي بمنح أصحاب المعاشات التقاعدية المشمولين بقوانين التأمين والمعاشات والتأمينات الاجتماعية النافذة زيادة قدرها 200 بالمئة من المعاش التقاعدي النافذ بتاريخ صدور هذا المرسوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store