
تدخلات إنسانية ملحة لكبح جماح تداعيات الحرب الحوثية
جهود وتدخلات إنسانية مستمرة تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية في خضم الأعباء المروعة التي صنعتها المليشيات الحوثية من خلال حربها العبثية والتي تخادمت فيها المليشيات الإخوانية.
ففي إطار هذه التدخلات الساعية لتحسين الأوضاع المعيشية، أعلن الاتحاد الأوروبي، تخصيص خمسة ملايين يورو (ما يعادل نحو 5.66 ملايين دولار أميركي) لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات في البلاد، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتداعياتها المدمرة على الفئات الأشد ضعفاً.
وقال مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية آندرياس باباكونستانتينو، عبر تدوينة على منصة 'إكس'، إنّ هذه المنحة ستوجه إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، الشريك الإنساني الموثوق للاتحاد الأوروبي، بهدف إيصال خدمات منقذة للحياة إلى ملايين النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.
وأضاف أن النظام الصحي في البلاد يعيش حالة يُرثى لها، وهو وضع قاسٍ بشكل خاص على النساء والفتيات، مشيرًا إلى أنهن الأكثر تضرراً من الأزمة الإنسانية الممتدة في البلاد منذ سنوات.
وبحسب بيانات حديثة صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، تواجه نحو خمسة ملايين امرأة في سن الإنجاب، بينهن حوامل ومرضعات، صعوبات جسيمة في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، خاصة في المناطق الريفية ومناطق النزاع.
كما أن نحو 6.2 ملايين امرأة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفق بيانات أممية.
وحذّر الصندوق من أن نقص التمويل يهدد بوقف الخدمات المنقذة للحياة عن 1.5 مليون امرأة وفتاة، ما من شأنه أن يقوّض الجهود الشاقة التي بُذلت في السنوات الماضية لتحسين أوضاع النساء في مجال الصحة والحماية.
في ظل ما خلفته الحرب الحوثية من دمار شامل للبنية التحتية وتفكك للمؤسسات الخدمية، تزداد الحاجة اليوم إلى تدخلات عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية، خصوصًا في الجنوب، حيث تعمدت المليشيات الحوثية، بالتنسيق مع أدواتها الإخوانية، تعميق الأزمات الحياتية لضرب الاستقرار وخلق بيئة حاضنة للفوضى.
لقد تحولت الخدمات الأساسية إلى ساحة حرب غير معلنة، إذ تُستخدم أدوات المعاناة اليومية – من كهرباء ومياه ورواتب ووقود – كسلاح لضرب إرادة المواطن الجنوبي، ضمن خطة ممنهجة لخلق ضغط اجتماعي يُفضي إلى إنهاك الجبهة الداخلية.
هذا التواطؤ غير المباشر بين الحوثيين والإخوان في تأجيج الأزمات المعيشية ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتحالف خفي يسعى لإبقاء الجنوب في دائرة الاستنزاف المستمر.
العمل على تحسين الواقع المعيشي لم يعد ترفًا أو خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة وطنية عاجلة ترتبط بشكل مباشر بأمن المجتمع وصموده. فتأمين احتياجات المواطن اليومية يعزز من قدرته على مقاومة مشاريع الفوضى، ويمنع اختراق الجبهة الداخلية، التي يُعوَّل عليها في إنجاح المشروع الجنوبي وتحقيق الاستقلال المنشود.
التدخلات المعيشية، سواء عبر تحسين الخدمات أو دعم القطاعات الأساسية، لا تخدم فقط الجانب الإنساني، بل تمثل حاجزًا فعّالًا أمام محاولات بث الفوضى وتفريغ الجنوب من عناصر القوة الاجتماعية.
فكلما استعاد المواطن ثقته في مؤسساته، تراجعت فرص تسلل الفوضى، وتقدمت جهود البناء على أنقاض الحرب. ومن هنا، فإن أي استراتيجية شاملة لحماية الجنوب تبدأ من صيانة حياة مواطنيه، لا من الجبهات فقط، بل من شوارعهم، ومنازلهم، واحتياجاتهم اليومية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 7 ساعات
- حضرموت نت
تدخلات إنسانية ملحة لكبح جماح تداعيات الحرب الحوثية
جهود وتدخلات إنسانية مستمرة تستهدف تحسين الأوضاع المعيشية في خضم الأعباء المروعة التي صنعتها المليشيات الحوثية من خلال حربها العبثية والتي تخادمت فيها المليشيات الإخوانية. ففي إطار هذه التدخلات الساعية لتحسين الأوضاع المعيشية، أعلن الاتحاد الأوروبي، تخصيص خمسة ملايين يورو (ما يعادل نحو 5.66 ملايين دولار أميركي) لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات في البلاد، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية وتداعياتها المدمرة على الفئات الأشد ضعفاً. وقال مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية آندرياس باباكونستانتينو، عبر تدوينة على منصة 'إكس'، إنّ هذه المنحة ستوجه إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، الشريك الإنساني الموثوق للاتحاد الأوروبي، بهدف إيصال خدمات منقذة للحياة إلى ملايين النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد. وأضاف أن النظام الصحي في البلاد يعيش حالة يُرثى لها، وهو وضع قاسٍ بشكل خاص على النساء والفتيات، مشيرًا إلى أنهن الأكثر تضرراً من الأزمة الإنسانية الممتدة في البلاد منذ سنوات. وبحسب بيانات حديثة صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، تواجه نحو خمسة ملايين امرأة في سن الإنجاب، بينهن حوامل ومرضعات، صعوبات جسيمة في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، خاصة في المناطق الريفية ومناطق النزاع. كما أن نحو 6.2 ملايين امرأة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفق بيانات أممية. وحذّر الصندوق من أن نقص التمويل يهدد بوقف الخدمات المنقذة للحياة عن 1.5 مليون امرأة وفتاة، ما من شأنه أن يقوّض الجهود الشاقة التي بُذلت في السنوات الماضية لتحسين أوضاع النساء في مجال الصحة والحماية. في ظل ما خلفته الحرب الحوثية من دمار شامل للبنية التحتية وتفكك للمؤسسات الخدمية، تزداد الحاجة اليوم إلى تدخلات عاجلة لتحسين الأوضاع المعيشية، خصوصًا في الجنوب، حيث تعمدت المليشيات الحوثية، بالتنسيق مع أدواتها الإخوانية، تعميق الأزمات الحياتية لضرب الاستقرار وخلق بيئة حاضنة للفوضى. لقد تحولت الخدمات الأساسية إلى ساحة حرب غير معلنة، إذ تُستخدم أدوات المعاناة اليومية – من كهرباء ومياه ورواتب ووقود – كسلاح لضرب إرادة المواطن الجنوبي، ضمن خطة ممنهجة لخلق ضغط اجتماعي يُفضي إلى إنهاك الجبهة الداخلية. هذا التواطؤ غير المباشر بين الحوثيين والإخوان في تأجيج الأزمات المعيشية ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتحالف خفي يسعى لإبقاء الجنوب في دائرة الاستنزاف المستمر. العمل على تحسين الواقع المعيشي لم يعد ترفًا أو خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة وطنية عاجلة ترتبط بشكل مباشر بأمن المجتمع وصموده. فتأمين احتياجات المواطن اليومية يعزز من قدرته على مقاومة مشاريع الفوضى، ويمنع اختراق الجبهة الداخلية، التي يُعوَّل عليها في إنجاح المشروع الجنوبي وتحقيق الاستقلال المنشود. التدخلات المعيشية، سواء عبر تحسين الخدمات أو دعم القطاعات الأساسية، لا تخدم فقط الجانب الإنساني، بل تمثل حاجزًا فعّالًا أمام محاولات بث الفوضى وتفريغ الجنوب من عناصر القوة الاجتماعية. فكلما استعاد المواطن ثقته في مؤسساته، تراجعت فرص تسلل الفوضى، وتقدمت جهود البناء على أنقاض الحرب. ومن هنا، فإن أي استراتيجية شاملة لحماية الجنوب تبدأ من صيانة حياة مواطنيه، لا من الجبهات فقط، بل من شوارعهم، ومنازلهم، واحتياجاتهم اليومية.


الأمناء
منذ 17 ساعات
- الأمناء
نداء عاجل للمانحين لإنقاذ 1.9 مليون طفل وامرأة من سوء التغذية في اليمن
وجهت كتلة التغذية في اليمن، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، نداءً عاجلاً للمانحين الدوليين لتوفير تمويل مرن بقيمة 91.1 مليون دولار أمريكي، بهدف مواصلة تقديم خدمات التغذية العلاجية والوقائية لنحو 1.9 مليون طفل دون سن الخامسة وامرأة حامل أو مرضع يعانون من سوء التغذية الحاد في مختلف أنحاء البلاد خلال عام 2025. وقالت الكتلة، في تقرير أصدرته السبت، إن هذا التمويل ضروري للحفاظ على قدرة الشركاء الإنسانيين في إيصال الإمدادات الأساسية، وتغطية تكاليف التشغيل، ودعم العاملين الصحيين، وضمان استمرار خدمات التغذية الأولية والرعاية الصحية والتحصين في أكثر من 3,200 مرفق صحي و75 منطقة ذات أولوية عالية تعاني من تفشي سوء التغذية الحاد الوخيم. وأشار التقرير إلى أن استمرار التراجع الحاد في تمويل العمليات الإنسانية يهدد بشكل مباشر قدرة النظام الصحي على تنفيذ الفحوصات والتشخيص والإحالة والعلاج، ما يعرض حياة آلاف الأطفال والنساء للخطر ويزيد من احتمالات الوفيات التي كان من الممكن تجنبها. وحذرت كتلة التغذية من أن مراكز التغذية العلاجية تُعد من أكثر القطاعات تأثرًا بنقص التمويل، مشيرة إلى أنه حتى مايو الماضي، تم إيقاف أو تقليص الخدمات في 91 مديرية بـ16 محافظة، في حين جرى تسليم 22 مركزًا علاجيًا للسلطات المحلية من دون توفير الدعم التشغيلي أو الحوافز اللازمة للكوادر الطبية. كما لفت التقرير إلى أن 385 برنامجًا علاجيًا للمرضى الخارجيين في 67 مديرية، إضافة إلى 2,212 برنامجًا للتغذية التكميلية في 201 مديرية بـ18 محافظة، باتت تواجه مصير الإغلاق أو التعليق بسبب شح التمويل. واختتم التقرير بالتحذير من أن هذه الثغرات التمويلية لا تهدد فقط بتقويض فرص الوصول إلى الأطفال والنساء في المناطق النائية والمعرضة للخطر، بل تهدد أيضًا بتراجع مكاسب كبيرة تم تحقيقها في السنوات الماضية في مجال مكافحة سوء التغذية وإنقاذ الأرواح.


حضرموت نت
منذ يوم واحد
- حضرموت نت
5 ملايين يورو لدعم الصحة الإنجابية باليمن
قدم الاتحاد الأوروبي 5 ملايين يورو لدعم خدمات الصحة الإنجابية والحماية لملايين النساء والفتيات في اليمن وقال مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية (ECHO)؛ أندرياس باباكونستا نيتنو، في تغريدة على حسابه في منصة 'إكس'، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي خصص 5 ملايين يورو (ما يعادل نحو 5.66 مليون دولار)، لدعم خدمات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة للنساء والفتيات في اليمن. وأضاف نيتنو أن هذا التخصيص سيذهب 'لشريكنا الإنساني الموثوق'، صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، لتمكينه من الوصول بهذه الخدمات الحيوية لملايين النساء والفتيات في البلاد. وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن النظام الصحي في اليمن في حالة يرثى لها، وهو وضع 'صعب للغاية على النساء والفتيات'، اللواتي يمثلن أحد أكثر الفئات الأكثر ضعفاً وتأثراً بالأزمة الإنسانية المطولة في البلاد. ووفق إحصائية أممية، فإن ما يقرب من 5 ملايين امرأة في سن الإنجاب، وحوامل ومرضعات، يواجهن تحديات في الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، خاصة في المناطق الريفية وتلك التي تقع في خطوط المواجهة، كما أن 6.2 مليون أخرى معرضات لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، و'يُهدد نقص التمويل بقطع الخدمات المنقذة للحياة عن 1.5 مليون امرأة وفتاة، وعكس مسار التقدم الذي تحقق بشق الأنفس في مجال الصحة الإنجابية وحماية المرأة'.