
منع الحليب والمكملات الغذائية.. أدوات نتنياهو لإبادة أطفال غزة
تقرير / شهاب
داخل قسم الحضانة في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، تجلس أم محمد الرقب بجوار أحد توأميها، بينما يرقد الآخر في الحاضنة. يملأ القلق عينيها وقلبها المنهك من الجوع والحرب.
تقول الأم الأربعينية لوكالة شهاب، إنها أنجبت طفليها بعملية قيصرية في الشهر الثامن، نتيجة تدهور حالتها الصحية بسبب نقص الغذاء.
وتوضح أم محمد أن سوء التغذية حرَمها القدرة على الإرضاع الطبيعي، بينما فشلت في العثور على حليب صناعي في أي صيدلية: "أشعر أنني عاجزة.. لا أستطيع توفير الغذاء لهم، ولا حتى الحليب"، تضيف بألم.
وتعاني مستشفيات قطاع غزة من نفاد تام في حليب الأطفال، سواء العادي أو العلاجي، منذ أن أوقف الاحتلال الإسرائيلي إدخاله قبل نحو أربعة أشهر.
معاناة تتكرر
وفي موقف مشابه، تحكي أم كريم الغمري (38 عامًا) أنها وضعت طفلها يوسف قبل أيام قليلة، لكنه دخل الحضانة لسوء حالته الصحية. رغم محاولتها إرضاعه طبيعيًا، فإن جسدها المنهك من الجوع لم يسعفها. "لم أتناول أي طعام مغذٍ منذ أسابيع، لا بيض، لا لحم، لا فواكه.. حتى الخضار نادرة وباهظة"، تقول وهي تمسح دموعها.
كانت أم كريم النازحة من شمال قطاع غزة تعتمد على تكية خيرية لتأمين الطعام. لكن منذ إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات في مارس الماضي، توقفت التكايا عن العمل.
ومع تفاقم الأزمة، باتت الأسرة عاجزة عن توفير أبسط الاحتياجات الغذائية لأطفالها الستة.
تحذيرات
من جانبه حذّر د. أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، من كارثة صحية متفاقمة تهدد حياة مئات الأطفال بسبب نفاد حليب الأطفال بأنواعه، خاصة الحليب العلاجي، مؤكدًا أن المستشفيات لم تتسلّم أي كميات منه منذ نحو أربعة أشهر.
وأوضح الفرا في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن هناك نحو 500 طفل يعانون من أمراض استقلابية نادرة وهم بحاجة إلى حليب علاجي خاص، محذرًا من عواقب كارثية تشمل التخلف العقلي، والشلل الدماغي، وحتى الوفاة.
وذكر أن قسم الأطفال بمجمع ناصر يستقبل يوميًا نحو 10 حالات سوء تغذية، في حين لا يمكن استيعابها جميعًا كمبيت داخل المستشفيات بسبب النقص الحاد في الأسرّة.
وبيّن الفرا أن نحو 60 طفلًا توفوا بسبب مضاعفات ناتجة عن سوء التغذية.
وأضاف أن هذه الحالات تظهر بثلاث صور: "المارازمس" نتيجة نقص السعرات الحرارية، ويفقد فيها الطفل نحو 40% من وزنه، و"الكواشيوركور" بسبب نقص البروتين في الدم، ويظهر على الطفل آثار تورمات في أنحاء الجسم كافة، إضافة إلى حالات مركبة، وهي الأخطر، إذ تجمع بين الحالتين، وتؤدي جميعها إلى ضعف المناعة، وتعرض متكرر للعدوى، ونقص في الفيتامينات، فضلًا عن اضطرابات في النمو العصبي والسلوكي.
وأشار الفرا إلى أن معاناة الأطفال تبدأ فعليًا منذ الحمل، حيث تعاني الأمهات من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، ما يؤدي إلى ولادات مبكرة، أو أطفال ناقصي وزن، أو مشوهين خلقيًا. وبعد الولادة، يُواجه الطفل خطر الدخول إلى الحضانة بسبب الضعف العام أو الأمراض.
وأكد أهمية الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، مشيرًا إلى أن غياب الحليب الصناعي وعدم كفاية تغذية الأم يؤدي إلى فشل الطفل في اكتساب الوزن والنمو العصبي.
وقال: "الطفل الذي يُحرم من العناصر الأساسية في هذه الفترة لن يتطور عقليًا بشكل طبيعي، حتى لو توفرت التغذية لاحقًا".
كما حذر من أن الأطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات معرضون لمشاكل دائمة في النمو العقلي، مشددًا على أن توفير الفيتامينات لاحقًا لا يعوض الضرر الحاصل.
وأكد أن بعض الجهات الخيرية عثرت بصعوبة على كميات محدودة تُقدّر بـ50 عبوة من الحليب في السوق السوداء، بأسعار باهظة تصل إلى 150 شيكلًا للعبوة، بدلًا من 25 شيكلًا.
ودعا الفرا المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأطفال في غزة.
نداء عاجل
وفي مدينة غزة، أطلق مستشفى 'الرنتيسي' مؤخرًا نداءً عاجلًا لإنقاذ الأطفال، مؤكدًا أنه لا يملك علبة حليب واحدة، رغم استقباله عشرات الحالات يوميًا.
المستشفى وصف الوضع بـ"الكارثة الصامتة" التي تفتك بالأطفال دون أي تحرك دولي فعّال.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، د. رائد الشنطي، إن "الأطفال هم الضحية الأضعف لهذا الحصار الخانق، يُتركون لمواجهة الموت بلا غذاء أو دواء أو مياه نظيفة".
واعتبر أن منع دخول الحليب يشكل "جريمة إبادة بطيئة" ترتكبها إسرائيل بحق الطفولة في غزة.
ويتفق الأطباء والحقوقيون في غزة على أن استمرار منع دخول الحليب والمساعدات الغذائية والدوائية قد يؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الصحية. ومع عجز الأمهات عن الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية، يصبح الأطفال حديثو الولادة بلا مصدر غذاء.
في ظل هذا الواقع، تتجه غزة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ما لم يتم الضغط دوليًا لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات فورًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 4 ساعات
- يمرس
فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة
ووفقا لها، الفراولة فاكهة صحية للغاية، غنية بالعناصر الدقيقة المهمة. وتقول: "الفراولة مصدر للبوليفينول ومضادات الأكسدة، وبفضلها نحارب شيخوخة الجسم ونعزز المنظومة، ونوفر الحماية من الأورام وحتى نزلات البرد لأنها تحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن". وبالإضافة إلى ذلك تؤثر المواد المفيدة الموجودة في الفراولة على حدة الرؤية، والوظائف الإدراكية، وتدعم بيولوجيا الدم، بالإضافة إلى سلامة وقوة ومرونة جدار الأوعية الدموية. ولكن، على الرغم من هذه الفوائد العديدة للفراولة، وفقا لها، يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية حبوب لقاح البتولا تجنب تناولها. وتقول: "في ظل وجود مثل هذه الاستجابة المناعية، قد تسبب الفراولة رد فعل تحسسي وتسبب مشكلات معينة. لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه المشكلات تجنب تناول الفراولة". وتشير الطبيبة، إلى أنه، يمكن أن يظهر لدى الشخص رد الفعل التحسسي تجاه الفراولة بصورة مشكلة جلدية. وتقول: "عموما لا تسبب الفراولة أي أمراض حادة إذا غسلت جيدا ومملوءة برطوبة طبيعية، أي أن تركيبتها طبيعية". ووفقا لها، ولكن قد تسبب الفراولة المستوردة بعض المشكلات، لأن الجسم يميل إلى رفض المنتجات المصنعة والمضاف إليها مواد مختلفة. لذلك يجب معرفة مصدر ثمار الفراولة والتأكد من أنها طبيعية والتحقق من كثافتها.


مصراوي
منذ 4 ساعات
- مصراوي
"يرميه البعض".. جزء في الدجاج يتحكم في السكر ويعزز القلب
يعتبر البعض أقدام الدجاج لا تصلح للاستهلاك، ويتخلصون منها برميها في القمامة، ولكن ما لا يدركونه هو أنها كنز غذائي غني بالعديد من الفوائد الصحية. القيمة الغذائية لـ أقدام الدجاج السعرات الحرارية: ١٥٠ البروتين: ١٤ جرام الدهون: ١٠ جرام الكربوهيدرات: 14 جرام الكالسيوم: ٥٪ من القيمة اليومية الفوسفور: ٥٪ من القيمة اليومية فيتامين أ: ٢٪ من القيمة اليومية حمض الفوليك (فيتامين ب٩): ١٥٪ من القيمة اليومية يشكل الكولاجين حوالي ٧٠٪ من إجمالي محتوى البروتين، وهو بروتين هيكلي يعطي شكلا وقوة ومقاومة للبشرة والعضلات والعظام كما تعد أقدام الدجاج أيضا مصدر لحمض الفوليك (فيتامين ب٩)، الذي يسهم في تخليق الحمض النووي (DNA) ومنع التشوهات الخلقية، وفقا لموقع "هيلث لاين". الفوائد الصحية صحة البشرة تناول الكولاجين قد يحسن ترطيب البشرة وخشونتها ومرونتها، وكثافتها والتئام الجروح وشيخوخة الجلد وزيادة مستويات حمض الهيالورونيك ومنع شيخوخة الجلد. تخفيف آلام المفاصل يخفف الكولاجين الموجود في أقدام الدجاج آلام المفاصل ويحفز تجديد الأنسجة لتقليل أعراض هشاشة العظام. منع فقدان العظام قد يحسن تناول الكولاجين تكوين العظام وكثافتها لدى النساء بعد انقطاع الطمث ويزيد من كثافة المعادن في العظام. فوائد أخرى ضبط سكر الدم البروتينات الموجودة في أقدام الدجاج قد تسهم في تحسين مستويات سكر الدم عن طريق تحفيز الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1)، وهو هرمون ينشط إنتاج الأنسولين. تعزيز صحة القلب يعد الكولاجين مكونا حيويا للشرايين والأوردة، إلى جانب الإيلاستين الضروري للوقاية من أمراض القلب. اقرأ أيضا:


وكالة شهاب
منذ 7 ساعات
- وكالة شهاب
منع الحليب والمكملات الغذائية.. أدوات نتنياهو لإبادة أطفال غزة
تقرير / شهاب داخل قسم الحضانة في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، تجلس أم محمد الرقب بجوار أحد توأميها، بينما يرقد الآخر في الحاضنة. يملأ القلق عينيها وقلبها المنهك من الجوع والحرب. تقول الأم الأربعينية لوكالة شهاب، إنها أنجبت طفليها بعملية قيصرية في الشهر الثامن، نتيجة تدهور حالتها الصحية بسبب نقص الغذاء. وتوضح أم محمد أن سوء التغذية حرَمها القدرة على الإرضاع الطبيعي، بينما فشلت في العثور على حليب صناعي في أي صيدلية: "أشعر أنني عاجزة.. لا أستطيع توفير الغذاء لهم، ولا حتى الحليب"، تضيف بألم. وتعاني مستشفيات قطاع غزة من نفاد تام في حليب الأطفال، سواء العادي أو العلاجي، منذ أن أوقف الاحتلال الإسرائيلي إدخاله قبل نحو أربعة أشهر. معاناة تتكرر وفي موقف مشابه، تحكي أم كريم الغمري (38 عامًا) أنها وضعت طفلها يوسف قبل أيام قليلة، لكنه دخل الحضانة لسوء حالته الصحية. رغم محاولتها إرضاعه طبيعيًا، فإن جسدها المنهك من الجوع لم يسعفها. "لم أتناول أي طعام مغذٍ منذ أسابيع، لا بيض، لا لحم، لا فواكه.. حتى الخضار نادرة وباهظة"، تقول وهي تمسح دموعها. كانت أم كريم النازحة من شمال قطاع غزة تعتمد على تكية خيرية لتأمين الطعام. لكن منذ إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات في مارس الماضي، توقفت التكايا عن العمل. ومع تفاقم الأزمة، باتت الأسرة عاجزة عن توفير أبسط الاحتياجات الغذائية لأطفالها الستة. تحذيرات من جانبه حذّر د. أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، من كارثة صحية متفاقمة تهدد حياة مئات الأطفال بسبب نفاد حليب الأطفال بأنواعه، خاصة الحليب العلاجي، مؤكدًا أن المستشفيات لم تتسلّم أي كميات منه منذ نحو أربعة أشهر. وأوضح الفرا في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن هناك نحو 500 طفل يعانون من أمراض استقلابية نادرة وهم بحاجة إلى حليب علاجي خاص، محذرًا من عواقب كارثية تشمل التخلف العقلي، والشلل الدماغي، وحتى الوفاة. وذكر أن قسم الأطفال بمجمع ناصر يستقبل يوميًا نحو 10 حالات سوء تغذية، في حين لا يمكن استيعابها جميعًا كمبيت داخل المستشفيات بسبب النقص الحاد في الأسرّة. وبيّن الفرا أن نحو 60 طفلًا توفوا بسبب مضاعفات ناتجة عن سوء التغذية. وأضاف أن هذه الحالات تظهر بثلاث صور: "المارازمس" نتيجة نقص السعرات الحرارية، ويفقد فيها الطفل نحو 40% من وزنه، و"الكواشيوركور" بسبب نقص البروتين في الدم، ويظهر على الطفل آثار تورمات في أنحاء الجسم كافة، إضافة إلى حالات مركبة، وهي الأخطر، إذ تجمع بين الحالتين، وتؤدي جميعها إلى ضعف المناعة، وتعرض متكرر للعدوى، ونقص في الفيتامينات، فضلًا عن اضطرابات في النمو العصبي والسلوكي. وأشار الفرا إلى أن معاناة الأطفال تبدأ فعليًا منذ الحمل، حيث تعاني الأمهات من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، ما يؤدي إلى ولادات مبكرة، أو أطفال ناقصي وزن، أو مشوهين خلقيًا. وبعد الولادة، يُواجه الطفل خطر الدخول إلى الحضانة بسبب الضعف العام أو الأمراض. وأكد أهمية الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، مشيرًا إلى أن غياب الحليب الصناعي وعدم كفاية تغذية الأم يؤدي إلى فشل الطفل في اكتساب الوزن والنمو العصبي. وقال: "الطفل الذي يُحرم من العناصر الأساسية في هذه الفترة لن يتطور عقليًا بشكل طبيعي، حتى لو توفرت التغذية لاحقًا". كما حذر من أن الأطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات معرضون لمشاكل دائمة في النمو العقلي، مشددًا على أن توفير الفيتامينات لاحقًا لا يعوض الضرر الحاصل. وأكد أن بعض الجهات الخيرية عثرت بصعوبة على كميات محدودة تُقدّر بـ50 عبوة من الحليب في السوق السوداء، بأسعار باهظة تصل إلى 150 شيكلًا للعبوة، بدلًا من 25 شيكلًا. ودعا الفرا المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة الأطفال في غزة. نداء عاجل وفي مدينة غزة، أطلق مستشفى 'الرنتيسي' مؤخرًا نداءً عاجلًا لإنقاذ الأطفال، مؤكدًا أنه لا يملك علبة حليب واحدة، رغم استقباله عشرات الحالات يوميًا. المستشفى وصف الوضع بـ"الكارثة الصامتة" التي تفتك بالأطفال دون أي تحرك دولي فعّال. وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، د. رائد الشنطي، إن "الأطفال هم الضحية الأضعف لهذا الحصار الخانق، يُتركون لمواجهة الموت بلا غذاء أو دواء أو مياه نظيفة". واعتبر أن منع دخول الحليب يشكل "جريمة إبادة بطيئة" ترتكبها إسرائيل بحق الطفولة في غزة. ويتفق الأطباء والحقوقيون في غزة على أن استمرار منع دخول الحليب والمساعدات الغذائية والدوائية قد يؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الصحية. ومع عجز الأمهات عن الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية، يصبح الأطفال حديثو الولادة بلا مصدر غذاء. في ظل هذا الواقع، تتجه غزة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ما لم يتم الضغط دوليًا لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات فورًا.