logo
ربع قرن من الفشل والانكسار: الأمة التي خذلت رسالتها!!

ربع قرن من الفشل والانكسار: الأمة التي خذلت رسالتها!!

وكالة خبرمنذ 5 ساعات

إنَّ المفترق الزمني للربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تتجلى فيها أمام الأمة الإسلامية مشاهد الانكشاف لا الإنجاز، والانكسار لا الانتصار. فقد كانت السنوات الخمس والعشرون الماضية حُبلى بالأحداث الكبرى، لكنها كشفت عن عجز عميق في الإرادة والفكرة والمشروع. فمن تسارع موجات التطبيع، إلى انهيار مركزية القضية الفلسطينية، ومن تراجع الإسلام السياسي إلى انفراط العقد القومي بين مكونات الأمة، كلُّ ذلك يحدث تحت وابلٍ من القصف وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وصمت يوشك أن يُصبح نمطاً سلوكياً منحطاً وهويةً سياسية. هذه السطور في مجملها هي إطلالة للمشهد من علٍ، وتأمل في السؤال الجوهري المطروح: هل الأمة بصدد ولادة جديدة... أم نهاية مؤقتة لدورها الحضاري؟!
في مشهدية الربع الأول للألفية الثالثة، مرَّت الأمة الإسلامية بمرحلة غنية بالأحداث والتحولات، لكنها، في معظمها لم تكن لصالح قضاياها المركزية، ولا في اتجاه استعادة دورها الحضاري. لقد كشفت السنوات الخمس والعشرون الماضية عن فشل مركب؛ في الرؤية، وفي الأداء، وفي بناء مشروع جامع.. إذ إنَّ ما شهدناه لم يكن مجرد سلسلة من الهزائم السياسية أو العسكرية، بل تآكلًا في البُنى العميقة للوعي الجمعي، وانهيارًا في قدرة النخب على الفعل، وتمزقًا في التكوين الاستراتيجي للأمة.
إنَّ هناك جملة من الخسارات كانت بمثابة علامات فارقة لهذا الربع من القرن، الذي أوشك أن يرحل ويطوى أشرعة سفنه، وهي كالتالي:
١. التطبيع الخليجي: سقوط السور الأخير
لم يكن التغير الأخطر في هذا الربع الزمني ناتجًا عن عدوان مباشر فحسب، بل جاء من داخل البيت العربي ذاته. إذ اندفعت عدة عواصم خليجية -تحت عناوين براقة كالسلام والتعاون- لتوقيع اتفاقات تطبيع شامل مع الكيان الصهيوني، متجاوزة كلّ الثوابت القومية والإسلامية، وعلى حساب القضية الفلسطينية.
هذه الاتفاقات لم تأتِ في سياق مفاوضات عادلة أو حلٍّ شامل، بل كمِنح مجانية لإسرائيل، فتحت لها أبواب النفوذ الأمني والسياسي في عمق الخليج. وفي الوقت الذي كانت فيه غزة تُقصف وتُحاصر، كانت وفود العواصم المطبعة تُصافح قادة الاحتلال وتُمهّد لشراكات استراتيجية مقلقة!!
٢. السلام الإبراهيمي: غسل الدم بالرمز الديني
على هامش التطبيع، طُرحت سردية جديدة عنوانها "السلام الإبراهيمي"، تسعى إلى إنتاج وعي ثقافي وديني ممسوخ، يُحوِّل العدو المحتل إلى "شقيق في النسب الإبراهيمي"، ويمهِّد لتجاوز الصراع عبر مشروعات "وحدة الأديان" و"إبراهيمية المنطقة".
هذا المشروع، بما فيه من خلط للمفاهيم، لا يستهدف فقط تطبيع العلاقات، بل تفكيك الوعي الإسلامي من الداخل، وتفريغ الإسلام من بعده التحرري والنهضوي.
٣. السابع من أكتوبر: الطوفان الذي بعثر الأوراق
فجّرت معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ لحظة كبرى في تاريخ الصراع، كسرت فيها جدران الاحتلال، وأحرجت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ومنحت الشعوب العربية والإسلامية بضع ساعات من النشوة والفخر، واستُعيدت فيها لحظة مركزية فلسطين في وجدان الأمة.
لكن الحدث ما لبث أن انقلب إلى كارثة إنسانية بفعل الرد الإسرائيلي الوحشي، والدعم الأمريكي الكامل، والصمت الدولي، إذ دخلت غزة في أتون حرب إبادة مفتوحة، ولا تزال حتى اليوم تدفع ثمن لحظة البطولة.
٤. صمت عربي وشعبي غير مسبوق
ربما كان الصمت الرسمي مفهومًا أو متفهمًا ضمن سياقات الهيمنة الدولية والارتباط الأمني بالغرب، لكنَّ الصدمة الحقيقية جاءت من الشارع، إذ لم تشهد معظم العواصم العربية موجات غضب شعبية واسعة أو مستدامة، كما جرت العادة في الانتفاضات السابقة.
لقد بدا وكأن الشارع قد استُنزف أو رُوّض، وغاب الصوت الشعبي المزلزل، الذي كان ذات يومٍ أحد أبرز أدوات الضغط والتغيير في قضايا الأمة.
٥. الدور التركي... بين الخطاب والحسابات
كانت التوقعات عالية أن تتخذ تركيا أردوغان، برمزيتها الإسلامية وقيادتها السياسية، مواقف أكثر حدة ضد ما يجري في غزة.. لكنها، رغم بيانات الإدانة، حافظت على شعرة معاوية مع إسرائيل، وبقيت التزاماتها الاقتصادية والدبلوماسية قائمة.
إنَّ خيبة أمل الشارع الإسلامي في تركيا، لم تكن فقط في التصريحات، بل في غياب الفعل الذي يعكس وزنها الإقليمي، وقدرتها على فرض معادلات جديدة، أو كسر الطوق المفروض على الفلسطينيين.
٦. فشل الإسلام السياسي في استنهاض الأمة
أثبتت الأحداث المتلاحقة، خاصة بعد الربيع العربي، أن مشروع "الإسلام السياسي" بشكله الحالي قد فقد القدرة على التأثير والتعبئة. فالحركات الإسلامية الكبرى، بعد أن أخفقت في إدارة الحكم، أو تراجعت عن خطابها الأصلي، لم تعد تمتلك مشروعًا جامعًا ينهض بالأمة أو يوحد قواها.
للأسف، لقد تقلص الحضور الإسلامي السياسي وانكمش إلى مربعات ضيقة: دعوية، أو حزبية، أو علاقات تكتيكية مع الأنظمة، وتراجعت معه القدرة على التأثير الشعبي، وعلى احتلال موقع مركزي في وعي الشارع العربي والإسلامي.
٧. الأمة المتشظية: العرب والفرس والترك في خنادق متقابلة
في الحقيقة، إنَّ ما يُعمّق الأزمة أكثر هو التمزق القومي داخل الأمة الإسلامية. فلا مشروع جامع يربط العرب بالفرس، ولا رؤية موحدة تجمع الترك بالعرب، بل كلّ طرف يتحرك ضمن مصالحه، وأحيانًا في صدامات إقليمية مباشرة.
فالاختلاف في المرجعيات، والتناقض في الطموحات، وانعدام الثقة، كلها جعلت الأمة الإسلامية مجرد فسيفساء متجاورة لا متفاعلة!! وهذا ما سهّل على القوى الكبرى اختراق المنطقة، وتمكين إسرائيل في قلبها.
٨. الوهم الغيبي: نبوءة زوال إسرائيل كمخدر جماهيري
إنَّ واحدة من المظاهر المؤسفة التي شهدتها هذه المرحلة كانت الترويج لنبوءة زوال إسرائيل عام 2022، على يد بعض الدعاة والناشطين الإسلاميين، والتي تحولت إلى خطاب تعبوي يبتعد عن الواقع..
فبدلًا من تعبئة الجماهير للوعي بالمخاطر، والتخطيط للمواجهة، تمَّ تعميم خطاب الانتظار والخلاص الغيبي، وهو ما ساهم ـولو جزئيًاـ في شيوع ثقافة الاسترخاء والتواكل على معجزات السماء.
ختاما: هل ما زال في الأمة بقية أمل؟
إنَّ ما عاشته الأمة في ربع قرن لم يكن هزيمة في معركة، بل سلسلة من الانكشافات التاريخية الكبرى على مستوى المشروع، والقيادة، كذلك في الوعي، وفي وحدة المصير.
وعليه؛ إذا لم تتوجه النخب الفكرية والسياسية والدينية إلى مراجعة جذرية لكلِّ المسلمات القديمة، فإنَّ القادم قد يكون أكثر قتامة.
غير أن التاريخ لا يُغلق أبوابه، والأمم التي تنكسر، يمكن أن تُبعث من جديد، متى امتلكت الشجاعة للاعتراف، والجرأة على التصحيح.
فهل نملك اليوم -يا أمة الخيرية- شجاعةَ الحقيقة؟
أم سنواصل الغرق في الوهم حتى إشعار آخر؟
سؤالٌ برسم حالة العجز وأمل القدرة على الإجابة!!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

3852 عملًا مقاومًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
3852 عملًا مقاومًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

3852 عملًا مقاومًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله - صفا رصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، 3852 عملًا مقاومًا نوعيًا في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع منوتشرين أول/أكتوبر 2023. وأوضح المركز في إحصائية نشرها يوم السبت، أن الضفة شهدت منذ بداية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، مئات العمليات النوعية التي استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين في مختلف المحافظات. وبين أن أعمال المقاومة شملت 2212 عملية إطلاق نار استهدفت جنود الاحتلال والمستوطنين، وتفجير 1243 عبوة ناسفة، إلى جانب و37 عملية دهس. وأضاف أن أبطال الضفة نفذوا 53 عملية طعن، وتفجير سيارتين مفخختين وحافلة واحدة، بالإضافة إلى عملية استشهادية. وتمكنت المقاومة في الضفة من إسقاط 18 طائرة مسيرة للاحتلال تستخدم في التصوير والرصد خلال اقتحام المدن وخاصة شمال الضفة الغربية. وخلال ذات الفترة، شهدت الضفة 8241 عملًا وحراكًا شعبيًا في مواجهة الاحتلال، بينها 6264 نقطة مواجهة، و687 تصد للمستوطنين. وألقى الشباب الثائر 205 زجاجات حارقة استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين، بينما خرجت 996 تظاهرة في أرجاء الضفة.

ربع قرن من الفشل والانكسار: الأمة التي خذلت رسالتها!!
ربع قرن من الفشل والانكسار: الأمة التي خذلت رسالتها!!

وكالة خبر

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة خبر

ربع قرن من الفشل والانكسار: الأمة التي خذلت رسالتها!!

إنَّ المفترق الزمني للربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تتجلى فيها أمام الأمة الإسلامية مشاهد الانكشاف لا الإنجاز، والانكسار لا الانتصار. فقد كانت السنوات الخمس والعشرون الماضية حُبلى بالأحداث الكبرى، لكنها كشفت عن عجز عميق في الإرادة والفكرة والمشروع. فمن تسارع موجات التطبيع، إلى انهيار مركزية القضية الفلسطينية، ومن تراجع الإسلام السياسي إلى انفراط العقد القومي بين مكونات الأمة، كلُّ ذلك يحدث تحت وابلٍ من القصف وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وصمت يوشك أن يُصبح نمطاً سلوكياً منحطاً وهويةً سياسية. هذه السطور في مجملها هي إطلالة للمشهد من علٍ، وتأمل في السؤال الجوهري المطروح: هل الأمة بصدد ولادة جديدة... أم نهاية مؤقتة لدورها الحضاري؟! في مشهدية الربع الأول للألفية الثالثة، مرَّت الأمة الإسلامية بمرحلة غنية بالأحداث والتحولات، لكنها، في معظمها لم تكن لصالح قضاياها المركزية، ولا في اتجاه استعادة دورها الحضاري. لقد كشفت السنوات الخمس والعشرون الماضية عن فشل مركب؛ في الرؤية، وفي الأداء، وفي بناء مشروع جامع.. إذ إنَّ ما شهدناه لم يكن مجرد سلسلة من الهزائم السياسية أو العسكرية، بل تآكلًا في البُنى العميقة للوعي الجمعي، وانهيارًا في قدرة النخب على الفعل، وتمزقًا في التكوين الاستراتيجي للأمة. إنَّ هناك جملة من الخسارات كانت بمثابة علامات فارقة لهذا الربع من القرن، الذي أوشك أن يرحل ويطوى أشرعة سفنه، وهي كالتالي: ١. التطبيع الخليجي: سقوط السور الأخير لم يكن التغير الأخطر في هذا الربع الزمني ناتجًا عن عدوان مباشر فحسب، بل جاء من داخل البيت العربي ذاته. إذ اندفعت عدة عواصم خليجية -تحت عناوين براقة كالسلام والتعاون- لتوقيع اتفاقات تطبيع شامل مع الكيان الصهيوني، متجاوزة كلّ الثوابت القومية والإسلامية، وعلى حساب القضية الفلسطينية. هذه الاتفاقات لم تأتِ في سياق مفاوضات عادلة أو حلٍّ شامل، بل كمِنح مجانية لإسرائيل، فتحت لها أبواب النفوذ الأمني والسياسي في عمق الخليج. وفي الوقت الذي كانت فيه غزة تُقصف وتُحاصر، كانت وفود العواصم المطبعة تُصافح قادة الاحتلال وتُمهّد لشراكات استراتيجية مقلقة!! ٢. السلام الإبراهيمي: غسل الدم بالرمز الديني على هامش التطبيع، طُرحت سردية جديدة عنوانها "السلام الإبراهيمي"، تسعى إلى إنتاج وعي ثقافي وديني ممسوخ، يُحوِّل العدو المحتل إلى "شقيق في النسب الإبراهيمي"، ويمهِّد لتجاوز الصراع عبر مشروعات "وحدة الأديان" و"إبراهيمية المنطقة". هذا المشروع، بما فيه من خلط للمفاهيم، لا يستهدف فقط تطبيع العلاقات، بل تفكيك الوعي الإسلامي من الداخل، وتفريغ الإسلام من بعده التحرري والنهضوي. ٣. السابع من أكتوبر: الطوفان الذي بعثر الأوراق فجّرت معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ لحظة كبرى في تاريخ الصراع، كسرت فيها جدران الاحتلال، وأحرجت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، ومنحت الشعوب العربية والإسلامية بضع ساعات من النشوة والفخر، واستُعيدت فيها لحظة مركزية فلسطين في وجدان الأمة. لكن الحدث ما لبث أن انقلب إلى كارثة إنسانية بفعل الرد الإسرائيلي الوحشي، والدعم الأمريكي الكامل، والصمت الدولي، إذ دخلت غزة في أتون حرب إبادة مفتوحة، ولا تزال حتى اليوم تدفع ثمن لحظة البطولة. ٤. صمت عربي وشعبي غير مسبوق ربما كان الصمت الرسمي مفهومًا أو متفهمًا ضمن سياقات الهيمنة الدولية والارتباط الأمني بالغرب، لكنَّ الصدمة الحقيقية جاءت من الشارع، إذ لم تشهد معظم العواصم العربية موجات غضب شعبية واسعة أو مستدامة، كما جرت العادة في الانتفاضات السابقة. لقد بدا وكأن الشارع قد استُنزف أو رُوّض، وغاب الصوت الشعبي المزلزل، الذي كان ذات يومٍ أحد أبرز أدوات الضغط والتغيير في قضايا الأمة. ٥. الدور التركي... بين الخطاب والحسابات كانت التوقعات عالية أن تتخذ تركيا أردوغان، برمزيتها الإسلامية وقيادتها السياسية، مواقف أكثر حدة ضد ما يجري في غزة.. لكنها، رغم بيانات الإدانة، حافظت على شعرة معاوية مع إسرائيل، وبقيت التزاماتها الاقتصادية والدبلوماسية قائمة. إنَّ خيبة أمل الشارع الإسلامي في تركيا، لم تكن فقط في التصريحات، بل في غياب الفعل الذي يعكس وزنها الإقليمي، وقدرتها على فرض معادلات جديدة، أو كسر الطوق المفروض على الفلسطينيين. ٦. فشل الإسلام السياسي في استنهاض الأمة أثبتت الأحداث المتلاحقة، خاصة بعد الربيع العربي، أن مشروع "الإسلام السياسي" بشكله الحالي قد فقد القدرة على التأثير والتعبئة. فالحركات الإسلامية الكبرى، بعد أن أخفقت في إدارة الحكم، أو تراجعت عن خطابها الأصلي، لم تعد تمتلك مشروعًا جامعًا ينهض بالأمة أو يوحد قواها. للأسف، لقد تقلص الحضور الإسلامي السياسي وانكمش إلى مربعات ضيقة: دعوية، أو حزبية، أو علاقات تكتيكية مع الأنظمة، وتراجعت معه القدرة على التأثير الشعبي، وعلى احتلال موقع مركزي في وعي الشارع العربي والإسلامي. ٧. الأمة المتشظية: العرب والفرس والترك في خنادق متقابلة في الحقيقة، إنَّ ما يُعمّق الأزمة أكثر هو التمزق القومي داخل الأمة الإسلامية. فلا مشروع جامع يربط العرب بالفرس، ولا رؤية موحدة تجمع الترك بالعرب، بل كلّ طرف يتحرك ضمن مصالحه، وأحيانًا في صدامات إقليمية مباشرة. فالاختلاف في المرجعيات، والتناقض في الطموحات، وانعدام الثقة، كلها جعلت الأمة الإسلامية مجرد فسيفساء متجاورة لا متفاعلة!! وهذا ما سهّل على القوى الكبرى اختراق المنطقة، وتمكين إسرائيل في قلبها. ٨. الوهم الغيبي: نبوءة زوال إسرائيل كمخدر جماهيري إنَّ واحدة من المظاهر المؤسفة التي شهدتها هذه المرحلة كانت الترويج لنبوءة زوال إسرائيل عام 2022، على يد بعض الدعاة والناشطين الإسلاميين، والتي تحولت إلى خطاب تعبوي يبتعد عن الواقع.. فبدلًا من تعبئة الجماهير للوعي بالمخاطر، والتخطيط للمواجهة، تمَّ تعميم خطاب الانتظار والخلاص الغيبي، وهو ما ساهم ـولو جزئيًاـ في شيوع ثقافة الاسترخاء والتواكل على معجزات السماء. ختاما: هل ما زال في الأمة بقية أمل؟ إنَّ ما عاشته الأمة في ربع قرن لم يكن هزيمة في معركة، بل سلسلة من الانكشافات التاريخية الكبرى على مستوى المشروع، والقيادة، كذلك في الوعي، وفي وحدة المصير. وعليه؛ إذا لم تتوجه النخب الفكرية والسياسية والدينية إلى مراجعة جذرية لكلِّ المسلمات القديمة، فإنَّ القادم قد يكون أكثر قتامة. غير أن التاريخ لا يُغلق أبوابه، والأمم التي تنكسر، يمكن أن تُبعث من جديد، متى امتلكت الشجاعة للاعتراف، والجرأة على التصحيح. فهل نملك اليوم -يا أمة الخيرية- شجاعةَ الحقيقة؟ أم سنواصل الغرق في الوهم حتى إشعار آخر؟ سؤالٌ برسم حالة العجز وأمل القدرة على الإجابة!!

الآلاف يتظاهرون في المغرب واليمن دعما لغزة وإيران
الآلاف يتظاهرون في المغرب واليمن دعما لغزة وإيران

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 11 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

الآلاف يتظاهرون في المغرب واليمن دعما لغزة وإيران

صفا تظاهر الآلاف في المغرب واليمن عقب صلاة الجمعة، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من 20 شهرا، ودعما لإيران في مواجهة عدوان تل أبيب. ووفق الأناضول، فإن المحتجين شاركوا في مظاهرات تنظم في المغرب، للجمعة الـ81 منذ انطلاق الفعاليات الداعمة لقطاع غزة إثر الإبادة المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتنظم احتجاجات المغرب من قبل الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية). وانطلقت الاحتجاجات في عدة مدن مغربية بينها الناظور وطنجة ومكناس (شمال)، وأيت ملول وأكادير (وسط)، وتازة (شرق)، والجديدة وتيفلت (غرب). وأعرب المشاركون في الاحتجاجات المغربية التي انطلقت اليوم تحت شعار "هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " عن رفضهم لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وفق الأناضول. ورفع المشاركون في هذه الوقفات أعلام فلسطين ولافتات تدعم إيران في مواجهة "إسرائيل". وبوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية احتجاجات شعبية داعمة لغزة، منذ بدء "إسرائيل" حربها المدمرة على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023. وفي اليمن، تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، في عدد من المحافظات اليمنية بينها العاصمة صنعاء، تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزه وإيران. وجاءت التظاهرات تلبية لدعوة من زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الخميس، تحت شعار: ثابتون مع غزة وإيران ضد الإجرام الصهيو- أمريكي"، حسب مراسل الأناضول. وشهدت عدة محافظات بينها الحديدة (غرب) وصعدة وذمار والجوف والمحويت وعمران (شمال) وإب ( وسط) مظاهرات مشابهة تحت نفس الشعار، وفق وكالة سبأ "الحوثية". ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والفلسطينية والإيرانية ولافتات تندد بالحرب الإسرائيلية على إيران والإبادة في غزة. وفي السياق، أكد بيان صادر عن الجهة المنظمة للمظاهرات "موقف اليمن الثابت في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين". وأشار البيان إلى أن الرد الإيراني على تل أبيب "حق وواجب يمثل كل أمة الإسلام ويقف خلفه كل المؤمنين الأحرار في عالمنا العربي والإسلامي". يأتي ذلك في وقت تشن فيه "إسرائيل" بدعم أمريكي، منذ 13 يونيو/ حزيران الجاري هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران على هذا الهجوم بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين حتى الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store