logo
لماذا تُثير الهيمنة التكنولوجية الأمريكية قلق أوروبا؟

لماذا تُثير الهيمنة التكنولوجية الأمريكية قلق أوروبا؟

الوئاممنذ 5 ساعات

كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير موسع، عن تنامي القلق الأوروبي من الهيمنة التكنولوجية الأميركية، بعد حادثة أقدمت فيها شركة مايكروسوفت على تعليق حساب بريد إلكتروني تابع للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، تنفيذًا لأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأمر الذي يفتح الباب للتساؤل حول التداعيات السياسية والتقنية لهذه الخطوة، التي اعتبرها كثيرون في أوروبا دليلًا صارخًا على هشاشة السيادة الرقمية للقارة في مواجهة النفوذ الأميركي المتصاعد.
في فبراير الماضي، وبعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، أصدر ترمب أمرًا يعاقب خان ويمنع الشركات الأميركية من التعامل معه. وسرعان ما امتثلت مايكروسوفت للأمر، وأوقفت حساب بريد خان الإلكتروني المستخدم في المحكمة، ما أدى فعليًا إلى فصله عن زملائه، رغم أن المحكمة تتخذ من لاهاي مقرًا لها، وتعمل بوصفها مؤسسة قضائية مستقلة في قضايا حقوق الإنسان والجرائم الدولية.
هذه الخطوة، التي أكّدتها تقارير صحفية مثل أسوشيتد برس، شكّلت صدمة لصنّاع القرار الأوروبيين، ووصفت بأنها جرس إنذار لمدى هشاشة السيادة الرقمية الأوروبية في مواجهة النفوذ الأميركي. وقال النائب الأوروبي الهولندي وعضو لجنة الأمن السيبراني في البرلمان الأوروبي بارت خروتهاوس: 'ما حدث مع المحكمة ليس خيالًا سياسيًا، بل واقع ملموس'، مؤكدًا أن أوروبا باتت بحاجة ملحّة لتأمين استقلالها الرقمي.
خطر يتجاوز بريدًا إلكترونيًا
تعاملت مايكروسوفت مع الموقف بالتنسيق مع المحكمة الجنائية الدولية، وبررت قرارها بإجراءات قانونية، وأشارت إلى أن خدماتها الأخرى للمحكمة – مثل برامج التحليل الجنائي والحماية السيبرانية – استمرت دون انقطاع. لكنها أكدت لاحقًا إدخال تعديلات على سياساتها الداخلية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.
ومع ذلك، فإن الامتثال السريع للشركة الأميركية عزّز المخاوف من أن المؤسسات الأميركية قد تكون أدوات ضغط سياسي بيد واشنطن، حتى ضد حلفائها الأوروبيين.
ولم تمضِ سوى أسابيع حتى عاقبت إدارة ترمب أربعة قضاة آخرين في المحكمة، لكن مايكروسوفت لم توقف حساباتهم، في ما بدا محاولة لامتصاص الغضب الأوروبي.
القلق لم يقتصر على المحكمة، بل امتد إلى الحكومات الأوروبية بأسرها. فشركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت تسيطر على أكثر من 70% من سوق الحوسبة السحابية في أوروبا، ما يجعلها عصبًا حيويًا لتخزين البيانات وتشغيل الخدمات الأساسية. هذا الاعتماد البنيوي دفع بعض الهيئات إلى التوجه نحو مزوّدي خدمات محليين مثل Proton السويسرية، وIntermax الهولندية، وExoscale السويسرية.
خطط طارئة في العواصم الأوروبية
في هولندا، أعلنت وزارة الداخلية أنها تضع السيادة الرقمية على رأس أولوياتها، فيما تختبر الدنمارك بدائل لحزمة برامج أوفيس من مايكروسوفت. أما ولاية شليسفيغ-هولشتاين الألمانية فباشرت خطوات عملية لتقليص اعتمادها على العملاق الأميركي.
ومن جهتها، خصصت مؤسسات الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات لإنشاء مراكز بيانات وبنى تحتية مستقلة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. كما تجري مناقشات في البرلمان الأوروبي حول تشريعات تُلزم الحكومات بشراء خدمات تقنية من شركات مقرّها داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال كاسبر كلينغ، الدبلوماسي الدنماركي السابق والمدير التنفيذي في إحدى شركات الأمن السيبراني، إن ما حدث مع مايكروسوفت شكّل 'الدليل القاطع الذي كان ينتظره كثير من الأوروبيين'، وأضاف: 'إذا قررت الإدارة الأميركية استهداف منظمة أو دولة أو فرد، فإن الشركات الأميركية تُجبر على الانصياع – وهذا أمر له تبعات خطيرة'.
تحول في المزاج الأوروبي
الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا حاول احتواء الأزمة، فزار هولندا هذا الأسبوع وأعلن عن 'حلول سيادية' جديدة لتأمين بيانات المؤسسات الأوروبية وتوفير حماية قانونية وتقنية في 'زمن تقلبات جيوسياسية'. لكن الخطوة قوبلت بتحفظ واسع، إذ يرى مسؤولون أوروبيون أن الحديث عن السيادة الرقمية لم يعد ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية.
وقالت ألكسندرا غيس، عضوة البرلمان الأوروبي: 'إذا لم نبنِ قدراتنا الرقمية داخل أوروبا، فلن نتمكن من اتخاذ قرارات سياسية مستقلة بعد الآن.'
رغم أن الأوروبيين بدأوا في تقليص اعتمادهم على شركات التكنولوجيا الأميركية منذ تسريبات إدوارد سنودن في 2013 التي كشفت عن مراقبة أميركية واسعة النطاق، إلا أن البدائل الفعالة لا تزال محدودة. ولذلك، تمثل الحادثة الأخيرة مع المحكمة الجنائية الدولية لحظة فاصلة لإعادة التفكير في العلاقة الرقمية بين أوروبا والولايات المتحدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح
الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح

Independent عربية

timeمنذ 42 دقائق

  • Independent عربية

الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح

في محاولة لنزع فتيل الصراع بشأن البرنامج النووي الإيراني، سارع وزراء خارجية القوى الثلاث الكبرى في أوروبا إلى لقاء نظيرهم الإيراني يوم الجمعة في جنيف. وتبددت هذه الآمال فجر يوم الأحد عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشن غارات جوية على المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران، دعماً للحملة العسكرية الإسرائيلية. قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي بدا غاضباً بشكل واضح، للصحافيين في إسطنبول الأحد "من غير المجدى مطالبة إيران بالعودة إلى الدبلوماسية"، وتوعد بالرد على الضربات الأميركية. وأضاف "الآن ليس وقت الدبلوماسية". وحذر ترمب، الذي قال إن الضربات الجوية الأميركية "محت" المواقع، في خطاب بثه التلفزيون من أن الولايات المتحدة قد تهاجم أهدافاً أخرى في إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام وحث طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وتحدثت "رويترز" إلى سبعة دبلوماسيين ومحللين غربيين قالوا إن احتمالات العودة للمفاوضات ضئيلة في الوقت الحالي مع وجود فجوة لا يمكن جسرها بين مطالبة واشنطن لإيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم تماماً ورفض طهران التخلي عن برنامجها النووي. وقال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن "أعتقد أن احتمالات الدبلوماسية الفعالة في هذه المرحلة ضئيلة جداً". وتابع "يقلقني أكثر التصعيد، سواء في الأمدين القريب أو البعيد". ووفقاً لدبلوماسيين أوروبيين، لم يتم إبلاغ الدول الأوروبية الحليفة الثلاثة - بريطانيا وفرنسا وألمانيا - مسبقاً بقرار ترمب ضرب إيران. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وعد السبت عقب اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني وقبيل الضربات الأميركية بتسريع وتيرة المحادثات النووية. وأقر دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، بأنه لم يعد هناك سبيل لعقد اجتماع ثان مزمع مع إيران هذا الأسبوع. وفي أعقاب العمل العسكري الأميركي، يبدو أن أي دور دبلوماسي أوروبي سيكون ثانوياً على الأرجح. وقلل ترمب يوم الجمعة من أهمية الجهود الأوروبية لحل الأزمة قائلاً إن إيران تريد فقط التحدث إلى الولايات المتحدة. وذكر ثلاثة دبلوماسيين ومحللين أن أي محادثات مستقبلية بين إيران وواشنطن ستجري على الأرجح من خلال وسيطين إقليميين هما سلطنة عمان وقطر، بمجرد أن تقرر طهران كيفية الرد على الضربات الجوية الأميركية على مواقعها النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. ولا تترك الهجمات لإيران سوى خيارات قليلة قابلة للتطبيق. فمنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية على إيران في 13 يونيو (حزيران)، أثار البعض في طهران احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي للإشارة إلى عزم طهران على تسريع التخصيب، لكن خبراء يقولون إن ذلك سيمثل تصعيداً كبيراً، ومن المرجح أن يثير رداً قوياً من واشنطن. وقال أكتون، من مؤسسة كارنيجي، إن أبرز وسائل الرد الإيرانية هي الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، التي يمكن استخدامها لاستهداف القوات والأصول الأميركية في المنطقة. وأضاف أن أي رد عسكري من إيران ينطوي على مخاطر سوء التقدير. وأضاف "من ناحية، يريدون رداً قوياً بما يكفي ليشعروا بأن الولايات المتحدة دفعت ثمناً باهظاً. ومن ناحية أخرى، لا يريدون تشجيع المزيد من التصعيد". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) فشل الجهود الأوروبية حتى قبل الضربات الأميركية، لم تظهر محادثات يوم الجمعة في جنيف أي بوادر تذكر على تحقيق تقدم وسط فجوة في المواقف بين الجانبين، وفي النهاية لم تشهد أي مقترحات مفصلة، وفقاً لثلاثة دبلوماسيين. وأشار الدبلوماسيون إلى أن الرسائل المتضاربة ربما قوضت جهودهم. وأصبحت المواقف الأوروبية بشأن قضايا رئيسية مثل برنامج تخصيب اليورانيوم أكثر تشدداً خلال الأيام العشرة الماضية في ظل الضربات الإسرائيلية والتهديد الوشيك بقصف أميركي. وكانت القوى الأوروبية الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، أطرافاً في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحب منه ترمب بعد ثلاث سنوات خلال ولايته الأولى. واعتقد الأوروبيون وطهران أن التفاهم بينهما أفضل في ما يتعلق بكيفية التوصل إلى اتفاق واقعي، نظراً لأن الترويكا تتعامل مع البرنامج النووي الإيراني منذ عام 2003. لكن علاقة الأوروبيين مع إيران شابها التوتر في الأشهر الماضية، إذ سعوا للضغط عليها بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها مواطنين أوروبيين. وقال دبلوماسيان أوروبيان إن فرنسا، التي كانت الأكثر حرصاً على مواصلة المفاوضات، اقترحت في الأيام القليلة الماضية أن تتحرك إيران نحو وقف التخصيب تماماً، وهو ما لم يكن من قبل من بين مطالب الدول الأوروبية الثلاث نظراً للخط الأحمر الذي وضعته طهران في هذه القضية. وذكر الدبلوماسيان أن بريطانيا تبنت أيضاً موقفاً أكثر صرامة، يتماشى مع موقف واشنطن، وقد عبرت عن ذلك في جنيف. ويبدو أن الحكومة الألمانية الجديدة تسير في الاتجاه نفسه. وقال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي "يتعين على إيران في نهاية المطاف أن تقبل بوقف تخصيب اليورانيوم". وأبدى مسؤول إيراني كبير يوم السبت، خيبة أمله إزاء الموقف الأوروبي الجديد، قائلاً إن مطالبهم "غير واقعية"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي بيان مشترك مقتضب صدر الأحد، علقت فيه الدول الأوروبية الثلاث على الضربات الأميركية، قالت إنها ستواصل جهودها الدبلوماسية. وقال البيان "ندعو إيران إلى الدخول في مفاوضات تسفر عن اتفاق يعالج كل المخاوف المرتبطة ببرنامجها النووي"، مضيفاً أن الأوروبيين على استعداد للمساهمة "بالتنسيق مع جميع الأطراف". وقال ديفيد خالفا، المؤسس المشارك للمنتدى الأطلسي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره باريس، إن حكومة المرشد الأعلى علي خامنئي استغلت الأوروبيين لسنوات لكسب الوقت في تطوير برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية الباليستية. وأضاف "باءت المحاولات الأوروبية بالفشل". ومع ذلك، لا يزال لدى الأوروبيين ورقة مهمة. فهم الوحيدون، بصفتهم طرفاً في الاتفاق النووي، القادرون على تفعيل ما يسمى "آلية إعادة فرض العقوبات"، التي تعيد فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران إذا ثبت انتهاكها لبنود الاتفاق. وقال دبلوماسيون إن الدول الثلاث ناقشت قبل الضربات الأميركية تحديد موعد نهائي بنهاية أغسطس (آب) لتفعيل الآلية في إطار حملة "أقصى الضغوط" على طهران. "قنوات متعددة" للمحادثات الأميركية أفاد مسؤولون أميركيون بأن واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه، بما في ذلك أكثر من 20 صاروخ توماهوك، واستعانت بما يزيد على 125 طائرة عسكرية في العملية ضد المواقع النووية الثلاثة. وحذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد إيران من الرد، وقال إن رسائل علنية وخاصة أرسلت إلى طهران "عبر قنوات متعددة، مما يمنحها كل الفرص للجلوس إلى طاولة المفاوضات". وانهارت خمس جولات سابقة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد اقتراح أميركي في نهاية مايو (أيار) يدعو طهران إلى التخلي عن تخصيب اليورانيوم. رفضت طهران هذا الاقتراح، وشنت إسرائيل هجومها على إيران بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً التي حددها ترمب للمحادثات. وأكدت إيران مراراً منذ ذلك الحين أنها لن تتفاوض وهي في حالة الحرب. وقال دبلوماسيون أوروبيون ومسؤول إيراني إنه حتى بعد الضربة الإسرائيلية، تواصلت واشنطن مع إيران لاستئناف المفاوضات، بما في ذلك عرض لترتيب لقاء بين ترمب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في إسطنبول. ورفضت إيران ذلك، لكن عراقجي واصل اتصالاته المباشرة مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين. يقول خبراء إن أحد تحديات التعامل مع إيران هو استحالة التأكد من مدى الضرر الذي لحق ببرنامجها النووي. فمع القيود الصارمة المفروضة على وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع الإيرانية، من غير الواضح ما إذا كانت طهران قد أخفت منشآت تخصيب. وأبلغ مصدر إيراني كبير "رويترز" الأحد بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو، الموقع الذي ينتج الجزء الأكبر من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، تم نقله إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي هناك. وقال أكتون، من مؤسسة كارنيجي، إنه بغض النظر عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها، فإن إيران لديها آلاف العلماء والفنيين المشاركين في برنامج التخصيب، ومعظمهم نجوا من الهجمات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف "لا يمكنك قصف المعرفة".

قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية
قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

قلق وإدانات عربية ودولية للضربة الأمريكية

عبرت دول عربية وأجنبية، أمس، عن إدانتها للضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، محذرة من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.وقالت وزارة الخارجية ، إن «المملكة تدعو إلى مضاعفة الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة ويفتح صفحة جديدة للاستقرار في المنطقة».وجاء في بيان الوزارة: تتابع المملكة بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.وإذ تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.كما تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وأعربت قطر عن قلقها إزاء الهجمات، مؤكدة ضرورة وقف العمليات العسكرية والعودة إلى الحوار والدبلوماسية، محذرة من «تداعيات كارثية» على الصعيدين الإقليمي والدولي.ومن جهتها، أكدت مصر «قلقها البالغ» من التصعيد، داعية إلى التهدئة وضبط النفس، مشددة على أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتجنب مزيد من الفوضى والتوتر.أما الحكومة العراقية فأدانت استهداف منشآت نووية داخل إيران، معتبرة ذلك «تصعيداً خطيراً» يُهدد أمن الشرق الأوسط ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر.واعربت سلطنة عمان،عن استنكارها للهجوم الجوي الأميركي، واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة الدول، داعية إلى خفض التصعيد بشكل فوري وشامل.وفي السياق نفسه، رأت الخارجية الباكستانية أن التصعيد العسكري ضد إيران «مقلق للغاية»، وشددت على أن لإيران الحق في الدفاع عن نفسها وفق ميثاق الأمم المتحدة.و أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، أن ما شهدته المنطقة من أحداث اليوم واستهداف مباشر للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، سيزيد من حدة التوترات ويؤثر على الأمن والاستقرار بالمنطقة.أوروبياً، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى العودة لطاولة المفاوضات، مؤكدة وجوب منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ولفتت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون الوضع، اليوم الاثنين.أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكتب على إكس «لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد»، مشددا على أن «استقرار المنطقة أولوية».وتابع: «ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة».وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها «تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية» .وقال في بيان: «في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى»، مضيفا: «لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام».

نواب أمريكيون يطالبون الكونغرس بمراجعة إجراءات ترمب تجاه إيران
نواب أمريكيون يطالبون الكونغرس بمراجعة إجراءات ترمب تجاه إيران

الوئام

timeمنذ 2 ساعات

  • الوئام

نواب أمريكيون يطالبون الكونغرس بمراجعة إجراءات ترمب تجاه إيران

تصاعدت الدعوات داخل الكونغرس الأميركي، الأحد، لتقييد صلاحيات الرئيس دونالد ترمب في استخدام القوة العسكرية ضد إيران، في ظل تزايد المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، وفق رويترز. وفيما أبدى زعماء الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب دعمهم للهجمات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، حذّر مشرعون من الحزبين من أن تجاوز الكونغرس في قرارات الحرب يضعف مبدأ التوازن الدستوري. وأعلن السيناتور الديمقراطي تيم كين أنه سيُجبر مجلس الشيوخ هذا الأسبوع على التصويت على مشروع قانون يُلزم ترمب بإنهاء الأعمال العدائية ضد إيران ما لم يُصدر الكونغرس إعلان حرب رسمي. ويدفع النائبان الجمهوري توماس ماسي والديمقراطي رو خانا بتشريع مشابه في مجلس النواب. وقال كين في مقابلة مع قناة 'سي بي إس': 'لقد أدخل ترمب الولايات المتحدة في حرب باختياره، دون مبرر أمني وطني حقيقي، ومن دون نقاش أو تصويت في الكونغرس'. ولم يعلّق البيت الأبيض على الانتقادات، لكن مصادر أكدت إبلاغ قادة الكونغرس بالعملية العسكرية قبل تنفيذها. الانقسام شق صفوف قاعدة 'ماغا – لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا' الداعمة لترمب، إذ أيّد البعض الهجمات بينما دعا آخرون إلى إنهاء التدخلات الخارجية، مشيرين إلى تجارب 'الحروب الأبدية' في العراق وأفغانستان. وقال ماسي: 'لقد تم انتخاب ترمب بوعد وقف هذه الحروب، لا التورط في المزيد منها'. وأشار إلى عدم وجود تهديد وشيك يبرر الضربات، مؤكدًا أن الكونغرس لم يُبلَّغ مسبقًا. وعلى الرغم من اتهامات واشنطن لطهران بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية، فإن المسؤولين الأميركيين أقروا بعدم وجود قرار إيراني نهائي نحو تصنيع السلاح. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية. في المقابل، دافع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عن ترمب، مؤكدًا أن الرئيس يمتلك صلاحيات دستورية كافية. وأضاف: 'إذا لم يعجبهم ما يفعله، يمكنهم وقف التمويل'. ودافع رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن القرار قائلاً إن 'الخطر الوشيك تفوّق على الوقت الذي قد يستغرقه الكونغرس للتصرف'. وتنصّ الدستور الأميركي على أن الكونغرس يملك وحده حق إعلان الحرب، في حين أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. لكن هذا التوازن بدأ بالتآكل في العقود الأخيرة، مع تصاعد النزعة التنفيذية في قرارات الحرب. بدورهم، حذّر الديمقراطيون من نتائج متسرعة، وأشاروا إلى احتمال أن تكون إيران قد أخفت موادها النووية مسبقًا. وقال النائب رو خانا: 'لطالما أعلنا النصر بعد أول يوم من الحرب، لكن من يدفع الثمن هم الأميركيون على مدى عقود لاحقة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store