logo
العيسوي: الملك يُمثل ضمير الأمة

العيسوي: الملك يُمثل ضمير الأمة

السوسنةمنذ 6 ساعات

السوسنةالتقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، السبت، في الديوان الملكي الهاشمي، وفد متقاعدين عسكريين، يضم أعيان وأعضاء من لجنة الكرامة والمحاربين القدامى.
وتحدث العيسوي بإسهاب عن الموقف الأردني الراسخ من التحولات الإقليمية والدولية، وعن الثوابت التي ترتكز إليها الدولة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأكد أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يواصل أداء دوره المركزي كركيزة للاستقرار في المنطقة، مستندًا إلى نهج ثابت ومبادئ راسخة جعلت من السيادة والقرار المستقل عنوانًا للدولة الأردنية، ومن الإنسان محورًا للتنمية.
وأشار العيسوي إلى أن ما تشهده المنطقة من تغيرات متسارعة وتحديات مركبة يفرض على الدول امتلاك رؤى وقرارات نابعة من إرادة وطنية حرة، مؤكدًا أن الأردن لم يكن في يوم من الأيام ساحة لتصفية الحسابات أو تمرير الأجندات، بل ظل وفيًا لقراراته السيادية التي تنطلق من المصلحة الوطنية العليا، وتحفظ كرامة الدولة وتصون أمن مواطنيها.وفي السياق ذاته، شدد العيسوي على أن ثبات الموقف الأردني، هو نهج تاريخي يعكس التزامًا عميقًا بالدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن جلالة الملك لطالما حمل صوت الحق في المحافل الدولية، دون تردد أو مساومة.وتوقف العيسوي عند خطاب جلالة الملك الأخير أمام البرلمان الأوروبي، واصفًا إياه بأنه محطة فاصلة في توجيه الرأي العام الدولي نحو القيم العادلة، وتجسيد واضح للمكانة السياسية والأخلاقية التي يحظى بها الأردن، حيث عبّر جلالته بوضوح عن موقف ثابت تجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ورفضه المطلق لازدواجية المعايير وتغييب العدالة.وأكد أن الأردن سيبقى صوتًا للعقل والحق، ينصت إليه القريب والبعيد، بفضل قيادة هاشمية حكيمة، وسياسة خارجية متوازنة، ودور أخلاقي لا ينفصل عن ضمير الأمة، لافتًا إلى أن حماية المقدسات في القدس تظل أولوية أردنية ثابتة في ظل الوصاية الهاشمية التي ينهض بها جلالة الملك بصفته صاحب الشرعية التاريخية والدينية.وأشار العيسوي إلى أن الجهود السياسية والإنسانية والطبية والإغاثية التي يقدّمها الأردن للأشقاء الفلسطينيين تعكس صدق الالتزام بالموقف والدور، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، والتي تستوجب وعيًا وطنيًا صلبًا وتكافلًا مجتمعيًا راسخًا يحوّل التحديات إلى فرص.ونوّه العيسوي إلى أن الأردن بقيادة جلالة الملك يمضي بخطى واثقة نحو المستقبل، متسلّحًا بثوابت وطنية ومواقف شجاعة، ومُتمسكًا بنموذج إنساني متقدم في التعامل مع الأزمات، دون أن يتخلى عن التزامه تجاه قضايا الأمة ومبادئ العدالة.وأضاف أن ما تحقق من صمود سياسي واقتصادي واجتماعي لم يكن ليتحقق لولا الدور البطولي الذي تضطلع به القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، الذين يشكلون صمّام أمان الوطن، ويحملون مسؤوليتهم بكفاءة وانضباط نابع من الانتماء والولاء.كما ثمّن العيسوي الدور الكبير الذي تقوم به جلالة الملكة رانيا العبدالله، وما يقدّمه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، من جهود وطنية ومجتمعية ومساندة صادقة للمسيرة الملكية، منوهًا بحضوره المؤثر بين فئة الشباب، ودوره في قيادة المبادرات التنموية.وأكد أن الموقع الذي يحتله الأردن اليوم ليس صدفة، بل نتيجة لسياسات حكيمة، ونهج اعتدال وواقعية سياسية جعلت منه دولة يُحسب لها الحساب في ميزان الإقليم، ومنارة استقرار وسط بيئة تغص بالصراعات والانقسامات.وفي ختام كلمته، لفت العيسوي إلى أن المناسبات الوطنية التي يحييها الأردنيون ليست مجرد محطات زمنية، بل لحظات وعي وتجديد للعهد، نستعيد فيها قيم الكرامة والسيادة والانتماء، ونعزز خلالها العزم على مواصلة التحديث والبناء.من جهتهم، عبّر أعضاء لجنة الكرامة والمحاربين القدامى عن فخرهم العميق بالنهج الذي يقوده جلالة الملك، وبما يحققه الأردن من منجزات على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكدين أن الأردنيين يقفون خلف قيادتهم الهاشمية بثقة وولاء، ويدركون حساسية المرحلة التي تتطلب وعيًا راسخًا وتكاتفًا وطنيًا لا يتزحزح.وشدد المتحدثون على دعمهم المطلق لمواقف جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وصون المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدين أن خطاب جلالته الأخير حمل رسائل سيادية وأخلاقية أعادت الاعتبار للحق الفلسطيني، وللقيم التي غيّبها الصمت الدولي.كما ثمّنوا الدور الفاعل الذي يضطلع به سمو ولي العهد في تعزيز المسيرة الوطنية، مقدمين التهنئة إلى جلالة الملك، وجلالة الملكة، وسمو ولي العهد، بمناسبة الأعياد الوطنية.وأعربوا عن اعتزازهم العميق بما تحمله المناسبات الوطنية من دلالات خالدة، مؤكدين أن أعياد الاستقلال، والجلوس الملكي، ويوم الجيش، والثورة العربية الكبرى، ليست مجرد محطات زمنية، بل روافد متجددة تعزز الانتماء وتغذي الروح الوطنية، وتذكر الأردنيين بجذورهم الراسخة في أرضهم، وبالمسيرة المظفّرة التي يقودها الهاشميون في بناء الدولة الحديثة. وقالوا إن هذه المناسبات تُمثل رمزًا للسيادة، وعنوانًا للفخر، وفرصة متجددة لتجديد البيعة والولاء للقيادة الهاشمية، واستحضار التضحيات التي أنارت درب الوطن.كما أكد المتحدثون أن الدور الذي نهض به الأردن منذ عهد التأسيس، بقيادة الهاشميين، هو نموذج يُحتذى في بناء الدولة القوية الحديثة، التي تجمع بين الثبات السياسي والتطور التنموي، وبين احترام الإنسان وصون كرامته.وأشاروا إلى أن مواقف الأردن المشرّفة تجاه قضايا أمته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، تمثل إرثًا نضاليًا وتاريخيًا يجب على الجميع الاعتزاز به، وإبرازه بكل فخر في وجه محاولات التعتيم والتشويه. وقالوا إن الوفاء لهذا الدور يستوجب من كل أردني أن يكون سفيرًا لبلده، معرّفًا بحقيقته، ومعتزًا بما تحقق من منجزات على مدى عقود.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يعلق عن مهلة الأسبوعين : الوقت وحده سيخبرنا
ترمب يعلق عن مهلة الأسبوعين : الوقت وحده سيخبرنا

خبرني

timeمنذ 42 دقائق

  • خبرني

ترمب يعلق عن مهلة الأسبوعين : الوقت وحده سيخبرنا

خبرني - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا بشأن مهلة الأسبوعين التي منحها لإيران، في حين أقلعت عدة قاذفات "بي-2" تابعة لسلاح الجو الأميركي على ما يبدو من قاعدة في الولايات المتحدة وكانت متجهة عبر المحيط الهادئ. وينتظر أن يعود ترامب من نيوجيرسي إلى واشنطن لحضور اجتماع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لمناقشة احتمال اتخاذ إجراء أميركي ضد إيران. وكان ترامب قال في وقت سابق إنه سيقرر -في غضون أسبوعين- ما إذا كانت بلاده ستنضم إلى إسرائيل في حربها على إيران. من جهتها نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن واشنطن لم تبلغ تل أبيب بعد ما إذا كانت تخطط للانضمام للحرب على إيران، مشيرين إلى أنهم يعتقدون أن واشنطن من المرجح أن تدخل الحرب. لكن المسؤولين الإسرائيليين، اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل أمنية، قالا إنه بعد محادثات استمرت يومين مع نظرائهما الأميركيين، يعتقدان أن واشنطن من المرجح أن تدخل الحرب خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنها بدأت بالفعل الاستعدادات لذلك. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن ضربة أميركية على إيران قد تشن قريبا بناء على محادثات إسرائيلية أميركية. يأتي ذلك فيما أظهرت اتصالات مراقبة الحركة الجوية أن طائرات B-2، القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات تزن 30,000 رطل، وهي القنابل التي يفكر ترامب في استخدامها لضرب منشأة "فوردو" النووية تحت الأرض في إيران، قد أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري. ولم يكن من الواضح وجهة الطائرات، رغم أن إحدى رسائل مراقبة الحركة الجوية أشارت إلى أنها كانت في طريقها إلى قاعدة جوية أميركية في جزيرة غوام. وبحسب نيويورك تايمز، فإن تحريك الطائرات لا يعني أن ترامب قد اتخذ قرارًا بشن ضربة. فليس من غير المألوف أن يتم تحريك الأصول العسكرية إلى مواقع متقدمة لتوفير خيارات للرئيس حتى لو لم يتم استخدامها فعليًا. ومن الممكن أيضًا أن تكون الولايات المتحدة قد سمحت عمدًا بنشر تحركات القاذفات للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكدت مجلة بوليتيكو الأميركية أن تحركات "بي-2" ليست في حد ذاتها مؤشرا على أن الضربة ضد إيران وشيكة، وقالت إن سلاح الجو ينفذ منذ شهور عمليات تناوب منتظمة لطائرات القاذفات صوب قاعدة في المحيط الهندي. وبدأت عمليات تناوب قاذفات "بي-2" عندما كانت الولايات المتحدة تقصف مواقع إطلاق صواريخ ومُسيرات للحوثيين باليمن، واستمرت القاذفات في التنقل بين دييغو غارسيا وقواعدها بالولايات المتحدة منذ بدء التحرك ضد الحوثيين. في السياق، أكدت صحيفة تايمز البريطانية أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إذن من لندن لشن ضربات انطلاقا من قاعدة دييغو غارسيا، لأن المنطقة تحت السيادة البريطانية.

"قصف فوردو" .. إسرائيل تسعى لاستباق هدنة ترامب
"قصف فوردو" .. إسرائيل تسعى لاستباق هدنة ترامب

عمون

timeمنذ 44 دقائق

  • عمون

"قصف فوردو" .. إسرائيل تسعى لاستباق هدنة ترامب

عمون - أبلغ مسؤولون إسرائيليون إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنهم لا يريدون الانتظار أسبوعين حتى تتوصل إيران إلى اتفاق لتفكيك أجزاء رئيسية من برنامجها النووي، حسبما قال مصدران لـ"رويترز". وأضاف المصدران المطلعان أن إسرائيل "قد تتحرك بمفردها قبل انتهاء المهلة" لقصف منشأة "فوردو" النووية المحصنة، وسط استمرار الجدل داخل فريق ترامب عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل عسكريا. وتابع المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن إسرائيل نقلت مخاوفها إلى مسؤولي الإدارة الأميركية، الخميس، خلال ما وصفاها بأنها مكالمة هاتفية مشوبة بالتوتر. وقال مصدر أمني إن قائمة الإسرائيليين الذين شاركوا في المكالمة تضمنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير. وذكر المصدران أن الإسرائيليين يعتقدون أنه لا توجد أمامهم سوى مدة زمنية محدودة لاستهداف منشأة "فوردو" الواقعة تحت الأرض، التي تعد درة البرنامج النووي الإيراني. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى المنشأة. والسبت ذكرت "رويترز" أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات "بي 2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر. ويمكن تجهيز القاذفة "بي 2" لحمل القنابل الأميركية "جي بي يو 57" زنة 30 ألف رطل، المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع فوردو. وقال مصدر مطلع في واشنطن إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية أنها تعتقد أن مهلة ترامب التي تصل إلى أسبوعين طويلة للغاية، وإن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة. ولم يوضح المصدر ما إذا كان الإسرائيليون أشاروا إلى هذه النقطة خلال المكالمة رفيعة المستوى. ونقل المصدران عن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، قوله خلال المكالمة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة التدخل مباشرة، ولمح إلى أن الإسرائيليين سيجرّون البلاد إلى حرب. وقال مصدر أمني إن وزير الدفاع بيت هيغسيث شارك أيضا في المكالمة، بينما لم يتسن لـ"رويترز" تحديد هوية المشاركين الآخرين في هذه المكالمة الهاتفية. وتعتبر منشأة "فوردو" التي تحصنها الجبال جنوبي طهران، بعيدة عن متناول القذائف، باستثناء "القنابل الخارقة للتحصينات" التي تمتلكها وتستطيع إطلاقها الولايات المتحدة حصرا. والجمعة أعطى ترامب مهلة أسبوعين، قبل أن يقرر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل لمساندة إسرائيل عسكريا في حربها ضد إيران. "رويترز + سكاي نيوز"

الأردن في مواجهة التهديدات
الأردن في مواجهة التهديدات

السوسنة

timeمنذ 44 دقائق

  • السوسنة

الأردن في مواجهة التهديدات

يشهد الشرق الأوسط موجة متصاعدة من التوترات بين إيران وإسرائيل، في سياق بات يتجاوز حدود الاشتباك التقليدي ليشمل أبعادًا أمنية واستراتيجية غير مسبوقة. فقد تصاعدت حدة المواجهة بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بتضارب الأهداف الجيوسياسية، والصراع على النفوذ الإقليمي، وتزايد الانخراط الإيراني في الساحات القلقة مثل سوريا ولبنان وغزة، في مقابل مساعٍ إسرائيلية حثيثة لكبح هذا النفوذ عبر أدوات متعددة، تتراوح بين العمليات العسكرية السرّية والعلنية، والهجمات السيبرانية، والاستهدافات الدقيقة للبنية التحتية العسكرية الإيرانية ومراكز نفوذها في المنطقة. وفي ظل هذا التصعيد، تتزايد المخاوف من انزلاق الصراع إلى مواجهات مفتوحة، لا سيما مع دخول أطراف إقليمية ودولية على خط التوتر، ما ينذر بتداعيات واسعة على الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. ومن هنا، تبرز أهمية فهم طبيعة هذا التصعيد، وأدواته، ودوافعه، وانعكاساته على الأردن، في ظل تداخل ملفاته مع قضايا إقليمية أكثر تعقيدًا كبرنامج إيران النووي، وملف المقاومة، وأمن الخليج.يبرز الأردن كدولة ذات موقع جيوسياسي بالغ الأهمية، إذ يقع على تقاطع محاور التوتر والنفوذ في المنطقة، ويجاور بؤر الصراع النشطة مثل سوريا والعراق وفلسطين. لا شكّ بأنّ هذا الموقع يمنحه أهمية استراتيجية ولكنه في الوقت ذاته يضاعف من حجم التهديدات التي يمكن أن تطاله، خاصة تلك التي تأتي في أشكال غير تقليدية يصعب التنبؤ بها أو التصدي لها بالوسائل الكلاسيكية.تتطلب التهديدات غير التقليدية فهماً عميقًا لطبيعتها وأدواتها، فهي لا تصدر عن جيوش نظامية معلنة، بل من كيانات مرنة وعابرة للحدود، تعتمد التكنولوجيا والمعلومات و الأهم من ذلك على المفاجأة في تحقيق أهدافها. في سياق التصعيد الأخير الإيراني-الإسرائيلي، ظهرت هذه التهديدات بوضوح في شكل هجمات إلكترونية لاستهداف المنشآت المدنية والعسكرية، واستخدام الطائرات المسيّرة الدقيقة في ضربات بعيدة المدى، إضافة إلى توظيف جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في ساحات متعددة. ومن هنا، فإن الأردن لا يستطيع أن يعزل نفسه عن هذه البيئة المتغيرة، إذ إن امتدادات هذه المواجهة قد تلامس أرضه وأمنه، سواء بصورة مباشرة أو عبر ارتدادات إقليمية قد تربك استقراره الداخلي.يجد الأردن نفسه اليوم أمام طيف واسع من المخاطر، فالتكنولوجيا العسكرية الحديثة المستخدمة في هذا الصراع من شأنها أن تصل إلى عمق أراضيه سواء عن طريق القصد أو الخطأ، كما أن وجود جماعات موالية لمحاور خارجية لدول الصراع يمثل تهديدًا غير مباشر يمكن أن يتسلل عبر الحدود. لذلك، فإن ضعف الحصانة السيبرانية في الدول النامية يجعل من الأردن هدفًا محتملاً لهجمات إلكترونية تستهدف منشآته المدنية والاقتصادية. وما يزيد من ضبابيّة المشهد هو أن بعض التهديدات قد لا تُعلن على الفور، وإنما تُكتشف آثارها بعد وقوع الضرر، مما يضعف القدرة على الردع أو حتى تحديد مصدر التهديد بدقة.في هذا السياق، يمكن للأردن أن يستفيد من الدروس المتراكمة في التصعيد الإيراني الإسرائيلي من أجل بناء منظومة أمن وطني أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات غير التقليدية. ومن أبرز الدروس المستفادة والتي يجب على الدولة الأردنية العمل عليها وجعلها ضرورًة ملحّة للخروج من هذه الأزمة بأقل ضرٍر ممكن فعلى سبيل المثال لا بدّ من ضرورة تطوير قدرات الدفاع السيبراني، ليس فقط لحماية البنية التحتية الحكومية، بل أيضًا لضمان استمرارية الخدمات الحيوية كالكهرباء والمياه والاتصالات. كما أن التجارب الإقليمية تشير إلى أهمية تعزيز أنظمة الرصد الجوي لمواجهة الطائرات المسيّرة، والتي أصبحت أداة شائعة في الحروب الحديثة، نظرًا لقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر. يضاف إلى ذلك الحاجة الملحّة لإعادة تقييم الأمن الداخلي لمواجهة أي اختراق محتمل من وكلاء أو جماعات مدعومة خارجيًا.ومن خلال هذا الإدراك المتزايد لطبيعة التهديدات الجديدة، تظهر الحاجة إلى مراجعة شاملة للاستراتيجية الوطنية للأمن الوطني الأردني. ولا بدّ من توسيع هذه الاستراتيجية لتشمل عناصر التهديد غير التقليدية، وأن تعتمد على تحالفات إقليمية ودولية تضمن تبادل المعلومات الأمنية والتقنية بشكل فوري وفعّال. كما أن الاستثمار في بناء قدرات محلية في مجالات التكنولوجيا الأمنية، والدفاع الإلكتروني، وتطوير الصناعات المرتبطة بالطائرات بدون طيار، يجب أن تكون أولوية في المرحلة المقبلة. وفي المقابل، لا يمكن إغفال أهمية البُعد المجتمعي في التصدي لهذه التهديدات، من خلال رفع الوعي المجتمعي وتمكينه من التعامل مع حملات التضليل الإعلامي أو الطوارئ غير النمطية.ختامًا، يمكن القول إن مستقبل الأمن الوطني الأردني يعتمد على مدى قدرته على التكيّف مع أنماط التهديد الجديدة العصريّة، واستيعاب طبيعة الصراعات المحيطة به. لذلك فإن الصراع الإيراني الإسرائيلي يقدّم نموذجًا واضحًا لتحوّل الحروب من الجيوش إلى التكنولوجيا، ومن الجبهات إلى الشبكات، ومن المواجهات المباشرة إلى الحروب الرمادية. وفي ضوء ذلك، لم يعد يكفي الأردن أن يحمي حدوده بالوسائل التقليدية وحسب، بل بات عليه أن يطوّر مفاهيمه وأدواته، ويصوغ أمنه الوطني على أسس متعددة الأبعاد، تجمع بين القوة الصلبة والناعمة، والجاهزية العسكرية والمرونة المدنية، في سبيل صون الاستقرار الوطني في منطقة مضطربة ومتغيرة باستمرار.حفظ الله الأردن شعبًا وأرضًا وقيادةً وجعله واحًة للأمن والأمان، إنه سميٌع مجيبْ الدعاء

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store