logo
تقرير: هل يهدد الذكاء الصناعي مستقبل الإعلام التقليدي؟

تقرير: هل يهدد الذكاء الصناعي مستقبل الإعلام التقليدي؟

الوسطمنذ 6 أيام

لاحظ تقرير إعلامي سنوي، صدر الثلاثاء، أن مستخدمي منصات الدردشة القائمة على الذكاء الصناعي، وخصوصًا الشباب منهم، بدأوا في الاستعانة بها كـ«أدوات إخبارية».
تقول مديرة معهد «رويترز» لدراسة الصحافة، ميتالي موخيرجي، في مقدمة تقريرها لعام 2025 بشأن الأخبار الرقمية، والذي يصدر سنويا عن المعهد التابع لجامعة أكسفورد البريطانية: «تُستخدم روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الصناعي للمرة الأولى كمصدر للأخبار».
يُعدّ التقرير مرجعًا لتحليل التحوّلات التي تطال وسائل الإعلام، ويستند إلى استطلاعات رأي إلكترونية أجرتها شركة «يوغوف» على 97 ألف شخص في 48 دولة، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
في الوقت الحالي، يُعدّ عدد المستخدمين الذين يحصلون على الأخبار باستخدام الذكاء الصناعي أسبوعيًا «منخفضًا نسبيًا» (7٪)، إلا أن النسبة ترتفع بين فئة الشباب: 12٪ لمن هم دون 35 عامًا، و15٪ لمن هم دون 25 عامًا.
من بين هذه الأدوات، كان برنامج «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» الأميركية الأكثر استخدامًا كمصدر إخباري، متقدّمًا على «جيميناي» من «غوغل» و«لاما» من «ميتا».
يرى المشاركون في الاستطلاع أن هذه الأدوات مفيدة لتلقّي الأخبار التي تهمهم، مثل تلخيص المقالات (27٪)، ترجمتها (24٪)، تقديم توصيات (21٪)، وحتى الإجابة على الأسئلة حول الأحداث الجارية (18٪).
-
-
وعلى الرغم من الاستخدام المتزايد، لا يزال كثيرون «متشككين في استخدام الذكاء الصناعي في مجال الأخبار، ويفضّلون استمرار دور البشر»، بسبب مخاوف تتعلق بـ«الشفافية والمصداقية».
في المقابل، اختارت بعض وسائل الإعلام توقيع اتفاقات مع شركات الذكاء الصناعي لتحقيق عوائد، بينما لجأت أخرى إلى القضاء بدعوى انتهاك حقوق النشر.
ويمضي التقرير ليستعرض في قرابة 200 صفحة التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو، مقابل تراجع دور الوسائل التقليدية كالتلفزيون والصحافة المطبوعة.
التأثير السياسي والشخصيات المؤثرة
يشير التقرير إلى تداعيات سياسية لهذا التحوّل، إذ أتاح لشخصيات شعبوية مثل «دونالد ترامب» و«خافيير ميلي» تجاوز الإعلام التقليدي والتوجّه مباشرة إلى جمهورهم عبر المؤثرين والبودكاست ويوتيوب، مثل الأميركي «جو روغان».
كما يشير إلى تصاعد أهمية الفيديو كمصدر رئيسي للأخبار لدى 44٪ من الشباب بين 18 و24 عامًا، خاصة في دول مثل الهند، البرازيل، إندونيسيا، وتايلاند.
أما في أوروبا، فيلاحظ التقرير تراجع عدد منشئي المحتوى البارزين، مع بعض الاستثناءات مثل الفرنسي «أوغو ديكريبت»، الذي يصل محتواه إلى 22٪ من الشباب دون 35 عامًا.
ويخلص كبير معدّي التقرير، نيك نيومان، إلى أن هذا النموذج الإخباري الجديد يمثل «تحدّيًا كبيرًا» لوسائل الإعلام التقليدية، خاصة أن الفيديوهات تقدم غالبًا عبر منصات خارج مواقع المؤسسات الإخبارية، مما يحدّ من فرص تحقيق العائدات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناسا ترصد انبعاثاً حرارياً قبل الضربة الأميركية على فوردو.. وسائل إعلام إيرانية تؤكد إخلاء المنشآت النووية منذ فترة
ناسا ترصد انبعاثاً حرارياً قبل الضربة الأميركية على فوردو.. وسائل إعلام إيرانية تؤكد إخلاء المنشآت النووية منذ فترة

عين ليبيا

timeمنذ يوم واحد

  • عين ليبيا

ناسا ترصد انبعاثاً حرارياً قبل الضربة الأميركية على فوردو.. وسائل إعلام إيرانية تؤكد إخلاء المنشآت النووية منذ فترة

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن نظام المراقبة الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية 'ناسا' رصد انبعاثاً حرارياً قوياً في محيط منشأة 'فوردو' النووية الإيرانية، قبل نحو 30 دقيقة من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ ضربات جوية على أهداف نووية في إيران. ووفقاً للتقرير، فإن النظام المستخدم في رصد الإشارات الحرارية العالية التردد، والذي يُستخدم عادة لمراقبة الحرائق والانفجارات والانبعاثات الصناعية، التقط ومضة حرارية غير معتادة فوق موقع فوردو، ما يُعزز رواية استهداف الموقع قبيل تأكيد واشنطن الرسمي للعملية. الوكالة أوضحت أن النظام لم يسجل أية إشارات مشابهة في المنطقة خلال الشهر الماضي، ما يدعم فرضية ارتباط الانبعاث الحراري بالهجوم الجوي الأميركي. من جانبها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأحد، أنه لم يتم تسجيل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المنشآت النووية الإيرانية التي تعرضت لهجمات جوية أميركية خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أن الوضع الإشعاعي لا يزال مستقراً حتى الآن. وفي بيان نشرته عبر منصة 'إكس'، أوضحت الوكالة: 'في ضوء الهجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران، بما فيها فوردو، تؤكد الوكالة عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذه المواقع حاليًا'، لافتة إلى أنها ستواصل التقييمات بمجرد توافر المزيد من المعطيات الميدانية. من جانبها، شددت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أن إيران لن تتراجع عن تطوير برنامجها النووي رغم الضربات، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بـ'الفوضى المبنية على منطق قانون الغاب'، مشددة على تمسك طهران بـ'حقوقها المشروعة' في تطوير الصناعة النووية السلمية. التلفزيون الإيراني: المنشآت النووية في نطنز وفوردو وأصفهان أُخليت منذ فترة قبل الضربة الأمريكية أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، فجر الأحد، أن المنشآت النووية الثلاث في نطنز وفوردو وأصفهان قد تم إخلاؤها منذ فترة، وذلك تحسبًا لأي استهداف محتمل قد يؤدي إلى تلوث إشعاعي يشكل خطراً على السكان. وقال نائب مدير الهيئة، حسن عابديني، إن إيران كانت قد أعلنت سابقًا إخلاء هذه المواقع، مضيفًا أن الاستنتاج الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إيران فقدت تكنولوجيا نووية هو 'خاطئ'. وأوضح عابديني أن الأضرار التي لحقت بالمواقع ستكون طفيفة، إذ أن المواد المشعة تم نقلها من تلك المنشآت قبل الهجمات، مشيرًا إلى أن هذه العملية تخالف القانون الدولي. وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن الليلة الماضية عن تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكداً أن 'على طهران أن توافق على إنهاء الصراع'، في إشارة إلى التصعيد المتسارع مع إيران منذ الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية في 13 يونيو. وتداولت وسائل إعلام، لقطات أولية تُظهر الدمار في محيط منشأة فوردو عقب الاستهداف الأميركي، وسط تزايد المخاوف من انزلاق المواجهة إلى صراع إقليمي مفتوح، مع رصد الجيش الإسرائيلي لإطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل. وأفادت تقارير سابقة، منها صحيفة 'نيويورك تايمز'، بأن إيران جهزت صواريخ ومعدات عسكرية لاستهداف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط في حال تصاعد الصراع، مما يعكس احتمالية توسع المواجهة إلى نطاق أوسع.

تقرير: هل يهدد الذكاء الصناعي مستقبل الإعلام التقليدي؟
تقرير: هل يهدد الذكاء الصناعي مستقبل الإعلام التقليدي؟

الوسط

timeمنذ 6 أيام

  • الوسط

تقرير: هل يهدد الذكاء الصناعي مستقبل الإعلام التقليدي؟

لاحظ تقرير إعلامي سنوي، صدر الثلاثاء، أن مستخدمي منصات الدردشة القائمة على الذكاء الصناعي، وخصوصًا الشباب منهم، بدأوا في الاستعانة بها كـ«أدوات إخبارية». تقول مديرة معهد «رويترز» لدراسة الصحافة، ميتالي موخيرجي، في مقدمة تقريرها لعام 2025 بشأن الأخبار الرقمية، والذي يصدر سنويا عن المعهد التابع لجامعة أكسفورد البريطانية: «تُستخدم روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الصناعي للمرة الأولى كمصدر للأخبار». يُعدّ التقرير مرجعًا لتحليل التحوّلات التي تطال وسائل الإعلام، ويستند إلى استطلاعات رأي إلكترونية أجرتها شركة «يوغوف» على 97 ألف شخص في 48 دولة، وفقًا لوكالة «فرانس برس». في الوقت الحالي، يُعدّ عدد المستخدمين الذين يحصلون على الأخبار باستخدام الذكاء الصناعي أسبوعيًا «منخفضًا نسبيًا» (7٪)، إلا أن النسبة ترتفع بين فئة الشباب: 12٪ لمن هم دون 35 عامًا، و15٪ لمن هم دون 25 عامًا. من بين هذه الأدوات، كان برنامج «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» الأميركية الأكثر استخدامًا كمصدر إخباري، متقدّمًا على «جيميناي» من «غوغل» و«لاما» من «ميتا». يرى المشاركون في الاستطلاع أن هذه الأدوات مفيدة لتلقّي الأخبار التي تهمهم، مثل تلخيص المقالات (27٪)، ترجمتها (24٪)، تقديم توصيات (21٪)، وحتى الإجابة على الأسئلة حول الأحداث الجارية (18٪). - - وعلى الرغم من الاستخدام المتزايد، لا يزال كثيرون «متشككين في استخدام الذكاء الصناعي في مجال الأخبار، ويفضّلون استمرار دور البشر»، بسبب مخاوف تتعلق بـ«الشفافية والمصداقية». في المقابل، اختارت بعض وسائل الإعلام توقيع اتفاقات مع شركات الذكاء الصناعي لتحقيق عوائد، بينما لجأت أخرى إلى القضاء بدعوى انتهاك حقوق النشر. ويمضي التقرير ليستعرض في قرابة 200 صفحة التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو، مقابل تراجع دور الوسائل التقليدية كالتلفزيون والصحافة المطبوعة. التأثير السياسي والشخصيات المؤثرة يشير التقرير إلى تداعيات سياسية لهذا التحوّل، إذ أتاح لشخصيات شعبوية مثل «دونالد ترامب» و«خافيير ميلي» تجاوز الإعلام التقليدي والتوجّه مباشرة إلى جمهورهم عبر المؤثرين والبودكاست ويوتيوب، مثل الأميركي «جو روغان». كما يشير إلى تصاعد أهمية الفيديو كمصدر رئيسي للأخبار لدى 44٪ من الشباب بين 18 و24 عامًا، خاصة في دول مثل الهند، البرازيل، إندونيسيا، وتايلاند. أما في أوروبا، فيلاحظ التقرير تراجع عدد منشئي المحتوى البارزين، مع بعض الاستثناءات مثل الفرنسي «أوغو ديكريبت»، الذي يصل محتواه إلى 22٪ من الشباب دون 35 عامًا. ويخلص كبير معدّي التقرير، نيك نيومان، إلى أن هذا النموذج الإخباري الجديد يمثل «تحدّيًا كبيرًا» لوسائل الإعلام التقليدية، خاصة أن الفيديوهات تقدم غالبًا عبر منصات خارج مواقع المؤسسات الإخبارية، مما يحدّ من فرص تحقيق العائدات.

ناسا تواجه تخفيضات حادة في ميزانيتها، وخلاف ترامب وماسك يزيد الغموض
ناسا تواجه تخفيضات حادة في ميزانيتها، وخلاف ترامب وماسك يزيد الغموض

الوسط

time٠٨-٠٦-٢٠٢٥

  • الوسط

ناسا تواجه تخفيضات حادة في ميزانيتها، وخلاف ترامب وماسك يزيد الغموض

NASA أدى الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك حول مشروع قانون إنفاق كبير إلى تفاقم الغموض بشأن مستقبل ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، التي تواجه تخفيضات كبيرة. ونشرت الوكالة الأمريكية طلب ميزانيتها للكونغرس، والذي من شأنه خفض تمويل المشاريع العلمية بما يقارب النصف. هناك أربعون مهمة علمية قيد التطوير أو في الفضاء بالفعل، على وشك الإلغاء. هدد الرئيس بسحب العقود الفيدرالية مع شركة ماسك، سبيس إكس. تعتمد ناسا على أسطول صواريخ (فالكون 9) التابع للشركة لإعادة تزويد محطة الفضاء الدولية بالطاقم والإمدادات. كما تتوقع وكالة الفضاء استخدام صاروخ (ستارشيب) لإرسال رواد فضاء إلى القمر، وفي النهاية إلى المريخ بعد تطويره. قال الدكتور سيميون باربر، عالم الفضاء في الجامعة المفتوحة، إن حالة عدم اليقين تُلقي بظلالها المُخيفة على برنامج الفضاء البشري. ويضيف: "إنّ النقاشات المُثيرة للدهشة والقرارات المُتسرّعة والانعطافات التي شهدناها الأسبوع الماضي تُقوّض الأسس التي نبني عليها طموحاتنا. "يعتمد علم الفضاء واستكشافه على التخطيط والتعاون طويل الأمد بين الحكومة والشركات والمؤسسات الأكاديمية"، بحسب باربر. NASA/Johns Hopkins التقطت مركبة فضائية صورةً لشكل القلب على بلوتو، وسيتم إيقاف تشغيلها في منتصف المهمة في حال موافقة ناسا على تخفيضات الميزانية. Getty Images إلى جانب الخلاف بين ترامب وماسك، ثمة مخاوف أيضاً بشأن التخفيضات الكبيرة التي طلبها البيت الأبيض في ميزانية ناسا. تم تخصيص إجراءات تقشف لجميع القطاعات، باستثناء برنامج إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ، الذي حصل على دعم إضافي قدره 100 مليون دولار. بحسب كيسي دريير، رئيس السياسات الفضائية في "الجمعية الكوكبية" ومقرها باسادينا، والتي تروج لاستكشاف الفضاء، فإن التخفيضات المحتملة تمثل "أكبر أزمة واجهها برنامج الفضاء الأمريكي على الإطلاق". من جانبها، قالت وكالة ناسا إن طلبها لتقليص ميزانيتها الإجمالية بنحو الربع "يأتي في إطار مواءمة برامجها العلمية والتكنولوجية مع المهام الأساسية لاستكشاف القمر والمريخ". قال الدكتور آدم بيكر، محلل شؤون الفضاء في جامعة كرانفيلد، لبي بي سي إنه إذا تمت الموافقة على هذه المقترحات من قبل الكونغرس، فإن ذلك سيؤدي إلى تحول جذري في تركيز وكالة ناسا. وأضاف: "الرئيس ترامب يعيد توجيه ناسا نحو هدفين رئيسيين: إنزال رواد فضاء على سطح القمر قبل الصينيين، وزرع علم الولايات المتحدة على كوكب المريخ. وكل ما عدا ذلك يأتي في المرتبة الثانية". NASA تواجه عدة بعثات لمراقبة صحة البيئة على الأرض خطر الإغلاق يقول مؤيدو هذه المقترحات إن ميزانية البيت الأبيض منحت وكالة ناسا هدفاً واضحاً لأول مرة منذ أيام هبوط أبولو على القمر في الستينيات والسبعينيات، حين كان الهدف هو التفوق على الاتحاد السوفييتي في الوصول إلى القمر. أما منتقدو ناسا، فيرون أنها منذ ذلك الحين تحولت إلى بيروقراطية ضخمة ومشتتة، تتجاوز ميزانياتها بشكل روتيني في مهمات الفضاء، مما يؤدي إلى هدر أموال دافعي الضرائب. ويُعد أحد أبرز الأمثلة على ذلك صاروخ ناسا الجديد ضمن خططها لإعادة رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر، وهو نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس)، حيث تأخر تطويره، وارتفعت تكاليفه بشكل كبير ليصل إلى 4.1 مليار دولار لكل عملية إطلاق. في المقابل، تُقدَّر تكلفة إطلاق نظام الصواريخ المكافئ الذي تطوره شركة "سبيس إكس" — ستارشيب — بنحو 100 مليون دولار لكل عملية إطلاق، نظراً لتصميمه القابل لإعادة الاستخدام. وتعِد شركة "بلو أوريجن" الفضائية، التابعة لجيف بيزوس، بتحقيق وفورات مماثلة من خلال صاروخها المقترح "نيو غلين". وليس من المستغرب أن يتم التخلص التدريجي من نظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس) بموجب مقترحات البيت الأبيض، على أمل أن يتمكن "ستارشيب" و"نيو غلين" من أخذ مكانه. لكن تجدر الإشارة إلى أن عمليات الإطلاق التجريبية الثلاث الأخيرة لـ"ستارشيب" لم تُكلل بالنجاح، كما أن "بلو أوريجن" بدأت مؤخراً فقط في اختبار صاروخها المخصص للمهام القمرية. يقول الدكتور باربر: "القلق هو أن ناسا قد تقفز من المقلاة إلى النار". ويضيف: "تطوير البدائل لنظام (إس إل إس) يتم تمويله من قبل إيلون ماسك وجيف بيزوس. وإذا فقد أحدهما حماسه لهذا المشروع، وطلبت شركتا سبيس إكس أو بلو أوريجن مزيداً من الأموال لاستكمال تطوير أنظمتهما، فلن يكون أمام الكونغرس خيار سوى تلبية تلك الطلبات". ما يثير القلق بشكل أكبر، بحسب الدكتور باربر، هو احتمال إلغاء نحو 40 مهمة فضائية تهدف إلى استكشاف كواكب أخرى ومراقبة تأثير تغيّر المناخ على الأرض من الفضاء، والتي يشمل العديد منها تعاوناً مع شركاء دوليين. ويضيف: "أعتقد أنه من المحزن جداً أن ما استغرق وقتاً طويلًا لبنائه يمكن هدمه بهذه السرعة، وكأنها ضربة بكرة هدم، من دون وجود خطة لإعادة البناء بعد ذلك". وتشمل المشاريع المهددة بالإلغاء عشرات المهام الكوكبية التي هي بالفعل في الفضاء، والتي تم دفع معظم تكاليف تطويرها وإطلاقها مسبقاً، بينما توفر المقترحات الحالية وفورات مالية محدودة نسبياً عبر تقليص نفقات تشغيلها. Getty Images تتعاون سبيس إكس مع ناسا وهناك شراكتان مهمتان مع وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) تواجهان الخطر أيضاً: خطة طموحة لإعادة عينات من الصخور المريخية التي جمعها مسبار "بيرسيفيرنس" التابع لناسا إلى الأرض، ومهمة إرسال العربة الجوالة الأوروبية "روزاليند فرانكلين" إلى الكوكب الأحمر للبحث عن آثار لحياة سابقة. ويقول البروفيسور السير مارتن سويتينغ، رئيس شركة "سري ساتلايت تكنولوجي" البريطانية والمؤلف المشارك في تقرير الجمعية الملكية حول مستقبل الفضاء، إنه رغم أن هذه التطورات "غير مرحب بها"، إلا أنها قد تتيح لأوروبا فرصة لتحمل مسؤولية أكبر عن برنامجها الفضائي الخاص. وأضاف في حديثه لـبي بي سي: "ربما كنا نعتمد بشكل مفرط على ناسا كلاعب رئيسي لتحمل العبء الأكبر في مجال الفضاء. وهذه فرصة للتفكير في كيفية تحقيق أوروبا لتوازن أفضل في أنشطتها الفضائية". لكن الجانب السلبي لأوروبا يبدو أكبر على المدى القصير. فإلى جانب مصير عربة المريخ وعودة العينات، تواجه وكالة الفضاء الأوروبية خطر تقليص وصولها إلى محطة الفضاء الدولية في حال إيقافها، كما أن خفض ميزانية ناسا قد يؤدي إلى إلغاء مساهماتها الكبيرة في مشروع "بوابة القمر" — محطة الفضاء متعددة الجنسيات المزمع إنشاؤها في مدار القمر. NASA من المقرر أن يتم التخلص التدريجي من صاروخ القمر (إس إل إس) التابع لوكالة ناسا والذي تأخر تنفيذه وتجاوز ميزانيته، ليحل محله بدائل تم تطويرها من قبل القطاع الخاص في استراتيجيتها التي نُشرت مؤخراً، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (إي إس أيه) أنها "ستسعى إلى بناء قدرات فضائية أكثر استقلالية، مع الاستمرار في كونها شريكاً موثوقاً وقوياً وجاذباً لوكالات الفضاء حول العالم"، في إشارة ضمنية إلى استعدادها للمضي قدماً سواء بالتعاون مع ناسا أو بدونها. ويقول الدكتور بيكر إن العديد من برامج مراقبة الأرض الحالية والمقترحة تواجه أيضاً خطر الإلغاء. وأضاف في تصريحه لـبي بي سي: "برامج مراقبة الأرض هذه هي بمثابة طائر الكناري في منجم الفحم". "قدرتنا على التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ والحد منها قد تنخفض بشكل كبير. إيقاف هذا النظام المبكر للإنذار يُعد احتمالًا مخيفاً"، بحسب بيكر. حتى الآن، لم تتم الموافقة على مقترحات الميزانية من قبل الكونغرس. ووفقاً لكيسي دريير من الجمعية الكوكبية، فقد أخبره عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، في أحاديث خاصة مع جماعات الضغط، بأنهم مستعدون للتصويت ضد هذه التخفيضات. لكن دريير أعرب عن قلقه من أن حالة الجمود السياسي قد تؤدي إلى عدم إقرار أي ميزانية على الإطلاق، مما قد يؤدي إلى تطبيق ميزانية البيت الأبيض المُخفضة كحل مؤقت، يصعب لاحقاً التراجع عنه. ويرى أن "إيقاف المهمات الفضائية يعني عملياً القضاء عليها، إذ يصعب، إن لم يكن مستحيلًا، إعادة تشغيلها من جديد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store