logo
رسوم ترمب على الأبواب.. الاتحاد الأوروبي يتردد في الرد

رسوم ترمب على الأبواب.. الاتحاد الأوروبي يتردد في الرد

الوئاممنذ 8 ساعات

خاص – الوئام
في ظل تنامي النزعة الحمائية لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه عالقًا بين خيارين متناقضين؛ الرد بالمثل على الرسوم الجمركية الأمريكية، أو التفاوض لتفادي مواجهة تجارية شاملة.
وبينما يلوّح ترمب بفرض رسوم انتقامية بنسبة تصل إلى 50%، تتجه بروكسل نحو إبرام اتفاق شبيه بما وقّعته لندن، يُبقي على بعض الرسوم ويمنح مزيدًا من الوقت للتفاوض.
نحو اتفاق شبيه بنموذج لندن
صرّح مايكل كلاوس، الذي يعمل مستشارًا للمستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال مشاركته في فعالية نظمها 'فايننشال تايمز لايف'، وهي فعالية حوارية تنظمها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية وتستضيف فيها شخصيات سياسية واقتصادية لمناقشة قضايا دولية مهمة، بأن هناك احتمالًا للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد.
وأوضح أن هذا الاتفاق المحتمل قد يشبه الاتفاق التجاري القائم بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن شكل العلاقة التجارية المستقبلية (ربما بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أو بين ألمانيا وبريطانيا) يمكن أن يكون مرنًا وغير شامل كليًا، لكنه يُبقي على تعاون اقتصادي وتجاري قائم على المصالح المشتركة.
وأضاف أن المفوضية الأوروبية تريد أولًا اختبار إمكانية التفاهم على رسوم الـ10% المقترحة قبل التوسع في الملفات الأخرى.
منطق التهدئة بدل التصعيد
في البداية، لوّح الاتحاد الأوروبي بالرد على ترمب في حال لم يُلغِ الرسوم بالكامل، إلا أن هذا الموقف تراجع نتيجة التخوف من التداعيات الاقتصادية والانقسامات الداخلية بين دول الاتحاد. فبينما ترغب فرنسا في الرد بالمثل، تميل دول مثل إيطاليا والمجر إلى التهدئة، خاصة بعد تهديد ترمب بفرض رسوم بنسبة 200% على منتجات أوروبية مثل النبيذ والويسكي.
رغم أن الاتحاد الأوروبي أكبر حجمًا من المملكة المتحدة، إلا أن دبلوماسيين يشيرون إلى استعداد بعض الدول الأوروبية لقبول تسوية تشمل رسومًا متبادلة بنسبة 10%، مع حصص مخفضة للرسوم في مجالات مثل السيارات والصلب. وقال كلاوس: 'الاتفاق ممكن، لكن لا يمكن تأكيد حدوثه بعد'.
خطر التصعيد قبل 9 يوليو
هدّد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 50% على واردات معينة، وذلك في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد قبل تاريخ 9 يوليو. ووفقًا لمصادر مطلعة على سير المحادثات، فإن هذا التهديد يشكّل ورقة ضغط رئيسية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من أجل الإسراع في التوصل إلى تفاهمات.
وفي حال لم يتم الاتفاق قبل الموعد المحدد وجرى تنفيذ هذه الرسوم المرتفعة، فإن المحادثات لن تتوقف، بل ستتواصل في محاولة للتوصل إلى تسوية، تشمل إنشاء نظام حصص مخفّضة الرسوم الجمركية لبعض المنتجات التي تُعتبر حساسة واستراتيجية، مثل السيارات والصلب، والتي تؤثر بشكل مباشر على قطاعات اقتصادية حيوية في أوروبا وآسيا.
مفاوضات معقدة حول ضرائب رقمية
رغم تراجع واشنطن عن مطلبها بإلغاء ضريبة القيمة المضافة الأوروبية، فإنها لا تزال تضغط لإنهاء الضرائب الرقمية الوطنية في دول الاتحاد. كما تطالب بإزالة 'العوائق غير الجمركية'، مثل حصص الإنتاج المحلي لبرامج التلفزيون، وحظر بعض المنتجات الغذائية الأمريكية.
وقد نجحت بريطانيا في مقاومة الضغوط الأمريكية بشأن الضرائب الرقمية والمعايير الغذائية، رغم أنها تنازلت في مجالات مثل اللحوم والإيثانول. وتراقب بروكسل هذا النموذج بحذر، محاولة تحقيق توازن بين الحماية الاقتصادية والاستجابة للمطالب الأمريكية.
المقايضة عبر الغاز والسلاح
يعرض الاتحاد الأوروبي زيادة وارداته من الغاز الطبيعي المسال والسلاح الأمريكي، بهدف تقليص فائضه التجاري السنوي مع الولايات المتحدة والبالغ 198 مليار يورو. لكن مثل هذا العرض لن يكون كافيًا ما لم يقابله تخفيف أمريكي في الرسوم المفروضة.
حتى الآن، أبدت جميع الدول الأعضاء، باستثناء المجر، استعدادها لفرض رسوم انتقامية بنسبة تصل إلى 50% على واردات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو. ومع ذلك، تم تأجيل تنفيذ هذه الحزمة حتى 14 يوليو لإتاحة الوقت للتفاوض، فيما يُجهز الاتحاد حزمة ثانية تستهدف 95 مليار يورو إضافية.
الخشية من التصعيد لا تلغي الحاجة للرد
يحذر بعض المسؤولين الأوروبيين من أن تفعيل حزمة الرد الأولى قد يستفز ترمب لمزيد من التصعيد، كما حدث في مايو الماضي. ومع ذلك، يرى آخرون أن تجاهل الرد غير مقبول سياسيًا واقتصاديًا، خصوصًا مع تضرر صناعات السيارات والصلب الأوروبية. كما يطالب مواطنون وشركات برد حاسم لحماية المصالح الأوروبية.
رغم أن المفوضية الأوروبية تؤكد أن تقارير تقديم عرض بنسبة 10% رسوم عبر كل الصادرات غير دقيقة، إلا أنها تواصل السعي نحو تسوية متوازنة.
الهدف النهائي يبقى تحقيق حل تفاوضي متبادل المنفعة، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة تهدد الاقتصادين الأوروبي والأمريكي معًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو
أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو

شبكة عيون

timeمنذ 14 دقائق

  • شبكة عيون

أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو

مع اقتراب قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا، يتجه التحالف العسكري إلى مرحلة مختلفة تمامًا عن تلك التي شهدها منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022. ففي وقت كانت فيه أوكرانيا تتصدر جدول الأعمال وتحظى بتعهدات طويلة الأمد بالدعم، يبدو أن أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باتت تسير في اتجاه آخر. حيث تشير مصادر دبلوماسية إلى أن بيان قمة هولندا، المقررة يوم الثلاثاء، سيقتصر على صفحة واحدة لا يتجاوز ذكر أوكرانيا فيها إشارات عابرة. ورغم دعوة زيلينسكي، إلا أنه لن يكون ضمن طاولة الناتو الأساسية. اهتمام سابق وفي قمتي عامي 2022 و2023، نالت كييف اهتمامًا بالغًا من الحلفاء، وتم تأسيس مجلس الناتو-أوكرانيا، وتسريع خطوات انضمامها إلى الحلف، مع استقبال زيلينسكي بحفاوة شعبية ورسمية. أما اليوم، ومع دخول الحرب عامها الرابع، تتقلص المساحة المخصصة لأوكرانيا على جدول الأعمال. وفي الخلفية، تدفع إدارة ترمب باتجاه نهج مختلف: إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتجميد الدعم العسكري لكييف. وقد جمّد البيت الأبيض، في وقت سابق، المساعدات العسكرية والتنسيق الاستخباراتي مع أوكرانيا لأكثر من أسبوع، كما انسحبت واشنطن من مجموعة الاتصال الدفاعية التي أنشأتها إدارة بايدن لدعم القوات الأوكرانية. خفض التمويل وأمام الكونغرس، أقر وزير الدفاع بيت هيجسيث بأن ميزانية الدفاع المقبلة ستشهد خفضًا في تمويل أوكرانيا، مما يعني تراجعًا في تزويدها بالأسلحة النوعية. ومنذ يناير، لم تُعتمد أي حزمة مساعدات جديدة، في وقت يصف فيه خبراء هذه السياسة بأنها إشارة واضحة لعدم ضمان استمرار الدعم الأمريكي. في المقابل، يطالب ترمب الحلفاء بالتركيز على زيادة الإنفاق الدفاعي بدلًا من التركيز على ملف أوكرانيا، وهو ما يثير مخاوف لدى دول أوروبية وكندا من ترك كييف في مهب الريح، واحتمال أن تقع لاحقًا ضحية أي تصعيد روسي مباشر. وفي ظل هذه التحولات، أصبحت أوكرانيا تقاتل للحفاظ على وجودها في المشهد الدولي، وسط محاولات زيلينسكي لتأكيد أهمية بلاده الجيوسياسية في خضم التغيرات الدولية وتعدد أولويات واشنطن، خاصة تجاه الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران. ومن المقرر أن تشهد القمة جلسة عمل وحيدة يوم الأربعاء، إضافة إلى عشاء رسمي مع ملك هولندا، قد يشارك فيه زيلينسكي. أما مجلس الناتو-أوكرانيا فسيُعقد على مستوى وزراء الخارجية، دون وعود ملموسة في الأفق. مساعي أوكرانيا وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على التزامات أمريكية واضحة ومستمرة في مجالي الدعم العسكري والضمانات الأمنية، في مواجهة التصعيد الروسي المستمر. وتطالب كييف بتزويدها بأنظمة دفاع جوي متقدمة، وذخائر بعيدة المدى، ودعم استخباراتي لتوجيه ضربات دقيقة ضد البنية التحتية العسكرية الروسية. كما تضغط القيادة الأوكرانية من أجل تسريع انضمامها إلى الناتو، أو على الأقل توفير ضمانات أمنية بديلة ريثما يتم ذلك، معتبرة أن التردد الأمريكي في هذا الشأن يُفسح المجال أمام موسكو لتكريس إستراتيجيتها القائمة على الاستنزاف والتوسع. مطالب روسيا ومن جانبها، تصرّ روسيا على وقف فوري للمساعدات الغربية لأوكرانيا، وتطالب باعتراف دولي بنفوذها في المناطق التي ضمتها شرق البلاد، بما يشمل دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم. وترى موسكو أن توسع حلف الناتو باتجاه حدودها يُهدد أمنها القومي، وتستخدم هذا التبرير لتبرير تدخلها العسكري. في المقابل، يرفض الغرب هذه المبررات، ويعتبر الحرب محاولة روسية لإعادة رسم خريطة النفوذ بالقوة. جوهر الصراع بات يتمحور حول توازن القوى في أوروبا، وحق الدول المستقلة في اختيار تحالفاتها، في مقابل مساعٍ روسية لفرض مناطق نفوذ جديدة بقوة السلاح. نقاط الاختلاف بين قمم الناتو السابقة والحالية في عهد ترمب: 1. تراجع رمزية أوكرانيا: زيلينسكي لن يُمنح مكانة متقدمة كما في القمم السابقة. 2. تقلص الدعم العسكري:لا حزم مساعدات جديدة منذ يناير، وخفض مرتقب في الميزانية الدفاعية. 3. تحول الأولويات الأمريكية:إدارة ترمب تركز على ملف إيران وإسرائيل، وتدفع نحو تسوية سريعة للحرب في أوكرانيا. 4. موقف الناتو من عضوية كييف:الولايات المتحدة تستخدم حق النقض ضد ضم أوكرانيا، مع غياب خريطة طريق واضحة.5. نبرة القمة:تقارير تشير إلى بيان مقتضب من خمس فقرات، مقارنة ببيانات موسعة سابقًا. 6. حضور أمريكي منخفض المستوى:تغيّب وزير الدفاع عن الاجتماعات، ما يمثل تحولًا لافتًا في التزامات الحلف السابقة. 7. أهداف القمة:التركيز على رفع ميزانيات الدفاع لا على استمرار الحرب أو احتواء روسيا. Page 2 الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً Page 3

ترامب يبشّر بـ "سلام" فوق ركام فوردو
ترامب يبشّر بـ "سلام" فوق ركام فوردو

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

ترامب يبشّر بـ "سلام" فوق ركام فوردو

انتهى على الأرجح المشروع النووي لإيران. لم يعد في إمكانها إحياؤه بالطريقة التي اتبعتها طوال عقدين ونيف، سراً وعلناً، بين تأزم وتفاوض، تجميد وتعليق وتفعيل، وصولاً إلى اتفاق 2015 الذي بالغت في اعتباره «انتصاراً تاريخياً» لمشروعها الأكبر والأشمل: تكريس نفوذها الإقليمي. ولم يكن مفهوماً لماذا ناورت كل هذا الوقت أو لماذا بنت مفاعلات في باطن الأرض إذا كانت تطمح فقط إلى برنامج نووي «سلمي». لكن الحلف الأمريكي- الإسرائيلي، حلف دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو، فرمل هذا الانتصار عام 2018، وفرض سياسة «الضغوط القصوى» عليها وعقوبات أمريكية أشد قسوة على اقتصادها. وما لبثت طهران أن أخفقت في انتهاز «المهادنة» التي عاملتها بها إدارة جو بايدن فاشترطت وماطلت في إحياء الاتفاق، إلى أن عاد ترمب إلى البيت الأبيض، بل عاد متعجلاً فاقد الصبر ويريد الانتهاء من هذا الملف في أقرب وقت، خصوصاً أن «صديقه» الإسرائيلي كان أنجز كثيراً من الأعمال التمهيدية بإضعاف إيران وشل أذرعها من غزة إلى لبنان وسوريا. مع ذلك، لم يتخيل أحد أن «المهمة القذرة» التي يقوم بها نتنياهو بالنيابة عن دول الغرب، وفقاً للمستشار الألماني المحبذ والمؤيد، ستكون على هذه الدرجة من الاختراق والفاعلية. شكلت هذه «المهمة» فرصة لترمب كي يصنع التاريخ على متن طائرات «بي 2» قاذفاً للمرة الأولى قنابل «جي بي يو 57» الخارقة للتحصينات، وليعلن أن الولايات المتحدة دخلت حرب إسرائيل- إيران، علناً ورسمياً، وأن الجيش الأمريكي «نفذ ضربات دقيقة واسعة النطاق على المنشآت النووية الرئيسية الثلاث للنظام الإيراني: فوردو وناطنز وأصفهان»، ودمرها «بشكل تام وكامل». كان ترمب أعلن «مهلة أسبوعين» لاختبار ما تستطيع الدبلوماسية تحقيقه كي يتجنب هذه الضربات. لكنه استخدم فكرة المفاوضات، للمرة الثانية خلال أسبوعين، لتمرير «خدعة الحرب»، الأولى أسهمت في الضربات الإسرائيلية المباغتة، والثانية في تغطية الضربة الكبرى للمنشآت الثلاث. حقق ترمب بالقوة وخلال دقائق ما لا تستطيع الدبلوماسية تحقيقه في شهور وسنوات. قبل ذلك جرى تصوير قراره بأنه «صعب»، لكنه كان اتخذه فعلاً، أما الوقت القصير المستقطع فاستهلكه لمعالجة انقسام الرأي داخل إدارته وحزبه وتياره الشعبي («جعل أمريكا عظيمة ثانية»)، كذلك لإنهاء التحضيرات اللازمة للضربة وما بعدها أو لإظهار أن المفاوضات (عبر الأوروبيين) لن تكون مجدية، سواء لأنها لن تأتي بـ«الاستسلام غير المشروط» الذي عرضه على إيران، أو لأنه توقع مسبقاً بأن «إيران تريد التحدث معنا، فأوروبا ليست قادرة على إنهاء النزاع». وإذا كانت إيران وضعت تصوراً لتنازلاتها فإنها لن تقدمها إلى الأوروبيين بل إلى أمريكا. مشكلة إيران أنها منذ عُرض عليها التفاوض قبل شهرين اعتقدت أنها استعادت فرصتها لاستعراض قدراتها على الجدل، على رغم أن تجربتها مع هذا الرئيس الأمريكي كان ينبغي أن تعلمها أنه لا يتيح لها ترف الوقت. وعندما بدأت التفاوض فعلاً اعتقدت أنها يمكن أن تعيد فرض سيناريوات قديمة استخدمتها مع إدارة باراك أوباما، ولم تلتقط أن ترمب قرر التفاوض على إنهاء البرنامج النووي ولم يكن مهتماً باستعادة «اتفاق 2015» بل بفرض خيار «صفر تخصيب» لليورانيوم. ثم إنه كان واضحاً جداً في وضع التهديدات الإسرائيلية جنباً إلى جنب مع التفاوض، لكن طهران اعتبرت أنه يناور وأنها محصنة وبدا واضحاً أنها كانت تجهل إلى أي حد كانت مخترقة استخبارياً. صحيح أن خسائرها العسكرية (والمعنوية) الجسيمة في الضربات الأولى كانت تتطلب منها أن تعود إلى المفاوضات باقتراحات متقدمة (من خارج الصندوق العقائدي)، إلا أن الحديث الهاتفي بين عراقجي وستيف ويتكوف ثم اللقاء مع الأوروبيين كانا كافيين لإقناع ترمب بأن شيئاً لم يتغير في عقلية التفاوض الإيرانية. وسط تبادل التهاني والشكر مع نتنياهو، والإشادة بالجيشين الأمريكي والإسرائيلي، رأى ترمب أن ثمة «سلاماً» ينبغي أن ينبثق من الدمار الكبير لمنشآت فوردو وناطنز وأصفهان. قال: «إما أن يكون هناك سلام أو ستكون هناك مأساة لإيران أكبر بكثير»، مشيراً إلى «العديد من الأهداف المتبقية، وإذا لم يتحقق السلام بسرعة، فإننا سنلاحقها بدقة وسرعة وكفاءة، ومعظمها يمكن تدميره في دقائق». لكن السلام الذي كان ترمب يتصوره لحظة إعلان إنجازه العسكري الضخم لا يختلف عن «الاستسلام» الذي كرر عرضه على إيران ورفضه المرشد علي خامنئي. وبالنسبة إلى نتنياهو وترمب فإن «الأهداف المتبقية» ربما تتمثل في ضرب القوة الصاروخية الإيرانية التي استطاعت إشاعة حال خوف وهلع في إسرائيل، وبالتالي إيجاد شيء من «توازن الرعب» معها. وربما تشمل أيضاً إمكان اغتيال خامنئي بهدف تغيير النظام، وهو ما يشكل دافعاً قوياً للأذرع الإيرانية للعودة إلى القتال واستهداف القواعد والمصالح الأمريكية. * ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»

أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو
أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

أوكرانيا خارج حسابات قمة الناتو

حيث تشير مصادر دبلوماسية إلى أن بيان قمة هولندا ، المقررة يوم الثلاثاء، سيقتصر على صفحة واحدة لا يتجاوز ذكر أوكرانيا فيها إشارات عابرة. ورغم دعوة زيلينسكي، إلا أنه لن يكون ضمن طاولة الناتو الأساسية. اهتمام سابق وفي قمتي عامي 2022 و2023، نالت كييف اهتمامًا بالغًا من الحلفاء، وتم تأسيس مجلس الناتو- أوكرانيا ، وتسريع خطوات انضمامها إلى الحلف، مع استقبال زيلينسكي بحفاوة شعبية ورسمية. أما اليوم، ومع دخول الحرب عامها الرابع، تتقلص المساحة المخصصة لأوكرانيا على جدول الأعمال. وفي الخلفية، تدفع إدارة ترمب باتجاه نهج مختلف: إبقاء باب المفاوضات مفتوحًا أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتجميد الدعم العسكري لكييف. وقد جمّد البيت الأبيض، في وقت سابق، المساعدات العسكرية والتنسيق الاستخباراتي مع أوكرانيا لأكثر من أسبوع، كما انسحبت واشنطن من مجموعة الاتصال الدفاعية التي أنشأتها إدارة بايدن لدعم القوات الأوكرانية. خفض التمويل وأمام الكونغرس، أقر وزير الدفاع بيت هيجسيث بأن ميزانية الدفاع المقبلة ستشهد خفضًا في تمويل أوكرانيا ، مما يعني تراجعًا في تزويدها بالأسلحة النوعية. ومنذ يناير، لم تُعتمد أي حزمة مساعدات جديدة، في وقت يصف فيه خبراء هذه السياسة بأنها إشارة واضحة لعدم ضمان استمرار الدعم الأمريكي. في المقابل، يطالب ترمب الحلفاء بالتركيز على زيادة الإنفاق الدفاعي بدلًا من التركيز على ملف أوكرانيا ، وهو ما يثير مخاوف لدى دول أوروبية وكندا من ترك كييف في مهب الريح، واحتمال أن تقع لاحقًا ضحية أي تصعيد روسي مباشر. وفي ظل هذه التحولات، أصبحت أوكرانيا تقاتل للحفاظ على وجودها في المشهد الدولي، وسط محاولات زيلينسكي لتأكيد أهمية بلاده الجيوسياسية في خضم التغيرات الدولية وتعدد أولويات واشنطن ، خاصة تجاه الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران. ومن المقرر أن تشهد القمة جلسة عمل وحيدة يوم الأربعاء، إضافة إلى عشاء رسمي مع ملك هولندا ، قد يشارك فيه زيلينسكي. أما مجلس الناتو- أوكرانيا فسيُعقد على مستوى وزراء الخارجية، دون وعود ملموسة في الأفق. مساعي أوكرانيا وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على التزامات أمريكية واضحة ومستمرة في مجالي الدعم العسكري والضمانات الأمنية، في مواجهة التصعيد الروسي المستمر. وتطالب كييف بتزويدها بأنظمة دفاع جوي متقدمة، وذخائر بعيدة المدى، ودعم استخباراتي لتوجيه ضربات دقيقة ضد البنية التحتية العسكرية الروسية. كما تضغط القيادة الأوكرانية من أجل تسريع انضمامها إلى الناتو، أو على الأقل توفير ضمانات أمنية بديلة ريثما يتم ذلك، معتبرة أن التردد الأمريكي في هذا الشأن يُفسح المجال أمام موسكو لتكريس إستراتيجيتها القائمة على الاستنزاف والتوسع. مطالب روسيا ومن جانبها، تصرّ روسيا على وقف فوري للمساعدات الغربية لأوكرانيا ، وتطالب باعتراف دولي بنفوذها في المناطق التي ضمتها شرق البلاد، بما يشمل دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم. وترى موسكو أن توسع حلف الناتو باتجاه حدودها يُهدد أمنها القومي، وتستخدم هذا التبرير لتبرير تدخلها العسكري. في المقابل، يرفض الغرب هذه المبررات، ويعتبر الحرب محاولة روسية لإعادة رسم خريطة النفوذ بالقوة. جوهر الصراع بات يتمحور حول توازن القوى في أوروبا، وحق الدول المستقلة في اختيار تحالفاتها، في مقابل مساعٍ روسية لفرض مناطق نفوذ جديدة بقوة السلاح. نقاط الاختلاف بين قمم الناتو السابقة والحالية في عهد ترمب: 1. تراجع رمزية أوكرانيا: زيلينسكي لن يُمنح مكانة متقدمة كما في القمم السابقة. 2. تقلص الدعم العسكري:لا حزم مساعدات جديدة منذ يناير، وخفض مرتقب في الميزانية الدفاعية. 3. تحول الأولويات الأمريكية:إدارة ترمب تركز على ملف إيران وإسرائيل، وتدفع نحو تسوية سريعة للحرب في أوكرانيا. 4. موقف الناتو من عضوية كييف: الولايات المتحدة تستخدم حق النقض ضد ضم أوكرانيا ، مع غياب خريطة طريق واضحة.5. نبرة القمة:تقارير تشير إلى بيان مقتضب من خمس فقرات، مقارنة ببيانات موسعة سابقًا. 6. حضور أمريكي منخفض المستوى:تغيّب وزير الدفاع عن الاجتماعات، ما يمثل تحولًا لافتًا في التزامات الحلف السابقة. 7. أهداف القمة:التركيز على رفع ميزانيات الدفاع لا على استمرار الحرب أو احتواء روسيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store