
وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله.. 'لم يتعلم الدرس'
المناطق_متابعات
بعد تأكيد أمين عام حزب الله نعيم قاسم، أن الحزب ليس على الحياد في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحزب، داعياً إياه إلى 'تعلم الدرس'.
وقال في منشور على حسابه في 'إكس'، اليوم الجمعة: 'أقترح على حزب الله أن يكون حذرا ويدرك أن صبر إسرائيل نفد حيال الإرهابيين الذين يهددونها'.
كما اعتبر أن 'الأمين العام لحزب الله لم يتعلم درسا من أسلافه، وهدد بالتحرك ضد إسرائيل وفقا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي'، الذي وصفه بـ'الديكتاتور'.
وختم مشددا على أن أي تحرك سيعني القضاء نهائياً على حزب الله.
وكان أمين عام حزب الله قال أمس في بيان، إن الحزب 'ليس على الحياد، وسيتصرف بما يراه مناسبا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم'.
في حين نبّه السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك من بيروت إلى أن تدخّل حزب الله المدعوم من طهران في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية سيكون 'قرارا سيئا للغاية'.
وردا على سؤال حول إمكان تدخّل الحزب في الحرب، قال باراك لصحافيين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري 'يمكنني أن أتحدث باسم الرئيس دونالد ترامب، الذي كان واضحا جدا، وكذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بأن هذا سيكون قرارا سيئا جدا جدا جدا'.
فيما أعلنت الخارجية اللبنانية من جهتها أنها 'تتابع اتصالاتها لتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية لهذا العدوان'.
يذكر أنه بعد أشهر على وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي إثر مواجهات دامية بين إسرائيل وحزب الله كبدته خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، وتشدد على أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل، وسحب الأخيرة قواتها من الأراضي التي توغلت فيها خلال النزاع.
إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض الانسحاب من خمسة مرتفعات لا يزال متمركزا فيها داخل الأراضي اللبنانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
لماذا تبني أميركا أكبر سفارة لها في المنطقة على الأراضي اللبنانية؟
على وقع أزمات مالية وسياسية وأمنية خانقة، تبني الولايات المتحدة بهدوء أكبر سفارة لها في الشرق الأوسط على أطراف العاصمة اللبنانية بيروت. مشهد قد يبدو متناقضاً للوهلة الأولى، ولماذا تستثمر واشنطن في بلد منهار؟ لكن خلف هذا التناقض الظاهري، تتكشف معالم تحول استراتيجي عميق في النظرة الأميركية إلى لبنان، ليس كدولة بحد ذاتها، بل كنقطة ارتكاز جيوسياسية وسط تصدّع النظام الإقليمي بأكمله. فالسفارة ليست مجرد بعثة دبلوماسية، بل مركز عمليات متقدم يُهيئ الأرضية على ما يبدو لمرحلة ما بعد "حزب الله"، ويعيد رسم حدود النفوذ بين واشنطن وطهران، في لحظة تتراجع فيها باريس عن قيادة الملف اللبناني، وتتقدم واشنطن بحضور استخباراتي وسياسي غير مسبوقين. أكثر من مليار دولار تكلفة المشروع وكانت صور للمبنى قيد الإنشاء، في منطقة عوكر الواقعة على بعد 13 كيلومتراً شمال بيروت، نشرتها السفارة الأميركية في بيروت على حسابها على موقع "إكس"، أثارت جدلاً واسعاً وانقساماً في لبنان حول الهدف من وجود مبنى، بسبب حجمه الهائل ورفاهيته، في بلد يرزح أكثر من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر. ويبدو المجمّع وكأنه مدينة خاصة، وتبلغ مساحته نحو 90 ألف متر مربع من المباني، و120 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة. ويقوم ببناء هذا المشروع مكتب عمليات البناء ما وراء البحار (OBO) في الخارجية الأميركية. ووفقاً لبعض التقارير الصحافية فإن تلك المساحة تقارب ضعفين ونصف ضعف مساحة الأرض التي يقع عليها البيت الأبيض، أو أكثر من 21 ملعباً لكرة القدم. وكانت السفيرة الأميركية السابقة في لبنان، إليزابيث ريتشارد، هي من وضعت حجر الأساس للمجمع، في أبريل (نيسان) 2017 لينطلق المشروع العمراني الضخم. وقالت السفيرة حينها، إن "وضع حجر الأساس لمجمع السفارة الجديد هو رسالة قوية للشعب اللبناني بأننا معكم على المدى الطويل. ونحن نعتزم مواصلة روح التعاون والشراكة التي سادت في رحلتنا سوياً منذ مئتي سنة تقريباً". وأضافت أن المشروع الجديد المطل "على عاصمة نابضة بالحياة وعلى البحر المتوسط الذي يحبس الأنفاس، يملأني بالتفاؤل حول المستقبل". وتابعت "آمل بأننا نتشاطر هذا التفاؤل الذي يدفع الجيل القادم إلى مواصلة العمل من أجل بناء لبنان آمن ومستقر ومزدهر". وقالت السفارة على موقعها على الإنترنت إن "مرافِق السفارة الأميركية الجديدة في بيروت تمثل أفضل ما في الثقافة الأميركية من هندسة وتكنولوجيا واستدامة وفن وتنفيذ للبناء". وأن المجمع سيوفر منبراً آمناً ومستداماً وحديثاً وداعماً لموظفي السفارة في تمثيل الحكومة الأميركية في لبنان وفي الإدارة الدبلوماسية اليومية. وكان السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل قد أعلن ومنذ عام 2015 عن مخطط بناء المجمع الجديد، مؤكداً أن هذا الاستثمار الذي تبلغ كلفته نحو مليار ومئتي مليون دولار، يؤكد على "الالتزام الطويل بالشراكة" بين الولايات المتحدة ولبنان. وكشف هيل أن "مساحات السفارة التي يرتادها الجمهور بشكل واسع، أي القسم القنصلي وقسم الدبلوماسية العامة، صُممت كي تخلق تجربة ممتعة لزوارنا حيث سيتم نصب أنواع الفنون الأميركية واللبنانية في هذه المساحات". يُذكر أن قيمة البناء هي ضعف الموازنة التي رُصدت لبناء السفارة في بغداد المقدرة بـ600 مليون دولار. وأشار موقع للاستخبارات الفرنسية حينها إلى أن المجمع الجديد سيكلف نحو مليار دولار، ويضم مستشفى ومركزاً تقنياً ومباني سكنية ومركزاً لجمع المعلومات لـ"سي آي أي". موقع استخباراتي متقدم وكالعادة أثارت صور السفارة جدلاً واسعاً في لبنان، فمنهم من رأى أن السفارة ليست مجرد بعثة دبلوماسية، بل مركز متقدم لعمليات استخباراتية أميركية على مستوى الشرق الأوسط، نظراً لضخامتها المحيرة التي تتجاوز بكثير الحاجة الاعتيادية لأي بعثة دبلوماسية في بلد صغير كلبنان. هذا التصور لم يأتِ من فراغ، فالمبنى يتميز بتحصينات أمنية عالية، ومساحة تبلغ عشرات آلاف الأمتار، ويتضمن مرافق متعددة تتجاوز العمل القنصلي، ما غذى الشكوك حول وظيفة هذا المجمّع. البعض يرى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحويل السفارة إلى نقطة مراقبة واختراق لجبهات إقليمية متعددة، من سوريا إلى "حزب الله"، ومن الممرات البحرية إلى التمدد الإيراني، وأنه سيكون بمثابة "مركز قيادة" سياسي- أمني في منطقة تنهار فيها الدولة وتتوسع فيها شبكات النفوذ. في المقابل، يعتبر آخرون أن هذه الشكوك تعكس أزمة ثقة داخلية مزمنة في لبنان، وسرديات سياسية توظف ضد واشنطن لأهداف أيديولوجية. بالنسبة لهؤلاء، فإن الأهداف الأميركية تتطلب بنية متطورة لحماية طاقم دبلوماسي في بلد غير مستقر، وأن حجم المبنى يعكس ببساطة مركزية لبنان في الحسابات الأميركية الأمنية وليس بالضرورة "تآمراً" على سيادته. لكن ما لا يمكن تجاهله، هو أن هذا المبنى، قبل أن يُفتتح رسمياً، بات مرآة لانقسام اللبنانيين حيال الدور الأميركي في بلادهم، بين من يرى فيه حماية وردعاً، ومن يعتبره علامة استتباع ووصاية. يشار إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كانت قد أعلنت عن نيتها افتتاح السفارة في عام 2022، إلا أن الموعد تم ارجاؤه إلى العام الحالي 2025، وأخيراً وخلال جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المنطقة، ارتفع منسوب التفاؤل لدى بعض اللبنانيين لدرجة أنهم توقعوا أن ترمب سيعرج على لبنان لافتتاح السفارة. لبنان بوصفه منصة إقليمية لا دولة مستقلة لم تعد النظرة الأميركية إلى لبنان محصورة في كونه دولة ذات سيادة تعاني من انهيار اقتصادي، بل بات يُنظر إليه كمنصة استراتيجية متعددة الاستخدامات، منصة للمراقبة، وللضغط، وللمساومة، وربما لاحقاً لإعادة بناء التوازن الإقليمي. من هذا المنظور، لا يُستغرب أن تستثمر واشنطن في بنية دبلوماسية وأمنية ضخمة في بلد يعاني من شلل المؤسسات وعدم استقرارها بين الحين والآخر. فجغرافية لبنان وموقعه على تماس مع سوريا وإسرائيل، ومع ما يحتويه من فصائل ومنظمات لا تتبع للدولة كـ "حزب الله" والفصائل الفلسطينية، تحول إلى صندوق أسود للمصالح المتشابكة، وأميركا تريد أن تضع يدها عليه. في هذا السياق كان الكاتب والباحث في الشؤون الأميركية، وليد فارس، قد أشار في حديث صحافي، إلى أن الاستخبارات الأميركية تحتاج إلى موقع كهذا في المنطقة لمراقبة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الولايات المتحدة من النظام الإيراني والميليشيات العاملة معه، وكذلك من التنظيمات الأصولية. وأشار فارس إلى أن الموقع على شاطئ المتوسط يشكل مكاناً استراتيجياً متميزاً ويوفر قدرة أفضل على إقامة شبكة اتصالات مع البحرية الأميركية. ولهذا فإن الاستخبارات محظوظة لقدرتها على مراقبة منطقة واسعة من موقعها في لبنان تمتد من شاطئ المتوسط إلى حدود باكستان. السفارة كقاعدة استخبارات متقدمة وفي الحقيقة، ما يُبنى في عوكر ليس مجرد مقر إداري للسفراء، بل قلعة محصنة تدمج العمل الدبلوماسي بالأمني والتقني. حجمه الهائل، مساحته التي تفوق مساحة الفاتيكان، والتحصينات التي تُحيط به، كلها تشير إلى طابع غير تقليدي للبعثة. عملياً، نحن أمام مركز استخبارات إقليمي يمكن أن يتابع ما يجري في الجنوب اللبناني، وداخل سوريا، وعلى مقربة من الساحل الشرقي للمتوسط، أي مسرح صراع الطاقة الجديد، فضلاً عن كونه نقطة جمع معلومات حول النفوذ الإيراني والحركة الروسية في المنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مرحلة ما بعد "حزب الله"؟ لا يبدو أن واشنطن تعول على ضربة عسكرية تنهي وجود "حزب الله" في لبنان، بل على عملية تفكيك ناعمة ومديدة، تبدأ بخنق الحزب مالياً، وتستكمل عبر تفكيك شرعيته الداخلية. في هذا السياق، تلعب السفارة دور غرفة العمليات السياسية، حيث تُدار اللقاءات مع الشخصيات اللبنانية، وتُحدد الخطوط الحمر لأي تسوية مقبلة. الهدف النهائي لا يتمثل فقط في تحجيم "حزب الله"، بل في فرض معادلة جديدة، دولة لبنانية تحت رعاية دولية، لا دولة مرتهنة لمحور إقليمي. أفول الدور الفرنسي وصعود الأميركي منذ عام 2020، تراجعت قدرة فرنسا على التأثير في لبنان، رغم محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون تقديم نفسه كحاضن للكيان اللبناني. فشل المبادرة الفرنسية في تشكيل حكومة، وعدم قدرة باريس على فرض أي مسار سياسي مستقر، فتح الباب أمام تقدم أميركي تدريجي. اليوم، تحولت واشنطن من داعم عن بعد إلى راعٍ مباشر للمسار اللبناني، ووجودها الميداني عبر السفارة هو ترسيخ لهذا التحول. لم تعد فرنسا "الأم الحنونة"، بل أصبحت شاهداً من بعيد على مسرح يتقدمه الأميركيون بثقة ووفرة موارد. الرهان الأميركي على الجيش اللبناني وعلى رغم هشاشة المؤسسة العسكرية، ما زالت واشنطن ترى في الجيش اللبناني الأداة الشرعية الوحيدة القابلة للاستثمار. لذلك، تشكل السفارة مركزاً للتنسيق بين وزارة الدفاع الأميركية والجيش، من حيث التدريب والدعم والرقابة. هذا الدعم ليس مجانياً، بل مشروط بالابتعاد عن أي تحالف مع "حزب الله"، والجاهزية لتولي دور أمني أكبر في حال فرضت تسوية إقليمية ترتيبات جديدة على الحدود اللبنانية– الإسرائيلية، أو داخل العمق اللبناني نفسه. الولايات المتحدة تريد استعادة دورها الإقليمي عبر لبنان وللإضاءة على هذا التحليل، سألت "اندبندنت عربية" الكاتب والمحلل السياسي جوني منير، رأيه حول الموضوع، والذي أشار إلى أن "دائماً ما تعكس السفارة اهتمام الدولة ذات الصلة بالمكان الموجودة فيه. لهذا عندما كان النفوذ الفرنسي هو الأعظم شأناً في لبنان، أقامت فرنسا حينها أكبر سفارة لا تزال حتى اليوم (قصر الصنوبر) وكانت مكان إقامة السفير أيضاً. ومن ثم بدأ نفوذ الولايات المتحدة عبر سفارتها قبل أن يتم تفجيرها (أبريل/ نيسان 1983)، ومعلوم أن المكان كان مستأجراً، وحاولت أن تبدأ بإنشاء مقر دائم وذلك منذ عام 2000، ووقع اختيارها حينها على موقع في منطقة الحدث أي على أبواب الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان من الواضح حينها أنها تريد إقامة علاقات جيدة مع البيئة الشيعية. ولكن من بعد حرب يوليو (تموز) 2006، وفشلها في إخراج إيران من لبنان، وهذا هو المعنى الحقيقي للقرار 1559، عدلت عن رأيها واستقر الاختيار على مكان إنشاء المجمع الآن". اليد العليا لأميركا ويتابع الكاتب جوني منير، أنه "بالتالي إن بناء سفارة بهذا الحجم يعني أن هناك قراراً من قبل الولايات المتحدة بأن يكون نفوذها في البلد هو الأقوى، وهذا ما تثبته الأحداث الحالية. أيضاً هي تريد أن يكون حضورها ليس فقط للاهتمام بالشأن اللبناني، بل لإستعادة الدور الذي كانت تقوم به قبل الثمانينيات (قبل تفجير المبنى)، بحيث ترى المنطقة من خلال المرآة اللبنانية، أي استعادة دورها الإقليمي". ويضيف منير وبحسب معلوماته "إن طاقم عمل السفارة سيتعدى الـ1000 موظف، وأكبر قسم هو من سيتولى العلاقات العامة، والذي سيشرف على التواصل مع مختلف الشرائح اللبنانية. بحيث ستجس نبض المنطقة من خلال لبنان، لأن لبنان يضم مختلف التوجهات والرؤى الإقليمية، ما يعطيها ميزة التفوق باستشراف الأحداث مبكراً. ولكن الأهم في هذا الموضوع، عدم قلقها من مستقبل لبنان، وهي متمسكة بأن تكون صاحبة النفوذ الأكبر". ويختتم أن "إيران كانت قد شيدت سفارة كبيرة لها وانتقل طاقمها إلى المبنى الجديد في منطقة بئر حسن (فبراير/ شباط 2023)، لأنها كانت تعتقد أو ترسم سياستها بأنها ستكون صاحبة النفوذ الأول في لبنان. ولكن الحرب التي قامت أخيراً (حرب الإسناد) والعنوان الذي طُرح لاحقاً أي إخراج إيران من لبنان، وتمسك الولايات المتحدة بقرارها بأن تكون صاحبة النفوذ الأساس والكامل في البلد، يضع الأمور بمكان آخر، ومن هنا نستطيع فهم استمرارية الصراع بين الولايات المتحدة وإيران في لبنان، على رغم النتائج التي أفضت إليها الحرب العسكرية الإسرائيلية". لبنان تحت المجهر الأميركي في المحصلة، إن بناء أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط في لبنان لا يعكس حرصاً على العلاقات الثنائية فقط، بقدر ما يكشف عن نية في التحكم بإيقاع اللعبة الإقليمية من نقطة التقاء الصراعات الكبرى. السفارة هي تجسيد مادي لعودة أميركا إلى لبنان بصفتها "الراعي الصلب"، لا الوسيط الناعم، في لحظة يتراجع فيها الفرنسيون، ويتحول فيها محور طهران نحو الزاوية. وبينما ينتظر اللبنانيون مخرجاً من أزمتهم، تُكتب من حولهم خرائط جديدة لا يكون فيها للبنان حق القرار، بل دور المنصة، والميدان، وربما الحقل التجريبي الأخير.


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- Independent عربية
خطاب الحرب يشتعل بتغريدات القادة عبر "السوشيال ميديا"
برزت منصات التواصل الاجتماعي خلال القليلة الماضية ضمن مكونات العصر الرقمي لتكون لاعباً محورياً، لا في توجيه الرأي والتصورات العامة لتفاصيل الحروب فحسب، لكن في صناعة وعي الشعوب، بالتالي التأثير في ديناميكيات الصراع ومآلاته، والحلقة الحالية في صراع الشرق الأوسط إذ المواجهة بين إيران وإسرائيل، والسابقة والمستمرة حرب غزة، تؤكد تحول السوشيال ميديا إلى فعل وفاعل، لا إلى مفعول به. لكن الجديد، وربما ليس جديداً بقدر ما هو الواقع الجديد، الذي تعكسه الحروب الحالية وتؤكده أن السوشيال ميديا أصبحت منصة يخاطب عبرها القادة شعوب الأعداء مباشرة، ودون الحاجة إلى المرور عبر انتقاء أو رقابة أو حجب أو منع أو تأخير من قبل وسائل الإعلام في الدولة "العدو". المقطع الأكثر انتشاراً على "يوتيوب" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجهاً رسالة مباشرة إلى شعب "العدو" الإيراني، يدعوهم إلى التخلص من "النظام الظالم الطاغي"، وإن إسرائيل لا تعد الشعب الإيراني عدواً بل "شجاع نحترمه"، وأن معركتها موجهة لـ"نظام قاتل يهدد أمن المنطقة ويفقر شعبه"، يقابله تغريدة مقتضبة للمرشد الإيراني علي خامنئي قال فيها "نصر من الله وفتح قريب، الجمهورية الإسلامية بإذن الله ستنتصر على النظام الصهيوني". رسائل ترمب العنكبوتية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدوره لا يكتفي هو الآخر بالتصريح والحديث عن إيران أو غزة أو الحوثيين أو "حزب الله" أو غيرها من أطراف الصراع المشتعل داخل الشرق الأوسط، لكنه يخاطب "المعنيين" مباشرة بين الحين والآخر. قبل أيام، قال لإيران عبر "تروث سوشيال"، "نعلم تماماً أين يختبئ ما يسمى 'المرشد الأعلى'. لن نقتله، في الأقل ليس خلال الوقت الحالي. صبرنا ينفد". وبعد ثلاث دقائق، كتب "استسلام غير مشروط". قبلها بقليل، وبينما يغادر اجتماعات "قمة مجموعة السبع" في كندا، أطلق توجيهه القنبلة "اخلوا طهران فوراً"، وهو التوجيه الذي انتشر انتشار النار في هشيم الأثير العنكبوتي المشتعل أصلاً. وحين يخاطب رئيس دولة "شعب العدو" واصفاً إياه بالصديق، وناعتاً قيادته بـ"المجرمة" أو "الباغية" عبر تدوينة أو تغريدة أو مقطع مصور، فإن الرسالة تصبح رسائل، والغاية غايات. بين توصيل فكرة وتلميح بتهديد وضرب الروح المعنوية، وغرس القلق والخوف وقلب المحكوم على الحاكم والتجهيز لما هو قادم وغيرها، تتعدد الرسائل وتتنوع الأهداف وذلك على طرفي الصراع. الرئيس الأميركي ترمب نشط بشدة على الأثير العنكبوتي في صراع إيران وإسرائيل، وقبله حرب القطاع. الإعلام الأميركي التقليدي نفسه يبذل محاولات عدة لقراءة ما وراء هذا النشاط الكبير للرئيس على أثير السوشيال ميديا، وتحديداً منصته "تروث سوشيال". رحلة ترمب مع السوشيال ميديا مثيرة، فمنذ أصبح حاضراً على الصفحات الرقمية خلال عام 2009، لا سيما "تويتر" (إكس حالياً)، وهو يلفت الانتباه إلى كلماته وأفكاره "المثيرة". استخدم الرئيس هذه المنصة للتعبير عن آرائه المثيرة للجدل، وكذلك كمنصة ترويجية وتسويقية لحملته الانتخابية خلال عام 2016، وظل على نشاطه التغريدي إلى أن جرى منعه وحظره من استخدام المنصة في أعقاب اقتحام أنصاره مبنى "كابيتول" (الكونغرس) خلال يناير (كانون الثاني) عام 2021. طيلة أعوام رئاسة ترمب الأولى (2016-2021) وهو ينتقد "الأخبار الكاذبة"، لكنه في غالب الأحوال كان يعد الإعلام "المعادي" له هو من ينشر الأخبار الكاذبة، لا السوشيال ميديا. وجرى حجب حسابات ترمب على "تويتر"، وبعدها على "فيسبوك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، التي كانت الملايين تتابعها حول العالم، وهو ما دعا ترمب، أو شجعه، على إطلاق منصة "تروث سوشيال" التي "يغرد" أو يكتب عليها الرئيس على مدار الساعة، سواء حول أمور داخلية أميركية أو خارجية، أو على خلفية صراعات الشرق الأوسط المتأججة، التي يقول بعض إن المحتوى الذي يضخه الرئيس يسهم في مزيد من التأجيج. علاقة الرئيس ترمب بالسوشيال ميديا ظلت على مدار أعوام علاقة "حب-كراهية"، لكنها حالياً تتخذ منحى جديداً. الرئيس يخاطب الشعوب ويرسل رسائل إلى قادة دول ومسؤوليها، ويعلن عن نياته تجاههم وهي النيات التي قد تتغير صباح اليوم التالي، وذلك بحسب ما تشير كتاباته على السوشيال ميديا. خبراء ومقالات ومحاولات أميركية وغربية عدة تبذل على مدار الأسابيع الماضية، وبصورة مكثفة خلال الأيام الماضية لتحليل ما يقصده محتوى الرئيس على السوشيال ميديا. قبل اندلاع المواجهة بين إيران وإسرائيل، كان بعض ينتقد المحتوى الذي يقدمه الرئيس باعتباره صدامياً وبعيداً من البروتوكولات والقواعد المعمول بها لتغريدات أو منشورات الرؤساء والمسؤولين. وفي ضوء المنشورات التي يضخها الرئيس الأميركي على "تروث سوشيال" منذ اندلاع المواجهة، التي تنقل إلى غيرها من المنصات فتتسع قاعدة متابعتها إلى مليارات البشر، يحاول خبراء فك لوغاريتمات المقصود. رسائل ترمب العنكبوتية فيها قدر كبير من التضارب حول إيران والمتوقع منها، ومدى استعداد أميركا للانخراط الفعلي في المواجهة. بين "لسنا ضالعين" إلى "قد نضلع"، "نعرف مكان خامنئي، ولن نقضي عليه في الأقل الآن"، و"قريبون من تحقيق السلام" و"عقدنا مناقشات جيدة جداً مع إيران"، و"إيران تود أن تبرم صفقة"، و"بعيدون من الوصول إلى اتفاق" احتار أعداء الرئيس قبل داعميه ومؤيديه في تفسير المقصود، حتى إن شبكة "سي أن أن" أشارت قبل أيام إلى أنه ربما تكون هناك قيمة استراتيجية في عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس بناءً على محتواه على السوشيال ميديا. المؤكد أن منشورات الرئيس تجعل الرؤوس تدور وتدوخ في محاولات الفهم والتوقع. أليس هذا في نهاية المطاف ما يريده الرئيس من منشوراته المستمرة على السوشيال ميديا، الموجهة لـ"شعب الدولة العدو" ومن يتابعون الحرب؟ آراء خبراء السوشيال ميديا أجمعت على أن الرئيس الأميركي يحب استخدام هذه المنصات ليهاجم المعارضين لسياساته والمنتقدين لها، ويفضلها على وسائل الإعلام التقليدية التي يعد كثير منها معادياً وبعيداً من الموضوعية، إضافة إلى ميله إلى مخاطبة الجماهير بصورة مباشرة ودون وسيط، ودون أدوات تحريرية ووسائل تنقيحية، حتى لو كان المخاطب هو المرشد الأعلى في إيران. خامنئي ينشط على مواقع التواصل الملاحظ أن نشاط المرشد عبر أثير السوشيال ميديا في هذه الحرب يحظى باهتمام الملايين حول العالم. في تقرير عنوانه "المرشد الأعلى لإيران ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي. مراقبو الحرب ينتبهون" منشور على موقع " فايننشال ريفيو" الأسترالي، يقول كاتبه المراسل الخارجي والحربي أندرو تيليت إن "المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي يترأس أحد أكثر الأنظمة قمعاً في العالم، يشترك مع دونالد ترمب في شيء واحد يحتاج إليه كل قائد في العصر الحديث، وهو امتلاك حساب على السوشيال ميديا". يقول تيليت ساخراً إنه على رغم أن ترمب يحظى بملايين المتابعين ما يفوق عدد متابعي خامنئي، فإن أسلوب خامنئي ومراعاته القواعد النحوية أفضل. ويضيف "على رغم أن الجميع يعرف أن البروباغندا جزء لا يتجزأ من أي حرب، لكن السوشيال ميديا تنقل أفكار وتصريحات الأطراف الرئيسة في الصراع الإيراني-الإسرائيلي مباشرة إلى ملايين الأشخاص حول العالم في التو واللحظة. وبينما إسرائيل وإيران تتبادلان هجمات صاروخية ومسيراتية مدمرة، يتابع الجميع عن قرب تغريدات المرشد الأعلى مهاجماً 'النظام الصهيوني' (الاسم الذي تطلقه إيران على إسرائيل)، وذلك بحثاً عن أية علامات لنيات طهران". ويشير الكاتب إلى أن حساب وزارة الخارجية الإيرانية على "إكس" مصدر مفيد، لا سيما أنه يقدم ملخصاً لمحادثات الوزير عباس عراقجي مع نظرائه، معتبراً حساب نجل شاه إيران الراحل رضا بهلوي "عبر الأطلسي" مفيداً أيضاً، "وهو الذي يحاول إثارة ثورة ضد الحكام الإسلاميين المتشددين الذين أطاحوا والده عام 1979، مضيفاً أن ما ينشره بهلوي ربما يعكس استعداداً لما يعده نجل الشاه "حقه الطبيعي" في الحكم ونهاية حكم الثورة الإسلامية التي استمرت 46 عاماً. وبينما خبراء منكبون على فك لوغاريتمات محتوى الرئيس ترمب على السوشيال ميديا وتحليل التراشق التغريدي بينه والمرشد، يقف المحتوى الإسرائيلي الرسمي واضحاً صريحاً، وهو يخاطب إيران، قيادة، إذ التهديد والوعيد، وشعباً، إذ رسائل التودد والطمأنة والتشجيع على إسقاط النظام. أن يخرج رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في رسالة مصورة ويقول إنه يوجه حديثه إلى الشعب الإيراني، فهذا تحول جديد من تحولات الصراع. المقطع المصور الذي جرى تداوله ومشاهدته ملايين المرات، سواء على شاشات التلفزيون أو منصات السوشيال ميديا المختلفة التي تداولته، سواء من قبيل الاهتمام أو إعلان موقف منحاز لإسرائيل أو التحذير من وضع يمثل خطراً على إيران، علامة أخرى من علامات التحول في استخدام السوشيال ميديا في الحروب. دقائق معدودة مرت بعدما تبادل كل من الرئيس الأميركي ترمب والمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي التهديدات غير المباشرة، حتى تحولت منصات السوشيال ميديا إلى حرب شعواء. قلق وغضب وسخرية وخوف وتراشق وهجوم ودفاع وكم مذهل من المحتوى جرى تخليقه على خلفية التهديدات. خامنئي قال في رسالة إلى الشعب الإيراني "على أميركا أن تعلم أننا لن نستسلم، وأن أي هجوم من جانبهم ستكون عواقبه وخيمة لا يمكن تداركها. شعبنا لن يخضع لأية إملاءات من أية جهة كانت، ولن يرضخ للحرب المفروضة أو للسلام المفروض"، وهي الرسالة التي اعتبرتها الغالبية رداً غير مباشر على تهديدات ترمب. التهديدات والتهديدات المضادة لا تسفر إلا عن مزيد من التأجيج للتأثير النفسي. إنها الحرب النفسية. التأثير النفسي المرجو، سواء كان تأجيج مشاعر الخوف والقلق لدى "العدو"، أو تشجيع شعب "الدولة العدو" على الانقلاب على "النظام العدو"، واضح في المحتوى الآخذ في التضخم. المحتوى العنكبوتي أصبح لاعباً رئيساً رسمياً في الحرب بعدما كان شعبياً فحسب، تقرره جماهير المستخدمين وتقرر توجهاته وتحسم آثاره. ويمكن اعتبار المحتوى الذي يقدمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي مثالاً على ذلك. الحروب النفسية قديمة قدم الحروب، لكن المكون الرقمي أو العنكبوتي سريع الانتشار جديدها. وتشير ورقة عنوانها "مفهوم الحرب النفسية" للباحثة في "المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية" رزان نشأت إلى ضرورة توافر وسائل الاتصال في الحرب النفسية، إذ إنها الوسيلة الأساس التي يجري من خلالها التأثير في الحال النفسية والعصبية للجماهير، التي تتيح إيصال الرسائل بفعالية، ومن ثم التأثير في التصورات والعواطف لدى أفراد هذه الجماهير. وعادة يكون هناك تلاعب متعمد متمثل في استخدام استراتيجيات نفسية، ووسائل وآليات الدعاية المختلفة مثل التخويف والتأطير، وسبل الإقناع والاستمالات العاطفية. وتضيف نشأت أن التوسع في تكنولوجيا المعلومات والرقمنة واعتماد الملايين على السوشيال ميديا أمور ساعدت على تنفيذ العمليات الدعائية النفسية بصورة أسرع وأبسط، وبكلف أقل من أي وقت مضى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) إسرائيل وخطاب الحرب تغريدات وتدوينات وفيديوهات أدرعي تتابعها الملايين، لا سيما في المواجهات بين إسرائيل ودول وقوى في المنطقة. ينقل أدرعي مجريات المواجهات الحالية، سواء في غزة أو إيران، باللغة العربية من وجهة نظر إسرائيل. وتطغى على التغريدات نعوت القوة والهيمنة والفوقية المنسوبة لإسرائيل، ولا يخلو الأمر من توجيه رسائل مباشرة منه إلى شعوب المنطقة، وأحياناً ينخرط في ردود تبدو كأنها شخصية موجهة إلى رموز أو ناشطين عرب، بغرض كسر هيبتهم والنيل من مكانتهم بالعربية. من جهة أخرى، يوجه أدرعي الرسائل المباشرة إلى الشعوب "العدوة" المستهدفة بين وقت وآخر. وقبل أيام، وجه رسالة إلى أهل غزة، تحديداً أحياء الجلاء ومدينة حمد والقرارة، قائلاً "جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جداً لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية في المنطقة، وسيهاجم كل موقع يجري استخدامه لإطلاق قذائف صاروخية"، طالباً منهم "من أجل أمنهم" أن يخلوا فوراً إلى منطقة المواصي، وعدم محاولة العودة إلى مناطق القتال الخطرة". ولم ينس أن يذكرهم أن "المنظمات الإرهابية تواصل جلب الكارثة" عليهم. الاستخدام "الكارثي" للسوشيال ميديا باعتبارها منصة مخاطبة مباشرة للشعوب دون الحاجة للمرور عبر القيادة أو الحكومة أو القنوات الرسمية التي كان معمولاً بها حتى وقت قريب، بل ودون القيود والقواعد المهنية التي يفرضها الإعلام التقليدي من قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إخبارية هو تغير كبير في أدوات الحرب. خلال مارس (آذار) الماضي، خاطب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الفلسطينيين من أهل غزة مباشرة عبر فيديو جرى تداوله ملايين المرات على السوشيال ميديا، داعياً إياهم إلى الخروج للاحتجاج ضد حركة "حماس"، مضيفاً "سيطلب منكم الإخلاء، وخسارة مزيد ومزيد من الأراضي، الخطط جاهزة ومعتمدة"، وأن "'حماس' تعرض حياة الفلسطينيين في غزة للخطر"، مطالباً إياهم بإخراج "حماس" من غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن الإسرائيليين، معتبراً ذلك "الطريقة الوحيدة لوقف الحرب". كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي جرى تناقلها ملايين المرات. تختلف أسباب التناقل على منصات السوشيال ميديا بين خوف ومواجهة وإخبار وتحليل، لكن تظل النتيجة واحدة، وزير الدفاع الإسرائيلي يخاطب أهل غزة مباشرة. وهذه النقلة النوعية في الحرب تنبئ بأن مزيداً من "الأسلحة" الرقمية في الطريق. قد تكون الأسلحة أدوات تقنية جديدة، وقد تكون استخدامات مختلفة لإمكانات المنصات. موقع "يديعوت أحرونوت" الإخباري نشر تقريراً على موقعه قبل أيام تحت عنوان "ملايين الإيرانيين يتجاوزون الرقابة على الإنترنت لمتابعة إسرائيل على السوشيال ميديا". يقول التقرير إنه على رغم القيود المشددة على الإنترنت في إيران، يتدفق الإيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن "التفاعل القياسي" يظهر أن الرسائل الإسرائيلية تصل إليهم. ويضيف نقلاً عن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن "الإقبال الإيراني الكبير يعني أن الجمهور الإيراني يريد أن يسمع منا، يريد أن يحصل على معلومات محدثة، لا سيما من المصادر الإسرائيلية". في حلقتي صراع الشرق الأوسط، سواء في غزة أو في إيران، لا يوجد صحافيون ومراسلون متعددو الجنسيات ينتمون إلى مؤسسات صحافية مختلفة، مما يدفع ملايين المتلقين نحو السوشيال ميديا على اختلاف منابعها ومحتواها. وإذا كانت إسرائيل تمنع وجود صحافيين ومراسلين أجانب داخل غزة، فإن النظام الإيراني دأب على فرض قيود مشددة على الصحافيين قبل اندلاع الصراع الحالي. وحتى في حال السماح لهم بالدخول، فإن قواعد صارمة تتحكم في عملهم ونوعية التغطيات. هذه القيود تلقي بظلال وخيمة في الصراع الدائر حالياً، إذ يشعر المتلقي أنه يعرف عن إسرائيل، بالتالي قد يتعاطف معها بقدر أكبر، بناءً على تعدد مصادر الأخبار والصور والمقاطع المصورة (وإن كانت تخضع هي الأخرى لقيود حالياً)، مقارنة بما يصدر من إيران. في تقرير منشور قبل أيام على شبكة "أي بي سي" الإخبارية الأسترالية عنوانه "أثناء الصراع بين إيران وإسرائيل، هناك سبب يجعلك ترى مزيداً من الأخبار من تل أبيب مقارنة بطهران"، يشير إلى أن كثرة الأخبار وتعدد أنواعها بين إظهار للدمار ووضع الناس وتصريحات المسؤولين وغيرها الصادرة عن تل أبيب مقارنة بتلك الصادرة عن طهران، لا يعود إلى قلة رغبة أو جهد وسائل الإعلام الدولية، لكن لأنه حتى في زمن السلم، دخول إيران والكتابة أو نقل ما يحدث فيها إعلامياً أمر بالغ الصعوبة، وهو ما خلق فجوة معلوماتية كبيرة، تظهر خطورتها في الحرب الحالية. خلال الحرب الحالية في إيران، وكذلك خلال حرب غزة، خطت الأنظمة والدول والقادة وكبار المسؤولين في عوالم السوشيال ميديا، واتخذ كلٌّ منها منصة إضافية مؤثرة في مجريات الحرب. لم تعد السوشيال ميديا في الحروب تستدعي فقط تحذير الخبراء من انتشار المعلومات المضللة، والتنبيه إلى طريقة عمل الخوارزميات المتطورة بطريقة "فقاعات الترشح"، كما تشير إليها الباحثة في المعهد النمسوي للشؤون الدولية سرين تشهتينكايا في ورقة عنوانها "سياسات التضليل الإعلامي: السوشيال ميديا، والاستقطاب، والمشهد الجيوسياسي في عام 2025" أن المحتوى الذي يظهر للمستخدم يتماشى وآراء المستخدمين، وذلك اعتماداً على عمل الخوارزميات بطريقة "فقاعات الترشح"، وهو ما يعزز التفاعل، إضافة إلى أن المستخدمين يميلون إلى التواصل والتفاعل مع محتوى يشبه تفكيرهم، وهو ما يؤدي إلى ما يعرف بـ"غرف صدى تضخم وتعزز من المعتقدات الموجودة مسبقاً". تضاريس رقمية معقدة وعن دور التقنيات الكبرى في إدارة الصراعات خلال عام 2025، تشير الباحثة إلى استمرار الترابط بين وسائل الإعلام وشركات السوشيال ميديا الكبرى من جهة، والسياسة من جهة أخرى، وهو ما يشكل المشهد السياسي العالمي حالياً، لا سيما أن منصات السوشيال ميديا باتت تتمتع بنفوذ غير مسبوق. وأشارت في هذا الصدد إلى تغيرات طرأت على سياسة "ميتا" (فيسبوك) في التحقق، إذ جرى استبدال نظام تحقق "مجتمعي" يقوم به المستخدمون أنفسهم بالفرق المدربة التي كانت تقوم بعملية التحقق من الأخبار الكاذبة أو المفبركة أو المحتوى الذي يحض على العنف أو الكراهية وغيرها، وهو ما قد يؤدي بحسب ما تؤكد إلى تمكين مجموعات منظمة ومدربة للسيطرة على السرد بصورة انتقائية، وتعزيز أجندات بعينها في الأخبار والآراء والتحليلات. وتحذر تشهتينكايا من آثار التضليل الإعلامي غير المقيد لا سيما في الصراعات، إذ استقطاب الرأي العام وتلاعب الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية بالمعلومات، وجميعها يجعل حل النزاعات وتهدئة التصعيد أكثر تعقيداً. وتضيف أنه عام 2025 وفي ظل التضاريس الرقمية متزايدة التعقيد، يطرح التضليل الإعلامي نفسه كأحد التحديات العالمية الرئيسة، إذ تؤدي الروايات الكاذبة والتهديدات إلى تصعيد التوترات بصورة كبيرة. يشار إلى أن السلطات الإيرانية طلبت من المواطنين الإيرانيين قبل أيام حذف تطبيق "واتساب" من على أجهزتهم، "وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة والخصوصية"، كما جاء في التوجيه الذي جرى بثه عبر التلفزيون الرسمي. وبحسب الرواية أو الرؤية الرسمية الإيرانية، هناك تخوف من أن منصة "واتساب" تجمع معلومات المستخدمين لمصلحة إسرائيل، وبينها مشاركة "اللوكيشين" التي يستخدمها كثر في أوقات القصف أو لطمأنة الأهل، مما جعل بعضاً يربط بين "احذفوا 'واتساب'" الإيرانية، و"أخلوا طهران" الأميركية. وصرح متحدث باسم "واتساب" لمجلة "تايم" قبل أيام بأن المنصة المملوكة لشركة "ميتا" قلقة في شأن ما أثير حولها في التلفزيون الرسمي الإيراني، وأنه "يخشى أن تستخدم هذه التقارير الكاذبة كذريعة لحظر خدمات 'واتساب' في وقت يحتاج إليه الناس بشدة"، مضيفاً أن "جميع الرسائل التي يرسلها المستخدمون إلى العائلة والأصدقاء عبر 'واتساب' مشفرة من البداية إلى النهاية، ولا تُتَتَبع المواقع بدقة، ولا يُحتفظ بسجلات لمن يراسلهم المستخدمون، ولا تُتَتَبع الرسائل الشخصية التي يرسلها الناس لبعضهم بعضاً. ولا تُقدم معلومات مجمعة لأية حكومة". "معلومات" مجمعة من نوع آخر تقدمها صفحات "مدهشة"، بعضها ينتحل صفة "الموثقة" بصورة مكثفة في الصراع الدائر. صفحات وحسابات ظهرت فجأة، أو اكتسبت زخماً وتفاعلاً فجائياً على خلفية الصراع. بعضها كان عدد متابعيه قبل الحرب 100 أو 200، قفزوا إلى مليون ومليونين وأكثر على خلفية الصراع. بعض هذه الصفحات يقدم أخبار الحرب في قالب يبدو مهنياً أقرب ما يكون إلى عمل وكالات الأنباء الاحترافي، مع تحليلات لهذه الرشقة الصاروخية وقراءة متأنية لتلك المسيرات التي حققت أو أخفقت في أهدافها بصورة تنافس جيوش المحللين العسكريين المرابطين في القنوات. وبعض آخر يصنع حالاً من "الرسمية" حول محتواه، فيبدو وكأنه لسان حال النظام الإيراني أو وثيق الصلة بالنظام الإسرائيلي، أو متحدث باسم دولة ثالثة مؤيدة لهذا الطرف أو ذاك. إحدى أبرز هذه الصفحات "إيران بالعربية"، وهي الصفحة التي انتقلت بين ليلة صراع وضحاها من خانة "المغمورة" إلى نجم ساطع في سماء السوشيال ميديا. وما هي إلا أيام حتى لجأ بعض إلى نظرية "الانشطار العنكبوتي"، فظهرت صفحات تفتئت على انتشار "إيران بالعربية" مثل "إيران بالعربيه" (بالهاء) و"إيران بالعربي". منها ما نشر خبر "تصفية أفيخاي أدرعي"، ونداء "يا علي" الذي أثار كثيراً من التفاعل المتضارب. وبعيداً من الانشطار العنكبوتي الجنوني في الصفحات التي دقت على وتر "بالعربية" بكل أنواع الدق الممكن وغير الممكن من "باكستان بالعربية" و"الصين بالعربية" و"إسرائيل تتكلم بالعربية" و"إسرائيل بالعربية من غير حوارات" و"إسرائيل لا تتكلم العربية"، يبقى خطر الانتشار والتمدد واضحاً. ملايين المستخدمين يطالعون هذه الصفحات باعتبارها صفحات إخبارية، يصدقون محتواها، ويتشبثون بتحليلاتها، ويعيدون تشارك الصور والفيديوهات والكتابات. وتتسع دوائر بيوت العنكبوت، وتتشابك، وتتوغل، وتؤثر، ولا تتأثر.


المناطق السعودية
منذ 6 ساعات
- المناطق السعودية
وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حزب الله.. 'لم يتعلم الدرس'
المناطق_متابعات بعد تأكيد أمين عام حزب الله نعيم قاسم، أن الحزب ليس على الحياد في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحزب، داعياً إياه إلى 'تعلم الدرس'. وقال في منشور على حسابه في 'إكس'، اليوم الجمعة: 'أقترح على حزب الله أن يكون حذرا ويدرك أن صبر إسرائيل نفد حيال الإرهابيين الذين يهددونها'. كما اعتبر أن 'الأمين العام لحزب الله لم يتعلم درسا من أسلافه، وهدد بالتحرك ضد إسرائيل وفقا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي'، الذي وصفه بـ'الديكتاتور'. وختم مشددا على أن أي تحرك سيعني القضاء نهائياً على حزب الله. وكان أمين عام حزب الله قال أمس في بيان، إن الحزب 'ليس على الحياد، وسيتصرف بما يراه مناسبا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم'. في حين نبّه السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك من بيروت إلى أن تدخّل حزب الله المدعوم من طهران في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية سيكون 'قرارا سيئا للغاية'. وردا على سؤال حول إمكان تدخّل الحزب في الحرب، قال باراك لصحافيين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري 'يمكنني أن أتحدث باسم الرئيس دونالد ترامب، الذي كان واضحا جدا، وكذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بأن هذا سيكون قرارا سيئا جدا جدا جدا'. فيما أعلنت الخارجية اللبنانية من جهتها أنها 'تتابع اتصالاتها لتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية لهذا العدوان'. يذكر أنه بعد أشهر على وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي إثر مواجهات دامية بين إسرائيل وحزب الله كبدته خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، وتشدد على أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته. وكان اتفاق وقف إطلاق النار نص على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كلم من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل، وسحب الأخيرة قواتها من الأراضي التي توغلت فيها خلال النزاع. إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض الانسحاب من خمسة مرتفعات لا يزال متمركزا فيها داخل الأراضي اللبنانية.