
انحسار النفوذ الإيراني: هل نستطيع أن نكون نحن البديل؟
تاريخ النشر : 2025-06-21 - 11:27 pm
حاتم النعيمات
استقر منحنى العمليات بين إسرائيل وإيران، وأصبح الإيقاع واضحًا، وأعتقد أن كل طرفٍ قد استوعب إمكانات الطرف الآخر ومدى قدراته. ورغم التفوق العملياتي لإسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة إلا أن إيران قد استطاعت -لغاية الآن- أن تمتص جزءًا كبيرًا من الصدمة، وهذا بحد ذاته يؤشر على أن هناك حاجة من وجهة نظر أمريكية لحسم الصراع الذي تريده إيران صراع استنزاف وتريده إسرائيل خاطف وسريع.
العيون تتجه إلى واشنطن، حيث يعتقد الكثير من المتابعين أن تدخل القوات الأمريكية هو الذي سيحسم الأمور، ويزداد الحديث عن نوع واحد من القنابل قادر على اختراق تحصينات منشأة فوردو النووية التي تعتبر قلب البرنامج النووي الإيراني. حيث وصف تقرير بثّته شبكة "سي إن إن' الأميركية منشأة فوردو النووية كواحدة من أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا ضد الهجمات الجوية. وتُظهر صور التقطتها الأقمار الصناعية أن الموقع محمي بخمسة أنفاق رئيسية محفورة في أعماق الجبال، تقود هذه الأنفاق إلى قلب نووي يقع على عمق يتراوح بين 80 إلى 90 مترًا تحت الأرض.
وبحسب التقرير، فإن هذه التحصينات تجعل استهداف المنشأة مهمة بالغة الصعوبة، إذ تفيد التقارير أن القنبلة الأميركية (GBU-57)، هي الوحيدة القادرة على اختراق هذا السُّمك من التحصينات، حيث يقدر العمق الذي تستطيع هذه القنبلة إختراقه بنحو 60 مترًا فقط، أي أقل من العمق المُقدّر للمنشأة. هذا النوع من القنابل لا يمكن حمله إلا بواسطة القاذفات الأميركية الشبحية من طراز (B-2).
السمة العامة لسياسة الإدارة الأمريكية أصبحت واضحة؛ وهي إرباك الخصم وزيادة الضغط عليه، وهذا ما تفعله الولايات المتحدة مع إيران اليوم كي تصل طهران إلى طاولة المفاوضات منهكة، وهذا سيناريو. أما السيناريو الثاني فيتمثل في التدخل الفعلي لواشنطن في ساحة المعركة ووضع القشة التي ستقصم ظهر البعير، أي أن تضع واشنطن اللمسة الأخيرة على المشهد كي لا يُحسب على ترامب أنه دخل حربًا طويلة بل أنهى حربًا بضربة عسكرية خاطفة. حيث يصدّر ترامب نفسه كرجل السّلم الذي يستحق جائزة نوبل للسلام.
إيران تراهن على استنزاف إسرائيل أمنيًا؛ فالصواريخ التي تصل إلى المدن الإسرائيلية لها أثر كبير على عملية تسويق الاستيطان والهجرة إلى إسرائيل، وإسرائيل في المقابل تراهن على نفاذ صبر واشنطن من جراء التعنُّت الإيراني، وكل ذلك يتم عكسه على طاولة المفاوضات التي عقدت قبل يومين مع الأوروبيين في جنيڤ، حيث تعد هذه المفاوضات المخرج المدروس الذي وُضع لإيران ليتم تقديم التنازلات من خلاله، ولغاية اليوم يبدو أن إيران لم تقدم أي تنازلات في موضوع تخصيب اليورانيوم، وفي هذا عدم إدراك لصعوبة الوضع باعتقادي.
البرنامج النووي الإيراني هو جوهر كل سلوكات طهران منذ عقود، ولأجله تم رفع شعارات مثل "تحرير فلسطين" و "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل" لخلق حالة تحشيد سيطرت إيران من خلالها على عواصم عربية وفصائل في قطاع غزة. والغريب في الموضوع أن المفاوضات مع الغرب كانت مستمرة منذ عقود أيضًا على هذا البرنامج رغم حدة هذه الشعارات، فكان الوكلاء العرب يرددونها ويخسرون بسببها والمفاوض الإيراني يجلس على طاولة التفاوض مع الغرب بالتزامن.
ولنأتي على الكارثة الأكبر، حيث زعمت تقارير استخباراتية وتحليلات مراكز دراسات مثل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى و International Crisis Group عن أن إيران بدأت فعليًا بالتخلي عن أذرعها بشكل تدريجي، وأن هذا التخلي كان موضوعًا على طاولة المفاوضات!! وذهبت بعض التقارير من المعهد نفسه إلى الزعم ان لقاء تم في بيروت بتوجيه من "فيلق القدس' منح الضوء الأخضر لحركة حماس بتنفيذ العملية (السابع من أكتوبر)؛ العملية التي شكلت بداية ضعف شبكة الأذرع الإيرانية. لذلك فهناك نظرية تزعم أن السابع من أكتوبر كان بداية هذا التنازل الإيراني عن وكلائها مقابل تحسين الوضعية التفاوضية لها مع الغرب، وما حدث فعلًا هو أن تُركت هذه الأذرع لتواجه مصيرها أمام آلة الحرب الإسرائيلية دون أي رد فعل إيراني حقيقي.
إيران دولة إقليمية أذت دولا عربية باستخدام وجدانيات متعلقة بتحرير فلسطين، وربما فاوضت على أذرعها وعلى استقرار المنطقة لتحصل على عضوية النادي النووي، وإسرائيل عدو توسعي يزداد تغطرسًا بسبب انجازاته على أذرع إيران، ونحن من سيدفع ثمن كل هذا في حال لم نصنع واقعًا عربيًا جديدًا أساسه منظومة عمل عربي مشترك قوي وفاعل.
تابعو جهينة نيوز على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
عمون - قدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لمجلس الأمن الدولي،الأحد، وصفا لحالة المواقع النووية الإيرانية الثلاثة التي تم استهدافها بالضربات الأميركية. وقال غروسي، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن في نيويورك، إن حفرا تظهر بوضوح في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم بالغة التحصين تحت الأرض. وأضاف غروسي: "في الوقت الحالي، لا أحد بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادر على تقييم حجم الأضرار تحت الأرض في منشأة فوردو". وذكر غروسي أن المداخل إلى أنفاق في أصفهان كانت على ما يبدو تستخدم لتخزين مواد مخصبة، قد تعرضت للقصف. وفي الموقع الثالث، في نطنز، تعرضت منشأة لتخصيب اليورانيوم للقصف. وحسبما قال غروسي أمام مجلس الأمن فإن إيران أبلغت الوكالة بأنه لم يتم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المنشآت الثلاث. وكان مسؤولون قد قالوا قبل هجوم إسرائيل على إيران في 13 يونيو إن معظم اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب كان مخزنا تحت الأرض في أصفهان. وأكد مسؤولون إيرانيون أنه سيتم اتخاذ تدابير لحماية المواد النووية لإيران دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وردّ غروسي على ذلك قائلا إن بإمكان إيران القيام بذلك بطريقة تحترم ما يُعرف بالتزاماتها في إطار اتفاق الضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف غروسي أمام مجلس الأمن "يمكن لإيران اتخاذ أي تدابير خاصة لحماية موادها ومعداتها النووية وفقا لالتزاماتها بالضمانات والوكالة. هذا أمر ممكن". وتعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اجتماعا طارئا" في مقرها في فيينا الإثنين، بحسب ما أعلن غروسي والذي كتب على "إكس" يوم الأحد: "نظرا للوضع في إيران، أدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس المحافظين غدا". ونقلت "سي إن إن" عن غروسي قوله إن هناك "مؤشرات واضحة إلى تأثيرات"، مستندا إلى صور للأقمار الاصطناعية وإلى "معرفته العميقة" بموقع "فوردو" الذي يتم تفتيشه بانتظام من قبل موظفي الوكالة. ووفقما ذكر غروسي: "في ما يتعلّق بتقييم مدى الضرر تحت الأرض، لا يمكننا الجزم بذلك، قد يكون جسيما بل هائلا. لكن لا أحد، لا نحن ولا غيرنا، يستطيع تحديد حجمه"، معربا عن أمله أن يتمكّن مفتشو الوكالة من العودة إلى الموقع في أقرب وقت. ويتمتع موقع فوردو بـ"حماية" كبيرة، كما أنه مزوّد بـ"مصادر طاقة مستقلة، وربما حتى بمولدات احتياط"، وفق غروسي الذي أضاف "لذلك، لا يمكننا الافتراض تلقائيا أن نقص الطاقة الخارجية قد يكون أضرّ" بأجهزة الطرد المركزي الموجودة في المكان. وفي ما يتعلّق بموقع نطنز فإن الوضع مختلف، ذلك أن الجزء الموجود فوق السطح قد دُمّر "بشكل واضح". أما المنشآت الموجودة تحت الأرض، حيث أجهزة الطرد المركزي، "فقد تضرّرت كثيرا جراء التأثير المشترك لأنعدام إمدادات الطاقة الخارجية بسبب الهجمات" وتأثير الضربات نفسها.


خبرني
منذ 2 ساعات
- خبرني
كيف خطط ترمب ونتنياهو خلف الكواليس قبل قصف النووي الإيراني؟
خبرني - كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي أن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت ضربات استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، خلال الـ48 ساعة التي سبقت الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو النووية، بطلب مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال ترمب، في خطاب للأمة، بعد الضربة الأمريكية، التي استهدفت 3 مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان،: "أود أن أشكر وأهنئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لقد عملنا كفريق واحد، وربما كما لم يعمل أي فريق من قبل، وحققنا تقدماً كبيراً في القضاء على هذا التهديد الخطير لإسرائيل". طلب ترمب وبحسب مصادر إسرائيلية، قدّم ترامب طلبه لنتنياهو الأسبوع الماضي، بعد اتخاذ قراره النهائي بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، حال فشل المسار الدبلوماسي. ونقلاً عن "أكسيوس"، سأل نتانياهو الرئيس الأمريكي: "كيف يمكننا المساعدة؟، فأجابه ترامب بأنه يرغب في أن تقوم القوات الجوية الإسرائيلية بتدمير أكبر عدد ممكن من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في جنوب إيران، لتأمين الطريق أمام قاذفات "بي-2" الشبحية الأمريكية. وسلمت الولايات المتحدة لإسرائيل قائمة مفصلة بالأهداف التي يتوجب تدميرها، بحسب ما أفاد أحد المسؤولين الإسرائيليين. وأضاف:"خلال الـ48 ساعة التي سبقت الضربة الأمريكية، نفذت قوات الدفاع الإسرائيلية عدة ضربات دقيقة في جنوب إيران، بهدف إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية". ضربات إسرائيلية استباقية وتركزت الضربات الإسرائيلية على مناطق في جنوب إيران، حيث كانت تهدف إلى تقليل التهديدات، التي قد تواجه قاذفات "بي-2" الأمريكية أثناء توجهها إلى منشأة فوردو النووية، المدفونة تحت الأرض، والتي استهدفتها وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل. وبعد تنفيذ الضربة وبدء قاذفات "بي-2" الأمريكية رحلة عودتها، أجرى ترامب اتصالاً هاتفياً مع نتانياهو، حيث أطلعه على تفاصيل العملية. ونقل أكسيوس عن مسؤول أمريكي قوله إن ترامب قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن الهدف التالي هو الدخول في مفاوضات مع طهران للتوصل إلى اتفاق سلام.

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
مسؤولون إسرائيليون: نقبل إنهاء الحرب غدا إذا قبل خامنئي
سرايا - قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ترغب بإنهاء الحرب في إيران خلال الأيام المقبلة بعد الضربة الأميركية للمواقع النووية، بل إنها "قد تقبل وقف إطلاق النار غدا إذا أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أنه يريد ذلك". ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل تسعى إلى إنهاء العمليات العسكرية خلال أيام، لكن إذا قرر خامنئي التركيز على مهاجمة إسرائيل فقد يطيل ذلك أمد المعركة، حسب تقييمهم. ورأى هؤلاء المسؤولون أن تل أبيب لا تزال بعيدة عن تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنها ألحقت به "ضررا هائلا". وقالو إنه إذا قرر خامنئي مهاجمة أهداف تابعة للولايات المتحدة "فهو يخاطر بالتعرض لضربة أميركية قاتلة". "لا نريد حرب استنزاف" وكذلك، نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أنهم يريدون إنهاء المعركة خلال هذا الأسبوع، و"سنقبل وقف إطلاق النار غدا إذا أعلن خامنئي أنه يريد ذلك". وأوضح المسؤولون أن إسرائيل لا تريد الدخول في حرب استنزاف مع إيران، ومن مصلحتها عدم إطالة المعركة، ولا سيما بعد أن أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء أكثر من 10 سنوات، وفق تعبيرهم. لكنهم قالوا إن احتمال قبول إيران الدخول في مفاوضات "ضئيل إن لم يكن معدوما". ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- اجتماعا مساء اليوم لتقييم الوضع ومواصلة الهجمات على إيران، وفقا لما أوردته هيئة البث. وتشن إسرائيل حربها على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في عدة مدن إسرائيلية. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان تدخلها المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، شنّت الولايات المتحدة، فجر اليوم، ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وتعهد الحرس الثوري الإيراني بالرد على الهجوم الأميركي وقال إنه سيستخدم "خيارات خارج الحسابات".