logo
قوى عالمية تدفع بالعالم نحو الهاوية (1- 3)

قوى عالمية تدفع بالعالم نحو الهاوية (1- 3)

جريدة الرؤيةمنذ 4 أيام

حمد بن خلفان آل توية
جاء في موسوعة "البداية والنهاية" لابن كثير أنه "قيل للقمان: أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئًا".
ينطبق هذا القول المأثور تمام الانطباق على ما تقوم به بعض (الدول) من أفعال شريرة، ويأتي في مقدمة هذه الدول (الكيان الصهيوني الغاصب المحتل) والمدعوم من بعض الدول الغربية والتي لولا دعمها له بكل أشكال الدعم، لما كانت قد بقيت له باقية!
منذ أن وجد هذا الورم السرطاني الخبيث في قلب جسد الأمة العربية والإسلامية، فقد جلب للمنطقة كل الويلات وشتى المآسي؛ فالحروب والمؤامرات والدسائس والصراعات هي القاسم المشترك في حياة أبناء الإقليم منذ اصطناعه في عام النكبة 1948، وبذلك بقيت هذه المنطقة على الدوام غير آمنة ولا مستقرة لوجود هذا الكيان فيها وجراء ما يقدم عليه ويتسبب فيه من تهديد للأمن والسلم الدوليين!
لقد تسببت هذه الدويلة الطارئة التي اصطنعها الغرب وزودها بكل أسباب البقاء والحياة كي تظل القوة الضاربة والقاعدة الأمامية المتقدمة ولتقوم بدور كلب الحراسة الموكل إليه (تأديب) كل من يخرج عن الطاعة ويمتثل للأوامر وكعامل عدم استقرار في المنطقة وسببًا مباشرًا لإشعال الحروب فيها تنفيذًا لمخططاته الرامية إلى السيطرة عليها والاستحواذ على مقدراتها، وهو ما أفضى بالتالي إلى ما تشهده الأمة من تخلف وتمزق بالمقارنة بغيرها من دول العالم الأخرى.
ولقد أجادت هذه الدويلة القيام بالدور المنوط بها كاملًا؛ فأخذت تعربد في كل المنطقة وتضرب بيد من حديد كل من يجرؤ على الوقوف في وجهها؛ انطلاقًا من المبدأ الأثير لديها والقائم عليه سبب وجودها وهو (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) وذلك في رسالة واضحة إلى الجميع بأن (إسرائيل الكبرى) تنتهي حدودها داخل كل الدول المجاورة لها بل وتتعداها، وهذا ما يعكس هذا الولع لديها بالعنجهية والجبروت والطغيان لإخضاع الجميع لمشيئتها انطلاقًا من موروثات وأساطير توراتية وتلمودية تنبذ الآخر وتعتبره من (الأغيار) الذين هم في منزلة البهائم المخصصة لركوبهم وحسب.
ومن هنا فإن هذا الكيان المصطنع، استعصى ويستعصي على الاندماج في الوسط الجغرافي الذي زرع فيه، وهذا ما يفسر حجم الحقد الدفين والغل المستحكم لديه في انتهاج أسلوب الغطرسة والهيمنة واحتلال أراضي الآخرين ونقض العهود والمواثيق والتملص من معاهدات السلام وسعيه الدؤوب إلى التعدي والعدوان وغمط الآخرين حقوقهم، وهو ما يتبدى بوضوح تام في الممارسات القمعية والإبادة الجماعية والتهجير والتجويع والحرق والتدمير في قطاع غزة لمجرد أن الفلسطينيين في هذا القطاع المحاصر والمجوَّع لم يقبلوا بحياة الذل والمهانة التي فرضها عليهم هذا المحتل الآثم والذي لم يتورع عن استخدام أشد الأسلحة تدميرًا وأكثرها فتكًا بعدما فتحت له (أمريكا وبريطانيا) وغيرهما من الدول الغربية تحديدًا مخازن أسلحتها وزودته بكل أشكال الدعم الأخرى كي يزيد تغولًا في الدم الفلسطيني والتعدي على كل من سوريا ولبنان تطبيقًا لسياسته "الإرهابية" العربي الذي لا تردعه القوة، يردعه المزيد منها.
وإزاء وضع إجرامي كهذا، فلا ريب في أن التصدي له يكون خيارًا لا يسبقه أي خيار آخر؛ ذلك أن الحياة الهانئة والكرامة الإنسانية، لم يختص الله بها هؤلاء الشرذمة من الناس دون سواهم، فكل الأديان والشرائع والقوانين تعطي لكل الناس بدون استثناء الحق في العيش بكرامة والدفاع عن أنفسهم وأرضهم ومقدراتهم، وهذا ما ينطبق تمامًا على الفلسطينيين واليمنيين والإيرانيين وغيرهم وهم يدرأون الخطر عن أنفسهم ويضحون بأرواحهم وكل غال لديهم في سبيل حريتهم وعزتهم وكرامتهم؛ فحتى (الحيوان)- وكل خلق الله حسن- ألهمه خالقه سبحانه وتعالى كيف يدافع عن نفسه وصغاره وعرينه ضد كل ما يتهدده؛ "فالذئبة.. حتى الذئبة تحرس نطفتها، والكلبة تحرس نطفتها، والنملة تعتز بثقب الأرض"، فما بالك بالإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفة له على أرضه وخصوصًا إن كان صاحب حق مسلوب ومعتدى عليه؟!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة شكر وعرفان للجهات المعنية
رسالة شكر وعرفان للجهات المعنية

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 ساعات

  • جريدة الرؤية

رسالة شكر وعرفان للجهات المعنية

حيدر بن عبدالرضا اللواتي haiderdawood@ "منْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ". هذا المثل كما تذكره الأدبيات مأخوذ عن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفق رواة الحديث؛ فهو يؤكد بأن الناس يتوجهون دائمًا بالشكر والامتنان والتقدير تجاه الإحسان الذي يتلقونه من غيرهم؛ سواءً أكانوا من الأفراد أو الجهات، خاصة عندما يقعون في أزمات أو يواجهون صعوبات أو مشاكل مستعصية تجاه وضع مُعين لم يعتادوا عليه، ولا يستطيعون الخروج منه أو التصرف تجاهه إلا بمساعدة الآخرين. ما أريد نقله اليوم هو شكر المواطنين العُمانيين العائدين من الأراضي الإيرانية قبل أيام مضت، والذين اتجهوا لأراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق مختلف الأغراض منها زيارة المشاهد المقدسة أو العلاج أو السياحة والترفيه قبل تفجر الأوضاع الأمنية والعسكرية بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أدت إلى حصول هذه الكارثة في المنطقة؛ حيث إنَّ الحملة الشعواء والاغتيالات الفجائية التي ارتكبتها ونفذتها سلطات الاحتلال الصهيو-أمريكي ضد السيادة والأراضي الإيرانية واغتيال القادة العسكريين وعلماء البرنامج النووي السلمي هو الذي أدى إلى تفجير تلك الأوضاع في المنطقة، حيث سقط عدد من الشهداء من الجانب الإيراني بسبب الحملات العسكرية الجوية على العاصمة الإيرانية، مع تزايد الاختراقات الأمنية في نفس الوقت من قبل الجواسيس المتعاملين مع العدو الصهيوني في هذه الحرب. الشكر يجب أن يصل إلى جميع الجهات المعنية في البلاد وإلى الوزارات التي اهتمت بهذه القضية، وعلى رأسها وزارة الخارجية والسفارة العُمانية بطهران وعلى رأسها سعادة إبراهيم بن أحمد المعيني السفير العُماني بطهران والعاملون في السفارة، وإلى وزارة النقل والاتصالات وشركة الطيران العُماني وكوادرها، وإلى كل شخص وجهة رسمية ساهمت في توفير وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين من الإقامة والتغذية والعلاج منذ وقوع الحرب على إيران وحتى حين ورودهم ووصولهم إلى أرض البلاد عبر مطار مسقط الدولي. الذين قاموا بتلك الخدمات الجليلة تجاه المواطنين في هذه الأزمة يستحقون كل تقدير، ومواقفهم تعبّر عن أخلاقهم وإخلاصهم تجاه الأعمال التي ينجزونها في مثل هذه الأجواء غير المألوفة المشحونة بالصراعات والموت. ومن هذا المنطلق، قام كل شخص بالتعبير عما كان يجول في خاطره بعد رجوعه إلى أرض الوطن، وذلك بنشر رسالة خاصة له في وسائل التواصل الاجتماعي تعبّر عن عبارات الشكر والتقدير للجهات المعنية. أما أنا فقد كُلفتُ من قبل بعض العائدين إلى أرض الوطن، وبإلحاح منهم بالكتابة نيابة عنهم في هذا الشأن. وجميع تلك الرسائل تحمل عبارات الشكر الواجبة والامتنان للحكومة تجاه تفاعلهم مع هذه الأزمة التي لم يعتادوا على مواجهتها في الحياة، وما لقوا من خدمات جليلة من الجهات المعنية؛ الأمر الذي يتطلب تضمين عبارات ورسائل الشكر والامتنان والتقدير إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- على اهتمام جلالته الشخصي ومتابعته لقضية المواطنين العالقين في إيران بسبب استمرار الحرب وإغلاق الأجواء الإيرانية، وتوجيه جلالته للمسؤولين بالعمل على إعادة المسافرين في أسرع وقت ممكن. لقد أدى هذا الاهتمام إلى الإسراع في إيجاد السبل والقنوات اللازمة لتوصيل المواطنين إلى البلاد وسط هذه الأزمة التي تشهد اليوم فصولًا جديدة بسبب دخول أمريكا بشكل مباشر في هذه الحرب المفروضة على إيران. لقد تطلب وصول المواطنين إلى ديارهم سالمين نقلهم برًا إلى تركمانستان أولًا، وهي قريبة من مدينة مشهد الإيرانية، ومن ثم تم نقلهم عبر طائرات الطيران العُماني إلى العاصمة المصرية القاهرة للتزود بالوقود؛ تمهيدًا للتوجه إلى مطار مسقط الدولي في محطتهم الأخيرة، وكل هذه المسافات تم قطعها بسبب إغلاق المجال الجوي الإيراني الواسع، وتفادي أي عمل سلبي في وسط هذه الأجواء العسكرية والحربية في المنطقة. هذه الأزمة دفعت العائلات العُمانية في البلاد للتواصل مع أقربائهم بالرسائل المتاحة للاطمئنان عليهم؛ الأمر الذي خفف عن تلك العائلات الخوف والقلق والتوتر على أهاليهم، وتمكينهم في معرفة أخبارهم وصحتهم أولًا بأول. إن شكر العُمانيين لحكومتهم يتزامن أيضًا مع شكر بقية المسافرين من أبناء بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ومسافرين آخرين من دول أخرى الذين وفرت لهم الجهات العُمانية فرصة الرجوع إلى ديارهم عبر أسطول الطيران العُماني، حيث عبروا عن خالص شكرهم وتقديرهم في عدة رسائل تضمنت ذلك، وتم نشرها كتابة وصورة على وسائل التواصل الاجتماعي. مرة أخرى يتوجه الجميع بالشكر والعرفان على هذه المساعدة للجهات المعنية تجاه حسن التعامل مع المسافرين، وسرعة العمل لإعادة المواطنين من الديار الإيرانية، والتي عملت بكل كفاءة واقتدار في حل هذه الأزمة وسط هذه الأجواء الملبدة بغيوم الحرب.

جلالة السلطان يجري اتصالات مع قادة مصر وفرنسا وبريطانيا لبحث التصعيد الإقليمي
جلالة السلطان يجري اتصالات مع قادة مصر وفرنسا وبريطانيا لبحث التصعيد الإقليمي

جريدة الرؤية

timeمنذ 8 ساعات

  • جريدة الرؤية

جلالة السلطان يجري اتصالات مع قادة مصر وفرنسا وبريطانيا لبحث التصعيد الإقليمي

مسقط - العمانية أجرى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – اتصالاتٍ هاتفية مع كل من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، ودولة السيد ريشي سوناك، رئيس وزراء المملكة المتحدة. وبحث جلالتُه خلال الاتصالات تطورات التصعيد الخطير بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، في ظل تزايد وتيرة الهجمات المتبادلة، وما خلفته من دمار للبُنى الأساسية وتهديد لأرواح المدنيين، فضلاً عن تداعياتها على أمن واستقرار دول المنطقة بأسرها. كما تم التطرق إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع في إيران، وما تنذر به من اتساع في دائرة التوتر. وأكد القادة خلال الاتصالات أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف دوامة التصعيد، والحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى مزيد من الدمار والمعاناة، مع التشديد على ضرورة التصدي للأخطار البيئية والتداعيات الإشعاعية المحتملة، حفاظاً على حياة الشعوب وصوناً لأمن واستقرار المنطقة. وفي بيان لوزارة الخارجية، أعربت سلطنة عُمان عن بالغ قلقها واستنكارها تجاه التصعيد الخطير الناجم عن القصف الجوي المباشر الذي شنّته الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصفت ذلك بأنه عدوان غير قانوني. وأكدت الوزارة ضرورة خفض التصعيد بشكل فوري وشامل، محذّرة من أن ما قامت به واشنطن يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويهدد بتوسيع رقعة الحرب في المنطقة. كما اعتبرت السلطنة أن استخدام القوة والإخلال بمبادئ السيادة الوطنية للدول، إلى جانب استهداف البرامج النووية لأغراض غير سلمية، يمثل سابقة خطيرة. ودعت إلى ضرورة الالتزام باتفاقيات جنيف والبروتوكولات الدولية، لاسيما تلك التي تحظر استهداف المنشآت النووية لما لها من مخاطر كارثية على البيئة والإنسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store