
تشرتشل؟ روزفلت؟ أم بوش الابن؟
في البداية هو طلب تشبيهه بونستون تشرتشل – مثل أي زعيم شعبوي ديكتاتوري، بنيامين نتنياهو يؤمن كثيراً بالتشبيه، المقارنة، الانفصال، إعادة ضبط العلاقات المعرفية. معركة قصيرة وقعت بين مؤيديه وكارهيه، وفي النهاية مجرد ذكر رئيس الحكومة البريطانية الأسطوري أصبح أمراً مثيراً للسخرية، والهدف لم يتحقق.
لكن الكلمة الأخيرة لم تُقل، والآن أخرج من يؤيدون نتنياهو من القبر فرنكلين روزفلت – رمز قوة الإرادة والمواصلة – الذي قاد بلاده خلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية.
يمكن رؤية نقاط مقارنة أيضاً في زعماء آخرين، لكن يجب أن يكون للتشابه أساس في الواقع.
بالتحديد لندن جونسون وحرب فيتنام، وجورج بوش الابن وحرب العراق – الجروح الدامية في تاريخ الولايات المتحدة القريب – هما موضوعان مناسبان للمقارنة بنتنياهو: الاثنان قاما بشن حرب طويلة كثيرة الخسائر استناداً إلى معلومات خاطئة، وإلى اعتبارات مشوشة، أدت في النهاية إلى عدم ثقة الجمهور بزعمائه.
إدارة جونسون مثلما برهنت على ذلك وثائق البنتاغون كذبت على الجمهور في ما يتعلق بالحرب سنوات.
هي خلقت واقعاً بديلاً على أساسه تم اتخاذ قرارات وتشكيل خطاب الجمهور.
انشغل رجال جونسون بخلق مقارنة سياسية وعلاقات عامة للحرب بدلاً من مواجهة الوقائع.
كذبة حرب فيتنام لم تكن تنتمي لفئة الأكاذيب العادية في السياسة. هذا كان تشويهاً لكل الواقع وجزءا كبيراً من السياسة، "كل هدف هذه الألاعيب كان لخلق مزاج معين".
في حرب العراق نظم بوش تحالفاً من دول شنت حروباً طويلة ودموية على أساس معلومات استخبارية كاذبة وتقديرات منحازة تقول إن العراق يقوم بتطوير سلاح إبادة شاملة.
بوش أقنع نظراءه بأن صدام حسين يمتلك سلاحاً كيميائياً وبيولوجياً وربما نووياً أيضاً. بعد إسقاط النظام تبين أن السلاح الذي كان ذريعة للحرب غير موجود.
الحرب شوهت إرث بوش إلى الأبد، وفي أعقابها اضطر طوني بلير إلى تقديم استقالته، وتحول من رئيس حكومة متحمس إلى زعيم مكروه.
هاتان الحربان هزتا ثقة الأميركيين بديمقراطيتهم. وللمفارقة، تسببت في نهاية المطاف بعهد ما بعد الحقيقة وانتخاب دونالد ترامب.
في الفترة الأخيرة تنتشر في الشبكة صورة لترامب مكتوب تحتها "لماذا صوتم؟"، وصورة مهجنة لبوش وترامب مع كتابة "ما الذي حصلتما عليه؟".
إذا لم ينضم ترامب للحرب فإن السبب هو صدمة الجمهور التي يبعثها من جديد الانفصاليون في حزبه.
وسائل الإعلام في إسرائيل تطرح موقفاً موحداً، ليس انتقادياً، تشوبه الغطرسة التي تفترض أن المستقبل قابل للحساب ويخضع لسيطرة نتنياهو الكاملة.
هذا في الوقت الذي توجد فيه فجوة كبيرة بين ادعائه بأن إيران كانت على حافة تطوير القنبلة وبين تقارير في الصحافة الرئيسة التي تقول إن المخابرات الأميركية وجدت أن المسافة هي ثلاث سنوات.
"الاندبندنت" اقتبست أربعة مصادر أميركية تدعي بأن إيران لا تعمل على تطوير القنبلة، وهناك باحثون مشهورون يؤيدون ذلك.
لحسن حظي أنني أقابل في الملاجئ كلاباً فاخرة وقططاً جميلة ورجالاً جيدين.
أحدهم ذكرني بالمفهوم الذي قام بصكه العالم النفساني بلفريد بيون، وهو مفهوم "مهاجمة الاتصالات".
هذا المفهوم يصف دماراً معرفياً وقطع الروابط والمعاني. في السياسة الحديث يدور عن تفكيك التفكير الانتقادي ودمار الخطاب الجماهيري.
بالتأكيد لن تتفاجؤوا عند معرفة أن ظهور معلومات كاذبة ومعلومات غير صحيحة ومهاجمة مؤسسات المعرفة هي الأدوات التي ترتكز عليها الأنظمة الديكتاتورية.
عدد قليل من المراسلين والمحللين في الاستوديوهات سيسألون ما الذي يحاول نتنياهو أن يحققه حقاً، وإلى أي درجة الأهداف المعلن عنها قابلة للتحقق؟ أنتم اسألوا. لا تستسلموا للهجوم على وعيكم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 7 ساعات
- معا الاخبارية
نحن والمنطقة والعالم في مرحلة جديدة
أما نحن – الفلسطينيين – فما ينتظرنا الإهمال والإنكار والتفكيك، فضلاً عن التهديد بالطرد أو الضم أو الاستعباد، أو كل ذلك مجتمعاً، الآن إسرائيل ترى في نفسها منتصرة، وأنها غير مضطرة أبداً لتسوية فيها الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، فلا أحد يضغط عليها أو حتى يملك أدوات الضغط أو الرغبة فيه، وكل الآمال والوعود الوهمية التي بنيت قبل ثلاثين عاماً هُدمت أمام واقع متطرف وعنيف، ليس لأننا إرهابيون وعنصريون وفاسدون وغير ناضجين، بل لأن عدونا يتغير بسرعة البرق، من الرغبة في الاندماج إلى الرغبة في السيطرة محمولاً على أوهام القوة والمزيد منها، تحولات العدو السريعة اجتماعياً وسياسياً وفكرياً قابلها البطء والترهل وعدم الاستعداد من جانبنا، ومن الواضح أن العالم الغربي الاستعماري لا يفكر ولا ينوي مكافأتنا أو حتى تعزيتنا، وكل ما يقوم به عمليات تخدير وإلهاء وإدارة للصراع حتى لا يتحمل أعباءه، فلم يعد حل الدولتين رؤية صالحة لحل الصراع، بل السيطرة والاخضاع وأدوات القوة المتعددة هي الوسائل الأفضل للحصول على الهدوء، وعلى الرغم من أن هذا الوضع سينفجر يوماً ما، إلا أن المحتل ومن يقف معه ويسنده مستعدون لمواجهته كما يدعون، باختصار، فإن المرحلة الجديدة تحمل مخاطر نرى مقدماتها منذ الآن، وأول تلك الملامح أن وحدتنا الاجتماعية ودولتنا العتيدة في مهب الريح تماماً، هناك سيناريوهات وحلول تطبخ باستعجال وابتذال لتجاوز طموحاتنا ودموعنا ودمائنا. أما المنطقة العربية والإسلامية فقد دخلت منذ عقد تقريباً مرحلة الهشاشة، وحتى السيولة، فقد شهدت المنطقة حالات من الانقسام والتفكك والحروب الأهلية وإعادة التموضع وتغيير الاتجاهات وزوال أنظمة وميلاد قبائليات وطائفيات وعرقيات، منذ عقد تقريباً ونحن نرى الدولة العربية القطرية تنهار أمام التحديات والأسئلة، وتتهاوى أمام الضربات الخارجية والداخلية، لتكشف عن بنية فاسدة ومضمون غير مقنع ورؤيا تنموية قاصرة، وأعتقد أن هذا الضعف سيزداد، وأن التبعية ستتعمق، ذلك أن معظم تلك الأقطار ستزيد من اعتمادها على القوى الخارجية طلباً للحمايهً أو التمويل أو الشرعية، وهو وضع سيمكن إسرائيل أن تقود وتحمي وتسيطر. منطقتنا العربية لن تستطيع أن تقدم الحلول أو المبادرات، ضعفاً وخوفاً وعجزاً، وستترك الفعل – إن سمحت بذلك أصلاً – لجماعات ومنظمات ستُتهم وتحاصر وتطارد، وبرأيي، إن هذا الغياب السياسي والحضاري سيعمق أزمة المنطقة أكثر فأكثر، ليس بسبب الاحتقان السياسي والفكري، وإنما بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناشئة عن ضعف الدولة وغياب أجهزتها وقلة مواردها. أما العالم حولنا، فقد غادر النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية إلى نظام آخر لا قوانين فيه، نظام سائل يتعدى ويتحدى الهيئات الدولية والأعراف والتقاليد الدبلوماسية، نظام لا يعترف بالجغرافيا أو بالحدود أو بالسيادة أو الكرامة أو الخصوصية الثقافية، نظام تتسابق فيه الشركة مع البنك لجني الأرباح واستعمار السوق واحتكار المعرفة وإعادة تشكيل المجتمعات والدول والحدود ما كان ذلك نافعاً، نظام يخلق قوانينه حسب مصالحه ويعتمد معايير جديدة تقوم على الانتهازية والقرصنة والقمع، تغلفها بشعارات براقة وصياغات تختزل الواقع والتفاصيل من أجل رواية ناقصة وظالمة وعمياء أيضاً، وفي هذا العالم ستزداد الحروب والمواجهات العسكرية والتجارية والعلمية بسبب التنافس على كل شيء، المعرفة وأدواتها والسوق وإمكاناته والجغرافيا وما يمنحه من أفضلية. الصورة قاتمة، نعم، قاتمة للأسف، فهل من سبيل للخروج من هذا النفق المخيف؟؟ وما الذي يمكن فعله؟؟ أمامنا سيناريوهات قليلة، فإما التسليم والاستسلام أمام هذه القوة الغاشمة والانتظار لدورة تاريخية أخرى، أو المواجهة والاشتباك رغم الهوامش الضيقة والمخاطر العالية، ولست بمعرض تقديم النصائح أو الوعظ، فأنا أؤمن أن الأيام – رغماً عنا – تلد خياراتها واختياراتها، فما يجري اليوم بهذه السرعة وهذه الكثافة سيؤدي حتماً إلى تعارض المصالح بين الأقوياء، وتفضي للتأكيد إلى التنازع على كل شيء، وهو ما يدفعنا للأمل بالتغير السريع، بمعنى، أن لا يبقى القوي قوياً ولا الضعيف ضعيفاً، ما نحتاج إليه الصبر والإيمان بأننا شعب نستحق الكرامة والسيادة والدولة، وأننا شعب واحد مهما حاول الآخرون تشويهنا وتفكيكنا ومنعنا من تحقيق طموحاتنا. ما يجري الآن دورة من دورات التاريخ ليس إلا، كان مثلها وسيكون مثلها أيضاً، لن يغرنا ما يحصل ولن يبهرنا ولن يبهظنا، ولن يعمي عيوننا عن الرؤيا الصائبة، فما يجري هو الظلم بعينه والتجبر بذاته، وهو ما لن يدوم على الإطلاق، كل ما نحتاجه هو الصبر والإيمان، وللمرة الألف، فإن الصبر والإيمان هما محركا التاريخ الأشد فتكاً وقوة واستمراراً.


جريدة الايام
منذ 8 ساعات
- جريدة الايام
تشرتشل؟ روزفلت؟ أم بوش الابن؟
في البداية هو طلب تشبيهه بونستون تشرتشل – مثل أي زعيم شعبوي ديكتاتوري، بنيامين نتنياهو يؤمن كثيراً بالتشبيه، المقارنة، الانفصال، إعادة ضبط العلاقات المعرفية. معركة قصيرة وقعت بين مؤيديه وكارهيه، وفي النهاية مجرد ذكر رئيس الحكومة البريطانية الأسطوري أصبح أمراً مثيراً للسخرية، والهدف لم يتحقق. لكن الكلمة الأخيرة لم تُقل، والآن أخرج من يؤيدون نتنياهو من القبر فرنكلين روزفلت – رمز قوة الإرادة والمواصلة – الذي قاد بلاده خلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية. يمكن رؤية نقاط مقارنة أيضاً في زعماء آخرين، لكن يجب أن يكون للتشابه أساس في الواقع. بالتحديد لندن جونسون وحرب فيتنام، وجورج بوش الابن وحرب العراق – الجروح الدامية في تاريخ الولايات المتحدة القريب – هما موضوعان مناسبان للمقارنة بنتنياهو: الاثنان قاما بشن حرب طويلة كثيرة الخسائر استناداً إلى معلومات خاطئة، وإلى اعتبارات مشوشة، أدت في النهاية إلى عدم ثقة الجمهور بزعمائه. إدارة جونسون مثلما برهنت على ذلك وثائق البنتاغون كذبت على الجمهور في ما يتعلق بالحرب سنوات. هي خلقت واقعاً بديلاً على أساسه تم اتخاذ قرارات وتشكيل خطاب الجمهور. انشغل رجال جونسون بخلق مقارنة سياسية وعلاقات عامة للحرب بدلاً من مواجهة الوقائع. كذبة حرب فيتنام لم تكن تنتمي لفئة الأكاذيب العادية في السياسة. هذا كان تشويهاً لكل الواقع وجزءا كبيراً من السياسة، "كل هدف هذه الألاعيب كان لخلق مزاج معين". في حرب العراق نظم بوش تحالفاً من دول شنت حروباً طويلة ودموية على أساس معلومات استخبارية كاذبة وتقديرات منحازة تقول إن العراق يقوم بتطوير سلاح إبادة شاملة. بوش أقنع نظراءه بأن صدام حسين يمتلك سلاحاً كيميائياً وبيولوجياً وربما نووياً أيضاً. بعد إسقاط النظام تبين أن السلاح الذي كان ذريعة للحرب غير موجود. الحرب شوهت إرث بوش إلى الأبد، وفي أعقابها اضطر طوني بلير إلى تقديم استقالته، وتحول من رئيس حكومة متحمس إلى زعيم مكروه. هاتان الحربان هزتا ثقة الأميركيين بديمقراطيتهم. وللمفارقة، تسببت في نهاية المطاف بعهد ما بعد الحقيقة وانتخاب دونالد ترامب. في الفترة الأخيرة تنتشر في الشبكة صورة لترامب مكتوب تحتها "لماذا صوتم؟"، وصورة مهجنة لبوش وترامب مع كتابة "ما الذي حصلتما عليه؟". إذا لم ينضم ترامب للحرب فإن السبب هو صدمة الجمهور التي يبعثها من جديد الانفصاليون في حزبه. وسائل الإعلام في إسرائيل تطرح موقفاً موحداً، ليس انتقادياً، تشوبه الغطرسة التي تفترض أن المستقبل قابل للحساب ويخضع لسيطرة نتنياهو الكاملة. هذا في الوقت الذي توجد فيه فجوة كبيرة بين ادعائه بأن إيران كانت على حافة تطوير القنبلة وبين تقارير في الصحافة الرئيسة التي تقول إن المخابرات الأميركية وجدت أن المسافة هي ثلاث سنوات. "الاندبندنت" اقتبست أربعة مصادر أميركية تدعي بأن إيران لا تعمل على تطوير القنبلة، وهناك باحثون مشهورون يؤيدون ذلك. لحسن حظي أنني أقابل في الملاجئ كلاباً فاخرة وقططاً جميلة ورجالاً جيدين. أحدهم ذكرني بالمفهوم الذي قام بصكه العالم النفساني بلفريد بيون، وهو مفهوم "مهاجمة الاتصالات". هذا المفهوم يصف دماراً معرفياً وقطع الروابط والمعاني. في السياسة الحديث يدور عن تفكيك التفكير الانتقادي ودمار الخطاب الجماهيري. بالتأكيد لن تتفاجؤوا عند معرفة أن ظهور معلومات كاذبة ومعلومات غير صحيحة ومهاجمة مؤسسات المعرفة هي الأدوات التي ترتكز عليها الأنظمة الديكتاتورية. عدد قليل من المراسلين والمحللين في الاستوديوهات سيسألون ما الذي يحاول نتنياهو أن يحققه حقاً، وإلى أي درجة الأهداف المعلن عنها قابلة للتحقق؟ أنتم اسألوا. لا تستسلموا للهجوم على وعيكم.


معا الاخبارية
منذ 17 ساعات
- معا الاخبارية
كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب المواقع النووية الإيرانية؟
بيت لحم- معا- استغرق الأمر أسبوعًا كاملاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية . وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزاليم بوست : "قبل أربعة أيام، كانت هناك مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأمريكي، وخلالها قال ترامب: لقد قررت شن ضربة". منذ أن بدأت إسرائيل مهاجمة المواقع النووية وأهداف أخرى داخل إيران قبل نحو أسبوع ونصف، يتبادل نتنياهو وترامب الحديث يوميًا تقريبًا. ووفقًا لمصادر إسرائيلية وأمريكية، أُعجب الرئيس الأمريكي، إلى جانب كبار المسؤولين الأمريكيين، بنجاح إسرائيل وقالت المصادر إنه "لولا إنجازات إسرائيل ونتائج عمليتها، لما فكر الرئيس الأميركي حتى بالانضمام إلى الضربة إسرائيل أقنعت ترامب بضرب المنشآت النووية الثلاث في البداية، خطط ترامب فقط لقصف منشأة التخصيب في فوردو. و قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست ، نجح نتنياهو وديرمر في إقناع ترامب باستهداف منشأة أصفهان أيضًا "لإنهاء المهمة". وكانت إسرائيل قد هاجمت بالفعل كلا الموقعين في الأسبوع الماضي. وقال المصدر الإسرائيلي: "ضرب الأمريكيون مواقع داخل هذه المواقع كان من الصعب على إسرائيل الوصول إليها. ضربت الولايات المتحدة منطقة في أصفهان مخفية في سفح الجبل، حيث خزّن الإيرانيون اليورانيوم المخصب وبنى تحتية أخرى ذات صلة بالمجال النووي". بالإضافة إلى المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وترامب، عُقدت يوم الخميس مكالمة منفصلة بين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث ، ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين مع نتنياهو، وديرمر، ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير. "المكالمة التي عقدت بعد القرار الأميركي بشن ضربة، قدم الأميركيون "عدة طلبات عملياتية" من إسرائيل. كان هناك تعاون كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الضربة الأمريكية. صحيح أن أمريكا نفذتها، لكن إسرائيل زودتها بالمعلومات الاستخبارية وساهمت في نجاحها، وفقًا لمصدر إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست. وفي ليل السبت، عقد نتنياهو مشاورات أمنية مع عدد من الوزراء، وأبلغهم بأن من المتوقع أن يضرب الرئيس الأميركي المواقع النووية الإيرانية. واستمر الاجتماع عدة ساعات حتى بدأت العملية الأميركية. في الأيام التي سبقت العملية، لجأت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى تكتيكات الخداع لخلق انطباع بوجود خلاف عميق بين البلدين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الضربة أم لا. وقال مصدر إسرائيلي للصحيفة إنه "حتى لو كان الإيرانيون على علم بقدوم الضربة، فلم يكن بوسعهم فعل أي شيء لمنعها". وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني إما تم تدميره أو تعرضه لأضرار بالغة. ومع ذلك، لا تزال بعض المواقع الثانوية تُعتبر أهدافًا. وصرح هنغبي للجنة بأن "إسرائيل في طريقها لتحقيق كامل قائمة الأهداف".