logo
صاروخ إيراني يضرب إسرائيل بـ"26 صاروخا صغيرا"

صاروخ إيراني يضرب إسرائيل بـ"26 صاروخا صغيرا"

الجزيرةمنذ 17 ساعات

قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أحد الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل، اليوم الجمعة، يحتوي على رأس حربي متشظ يضم 26 صاروخا صغيرا.
وتردد هذا النبأ عبر وسائل إعلام إسرائيلية أخرى، إذ قالت القناة الـ12 إن "صاروخا إيرانيا حمل 26 صاروخا صغيرا تسببت بأضرار كبيرة في دائرة نصف قطرها مئات الأمتار".
وسقطت صواريخ إيرانية في عدة مناطق بإسرائيل من الشمال إلى الجنوب، مخلفة إصابات خطيرة وأضرارا واسعة، في اليوم الثامن من الحرب بين تل أبيب وطهران.
من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني إن الموجة الـ17 من الصواريخ استهدفت مراكز عسكرية وصناعات دفاعية وقاعدتي نيفاتيم وحتسريم.
وأضاف أن "الإصابات الدقيقة في تل أبيب و حيفا و بئر السبع تظهر أن قوتنا الصاروخية الهجومية تتزايد".
وقال مراسل القناة الـ12 الإسرائيلية إن الصاروخ المتشظي انفجر على ارتفاع محدد، وأطلق حمولته ضمن دائرة واسعة، مخلفا أضرارا جسيمة في محيط امتد لمئات الأمتار.
وأضاف أن هذا النوع من الرؤوس الحربية يهدف إلى تشتيت أنظمة الاعتراض وزيادة حجم الإصابات المادية والبشرية، مما يعكس تحولا تكتيكيا في تركيبة الضربات الإيرانية الأخيرة.
وفي ضربة سابقة، رُصد استخدام صاروخ "خرمشهر"، وهو صاروخ متعدد الرؤوس ولديه قدرة انفجارية عالية، وفقا لما بيّنه الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي في مداخلة على شاشة الجزيرة.
وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في عدة مدن إسرائيلية.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- إن إيران لديها 28 ألف صاروخ حسب التقديرات الإسرائيلية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها
محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها

الجزيرة

timeمنذ 23 دقائق

  • الجزيرة

محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها

القدس المحتلة – دخلت إسرائيل الحرب مع إيران تحت شعار واضح ومعلن، وهو "تدمير المشروع النووي الإيراني"، لكن بعد مرور أسبوع على اندلاع المواجهة، تتقاطع التحليلات والتقديرات الإسرائيلية عند نقطة واحدة، وهي أن هذا الهدف المركزي للحرب لم يتحقق، بل إن الإنجازات الأولية التي أُعلن عنها بدأت تتآكل في ظل تعقيدات الميدان وتنامي المخاطر السياسية والعسكرية. ومع تعثر التقدم نحو المنشآت النووية، بدأت تظهر إلى السطح أهداف جديدة أكثر تطرفا وخطورة، مثل اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي ، وإسقاط النظام الإسلامي، وهي أهداف تبدو بعيدة المنال، وتثير شكوكا واسعة حتى داخل الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل. المفارقة أن إسرائيل -حسب معظم التحليلات- انزلقت إلى حرب بلا خطة خروج واضحة، في ظل صمت أميركي ثقيل يزيد الضبابية، خصوصا من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي لم يحدد بعد موقفا صريحا بشأن التدخل أو الانخراط في هذه الحرب. ويبدو أن الإجماع بين المحللين والباحثين الإسرائيليين يميل إلى قناعة مفادها أن إسرائيل غير قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وأن اغتيال القيادة أو انهيار النظام لن يحقق بالضرورة تفكيك المشروع النووي أو انهيار الدولة الإيرانية، وتحذر من أن النجاحات التكتيكية الحالية قد تتحول إلى عبء إستراتيجي إذا طالت الحرب. ووسط هذه التحذيرات، استعرضت التحليلات والقراءات الإسرائيلية ملامح السيناريوهات المتوقعة، وسط ترقب ثقيل لموقف واشنطن، وقلق متزايد من احتمال تورط طويل الأمد لإسرائيل في حرب بلا نهاية واضحة. مواجهة معقدة يقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إنه وبعد أسبوع من اندلاع الحرب مع إيران "يتضح أكثر وأكثر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زج بإسرائيل في مواجهة معقدة دون إستراتيجية خروج واضحة، وسط تردد ترامب بين خوض المعركة أو العودة إلى طاولة المفاوضات". ويضيف هرئيل إنه "في إسرائيل تتعاظم القناعة بأن تدمير المشروع النووي الإيراني لن يتحقق من دون تدخل أميركي مباشر، خاصة لقصف منشأة فوردو المحصنة"، ورغم تحقيق إنجازات أولية، فإن القدرات الإسرائيلية وحدها غير كافية، واحتمال التورط في حرب استنزاف طويلة بات ماثلا، حسب تقديرات المحلل العسكري. ولفت إلى أن ترامب -الذي لم يعلن موقفا حاسما حتى الآن- يوازن بين خيارين، دعم الهجوم الإسرائيلي أو التفاوض على اتفاق جديد بشروط أكثر تشددا، مشيرا إلى أنه "في واشنطن، يدور صراع داخلي بين صقور يدفعون نحو التصعيد وحمائم يفضلون الانكفاء، بينما القرار النهائي لا يزال غامضا". وخلص للقول "مع ارتفاع الضغط على الجبهة الداخلية وتزايد الكلفة الاقتصادية والهجمات الصاروخية الدقيقة، فإن كل يوم يمر دون حسم أو مخرج، يعمّق تورط إسرائيل في حرب لم تحدد أهدافها النهائية، ولا تملك خطة لإنهائها". اغتيال خامنئي من جانبه، يرى محلل الشؤون الشرق أوسطية في "يديعوت أحرونوت" آفي يسسخاروف، أن الوقت قد حان لتغيير المعادلة، "فضرب المشروع النووي الإيراني لم يعد كافيا، بل يجب توجيه الأنظار نحو علي خامنئي نفسه، المرشد الأعلى لإيران، والمهندس الأول لكل سياسات طهران العدائية"، حسب تعبيره. وفي ظل تصعيد إيران واستهدافها المباشر لعمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، يرى يسسخاروف أن الرسالة يجب أن تكون واضحة "لا أحد بمنأى، ولا حتى المرشد الأعلى"، مؤكدا أن "اغتيال خامنئي -رغم صعوبته- قد يفتح الباب أمام قيادة إيرانية أكثر عقلانية واستعدادا للحوار". ورغم المخاوف من أن يؤدي اغتياله إلى تصعيد فوري، يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن "بديله قد يكون أكثر اعتدالا، أو على الأقل أقل تطرفا، فخامنئي ليس فقط مرشدا دينيا، بل رأس إمبراطورية عسكرية تمتد من غزة إلى فنزويلا، وضربه سيكون خدمة للعالم بأسره"، برأي يسسخاروف. أهداف إسرائيل يقول المحلل السياسي في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" شالوم يروشالمي، إنه في حين أن المجلس الوزاري المصغر " الكابينت" حدّد أهداف الحرب بـ"القضاء على برنامج إيران النووي، وتحجيم الصواريخ، وتفكيك محور الشر"، ذهب وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى خطوة أبعد من ذلك. وأشار المحلل السياسي إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي قال إن "إسقاط النظام الإيراني وقتل خامنئي" باتا من أهداف إسرائيل، وذلك في تصريح حاد وصف فيه المرشد الأعلى بـ" هتلر العصر الحديث"، حيث بدا كاتس وكأنه يستلهم نبرته من الوزير المتطرف بن غفير الذي وقف إلى جانبه. ولفت إلى أن نتنياهو -المطلوب لل محكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة – حاول النأي بنفسه عن التصريح، معتبرا أنه لا يخدم الحملة العسكرية، "لكن كاتس -الذي يعيش ذروة نفوذه السياسي- لا يبدو معنيا بالاصطفاف خلف رئيس الحكومة، ما يقوم به هو إعادة إنتاج لنمط سياسي مألوف في تاريخ الليكود، وهو مزايدة اليمين على اليمين"، يقول يروشالمي. لكن السؤال الجوهري -حسب يروشالمي- ليس من يصرح أكثر "بل ماذا تحقق إسرائيل إذا نجحت فعلا في اغتيال خامنئي؟"، محذرا من أن أي تغيير جذري في إيران يجب أن ينبع من الداخل الشعبي لا من الخارج، "وإلا فقد يولد ارتدادا أو تعاطفا مع النظام". السيناريوهات المحتملة وتحت عنوان "غموض في خضم حملة عسكرية"، كتب الدكتور راز زيميت، رئيس برنامج إيران والمحور الشيعي في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، تحليلا شاملا حول مجريات الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران. وفي مقاله، استعرض زيميت السيناريوهات المحتملة للصراع، وموازين القوى، والخيارات الإستراتيجية المتاحة للطرفين، مشيرا إلى أن "إسرائيل لا تزال تنتظر القرار الحاسم من ترامب، وهو العامل الذي قد يُغيّر معادلة المواجهة". يقول الباحث الإسرائيلي "حتى بعد 7 أيام من اندلاع الحرب، لا تزال الصورة ضبابية، والأسئلة أكثر من الإجابات"، فهذه أول مواجهة مباشرة تخوضها إسرائيل مع دولة ذات سيادة منذ عقود، بينما تواجه إيران واقعا معقدا لم تشهده منذ الحرب مع العراق. وأكد زيميت أن إيران، حتى اللحظة، تمتلك "مساحة للتنفس" في ظل الضغوط العسكرية، مستفيدة من عامل الوقت والتردد الأميركي بالتصعيد المباشر، لكنه في المقابل، يطرح تساؤلا مركزيا: هل تملك طهران القدرة على امتصاص حملة عسكرية طويلة الأمد، تُلحق ضررا متراكما بأصولها الإستراتيجية، وقد تُفضي إلى زعزعة استقرار النظام؟ وأشار إلى أن الغموض يلفّ الحملة العسكرية الحالية، فلا الطرف الإيراني يبدو على وشك الانهيار، ولا إسرائيل تملك رؤية واضحة لإنهاء الحرب أو ضمان تحقيق أهدافها بالكامل، وبينما تتجه الأنظار إلى واشنطن، يبقى الحسم معلقا على قرارات لم تُتخذ بعد. وخلص للقول "نحن أمام لحظة مفصلية يتوجب فيها الحذر في التقديرات، وتجنب المبالغات، والاعتراف بأن التحولات الجارية قد تُعيد تشكيل الشرق الأوسط بأسره، ليس فقط نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران، بل بفعل الفرص والأزمات التي يولدها".

هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟

الجزيرة

timeمنذ 36 دقائق

  • الجزيرة

هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟

مع تحرّك القوات الأميركية نحو المنطقة، بات مسار الصراع المتسارع بين إسرائيل وإيران مرهونًا بسلسلة من القرارات الإستراتيجية التي ستُتخذ في الأيام أو الأسابيع المقبلة. وبالنظر إلى أن إسرائيل، على الأرجح، لن تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل بمفردها، فإن إغراء تدخل الولايات المتحدة لاستكمال المهمة سيزداد مع تضاؤل فرص الحلول الدبلوماسية. وقد عبّر الرئيس دونالد ترامب عن تفضيله "نهاية حقيقية" لهذا الصراع، مما قد يدفعه إلى اتخاذ خطوة حاسمة بدلًا من ترك الأمور معلّقة بشأن مصير الطموحات النووية الإيرانية. ومن وجهة نظره، فإن "النهاية الحقيقية" تتطلب تدمير البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، عبر الحرب أو عبر إخضاع قادة البلاد. البرنامج النووي الإيراني.. مسار حافل بالخيارات يعكس مسار البرنامج النووي الإيراني خلال العقد الماضي سلسلة من القرارات الحاسمة، بدءًا من توقيع جميع الأطراف على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي هدفت إلى تغليب الدبلوماسية. فقد فرضت الخطة قيودًا وآليات رقابة، ورغم أنها لم تكن مثالية، فإنها طمأنت المجتمع الدولي إلى أن إيران لن تستطيع تطوير سلاح نووي بسرعة أو من دون اكتشاف. بيدَ أن الولايات المتحدة، في عام 2018، قررت الانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي الجانب، وزادت من وطأة العقوبات ضمن حملة "الضغط الأقصى" على أمل التوصل إلى اتفاق "أفضل"؛ وذلك رغم التزام إيران الواضح بكل بنود الاتفاق، وكل المؤشرات التي أكدت أن الاتفاق كان يعمل بنجاح. ومع تنصل الولايات المتحدة من التزاماتها، تخلت إيران عن القيود التي التزمت بها بموجب الاتفاق، ووسّعت من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، واقتربت تدريجيًا من العتبة التي تتيح لها امتلاك قدرة على صنع سلاح نووي. مع ذلك، وعلى مدى ما يقرب من 7 سنوات منذ انهيار الاتفاق، لم تتخذ إيران قرارًا فعليًا بالسعي نحو امتلاك سلاح نووي، وهو ما أكّدته تقديرات الاستخبارات الأميركية في وقت سابق من هذا العام. وفي جولة المفاوضات الأخيرة، فرضت إدارة ترامب مهلة زمنية مدتها 60 يومًا انتهت مؤخرًا، لتُعلن إيران بعدها عن قيامها بإجراءات استفزازية تهدف إلى تعزيز قدراتها النووية. وكان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات، غير أن إسرائيل رأت أن الفرصة تضيق، فبادرت بالتحرك. الهجوم الإسرائيلي.. نافذة إستراتيجية لن تتكرر رأت إسرائيل في اللحظة الراهنة نافذة إستراتيجية آخذة في الانغلاق، فأطلقت حملة عسكرية مخططًا لها مسبقًا ضد البرنامج النووي الإيراني. وكانت قدرة إيران على الرد ضعيفة إلى حد غير مسبوق منذ عقود: فحزب الله مشلول عمليًا، وحركة حماس محاصَرة، وتدخل سوريا لم يعد مطروحًا. وبعد أن تصدت إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني واسع النطاق في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بدعم تحالف دولي، رجّحت أنها قادرة على تحمّل أي رد إيراني جديد. يضاف إلى ذلك أن التطورات الحديثة في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة المحمولة وتكتيكات استخدامها، مكّنت إسرائيل من تنفيذ خطة لتعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية، وهو أمر قد لا يتكرر لاحقًا مع تطور أنظمة التصدي للطائرات المسيّرة. وفي ظل إدارة أميركية ودودة للغاية (وربما متساهلة)، اقتنصت إسرائيل الفرصة لتوجيه الضربة. أهداف غامضة ومحدودية القدرات مع ذلك، لا تزال أهداف إسرائيل من هذه العملية غير واضحة المعالم. فبينما تُفضل تل أبيب حدوث تغيير في النظام الإيراني، فإن تاريخ التدخل الأميركي في الشرق الأوسط أثبت صعوبة تحقيق مثل هذا الهدف، لذا، وكما أشار محللون من أمثال تريتا بارسي، فإن الأرجح أن إسرائيل تأمل في "انهيار النظام" بدلًا من إسقاطه بشكل مباشر. وإذا كان الهدف هو إطالة المدة التي تحتاجها إيران لامتلاك سلاح نووي (breakout time)، فقد يكون هذا ممكنًا، لكنه في نهاية المطاف قد يكون عديم الجدوى إذا دفع إيران في النهاية إلى اتخاذ قرار بإنتاج قنبلة نووية. أما إذا كان الهدف هو تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فإن معظم المحللين يجمعون على أن إسرائيل غير قادرة على ذلك من الناحية العسكرية، إذ لا تملك القوة أو المعدات الكافية. أما الولايات المتحدة، من الناحية النظرية، فتمتلك تلك الإمكانية. منشأة فوردو.. العقدة الأصعب تكمن كبرى العقبات في منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في فوردو، والتي تقع داخل جبل عميق. لا تمتلك قوات الدفاع الإسرائيلية ذخائر خارقة للتحصينات قادرة على النفاذ عميقًا لتدمير هذه المنشأة. في المقابل، تملك القوات الجوية الأميركية قنبلة "GBU-57A/B" (السلاح الضخم لاختراق التحصينات)، وهي قنبلة تزن 30 ألف رطل ويقال إنها قادرة على اختراق ما يصل إلى 200 قدم من الخرسانة المسلحة. وقد صُممت هذه القنبلة خصيصَى لضرب المنشآت المحصّنة تحت الأرض، وتمنح فرصة قوية لتدمير منشأة فوردو، وإن كان ذلك سيتطلب غالبًا عدة ضربات متتالية. وتبقى الطائرة الوحيدة القادرة على حمل هذا السلاح هي القاذفة الشبح "B-2 Spirit"، مما يعني أن الولايات المتحدة وحدها تستطيع تنفيذ هذه المهمة. أما إسرائيل، فعلى الرغم من عجزها عن تدمير المنشأة مباشرة، فقد تسعى إلى استهداف مداخل ومخارج المنشأة، أو الأنفاق والتهوية والبنية الكهربائية الداعمة، بما يقلل من فاعلية المنشأة، أو يدمّر أجهزة الطرد المركزي في الداخل. غير أن مثل هذه الهجمات ستتطلب تكرارًا دوريًا للحيلولة دون إعادة البناء واستعادة الدفاعات الجوية، وهو سيناريو قد يذكّر بـ"منطقة الحظر الجوي" الدائمة التي فُرضت على العراق بعد حرب الخليج، وهو وضع لا يمكن تحمّله على المدى البعيد. القرار عند ترامب وبالتالي، فإن قرار تدمير منشأة فوردو يعود للرئيس ترامب. وتشير استطلاعات الرأي إلى انخفاض التأييد الشعبي لأي هجوم، ولا سيما أن ترامب يمتلك تاريخًا متناقضًا فيما يخص الحروب في الشرق الأوسط، إذ سبق أن أعرب مرارًا عن رغبته في تجنبها. وإذا أرادت الولايات المتحدة تجنّب تعريض قواتها ومصالحها في المنطقة للخطر، فإن البقاء خارج الصراع يبقى الخيار الأفضل. لكن ترامب معروف أيضًا بتقلب آرائه وتبدّل مواقفه فجأة، وقد أطلق مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نارية، متهمًا إيران بالتعنّت في المفاوضات، ومطالبًا بـ"الاستسلام غير المشروط!". وإذا كانت سياسته المعلنة هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن الخيار العسكري قد يبدو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك، خاصة بعد أن يدفع الهجوم الإسرائيلي إيران إلى تسريع جهودها نحو التسلح النووي. فرصة أخيرة أم فخ إستراتيجي؟ قد يشعر ترامب أيضًا بأن الفرصة سانحة لتدمير البرنامج النووي الإيراني بعد سنوات من إخفاق الدبلوماسية، فقد أدى الهجوم الإسرائيلي إلى شل قدرة إيران على الدفاع الجوي، مما يقلل من خطر استخدام القوات الجوية الأميركية في الهجوم. كما أن الحشد العسكري الأميركي في المنطقة يجري حاليًا، ظاهريًا لتوفير "خيارات" للرئيس، لكن مع توافر هذه الخيارات، قد يصعب مقاومة إغراء استخدامها لحل المشكلة النووية بشكل نهائي، خاصة إذا استمرت إيران في التمسك ببرنامجها للتخصيب. خيارات إيران.. التصعيد محفوف بالمخاطر أما إيران، فمصلحتها الأولى هي إبقاء الولايات المتحدة خارج هذا الصراع، فالتصعيد إذا خرج عن السيطرة قد يجر هجومًا أميركيًا لا قِبَل لها به. وإذا ردّت إيران على الهجمات الإسرائيلية بضرب القوات الأميركية أو مصالحها -كاستهداف قواعدها في المنطقة أو إغلاق مضيق هرمز- فمن المرجح أن ترد واشنطن عسكريًا. غير أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيُسقط أيّ تحفظ كانت طهران تبديه في استهداف المصالح الأميركية، وسيوسّع حتمًا رقعة النزاع ليصبح إقليميًا. وقد ترتكب إيران خطأ إستراتيجيًا إذا أغلقت مضيق هرمز، إذ قد يحرّك ذلك تحالفًا عربيًا ضدها، تحالفًا لا يهتم كثيرًا برأي الشارع تجاه إسرائيل، بقدر ما يركّز على مصالحه الاقتصادية المباشرة. فخلافًا لحرب الخليج الأولى التي حرصت فيها الولايات المتحدة على إبقاء إسرائيل خارج المعركة؛ حفاظًا على وحدة التحالف، فإن تهديد إيران لمصالح جيرانها قد يجعل الغضب من إسرائيل أمرًا ثانويًا. المشهد غير محسوم حتى اللحظة الأخيرة اليقين الوحيد في هذه اللحظة هو "اللايقين"، فحتى الرئيس ترامب نفسه قال إنه لا يعلم إن كان سيوجه ضربة إلى إيران أم لا. ومع أن نيته المُعلنة هي إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، فإن الهجوم الإسرائيلي قد غيّر جذريًا من طبيعة البيئة السياسية والعسكرية، وأعاد حسابات كل الأطراف المعنية. لقد أجبرت التهديدات العسكرية، مصحوبة بالضغوط الاقتصادية، إيران على التفاوض في عامي 2015 و2025. لكن، وبما أن العمل العسكري قد بدأ فعليًا، فقد تغيّرت معادلة الحلول المقبولة لجميع الأطراف. وقد يختار ترامب التريّث لتقييم نتائج الحملة الإسرائيلية، أو الانضمام لضمان تدمير منشأة فوردو، أو استخدام التهديد العسكري كأداة لفرض شروطه. وفي خضم كل ذلك، لا أحد يمكنه الجزم بما سيحدث. وكما يقول ترامب دائمًا: "سنرى ما سيحدث".

قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين

على بعد مئات الأمتار من المسجد الأقصى؛ أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإخلاء منزلين في حي بطن الهوى في بلدة سلوان بالقدس يعودان لعائلة شويكي وعائلة عودة، لصالح مستوطنين. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store