
إيران تلوح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووى
وسط مخاوف من انزلاق أوسع للمنطقة نحو حرب شاملة، دخلت الولايات المتحدة رسميا على خط الحرب الإيرانية الإسرائيلية بعد أن شنت فجر أمس هجوم جوى خاطف على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة «فوردو» عالية التحصين وندّدت إيران بالهجوم على منشآتها النووية فى فوردو ونطنز وأصفهان واعتبرته «عملا وحشيا ومخالفا للقانون الدولي»، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة الهجوم.
واعلن الحرس الثورى الايرانى عبر منصة إكس «أن الحرب بالنسبة له قد بدأت الآن» وألمح إلى إمكانية استهداف القواعد والقوات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، واصفاً عدد وانتشار وحجم القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة بأنه «لا يشكل قوة بل نقطة ضعف».
اقرأ أيضًا |
واعتبر الحرس الثورى الإيراني، أن واشنطن وضعت نفسها بشكل مباشر «على خط مواجهة العدوان»، وتوعد من وصفهم بـ»الغزاة»، إذ قال: «على الغزاة الآن انتظار ردود ستجعلهم يندمون».
وفى خطوة تصعيدية، بثّ التلفزيون الإيرانى الرسمى خريطة مفصلة لمواقع ومصالح أمريكية فى الشرق الأوسط، مهددًا باستهدافها، وقال المذيع: «أنتم بدأتم... ونحن من سينهيه». وأضاف: «كل مواطن أو عسكرى أمريكى فى المنطقة أصبح هدفا مشروعا الآن».
وفى أول تصريح له بعد القصف، ندّد وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي، بالقصف الأمريكى على المنشآت النووية فى إيران، واصفًا ما جرى بـ»الأحداث الشنيعة» التى ستكون لها عواقب وخيمة. وأكد أن بلاده تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها.
وأضاف: «ارتكبت الولايات المتحدة انتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ومعاهدة منع الانتشار النووي، بمهاجمة المنشآت النووية السلمية الإيرانية».
وقال عراقجي، إن معاهدة عدم الانتشار النووى لم تعد توفر أى حماية لإيران، محذرًا من أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى أمام العدوان، وتحتفظ بخيارات عديدة للرد، دون الكشف عن تفاصيلها، بما فى ذلك ما يتعلق بمضيق هرمز.
واكد إن الهجوم الأمريكى لم يُسبب أضرارًا مادية كبيرة، لكنه خلّف تداعيات قانونية واستراتيجية خطيرة ستنعكس على العلاقات الدولية ومستقبل الاتفاقيات النووية.
فى الوقت نفسه، حذر مسئول إيرانى كبير من أن أى تحرك لاستهداف المرشد الإيرانى على خامنئى «سيغلق الباب» أمام أى اتفاق أو مفاوضات، وسيتبع «برد بلا حدود». ونقلت وكالة رويترز عن المسئول قوله: «بالنسبة لإيران، سيعتبر مثل هذا العمل تجاوزاً لجميع الخطوط الحمراء، وسيؤدى إلى رد بلا حدود أو قيود».
وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الهجمات الأمريكية «لن توقف» الأنشطة النووية الإيرانية.
وفى وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الجيش نفذ ضربات جوية «ناجحة جدا» على منشآت نووية إيرانية فى فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا تدميرها بالكامل، ومحذرا من هجمات «أقسى وأسهل» إذا قررت طهران الرد أو رفضت صنع السلام.
وجاءت هذه الضربة بعد تسعة أيام من الحملة الجوية الإسرائيلية، لتكرس انخراط واشنطن رسميا فى الحرب، فى خطوة أثارت ردود فعل حادة إيرانيا ودوليا، وسط مخاوف من انزلاق أوسع.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية وأخرى عبرية عن تفاصيل الهجوم الامريكى وذكرت شبكة «فوكس نيوز» أنه تم استهداف مدخلى منشأة فوردو النووية الإيرانية بقنبلتين.ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن «عدد من قاذفات بى 2 الأمريكية استُخدمت لقصف منشأة فوردو الإيرانية».وذكرت شبكة «إن بى سي» أنه تم إطلاع رئيسى مجلسى الكونجرس على الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية.
فى حين ذكرت وكالة رويترز نقلا عن فوكس نيوز أن «أمريكا استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات فى الهجوم على موقع فوردو»، كما استخدمت «30 صاروخا من طراز توماهوك فى الهجوم على مواقع نووية أخرى بإيران».
وفى إسرائيل، أفاد موقع واللا الإسرائيلى بأن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل نيتها ضرب إيران. كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى دونالد ترمب تحدثا قبل ساعات من الهجوم.
وأضافت القناة 14 أن 6 طائرات من طراز بى 2 شاركت فى الهجوم.. وبالرغم من إعلان ترمب بأن موقع فوردو النووى قد انتهى بعد الضربات الأمريكية، نفى مسئول إيرانى هذا الأمر. وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية، قال مهدى محمدي، المستشار الاستراتيجى لرئيس البرلمان الإيرانى إن «المواقع النووية تم إخلاؤها منذ فترة طويلة»، مؤكدًا أن هذه المواقع «لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها فى هذا الهجوم».
أما نائب المدير السياسى لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، فقال إن «إيران أخلت 3 مواقع نووية منذ فترة»، وهو ما أكده التلفزيون الإيراني، الذى أعلن أنه لا مخاوف من أن تتسرب أى إشعاعات نووية نتيجة الضربة الأمريكية.
وقال التلفزيون الإيرانى إنه من غير المتوقع أن تتسرب أى إشعاعات نووية، وذلك بعدما «تم نقل كل اليورانيوم المخصب من المنشآت النووية مسبقًا». ونقلت وكالة رويترز عن مصدر إيرانى كبير قوله إنه تم تقليص عدد العاملين فى موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأمريكية.. وأعلنت الوكالة الذرية الدولية أنها لم تتلق أى بلاغ عن «ارتفاع فى مستوى الاشعاعات» بعد الضربات الأمريكية.كما أعلن المركز الوطنى لنظام السلامة النووية الإيرانية، التابع لمنظمة الطاقة الذرية، أنه لم يرصد أى «علامات تلوث» فى المواقع المستهدفة، مؤكدا عدم وجود «خطر» على السكان المقيمين حول المواقع المستهدفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصباح العربي
منذ 36 دقائق
- الصباح العربي
اخبار حرب ايران واسرائيل الان - عودة قاذفات B-2 إلى ميزوري تثير جدلاً واسعًا بعد ضرب المواقع النووية الإيرانية
وصل طيارو قاذفات B-2 إلى قاعدة عسكرية في ولاية ميزوري الأميركية عقب تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، حيث نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاطع مصورة ترصد لحظة عودتهم، ووجه إليهم رسالة شكر مشيدًا بما وصفه بـ"الأداء المذهل" خلال تنفيذ المهمة. واستخدم ترامب، عبر حسابه الرسمي على منصة "تروث سوشيال"، لهجة تصعيدية تجاه النظام الإيراني، حيث تساءل بشكل غير مباشر عن جدوى استمراره، ملمحًا إلى ضرورة التغيير في حال فشلت السلطات الإيرانية في الارتقاء بالبلاد إلى المكانة التي تستحقها، دون أن يذكر بشكل صريح الدعوة إلى إسقاط النظام، مكتفيًا بالقول إن مصطلح "تغيير النظام" لم يعد محبذًا سياسيًا، لكن الواقع يفرض طرحه. وأكد ترامب في منشوراته أن القوات الأميركية نفذت ضربات عالية الدقة على منشآت نووية حساسة داخل إيران، مشيرًا إلى أن الجيش الأميركي أظهر احترافية متقدمة في تنفيذ العملية، وأن النتائج الميدانية أوضحت حجم الضرر الذي طال تلك المنشآت، واصفًا الخسائر التي لحقت بالمواقع الإيرانية بأنها "كبيرة للغاية". وسلطت شبكة "فوكس نيوز" الضوء على دور نسائي في العملية، كاشفة عن تولي قائدة أميركية مسؤولية إحدى قاذفات B-2 التي قصفت منشأة فوردو النووية، وهي المنشأة التي تقع على عمق كبير تحت الأرض وتُعد من أبرز مراكز تخصيب اليورانيوم في إيران. وفي وقت سابق، تحدث ترامب عن الضربة الأميركية عبر بيان رسمي، مؤكدًا أن الهجوم استهدف ثلاث مواقع نووية مركزية شملت مجمعات في فوردو، نطنز وأصفهان، وأشار إلى أن قاذفات الشبح أسقطت حمولتها الكاملة من القنابل على فوردو، ما يعكس الطابع الحاسم للعملية التي نُفذت تحت غطاء من السرية والتخطيط المشترك بين أفرع مختلفة من الجيش الأميركي.


الصباح العربي
منذ 36 دقائق
- الصباح العربي
اخبار حرب ايران واسرائيل الان - خامنئي: القواعد الأمريكية المشاركة في الهجمات أصبحت أهدافًا مشروعة
حذر المرشد الأعلى، علي خامنئي، من أن جميع القواعد الأمريكية التي شاركت في الضربات ضد إيران أصبحت الآن أهدافًا مشروعة، مؤكّدًا على وجوب الرد الفوري والحاسم. فيما أشار دبلوماسيون لوكالة 'رويترز' إلى أن فرص التفاوض بين واشنطن وطهران أصبحت ضئيلة، موضّحين أن شرط وقف طهران برنامج تخصيب اليورانيوم خلق فجوة كبيرة في أي مشاورات مستقبلية، مؤكدين أن الجانب الأميركي لم يُخطر حلفاءه الأوروبيين - بريطانيا وفرنسا وألمانيا - بشن الضربات قبل تنفيذها. وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أنه لا يتوقع عقد جولة جديدة من الحوار المباشر بين الطرفين، وأن أي محادثات مستقبلية يجب أن تمر عبر وسطاء إقليميين، مما يزيد من التعقيد في مسار التوصل إلى حل دبلوماسي. وفي تصريح صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، أكد المتحدث باسمها، إسماعيل بقائي، أن طهران مستعدة للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل، مستندة في ذلك إلى الفقرة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، معتبرةً أن لكل دولة الحق في حماية أمنها الوطني وأراضيها من أي اعتداء.


المشهد العربي
منذ 44 دقائق
- المشهد العربي
غروسي يكشف تفاصيل حالة المواقع النووية الـ3 المُستهدفة
كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أمس الأحد، تفاصيل حالة المواقع النووية الإيرانية الثلاثة التي تم استهدافها بالضربات الأمريكية. ورصد غروسي، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن في نيويورك، حفرًا تظهر بوضوح في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم بالغة التحصين تحت الأرض. وقال غروسي: "في الوقت الحالي، لا أحد بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادر على تقييم حجم الأضرار تحت الأرض في منشأة فوردو". وأضاف أن المداخل إلى أنفاق في أصفهان كانت على ما يبدو تستخدم لتخزين مواد مخصبة، قد تعرضت للقصف.