الجمهورية: واشنطن قصفت وتل أبيب تستعجل النهاية وتوصية إيرانية بإغلاق مضيق هرمز
وطنية – كتبت صحيفة 'الجمهورية': حبس أنفاس يسود المنطقة بدأ إثر الهجوم الأميركي فجر أمس على المنشآت النووية الإيرانية على وقع استمرار الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية المتواصلة منذ عشرة ايام، في انتظارطبيعة الردّ الإيراني المنتظر، وما سيكون عليه مستقبل المنطقة في ضوئه. في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس أنّها أمرت بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها غير الضروريين من لبنان ودول اخرى «بسبب الوضع الأمني في المنطقة».
وفيما لم تُعرف بعد طبيعة الردّ الإيراني، بدأت الإدارة الأميركية تسرّب عن «ردود متماثلة». في الوقت الذي بدا أنّ التقارير التي تُروّج عن نتائج قصف المنشآت النووية تنطوي على مبالغات وغموض وتناقضات، عززها أكثر عدم صدور أي بيان رسمي إيراني، سوى الحديث عن تعرّض هذه المنشآت في أصفهان ونطنز وفوردو لقصف أميركي.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي قوله «إنّ الضربة الأميركية على إيران لم تدمّر منشأة فوردو شديدة التحصين، لكنها ألحقت بها أضراراً بالغة». ولفت إلى «انّ إسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات لم تكن كافية لتدمير موقع فوردو الإيراني».
«مطرقة منتصف الليل»
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مؤتمر صحافي أمس، إنّ «الضربات العسكرية الأميركية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحاً مذهلاً وساحقاً». وأضاف: «أنّ الضربات لم تستهدف عناصر أو مواطنين إيرانيين، لكنها قضت على طموحات إيران النووية». وقال: «العملية التي خطّط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة، إذ أظهرت للعالم أنّ الردع الأميركي قد عاد. عندما يتحدث هذا الرئيس، يجب على العالم أن ينصت».
وأكّد «دمّرنا البرنامج النووي الإيراني». وأضاف أن ترامب «يسعى إلى السلام وعلى إيران سلوك هذا الطريق». وحذّر من أنّ «أي ردّ إيراني سيُقابل بقوة أكبر من الضربة الأخيرة». وأوضح أنّه «تمّ إعداد خطة قصف إيران على مدى أشهر وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس دونالد ترامب».
بدوره، كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كاين، تفاصيل الضربات الأميركية التي أطلق عليها «مطرقة منتصف الليل».
وقال: «إنّ القوات الأميركية استخدمت 7 قاذفات شبح من طراز «بي-2»، مشيراً إلى أنّ الهجوم لم يُقابل بردّ من الدفاعات الإيرانية».
وفي معرض كشفه تفاصيل عن العملية، أوضح كاين أنّ «سلسلة الضربات الرئيسية تضمنت 7 قاذفات شبح بي-2» حلّقت 18 ساعة، انطلاقاً من البرّ الأميركي إلى إيران، تخلّلتها عدة عمليات إمداد بالوقود في الجو». وأضاف أنّه لم تُسجل «طلعات لمقاتلات إيرانية، ويبدو أنّ أنظمة الصواريخ أرض جو الإيرانية لم ترصدنا خلال المهمّة». وقال: «احتفظنا بعنصر المفاجأة».
الموقف الإيراني
وردّ وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، على قول هيغسيث أنّه «تمّ محو الطموحات النووية الإيرانية»، قائلًا: «إنّ برنامجنا النووي ليس مستوردًا كي يتمّ القضاء عليه عبر القصف، بل هو علم أنتجه علماؤنا»، مشيرًا إلى أنّه «يمكن تدمير مبانٍ أو تجهيزات لكنها كلها قابلة للإحياء مرّة أخرى». وأضاف عراقجي: «تدخّل واشنطن في المواجهة الحالية خطأ كبير قد يؤدي إلى إشعال حرب تمتد إلى المنطقة كلّها وما بعدها».
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنّ «الهجوم الأميركي يُظهر أنّ واشنطن هي المحرك الرئيسي وراء الضربات الإسرائيلية»، مضيفاً أنّها «انضمت إلى الساحة بعد أن شهدت عجز إسرائيل».
وذكر أنّ «هذا العمل يُثبت بوضوح أنّ الولايات المتحدة هي المحرّك الرئيسي للأعمال العدائية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأوضح أنّه «رغم محاولة الأميركيين في البداية إخفاء دورهم، فإنّهم وبعد الردّ الحاسم والرادع للقوات المسلحة الإيرانية، ومع مشاهدتهم لعجز الكيان الصهيوني، اضطروا للدخول المباشر إلى ساحة المواجهة. وأضاف أنّ «اعتداء الكيان الصهيوني على بلادنا، رغم ما سبّبه من خسائر وشهادة عدد من القادة والعلماء والمواطنين الأعزاء، يجب أن يكون محفزاً لوضع الخلافات جانباً وتفعيل الطاقات الشعبية الهائلة. وقد أثبت الشعب الإيراني مراراً استعداده لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن تراب هذا الوطن وصون سيادته». ولاحقاً، شارك بزشكيان في تظاهرة في العاصمة طهران للتنديد بالضربات الأميركية للمواقع النووية، وهتف المتظاهرون «الثأر، الثأر» رافعين قبضاتهم، فيما حاول الرئيس الإيراني شق طريقه عبر الحشد المتجمع في ساحة الثورة في وسط طهران.
إلى ذلك كتب علي شمخاني مستشار المرشد خامنئي على منصة «إكس»: «حتى لو دُمّرت المواقع النووية فإنّ اللعبة لم تنته. إنّ المواد المخصبة والمعرفة المحلية والإرادة السياسية باقية». وأضاف أنّ «المبادرة السياسية والعملانية هي الآن لدى الطرف الذي يمارس اللعبة بذكاء ويتجّنب الضربات العمياء. المفاجآت مستمرة».
وقال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد خامنئي: «لا مكان بعد اليوم لأميركا أو قواعدها في هذه المنطقة والعالم الإسلامي». ولفت إلى أنّ «أميركا هاجمت قلب العالم الإسلامي، وعليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها لأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترتضي أي إهانة او اعتداء عليها».
وأوصى مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وقرّر ترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي. ولم يُحسم بعد قرار إغلاق المضيق، الذي يمرّ عبره نحو 20 في المئة من تدفقات النفط والغاز العالمية.
لكن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال: «إنّ إغلاق المضيق مطروح وسيُتخذ القرار إذا اقتضى الأمر».
في غضون ذلك، أشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إلى «انّ المسؤولين الإسرائيليين يميلون سراً نحو إنهاء الهجوم على إيران بعد الضربة الأميركية على منشآتها النووية». ونقلت عن مصدر، انّ ما ستفعله إسرائيل لاحقاً سيعتمد على طريقة ردّ إيران على الهجوم الأميركي، وذكرت «انّ إسرائيل ستردّ وفقاً للتطورات، وإذا توقف القتال الآن تكون إسرائيل قد حققت معظم أهدافها».
منسوب التوتر
داخلياً، تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منذ فجر أمس التطورات العسكرية التي نتجت من قصف المنشآت النووية الإيرانية، وبقي على اتصال مع رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام ووزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الامنية، مؤكّداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد. واعتبر «انّ التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية – الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولاسيما قصف المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم (أمس) من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في اكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدّية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار، خصوصاً انّ هذا التصعيد يمكن ان يستمر طويلاً». وناشد قادة الدول القادرة التدخّل لوضع حدّ لما يجري قبل فوات الأوان، مشيراً «انّ لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من اي وقت مضى، انّه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على ارضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع مزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، خصوصاً انّ كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال».
الوجه الحقيقي
في هذه الأثناء، دان «حزب الله» في بيان «العدوان الأميركي الهمجي الغادر على المنشآت النووية السلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كأكبر تهديد للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويشكّل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استهداف المنشآت النووية واستخدام القوة ضدّ دولة ذات سيادة، ويُعدّ تصعيدًا جنونيًا وخطيرًا غير محسوب، يُنذر بتوسيع دائرة الحرب ويدفع المنطقة والعالم نحو المجهول إذا لم يوضع له حدّ، ولم تتخذ المواقف الرادعة له». وقال: «إنّ المكر والخداع المفضوح الذي يمارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المنقاد بأوهام السيطرة والاستعلاء، وهذا الجنون بالتعدي على دولة ذات سيادة وقصف منشآتها النووية السلمية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكّد أنّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها طغاة الاستكبار العالمي، لا يريدون إلّا إخضاع الدول الحرة والمستقلة عن هيمنة هذا الاستكبار، ووضعها أمام أمرين: إما الخنوع والمذلة أو القتل والدمار».
أضاف: «لقد أرادت الإدارة الأميركية من خلال هذا العدوان الإجرامي أن تُحقّق ما عجز الكيان الصهيوني عن إنجازه في عدوانه المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن تعوّض عن فشله الذريع في تحقيق أهدافه وفي التصدّي للصواريخ الإيرانية الموجعة والمزلزِلة. ويؤكّد هذا العدوان الشراكة الكاملة والمباشرة بين أميركا وإسرائيل في التخطيط والتنفيذ، ليس فقط في الحرب على الجمهورية الإسلامية، بل في كل ما تتعرض له المنطقة من حروب وجرائم، في غزة ولبنان وسوريا واليمن، مما يثبت أمام العالم أجمع، أنّ أميركا هي الراعي الرسمي للإرهاب ولا تعترف لا بمواثيق دولية ولا قوانين إنسانية ولا تعهدات ولا التزامات». وأكّد «تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعبًا»، داعياً «الدول العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم إلى الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في مواجهة العدوان الأميركي والإسرائيلي». كما دعا الأمم المتحدة والهيئات الدولية والقانونية، وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه هذا العدوان الخطير الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تلوث نووي يُهدّد سلامة مناطق واسعة من العالم ويودي بحياة عشرات الآلاف من الناس، لولا التدابير الإيرانية الاحترازية».
الموقف الإسرائيلي
على صعيد الموقف الإسرائيلي، أشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى أنّ «نحن قريبون جداً من تحقيق أهداف الحرب على إيران، ولن ننهي عمليتنا مبكراً، ولن نواصلها أكثر مما هو مطلوب». ولفت إلى أنّ «الجيش والموساد يقومان بأعمال بطولية في عملية «الأسد الصاعد»، ونشكر ترامب على هذا العمل المشترك»، وقال: «لن ننسى الأثمان الباهظة التي دفعناها خلال عملية «الأسد الصاعد» وهجمات إيران علينا». واضاف: «قمنا مع الولايات المتحدة بإنجازات غير مسبوقة، وقلت إننا سنغيّر وجه الشرق الأوسط وهذا ما نفعله اليوم»، وتابع: «النظام الإيراني يريد تدميرنا ونحن قريبون جداً من القضاء على قدراته النووية والصاروخية. والعملية في إيران ستقرّبنا من تحقيق أهدافنا في غزة»، لافتاً الى أننا «سنقيّم الأمور وسنعمل من أجل ألّا تشكّل منشأة فوردو أي تهديد علينا».
تفجير كنيسة ومصلين
من جهة ثانية، وفي تطور خطير، هزّ مساء أمس انفجار كنيسة مار إلياس في منطقة دويلعة في دمشق، أوقع 20 قتيلاً و52 جريحاً.
وأفادت وزارة الداخلية السورية «أنّ انتحارياً يتبع لتنظيم «داعش» الإرهابي قد أقدم على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة». وأوضحت «أنّ الوحدات الأمنية سارعت إلى موقع الحادث، وطوقت المنطقة بالكامل، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم».
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر قولها، إنّ «الانفجار أحدث حالة من الذعر بين الأهالي، في حين هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان لنقل المصابين وتأمين المنطقة، دون معرفة أسباب الانفجار أو طبيعته، بينما باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في ملابساته». وأشار إلى أنّ «كنيسة مار إلياس تعدّ من أبرز الكنائس المسيحية في دمشق، وتحمل طابعاً روحياً وتاريخياً مهمّاً بالنسبة لأبناء الطائفة المسيحية في المنطقة. وغالباً ما تحتضن الكنيسة فعاليات دينية واجتماعية، وتُعدّ مركزاً لتجمّع الأهالي في الأعياد والمناسبات».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 12 دقائق
- الجمهورية
زعيم الديمقراطيين فى النواب الأمريكى يطالب بعزل ترامب
وأثارت العملية العسكرية موجة واسعة من الجدل بين المشرعين الأمريكيين، حيث أيد معظم أعضاء الحزب الجمهوري الضربة، معتبرين إياها ضرورية لحماية الأمن القومي، بينما اعتبرها عدد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين "انتهاكًا للدستور وصلاحيات الكونجرس". فمن جانب الحزب الجمهورى أشاد السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ (جمهوري عن ولاية ميسيسيبي) بالعملية العسكرية، معتبرًا أنها "إشارة واضحة إلى قوة الولايات المتحدة"، لكنه حذر من أن البلاد "تواجه الآن قرارات مصيرية تتطلب حذرًا شديدًا"، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس . وقال السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية (جمهوري - أيداهو): "هذه ليست حربنا، بل حرب إسرائيل ، لكن إسرائيل حليف وثيق، ونزع سلاح إيران يصب في مصلحة الأمن العالمي"، وأضاف: "لن يكون هناك وجود عسكري أمريكي بري في إيران". أما رئيس مجلس النواب ، مايك جونسون (جمهوري عن ولاية لويزيانا)، فأكد أن "الرئيس منح إيران كل الفرص الممكنة للتفاوض على اتفاق نووي، لكنها اختارت المواجهة"، مشددًا على أن "هذا الهجوم يحول دون حصول أكبر دولة راعية للإرهاب على أخطر سلاح على كوكب الأرض". وأكد السيناتور الجمهوري جون ثيون (عن ولاية داكوتا الجنوبية) وقوفه الكامل خلف الرئيس ترامب ، قائلاً: "الرد كان ضروريًا، وأؤيد الرئيس تمامًا في هذه الخطوة". وعلى الجانب الآخر، انتقد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب ، حكيم جيفريز، الخطوة العسكرية، قائلاً: "الرئيس ترامب ضلّل الشعب الأمريكي بشأن نواياه، وفشل في الحصول على تفويض من الكونجرس، وهو بذلك يتحمل كامل المسؤولية عن أي تداعيات قد تنتج عن هذا التحرك العسكري الأحادي" ووصفت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز (ديمقراطية عن نيويورك) الضربة بأنها "انتهاك خطير لصلاحيات الحرب المنصوص عليها دستوريًا"، معتبرة أن "ما حدث يرقى إلى أساس دستوري صريح لعزل الرئيس". بدورها، أعربت النائبة رشيدة طليب (ديمقراطية عن ولاية ميشيغان) عن رفضها التام للهجوم، قائلة: "الشعب الأمريكي لا يريد التورط في حروب لا نهاية لها في الشرق الأوسط... الضربة العسكرية تمّت دون موافقة الكونغرس وهذا غير مقبول". كما انتقد السيناتور الديمقراطي تيم كين (فيرجينيا) القرار قائلاً: " ترامب أظهر سوء تقدير واضحًا. الأمريكيون لا يريدون حربًا مع إيران ، والكونجرس يجب أن يكون شريكًا في اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية". حتى داخل الحزب الجمهوري، ظهرت أصوات معارضة للضربة. إذ نشر النائب توماس ماسي (كنتاكي) على منصة X (تويتر سابقًا): "ما فعله الرئيس غير دستوري. إعلان الحرب من صلاحيات الكونجرس وحده". كما أعربت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن تحفظها، قائلة: "لسنا ملزمين بخوض حرب ليست حربنا". وفي السياق نفسه، عبّر ماكس روز، عضو الكونغرس السابق والمستشار في منظمة "VoteVets" لقدامى المحاربين، عن قلقه من "توريط البلاد في حرب غير مبررة دستوريًا"، واصفًا الخطوة بأنها "غير قانونية". وتأتي هذه الضربة في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط ، وسط تحذيرات من انزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة. وفي هذا الإطار، دعا عدد من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين إلى إحياء النقاش حول إصلاح "قانون صلاحيات الحرب" الذي يقيّد قدرة الرئيس على التحرك العسكري دون موافقة الكونغرس. وقد أشارت وكالة أسوشيتد برس إلى هذا التوتر الإقليمي والجدل الدستوري داخل الكونغرس بشأن صلاحيات الرئيس، وذلك في تقريرها بعنوان " ترامب يثير الجدل حول الصلاحيات الرئاسية بعد ضرب إيران".


الجمهورية
منذ 12 دقائق
- الجمهورية
تفاصيل الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية
من جانبها أكدت إيران عدم وجود "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في " أصفهان" و" فوردو" و" نطنز" بعد الغارات الامريكية. ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة إيران إلى جانب حليفتها إسرائيل التي تخوض حرباً منذ 10 أيام مع إيران. أشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن ترامب تصرف دون تفويض من الكونجرس ، محذراً من أنه ستكون هناك ضربات إضافية إذا ردت طهران بعمليات انتقامية ضد القوات الأمريكية. وصف ترامب العدوان الامريكى على ايران بأنه "ناجح تماماً".وقال في خطابه من البيت الأبيض الذي استغرق 4 دقائق: "كان هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي تشكله الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم"، على حد زعمه . أضاف حققت الضربات نجاحاً عسكرياً مذهلاً" .. موضحا محيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي"، محذراً طهران من أنها "ستواجه مزيداً من الهجمات إن لم توافق على السلام" .. متابعا "ينبغي على إيران، متنمر الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير وأسهل بكثير". وكان من اللافت غياب مديرة المخابرات تولسي جابارد، التي كانت على خلاف مع ترمب في الآونة الأخيرة بشأن استهداف إيران. قال المركز الوطني الإيراني للسلامة النووية، إنه لا توجد "أي علامات تلوث" بعد أن أجرى عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالمنشآت النووية التي تعرضت للضربات. قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لم يتم الإبلاغ عن أي "زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع" من المواقع الثلاثة التي تعرضت للقصف الأمريكي. قال ترامب، إن الولايات المتحدة استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات في الهجوم على منشأة " فوردو" النووية الإيرانية، فيما استخدمت 30 صاروخاً من طراز "توماهوك" في الهجوم على مواقع نووية أخرى. وأشارت الشبكة، إلى أنه كان يُعتقد في السابق، أن قنبلتين خارقتين للتحصينات ستكونان كافيتين لتدمير الموقع. أضاف مسئول امريكى أن موقعي " نطنز"، و" أصفهان" تعرضا لـ30 صاروخاً من طراز "توماهوك"، أطلقتها غواصات أمريكية على بعد نحو 400 ميل (نحو أكثر من 600 كيلومتر). قال مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن طائرات B-2 التي ضربت المواقع النووية الإيرانية في وقت مبكر، حلقت دون توقف لمدة 37 ساعة تقريباً من قاعدتها في ميزوري، حيث قامت بالتزود بالوقود عدة مرات في الجو. قال مسؤول آخر، إن 6 قاذفات من طراز B-2 أسقطت عشرات القنابل الخارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل على موقع فوردو النووي، الذي يقع في أعماق الأرض، وأطلقت غواصات تابعة للبحرية الأميركية، 30 صاروخ طراز TLAM على موقعي " نطنز" و" أصفهان". كما أسقطت إحدى قاذفات B-2 قنبلتين خارقتين للتحصينات على " نطنز"، بحسب المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته. أضاف أن الطائرات أسقطت العديد من القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل. قال مصدر مطلع إن القنابل المستخدمة في الضربات كانت من طراز GBU-57A/B ، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات". وسلط خبراء الضوء على هذا الطراز من القنابل، باعتباره النوع الوحيد القادر على تدمير منشأة " فوردو" النووية الإيرانية تحت الأرض. تُعتبر القنبلة الخارقة للتحصينات من أقوى الأسلحة غير النووية في أمريكا، إذ صُممت لضرب الأهداف المحصنة بدقة عالية، وقادرة على اختراق التحصينات العميقة. وتزن القنبلة 30 ألف رطل مع 6 آلاف رطل من المتفجرات. ويعد هذا العدوان أول مثال معروف لاستخدام القنبلة في العمليات العسكرية الأمريكية. ولفت المراقبون الانظار إلى أن خطوة استهداف منشأة " فوردو" فكر فيها رؤساء أمريكيون متعاقبون، ولكنهم قرروا في النهاية عدم القيام بها، ومن شأنها دفع ترامب ا بشكل مباشر في أزمة متزايدة كان يأمل في السابق نزع فتيلها من خلال الدبلوماسية.وهذه هي المرة الأولى منذ عدة عقود، منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، التي يقوم فيها رئيس أمريكي بنشر عتاد تابع لسلاح الجو لاستهداف منشآت رئيسية في البلاد. وفي تصريحات مكررة وصف ترامب نفسه بأنه معارض منذ فترة طويلة للسماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وقال: "قررت منذ وقت طويل أنني لن أسمح بحدوث ذلك". قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن التاريخ سيسجل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحرك لمنع أخطر نظام من امتلاك أخطر أسلحة في العالم. أضاف أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بالضربات قبل تنفيذها. وقال مسؤولان في البيت الأبيض، إن ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدثا بعد الضربات. وقال ترامب خلال كلمته إنه عمل بشكل وثيق لتنسيق الهجمات في إيران مع نتنياهو، والذي أشاد بقرار ترامب قائلاً إنه "سيغير التاريخ". في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة "إكس" من أن الهجمات الأمريكية "ستكون لها عواقب أبدية"، وأن طهران "تحتفظ بجميع الخيارات" للرد. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن إيران لن تجلس مع الولايات المتحدة دون أن يطلب ترمب من نتنياهو وقف الهجمات الإسرائيلية، وهو أمر لم يكن الرئيس مستعداً للقيام به. ودعا السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الهجمات الأمريكية الشائنة والاستخدام غير القانوني للقوة" ضد إيران. وكانت إيران أكدت مرارا أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، وأظهرت تقييمات وكالات المخابرات الأمريكية أن طهران لا تسعى بنشاط لامتلاك قنبلة نووية. في المقابل، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مسؤول إيراني تأكيده، أن "المواقع النووية أخليت منذ فترة، ولم تتعرض المنشآت لأضرار لا يمكن إصلاحها في هذا الهجوم"، بينما أشارت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى أنه "لا مخاطر بشأن أي تسرب إشعاعي محتمل" نتيجة الضربات. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنها "لن تسمح بتوقف مسيرة تطور هذه الصناعة الوطنية".


اليوم السابع
منذ 13 دقائق
- اليوم السابع
إخلاء طهران ومهلة الأسبوعين.. نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خداع ترامب للإيرانيين
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذى نأى بنفسه فى البداية عن هجوم إسرائيل على إيران ، تحول إلى مسار توجيه ضربات لمنشآت إيران النووية بمساعدة الخدع السياسية والعسكرية. وذكرت الصحيفة، أن إعلان ترامب الأسبوع الماضى عن مهلة أسبوعين لتحديد موقفه من الحرب ضد إيران لمنح الفرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي، كان أحد جوانب مسعى أكبر من التضليل السياسى والعسكرى الذى حدث على مدار ثمانية أيام فوضوية، منذ أن بدأت إسرائيل توجيه ضرباتها إلى إيران وصولا للحظة التي أقلعت فيها قاذفات الشبح الأريكية B-2 من ميسورى لتوجيه أول ضربات عسكرية أمريكية داخل إيران منذ الثورة الإسلامية فيها عام 1979. وذكرت الصحيفة، أن المقابلات التي أجرتها مع مسئولي الإدارة وحلفاء ترامب ومستشاريه ومسئولى البنتاجون آخرين مطلعين على الأحداث، أظهرت كيف أن فصائل مختلفة من حلفاء ترامب، تنافسوا خلال هذه الفترة للفوز بتأييد الرئيس الذى كان يتردد فى كل الاتجاهات بشأن ما إذا كان سيختار الحرب أم الدبلوماسية أم مزيج بينها. وحاول البعض تحديد الفصيل المهيمن بناء على من يلتقى بهم ترامب فى أى وقت. وبدا ترامب مبتهجاً للغاية وهو يقول إنه يمكن أن يتخذ القرار قبل ثانية من موعده لأن الأمور تتغير، لاسيما مع الحرب. فى غضون ذلك، كان ترامب يدلى بتصريحات حماسية تشير إلى أنه على وشك جر أمريكا للصراع، فكتب يوم الاثنين على تروث سوشيال "على الجميع إخلاء طهران". وفى اليوم التالى، قال إنه لم يغادر قمة مجموعة السبع فى كندا للتوسط لوقف إطلاق النار فى الشرق الأوسط، بل "لأمر أكبر بكثير". وطلب من العالم "التأهب". أثارت هذه التصريحات قلقاً فى البنتاجون والقيادة المركزية الأمريكية، وبدأ المخططون العسكريون يشعرون بالقلق من أن ترامب ربما يمنح إيران تحذيراً مبالغاً فيه بشأن ضربة وشيكة. ووضع القادة العسكريون خطة الخداع الخاصة بهم، إرسال مجموعة ثانية من قاذفات الشبح الأمريكية من ميسورى وتتجه غرباً فوق المحيط الهادئ فى طريق يمكن أن يراقبه متتبعو حركة الطيران يوم السبت، وهو ما ترك انطباعاً خاطئاً لدى العديد من المراقبين، وربما إيران، بشأن توقيت ومسار الهجوم، الذى جاء من اتجاه مختلف تماماً. وكانت خطة الهجوم قائمة بالفعل على حد كبير عندما كشف ترامب عن مهلة الأسبوعين يوم الخميس لتحديد موقفه من الحرب. وتحركت الطائرات المقاتلة وطائرات التزود بالوقود إلى المواقع، وكان الجيش يعمل على توفير حماية إضافية للقوات الأمريكية المتمركزة فى الشرق الأوسط. ورغم أن بيان "الأسبوعين" منح الرئيس مزيداً من الوقت للدبلوماسية في اللحظة الأخيرة، فإن مسئولين عسكريين قالوا إن الخدعة والخداع الذى حدث باستخدام طائرات بى-2 كان له أيضاً تأثير فى تنظيف الفوضى ـ التي كان الرئيس هو السبب فيها جزئياً.