logo
'رويترز' عن مسؤول إيراني: طهران تطالب واشنطن بضمانات لعدم الانسحاب من أي اتفاق

'رويترز' عن مسؤول إيراني: طهران تطالب واشنطن بضمانات لعدم الانسحاب من أي اتفاق

المدى١٨-٠٤-٢٠٢٥

أكّد مسؤول إيراني كبير، الجمعة، أنّ طهران تسعى للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بعدم انسحابها من أي اتفاق نووي جديد، في ظل مخاوف من تكرار انسحاب واشنطن من الاتفاق السابق عام 2018.
وشدد المسؤول، في تصريحات لوكالة 'رويترز'، على أنّ إيران ترفض تفكيك أجهزة الطرد المركزي أو تخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى الصفر، معتبراً هذه القضايا هي 'خطوط حمر' لا يمكن التفاوض بشأنها.
كما أكّد أنّ برنامج إيران الصاروخي 'غير قابل للتفاوض'، مشيراً إلى أنّ طهران تعتبره 'جزءاً من قدراتها الدفاعية المشروعة'.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه إيران والولايات المتحدة لاستئناف المحادثات النووية يوم غد السبت في روما، وسط توترات إقليمية ودولية متزايدة.
وفي وقتٍ سابق، أكد المتحدث باسم حرس الثورة في إيران، العميد علي محمد نائيني، أنّ الأمن القومي الإيراني والدفاع والقوة العسكرية خطوط حمر، مشدداً على أن لا مجال للتفاوض بشأنها أو مناقشتها تحت أي ظرف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»
«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

«مطرقة منتصف الليل» تضرب «الطموح النووي» وترامب يُخيّر إيران... «إما السلام أو المأساة»

في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه «محا» المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات جوية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، اعتبرتها طهران تجاوزاً لـ«الخط الأحمر»، في حين أكد مصدر إيراني رفيع المستوى، أنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب في منشآة فوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي. وبينما سارعت دوائر سياسية، إلى الحديث عن «نهاية» البرنامج الإيراني، فإن القراءة الإستراتيجية الأعمق -المدعومة بتقديرات خبراء وعلماء بارزين- تُظهر صورة مختلفة، لكنها بالتأكيد «أخرت لسنوات طويلة»... «الطموح النووي». فبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو الجاري، نفذت الولايات المتحدة أكبر ضربة عملياتية بقاذفات «بي - 2» في تاريخها، مستهدفة في عملية «مطرقة منتصف الليل»، المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في ناتانز وفوردو وأصفهان، ومستخدمة للمرة الأولى، أقوى قنبلة غير نووية في العالم لضرب «فوردو». وفي خطاب مقتضب، من القاعة الشرقية في البيت الأبيض، أعلن ترامب أن الضربات «الناجحة جداً»، دمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية «بشكل تام وكامل»، قائلاً إن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «ستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير»، معتبراً أن مستقبل إيران يحمل «إما السلام أو المأساة». وفي طهران، قال الرئيس مسعود بزشكيان، الذي شارك في تظاهرة بالعاصمة طهران للتنديد بالضربات، إن واشنطن تدخلت بعدما لمست «العجز الواضح» لدى حليفتها إسرائيل. وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي الموجود حالياً في إسطنبول، بأن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها. وفيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو طهران من أن مثل هذا الإجراء سيكون «أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق». إلى ذلك، أعربت دول الخليج عن «قلق بالغ» حيال الضربات الأميركية، وحذّرت من «تداعيات كارثية» إقليمياً ودولياً، لكنها «لم ترصد أي آثار إشعاعية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأميركية لمرافق إيران النووية». 7 قاذفات شبح.. و18 ساعة طيران.. و14 قنبلة أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين أن القوات الأميركية استخدمت 7 قاذفات شبح من طراز «بي-2» في عملية «مطرقة منتصف الليل». وفي معرض كشفه تفاصيل عن العملية، أوضح كاين أن «سلسلة الضربات الرئيسية تضمنت سبع قاذفات شبح بي-2» حلقت 18 ساعة انطلاقاً من البر الأميركي إلى إيران تخللتها عدة عمليات إمداد بالوقود في الجو. وكشف أن غواصات أميركية أطلقت نحو 24 صاروخ «توماهوك» على منشآت أصفهان النوورية، وأنه تم إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات فوق «فوردو» و«ناتانز».

مشاهدات من خارج الصندوق
مشاهدات من خارج الصندوق

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

مشاهدات من خارج الصندوق

من خلال تتبع الأحداث نجد ما يلي: -تمت لقاءات عدة بين الطرفين الإيراني والأميركي بواسطة سلطنة عُمان، للوصول إلى توافق في الملف النووي، حيث كان الجانب الإيراني يرى بأنه من حقه كدولة منضمة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تخصيب اليورانيوم في أراضيه للاستخدام السلمي المشروع، وبالمقابل يُعارض ذلك الجانب الأميركي. وبعد ذلك، حدّد اللقاء السادس في مسقط حيث تمثل تلك الجولة المرتقبة محطة محورية في المساعي الدبلوماسية على أسس تضمن التوازن بين المطالب الأمنية الأميركية والحقوق السيادية الإيرانية. (التهور الصهيوني): قبيل موعد إقامة اللقاء المرتقب بيومين قام رئيس حكومة الصهاينة بإعطاء الأوامر بشن الحرب الجوية على حين غرة وفي ساعات الفجر الأولى بقصف عنيف لجميع الأراضي الإيرانية. وشمل القصف المنشآت النووية - محطات الكهرباء -البنية التحتية -المطارات -منصات الدفاع الجوي -معسكرات القوى الأمنية -وشملت المنشآت المدنية بما فيها المستشفيات، بالإضافة إلى القيام بعملية الاستهداف الشخصي لاغتيال وتصفية القادة العسكريين والعلماء المدنيين المسالمين وهم في منازلهم! (استباحة الأراضي والسيطرة الجوية التامة): بشكل يومي وعلى مدار الساعة يتم انتهاك السيادة لدولة مستقلة وعضو في منظمة الأمم المتحدة. ومع ذلك التفوق الجوي بدأ الغرور يتفجّر في صدر رئيس حكومة الصهاينة (النتن) ويصدح بكلام غريب وهو تغيير نظام الحكم! ودعوة المواطنين في إيران للاقتتال الداخلي لقلب نظام الحكم! ويصرح بأننا أمام تغيير كبير وهو ولادة الشرق الأوسط الجديد! (الجانب الإيراني): بعد تلقي الصدمة وتجاوزها ، وبعد الاختراقات المتكررة واستباحة أجوائها ودك جميع مرافقها العسكرية والمدنية، اتخذت إيران قرار الرد باستخدام السلاح الصاروخي والمسيرات، وبالرغم من تواجد ما يُسمى بـ(القبة الحديدية) التي تتكوّن من مضادات مختلفة عدة بالنوع والقوى والمدى لدى الصهاينة، تمكنت بعض الصواريخ والمسيرات من الوصول إلى الأهداف المختارة بفعالية مؤثرة في الكيان الغاصب. (شعب الله المختار): هؤلاء الصهاينة يتوهمون بأنهم شعب الله المختار، وأن سائر البشر وخاصة العرب والمسلمين لا قيمة ولا وزن لهم، بل لا يعتبرونهم نظراء لهم في الخلق، ولذلك نجدهم ينكّلون وينتهجون الإبادة الجماعية والقتل المبرمج للشعب الفلسطيني واتباع سياسة التجويع بالحصار الجائر عليهم. وأمام أنظار دول العالم أجمع دون خوف؟ فهؤلاء الصهاينة لديهم اجندة وعقيدة يؤمنون بها والتي تنص على حرق المدن وإبادة الرجال والنساء والأطفال بكل قوة في سبيل بقاء الجنس الصهيوني. (رد الفعل الغريب): بعد اليوم الخامس من الاعتداءات السافرة من الصهاينة يصرّح المسؤول الأميركي بما يلي: 1 - يطالب الجانب الإيراني بالإذعان والاستسلام دون شروط! 2 - يذكر بأن مرشد الجمهورية هو الهدف التالي، وأنهم يعرفون مكان تواجده ولكنهم لن يستهدفوه حالياً، بل سيفعلون ذلك لاحقاً! 3 - التأييد المطلق لـ(الكيان السرطاني) في الاستمرار في قصف الأراضي الإيرانية. 4 - دعوة سكان طهران إلى مغادرتها فوراً؟ 5 - تدمير جميع مواقع المحطات النووية؟ *** -هل هذه المطالب بموافقة المجتمع الدولي؟ -هل تم اتخاذ قرار يدين المعتدي (الصهيوني) من منظمة الأمم المتحدة؟ ألا يعتبر هذا السكوت تشريعاً جديداً لإحياء شريعة الغاب؟ حيث القوي يأكل الضعيف؟ -هل هي بداية للانقضاض والتهام أي دولة مستقلة مستقبلاً؟! - ما هو دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ أليست إيران عضواً فيها وتخضع للتفتيش والمراقبة والمتابعة الدورية؟ هل دولة الكيان الصهيوني تخضع للمراقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ هل يمتلك الصهاينة القنبلة الذرية؟ (بيان الوكالة الدولية للطاقة النووية): أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها على اتصال بسلطات الأمن النووي الإيرانية للحصول على معلومات عن حالة المرافق المعنية وتقييم أي آثار قد تترتب على صعيد الأمان والأمن النووي. وذكرت بان هذه التطورات تثير قلقاً بالغاً، واضافت أنه يجب ألا تتعرّض المرافق النووية أبداً للهجوم، لأن ذلك قد يلحق أضراراً بالأرواح والبيئة على حد سواء. محذرة بأن الهجمات المسلحة على المرافق النووية قد تؤدي إلى انبعاث مواد مشعة وقد تترتب عليها عواقب وخيمة داخل حدود الدولة التي شُنَّ عليها الهجوم وخارج حدودها. واختتم البيان بأن المجلس يدعم التوصل إلى حل دبلوماسي للمشاكل التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني، وهو المسار الصحيح لضمان السلام والاستقرار والتعاون، وصرحت بأن إيران لم يستدل على قيامها بإنتاج القنبلة الذرية. (الخطر الداهم): إن توسعت رقعة الحرب لا سمح الله بمشاركة القوى الإقليمية فحتماً سيصل الخطر الإشعاعي إلى دول الإقليم كافة. وتلك المغامرة المتهورة من هذا الكيان السرطاني الغاصب سيجر المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه. والحقيقة أن الخطر قريب منا شئنا أو أبينا، فمن الواجب علينا أن نتخذ الإجراءات الاحترازية أمام هذا الخطر الداهم الذي يُهدّد أمننا وهي: - ترك المهاترات فيما بيننا. - التمسك بالوحدة الوطنية، وتعزيز ذلك بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشكل يحفظ أمننا وسلامة وطننا. ويشهد التاريخ بأن حكام الكويت لهم مواقف مشرّفة تجاه الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال الغاصب لأرض فلسطين، ولاتزال هذه المواقف مشهودة. وشكراً لسمو الأمير الشيخ / مشعل الأحمد، حفظه الله، على مبادرته المعهودة بالاهتمام بأبنائه المواطنين العالقين في جمهوريتي إيران والعراق بتوفير وسائل عودتهم سالمين آمنين إلى وطنهم. والكويت لها مواقف مشهودة تجاه فلسطين وتدعو إلى التمسك بالحلول السلمية وإنهاء ذلك الصراع الخطر. ختاماً: 1 - من الواضح بأن نتيجة استهداف واستباحة الأراضي قد وحّد الجبهة الداخلية في إيران ونجد تغريدات عدة من معارضين للحكم قد غيّروا مواقفهم ورفضوا التدخل الصهيوني حيث انتشرت تغريدة تذكر: (إن كنا لا نريد النظام القائم فهو بمزاجنا وليس بالتدخل الخارجي) 2 - أعلن الصهاينة حظر أي تصوير يُظهر آثار الضربات الصاروخية على إسرائيل، في خطوة وُصفت بأن هدفها التعتيم على الخسائر الحقيقية التي تقع في الدولة العبرية. شر البلية ما يضحك عندما يصرّح النتن، كذباً ويقول إيران تستهدف المدنيين ونحن نتجنّب قصفهم! للعلم فاق عدد النساء والأطفال الذين قتلهم الصهاينة في قطاع غزة عدد النساء والأطفال الذين قتلوا في عام واحد في أي نزاع آخر . 3 - لم يتعرّض العمق الصهيوني طوال تاريخه إلى مثل ما حدث الآن، وبالفعل أثلج هذا العمل قلوب المؤمنين ويبدو بل من المؤكد أن هذه الصواريخ التي عبرت مسافات طويلة للوصول إلى هدفها، رسالة لقلوب المؤمنين الذين كانوا ينتظرون هذه الفرصة بفارغ الصبر، وهذه دلالة على ما يكنه العرب والمسلمون تجاه الصهاينة من مشاعر سلبية بسبب جرائمهم المتكررة. ويبدو أن هذا الكابوس الصهيوني اللقيط الذي جثم على صدور الأمة منذ سنوات قد بدأ يلوح في الأفق بريق الأمل من نفق مظلم على هؤلاء القتلة الذين تجمعوا في أرض فلسطين من شتات. وهمُ ( بنوصهیونَ ) إلا أنهم زادتهمُ العصبيةٌ النكراءٌ داسوا عفافَ المحصناتِ لأنهم لقطاءُ لم يُعرَف لهم آباءُ نقض العهود تكرر المشهد مرة أخرى ، بعد الإعلان الأميركي عن إعطاء فرصة للحل السلمي بمدة لا تتجاوز أسبوعين، فوجئ العالم مع ساعات فجر يوم الأحد الموافق 22/6/2025 بشن أميركا غارات جوية لقصف المنشآت النووية الثلاث (فوردو - نطنز-أصفهان ) بـ30 طناً من المتفجرات وتم الإعلان بنجاح الغارة وتدمير المنشآت المستهدفة بنسبة 95 %. و أضاف بانه تم اتخاذ قرار الخداع بهدف منع إيران من اتخاذ خطوات تقلل من أضرار الضربة! وذكر أنه تم الرد على القواعد الأميركية سيعتد ذلك عملاً حربياً، ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة ستستخدم حقها في الرد! نستخلص ما يلي: 1 - ميثاق الأمم المتحدة يعطي الشرعية للاعتداءات لدول معينة دون الأخرى. 2 - استخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها المنشآت النووية وإن كانت سلمية محظورة على المسلمين. 3 - الكيان الصهيوني السرطاني لا يمس بأي حال من الأحوال وسيادته على جميع دول الإقليم. 4 - الهيمنة الجوية تعني تمكن طرف واحد فقط من التحليق وقصف ما يحلو له دون خوف من رد فعل الآخر بسبب عدم وجود منظومة الدفاع الجوي الفاعلة، بالإضافة عدم وجود طائرات حربية حديثة تضاهيها. اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، واجعل بلادنا آمنةً مطمئنة وسائر بلاد المسلمين، والحمد لله رب العالمين.

لبنان بين «مطرقة منتصف الليل» وسندان حسابات إيران
لبنان بين «مطرقة منتصف الليل» وسندان حسابات إيران

الرأي

timeمنذ 4 ساعات

  • الرأي

لبنان بين «مطرقة منتصف الليل» وسندان حسابات إيران

فَرَكَ لبنان عينيْه على دويّ «مطرقةِ منتصف الليل» التي أيقظتْ العالمَ فجر أمس، راسمةً بقوةِ «القنابل الخارقة» تَحَوُّلاً هائلاً في المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية مع انخراطِ الولايات المتحدة مباشرةً في الحربِ التي باتت تقف أمام مفترقِ، إما المزيد من الانفلاش والتشظّي بلا أي ضوابط وإما التراجع في ربع الساعة الأخير عن حافةِ الانفجار الشامل. وفيما كانت المنطقةُ وعواصم القرار منهمكةً في رصْد ارتداداتِ الضربات الجو - مائية التي كتبتْ معها واشنطن ما أكدت أنه «نهاية البرنامج النووي الإيراني» الذي أعلنتْ أنها «محتْ خطره» باستهداف «مثلث» فوردو - ناتانز - أصفهان، بدا لبنان في قلب ساعات عصيبةٍ وهو يتحرّى عن ردّ فعل طهران على تطورٍ عسكري «للتاريخ» كرّس دخول إيران واقعياً في «وضعية البقاء». ومردّ التقصّي عن كيفية إدارة طهران مرحلة ما بعد الهجوم الذي شنّته الولايات المتحدة بقاذفات الشبح و«كفريق واحد مع إسرائيل»، إلى أنّ لبنان يمكن أن يجد نفسه في قلْب خطرٍ «يحوم شبحُه» فوق رأسه ويُخشى أن يصبح «حقيقةً» بحال أي اندفاعةٍ إيرانية في اتجاه «ثأرٍ» يتجاوز الطابعَ «الرمزي» أو حفْظ ماء الوجه أو «إسماعَ الصوت» ليَجْنح نحو خيارٍ قد يستجرّ انغماساً أميركياً أكبر وربما يَقْتضي تفعيلَ «الأذرع» واستخدام ما بقي من «مَخالب» لها. من هنا، تَمَحْوَرَ التركيزُ الرسمي في بيروت حول «التذكيرِ» بضرورة تجنيب توريط لبنان أو زجّه في المواجهة الإقليمية الدائرة، في رسالةٍ إلى «حزب الله» من دون تسميته، في الوقت الذي كان «مربط الفرس» في هذا الإطار يتّصل بكيفية تصرُّف إيران وسط تقديراتٍ بأنها قد تتفادى «حرقَ المراحل» وربما تَعمد إلى اختبارِ إعلانِ إسرائيل سابقاً أن ضَرْبَ فوردو سيعني «تحقيق هدف الحرب» وتأكيد واشنطن أن البرنامج النووي انتهى و«حان وقت السلام». وفي حين لم تستبعد هذه القراءة تركيزَ إيران «الردّ الانتقامي» الذي لا مفرّ منه على إسرائيل مع تحييدِ الولايات المتحدة أو الاكتفاء بضربةٍ محسوبة و«ناعمة» على طريقة ما أعقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، لإبقاء الباب مفتوحاً أمام الحلّ الدبلوماسي وإن الذي بات وكأنه مفروشاً بـ «الجَمر»، فإن الساعاتِ المقبلة بدت محفوفةً بمخاطر غير مسبوقة في الإقليم كما لبنان الذي يقيم فوق الصفيح الساخن والفالق الزلزالي الأخطر الذي حرّكته بقوةٍ القنابلُ الزلزالية الأميركية. وما عزّز حبْس الأنفاس في العاصمة اللبنانية أن الرئيس دونالد ترامب الذي يَعتمد إستراتيجية «السلام بالقوة» والذي حذّر إيران من «السلام أو المأساة الأكبر»، ومعه إسرائيل، ليسا في وارد التراجع عن دفتر شروط «الاستسلام الكامل» من طهران، والذي إذا صحّ أن البرنامجَ النووي «شُطب منه» بفعل الضربة الثلاثية الأميركية - وذلك بصرف النظر عن مصير مخزون اليورانيوم المخصب وإين خبئ – فإنه يَبقى على «اللائحة» بندا الصواريخ البالستية و«الأذرع» في المنطقة وفي مقدّمها «حزب الله». وفيما لم تُعْطِ تل أبيب إشاراتٍ إلى قرب وَقْفِ عملياتها التي استمرت بوتيرة عالية في إيران، فقد كان من الصعب استشراف ظروفِ العودة إلى أي مفاوضاتٍ، ولا بطبيعة الحال إمكانات نجاحها، في ضوء تَحَوُّل هدفها إلى أن ترفع طهران «الراية البيضاء» على الطاولة أو في الميدان، ووقوع الجمهورية الإسلامية بين «مطرقة منتصف الليل» و«سندان» أي ردٍّ غير محسوبٍ، وكلاهما يُخشى أن يضعا مصير النظام برمّته على المحك. وهذا ما يفسّر القلق اللبناني من انزلاقِ الحرب الإسرائيلية - الإيرانية إلى مزيدٍ من الأبعاد «غير التقليدية» بالمعنى العسكري والإستراتيجي واتخاذها طابعاً غير مسبوق في تاريخ الحروب في ضوء السوابق التراكمية التي تَحكمها، تقنياً وجغرافياً، والتي تمنحها بعض «السمات الهوليوودية». ولم يتأخّر رئيسا الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام في تلقُّف هذه الأبعاد الخطيرة ومحاولة التحوّط لأي إقحامٍ للبنان في البركان المتفجرّ، وسط توقف أوساط سياسية عند ما بدا «جرس إنذار» شكّله إعلان الخارجية الأميركية «اننا أمرْنا بمغادرة عائلات وموظفي الحكومة غير الضروريين من لبنان بسبب الوضع الأمني في المنطقة». وقد اعتبر عون «أن التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية - الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها ولاسيما قصف المنشآت النووية الإيرانية فجراً، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار لاسيما وأن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً». وناشد الرئيس اللبناني «قادة الدول القادرة التدخل لوضع حد لما يجري قبل فوات الأوان»، مشيراً إلى «أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لاسيما وأن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال». وكان عون تابع منذ فجر أمس التطورات العسكرية التي نتجت عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، وظل على اتصال مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكداً على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد. بدوره أعلن سلام عبر منصة «اكس» أنه «بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة. وَعْيُنا لمصلحتنا الوطنية الـعليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة». وكان سلام أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية «تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان». وقد جرى الاتفاق على «إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني». وفي السياق نفسه، أجرى سلام سلسلة اتصالات شملت كلّاً من وزير الدفاع ووزير الداخلية أحمد الحجار، وقائد الجيش «وذلك في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store